الخامس والعشرون

Start from the beginning
                                    

اما هو فأسرع هذه المرة اليها ينكمش داخل جسدها الناعم الصغير ويدثر نفسه جيداً محاوطها بذراعه كذلك هي التى مددت الغطاء عليهما وبدأت يدها تغرق داخل خصلات شعره الغزيرة والناعمة التى تعشقها وهو يغمض عينه مستمتعاً بحركتها تلك وقد بدأ يغفو كطفلٍ صغير استكان فى جسد امه براحة وحنو فبرغم كبر حجمه وقوة جسده وصلابته الا انه الآن يحتاج اليها والى نعومتها واحتوائها له .

اما هى فبرغم جسدها الضئيل الا انها غمرته بحنان قلبها الذى اكفاه وفاضَ .

نامت هى الآخرى على وضعيتها بعد يوم مجهد وحقائق مؤلمة سوف تلتئم بعد استيقاظهما .

فى الأسفل تقف منيرة مع سهيلة فاطمة فى المطبخ تعدن اشهى الاكلات ... اردفت منيرة بترقب _ يابنات ... معلش كملوا انتوا وانا هروح اشوف الحج توفيق .

اومأت سهيلة مردفة بابتسامة وهدوء _ روحى يا خالة ... ارتاحى انتى وانا وفاطمة هنكمل .

اومأت اليها واتجهت تغسل يداها ثم خرجت قاصدة غرفة الحاج توفيق ... طرقت الباب فسمح لها .

دلفت وجدته يجلس على سجادة الصلاة فقد انتهى لتوه من فرضه ونظر اليها يشير بيده مردفاً بهدوء وملامح حزينة _ تعالي يابتى .

اتجهت اليه منيرة تجلس ارضاً بجانبه وقد تناولت يده تقبلها باحترام مردفة _ ازيك يا عمى ... انا كنت عايزة ادخل اسلم عليك اول ما جيت بس فكرت حضرتك نايم .

اومأ برأسه مردفاً بهدوء وترقب _ فيكي الخير يابتى ... فيكي الخير ... انا كمان كنت هنادى عليكي دلوجيت ... انى رايد اتحدت معاكى .

ترقبت منيرة وضيقت عيناها متسائلة _ خير يا عمي ؟

نظر لها توفيق بندم واردف _ عايزك تسامحيني يابتى ... سامحيني ... انى غلطت فى حجك وحج حفيدي كتير ... ظلمتكوا جوى يابتى ... لاول مرة اعرف حقيقة الذنب اللى عملته ... انتى كنتى ونعم الام والزوجة ومرت الابن بس انى اللى كنت غلط ... انى اللى حكمت على الامور بالعرف بتاع ابويا وجدى ... جولت بت اخوي ودمى ولحمى ... جولت هى دي اللى هتسند ابنى وتشيل همه ... جولت اللى اعرفه احسن من اللى معرفوش ... بس انى طلعت ظالم ... وظلمت العيلة كلها بحكمى ... ولولا وصية اخويا كان زمان امور كتيرة اتغيرت ... بس كله مجدر ومكتوب ... حجك عليا يا ام سلطان ... حجك وحج سلطان وحج ابنى حبيبي عليا ..

تطلعت عليه منيرة بتعجب واردفت بتعقل وحكمة _ مسمحاك ياعمى ...
يكفى ان انت جد سلطان وابو حبيبي الحاج ابراهيم الله يرحمه اللى شفت معاه الهنا كله ... مسمحاك لانك رضيت عن ابنى وجبته هنا وسط اهله وناسه ... مسمحاك ونسيت الماضي كله بمجرد ما شفت حنيتك عليا انا وابنى ... الماضي عدى ياعمى وخلينا نفكر فى اللى جاي وننسى .

نظر لها بغموض وعقله يفكر ... هل هو الحج توفيق السوهاجى المعروف بحكمته وفصاحته ! ... كيف لم يستطع تمييز الصالح من الطالح .... كيف انخدع بأبنه اخيه هكذا وصدقها وظلم تلك الحنونة وابنها ! .

على القلبٍ سُلطان   "بقلمى آية العربي " Where stories live. Discover now