اقتباس ٩

15.4K 444 23
                                    

سيلين هانم !.

مسحت دموعها ووقفت من على سجادة الصلاة تردف بترقب _ نعم ؟

اردفت الممرضة بهدوء ورأفة لحالتها _ تقدرى تيجي تشوفي الاستاذ سلطان ... الدكتور قالي اجى اجهزك .

اومأت سيلين بلهفة واردفت وهى تنقاد خلفها _ تمام تعالي يالا .

خطت معها الممرضة بتعجب من حالتها التى تصادفها لاول مرة ... كانت تسمع عن هكذا حب فى الروايات او تراه عبر الافلام والدراما التركية والمكسيكية ولكن يتجسد امام عيناها ! ... لم تتوقع ابدااا .

جهزتها الممرضة بالملابس الواقية ودلفتا سوياً الى العناية المركزة بحذر ... تركت الممرضة يد سيلين التى اصبحت ترتعش من رؤية حبيبها وهو ممتد والاجهزة موصولة به عن طريق الانف وهو شبه فاقدٍ للوعى ...

اقتربت منه وهي تضع يدها المرتعشة على فمها لتكتم شهقاتها التى تتعالى لا ارادياً منها بينما الدموع تسقط كالفيضانات .

جلست على كرسي بجواره وتناولت كف يده تقبله عدة قبل بحب ومودة وهى تمد ذراعيها تتلمس خده ذو اللحية النابتة بحنو وتردف من داخل صمام قلبها _ مش متعودة عليك كدة يا سلطان ... عرفتك قوى وصلب وثابت وحبيتك وانت كدة ... فوق يا حبيبي يالا وقوم لي بالسلامة ...  فوق ومتخليش التعالب تاكل فيا ...

مسحت دموعها تتنهد بضيق مسترسلة وكأنه طفلها تسأله _ مين يا عمرى اللى عمل فيك كدة وحط لك السم ده ! ... مين القاسي اللى عايز يحرمنى منك ؟ ... قوم يا حبيبي علشان زى ما انت مصدر قوتى فأنت نقطة ضعفي بردو ....

يستمع اليها ... نعم يستمع لكلماتها التى دخلت اذنه فسكنت من الامه جميعها ...ولكنه يدعى النوم ... يريد المزيد من هذا المسكن الممتع ... يريد ان تردف على مسامعه هذه الكلمات الطيبة ... نعم يتألم ... ولكنه ألم ممتع فى حضورها .

تنهدت تحاول تهدأة شهقاتها مستكملة _ انا السبب ... مكنش المفروض اكلمك ... كنت هتفكر انى مسافرة ومتجيش ورايا هنا ... كنت هتبقى كويس دلوقتى وقاعد فى وسط عيلتك ... انا اللى وصلتك للحالة دي ... انا كنت انانية اوى فى حبي ليك يا سلطان ... حقك عليا ... متزعلش منى بس لانى حسيت باليتم وانى ماليش حد ... اهلى واخويا وابويا وامى واصحابي هو انت يا سلطان .

كانت تتمسك بكفه بين راحتها فمسك هو كفها ورفعه الى فمه يقبله بهدوء وهو يوارب عينه ويطالعها بحب يردف بأنفاس لاهثة ليطمأنها _ انتى السبب فعلا .

طالعته بفرحة ممزوجة بحزن واردفت بضحكة ودموع _ سلطان ! ... حبيبي .

اردف مستكملاً _ انتى السبب انى اعرف عدوى اللى كان ناوى يموتنى بالبطئ ... لولا اللى حصل ده انا مكنتش هعرف ابدااا ان حد بيحطلي سم .

سعل ببطء فأومأت معترضة _ خلاص ... خلاص يا حبيبي اهدى خاااالص ... متتكلمش خليك مرتاح دلوقتى وسيب الكلام لبعدين ... حاسس بأيه يا سلطان قولي ؟

تنفس ببطء يومئ بصمت ويستعيد انفاسه وهو يضغط على كفها بحب واطمئنان بينما هى تبتسم بسعادة وتذرف الدموع ايضاً .

دلف الطبيب يردف بترقب _ كفاية كدة بقي يا سيلين هانم ! ... مش عايزين نجهده .

اومأت بطاعة ودنت من كف يده تقبله عدة قبل شدد هو من احتضان كفه لكفها بحنو .

اردفت  بنعومة مطمئنة وهى تقف وتدنو منه  _ حبيبي انا جنبك علطول مش هروح بعيد ... هسيبك ترتاح .

شدد من يده واردف بصوت متقطع _ يا دكتور لو سمحت خلى سيلين معايا هنا ... انا عارف انه طلب شبه مستحيل بس معلش حاول ... كدة هكون مطمن عليها اكتر .

هز الطبيب رأسه يردف معترضاً _ ممنوع طبعا يا استاذ سلطان ... هى قريبة منك فى غرفة هنا وفيه عاملة هتجيبلها مستلزماتها الاساسية من غرفة العزل .

تنهد سلطان ببطء واردف بتصميم وصوت لاهث _ افهمنى يا دكتور لو سمحت ...انا عارف ان انتوا بتواجهوا وقت صعب اووى ... والتمريض كمان بيعملوا مجهود واضح اوى ... بس مينفعش سيلين تبعد عن عيني خصوصا ان مافيش حراسة هنا ... سيلين مستهدفة لانها سيدة اعمال زى ما حضرتك عارف ..... ولازم تبقى تحت عيني ...فلو هي مش هتكون جنبي هنا هقوم انا اروح معاها .

نظر الطبيب له بتعجب ثم نظر الى سيلين مردفاً باستسلام وضيق _ مش عارف اقول ايه ؟ ... لازم اخد موافقة الادارة ... بس انا معنديش مانع ... المهم انك تتحسن ... الاجهزة اللى متوصلة بيك دى هى اللى بتساعدك تتنفس غير كدة تنفسك حاليا معدوم ... حاول تتعبش ..

على القلبٍ سُلطان   "بقلمى آية العربي " Where stories live. Discover now