اقتباس ٥

15.6K 417 25
                                    


فى القاهرة
ذهبت سيلين الى الشركة بعد غياب يومين منذ ما حدث برفقة وداد حيث ظلت ضيفة عندها بعدما قرر مصطفى السفر للاسماعيلية لحضور جنازة احدى اقاربه وغاب ليومين .

كما انها هاتفت حارسها السابق محمد حتى يعود لعمله ان تحسنت حالته بعد تلك الاصابة ولبى طلبها على الفور وبالفعل عاد حارساً لها .

دلفت تخفي ملامحها وراء نظارة سوداء كبيرة حيث ان الجميع كان يتطلع عليها بعيون متقنصة .

حاولت التحلى بالقوة والثبات ولكن ما ان دلفت بهو الشركة حتى تذكرته وتذكرت خيانته ... رائحته ... عيونه ... ملامحه التى اشتاق لها قلبها الملعون ..

نزلت من تحت نظارتها دمعة خائنة فاتجهت مسرعة حيث المصعد تختبئ به ووداد تلحقها الا ان اختفت وراؤه وصعدت الى مكتبها تتنفس بعمق ووداد تحاول تهدأتها ودعمها مردفة _ سيلين ! ... اهدى يا سيلين مش كدة .

وضعت يدها على صدرها وحاولت سحب انفاس القوة واستجماع الثبات ثم اومأت لوداد ودلفت مكتبها لتحاول ان تباشر عملها علها تنجح فى ذلك .

بعد حوالى ساعة رن هاتف مكتبها فرفعته مجيبه بهدوء _ ايوة يا وداد .

اردفت وداد بترقب _ سيلين هانم ... ادم تحت واقف على باب الشركة وعايز يشوفك ... انا كنت هرفض بس قلت استأذنك الاول .

تنهدت تجيب بهدوء فلم تعد لديها قوة الصد والهجوم مردفة _ خليه ييجي يا وداد .

اردفت وداد بتعجب _ بجد ! .

اردفت سيلين بهدوء _ ايوة يا وداد ... انا مستنياه .

بعد قليل طرق مكتبها وتبعه دخول وداد وخلفها ادم الذى اردف بوجه ثعلبي ماكر _ سيلين ! ... عاملة ايه ؟

نظرت له ثم التفتت الى وداد تردف بهدوء _ تمام يا وداد .. اتفضلي انتى .

نظرت لها وداد بشك فأومأت سيلين مأكدة مما جعل وداد تغادر للخارج مستسلمة .

نظرت سيلين الى ادم بهدوء مردفة بترقب _ خير يا ادم .

اردف ادم بدهاء _ ابداً يا سيلين ... انا كنت جاي اطمن عليكي واعتذرلك عن كل اللى حصل منى ... انا بجد ندمان يا سيلين .

نظرت له بهدوء ثم اردفت _ تمام ... حاجة تانية ؟.

نظر لها بعمق واردف بتمثيل مضاعف _ ايوة يا سيلين ... انا وقت جتلك الشقة مكانش قصدى اتهجم عليكي زي ما وصلك .

تنهد يدعى الحزن مردفاً وهى تطالعه بهدوء _ انا كنت جاي اقولك الحقيقة اللى عرفتها وانا براقب سلطان .

نظرت له تستشعر الكذب فاردف بذكاء _ انا كنت رايح لبابا شقته فشوفت سلطان وهو نازل من عنده بس هو مشافنيش ... سألت نفسي ايه اللى جاب سلطان هنا ! وايه اللى ممكن يكون بينه وبين نبيل بيه ! ... قررت اراقبه وسألت لحد ما عرفت عنه انه خاطب بنت من حارته .

تساءلت سيلين وقد بدأ عقلها يتشوش مردفة _ يعنى عايز تفهمنى انك مكنتش تعرف انها خطة بين عمى وهو ! ... معقول ! ... طب انا اصدقك ازاي ؟

انتابه سعادة لشكها واردف بذكاء _ ببساطة لانى مستحيل كنت هوافق بخطة زى دي ... انا لو كنت عايز اعمل كدة كان فيه طرق تانية كتير غير انى اجيب واحد من حارة معرفش اصله ولا فصله واخليه يعمل كدة ... سهل جدااا انه ينصب علينا احنا الاتنين ... يعنى بصراحة هى كانت خطة غبية اوى من ابويا .

نظرت له بحيرة واردفت بترقب _ وبعدين ... كمل .

اردف ادم مستكملاً فى خطته لكسب ثقتها وبدأ توقيع معاهدة سلام بينهما _ ابداا ... بعدها كملت مراقبة لحد ما عرفت انه بيجهز شقة بفلوس اخدها عربون من ابويا بس طبعا واجهته انى هفضحه وهبلغك باللي عرفته بس انتى كنتى رافضة اي كلام مني ... وهو كان ذكي جدااا قدر يقنعنى انه هيبعد ومش هيكمل .

تنهد يدعى الحزن _ بس اكتشفت انكوا اتجوزتوا وان هو كان بيضحك عليا ... وقتها كان لازم اعرفك بس هو كان مانع ده تماماً ... وفعلا فضلت واقف تحت الشقة اللى هو اشتراها علشان استنى فرصة اشوفك فيها وابلغك بدة برغم انك كنتى دايماً بتصديني .

نظر لها بقوة مسترسلاً _ ولما لقيته نزل من عندك قلت بس هو ده الوقت المناسب وطلعت ابلغك بس انتى خوفتى منى وفكرتي انى جاي اتهجم عليكي ... ولما هو جه وعرف انى عندك خاف جدااا لاعرفك وضربنى بالشكل اللى انتى شوفتيه ده علشان مفتحش بؤي .

كانت تستمع له بعقل مشتت ضائع حزين تحاول عدم تصديقه مردفة بشرود _ بس انت كنت سكران يا ادم ... وطريقتك كانت بتقول عكس كدة .

اردف بمكر _ انتى اللى كنتى خايفة منى يا سيلين علشان كدة شوفتى الأسوء منى ... وانا مش هلومك لانى مسبتش عندك اي ذكرى حلوى ليا ... بس انا فعلاً ندمان وعايز افتح معاكى صفحة جديدة ... وعارف ان ده صعب بس هحاول واهثبت لك ده فى الايام الجاية .

نظر لها بترقب وجدها شاردة فأردف وهو يقف _ عن اذنك ... انا همشي .

على القلبٍ سُلطان   "بقلمى آية العربي " Where stories live. Discover now