الخامس والعشرون

Start from the beginning
                                    

شرد محمود ثم اردف بثقة _ عند بهية ... مافيش غيرها الوحيدة اللى عندها سر امها كله .

اومأ سلطان يردف بثقة _ كنت متأكد من كدة ... خلاص ياعمى حاول متتأخرش وانا هستناك ومش هتصرف غير لما تيجي ... مش عايز اروح لاختى واجرح امها قدامها .

اومأ محمود مردفاً _ تمام يا ولدى ... زين العقل ... انى هعاود علطول مش هتأخر .

اغلق معه ووقف يفكر بشرود ... هى من قتلت اباه ... هى من حرمته من والده الغالي وحرمته من عائلته ونسبه وحياته الطبيعية ... نزلت من عيناه دمعة حارقة عندما تذكر والده الغالي وهو يوصيه ويصطحبه الى المسجد ويملي عليه الحكم مثلما املى لقمان الحكيم على ولده ...

فتح زرار قميصه الاول باختناق يشعر بضيق ينتابه ... يريد ان يصرخ بأسم والده ..

وجد يد تلتف حول خصره وتعانقه خلفاً بحب ونعومة وتضع سيلين رأسها على ظهره العريض الصلب ..

اغمض عينه على آثر حركتها ووضع يده على يدها يحتضنها فأردفت هى بنعومة وحنو _ ادخل يالا الجو برد وانت لسة تعبان .

ابعد يدها قليلاً ولف جسده اليها ثم وضع يدها مجدداً حول خصره ولف هو ذراعيه حولها بتملك يطالعها بعشق مختلط بعذاب وحزن وعيون لامعة مردفاً _ لو مكنتيش في حياتى كنت هعمل ايه ؟

طالعته بعيون عاشقة وغمزت له بحركته التى تعلمتها واحبتها عن ظهر قلب مردفة بدلال وهى تتمايل عليه حتى تنسيه حزنه _ كانت حياتك هتكون مملة اوى ... ومافيهاش اي نوع من الاكشن ولا الحماس والوانها باهتة وفوضوية .

ابتسم لها يغمزها ايضاً بطرف عيناه مردفاً بأيماءة بسيطة _ حصل .

ضحكت بخفة ونعومة ووضعت رأسها موضع قلبه تستمع الى دقاته التى تسارعت واردفت بصدق وهدوء وهى فى احضانه _ سلطان ... متزعلش يا حبيب قلبي ... ربنا راسم لكل انسان طريقه وهو اللى عارف الخير فين وليه حكمة من وسط الامور ... ربنا اراد يطول عمرك علشان كدة انت قدرت تكتشف السم ده قبل ما لاقدر الله كان يتمكن منك .... وبردو لو ربنا كان رايد ان والدك يعيش اكتر من كدة كان حصل ... دي اعمار يا حبيبي ومتقسمة .

تنهد بعمق يخرج مرارة تكونت داخله ويشدد من عناقه عليها غير واعى ان عظامها تتألم ولكنها تحاملت حينما اردف بحزن _ افتكرته يا سيلين ... افتكرت كل لحظة عيشتها معاه ... كله مر من قدام عنيا كأنه حصل امبارح ... وجعت قلبي عليه ..

تململت من بين يده فحررها ينظر لها بأسف مردفاً _ انا آسف .

هزت رأسها تبتسم وهى تتناول كفه وتسحبه للداخل مردفة _ تعالى بس ندخل لان الجو برد .

دلفا سوياً واغلقت هى باب الشرفة التى تحاوطها مظلة كبيرة تخفي داخلها للمارة ... اتجهت تجلس على الفراش وتسحبه لحضنها كطفل صغير .

على القلبٍ سُلطان   "بقلمى آية العربي " Where stories live. Discover now