الفصل الثامن : حقيقة زمرد

Start from the beginning
                                    

حسناً دعونا نتركه حتي يأتي أهله ويأخذونه

لكن المساكين عندما إلتفتو إلي الوراء شاهدوا ڨلاد و الشياطين الذي معه. كانوا يقفون و علي وجههم ابتسامة خبيثة. ابتسامة أتية من الجهيم. ابتسامة يصحبها نظرة مرعبة. و قبل أن يفكر البشر في ردة فعل. كانت رؤسهم جميعها في قبضة ڨلاد. كان يضحك بكثرة هو و مجموعة الشياطين الذي معه أما انا فرجعت إلي شكلي الطبيعي و ملامح الحزن على وجهي لا اعرف كيف أوخفيها. في ظل رجعتنا إلي القصر لاحظ ڨلاد هذا الحزن فسألني عن سببه فأجبته و انا اكذب و قولتُ له :

انت لم تترك لي شخصاً لأقتله يا ڨلاد و تنتظرني أن اكون سعيدة؟

رد عليّ ڨلاد وقال :

حسناً سوف افعل المرة القادمة يا زمرد لكن الأن أريدك أن تكوني فرحة و تذوقي طعم الأنتصار.

عندما رجعنا إلي القصر ذهبت إلي أبي.... لوسيفر الملعون. كان يجلس علي عرشة كالعادة و عندما شاهدني و انا قادمة رحب بي و هنأني علي النصر و قالَ لي :

اهلاً بإبنتي احسنتم صنعاً اليوم بإنتصاركم.

نظرت له نظرة مليئة بالغضب و قولت :

ما الانتصار في قتل اشخاص ابرياء ألم تقل لي أنهم اشرار؟
كان بإمكانهم قتلي في لحظة عندما عرفوا أني لست من البشر لكنهم رفضوا وكان سبب رفضهم لقتلي هو رحمتهم. لقد كذبت عليّ. إنهم مجرد بشر عاديين لايؤذون أحد.. لماذا تفعل بهم كل هذا.

رد عليّ بنبرة مليئة بالخبث وقال : 

الشئ الوحيد الذي يتساوي به البشر هو الموت. زمرد
هذا العالم لم يكن قط عن الحقيقة أو الكذب.
الحقيقة هي كل شئ. بغض النظر عن هذا كل من يعيش في هذا العالم يعتقد اعتقاداً خاطئاً.
يعتقدون دائماً بأن الحقائق التي تناسب مبتغاهم هي الحقيقية.... هذا العالم لا يعرف الكمال فكلهم ينظر للحقيقة من وجهة نظر مختلفة. لا وجود للكمال فهذا العالم..ياعزيزتي هل تفهمين؟
لم اكن اكذب عليك عندما قولت أنهم أشرار فهذه هي الحقيقة من وجهت نظري انا.

ردت عليه و انا منفعلة وقولت :

كفاك من هذا الهراء لقد جعلتني اشارك في قتل اشخاصاً لا حول لهم ولا قوة كي تحقق رغباتك الدموية. هذه هي أول مهمة لي لقتل البشر و أخر مهمة ايضاً.

رد لوسيفر وهو غاضب وقال :

هكذا تريدين المعملة أن تكون إذاً... حسناً

طرقع لوسيفر اصابعه لأجد نفسي في قفصٍ من النار ونزل من علي عرشه و تمشي نحوي وهو يقول بسخرية :

ياللسخرية. عصيت و تكبرت علي الله بسبب غروري فرُزقت بإبنة تعصي أوامري و تتكبر عليّ.
لكني عندما فعلت هذا مع الله عاقبني و أخرجني من الجنة. انا سأفعل نفس الشئ معك يا زمرد. من الأن لن اعتبرك من ابنائي فأنت لا تستحقين هذا. هذه هي أخر ليلة لك بالقصر. عند دقات منتصف الليل إن لم تخرجي من القصر سأقتلك و سوف اضع دمائك فكؤس ليشربها جميع الشياطين الموجودة هنا.

عندما أنتهي من الحديث طرقع بإصبعه مرةً اخري فختفي القفص و أمر الجميع بالذهاب و منهم انا فذهبت إلي غرفتي و جلست أفكر و أقول ماذا افعل الأن. لكن جائتني فكره اخذت سيوفي و ارتديت ملابسي الملكية المخصصة بالقتال و نزلت إلي الأسفل. إلي المكان الذي يعذبون فيه الأسري عندما رأني حارس البوابة رفع سيفه وتقدم وهو يقول :

اعذريني أيتها الأميرة لكن لا استطيع أن اسمح لك بالدخول إلي هنا

لم اتكلم بل اخرجت سيوفي و طعنته و دخلت إلي الداخل لأجد حارساً اخر بالداخل.. لم افعل شيئاً ظللت واقفةً حتي جاء يجري نحوي ثم اختفيت و ظهرت من خلفه و أمسكت بعنقه وقمت بذبحه و من ثم أتجهت نحو أقرب زنزانة و قمت بفتحها لأري إثنان من البشر.. اقنعتهم أنني لن أوذيهم و هربنا من القصر و من ثم تركتهم يذهبون.
بعد خروجي من القصر نسيت طعم الاستقرار... كنتُ اتنقل من مكانٍ لأخر.. و كنت اعمل في إرشاد المجلور إلي الأحجار السحرية التي يبعونها إلي اشباه البشر و كنت أخذ منهم الكثير من الأموال مقابل هذه الخدمة... لكن حياتي لم تكن هادئةً ايضاً فما فعلته في قصر لوسيفر قبل خروجي كان كفيلاً بأن يجعله يريد قتلي فكان كل فترة يبعث بشيطان كي يقتلني لكن دائماً مايحدث عكس توقعه و انا من يقتله و في يومٍ من الايام كنت ذاهبة إلي مدينة المجلور فصادفت بيتاً وسط الأشجار الحمراء... كان هذا البيت بيتك يا سيد ثيودور و وجدت ماري جالسة بمفردها أمام المنزل فخِفت عليها كي لا يهاجمها احد الشياطين الاخري فقررت أن اتشكل علي شكلِ بشرية و اتسلق شجرة من الاشجار و اراقبها من فوق لكني لم أكمل بضع دقائق من مراقبتها ورأيت ماري تختفي و تتلاشي..لم اكن أصدق عيناي و ظللت اسأل نفسي و أقول أين ذهبت هذه الفتاة لكني تفاجئت بصوتٍ من اسفل الشجرة التي اجلس فوقها يقول :

من أنت ولماذا تراقبيني؟

كدت أن اقع بسبب ما فعلته لكني تماسكت ثم قفزت أمامها و انا اقول  :

انا اسفه كنت خائفةً عليكِ ليس اكثر.

ردت ماري وقالت لي :

خائفة عليّ من ماذا؟

زمرد : من الشياطين التي تتجول في الجوار

ضحكت ماري ضحكة سخرية وقالت  لي :

من الغريب أن تخافي عليّ من بني جنسك!

صدمت لوهلة ثم قولت لها :

كيف علمتي أنني شيطانة؟!!

ماري : استطيع أن اراكي علي هيئتك الحقيقية. تملكين أجنحةً جميلة علي أي حال

صدمتني كلِماتها و اصابتني بالخرس

تكلمت ماري وقالت :

تستطيعين البقاء معي قليلاً لو اردتي أن تستريحي من رحلتك و من الافضل لك أن تتجسدين علي شكلك الطبيعي فأنا اراه علي كل حال فلا داعي للتجسد علي هيئةٍ بشرية

فوافقت و ظللنا نتكلم و نلهو حتي جِئت انت يا أوليڨر و شاهدتني

_______

كنت اسمع قصة زمرد و أنا في قمة الإندهاش. كنت مندهشاً من قصتها و من شجاعة ماري التي ظهرت فأخر القصة و من الظروف و المواقف التي مرت بها زمرد.... كنت سأسئلها عن ما سيحدث بعد قتلها لڨلاد و ما الذي سيفعله لوسيفر لكن.......

ريڨيلار : عالم مجهولWhere stories live. Discover now