الجزء الثانى والعشرون

Start from the beginning
                                    

اعتصرها بحنو يتنهد عشقاً ثم اخرجه مردفاً بصدق وانفاس ساخنة واعترافات مسكنة لاى ألم  _ عارفة اول ما كلمتيني ! ... واول ما سمعت صوتك ... عرفت علطول ان فيكي حاجة ... حسيت بيكي ... ولما وداد قالت انك هنا مفكرتش في اي حاجة غير انك اكيد هتحسي بالوحدة ... وده نفس احساسي طول الاسبوع اللى فات ... برغم ان كل عيلتى حواليا ... بس انا وحيد ويتيم من غيرك ... علشان كدة كان لازم اجى واكون معاكى ... انا وانتى مش اتنين يا سيلين ... انا وانتى روح واحدة ... انا محتاج وجودك جنبي اكتر منك ... محتاج حبك ... وقلبك ... وريحتك ... وملامحك ... تفاصيلك كلها بعشقها مقدرش اعيش من غيرها ... علشان كدة انا اللى لازم اكافئك مش انتى ... انتى نصيبي الحلو من الدنيا ومن العذاب اللى انا شفته فى حياتى ...  مكافئتى ليكي هتكون بعد ما نخرج من هنا ان شاء الله ... بس خليكي علطول جنبي ... متخليش حد يكسرنى بيكي .... سيلين انا خوفي الحقيقي مش من مرض ولا وجع ولا موت ... انا خوفي يوم ما تبعدى عنى ... يوم ما انادى عليكي ومترديش ... لان انتى اللى هتاخد بأيدي للجنة ... انتى اللى انا عايز اكمل معاها حياتى وحتى بعد عمر طويل ليكي طبعا لو ربنا كتبلي اكون من اهل الجنة مش هتمنى غيرك .

هزت رأسها ونزلت دموعها على صدره بصمت بينما هو شعر بها فابتعد ينظر لها بتعجب وحزن متسائلاً _ بتعيطي ليه بس ؟...

ابتسمت بوهن واردفت _ علشان بحبك اوى .

ضحك بجاذبية مردفاً يغمزها بطرف عينه _ طب ايه ؟ ... فين عربون المحبة ؟ .... بطلي عياط علشان انا مجبتش مناديلي وانا جاي .

اخفضت رأسها تبتسم بخجل بينما هو اقترب منها وكاد ان يخطف قبلة ناعمة من شفتيها المنكمشتين لولا طرق الباب وتبعه دخول الطبيب وممرضتين ترتديان الملابس الخاصة بالعزل وتحملان وجبات الطعام الخاصة بالمشفى كذلك الادوية الخاصة بحالتهما .

استغفر سلطان فى سره مبتعداً بينما سيلين احتمت فى ذراعه بخجل فأردف الطبيب متحمحماً _ بيتهيألى تصرفك كان غلط جدااا يا استاذ سلطان ... كدة مش تضحية كدة هلاك .

اردف سلطان بثقة _ صلي ع النبي يا دكتور مافيش هلاك ان شاء الله ... انا وسيلين هنتبع التعليمات ونخرج من هنا بخير ... والفضل فى ده بعد ربنا لحضرتك والفريق اللى معاك ..

تنهد الطبيب يهز رأسه بيأس وينظر له بتعجب فى امر هذا المحب ... كيف له ان يرمى بنفسه فى الهلاك لاجل زوجته ! ... فمثل هذا الوباء رأى ان المرء يفر من اهله لينجى بعمره ... كيف له ان يأتى وبدون اي تردد يرمى بنفسه فى عناقها بل وفوق هذا يكون بهذه السعادة ! ... حقا لم يرى ....

اقترب منهما قليلاً واردف بعملية _ هناخد عينة دم منك علشان التحاليل وكمان هتعمل اشعة مقطعية ..

ثم التفت للمرضتين مسترسلاً _ ياريت تشوفوا شغلكوا .

اسرع الممرضتان لاعطاء سيلين الادوية المناسبة كذلك تحضير اسطوانة الاوكسجين والماسكات الخاصة بالجلسات التى سيحتاجونها فى الايام القادمة ..

على القلبٍ سُلطان   "بقلمى آية العربي " Where stories live. Discover now