#البارت_الاول

3.9K 70 15
                                    

#البارت_الأول
#ألواح_القدر
#حور_ساري
"ياريت يا أستاذه جومانا تبطلي اكل عشان متطرديش زي كل مره"
فور انتهاءه من جملته تحولت جميع الانظار الي فتاه تمسك  بزجاجه مياه غازيه و تاكل شطيرة لتتوقف عن الأكل و تنظر الي ذلك المعلم و تقول بسخريه خفيفه :
_يعني حضرتك منزلنا من بيوتنا علي ملا وشنا الساعه 8 الصبح لا لحقنا نفطر ولا نغسل وشنا حتى و واقف عامل تشرح لحد م الساعه وصلت 11 ونص و مستخصر فيا حته باتيه افطر بيها !
ارتفعت قهقهات الجميع ليغتاظ المعلم و يقول لها :
_لسانك الطويل ده هيوقعك في المشاكل يا جومانا
قالت جومانا بلا مبالاة بصوت منخفض :
_ و انا بحب المشاكل
لتردف إلى نفسها بضيق :
_كان مالي انا و مال الشغلانه السودا دي
لتوبخها فتاه تجلس بجانبها قائلة بلوم :
_ بطلي برطمه بقي يابنتي مش عشان المستر بيعديلك الكلام اللي بتقوليه يبقي تسوقي فيها و بعدين ده بيحبك والله بطلي تغلبيه
قالت جومانا بأعين متسعه :
_ بيحبني!!! أُمال لو بيكرهني هيعمل فيا ايه إسراء ونبي اسكتي خالص قال بيحبني قال
_ براحتك بس لما تشيلي الماده بتاعته متجيش تعيطي
قالت جومانا ببعض من الغرور و هى ترفع رأسها بشموخ :
_ هه اعيط.. انا اعيط!! لو ناسيه جومانا دويدار تبقي مين افكرك
لتقول فتاه أخرى تجلس بالقرب منهم :
_ اهي هتتغر بقي
لتلتفت جومانا لها قائلة  :
_ و اعيش و اتغر يا روحي
ليمر بعض الوقت ليعُلن المعلم إنتهاء الدرس ، ليبدأ الجميع في الخروج ، لتقول جومانا و هي تجمع أغراضها :
_ إسراء هو انا لو بلغت عن المدرس هو و السنتر الحكومه هتديني كام؟
إسراء بصدمه :
_ يخربيتك تبلغي عن مين انتي عايزة تسقطينا و تخلينا نشيل السنه
جومانا بلا مبالاه و هي تغادر من باب القاعه بعد حزم أغراضها :
_ انا كده كده شايله السنه ف مش ناويه اشيلها لوحدي ف فكرت أبلغ عن المدرس و ابقي رحمت نص الدفعه منه و من رخمته و ابقي استنفعت من الحوار
إسراء بخوف من تهورها :
_ لا لا اهدي انتي مجنونه و تعمليها بطلي هبل يا جومانا المستر لو عرف هيسقطك بجد
ابتسمت جومانا بخبث و هي تقول :
_ لا مهو مش هيلحق يسقطني
هبطت جومانا من علي الدرج بجوار إسراء و بقيه الطلاب و خرجوا سوياً من المبنى لتخرج جومانا هاتفها و تطلب رقم الشرطه ، لتقول لها إسراء بفزع :
_ استنى استنى يخربيتك هتعملي ايه
_اهدي بقي انا خلاص هبلغ عنه ياشيخه ده زهقني في عيشتي و بعدين هو مش انتي لسه جايبه في إمتحان اتنين من تلاتين! متضايقه منه ليه بقى؟!!
لتقطع حديثها و تجيب الهاتف :
_الو 122 معايا؟
_ايوا حضرتك في أي بلاغ عايزة تقدميه
جومانا بنبرة جاده :
_ ايوا عايزة اعمل بلاغ
_طب ياريت اسم حضرتك و عنوانك و سنك و نوع البلاغ
_انا جومانا محمد دويدار  العنوان ******في المعادي و سن....
قطعت حديثها عندما سمعت صراخ زميله لها ، لتنظر إلى اتجاه الصراخ لتجد رجال مُلثمين بالكامل و مُمسكين بإسلحه ناريه و يختطفون جميع زملاءها ، ارجلها شُلت من هول المنظر لم تفق الا عندما اقترب رجل من هؤلاء المُلثمين منها ، حاولت الهرب حتى تستغيث بأي أحد لينجدهم عندما وجدت ان جميع المعلمين و مساعديهم متواجدون بالمبنى و من المُحال ان يلاحظون اختطافهم ، لذا ركضت من ذلك المُلثم حتى تتجه إلى الطريق العام الملئ بالناس لاكن اسرع هذا الرجل إليها و بدء بتكميم فمها حتى اسودت الرؤيه من حولها شيئاً فشيئاً و لم تشعر بشيء سوى ارتطام رأسها بالأرض لتغيب عن الوعي في الحال
________________________________________________
_ حد يخرجنا من هنااا
_انا مش عايزة اموت
_ياللي هنا في واحد معانا عنده السكر و محتاج انسولين
كان الضجيج يملاء المكان أصوات البكاء و الاستغاثة العاليه ايقظوها من اغماءها ؛ فتحت اعينيها بتمهُل ليهاجمها آلم رأسها الذي اشعرها بدوار حاد لتغلق اعينيها في محاوله لتقليل آلام رأسها  ،  لاكنها سرعان ما فتحت اعينيها مجددا عندما شعرت بيسل خط من  دماء على جبهتها ، لتنظر حولها فوجدت انها بمكان متهالك اشبه بمخزن قديم ووجدت أصدقائها يستغيثون ، حاولت الحراك لكنها وجدت يديها مُقيدين لتنتبه لأحد يُحادثها :
_ انتي فوقتي؟!
نظرت له جومانا و قالت :
_ايوا.. احنا بقالنا قد ايه هنا؟
_ ست او سبع ساعات مش متأكد بس عدى علينا وقت كبير
اغمضت عينيها بآلم من رأسها ، ليقول لها ذلك الولد :
_دماغك بنتزف علي فكرة
_ خدت بالي.. طب ايه احنا كده مخطوفين بجد ولا ايه
نظر لها بسخرية و قال:
_لا مخطوفين كده و كده و رامز جلال هيطلع يتصور معانا دلوقتي
قالت جومانا بضيق منه :
_مش وقت ظرافه علي فكرة ، اقصد يعني محدش دخل قال حاجه او عرفنا هيعملوا  فينا ايه هيطلبوا فديه كده يعني
اومئ الولد بنفي قائلاً :
_لاء ، دخلوا كام مرة اول مرة كان بيدخلوا الراجل ده
  ثم أشار بعينه الي رجل ملقي في ركن جانبي ، لتنظر جومانا الي حيث أشار ، لتسمعه يردف قائلاً :
_و بعدين دخلوا خدوه تاني ضربوه علقه موت زي مانتي شايفه كده و بعدين رجعوه علي هنا تاني.
قالت جومانا و هي تنظر الي ذلك الرجل بتعجب :
_مين ده!! ده شكله صغير علي الضرب ده كله عمل ليهم ايه؟!!!
_لما دخل اول مرة كان فايق و قال انه ظابط بس بصراحه محدش فينا مصدقه
جومانا بذهول :
_ افندم!! محدش صدقه!! يعني بدل ما تساعدوا الراجل تكذبوه!
الولد بإنكار :
_انتي مش شايفه شكله! ظابط ازاى بالضرب اللي اتضربه ده كله!!
جومانا بغضب و صوت عالٍ إلى حداً ما :
_انتوا متخلفين الراجل يقول انه ظابط بدل متساعدوا انه يخرجنا من هنا تقولوا شكله مش ظابط عشان مضروب!! و لو هو مش ظابط هيضربوه و يعذبوه ليه يا ذكي انت وهو!!
لتقول فتاه تجلس أمامها بتذمر:
_ كنتي عايزانا نعمله ايه يعني ماحنا متكلبشين زينا زيه لو عرفتي تعملي انتي حاجه بس ابقي اتكلمي
جومانا بغضب :
_ اه انا هعرف اعمل حاجه علي الاقل مش هقعد استنى لحد م يدخلوا يموتوني او يشرحوني..
ثم بدأت جومانا بتحريك يديها للأعلى حتى تصل لرأسها ، و بعد عدة محاولات استطاعت ان تأخذ دبوساً مخصص للشعر كان معلقاً بشعرها ، لتشرع بحل وثاقها باستخدام الدبوس و بعد مده لا تقل عن خمسه عشر دقيقه حلت وثاقها أخيراً ، لتنظر لهم جومانا بتعب و هي ممسكه ب هذا الدبوس قائلة :
_لو جربتوا تشلغوا عقلكم كان زمانكوا فكيتوا نفسكم من بدري.
بدء البعض في طلب منها ذلك الدبوس و البعض الاخر في طلب التحرر لاكنها تجاهلت الجميع و اتجهت نحو هذا الركن الجانبي حيث يقبع ذلك الرجل ، لتصل له ثم تلتفت إليهم و تقول بصوت منخفض حتى لا يستمع إليها احد المُلثمين من الخارج :
_ انا مش هفك حد منكم انا فكيت نفسي بالعافيه و مكنتش ضامنه هعرف افك الكلــبشات دي ولا لاء ، الاولويه بنسبالي دلوقتي الظابط ده يمكن يقدر يخرجنا من هنا
بدء البعض في الاعتراض فقالت لانهاء الجدال :
_انا مش هقدر افك حد فيكوا ف ياريت تبطلوا تتخانقوا عشان محدش يدخل دلوقتي و يقتلني لما يلاقيني فكيت نفسي ، هدوء شويه بعد ازنكوا.
لتستدير الي ذلك الرجل أمامها و تبدأ في افاقته قائلة  :
_ انت اصحى... يا استاذ انت فوق.. انت موت ولا ايه!!
ثم بدأت في ضربه ضربات خفيفه على وجهه و اكملت قائلة :
_ يا عم الظابط انت أصحي
لتصفعه على وجهه بقوه  بعدما نفذ صبرها معه و هي تقول :
_اصحى بقي
لتتوقف عندما شعرت به يستيقظ ، لتقول له :
_انت فوقت... هاا انت سامعني؟!!
فتح الرجل عينيه و نظر لها بتعجب و كاد ليقول لها شيئاً لكنها أسرعت بسؤاله :
_ انت كويس؟؟ قادر تقف علي رجلك؟؟
نظر لها بتفحص قبلما يقول :
_انتي مين؟
_ مش وقت انا مين دلوقتي ، ركز معايا  دي بنسه تمام شايفها؟!
وضعتها بين اصابعه و هي تقول ببساطه مستفزة :
_فك بيها نفسك يلا
نظر لها الرجل بتعجب شديد ليسأل نفسه :
_ من تلك المجنونه بحق الجحيم !!
لكن انتشلته جومانا من شروده قائلة :
_أنت مستنى ايه؟ فك نفسك مش انت ظابط!!
أجاب بتعجب :
_ايوا ظابط انتي مين
_ يووه هو انت اسئلتك كتير ليه
تركته جومانا و اخذت تدور حول المكان لعلها تجد مخرجا لكنها لم تجد سوى بعض الخردى و اخشاب قديمه ملاقاه أرضاً ، لتسمع صوت آثار أقدام لأحد يقترب منهم ، فأسرعت بالاختباء بأحد الأركان و اخذت عصا خشبيه من بين الأخشاب الملقاة علي الارض كنوع من انواع الحمايه لها
، ثم نظرت إلى زملائها و أشارت لهم بالهدوء عندما وجدت رجل مفتول العضلات يدلف إليهم.
نظر الرجل لهؤلاء المراهقين و من ثم وجه نظره إلى ذلك الضابط و قال بسخرية :
_ انت فوقت يا حلو؟! على العموم وقتك لسه مجاش.
ليعيد نظره لهولاء المراهقين قائلاً بحنق :
_ كل واحد فيكوا كده يقول هو عنده اي مرض ولا حاجه و من غير رغي كتير يطلع يقف عند الباب.
لينظروا إلى بعضهم البعض فى فزع ، بينما كانت جومانا تحاول إيجاد فكره حتى تنقذ زملائها من الموت ، نظرت إلى الضابط آمله في إيجاد اي مساعده منه لكنها وجدته يحاول تحرير نفسه فلم تجد سوى حل واحد فقط ، لتحث جومانا نفسها على تنفيذ تلك الفكرة قائله:
_ أنشأ الله هقدر  اتغلب عليه أو اعمل اي حاجه تخرجنا من المكان ده... انا مش هموت النهارده أنشأ الله..
لتتجه جومانا صوب الرجل الذي زجرهم قائلاً بحدة:
_ يلا يا يا واد منك ليه و انتي يا بت قومي يلا .. انتوا هتقعدوا تتفرجوا عليا!
اقتربت منه جومانا و هي ممسكه بعصا خشبيه كبيرة بعض الشيئ ، لتضرب بها رأسه بأقصى قوة لها ، ليترنح الرجل قليلاً و من ثم التفت و نظر لها قائلاً بحده و تفاجئ :
_ انتى يا بت فكيتي نفسك ازاى تعالى هنا
و هَم ليمسك بجومانا لكنها كانت الأسرع و هرولت بعيدا عنه ، لتقول جومانا و هي تركض مبتعده عنه بصراخ :
_ يخربيتك!! يخربيتك انت مموتش ليه!! مموتش ليه!!!
لم تستطع الاختباء في اي مكان أو الهرب من ذلك الرجل ليمسك بها ، قاومت و حاولت الافلات منه ليقول لها :
_بقي بتخبطيني بالعصايه و عايزة تهربي مني!! انتي تبع مين يا بت انتى و فكيتي نفسك ازاى
تابعت جومانا محاولاتها في التملص منه ليقول لها :
_اثبتي يا بت و ردي عليا فكيتي نفسك ازاى؟
نظرت له جومانا بتقزز و بصقت في وجهه  ليستشيط الرجل غضباً منها و يقول:
_ لا ده انتى زودتيها اووي يا رو*ح امك
ليشرع بخنـقها فبدأت جومانا في المقاومه لكن محاولتها باءت بالفشل أمامه و امام قوته.
كانت تستمع إلى صراخ زملائها و ندائهم بالاستغاثة لتحاول المقاومه في الأفلات من بين يدين ذلك الرجل لكنها فشلت مرة أخرى بسبب شعورها بالاختناق ، حاولت تحسس الارض بجانبها لعلها تجد شيئ ينجدها ، لتجد قطعة خردى قديمه ذو سن حاد لم تتعرف على نوعها لتمسكها جيدا بيديها و تطعــنها برقبته.
لحظات من الصمت مرت كالساعات عليها و هي ترى الرجل يلفُظ أنفاسه الأخيرة امامها حتى افترش الارض بجوارها جثه هامده  ، لتنظر جومانا على الدماء التى تغطى وجهها و يديها و من ثم نظرت إلى جثه الرجل الملقى بجانبها ، لتنهض و تنظر للجميع و تقول بعد لحظات من صمتها :
_ كان يستحق القتل
لتلاحظ ان الضابط حرر نفسه للتو لتقول له في محاوله منها لتشتيت نفسها عن الكارثه التى افتعلتها :
_سيادتك كل ده كنت بتفك حتت كلــبش!! انا حرفيا كنت هموت دلوقتي لولا ستر ربنا عليا!!! كنت مستنيه سيادتك تيجي و تلحقني من البلطــجي ده!
لينظر لها الضابط و يقول بحدة :
_محدش قال لسيادتك تتهوري و تروحي تضربيه بحتت خشبه و تعرضي نفسك للخطر
لتنظر له جومانا بتعجب و تقول بأستنكار :
_اتهور!! ده عايز يقـتل صحابي و زمايلي !! على الاقل انا عملت حاجه مش زي سيادتك فضلت قاعد ماسك في البنسه محاولتش حته تفك نفسك
ليقول لها بغضب :
_ كل اللى كنت محتاجه وقت مش هروح اقف قصاده و انا مش شايف قدامي و عارف ان في برا اتنين كمان معاهم اسلحه تموتنا كلنا و نر.....
قطع حديثه و صمت عندما استمع إلى أصوات اقدام تقترب منهم ، ليشير لجومانا بالصموت ثم نظر إليها ليجدها اتجهت صوب جثه ذلك الرجل و اخذت شيئاً من ملابسه ، ليدقق النظر جيدا ليجد انها تسحب سلاح ناري من بنطال الرجل و ذهبت لتختبئ فى إحدى اركان الغرفه.
دلف اثنين ممسكين بأسلحه ليقول أحدهما بصوت عالٍ :
_هاااا يا درش قسمت العيال ولا لسه الجماعه على وصول
لينظرا ليتفاجئوا بالضابط يقف بمنتصف الغرفه و بجواره جثه الرجل ، ليقول إحدى الرجلين :
_ شكلنا كنا غلطانين لما مخلصناش عليك على طول
و وجه سلاحه الناري عليه ، و هَم ليتقدم الرجل الاخر اتجاه الضابط لكنه اسمتع إلى صوت رفع زناد مسدس ، لينظر خلفه ليجد جومانا واقفه ممسكه بسلاح ناري و تقول :
_نزل انت و هو السلاح اللى معاكو ده
ليقول الرجل الذي كان اقترب من الضابط لتوه بسخرية :
_سيبي يا بت انتى اللعبه اللى في ايدك دي لتعورك
نظرت له جومانا لوهلة ثم وجهت المسدس الي مكان خالى به بعض الخردى و أطلقت النار بتهور ثم قالت ببرود مصطنع :
_الطلقه الجايه هتبقي في حد فيكوا نزلوا السلاح ده بدل متحصلوا صاحبكم
_سيبي يا بت انتى المسدس ده
و من ثم ذهب نحوها لكي ياخذ منها هذا المسدس لتطلق جومانا النار علي قدمه دون تفكير ليقع أرضاً و هو يصرخ ، ليقول الضابط بغضب :
_ ايه اللي انتى بتعمليه ده
جومانا بصراخ :
_ بحاول مموتش
ثم نظرت للرجل الاخر و قالت له بتهديد :
_انت روح فكهم كلهم من للكلبشات دي و لو عملت اي حركه غدر مش هتردد انى افضي المسدس ده كله فيك و مخليش حد يعرفلك ملامح
قال الرجل بإستسلام :
_انا مليش دعوه بحد هعملك اللى انتى عايزاه
_ تمام ادي المسدس اللي معاك للظابط ده يلا
صاح به رفيقه الذي كان يفترش الأرض بألم من إصابته :
_ اوعى تسيبهم يخرجوا يا متولي هيقتلوك يا غبي
ليلقى متولي المسدس على الأرض و اطاحه بقدمه اتجاه الضابط ثم قال لرفيقه المصاب :
_ اتفقنا كان على شويه العيال دي إنما مكنش موتي جزء من الاتفاق.
جومانا بحده :
_انتوا هترغوا مع بعض روح فكهم يلا.
  ثم ذهب الذي يُدعي متولي ليحرر هؤلاء المراهقين  ، و اتجه الظابط بجوار جومانا و قال لها بغضب :
_بطلي الطريقه اللي بتتعملي بيها دي انا زمايلي في الطريق
جومانا بإندفاع :
_الطريقه اللي انا بتعامل بيها خلتني عايشه و كلها 10 دقايق و ابقي انا و صحابي برا المكان ده
لتنظر فور إنهاء حديثها إلى متولي التي كلفته بتحرير زملاءها :
_انت كل ده بتفكهم من حته كلبش
لتستمع إلى الرجل المصاب يصرخ قائلاً :
_ مش هتلقحوا تخرجوا من هنا على جثـتي
نظرت له جومانا بسخرية و قالت :
_ لو سيادتك مش واخد بالك ف انت اللى مش هتلحق تخرج من هنا و بنسبه انه على جثتك ف احنا فعلا هنخرج علي جثتك بعد م دمك يتصفى
غضب الضابط من طريقتها و عدم التزامها لحديثه معها ، ليقترب منها ساحباً أيها إلى ركن جانبي نوعاً ما :
_ الدوريه جايه في الطريق دلوقتي مش هينفع نخرج من هنا
جومانا بتعجب :
_افندم!! ده اللى هو ازاى
_ من غير ازاى ، في مسرح جريمه هنا و الناس دي لازم يتحقق معاها و انتي كمان هيتحقق معاكي
غضبت جومانا و قالت :
_لو كلامك مظبوط ايه اللى هيخلي البوليس ولا الدوريه اللي بتقول عليها دي تتأخر كل ده علينا؟!! انا مش هفضل في المكان ده دقيقه تانيه انا هخر.....
صوت إطلاق نار اوقفها عن إكمال حديثها ، لتتسع عينيها بصدمه عندما وجدت ان طلقه البارود التى أُطلقت كانت من نصيب الضابط الذي كاد ان يسقط أرضاً إلا أن جومانا أمسكت به بصدمه ، وقالت له برعب متخلية عن برودها و قوتها التى تصطنعها :
_لا لا لا متموتش متموتش ... انت سامعني؟!!
لم تستطع ان تحمله لمده أطول ليقعا أرضاً و تسنده جومانا على قدميها و تضغط على مكان إصابته بأيدي مرتعشه و تقول له بخوف :
_ اوعي تموت انت فاهم انت لازم تفضل عايش .. رد عليا!!
كان الضابط يحاول الحفاظ علي هدوءه و ضبط أنفاسه ليقلل من ضرر إصابته ، حاول الوقوف لتثبته جومانا و تقول له برعب :
_ لاء اهدي متتحركش انت بتزف
ليقول لها الضابط بهدوء :
_ اسمعيني كويس ، بعد عشر دقايق من دلوقتي هبدء افقد الوعي ف ركزي في كلامي كويس اوي ، لو عرفتي تخرجي من هنا هتلاقي شارع عمومي ضلمه مش هتلاقي حد عشان المنطقه مقطوعه بس متقلقيش لو... م.. مش.. لو مشيتوا شويه..
بدء التنفس بصعوبه بسبب إصابته و توقف عن التحدث لوهلة لكنه اكمل قائلاً بتعب ظاهري :
_هتقابلي في الطريق الفرقه بتعتي زمنهم لاحظوا غيابي... و.. و اتحركوا عشان يوصلوا لهنا ساعدني بس أقف و لما اديكي إشارة تخدي صحابك و تطلعوا جري علي برا تمام؟!
اومأت جومانا رأسها له و قالت بتعجب :
_ طب و انت!! هنسيبك! ده انت بتزف
_ نفذي اللي بقولك عليه و بس ، انتى هتقدري تخرجيهم ، اسمعي الكلام
و لأول مرة تبلي جومانا الأمر بدون عناد ، لتساعده جومانا في الوقوف و يتجه الضابط الى متولي الذي ساعد رفيقه المصاب في الوقوف و اطلاق النار عليه بعد تحرير المراهقين من قيدهم ، و قال لهم :
_ ده اخركم فكرك ان حته رصاصه هتخلص عليا زيك
قال الرجل المصاب و هو يستند على متولى رفيقه : 
_انت متخصناش في حاجه  العيال هي اللي تخصنا ف لتتفضل مع السلامه معزز مُكرم و انت واقف علي رجلك لتقابل رب كريم ، هاا قولت ايه و متخفش خميس مبيرجعش في كلمته.
قال خميس جملته الأخيرة و هو يشير إلى نفسه ، لينظر الضابط إلى جومانا و يغمز لها بعينه ثم اتجه نحو الرجلين متولي و خميس و اشتبك معهم في شِجار ، لتذهب جومانا لأصدقائها الذين انحازوا على أنفسهم مبتعدين عن عراك الضابط مع الرجلين الاخرين ، و قالت لهم :
_ ورايا بسرعه دي فرصتنا.
لتتجه صوب الباب و تبدء في إخراج الجميع و هي تنظر إلى الضابط بتوتر و ترى الرجلين يتبادلوا الضربات عليه ، لتنظر إلى أصدقائها و تقول :
_اخرجوا هتلاقوا شارع عمومي امشوا لاخره لحد متلاقوا زي كمين كده و ابقوا احكيلهم اللي حصل و قولوا ليهم محتاجين عربيه اسعاف للظابط بسرعه عشان نلحقه قبل م يموت ، ليقول إحدى الواقفين لجومانا بتعجب :
_ و انتي هتروحي فين
لتقول و هي تدلف للداخل مرة اخرى:
_لازم حد يلحق الضابط اللي جوا ده اهم حاجه تجروا بسرعه و تلحقونا يلااا
لتمسك جومانا بذلك المسدس جيداً و تدخل بحذر إلى حيث كانت محتجزه  ، لترى الضابط ملقى أرضاً يتلقى الضربات حتى أوشك علي الموت بين ايديهم ، لتقترب جومانا منهم سريعاً و تطلق نار عليهم لكنها أخطأت التصويب فحاولت مرة اخرى و أطلقت نار مجدداً لتستقر طلقه البارود في رأس متولى ليسقط جثه هامده في الحال
ارتعد جسد جومانا عندما وجدت خميس ينظر لها بغضب و يترك الضابط الذي كان مفترش الأرض فاقداً الوعي و اقترب منها  ، لترفع المسدس بوجهه بإيدي مرتعشه و هي تحاول الجمود امامه ، لكنها استمعت له يقول بحنق :
_ انا مش عارف انتى طلعتيلي منين يا بت انتي.
ابتعدت جومانا قليلاً عنه و هي ما تزال توجه المسدس اتجاهه ، ليردف بسخرية و هو يقترب منها بخطوات عرجاء أثر إصابتها له :
_ الضابط بتاعك و خلاص بح انا خلصت عليه ، مكنش فيه حيل اساسا انه يقف علي رجله ، و شويه العيال اللي كانوا معاكي خلاص راحوا يعني مفيش غيرك انا و انتي بس و انا مستعد ادفن حي بس بعد م اسلمك للجماعه.
نظرت له جومانا ببعض من الخوف و هي مزالت تتراجع في خطواتها الي الخلف مع اقترابه منها ، و قالت له بتهور و غضب :
_ و انا هقتلك دلوقتي زيك زي الاتنين اللي قتلتهم قبلك
اقترب منها خميس بخطوات بطيئة و قال بسخريه :
_ عايزة تقتليني؟  طيب يلا أضربيني بالنار مستنيه ايه ، ولا انتى خايفه؟
نظرت له جومانا برعب مع اقترابه منها للغايه  ، لتبتعد عنه و تصوب المسدس نحوه و تضغط علي الزناد لتتفاجئ بنفاذ ذخيره الرصاص منها ، لبنظر لها خميس بسخريه و قال و هو يضحك :
_ ههه الرصاص خلص منك يا قطه
ليمسك جومانا من شعرها و يجرها خلفه وسط صراخها لتسقط أرضاً و أصبح خميس يجر جومانا خلفه من شعرها ليتركها ، و ينظر لها قائلاً بغضب و غيظ :
_دي عشان المصلحه اللي بوظتيها ليا
و ركلها في بطنها بقوه ، لتصرخ جومانا من من الألم و حاولت الزحف مبتعده عنه لكنه اسرع بجذبها من شعرها مرة اخرى و بدء في صفعها عدة مرات علي وجهها و اكمل بغضب :
_ و دي عشان الرصاصه اللي ضربتيها عليا
ليشرع  خميس في ضربها بأبشع الطرق ، ليتوقف خميس اخيراً عن تعذيبها عندما استمع إلى صوت رنين هاتفه ليتركها بتقزز و يذهب ليجيب هاتفه.
كانت جومانا تفترش الارض بضعف تأن من آلام جسدها آثر ضرب خميس لها ، حاولت الزحف نحو الضابط الملقى علي الارض ينزف ، لتستجمع قواها و تصل له و تقول له بضعف و آلم :
_ انت موت؟
وضعت يديها على رقبته بضعف لتتحسس نبضه ، ثم قالت بإبتسامه باهته و هي في طريقها إلى فقدان وعييها :
_ انت عايش... متقلقش هيلحقونا.. ال.. الفرقه بتعتك هتلحقنا .
لتستسلم إلى اغماءها و تغلق عينيها لتنفصل عن كل ما يدور حولها......
#حور_ساري
#ألواح_القدر
#روايات #رومانسي #مغامرة #تشويق #وعد #فراق #غموض #أكشن

ألواح القدر (الجزء الأول و الثاني) Where stories live. Discover now