الجزء الثانى عشر

Start from the beginning
                                    

نظرت له بألم ودموع انسابت كأنها نار تحرق قلبه وهى تعاتبه _ بتعملوا كدة ازاي ؟ ... بتقدروا تمثلوا ببراعة كدة ازاااي ..

اتسعت عيناها مسترسلة _ دانا حبيتك ! ... يااااااه دانت مش ممثل دانت ساحر ... ايوة ساحر عظيم .... اقنعتنى بالدور كويس اووووى ... ياااا  .... دانا فكرتك مختلف ... قلت ابن بلد وجدع ومتربي كويس ... بس انت اثبت لي انك تربية رخيصة فعلا ..

اكملت بوجع وصلابة مدعية القوة الزائفة _ تعرف .... عمى مقدرش يكسرنى ... موت اهلى مكسرنيش ... ولا انت ولا مليون نسخة واطية منك هتقدروا تكسروا سيلين الحلوانى ...

اشارت بيدها مسترسلة بنار مشتعلة فى صدرها _ هتاخد الست اللى معاك دى اللى اكيد ليها دور عظيم فى المسلسل ده وتخرج برا الشركة وبرا حياتى للابد ...

اما هو فلو كان احدهم احرق جسده حياً لكان ارحم له من ما يشعر به الآن ... لاول مرة يُهان ولا يستطع الرد ... وليس هذا فقط ... بل اهينت والدته بسببه .... اهين مِن مَن هي اكثرهن قرباً لقلبه .

تحولت نظرة الحزن والخزلان من عيناه الى غضب واردف بجمود وقسوة تحول اليها _ لحد هنا واقفى ... امى لاء ... تمام يا سيلين هانم .... امى لااااء ... املاكك عندك ... ومافيش اي مليم نقص منها .

اردفت بصوت عالى وهى تطالعه بقهر ودموع  _ براااا .

نظر لها نظرة اخيرة ثم جر والدته التى تقف متجمدة تماماً وخطى للخارج يريد الاختفاء والابتعاد الى ما وراء الشمس ...اما هي أردفت صارخة من خلفه _ طلقنى .

توقف عن المشي وتوقف قلبه اللعين الذى ينبض لها ... اردف وهو يواليها ظهره حتى لا ترى عيناه ولكى لا يهان اكثر من ذلك  _ انتى طالق .

غادر هو ووالدته من امام اعين ادم المبتسمة والمتشفية بينما هى نظرت لاثره الا ان اختفي واختفى معه الأمل من حياتها ... كأنه كان يربط روحها بيده والان سحبها معه ..

نظرت حولها للجميع بتشتت وتيه ثم اندفعت للخارج ومنه الى سيارتها مردفة بنبرة لا تحمل نقاشاً _ متجيش ورايا لا انت ولا الامن .

اومأ رأفت بطاعة وحزن على حالتها فالاعتراض ليس حلاً الان وركبت هى مكان القيادة وقادت بقوة وسرعة الى المجهول .

اما هو فابتعد قليلاً ثم توقف يلف جسد والدته المتيبس مردفاً بعز وضياع وأسف _ امى ... انا أسف .

قاطعته بصفعة قوية نزلت على خده من يدها لاول مرة مردفة بقهر وحزن _ احنا معدلناش قعاد هنا ... انا هاخدك لجدك فى الصعيد ... هو اللى هيعرف يعيد تربيتك ... لان واضح ان بعد العمر ده كله معرفتش اربيك صح .

كان ينظر ارضاً عاجزاً تماماً عن فعل اي شئ ... يريد ان يحطم الصخور بيده ولكنه مكبل بسلاسل حديدية متينة ... داخله نار ان اطلقها احرقت ما هو مزدهر فجعلته صحراءاً قاحلة ..

على القلبٍ سُلطان   "بقلمى آية العربي " Where stories live. Discover now