للنصيب رأي أخر《جمود أنثى》
الحلقة ( ٧ )..
محمد بصله بذهول، و مكنش مصدق ان صاحبه يعمل كده، وهو شايف ان الموضوع مش مستاهل يقول الكلام ده، محمد رد عليه: مالك يا وائل؟! في إيه؟!، انا مش قصدى اضايقك، بس مستغربك النهارده..
وائل بصله بنرفزه:ايه إللى فيا انهارده مخليك مستغربنى؟! عشان أكلت بسكوت؟! ولا عشان عجبنى وعايز اجيب منه تانى؟!
محمد سكت، و وائل اخذ نفس طويل وبعدين كمل كلامه: انا لما قولت للراجل يجيب علبه، كنت هديهالك عشان عيالك.
محمد بصله بذهول، وصعق من كلمته لما عرف انه كان هيشتريها ليه ولعياله، وبقى مش عارف يقوله ايه.
محمد متاخد فى الكلام: اااا، انا، مش... مش قصدى يا وائل ارخم عليك، حقك عليا.
وائل مردش عليه، واخد العلبه من الراجل ودفعله الفلوس، وأداها لمحمد: دى عشانك، انت والعيال.
محمد جه يتكلم بس وائل سكته بإشاره من إيديه: انا تعبان وعايز اروح.
وائل سابه ومشى ركب عربيته وطلع على طول.
محمد فضل مضايق ومتنرفز من نفسه ومن غبائه، لأنه عارف ان وائل صاحبه، بس مش المفروض يقف له على الواحده، بالشكل ده، بس هو برضه بيحاول يدى لنفسه مبرر انه إنهارده مكانش زى كل يوم، وبعدين استغبى نفسه تانى وقال لنفسه: طيب إيه المشكله يعنى، انا فعلا بحبه وبتمناله كل خير.. انا فعلا زودتها معاه إنهارده.
وائل طلع بعربيته، ووقف شويه على النيل، وخرج بره عربيته، وفضل يبص على النيل، وهو مش عارف هو ماله إنهارده، إيه الغريب إللى حصل فى حياته، طيب ليه لما بيعمل حاجه غير المألوف، أصحابه مش متقبلنها منه، فكر شويه وبعدين قال لنفسه: لغايه إمتى يا وائل ده هيبقى حالك، عايش لوحدك؟! بتاكل وبتشرب لوحدك؟! شويه وعنيه دمعت على حاله، فضل واقف كتير من غير ما يحس بالوقت، وبعدين لاحظ أن الدنيا ضلمت، فقرر انه يمشى، وهو رايح يركب عربيته لقى قطه صغيره بتدور على اكل، إبتسم وافتكر نهى لما أكلت الكلب، قام رايح جاب لنفسه سندويتشات واكل معاه القطه، وكان مبسوط قوى بالقعده دى، شويه وقام يروح على بيته.
وائل دخل بيته، وطلع ياخد شاور، وهو فى الشاور، غمض عينيه، و أفتكر يومه كان عامل إزاى، و حس ان يومه كان طويل غير العاده، بعدين فتح عينه، وقال لنفسه: ايه حكايتك بالضبط؟!.
خلص شاور وراح نايم من كتر التعب على طول.
تانى يوم نهى وصلت ندى للمدرسة، وطلعت على شغلها، وهى رايحه الشركه لقت نفس الكلب بتاع إمبارح، فضحكت أوى: اممم، شكلى كده هتبناك انت كمان، على العموم المره دى عامله حسابى على الفطار.
راحت طلعت فطار من معاها و اتدهوله، وبعدين دخلت على الشركه، واتعملها البصمه، وطلعت الدور الثالث على مكتبها، سلمت على زمايلها، وإيمان راحتلها مكتبها: بصى يا جميل تعالى اعرفك على المكان هنا.
نهى إبتسمت لها، وقامت معاها، وخرجوا مع بعض، اخدوا الأسانسير، ونزلول فى الدور الارضي، وإيمان بتعرفها الأدوار والاماكن، اول ما خرجوا من الأسانسير، لقوا محمد واقف قدامهم، محمد بصلها بإستغراب كأنه عايز يفتكر هو شافها فين قبل كده، وبعدين برق عنيه لأنه افتكرها: حضرتك كنتى مقدمه على وظيفه الhr! صح!.
نهى إبتسمت، ورددت عليه بخجل: ايوه، انا مضيت العقد إمبارح.
محمد بصلها من فوق لتحت، كأنه بيتفحصها، او بيحاول يشوف ايه إللى فيها خلا صاحبه يصمم انه يشغلها..
نهى لحظت نظرته ليها، واتخنقت منه أوى، لأن نظرته ليها ماعجبتهاش، وردت عليه: عن إذنك.
نهى مشيت خطوتين، فهو حب يوقفها: متهيألى ان الأستاذ على عرفك إمبارح ان شغلك فى الدور الثالث، مش هنا.
نهى وهى واقفه فى مكانها، لفت وبصتله بثقه وبتعالى شويه، هو لاحظها، و استغرب ان واحده زيها لسه جديده مش خايفه منه ولا خايفه على شغلها ليرفدها من قبل حتى ما تشتغل، وبتبصله بالشكل ده، و نهى رددت عليه بإبتسامه وتعالى، هو أعتبرها تهكم: اكيد طبعا عارفه ان شغلى فى الدور الثالث، بس حضرتك مش واخد بالك ان إنهارده اول يوم ليا فى المكان، ومعايا الاساتذه إيمان، بتعرفنى المكان إللى هشتغل فيه، ف افتكر انى ما تعديتش حدودى فى المكان، ولا بتفسح، صح؟!
محمد قرب منها وكان متغاظ من ردها، لان ردها صح، وهى ما غلطتش انها تتعرف على المكان إللى هتشتغل فيه، بس حس ان ردها خله شكله مش حلو، لانها كده صغرته قدام إيمان، فقرب منها أوى بشكل ملحوظ، لدرجه ان إيمان كانت خايفه منه، وبعدت بعيد شويه، وهو قال لنهى بغل وبتحدى، ووشه كان احمر من كتر الغل: ماشى، هعديها بمزاجى، بس المره الجايه مش هعديها نهائى.
سابهم ودخل الأسانسير، وهو مخنوق، مش عارف ليه، البنت دى غيظاه بالشكل ده، وليه هى بالذات إللى بتستفزه، بالرغم انها معملتش حاجه تخليه متغاظ منها، بس هو مش طايقها.
بعد ما محمد سابهم، إيمان قالتلها: شفتى وشه كان عامل إزاى، انا حسيت انه عايز يضربك.
نهى بصتلها أوى و بتهكم : يضرب مين؟! انتى شكلك لسه ما شربتيش قهوتك ولا فقتى كده، نهى سألتها: هو مين ده اصلا؟، وماله داخل حامى أوى على الناس كده ليه؟!.
إيمان رددت عليها: ده يا ستى باشمهندس محمد، الذراع اليمين للباشمهندس وائل، واضح كده انه صاحبه الأنتيم.
نهى بتريقه: اه! قولتيلى، طيب تعالى بقى عرفينى بقيت المكان، عشان نلحق نشوف شغلنا.
إيمان عرفت نهى كل دور خاص بأى قسم، وعرفتها مكان الكافيتريا فى الدور الأرضي، وأن فى ساعة بريك، ووجبه بيتغدوا فى الكافيتريا، بس بقيت المشروبات مفتوحه، وطبعا من غير فلوس كل ده على حساب الشركه، ولو فى حاجه مش موجوده فى الكافيتريا بتبلغ بيها عم جمعه، وهو بيقولهم فى الحسابات.
نهى سألت إيمان: هو مفيش مكان للسيدات بيصلوا فيه؟!
إيمان بصتلها ورددت: لا مفيش، لو عايزه تصلى، فى مسجد جنب الشغل، ممكن تروحى تصلى فيه.
نهى بصتلها، وسكتت.. وطلعوا مع بعض فى المكتب، نهى من طبعها انها مش بتعرف تكون صداقات، أو نقدر نقول مش بسهوله تكون صداقات، وخصوصا فى الشغل، تحب تشتغل مع نفسها فى هدوء، و مش بتحب تتكلم كتير،وف حالها، مش بتحب تدخل فى حياته حد، ملهاش دعوه بحد، ويوم ما بتدخل، يبقى بسبب، هى أفعال لا اقوال😉.
محمد راح مكتبه، وكان متغاظ من نهى جدا، هو شايفها متكبره، ومغروره، وواخده قلم فى نفسها أوى، وكمان صاحبه عملها قيمه وإعتبار، لما حسسها انها مهمه فى شركتهم، ولسه هو مش قادر يستوعب صاحبه ليه عمل كده..
بره الشركه...
وائل ركن عربيته فى مكانه، وبعد ما نزل لقى نفس الكلب قاعد فى نفس المكان، بس المره دى لقى جنبه أكل، وكوباية فيها مياه، إبتسم أوى، وعرف ان إللى عمل كده هى نهى، وحس بحاجه غريبه جواه، حس بنغزه ولسعه خفيفه فقلبه لما خطرت فى باله، لدرجة أن جسمه قشعر، وقدر بصعوبه يتحكم فى القشعره دى، وأخذ نفس طويل وبعد ما خرجه، ومن غير ما يشعر، لقى نفسه بيشترى علبه من البسكوت، وفتح واحده وأداها للكلب إللى قام من مكانه وراحله واكلها..
وائل كان مبسوط باللى عمله، حس انه اول مره يكون مبسوط من حاجه بيعملها بينه وبين ربنا، حس بإرتياح غير عادى، حس بإرتياح من القاعده كده، حس بإرتياح من مساعده حيوان لا حول ليه ولاقوه، حس انه كان مفتقد حاجه بسيطه زى دى بس خلقت جواه راحه كان هو مفتقدها.
وائل قام وراح شركته، وطلب الأسانسير، فكر انه يعدى على نهى فى مكتبها بس كان متردد، وفجأة من غير ما يستوعب هو عمل إيه لقى باب الأسانسير بيفتح بس مش قدام الدور بتاعه، لقاه وقف قدام الدور الثالث، كان هيقفل الأسانسير، ويكمل لدوره، بس برده من غير ما يستوعب لقى نفسه قدام أوضة الhr، وكأنه كان مسلوب الإرادة..
وائل استغبى نفسه وكان هيلف ويرجع تانى للأسانسير، بس لقى الباب بيتفتح، وكان عيسوي خارج من الأوضه، ف اتخض، لما لقى وائل على الباب.... عيسوي بخضه: باشمهندس وائل! أه.. اهلا بحضرتك، معلش ما كنتش اعرف ان حضرتك على الباب.
وائل رد عليه بإبتسامه وهو كان متوتر، ومش عارف ليه، حس كأنه عامل عمله، وبيحاول يداريها: ولا يهمك، انا لسه كنت هعدى عليكو.
عيسوي وسع لوائل عشان يدخل، وائل دخل وكلهم قاموا وقفوا احترام ليه، وهو صبح عليهم، وبص لنهى وقالها بإبتسامه هاديه: نورتى الشركه، وإن شاء الله تعالى، تكونى مرتاحه معانا فى الشغل، ولو إحتاجتى اى حاجه، مكتبى مفتوحلك.. وائل حس ان الكل بيبصوا عليه، ف اتوتر اكتر، ووجه كلامه للباقى: طبعا الكلام ليكوا كلكم، لو حد منكم إحتاج لحاجه انتوا عارفين مكتبى فين بعد إذنكو.
وائل سابهم وخرج بسرعه من غير ما يستنى رد منهم، لأنه كان متوتر من الموقف ده، و طلع على مكتبه بسرعه، ودخل مكتبه حتى من غير ما يسلم على حنان، وحط العلبه إللى معاه على المكتب، وفك الكرافت وقلع الجاكت بتاعه ودخل الحمام إللى فمكتبه، وغسل وشه كتير أوى وكأن وشه بيطلع منه نار وبيحاول يطفيها، وهو مش عارف ماله.... شويه وهدى واخد نفس طويل وطلعه بالراحه، وبعدين قال لنفسه: لا كده كتير! ده أوفر أوى!
لحظات، وخرج بره، و بيمسح وشه بالفوطه، وهو مش واخد باله، اتخض واتنفض من إللى لقاه قدامه، كان محمد قاعد على الكرسى إللى قدام مكتبه، و محمد لاحظ أن صاحبه اتخض قوى اول ما شافه فقاله بهزار: ايه يابنى؟!مالك اتخضيت كده ليه؟! شفت عفريت؟!.
وائل اتغاظ من محمد أوى: ما عفريت إللى بنى ادم، وائل بيكمل كلامه بس بغتاته: نعم عايز ايه؟! مش وراك شغل؟! اتفضل روح خلصه.
محمد قام من على الكرسى وراحله: وائل! ما تزعلش منى من إللى قولته إمبارح، انا كنت متضايق من البت دى.
وائل بصله بإستغراب وقاله بعدم فهم: بت مين؟! انت بتتكلم عن مين؟!
محمد بغيظ: البت إللى انت شغلتها إمبارح فى الhr، مش فاكر إسمها ايه.
وائل بصله بذهول: نهى؟! انت بتتكلم عن نهى؟!
محمد بصله هو كمان، و مستغرب ان صاحبه فاكر اسمها، فبيسأله: انت فاكر إسمها؟! ايوه هى.
وائل اخد نفس جامد وخرجه بالراحه: ياه الله! مالها يا سيدى البنت دى؟! فيها ايه بس مش عاجبك؟!
محمد قاله وهو لسه متغاظ: وهى فيها ايه عجبك؟!
وائل اتنرفز عليه وقاله بعصبيه: محمد ايه الكلام إللى انت بتقوله ده؟! انت مالك يا اخى، من إمبارح وانت بتعصبنى وبتنرفزنى، مالها يعنى؟! البنت عملت معاك إيه، وانا معرفش؟! وبعدين، انت تعرفنى بقالك قد إيه، عشان تلمح بحاجه سخيفه زى دى.
محمد سكت وحس انه فعلا زودها مع صاحبه، وهو مش عارف ليه بيعمل كده، فبيحاول يصلح معاه، محمد: يووووه يا وائل! والله مش قصدى بس مش عارف مالى اليومين دول، ومش عارف البنت دى مش نزلالى من الزور ليه مع انى بصراحه، مشفتش منها حاجه وحشه، لغاية دلوقتى.
وائل سكت بس برده كان متضايق ومخنوق من محمد انه بيتكلم بالشكل ده عن نهى، و كمان من إللى بيعمله معاه، وائل:محمد! لو سمحت ما تتكلمش فى الموضوع ده تانى، هى زيها زى اى واحده بتشتغل هنا، بلاش تتكلم عنها بالوحش، عشان كده هتكون بتخوض فى عرضها...
محمد بصله بذهول، ووائل بيكمل كلامه: ماتبصليش كده، ده حقيقى، ما ينفعش تحكم على حد من غير ما تعرفه، لا بحلو ولا بوحش، وبالنسبه إللى انت بتعمله معايا، بلاش منه.
محمد كان مصدوم من كلام وائل: وايه بقى إللى بعمله مع سيادتك؟!
وائل أخد نفس جامد: انك تخاف عليا زياده عن اللزوم، انا مش صغير وحياتى واللى بعمله فيها يخصنى، خليك جنبى أخ وصديق، بس مش بالشكل ده، إلى اعمله مش عايز تعليق سخيف منك.
محمد بصله ومش مصدق ان صاحبه بيقوله الكلام ده.. وائل بيكمل كلامه: محمد انت اكتر من أخ بس عشان خاطرى سبنى براحتى.
محمد إبتسم : ماشى يا صاحبى.
محمد وهو خارج وائل قاله: اعمل حسابك، بعد بكره ان شاء الله تعالى، نتقابل فى المزرعه.
محمد: تمام، هكلمهم واكد على شادى و مروان، فى حاجه تانيه.
وائل راح لغايه عنده، وقاله: بلاش تدخل عليا من غير ما تخبط، ماشى يا صاحبى؟!
محمد اتصدم منه لما قاله كده: ماشى يا صاحبى، مش هتتكرر تانى.
محمد خرج وقفل الباب بعصبيه.
وائل إتنهد، وقال لنفسه: كده أحسن ..
ف الhr..
بعد ما وائل سابهم وخرج، خالد بيقول لنهى: يلا ننزل نفطر.
نهى إبتسمت: انا مش بفطر فى الكافيتريا، انا بفطر فى مكانى.
إيمان بإستغراب: فى مكانك ازاى؟! دى الشركه كلها بتنزل تفطر وتشرب الشاى تحت، محدش بيجيب معاه فطار.
نهى رددت عليها بإبتسامه: انا بقى بختلف عن الأخرون خاااالص.. كلهم بصولها، وضحكو على طريقتها، وهى كمان ضحكت معاهم، وكملت كلامها: انا فعلا مش بتحرك من مكانى كتير، ف ريحوا نفسكوا.
ف عيسوي بيقولها: طيب ده بالنسبه للفطار، و بالنسبه للغدا؟!
نهى ضحكت: زى أخو بالضبط..
ضحكو كلهم، وخالد بيقولها: يا بنتى طوعينا، احنا عايزين مصلحتك، هنا بيعملوا احلى فاطر، وكمان من غير فلوس.
نهى بإبتسامه: معلش سيبونى براحتى، ولما احس انى عايزه أنزل هنزل.
كلهم سابوها لوحدها، وهى فطرت لوحدها، وبتشتغل فى نفس الوقت..
عده الوقت والكل شغال فى مكانه لحد أذان الظهر، نهى كانت عايزه تروح تصلى، فقالت لإيمان: إيمان!انا عايزه أصلى الظهر، اروح المسجد، ولا أخرج الشباب دول بره الأوضه و أصلى هنا؟
إيمان رددت عليها: بصى الأفضل كده انك تروحى المسجد إللى جنبينا، بس عرفى أستاذ على.
نهى: تمام، انا هروح أقوله .
نهى دخلت عند على وعرفته انها رايحه المسجد تصلى فيه، وهو وافق، فعلا نزلت وراحت عند الأمن وعرفتهم هم كمان، وراحت المسجد تصلى الظهر.
شويه والكل نزل عشان يتغدوا فى الكافيتريا، وائل عدى على محمد فى المكتب، وخبط عليه ف محمد سمح للى بيخبط انه يدخل، ومكنش يعرف انه وائل.
ف محمد بصله وقاله بإستنكار: هو انت محتاج تستأذن قبل ما تدخل؟!
وائل إبتسمله: ده المفروض إللى يحصل، "وائل كان عايز يوصل رساله غير مباشره لمحمد أنه هو بيعمل كده لما يرحله مكتبه، فمحمد يحترم ده، ويخبط قبل ما يدخل عليه"، وائل مش عايز يزود الحساسية إللى بينه وبين محمد، فكمل كلامه بهزار: مش يمكن حد يكون خالع راسه ولا حاجه..
محمد بصله وانفجر من الضحك، و وائل كمان فضل يضحك زيه، وشويه و وائل قاله: يلا يا صاحبى ننزل تحت عايز اشرب قهوه.
محمد هز دماغه انه كمان موافق.
وائل ومحمد نزلوا مع بعض عشان يشربوا قهوه، فدخلوا الكافيتريا مع بعض وليهم ترابيزه بتاعتهم لوحدهم محدش يقدر يقعد عليها غيرهم، ف يادوب قعدوا هم الأتنين عليها، وسمعوا واحده من الموظفين صرخت بصوت عالى، الكل بص واتجمع على صوتها، و وائل ومحمد جريوا يشوفو بتصرخ ليه لقوا واحده وقعا فى الأرض والتانيه جنبها بتحاول تفوقها، ومحدش عارف فيها ايه، مغم عليها ولا إيه بالضبط.
نهى كانت لسه راجعه من الصلى، وكانت هتطلع على مكتبها، ولما سمعت الصريخ، جريت على الكافيتريا، ولقتهم كلهم مجتمعين، فضلت توسع فيهم لغاية ما دخلت لقت واحده على الأرض و صاحبتها جنبها بتحاول تفوقها، و وائل ومحمد جنبها على الأرض ومش عارفين يعملوا ايه.
نهى اتكلمت ووجهت الكلام ليهم: بعد إذنكو! ممكن توسعوا شويه عشان اعرف هى مغمه عليها ولا لأ؟
وائل بصلها بذهول هو ومحمد، إللى رد بسرعه عليها، وهو اصلا متغاظ منها وبتريقه: وهو انتى دكتوره واحنا ما نعرفش؟!
نهى بصتله بغيظ: لو سمحت ده مش وقت تريقه، الوقت بيجرى مننا.
الكل بصلها ومستغربلها أوى و من إللى بتعمله، نهى قربت منها عشان تشوف اذا كانت البنت بتتنفس ولا لأ، بس اكتشفت ان البنت مش بتتنفس، راحت بسرعه حطتت إيديها على رقبتها بإحتراف بطريقه معينه، عشان تعرف اذا كان فى نبض ولا لأ، كل إللى شافها بتعمل كده مش مصدق انها بتعمل ده لان تصرفها بيدل على انها محترفه وهى عارفه هى بتعمل ايه، ولا كأنها دكتوره.
نهى بصت لوائل بصدمه: مفيش نبض لازم اعملها إنعاش للقلب حالا.
الكل مصدوم من كلامها، وخصوصا وائل ومحمد إللى مذهولين ومش قادرين يصدقوا إللى شايفينه قدامهم، ولا قادرين يتكلموا.
نهى صرخت فيهم لما لقتهم ساكتين ومحدش منهم بيتحرك: اتصلوا بالاسعاف حالا، ولو سامحتوا.. بصت لوائل وهى بتقلع الجاكت بتعها، كأنها بتعرفه هى هتعمل ايه: كل الرجاله تطلع برا مش عايزه حد منكم هنا.
وائل بصلها بذهول وصدمه لما لقاها بتقلع الجاكت بتعها، فعرف انها هى إللى هتعمل إنعاش للبنت، فلازم تفتح لها البلوزه بتاعتها عشان تعرف تعمل الانعاش.
وائل زعق فيهم وهو بيخرج تليفونه وبيتصل بالاسعاف: كلكم برا مش عايز اشوف جنس راجل هنا!!برااااا!!
وائل خرج هو محمد وكلم الاسعاف، ونهى جوه هى والبنات بتعمل إنعاش، للبنت، ومحمد بره مع وائل: هى فعلا بتعرف تعمل إنعاش؟! ولا بتقول أى كلام وخلاص؟! ولا بتعمل شو علينا؟! دى خريجه حقوق، إزاى تعرف الحاجات دى؟!
وائل بصله بغضب و ماسكه من الجاكت بتاعه، و فى عنيه شرار: انا مش عايز اسمع منك ولا كلمه زياده، محمد برق بعنيه ومش مستوعب إللى صاحبه بيعمله، و وائل بيكمل كلامه: انت مش عارف ايه إللى هيحصل لو البنت دى جرلها حاجه؟!، انت مش متخيل أنها لو ماتت هنا، ايه إللى ممكن يحصل لأهلها، ولينا؟!، انت مش قادر تستوعب إللى احنا فيه؟!، انت متخيل ان فى واحده ممكن تعمل شو قدامنا بتزيف موت حد؟! انت إيه يا اخى؟! انت صاحب انت؟! انا مش عايز اسمع صوتك نهائى فاهم، مش يمكن هى فعلا بتعرف تعمل الإسعافات الأولية، وتنقذنا من الورطه إللى إحنا فيها....
محمد سكت وحس انه فعلا مش وقت الكلام ده، لأن فعلا البنت لو حصل لها حاجه هتبقى مصيبه، وقال لنفسه: ممكن فعلا تكون بتفهم فى الحاجات دى.
نهى جوه هى والبنات، بتعمل الإنعاش، وكل شويه تشوف النبض رجع ولا لسه، وكمان بتشوف فى نفس رجع ولا لسه ومحدش قادر يكلمها ولا يسألها على حاجه.
عدت شويه وقت والإسعاف جت و وائل دخلهم هو ومحمد معاهم، محمد عايز يعرف نهى عملت ايه، كانت صح ولا بتعمل شو.
المسعف لقى نهى بتعمل الإنعاش، وبتحسب عدد معين فستنى لغاية ما خلصت وبتشوف النبض، نهى شافت نبضها، وبصت للمسعف بحزن وعنيها بتلمع بالدموع: انا وصلت لل١٢، ولسه مفيش نبض.
المسعف قرب من البنت عشان يشوف بتتنفس ولا لأ، و حط إيده على رقبتها بنفس الطريقه إللى نهى كانت بتشوف نبضها، محمد كان مصدوم لما شاف المسعف عمل نفس إللى نهى عملته، معنى كده، انها فعلا كانت عارفه هى بتعمل إيه مش بس كده، ده كمان البنت كانت ميته ومحتاجه يتعملها انعاش فى الوقت ده بالذات، ولو نهى ماكنتش موجوده، أو ماكنتش بتعرف تعمل إللى عملته يا عالم ايه إللى ممكن يحصل.
وائل كان متجمد، ومش عارف يعمل او يقول ايه، أو حتى بيفكر فى إيه، بس من جواه حاسس ان اختياره وتصميمه ان نهى تشتغل معاه كان صح، وليه حكمه من ربنا انها تكون معاه، وقرر بينه و بين نفسه يعرف حكايتها إيه، دى مش زى اى واحده شغاله عنده، أو عرفها قبل كده، كلام صاحبه صح، دى محاميه، إزاى عرفت تعمل ده، علامات استفهام كتيره عنها، ولازم يعرفها، بس المهم انها ماتغبش عن عينه لحظه واحده، والأهم دلوقتى انه يطمن على البنت إللى قدامهم.
لحظات والمسعف بص ليهم: الحمد لله رب العالمين، هى بتتنفس بس بصعوبه، والنبض رجع لها بس طبعا ضعيف، احنا لازم ننقلها المستشفى حالا ، وبص لنهى: انتى انعشتيها، بس من كتر توترك معرفتيش تحسى بالنبض لما رجع، المسعف بيكمل كلامه لنهى: حضرتك لازم تيجى معانا عشان فى بعض التفاصيل لازم نعرفها.
محمد مكنش قادر يتكلم لأنه حس بخطأه تجاه نهى، حس انه فعلا ظلمها، فى حكمه عليها وعداءه إللى من غير سبب.
وائل أتكلم: اتفضل واحنا هنحصلكوا بعربيتى.
المسعف اخد البنت فى عربية الإسعاف، بيعملها تنفس صناعى،وائل ومحمد خرجوا مع بعض، ونهى لبست الجاكت بتاعها وخرجت معاهم، وهى بتمسح دموعها: انا هروح اركب معاهم فى الإسعاف.
وائل لف وبصلها و قالها بنبره حاده: لا طبعا مش هسمحلك تركبى معاهم لوحدك، طول ما انتى بتشتغلى هنا تبقى مسئوله من الشركه ومنى.
نهى بصتله بغضب: لا طبعا!حضرتك بتقول إيه! انا هركب معاها مش هينفع اسبها لوحدها لازم حد يكون معاها، وكمان لازم يعرفوا منى ايه إللى حصل، وانا مش لوحدى معاهم، ده مسعف.
وائل عنيه كلها شرار وغضب من كلامها، ومحمد لاحظ ده، فحب يتدخل فى الموضوع عشان نهى و وائل ميحصلش صدام بينهم: انا هركب معاهم، وهخلى صاحبتها تركب معانا وانتى يا نهى اركبى مع وائل.
نهى بصت ليهم هما الأتنين وقالت بزعيق: لا طبعا مش هركب معاه، انا اه مسئوله من الشركه بس مش لدرجة انى اركب معاه عربيته!!.
وائل بصلها شرزا وقالها بصوت عالى، هى اتصدمت منه و إتفاجأت بيه، والكل بيتفرج عليهم ومصدوم من إللى قاله:...
يتبع....