البارت الثامن

192 18 0
                                    

مر شهر استعادت فيه سلمى صحتها وتعافت تماما من اى وهن جسدى الا ان وهنها النفسى لازال ينبض

وقد علمت امها بالامر الا انها هونت عليها لانها اشعرتها انها اصبحت انسانة جديدة وان خالد كان فى حياتها وكأنه سرطان يقضى عليها فى الخفاء شيئاً فشيئاً وينهش فيها دون ان تدرى الا حينما قضى عليها تماما الا انها حاولت ان تستعيد نفسها ممن تبقى من روحها

اما خالد فاصبح فى حالة يرثى لها فما ان تزوج من حنان الا واكتشف انه لتوه فقد حياته فقد فقد شغف الركض خلف حنان ولم يعد يجد فيها ما كان يجعله لها متيم على الرغم من انها ف تلك الفترة كانت تبذل قصارى جهدها كى تظل فى جاذبيتها والا تجعله يشعر بالندم لطلاق سلمى وكانت لا تترك اى هفوة قد يكون منها السبيل لعودة سلمى لحياته حتى سدها حتى انها ظلت تتابع اخبارها وتقصها عليه بعد قلب حقائقها ودسها له كما يدس السم فى العسل ظنا منها انها هكذا تجعله يزداد بغضا عليها فلا يفكر فى العودة اليها

فكانت توهمه انها مسرورة بشراكتها مع صفوت وانها كل يوماً تقضى معه صباح ممتع وفى المساء يظلان يتحدثان عبر الهاتف حتى اشراقة الصباح او انه يزورها عند والدتها

ولكن للاسف هى لم تعلم شعور خالد الحقيقى فى تلك الفترة

اصبح صامتا فقد اصبح وقته فارغاً واصبح يشتاق لتلك الابيات الشعرية الت كانت تكتبها له . اصبح مفتقدا لاتصالاتها لتطمئن عليه وكم يتمنى ان يرى اسمها يومض على شاشة هاتفه بعدما كان يلغى مكالماتها او يرد عليها باقتضاب

كان يتذكر نظرتها الاخيرة له عندما كان يسبها ويتهمها بالخيانة

اصبح يتذكر كيف اصبحت متبلدة الشعور تجاهه فى ايامها الاخيرة معه

اخذ يتذكر وقفاتها بجوارها وشدها من ازره لينجح

تذكر لها كل ما هو جميل ولم يستطع ان يتذكر لها ما يجعله لا يموت اشتياقاً اليها فكل ما كانت تفعله معه يشفع لها بعد رحيلها

بكيت وهل بكاء القلب يجدى فراق احبتى وحنين وجدى

فما معنى الحياة اذ افترقنا وهل يجدى النحيب فلست ادرى

فلا التذكر يرحمنى فانسى ولا الاشواق تتركنى لنومى

فراق احبتى كم هز قلبى وحتى لقائهم ساظل ابكى

تذكر فجاة انه تركها وهى تنزف ولم ينتظر حتى الطبيب فسب نفسه وقال لم اترك لى ذكرى طيبة تشفع لى فى قلبها

ظل كل يوم ينتظرها عند مدخل الجامعة على الناحية المقابلة بحيث يراها هو ولا تراه هى

كل يراقبها وحنينه ينهشه وقلبه يصرخ محاولا ان يدفعه لمواجهتها وطلب الصفح منها

وتارة اخرى كانت ينتظرها عند بوابة شركة صفوت او بالقرب من بيتها

الغريب ان سلمى نفسها كانت تشعر انه يراقبها على الرغم من انها لم تراه ولم تحاول حتى ان تبحث عنه بين اعيون المارة الا انها كانت تشعر به ورائحة عطره تداعب انفها ومع كل هذا لم يرق قلبها بل على العكس منه كلما شعرت انه بجوارها كلما ازدادت قوة وثبات

وجوه تضحك وقلوب تئن ... للكاتبة رباب عبد الصمدWhere stories live. Discover now