البارت السابع

174 26 4
                                    


البارت السابع

واخذ يستقبل ردود مستمعيه حتى جاءته رساله بكى وهو يقراها على جمهوره وقد تذكر للتووالده هو الاخر

كانت الرسالة تقول ابى هو من كنت ارتدى حذاءه وانا صغير فاتعثر من كبرها وارتدى نظارته فاشعر بالعظمة . ابى هو من كنت اتصل به لاطلب حاجاتى طلياتى بها وهو عائد من شغله . ابى هو من كنت اثرثر له دون ان يمل منى ولكن الان اصبحت لا البس حذاءه لذوقه القديم واحقر ملابسه لانها لا تواكب عصرى واصبحت لا احب اسمع كلماته امام اصدقاءى حتى لا يحرجنى

بالامس ابى تحملنى واليوم لم اعد اتحمله

اليوم نسيت انه تحمل جهلى وسفهى ولكنى لم اتحمل منه اقل القليل

اليوم عرفت بعدما صرت ابا ولكن فات الوقت لاعوضه فقد مات ابى وتركنى اندم على كل لحظة لم ارعاه فيها

تركنى وانا اتعذب من الالم لانى عالم ان الديان لا يموت

بكى حسن وقال : رحمك الله يا صاحب الرسالة واثلج صدرك فان كان والدك توفى فاجعله يفتخر بك امام رفقائه الموتى فانت عمله الممتد فلا تقطع صدقاتك ودعائك عنه

صمت للحظة وقال : والله لكانك كنت تحكى عنى ولكن بطريقة معكوسة فانا وانا طفل كنت اكتب عن امى انها اسوء ام فى العالم وبعدما كبرت تاكدت انها افضل ام على وجه الارض

بكى كل من شاهد اللقة واخذوا ينهالون برسائلهم بين موبخا لنفسه على التفريط فى حق والدية وبين داعى لهما وبين شاكرا لهما

كانت امه تتابعه فبكت عليه وارسلت له هى الاخرى رسالة وقالت فيها : لا توبخ نفسك بالملام يا بنى فانت افضل منى ويكفيك انك افقتنى وابعدتنى عن شر نفسى عندما طبطبت على فقد كان يوما فارقا فى حياتى اسميته يوم الافاقة من الغفلة

....

فى نفس الشهر كان يوم الاحتفال بعيد الام لتتفاجا الام بان الخمسة اطفال الذين صارو رجالا يجتمعون عندها بزوجاتهم والتفوا حولها يوقرونها ويقدمون لها الهديا

وهنا شعرت انها حقا اكملت رسالتها

.......

فى المساء استلقت الام فى فراشها وتذكرت كل حياتها وتذكرت زوجها فشعرت نحوه بالحنين وشعرت كم ان قسوته ما كانت الاتزيدها رجاء فيه حتى انها اعادته اليها بشوق اكثر مما كان عليه من قبل

كنت منه عندما لم يكن منى فى شىء ولم اعد منه وقد اصبح منى فى كل شىء حتى غدا العين والقلب والروح منى والبعض منى وكلى ولى وليس لى

ربما اكثر من احبنى على وجه الارض وربما كان اكثرهم اذية لى حتى دفعنى الى كرهه كراهة قد لا توفيها حقها بالكلمات فادرك بعد حين انى لا اكرهه الا لازداد حبا وتعلقا به

وجوه تضحك وقلوب تئن ... للكاتبة رباب عبد الصمدKde žijí příběhy. Začni objevovat