البارت الثاني

378 24 0
                                    

البارت الثانى

اما اخى محمود فكان يتسم بفظاظة لسانه فكان يقول لها ولكن زميلى على لا يصلى ولكنه ينجح بتفوق

فكانت تجيب عليه بكل هدوء وتقول / قال الله (من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها ) الدنيا للجميع يا محمود لكن الجنة لمن اتقى فلا تكن مثله تريد الدنيا فيعطيك الله ولكن ان ذهبت للاخرة لا تجد معك ما يدخلك للجنه فقد اخذت ما طلبت وانت لم تطلب الجنه

سالتها حنين اختى ولكنى لا اصدق ان هناك ملائكة ما دمت لا اراهم بعينى

فكانت امى تضحك وتقول / وهل لا تصدقين ان هناك اكسجين موجود فى الهواء على الرغم من انك تستنشقينه ولا ترينه

امى كانت اجابتها على قدر سننا ولكنها لم تتركنا دون اجابة او اقتناع

وفى ذات يوم جائتنا الطامة الكبرى وهو خبر طلاق عمتى من زوجها لعدم انجابها

وما ان عادت عمتى لبيتنا الا وازدادت شماتة زوجات اعمامى وجلسن يتهامزن ويسخرن من عقمها الا انها لم تقابلهم بمثل اعمالهم ولكنها صبرت وكنا نتجمع حولها وتحكى لنا الحواديت وفى يوم سالتها ولما لم تردى على زوجات اعمامى فكانت هى الاخرى تبتسم وتقول ان رديت عليهم ونهرتهم فقد اكون معترضه على قضاء الله وانا دوما ما ارضى بما قسمه الله لى ويكفينى انه عوضنى بكم

كانت حنين هى اكثر فرد متاثر بعمتى وبحزنها الغير ظاهر لنا فكانت تتعجب وتسالها بطفوليه ولكن زوجك كان يحبك كثيرا فكيف استغنى عنك

فكانت تبتسم تقول هو لم يستغنى عن حبى هو استغنى عن زواجى ليبنى عائله ولكنه يحبنى وهذا يكفينى لاننى مثله

وفى يوم جاء ابى وهو مكفهر الوجه وعابس من الضغوط عليه فنهرنى وشتمنى وعايرنى بالفشل وقال اغرب عنى ايها الفاشل الغبى

كنت احزن واتركه لاذهب لحضن امى او عمتى وبالفعل ذهبت لامى وارتميت فى حضنها وقولت دوما ما يقول لى انى غبى فاشل

ربتت على كتفى وانا بحضنها ومسحت على راسى وقالت اثبت له انت العكس

رفعت راسى عن حضنها ولا يزال جسدى منكمشا فيها ولم اجيبها ولكنى استغربت جملتها ولم اعرف بما ارد فجثت هى على ركبتيها امامى وقالت ما رايك ان اثبت انت لابيك انك لست بغبى ؟ بل وانك مثال يفتخر به

سالتها كيف ؟

فردت هل انت متاكد اولا انك تستطيع ان تكافح معى وتتقدم . وانا متاكدة من ذلك . متاكدة ان محمود ابنى عنده طاقة ليكون افضل الناس وبدات تشجعنى وفى الحقيقة هى قد فهمت طبيعتى الحركية وعلمت ان لكى اركز فى مذاكرتى لا بد اولا ان اخرج طاقتى فقررت ان تساعدنى لاخرجها فى شىء مفيد

وفهمت معنى كيف ان الام تحب من اعماق قلبها والاب يحب بكل قوته وعرفت ان الام هى اكثر الناس ثقة بنجاح ابنها لانها الوحيدة التى يصلى قلبها لاجله فامى هى الوحيدة التى لن تهجرنى ولن تغتابنى وستدعوا لى حين اكون او لا اكون اى ان كنت حى او ميت

وفى اليوم التالى اخذتنى من يدى وذهبت بى الى مركز الشباب واشتركت لى بلعبة كرة القدم وكم نجحت فيها وفعلا بدات اخرج طاقتى فى اللعب لاعود كلى حيويه وطاقة اخرجها فى المذاكرة

وفى المساء سمعت عمتى تتحدث مع ابى وهى لا تعلم اننى اسمعها فسمعتها تقول له هل لك سند فى الدنيا بعدى ؟

استغرب ابى السؤال وقال / انتى لم تكونى سندى ابدا بل انا سندك وظهرك فابتسمت وقالت اذن فالسند والظهر دوما فى الرجل

فقال لها بالطبع

فقالت له ومن سندك انت ؟

فقال سندى هو عصام ومحمود

فعادت وابتسمت وقالت وكيف تصف سندك بالغباء والفشل اولادك هم عملك الصالح فكيف تصفه بالفشل وتكسره . لا والله لا يصح ان تكسر سندك

حزن ابى وقال ضغوط الحياه على ثقيلة

عادت وقالت انت عندما تلقى بضغوطك على ابنك كالذى ياتى بالقمامة من المطبخ ليلقيها بانظف مكان بالشقه فهل هذا يصح فما ذنبهم هؤلاء الملائكة بما تعانيه انت ولما من الاساس تكفهر من الجد اليست هذه هى الدنيا ثم تنهدت وقالت يا اخى الرفق زينه فترفق باطفالك وانظر الى من حرم منهم لتعرف ان الله اكرمك ولم يسئك حين اهداهم لك فلا تسب الله على هديته ونعمته لك واعلم ان ابنك ما هو الا عملك الصالح فاجتهد فيه فهو طريقك الى الجنه واعلم انه كما ان هناك رفق بالابناء فهناك رفق بالاباء فهو الذى سيكون رفيق بك عند هرمك كما كنت انت رفيق به فى طفولته فدعه يرى ويتعلم منك وافعل معه ما تود ان تراه منه غدا

كان ابى يتاثر من كلامها ويصبح هادىء ويستغفر الله

فكنت اقول لنفسى لهم حق اعمامى عندما يشعرون مع عمتى بالامان والحنان عن زوجاتهم فهى حقا تفهمهم وتستطيع ان تبدل حالهم للرضا فى لحظة وابتسمت لنفسى وقلت الاشياء الثمينة لا تتكرر مرتين لذلك نحن لا نملك الا ام واحدة

ذهبت وبداخلى شعور لا افهمه ولكن لانى فى لحظات نسيت وعدت الهو بحركاتى المفرطة مع قليل من التخريب ولكن الذى لوحظ للجميع من حولى ان تخريباتى قلت وحركتى ايضا قلت وفى يوم اتيت من مدرستى ورميت حقيبتى وخلعت ملابسى باهمال ولم اعتنى بتعليقها ووجدت ادواتى تقع من حقيبتى ولم اكترث للمها وخرجت بسرعه الهو غير مباليا بواجباتى فوجدت محمود اخى يتشاجر هو وابن عمى مع اطفال اخرين وامطره اخى بجميع السبابات الغير لائقه فاخى كان ينفره الاطفال ويهابونه بسبب فظاظته وانا ايضا كانوا لا يهابونى بقدر ما كانوا ينفرون منى لانى اخرب لهم اى لعبه بسبب فرط حركتى فشاهدتنا امى وعمتى فنادتنى امى بابتسامة وقالت لى تعالى يا عصام اريدك لتساعدنى وفى الحقيقة هى كانت تريد ان تحملنى المسئولية ولكن بطريقة جديدة فطلبت منى ان اساعدها فى ترتيب ملابسى التى سبق القيتها فى كل مكان وادعت انها متعبه فاعطيتها الملابس وانا فى اية الضيق لانى اريد ان اخرج لالعب لملمت معها كل شىء الا بعض ادواتى لم اهتم بلملمتها 

وجوه تضحك وقلوب تئن ... للكاتبة رباب عبد الصمدWhere stories live. Discover now