البارت الرابع

261 22 1
                                    

البارت الرابع

ابتسمت وقال كان رسول الله ص يكرهه الكفار ومع ذلك كان يعاملهم بالحسنى لانه يتعامل باخلاقه هو وليس باخلاقهم هم وكان نتيجة ذلك انه كسب حب الناس اكثر وانتبهت الناس انه هو الافضل وان من يكرهونه هم الاسوء وانا اريدك هكذا عامليهم انتى بالحب الذى تعلمتيه من رواياتك ولا تنظرى لافعالهم هم فانتى ستحاسبين على افعالك انتى وليس على افعالهم هم ثم ان الرجل من طبعه الجدية والصرامة والانثى عليها الحنان والطبطبة لذلك جعلهم الله الاقوم علينا وجعلنا نحن سكن لهم

فقلت لها وماذا تريدين منى ان افعل

قالت لى ابداى انتى اشعريهم بان هناك قلب انثى يخاف عليهم ويحنوا عليهم وستجدين انتى انهم تحولوا معكى اصبحوا سندك وغطاءك وتعلمى من عمتك الم تشاهديها وهى تعطف على والدك واعمامك حتى صاروا لا يرتاحون الا معها

ولهذا قررت بينى ان اعاملكم انا باخلاقى وان اكون لكم السكن

ولا انكر ان انا واخى محمود تاثرنا بكلامها ومعاملتها معنا وتغيرنا نحن ايضا فلم نعد نسخر منها ولكننا لازلنا لم نقدم لها اى شىء يسعدها

فى يوم جاء طفل يشكو من اخى محمود ومن ابن عمى لانهم تهجموا عليه بالسباب والشتائم فاخذ عمى ينهر ابنه بينما ضربته امه كثيرا امام زميله حتى شعر ابن عمى بالكسرة امام من شتمه ولكن امى لم تضرب محمود ولم تهينه امام زميله ولكنها اعتذرت هى وعمتى لزميلى ووعداه انه لن يكررها

رحل زميلى بينما نظرت امى لاخى نظرة عتاب وتركته ودخلت دون ان تنطق حرف

اخى محمود تالم لنظرة امى فنحن لم نتعود منها ان تغضب منا ولو حتى بالنظرة ولكنه لم يجروء ان يدخل ليتكلم معها ولكن عمتى نادتنا ثلاثتنا انا واخى محمود وابن عمى وقالت اريدكم فى امر مهم فدخلنا خلفها فبدات بالكلام لى مع انى لم اشتم وقالت اتعلم يا عصام انك اشتركت معهم فى السباب

صدمت منها وبدات اتكلم واقسم اننى لم افعل ولكنها اشارت لى ان اسكت وقالت ليس بالضرورى ان اتلفظ مثلهم بالسباب ولكنى ما دمت سكت ولم انهرهم ولم اعتذر لزميلى اذن فانا مواقهم على فعلهم وما دمت وافقتهم فانا اشتركت معهم وقالت ما ردك ان دخلت فى مرة ووجدت ان حرامى دخل وسرق اشياءك ووجدت ان ابن عمك كان موجود وراه ولم يمنعه فماذا يكون ردك عليه

هنا توقف عقلى ولم اعرف بما اجيب ولكنى فهمت ما تعنيه وشعرت من نفسى بالخزى فانا فعلا قد اشتركت معهم

ثم توجهت بكلامها نحو اخى وابن عمى وسالتهم لما تجعلون الناس تحتقر امكم واباكم

تعجبا كلاهما وقالا وما دخل ابانا وامنا

قالت لان انتم صورتهم فى الشارع ومن يتعرف عليكم يتعرف على والديكما دون ان يرونهم فتربيتكم تعنى تربيتهم هم ايضا فهل تودوا ان يقال ان والديكما عديمى التربية

سكتا ولم ينطقا بينما اكملت هى وقالت / وما الداعى للشتائم ؟

رد اخى محمود بسرعة قائلا / انه ولد خنيق واردت ان استفزه

ردت عمتى وقالت / ولكنك كذبت فهل اباه حقا ( ..)

رد ابن عمى / انا لم اقصد الكذب ولكنها شتيمة

ردت عمتى ولكنك فعلت فعلين قبيحين فى ان واحد كذبت وشتمت والملائكة تكتب كل شىء الا تعلما ان الله تعالى قال ( وما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد)

اخذت عمتى نفس عميق ونحن امامها صامتين وقد شعرنا بالخزى امامها ثم عاودت الحديث قائلة ما تود ان تكون يا عصام عندما تكبر

قلت لها اريد ان اكون دكتور وكررت السؤال على اخى وعلى ابن عمى فقال اخى اريد ان اكون ضابط فى الجيش وقال ابن عمى اريد ان اكون محامى

رددنا عليها جميعا ونحن متعجبين فما العلاقة بين كلامها وبين طموحنا فابتسمت وقالت وهل الدكتور يجوز ان يسكت عن نهى مريض ان ياكل ما يضره وهل الضابط الذى يحمى عرضنا يكون هو اول من يهيننا وهل المحامى الذى يدافع عن حقوقنا هو اول من ياكلها

للمرة الثانية شعرنا نحو انفسنا بالخزى ولم نرد

رفعت يدها للسماء ودعت الله لنا ان نال ما نتمنى ثم عاودت النظر الينا ثم الى السماء وقالت يا رب حقق لهم ما يتمنوه ان هم اطاعوك ولم يفعلوا ما يغضبك وبعد ان انهت دعاءها قالت اسمعتم لقد كان دعئى لكم مشروط وان اردتم ان يستجاب فافعلوا ما طلبته ثم فتحت لنا الباب وخرجنا ونظرنا الى بعضنا البعض وكاننا نفهم ما يدور فى عقولنا جميعا فذهبت انا واخى محمود الى امى التى كانت لازالت متالمة من فعلتنا وقد راتنا ولم تتحدث وهذا كان اكبر عقاب لنا فنحن لا نستطيع مواجه امى وهى حزينة او ان تصم اذاننا عن دعواتها وكلام الاطراء علينا وافتخارها بنا فاتربنا منها وبدا اخى بالاسف لها وقال لها / لما لم تضربينى كما فعلت زوجة عمى مع ابن عمى

عاد اليها حنانها فى لحظة وقالت / كيف اضرب سندى . كيف اضرب من سيبرنى ومن ساتنعم فى قبرى بدعوته فانت برى الذى انتظره وانت عملى الصالح فكيف اضربك ولكنى حزنت لانك مرآتى فى الشارع فسيرونى الناس من خلالك وانا ما كنت سيئة يوما

كلمتها كانت كالسيف الذى يقطعنا فقد اسانا الى امى التى لم تسىء هى الينا ولو مرة وجاة ركضنا لحضنها واخذنا نقبل يديها ونعتذر واخذنا معها وعد اننا لن نعود الى ما كنا عليه

ابتسمت لنا وقالت الان مادمتم اصبحتم عقلاء فانا اريد منكم شىء

ردينا عليها بفرحة وقلنا ما تطلبيه مجاب قبل ان نعرفه

اتسعت ابتسامتها وقالت / كما تعرفان انا لا اعرف القراءة واختكم تهواها وانا لا اعرف ما طبيعة ما تقراه ولهذا اردت ان تشتروا لها انتم الكتب بعد ان تطلعوا عليها لتتاكدوا انها غير خادشة للحياء او لا تدعوا للكفر

لبينا طلها واصبحنا نحن من نشترى لاختى الكتب بعد الاطلاع عليها وهنا حدثت مفاجئتان لم نتوقعهم الاولى انه صار هناك ترابط كبير بيننا وبين اختى فكانت هى تفعل لنا ما نريده وترتب لنا اشيائنا واصبحت هى الصدر الحنون التى نحكى لها كل شىء فصارت لنا كمثل عمتى لاخواتها واصبحنا نحن نشترى لها الكتب ونشرح لها دروسها 

وجوه تضحك وقلوب تئن ... للكاتبة رباب عبد الصمدNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ