البارت الثالث

136 17 1
                                    

مر الوقت سريع وهو جالس الى جوارها ولاول مرة يفرغ نفسه ويشاركها مشاهدة المسلسل الرومانسى

كلاهما كان يتظاهر انه يتابع المسلسل ومنصت اليه باهتمام الا انهما كانا فى عالم اخر كل منهما يفكر فى شىء

والغريب ان كلاهما كان يعلم ان الاخر غير منتبهاً وعقله مشغول فى شىء الا انهما لم يجروءا على المواجهة وما اصعب ان تشعر ان المشاعر التى تراها امامك هى مشاعر مزيفة وانت مجبر على ان تتحملها بل وتظهر انك مصدقاً لها

هو كان تفكيره مشغولا بحنان التى سلبت عقله من ناحية ومن ناحية اخرى يخطط كيف يتفوق على صفوت شريكه السابق

اما هى فكانت تفكر فى حالها وحياتها التى انتهت فى لحظة بمجرد كلمة سمعتها تخرج من شفاهه . كلمة كانت بالنسبة له مكررة عابرة وبالنسبة لها كانت كلمة قاتلة فاصلة

لاحظت ان هاتفه بين لحظة واخرى يرن وهو يرفض المكالمة ولكن مجرد رفضه للرد يجهم ملامحه حتى انها ارتقت لترسم توتر جلى على حركات جسده الذى بدأ يتململ فى الفراش

علمت ان كل تلك المكالمات كانت منها وان ضيقه كان من عدم الرد فاخذت نفس عميق حزين وقالت له متصنعه عدم الفهم : ارى ان مكالمات عملك لا تنتهى وانت ترفضها لاجل ان تجلس معى فاطمأن فقد اصبحت افضل بكثير فقم انت الى مكتبك واكمل عملك ولا تشغل حالك بى

قال لها يتلعثم : لا . لا . العمل لا ينتهى وفى مقدورى ان اعوضه اما انتى فكيف اعوضك ؟

نظرت له نظرة عميقة فلم يستطع هو الصمود امام نظراتها فزاع ببصره عنها وتحجج بانتهاء المسلسل وبدأ يقلب فى القنوات التليفزيونية بعشوائية

فاجأته بطلبها فقالت له : لقد قررت ان اعود الى عملى

هنا نظر لها بتعجب وقال متسائلا : ولماذا اخذتى هذا القرار ؟ هل قصرت معك فى المال ؟

قالت له وهى قاضبة حاجبيها كنوع من الاستنكار : وهل كنت فى حاجة الى المال من البداية عندما كنت اعمل ؟ فانا لدى اموال ميراثى من والدى ولست فى حاجة لاى مصاريف

صمتت للحظة ثم اكملت قائلة : ثم انى لم اشعر قط انك قد قصرت فى طلباتى لانى من الاساس لم اكهلك باى طلبات لى ولم اكن اطلب اى شىء لنفسى اليس كذلك ؟

كاد ان يرد الا انها صدمته بضحكتها الساخرة وهى تجيب عن نفسها وتكمل قائلة : وحتى انى لم اتذكر انك كنت تهتم بنفسك لاى شىء يخصنى ولم تتذكرنى يوما بهدية

كاد يرد للمرة الثانية مدافعا عن نفسه الا انها اشارت له بيدها بمعنى ان يصمت واكملت ساخرة : اعلم . اعلم انك دوما مشغول ولم تكن تهتم لتلك الهفوات ولكن تهتم كيف لك النجاح وكيف لك ان تسحب البساط من اسفل اقدام صفوت

هنا لم يدعها تكمل وقال لها : يبدو من طريقة كلامك انك لازلتى تحملين شىء فى صدرك منى ولكن صدقينى كل ما قولته كان فى لحظات غضب وليس حقيقة

وجوه تضحك وقلوب تئن ... للكاتبة رباب عبد الصمدOù les histoires vivent. Découvrez maintenant