الحلقة 1

10K 171 17
                                    

#رواية_عندما_تتنفس_الكتب
الحلقة 1
للكاتبة/ندى محسن عوض الله♕Noody♕

-عارفة بقيت احس اووي بالشفقة عليكي وانتي مغمضة كدا ومش عايزة حتى انك تشوفيني بس يا عيني ازاي هتقوليلهم وازاي هتعرفيهم ها معقولة هتخليهم يحسوا بخيبة الأمل لمجرد انك بتبصيلهم بنظرات الألم دي
لم تكلف نغم نفسها بفتح عيناها بل اكتفت بغلقهم وهي تتصبب عرقآ من لهجته الساخرة...
(نغم سالم السوهاجي بنت جميلة عمرها 20 عامآ عيناها تشبه لون العسل بدرجة كبيرة تعشق قراءة الروايات والكتب بل مغرمة بها كانت حيوية نشطة شقية لأبعد حد ولكن تعرضت لحادث سنعرفه قريبآ بدل مجرى حياتها فأصبحت عاجزة لا تنتقل لمكان الا بواسطة الكرسي المتحرك بل فقدت ايضآ صوتها العذب تعيش مع والدها ووالدتها واخواتها نور وعبد الرحمن ومحمد )
تغمض عيناها بقوة وهي تشعر بأنفاسه التي باتت تكرهها لينظر لها مبتسم بسخرية تظهر بشدة في نبرته
-انتي حلوة اووي يا نغم اووي واحلى ما فيكي سكوتك
ظلت مغمضة عيناها وهي تقبض يدها بقوة على ملابسها تتشبس بها وتدعوا ان ينقذها احد من ذلك المأزق فأصبحت تتعرض له في الأونة الأخيرة...
كريم ابتسم بخبث وحاوط كتفي الكرسي من خلفها لتفتح عيناها وتلتقي بعينه الزرقاء القاتمه التي تخيفها رفعت يدها المرتجفه وهي تدفع كتفه بصعوبة دفعات ضعيفه قلقة
(كريم السوهاجي 28 عامآ.. الابن الوحيد لعم نغم والذي يدعى اشرف شخصية ليست جيدة بأي شكل يسير خلف اصدقاءه الفسدة تقدم لخطبة نغم قبل الحادث رفض والدها سالم في البداية لكن مع اصراره واصرار اشرف بأنه كفئ لها وافق كم كانت سعيدة تلك الليلة كم كانت تنتظر اول لقاء لها معه وهو خطيبها وليس فقط ابن عمها ولكن قُلب كل شيئ اصبح لقائه شيئ تنفر منه وكيف لا تنفر منه وهو من تسبب بهذا الحادث...)
نظر لها كريم ولبريق الدموع بعيناها فأبتسم واقترب لتدفعه بيد مرتعشة فينادي سالم عليه بغضب وهو بالخارج
ابتسمت نغم براحة وهي تتنفس الصعداء
كريم نظر لها وهو يبتسم بغل
-مش هتطول خطوبتنا كلها شهر! اتنين! وتبقي في بيتي هصبر لحد متبقي تحت ايدي يا نغنغ
نغم نظرت له بتقزز واحتقار
سالم بإنزعاج وغضب يكاد يحرق زوجته نادية
-ازاي تسيبيهم لوحدهم هاااه مش منبه انا؟ولا لازم اكون فوق دماغكوا دايمآ
تأفأفت نادية
-مخلاص يا سالم حبيت اديلهم الفرصة بس يقعدوا مع بعض شوية بدل منا وانت بنقفلهم زي الشوكة في الزور
اقترب منهم كريم وابتسم بإحترام مبتذل
-مالك بس يا عمي مزعل جميلتنا ليه حد يزعل القمر دا بردو؟
ابتسمت نادية وهي تنظر لخالد ببراءة
-قوله يا كيمو
اصبحت نظرات سالم نارية تكاد تحرقها لتبتلع تلك الغصة بحلقها وتبعد عيناها عنه بينما نور ومحمد يتابعان غيرة سالم وخوفه بتسلية
لتتحدث نور بشيئ من الغيرة
-مبيقبلش كلمة بس كلمة مع نغم
نظر لها محمد بنفاذ صبر
-مش هي الصغيرة ولا ايه يا ست نور خفي عليها شوية
دخل سالم لنغم بعد ان غادر كريم وهو يدعوا ان تبقى تلك الخرساء خاضعة له فمن غيرها بإمكانه استغلالها ليتخلص من إصرار عائلته على زواجه مهما اخبرهم انه يعشق حياته الحرة فكيف لا يعشقها فهي بلا قيود يفعل ما يشاء يقيم علاقة مع الكثير من السيدات اللواتي يخضعن له لقد نسي انه خُلق للعبادة وانه سيقابل وجه كريم سيحاسب على كل ذنب ولو صغير...
ظل سالم واقف يتأملها تضع كلتا يداها على وجهها حركات جسدها تخبره انها تبكي اقترب ببطئ متهالك حقآ يكره رؤية صغيرته تبكي بهذا الصمت جلس امامها لترفع وجهها لتلتقي عيناها بعينه التي طالما عشقت حنانها المبالغ لم ترى مثل ذلك الرجل بحياتها لن يحبها احد مثله قاطع شرودها وهو يتحدث بحنانه المعهود
-حبيبتي مالك كريم ضايقك في حاجة؟
نظرت له تكاد تخبره بعيناها ويداها بكل جوارحها انها لا تريده لكن صوت والدتها قاطعها
-مالك يا سالم واحد زيه هيضايقها في ايه بسم الله ماشاءالله اخلاق وزوق جدآ وبيحبها انت ايه صعبان عليك نفرح بيها ماله كريم يعيبه ايه بيشتغل في محل السراميك بتاع باباه وميسر الحال
شعرت نغم بقلبها يرتجف كما لو كانت تجاهد كي تتنفس ليمسك سالم بيدها يطمأنها
-انتي مش عايزاه؟؟تحبي الغي الخطوبة واقول محصلش نصيب هاا تحبي الغيها؟متخابيش لو مش عايزاها مفيش حاجة ممكن تجبرك
ابتسمت نغم وهي تلامس ذقنه السوداء  يتخللها بعض الشعر الفضي
عضت نادية شفتها السفلى بغيظ
-افضل اضغط عليها كدا قول انه مش على هواك
اغمض عينه بضجر من تلك النادية لينظر لها بحدة
-انا بتكلم معاها مش معنى انه عاجبك يبقى خلاص دا امر مسلم بيه ولازم توافق
خرجت بضجر ليعيد سالم النظر لصغيرته
-الغيه؟
ابتسمت نغم وهي تمسح تلك القطرات على خدودها الوردية وتهز رأسها بنفي ترى تلك السعادة بعين والدها ووالدتها كم كان صعب عليها ان تهز رأسها بإيجاب موافقة على الأبتعاد عن ذلك الشخص المدعو كريم......

عندما تتنفس الكتب.. رواية للكاتبة/ندى محسن  ♕Noody♕Where stories live. Discover now