22/2/2021
6:38pm
{{{{{{{{{ البارت السبعون }}}}}}}}}
💖 لا حياة بعدكما 💖
" انتما نفسي ولا حياة بعدكما
مرت ثلاثة اشهر ... ثلاثة اشهر من الحب والخوف ... كل يوم يكبر حبهم اكثر بذلك القدر يكبر خوفه ... خوفه من ان يفتح عيونه بيوم ولا تكون اول ما تراه عيناه .... وقتها ماذا يريد من
هذه الدنيا ..... دنيا دون نور ... لا شمس ولا قمر حتى لا نجوم فقط ظلام .....
" لا حياة لي بعدكما لا تتركاني"
كلمات تقرأها كل يوم بعيناه .... كل يوم يعطيها هذه الرسالة دون ان ينطق لسانه بأي شيء
من يحب الحياة يعرف قيمتها ..... وهو احب الحياة بها فلا قيمة للحياة دونها ..... يكرس كل ما يملك من وقت لهما كل ما يملك من حنان لهما فقط
يمسك وجنتيها التي تبللت بالدموع لتقول لولو وهي تضحك : لقد وقع وحسب ويجب ان تضحكي لانه مشهد كوميدي لا ان تبكي
هذه حالة ريان خصوصا في هذه الايام فهي تبكي ان سكب الطعام على الارض حتى ... اساسا في هذه الايام الطعام
اغلى ما تملك بعد ميران وطفلتها.... تبكي على مشهد كوميدي بفيلم اجتمعوا اربعتهم ببيت ميران وريان لكي يشاهدونه
اردا ... لولو ... ميران وريان ..اما ازاد وايليف فهم في زيارة للقرية عند اهل ايليف
ميران وهو يمسك وجنتيها : شش تمام لا تبكي حبيبتي لا تبكي يا روحي تمام هل اضع فيلم اخر ؟؟
نظرت لاردا ولولو الذين يضحكون بسرية لتقول بتذمر من بين دموعها : انهم يضحكون !
ميران موبخاً اياهم بنبرة اب وعاشق مجنون ولم تكن نبرته تحمل اي نوع من المزاح بل كل الجدية : لا تتدخلوا بمشاعر زوجتي هالله هالله .... تمام تمام صغيرتي انت لا تبكي يا اميرتي ... تعالي معي ساعطيكي شكولاتة تمام؟؟
لولو هامسة لاردا : هرموناتها تجعلها حساسة وصديقك لا يقصر بتدليعها لم يبقى الا ويبكي معها
ريان وهي تمسح دموعها كالاطفال : تمام عيا اعطني اساسا البكاء اخذ من سكري يجب ان اعوضه اريد من الجديدة الاي اشتريتها البارحة
ميران وهو ياخذها للمطبخ : تمام هيا ستختاري الذي تريدينه اساسا منذ ساعتين لم تتناولي اي شيء حلو يجب ان تعوضي
قبل رأسها تحت انظار اردا ولولو ليقول اردا بخوف : بدأت اشك ان هذا هو صديقي نفسه ؟؟؟ ماذا حدث له ؟؟ يا الهي كم غيره الحب والزواج ليحميني الله ويبقيني كما انا
رفعت لولو حاجبها لتقول : هاا يعني لن تتدللني عندما نتزوج؟ ولن تتصرف معي بحنية ؟؟ تمام اردا بيه ليكن كما تريد تمام
اشاحت بوجهها عنه ليقول متداركاً وضعه الذي اصبح على المحك : يا روحي على العكس سأدللك اكثر من ما يدلل ميران زوجته سترين
لولو : هاا سأرى ولكن سجلت كلامك على جنب ولم انساه ليكن بعلمك
🌟💫🌟💫🌟💫🌟💫🌟💫🌟
فتح خزانة الشكولاتة المليئة بكل الانواع .... اجل لقد خصصوا خزانة بحالها للشكولاتة ولكن مع ذلك ميران لا يسمح لها ان تأكل الكثير منها من اجل صحتها ... لا يحرمها ولكن ينتبه لصحتها لكي تأكل باعتدال ولا يحدث لها شيء
وقفت بجانبه تنظر بلهفة لكل قطعة حتى وقعت عيناها على واحدة ذو غلاف ازرق لتقول : اعطني هذه .. لم اتذوقها قبل الان
اخذ ميران حبة الشكولاتة ليقول وهو يقرأ ما فوقها : انها بجوز العند
تجعدت ملامحها لتقول : لا احبها ابدا لا اريد اعطني غيرها
دخل كل من اردا ولولو للمطبخ لتقول لولو بمرح: يبدو ان مزاج اميرتنا تعدل
ريان وهي تضحك : تماما
اتخذت ملامح لولو الجدية بعيداً عن المرح لتقول : ريان هل يمكننا ان نتحدث قليلاً ؟؟
اردا مستغربا نبرتها التي تغيرت فجأة: هل انت بخير ؟؟
لولو : بخير
ريان : تمام تعال للاعلى
ميران : انتبهي اثناء صعود الدرج
ريان : تمام لا تقلق
صعدوا للاعلى ودخلوا غرفة النوم لتغلق لولو الباب لتقول ريان بتوجس : هل انت بخير حقا ؟؟
لولو بتوتر : اريد ان اسألك شيء ولكن اوووف اشعر بالخجل
وضعت ريان يدها على بطنها بتعب لتقول بنبرة خفتت فجأة: قولي ... ل.. لا تخجلي
عقدت لولو حاجبيها لتقول بقلق : ريان هل انت بخير ؟؟
اخذت نفساً عميقاً لتقول : ب.. بخير بخير تعبت فقط
أمسكت لولو يدها لتقول : تعالي واجلسي على السرير هكذا
جلست ريان على السرير وهي تتنفس بتعب
مسدت لولو على وجنتيها بحنان لتقول : هل انت افضل
ريان بنبرة متعبة متألمة : ب.. بخير بخ.. بخير
اعطتها كأس الماء لترتشف منه قليلاً قائلة : ح.. حقا اصبحت اف.. افضل هيا... قولي
لولو : لا تهتمي الان لما سأقوله انظري الي سأنادي ميران لقد قلبت حالك هكذا وحالتك تسوء لا يمكن هكذا
اغمضت عينيها وهي تأخذ انفاس عميقة لتقول : لا تقلقي ... دائما ما يحدث هكذا وبعدها يزول لا تقلقيه عبثاً
ضمتها لولو تمسد على شعرها قائلة : هل تأخدين دواء او شيء عندما تسوء حالتك هكذا ؟؟
ريان : ب.. بلا اخذ مسكن للالم ولكنني اتجنبه ... الادوية بكثرة تضر بابنتي
لولو : ولكنه ضروري كيف ستتحملين الم كهذا ؟؟
ريان بنفاس بدأت بالانتظ قائلة بنبرة خارجة من قلبها مشبعة ب الحنان : من اجل ابنتي ... اتحمل كل شيء
ضمتها بقوة تمسد على ظهرها وشعرها برقة لتخفف عنها ولو قليلاً
رفعت ريان رأسها بحال افضل قليلاً بعد زوال ذلك المغص الذي اتاها هذه المرة والحمد الله خفيف لتقول : لا تقلقي دائما ما يأتي مغص كهذا بين الحين والاخرى ولكنه يمضي انظري لقد اصبحت افضل الان
تلألأت الدموع بعيونها قلقاً على اختها لتقول: لتأتي هذه الصغيرة للدنيا وساخنقك ان سمعت انك حملتي مرة اخرى
ريان : عندما تصبحين ام ستندمين على ما قلتيه الان
برمت وجهها بتذمر يحمل في طياته البكاء والحسرة لتقول : عندما اصبح أُم لا اريد ان تكون ابنتي دون خالة
اغرورقت عيون كلتاهما بالدموع لتقول ريان : ما بك ؟؟ ما هذا الكلام ؟؟ انا بخير وساحمل ابنتك بين احضاني هل فهمتي؟
": ان لم تحملي ابنتي بين احضاني لن اسامحك طوال عمري "
همست بما قالته بنبرة مخنوقة لتضمها بعدها بقوة يعانقوا بعضهم بدموعهم وحبهم الاخوي اخوة ولدت من الروح وليس من بطن أُم
مسحت لولو دموعها لتقول محاولة تغيير الموضوع : في اي شهر اصبحتي ؟؟
ريان ماسحة دموعها هي الاخرى : بنهاية الشهر السادس
لولو : لم يبقى الكثير هاا ؟؟
ريان : اجل لم يبقى عزيزتي واريد منكي شيئا
لولو : ما هو ؟؟
ريان : ان تتزوجي انت واردا بأسرع وقت
عقدت حاحبيها لتقول : انا كنت ساتحدث بهذا الموضوع اننا قررنا ان نحدد يوم لزفافنا ولكن لماذا بأسرع وقت
ريان : لا اريد ان تؤجلوا فرحكم بسببي
تغيرت ملامحها محاولة استيعاب الرسالة التي تحاول ريان ايصالها لتقول : ماذا تعنين بهذا ؟؟ انظري الي والله اركب عنادي ولا اتزوج الا بعد ولادتك هاا!!
انتفضت ريان لتقول : لا لن اسمح بشيء كهذا لا ستتزوجين قبل ولادتي وبأقرب وقت ... ربما انانية ان اطلب منكي هذا ولكنني مجبرة
لولو : لا تهذي ستعيشين وتحملين ابنتك بين احضانك هل فهمتي ؟؟؟
ريان : وانا اريد هذا ولكنني مجبرة على الحديث بهذا الموضوع معك
نهضت لولو قائلة : هيا لننزل واغلقي الموضوع
أومأت ريان مسايرة اياها قائلة : تمام اذا هيا لننزل ولكن لم تقولي ما تريدين بعد !!
لولو : لاحقا نتكلم بيوم نكون به وحدنا افضل
ريان : هل انت متاكدة ؟؟
لولو: اجل اجل لا تقلقي
🌟💫🌟💫🌟💫🌟💫🌟💫
جلسوا لوحدهم معانقين بعضهم من البرد يشاهدون نزول الامطار بغزارة ..... صمت .. لا يوجد سوى صوت طرقات حبات المطر على زجاج النوافذ
": ها شعرتي اليوم بآلالام ؟؟"
سأل سؤال لم يجد له جواب فصاحبة الجواب نائمة على صدره بتعب
تنهد بتعب ليقبل جبينها قائلاً : كم سيتحمل جسدك الصغير بعد ؟؟ كم سيتحمل ؟؟
اغمض عينيه بألم ليأخذ نفساً عميقاً لعله يهدأ بعض من نيرانه ..... استرعى انتباهه وجعله يفتح عينيه حركتها ليبدأ ناقوس القلق والخوف الذي لم يتركه اساسا بالعمل سلط نظراته عليها ينتظر اي حركة اخرى ليفهم ما بها
واضعة يدها على بطنها بعد ان افسد نومها مغص خفيف ولكن يبدو انه سيزيد جعدت ملامحها ببعض الالم وهي تمسك بطنها بصمت متألمة
ميران : هل انت بخير ؟؟ هل تتالمين ؟؟
اخذت نفساً عميقاً لتقول : ل.. لا انا بخير فقط مغض خفيف ولكنه زال لا تقلق
ميران بنبرة منهكة من تعب الاعصاب الذي يعيشه : كيف لا اقلق وانا ارى جسدك كل يوم يتألم امام عيوني دون فعل اي شيء ؟؟
ريان ممسكة يده باطمئنان: انا متأكدة اننا عندما نحمل طفلتنا بين ايدينا سننسى كل تلك الالام اعدك
فقد اعصابه ليقول بما يجول بخاطره ويخبئه منذ ايام : هل تعديني ان نحملها معا ؟؟
انزلت عينيها بألم لتقول : سنعيش ما كتب لنا
تنهد بألم ليقول مقبلاً يدها التي تمسك يده ليقول : لاخذك للسرير ها ؟؟
كم ارادت ذلك ولكن تعب جسدها اقوى لتستسلم له قائلة : لا استطيع النهوض الان لنبقى قليلاً
ميران : ومن قال ساتركك تمشين لوحدك
حملها بين ذراعيه برقة لتضع راسها على صدره بتلقائية مغمضة عينيها براحة تأخد رائحته داخلها ... ها هي بمكتنها حضنه مأواها والملجأها الاول والاخير
💫🌟💫🌟💫🌟💫🌟💫🌟💫🌟💫🌟
مرت ساعات الليل لتبدأ الشمس بالتسلل من بين الغيوم معلنة نهار جديد يحمل الكثير
صوت أنين بجانبه جعله يفتح عينيه بفزع ليلتفت بعينيه مستوعب ما حوله من اثر النعاس ليقع قلبه فور ما وقعت عيونه عليها منكمشة على نفسها بألم واضعة يدها على بطنها تئن بألم لم تستيقظ بعد
بسرعة البرق كان قد نهض من مكانه وتوجه لجهتها يمسد على وجنتيها برقة هامساً بإسمها لكي يوقظها : ريانتي حبيبتي .... وحيدتي افتحي عيونك هيا ... هيا يا روحي هيا
افتحي هذه العيون الجميلة سيمضي
فتحت عيونها وهي دامعة وألمها ما زال في بطنها
حاولت السيطرة على انفاسها وأنينها من اجله لكي لا يقلق ويخاف لتقول بنبرة متعبة : حبيبي ... انا بخير ... يبدو انني كنت نائمة بطريقة غير مريحة لذلك تألمت ...
اخذت نفسا وكأنها تجاهد بالكلام لتكمل : ا.. انا بخير الان
انفجر بركانه ليقول بعد نهض بسرعة نحو الخزانة مرتدياً معطفه محضراً لها معطف ووشاح قائلاً : سنذهب للمشفى كل تلك الالام كثيرة على جسدك سنجد حل
اومأت دون اي اعتراض مستسلمة لعلهم يجدون حل ولو صغير لكي يخفف هذه الالام التي لا تنتهي
💫🌟💫🌟💫🌟💫🌟💫🌟💫
وضعها على سرير المشفى برقة بعد ان رفض ان تمشي خطوة واحدة حتى
الطبيبة : هل هناك اي شيء جديد ؟؟
ميران بانفعال اثر قلقه وخوفه : كل ما هو جديد الالامها التي تزيد حضرة الطبيبة
الطبيبة : اذا لنفحص الان ونرى
ميران : يجب ايجاد حل جسدها لن يتحمل اكثر بعد الان .. هذه الالام انهكتها تماما
ريان ممسكة يده مهدأة اياه : اهدأ قليلاً ارجوك
ميران : لا استطيع ان اهدأ وانا اراكي تتالمين
صمتت فلا يوجد ما تقوله لانه محق هذه الالام انهكت جسدها تماما
الطبيبة : هل تأخذين ادويتك بانتظام ؟؟
انزلت ريان عينيها تهربهم من ميران لتقول بتوتر لم يغيب عنه : ا.. اجل اخذهم
عقد حاجبيه باستغراب من توترها المفاجىء لتقول الطبيبة موجهة كلامها لميران : هل يمكنك اخد هذه الاوراق للمختبر ؟؟
اخذهم ميران متفهماً ليقول : تمام
خرج من الغرفة لتقول ريان : انه محق هذه المرة ولا يبالغ حضرة الطبيبة هذه الالام لا تنتهي انا تعبت مستعدة ان احتمل من اجل ابنتي ولكن الا يوجد حل ؟ !!
الطبيبة : هل انت متاكدة انك تأخدين كل أدويتك ؟؟
عضت شفتيها بتوتر ولكنها حسمت امرها فكل ما فعلته من اجل ابنتها: بصراحة لا .... التي يعطيني اياها ميران اشربها ولكن اتجنب الباقي
الطبيبة : لماذا ؟؟
ريان : انت تعرفين تماما لماذا !! هذه الادوية مهما كانت كثرتها ستضر بالطفلة لا يوجد اي دواء لا يضر بالحمل بشكل كامل وانت تعرفين هذا !!! لو كنت سآخذ الدواء او المسكن بكل مرة يأتيني بها الم ساقتل نفسي قبل طفلتي
انا اتحمل كل شيء الا ان يحصل لها شيء اموت وقتها
الطبيبة : فهمت ...... بعد احضار التحاليل سأكتب ادوية اخرى لك
ريان : لا اريد ذلك .... لن اخذ ادوية بعد الان .... اعطني وصفات طبيعية من الاعشاب وما شابه اخذهم لا مشكلة ولكن ادوية كيميائية يكفيني ويكفي طفلتي لقد انتهيت بسببهم كل مرة اخذ بها حبة دواء اعيش تعب اعصاب رهيب .. تفكيري ما يحصل لطفلتي بسبب حبة دواء اخذتها لاخفف المي يقتلني حية
الطبيبة: ولكن تعرفين انني اعطيكي ادوية خاصة ولا تضر الطفلة !!
ريان : اجل انها ادوية خاصة ولكن تضر طفلتي ولو بشيء بسيط وانا لا اريد هذا
تنهدت الطبيبة بشعور لطيف اتجاه هذه الام المعطاءة والمحبة والمضحية حتى قبل ان تحمل طفلتها لتقول : كما تريدين بعد الان لن اعطيكي سوى وصفات طبيعية من الاعشاب ... ولكن لتعرفي ان فاعليتها لن تكون بسرعة وقوة الادوية عند الالم
لمعت عينيها بفرح لتقول : مهما تكون المهم انها اشياء غير مضرة
💫🌟💫🌟💫🌟💫🌟💫🌟💫🌟🌟
يحضر لها شاي الاعشاب بعد ان انتهى من تدليك وترطيب بطنها بحركات معينة اتبعها من تعليمات الطبيبة لكي تخفف الالم وتريح الاعصاب ما زال يفكر بالسبب الذي جعل الطبيبة
تغير ادوية ريان وحتى تلغيها مقابل اعشاب طبيعية هكذا دون مقدمات !!!!
لم يخرجه من شروده سوى صوت الشاي الذي على وشك الفوران ليأخذه بسرعة ويسكبه بالكأس ويصعد للاعلى
كان قد حل الليل أي انها ستشربه بعدها سينامون
يشك انه سيستطيع النوم مع افكاره هذه ... ولكن راحتها هي اهم من كل شيء الان
دخل للغرفة ليرتجف قلبه على منظرها متكومة على السرير نائمة بتعب فوق الغطاء حتى!! بهذا البرد !!
تنهد ليتقدم لجهتها وقلبه يؤلمه للانه مضطر لايقاظها وإلا ستستيقظ على الم شديد كهذا الصباح .. هذه العشبة ستكون مسكن لألمها لمدة ليست بقليلة
وضع الكأس ليجلس بجانبها على طرف السرير ويبدأ بالتمسيد على وجنتها مزيلاً شعرها عن وجهها برقة هامساً اسمها بكل حنان لكي لا يفزعها : ريان ... حبيبتي ... هيا انهضي
فتحت عيونها بتعب ليقول لها : حضرت لكي شاي الاعشاب عليكي ان تشربيه
تنهدت لتقول بنبرة منهكة : ا.. انا متعبة غدا أشربها
ميران : لا يمكن يا روحي هيا انهضي ستشربيها بعدها
سأقيس حرارتك حالك وارتخائك هكذا من اعراض الزكام
سأتأكد اولا ثم تنامين
رفع جسدها قليلًا ليمسك الكأس ويساعدها على شربه ببطء
شربت حتى نصفه وبعدها لم تستطع الاكمال وهو لم يشأ ان يضغط عليها
اسندت راسها على ذراعه بتعب لتهمس بإرهاق شديد : ا.. انا متعبة
اغمض عينيه بألم ليأخذ بجسدها ببطء ويرجعها مستلقية بطريقة مريحة على السرير .... دثرها جيداً ثم نهض ليحضر ميزان الحرارة الالكتروني
قاس حرارتها وكانت طبيعية هكذا ارتاح قلبه ليستلقي بجانبها معانقاً اياها دون ان يدخل النوم لعيونه طوال الليل وحتى الصباح ... خوفه وتوجسه يسيطران على تفكيره فلم يغمض له جفن ... يريد ان يعود لحياته الطبيعية ولكن هو لن يصبح بخير الا بعد ولادة ريان بخير وسلامة وان حصل العكس لا يضمن لنفسه نفساً اخر على هذه الارض
حلّ صباحٌ جديد فيه كل شيء جديد ... صباح مليء بالبياض .... الثلج بكل مكان .... اللون الابيض زيّن الدنيا واخيرا
نهض من سريره الذي امضى به كل الليل يتأمل محبوبته به دون نوم
نزل للاسفل لكي يحضر لها الفطور فالجو بارد للغاية ولا يجب ان تبرد ..... نظر من نافذة المطبخ للحديقة ليتنهد بتعب جُلّ تفكيره هو كيف سيقنعها بعد ان ترى هذه الثلوج بعدم الخروج ؟؟!! شيء اشبه بالمستحيل بل المستحيل بحد ذاته !!
كيف سيقنعها بأن لا تخرج للثلج دون احزانها ؟!!! ... كيف سيقول لها ان اذا تعرضت للبرد هكذا ستتألم ؟؟ الا يكفيها ما هي فيه ؟؟ ولكن لن ينسى تحذيرات الطبيبة بعدم تعرضها لأي برد !! وعدم ملامستها الثلج بسبب شدة برودته لان هذا ليس جيد لها .... يجب ابقاء جسدها دافىء بعيد كل البعد عن البرودة لتجنب التشنجات .... حتى خروجهم من البيت صعب وممنوع ..... مهمته صعبة وكثيرا
اخذ الفطور بعد تحضيره للاعلى وهو يدعي ان يستطيع منعها دون جرحها ودون ضغطها اكثر ... سيحاول...
فتح الباب ليجد السرير فارغ ولكن اين هي ؟؟
نظر بأرجاء الغرفة ليجدها تنظر من النافذة للخارج بابتسامة تكاد تصل اذنيها غير مدركة انه دخل الغرفة حتى
وضع الطعام جانباً ليقول بنبرة محاولاً جعلها طبيعية : ما كل هذا النشاط منذ الصباح ؟؟
ريان بفرح : يا ميران ... الثلج يغطي كل شيء كم منظره رائع
!!!
ميران : هيا يا روحي تعالي لتأكلي فطورك حضرت اشياء ساخنة
واخيرا تركت النافذة لتتقدم اليه قائلة بعيونها التي تلمع كالقطط : هل ننزل قليلا؟؟ ارجوك !!
تمزق قلبه لاشلاء من نبرتها المترجية الصغيرة ولكن داس على قلبه ليقول بقدر ما استطاع النطق : هيا لنتناول بعدها سنرى ولكن اريد ان أسألك شيء اولاً
أومأت باستغراب لتقول : تمام اسأل
تقدم ليضع عينيه بعينيها قائلاً : جاوبيني دون ان تزيلي عيونك عن عيوني
ارتجفت حدقت عينيها حتى لاحظ هذا ليقول : لماذا ألغت الطبيبة كل ادويتك فجأة ؟؟ هل قالت شيء بعد ذهابي ؟؟ ماذا حدث ؟؟
ريان بتلبك : ميران ... ل.. لماذا تسأل لا يوجد شيء غيرتهم هكذا
ميران : لا هي لم تغيرهم هي اوقفتهم تماما وبدلتهم بأعشاب
ريان : هكذا اليس افضل ؟؟
ميران : ربما اجل ولكن اريد معرفة السبب !
وضعت عيونها بعيونه كما اراد تماما لتقول : انا من اردت هذا لانني لا اريد ان آخذ اي دواء بعد الان لانه يضر ابنتي انا من طلبت منها ان تصف لي اعشاب طبيعية لانني رفضت الادوية هذه
امسك وجنتيها ليقول بدموعه : ابنتي محظوظة بأم مثلك يا اروع أم و زوجة
ريان : انا وطفلتي محظوظين بك يا اروع زوج وأب بالعالم
داعب انفها بخاصته مسنداً جبينه على جبينها بمشاغبة هامساً : الفطور سيبرد ايتها الام
ضحكت على جنونه لتجلس عند الطاولة الصغيرة التي وضع الفطور عليها وتبدأ بفطورها
..........
بلعت اخر لقمة لتقول بعد ان شربت القليل من العصير : ها قد تناولنا الفطور لننزل قليلا .... احب ان اخرج عندما يهطل الثلج .... قليلاً فقط
تلبك ليقول : ا.. اعلم انك تحبيه ولكن
ريان مقاطعة اياه : سأرتدي جيدا ولن اركض اعدك ... اساسا لا استطيع ان اركض مع ابنتك ... ها هيا لننزل قليلا
اريد ذلك بشدة ارجوك هيا
نبرتها لم تفرق عن طفلة تحاول اقناع والدها لكي تأكل مثلجات في البرد القارص ... اي شيءٍ مستحيل
تنهد ليقول محاولاً عدم جرحها : يا روحي ... انا ... لا يمكنني ان اسمح لكي بالنزول انا اعتذر
عقدت حاجبيها لتقول باستفهام: لماذا ؟؟
ميران : ه.. هكذا لايمكن
امتلئت عيونها لتقول : اعطني السبب لماذا ؟؟ لن ابقى كثيرا بالاسفل !
انزل عينيه وهو يفكر بماذا سيرد ولكنه مضطر للاعتراف والا ستفكر انه يمنع سعادتها ... لو كان بوضع طبيعي لكان امسك يدها راكضاً نحو الثلج ولكن لن يخاطر ابدا ... حسب قول وتعليمات الطبيبة ان الخروج وتعرضها لنسمة هواء باردة حتى ممنوع ... فكيف ان تلعب وتمسك الثلوج !! البرودة الشديدة ستسبب لها تشنجات
استجمع شجاعته ليقول : الطبيبة قالت ان لا تتعرضي لأي برد لكي لا يحدث معك تشنجات
لم تقل شيء مما اثار قلقه لينظر اليها قائلاً : الن تقولي شيئًا؟؟
ابتسمت بطريقة مزيفة لتقول : لا يوجد شيء انا لم افكر هكذا معك حق ... اكملت بنبرة حقيقية من الفرحة : اووف لا تهتم السنة القادمة نلعب مع ابنتنا
ابتسم ليمسك وجنتيها قائلاً : الم تحزني ؟؟
هزت رأسها بالنفي لتقول : لا حبيبي لم احزن
قبل رأسها ليضمها بقوة قائلاً : تخيلي كيف سنكون بعد سنة من الان اذا
اغمضت عينيها متخيلة جمال المنظر ... جمال يلمس الروح : ابنتنا بجانبنا بملابسها الصوفية التي تظهر ملامحها الصغيرة بصعوبة .... في مثل هذا الوقت بعد سنة ستكون ابنتنا ذو عشر اشهر تقريبا او اقل ستحاول نطق اسم كلينا ولكن انا متأكدة انها ستنطق "بابا" اولا لانها سهلة للاطفال
ستكون ذو عيون خضراء مثل عيونك
اكمل معها : وبشرة حليبية .. خدودها محمرة بفعل البرد رغم اننا لن نشعرها به
اكملت بصوتها الرقيق بابتسامة متخيلة ما تقوله : سنصنع رجل ثلج وبالطبع سيكون اكبر منها لانها صغيرة جدا
اكمل بصوته الاجش : سنتصور معها وستتذمر من ذلك مخرجة صوتها الرقيق بأحرف غير مفهومة ربما ستقول " بابا" لاول مرة لنأخذها لحضننا بفرح نقبلها بقوة لكي نضحكها
اخذت نفساً عميقاً لتقول بأمل وفرح كبير : سنحبها كثيرا يا ميران
قالت ما قالته وقال ما قاله من كلمات نابعة من قلوبهم كلمات استقرت بقلب كليهما كفراشات تدغدغ روحهم بفرحة لم يشعروا بها من قبل .. هذه اللحظة مجرد التفكير بالأمر وتخيله ادخل السعادة والبهجة لوجوههم وقلوبهم فكيف ستكون سعادتهم عند عيشه بين ايديهم وتحت انظارهم بالحقيقة !!!!
