#حكايات_قبل_النوم2
يوم جديد
الاثنين 25/5/2020
أجتمع الأب مع أبنائه الثلاثة (( خولة – هبة – يامن )) وزوجته (( ليا))
- أشقت كثيرا لكم يا اولاد ، كيف حالكم ؟؟
- الحمد لله كثيرا يا أبي...
- خولة : كنا نتمنى ان تكون معانا يا ابي ..
- و أنا ايضا يا حبيبتي ، لكني احببت ان انفرد بليا وحدنا...
- ليا : هل اشتقتم له و انا لا ؟؟!!
- هبة : أنت قلبنا يا امي ، و لكن ابي روحنا..
- ليا : إني اغار منك يا زوجي..
- عندما تغار الام من الابناء ، فأتوقع حب كبير في الوسط..
- ليا : الابناء يستمعون لنا ، كفي و انتبه..
- يامن : ابي إما نخرج نحن او تخرج ماما ؟؟!!
- لماذا يا ولدي ؟؟!!
- يامن : منذ اصبحت تجلس معنا ، و الحكايات صغرت ، فانتم تضيعون الوقت في الغزل بينكم !!
- ولد ماذا تقول
- هبة : تلك حقيقة يا ابي ، نستمع لحكاياتك افضل من الاستماع لغزلكم و حبكم ببعضكم...
- خولة : الا يكفي لك اليوم كله ، فتأخذ من حقنا...
- ليا : هل رأيت ؟؟ حتي انك مفضوح بحبي امام الاطفال...
- و انت كذلك يا زوجتي
- (( خولة – هبة – يامن)) : أبي.....
- اعتذر ، اعتذر هيا إلي حكاية اليوم.....
في سوريا في الجهة القريبة من المملكة السعودية ، علي حدود البحر الميت ، كانت هناك قبيلة تسمي قبيلة مدين ..
قوم جبارون ، فاسدون ، اخلاقهم سيئة ، و معاملاتهم فاسدة
كانوا يقطعون الطريق و يسرقون الناس...
ايضا يرعبون و يرهبون الناس...
وزادوا بانهم اصبحوا يسرقون في الميزان و الحقوق .
واكثروا الامر بتعاملهم بالربا و أكلهم للحقوق ...
ولم يكتفوا بذلك يا احباب ، بل كفروا برب العباد و عبدوا شجرة تسمي (( الأيكة)) هذه هي صورتها يا أحباب ....
فارسل الله لهم رسول من انفسهم ، رسول حكيم ، خطيب ، يستطيع الحديث و التأثير في الجميع ، إنه نبي الله (( شعيب))
وابتدأت المواجهة بيت جند الله و بين جنود الأيكة
فقال لهم شعيب
• يا قومي ، ما تلك الاشجار التي تعبدونها ، إنها لا تستحق العبادة من دون الله ، فإن الله هو ربكم ، لا أله مستحق للعبادة سواه ، و قد ارسل الله معي معجزات حقيقة تثبت ذلك .. (( لا يوجد دليل واحد علي نوع المعجزات الخاصة بنبي الله شعيب ، و لكن كما قال ابن كثير اللفظ يدل عليها))
يا قومي ، لماذا تسرقون الناس ؟؟ لماذا تفسدون علي الناس اشيائهم و تفسدوا في الأرض ؟؟
ايها الناس ، اوفوا الكيل و الميزان و إياكم في الفساد في الارض و قد اصلحها الله ، يا قوم أم أدعوكم إلي الخير و النجاة لو كنتم تحبون الفوز و النجاة من غضب الله....
و لا تجلسوا في الطرقات تهددون الناس أنكم ستسرقونهم و انكم ستأخذون منهم المال ، فهذا ليس فعل الرجال ، الم يكفيكم انك اول من وضع العشور على الارض (( العشور بمعني الاتاوة الي بياخدها البلطجي باسم للحماية قوة و غصب)) ، يا قومي لا تمنعوا الناس عن عبادة الله ، فالحياة في رحاب الله افضل من عبادة الاشجار ...
يا قوم ألم تكونوا أقل عدد ، فجعلكم كثير العدد ، يا قومي احذروا عقاب الله للمفسدين.. ..
انا اري انكم في خير فلا تستمروا في اعمالكم هذه ، حتى لا يأخذكم عذاب كبير من الله....
فأجابوا بعد غيظ شديد منهم
• يا شعيب هل صلاتك التي تصنعها هي التي تامرك أن نترك ما كان أباءنا يعبدون ، و ان نتعامل مع اموالنا بما يرضيك انت او يرضي صلاتك تلك ، اخبرنا فانت ارشدنا و انت اعقلنا!! (( قالوها سخرية))
• يا قوم ماذا لو كان الأمر لي هو الله ، وهو الذي جعلني نبي و ارسلني إليكم ، ماذا لو كنتم لا ترون هذا ؟؟!!
و يا قوم ، انا امراكم بأمر و اكون أول من يفعله ، فلا يمكن ان اخالفكم فيما انهاكم عنه ، أنا فقط أحاول ان اصلح قدر المستطاع ، و المعين و الناصر لي هو الله عليه توكلت و إليه اعود بعد الموت...
يا قوم لا تستمروا عنادا لي علي كفركم ، فيأخذكم عذاب من الله كبير ، نفس عذاب الله لقوم نوح و قوم هود وقوم صالح ، و أنظروا إلي هذا البحر جيدا ألم يكن فيه من قريب قوم آخرون قوم لوط فاصبحوا الآن ذكري في بحر ميت ، فاستغفروا ربكم وتوبوا إليه فإن ربي رحيم و يغفر جميع الذنوب...
• يا شعيب إنا لا نفقه كثيرا مما تقول ، و انت ضعيف لا تستطيع أن تحمي نفسك منا ، و لولا اهلك لقتلناك رجما بالطوب..
• يا قومي هل اهلي اعظم عندكم من الله ؟؟!! وجعلتم الله وراء ظهوركم ، فاعلموا أن الله عليم بما تفعلون...
و يا قوم اعملوا كما تريدون و أنا سأعمل كما يريد الله و سنعلم جميعا من يأتيه العذاب الشديد ومن هو كذاب فيما يقول. و انتظروا و انا معكم من المنتظرين ….
ظل نبي الله شعيب يدعوا قومه ، حتى امن معه القليل..
فجاء قومه إليه..
• يا شعيب إما ان تعبد انت و من معك آلهتنا او نخرجك من قريتنا...
• أنا لن اعود في دينكم مهما حدث ، أما هم فلن يعودوا و إن عادوا فسيكونون مكرهين منكم... ، و لو عدنا ، إذا كنا نكذب في دعوتنا ، و إنا لن نعود حتى يأذن الله لنا هو ربنا و هو بكل شيء عليم
ودعي نبي الله شعيب علي قومه أن ينصره عليهم ..
و اصبح قوم شعيب يحظرون بعضهم من اتباع شعيب حتى أتي العذاب
هنا في ارض مدين ، وسط عباد الأيكة..
سبعة ايام مضت ، في حر شديد قاتل ، لا هواء و لا برودة و لا نجاة ، هنا البيوت نار ، و الطرقات نار ، و حتى الأجساد نار ، تحرك الجميع فرارا من شدة الحرارة ، حتى اجتمعوا في طريق واحد و هم يستغيثون من شدة الحر
اجتمعوا جميعا ، العرق و الحر و الشمس ...
ومن بعيد تتكون سحابه ، فرحت القلوب و تبسمت الثغور ، و تهلل الجميع ، حتى أظلتهم تلك السحابة عن اخرهم ، الحر بدأ يخفت شيء فشيئا ، لا زال السحاب لم يفرغ ما فيه..
حتى أتي الوقت... أحمرت السحب ، و ازداد الحر.. الارض ترتج ارتجاج كبيرا ، القلوب سقط عند الاقدام ، الفزع يسيطر علي الأجواء صراخ مفزع يسود الأجواء. اصبحوا يقلبون الأنظار ، حتى ارتفعت عيونهم لسحاب المحمر ، وفجأة سقط عليهم مطر من نار ، صخور من لعيب مشتعل ، لا تصيب أحد إلا حولته إلا حجارة...
لا احد يستطيع الفرار ، فالأرض ترتج و لا زال الصراخ العجيب يسود و فوق هذا حجارة ملتهبة تتساقط من السماء ، أجتمع عليهم اصناف العذاب ، حتى انتهت مع انتهاء الاروح..
سكنت الأروح و أصبحت الأجساد جماد لا يتحرك ، و تحقق موعود الله و انتصر الحق على الباطل ...
سكنت الارض ، و توقف الصوت ، و تلاش السحاب ، خرج النبي شعيب و من آمن معه من البيوت ، نظر إلي أرض العذاب و قال
• كيف احزن عليكم ، و قد نصحتكم و قدمت لكم كل شيء لكي تنجوا من هذا اليوم و لكن لا حياة لكم....
وانتهت قصتنا اليوم يا احباب و مات شعيب بعد ذلك و دفن في مكة... و عبد الله جل في علاه بعد يوم رهيب كبير..
هيا تصبحون علي خير يا اولاد فقد تأخر اليوم كثيرا جدا ..