حكايات قبل النوم.... قصص هادفة للأطفال

31

#حكايات_قبل_النوم
يوم جديد.... 
الثلاثاء 5 / 5 / 2020
أجتمع الأب مع أبنائه الثلاثة (( خولة – هبة – يامن ))
انتهى بناء بيت الله الحرام وعاد إبراهيم إلي حيث بلاده يا اولاد ، لزوجته المحببة وولده إسحاق.. 
وفي يوم من الأيام رأي إبراهيم في نومه . انه في صحراء جرداء ، لا انيس فيها و لا جليس ، وهناك راي إسماعيل ولده يرقد علي الارض ووجد نفسه يمسك سكين و يقطع به عنقه ، فزع من هذه الرؤيا فزعا شديدا ، و جعل يستغفر ربه... 
علم إبراهيم أن تلك ليس حلم و إنما رؤيا يجب تنفيزها ، الحزن سيطر علي الفؤاد ، فكيف بإبراهيم وقد رزق بولد بعد عمر طويل أن يذبحه و يضحي به.. 
في الصباح ، أخذ حاله وذهب إلي مكة ، إلي ولده البكر إسماعيل... 
الارض تدمع ، و السماء تنوح ، و الجبال ترتج..  ها هو النبي يذهب ليذبح ابنه النبي ، و الذي طالما اشتاق له ، و الذي حرم منه ، فما عاد يراه إلا في زيارات متعددة... 
وهناك في مكة ، كان يجلس إسماعيل ، فلما رأي والده احتضنه و ضمه ضم المشتاق... 
• ابي اشتقت إليك يا ابي
• و انا كذلك يا بني
• كيف حالك يا ابي ؟؟
• في نعمة من الله ، و انت ؟؟
• ازددت فرحا و سعادة برؤيتك يا أبي ، مالك يا أبي أجدك مهموما ؟؟
• لقد رأيت رؤيا يا بني ، هالني امرها!! 
• خيرا يا ابي!! ؟؟
• رأيتك فيها نائما على الأرض و أنا أقف أذبحك يا ولدي!! 
• أبي ، أنت تعلم ان هذا ليس بحلم ، و إنما هي رويا من الله ، و انت تعلم ان هذا أمر من الله و ليس منك يا ابي ، و انا اقول لك ، نفذ ما امرك به الله ، و لا تقلق على فإني مؤمن صابر واثق في الله يا ابي ، و ما كنت عاصيا لأمر ربي و لا لأمرك يا ابي
قالها أذابت قلب إبراهيم ، و فرح إبراهيم فهو لن يعصي أمر الله ، و لكن الفعل أمر عظيم ..
قاما الاثنين و توجهوا إلي منطقه فارغه لا حياة بها و لا إنس ، بعدما جاءوا بسكين حاد ، و هناك في الطريق حضر اللعين الخبيث ، اتي مصدر الشر على الارض ، اتي الرجيم الملعون  وقال.... 
• يا إبراهيم ، هل اصابك الجنون ، انظر إنه ولدك ، حبك روحك ، سندك ، من اتاك على كبر ، ربك ليس عادل أن يأمرك بهذا الفعل ، ارجع يا إبراهيم و لا تفعل.. 
• اذهب عدوا الله ، ما كنت لأطيعك و أعصي الله .
ثم أخذ إبراهيم عليه السلام ، حجاره صغيره (( حصى))  وجعل يرجم (( يقذف))  بها الرجيم إبليس فاختفي إبليس و ذهب لإسماعيل.. 
• يا مجنون هذا ابوك سيقتلك من أجل وهم كبير ، هو لا يحبك ، تذكر هو من ابعدك عن حضنه ، هو من رماك وأنت رضيع  مع  أمك في هذا المكان الموحش..  يا اسماعيل الحياة لا زالت أمامك كبيرة ، فلا تسمح له بقتلك... 
• أذهب عدوا الله ما كنت لأعصي أمر ربي و لا ابي و استمع إلي كذبك يا عدوا الله ....
واخذا إسماعيل حصى صغيره و جعل يرجم بها إبليس فاختفي إبليس خاسرا بائس حزين ...
ووصلوا إلي المكان ، هاهنا سنري الذبيح الأول ، هاهنا سنري أب يذبح ولده ، و ليس أي اب بل هو الخليل إبراهيم ، و ليس أي ولد بل هو الحليم إسماعيل ، و استسلم الاثنين للفراق ، واحد سيفقد روحه و الثاني سيفقد ولده و ليس هناك من مفر و لا تسويف... 
رقد إسماعيل على الأرض ، وجهه للأسفل  وجلس أمام رأسه إبراهيم و الدمع في عينيه ، وضع السكين على رقبة ولده و جعل يذبح ، و لكن هنا صدمة كبيرة.. 
السكين الحاد الذي لا يستطيع أحد أن يمس حوافه ، أصبح رقيقا حشا على رقبة إسماعيل ، نظر إبراهيم إلي السماء متعجبا..  و إذا بصوت من الخلف يقول.. 
• يا إبراهيم ..... (( وابتسامه عالية تظهر على المحيا ))
• أخي جبريل ، السكين الحاد لا يقطع ؟؟!!
• يا إبراهيم ، أنت رأيت في حلمك أن تذبح و لم تذبح في حلمك..  و أنت قد حققت و نفذت أمر ربك و أنت أيضا يا إسماعيل.. 
• إذا ربي لا يريد مني أن أذبح ولدي... 
• لا يا إبراهيم ، و انظر إلي هذا الجبل ، ربك أعطاك كبش من كباش الجنة ، هو لك اذبحه بدل ولدك و ليك هذا عيد لك و لولدك ....
و انتهت قصتنا مع إسماعيل يا اولادي ، و لكن يقال إن هذا الكبش كبش هابيل الذي تقبله الله ، و هذا مجرد قول لا يوجد له صحه.. 
كما أن هناك حديث أن قرني الكبش كانوا موجودين علي عهد رسول الله ، لكن لم استطع التثبت من صحة هذا الحديث.. 
- خولة : لما أمر إبراهيم بذبح ولده يا ابي ؟؟
- ليعلم إبراهيم يا بنيتي أن حب الله مقدم على حب ابنه ، و ليكون اختبار لصدق و حب إبراهيم لله...
- هبة : راق لي يا ابي هزيمة إبليس الرجيم.. 
- كلنا كذلك يا بنيتي ، طالما انت تحافظين علي طاعة الله فاعلمي أن الشيطان يفر منك.. و يغضب و يكون خاسرا دائما..
- يامن : ما اعظم صدق إسماعيل و طاعته لأبيه و استسلامه لأمر ربه و امر ابيه.. 
- هل رأيت النتيجة يا ولدي ، حمي من الموت و تم فدائه ، بكبش من كباش الجنة ، يقال أنه خلق في الجنة و جعل يأكل منها 40 سنة... 
هيا الآن يا اولادي إلي الفراش فقد حان وقت النوم.. 
في رعاية الله و آمنه...