سِيلا ✓

Від Luna_Sierra

824K 60.5K 9.9K

سابقا، «لايكان ألبينو». 🎴 آلبينو 24/08/2018 ✓ 🎇 آلباستر 24/08/2019 ✓ 🌌 آسترايا 24/08/2021 ✓ Більше

المقدمة
-
•|الجزء الأوّل|•
|01|
|02|
|03|
|04|
|05|
|06|
|07|
|08|
|09|
|10|
|11|
|12|
|13|
|15|
|16|
|17|
|18|
|19|
|20|
|21|
|22|
•||الجزء الثاني||•
||01||
||02||
||03||
||04||
||05||
||06||
||07||
||08||
||09||
||10||
||11||
||12||
||13||
||14||
||15||
||16||
||17||
||18||
||19||
||20||
||21||
||22||
||23||
||24||
•|||الجزء الثالث|||•
|||01|||
|||02|||
|||03|||
|||04|||
|||05|||
|||06|||
|||07|||
|||08|||
|||09|||
|||10|||
|||11|||
|||12|||
|||13|||
الخاتمة

|14|

18.9K 1.5K 250
Від Luna_Sierra


رائحة اللايكان مُلتصقة بها، الأميرة ڤاليرا والبومة. لم يصدُمها الأمر بقدر ما صدمتها قدرتها على تمييز الفصيلة من خلال الرائحة فقط، أو ربما كانت تلك غريزتها.

حاسة شمّها لطالما كانت قويّة، لكن ليس لدرجة تمييز الفصائل، تلك مهمة غريزتها؛ ولسبب ما يبدو أنها نشِطة.

«بشريّ، بشريّ، بشريّ، لايكان، بشريّ، ساحرة...».
تمتمتْ سِيلا لنفسها بينما كانت واقفة في بهو الخدم تستشعر كل شخص يمر بجانبها دون النظر إليه.

لشدة تركيزها مع الأمر لم تسمع نداء راف باسمها إلى أن هزّها من كتفها وصاح بوجهها.

«أنتِ تزدادين غرابة كل يوم...».
علّق بخفوت ونظر إليها كمن يُحاول حلّ أُحجية.

ضحِكت سِيلا بتوتر ثم انحنتْ أقرب إليه، رائحته حملت آثار مصاص دماء، باهتة جدا لكنها موجودة دون شك.

«هل احتجتَ شيئا ما؟».
سألتْه مُقاوِمة فضولها.

«هناك عشاء خاص الليلة، عليكِ تجهيز الصالة التي على الطابق الملكيّ».
أبلغها راف وقام بدفعها بالاتجاه المؤدي للمصعد.

«أكرهُ الطابق الملكيّ...».
همست سِيلا مُتذكرةً ما خاضته هذا الصباح على ذاك الطابق، اعتراف حب من الأميرة وقبلات مُتملّكة من البومة. حرارتها ترتفع من الخجل بمجرد التفكير في ذلك.

دخلتْ الصالة مُكرَهة وبدأت عملها إلى جانب خادمات أخريات. المكان كان شاسعا، أو ربما كان ذلك بسبب الجدار الزجاجي بالكامل الذي يُطِلّ على الحديقة الملكية وشمسِ الغروب الباردة. توسّطت الصالة طاولة مستديرة في مركزها مُجسّم كريستاليّ داكن لذئب يقف بشموخ ويرفع رأسه ناظرا للسقف الذي تدّلت منه ثريا من الكريستال اللامع، المشهد شبيه بذئب ذي فرو كحليّ تحت قمر مكتمل.

قامت الخادمة المسؤولة بإزالة الكراسي العديدة التي كانت حول الطاولة وتركت سِتة فقط، إشارة إلى أن هذا العشاء سيكون خاصًا.

بعد انتهاء التجهيزات، وضعِ الأطباق وتزيين زوايا الصالة بمزهريات تحوي ورودا زرقاء وأرجوانية، انسحبت الخادمات وبقيت فقط اللواتي عملهنّ خدمة أحد الحاضرين.

انفتح الباب الكبير المزخرف بتفاصيل فِضية ودخل أشخاص لم تنظر سِيلا إلى وجوههم لأنها مجبرة على خفض رأسها احتراما لهم. لكنها استشعرت أربعة لايكان، ثعلب وإيريميا.

«أنتَ دائما تُقيمُ أفضل عشاء، جلالتك».
جاملتْ الأميرة فيولين مُتظاهرة بالاستمتاع بالموسيقى الصادرة عن آلات الآرك.

«هل تظنينه كان في المطبخ طول اليوم يُجهز الطعام أم ينفض الغبار عن أثاث الصالة؟».
نطقت ڤاليرا بمرارة، كلامها كان يستهدف جلالته بطريقة "هل تريد أن أفضح سِرّك؟".

«وأين كنتِ أنتِ قبل الانضمام لاجتماعنا؟ تسقين النباتات التي في مكتبتكِ ربما؟».
رد زوجها اللورد درايتن بنفس النبرة، لا يزال لا يثق بها تماما ولن يفعل أبدا ما دامت لا تُغيّر من تصرّفاتها العنيدة.

«هلا بدأنا وجبتنا؟ المُقبّلات تبدو شهية».
تدخّل صوت الطبيب لِيونار لتجتاح المكان موجة هدوء أسكتت النقاشات الطفولية.

تقدّمت الخادمات بإشارة منه ووقفت كلّ واحدة بجانب الشخص الذي تخدِمه ووضعت أمامه طبق المُقبّلات.

«سيزار...؟».
تكلمت سِيلا متفاجئة برؤيته فغمز لها ورفع سبابته ليُشير لها بالسكوت.

أدركتْ عندها أن الشخص السادس لا يمكن أن يكون إلا الشخص الذي كانت تتجنبُ اللقاء به منذ مجيئها للقلعة، بل وقبل ذلك بكثير.

ملك اللايكان...

دون أن ترفع نظرها إليه، أحسّت بنظراته تُراقِبُ كل تحركاتها ولسبب ما كان الشعور مألوفا لها.

لاحظَ سيزار ارتجاف يدِها عندما سكبت له الشرّاب فأمسك رِسغها برفق وساعدها في حمل القارورة لكن زمجرة غاضبة أدّت إلى وقوعها أرضا وانكسارها إلى أشلاء حادة وسط السائل الذهبيّ.

«لا! ستنظّفها بريتا، بإمكانكِ العودة لمكانك».
قبل أن تنحني سِيلا لالتقاط الزجاج صاح لِيو ليوقِفها، جرح بسيط من قِطع الزجاج تلك سيكشِف لبقيّة اللايكان الموجودين بالصالة أنها منهم.

أومأَتْ سِيلا وانسحبت لتقف في الخلف غير متجرّئة على النظر إلى الملك، مصدر الزمجرة.

«نعامة خرقاء...».
رصّ على أسنانه وتكلّم بصوت خافت ثم وجّه انتباهه إلى زوج شقيقته.

«ما آخِر أخبار مجموعة جيزمون؟».
سأله محاوِلا تشتيت الانتباه عن الخادمة والحادث الذي تسببت فيه.

«وصلتهم شائعات أن بحوزتنا اللايكان الأبيض لكنهم لم يُظهِروا أيّ رد فعل حتى الآن...».
لم يُكمل اللورد تقريره قبل أن تقاطعه الأميرة فيولين بنبرة متحمّسة.

«ممتاز! لم يعودوا يسببون مشكلة لنا، بإمكاننا إقامة حفل التتويج في أقرب وقت! تماما كما أشار القدر لي اليوم».
تنهّد الجميع بإنزعاج من كلامها، فقد ضجِروا من أسطوانة التتويج التي لا تكفّ عن تكرارِها.

«أشار لكِ القدر بأن تتويجكِ قريب؟».
سألتْها ڤاليرا ساخِرة.

«نعم! وجدتُ تاج جلالتِه صدفة في الرواق اليوم. هذا يعني أنني سأكون ملِكَته قريبا».
فسّرت فيولين سعيدة ووضعت يدَها على يدِ الملِك التي كانت على الطاولة.

«ألم تتساءلي عن السبب الذي قد يجعل ملِكا يوقِع تاجه؟».
نبرة ڤاليرا المُرّة عادت مجددا مُثيرةً فضول الأخرى.

«أتفق مع الأميرة، جلالتك. حفل التتويج سيكون فرصة مثاليّة لجذب مجموعة جيزمون إلينا، ثم نقضي عليهم مرة وللأبد».
أضاف اللورد قبل أن تبدأ جولة أخرى بين الأميرتين وقد جهّز تلقائيا في رأسه بضعة استراتيجيات للفخ.

«تودّ استعمالي كطُعم؟».
تدخّل سِيزار ورمقه بنظرة جِدية.

«سنوفّر لك الحماية التامة، نحتاج فقط لوجودك في القصر يوم التتويج...».
ومرة أخرى قاطعته فيولين.

«تُريد أن تجعل من يوم زفافي وتتويجي حمّام دماء؟!».
صاحتْ بصوت حاد وشددت قبضتها على يد الملك.

«حمام دماء جدير بزفاف ابنة الجنرال الأول...».
علّقت ڤالِيرا بنبرة مُستفِزة.

«لنناقش التفاصيل بعد العشاء، هذا وقت الأكل وليس التخطيط للحرب».
تدخّل لِيو مجددا ليُبدد شحنات التوتر وأمر الخادمات بتوزيع الأطباق المتبقيّة.

الطاقة الهادئة التي بعثها في الصالة ساعدت سِيلا على التصرّف بطبيعية وكذلك ابتسامة سِيزار المُطمْئِنة لها؛ بفضلهما تمكنت من تجاهل نظرات الملك، اللورد وزوجته نحوها.

بعد أن اتجه اهتمامهم للطبق الرئيسيّ، تشجعت سِيلا ونظرت للحاضرين بتمعّن.

بريتا كانت تُقدّم الشراب للطبيب، بدت مستمتِعة بعملها. الخادمات الأخريات وقفن كلّ واحدة خلف أحد الحاضرين في استعداد لخدمتهم. لِيو راقب تحرّكات الجميع في حال ما إذا أظهر أحدهم عِدائية تجاه الآخر، قُدرته تحكّمت في المزاج رغم وجود خلافات بينهم. سِيزار كان يفعل المثل، يلتقط كل حركة تحدثُ بهدف اكتشاف نقاط ضعفهم وكل ما يمكنه معرفته عنهم. اللورد درايتن انشغل بمراقبةِ زوجته، نظرتُه لها أظهرت الحبّ الذي يُكِنّه لها لكنها كانت غافِلة عنه تماما ومشغولة بتقليب الخضروات على صحنها في ملل.

يد الأميرة فيولين لم تترك الملِك، ساعدَها كونُه أعسرا في التشبث بيُمناه حتى أثناء تناول الطعام.

ذلك المشهد أكّد لـ سِيلا أنه فعلا واقع في غرام خطيبته لتلك الدرجة فتسللت الغيرةُ إلى قلبِها دون إذن. ليس لديها أملٌ كبير في العثور على توأم روحها، لكنها تأمُل أن تجِد حُبّا قريبا من ذلك؛ تماما كما وجده الملك الذي لا يملِك توأمًا.

غلبَها الفضول في التعرف على الملك فتجرأتْ على النظر إليه. تاجٌ نحيل من الذهب الأبيض مُرصّع بجواهر سوداء مختلفة الأحجام يتربّع على خصلات مبعثرة بنفس اللون الفحميّ، عينان دُخانيّتان مألوفتان تُحدّقان فيها بتمعّن، تقاسيم وجه مألوفة وجسد كان مُلتصقا بخاصتها هذا الصباح.

خارَت قِواها وكادت تقعُ على ركبتيها حين أدركت هويّته الحقيقية... البومة الذي تنمّر عليها كل ليلة، الذي ضحِك على ألمها ثم كمّد جِراحها بكفّ قميصه وناداها بـ "نجمة إباحية"، الذي دفعتْه في البركة المتجمّدة من شدة توتّرها، الذي شعر بالغيرة من الثعلب الصغير الذي حملته في حضنها، الذي أنقذها عندما كانت هاربة من الأميرة ڤاليرا، الذي قبّلها اليوم قُبلة تفتخر بالقول أنها قبلتُها الحقيقية الأولى... البومة ذو الشخصية المازوخية خفيفة الظّل هو نفسه ملِكُ اللايكان الذي تمنّت طيلة حياتها ألا تلتقي به خوفا مما قد يفعله بها.

امتزجتْ الصدمة والخوف على تعابير وجهها لكنها لم تُشِح بنظرها عنه.

«جلالتك... جلالتك... ميكايليس!».
نادى لِيو صديقَه قبل أن تنتبه خطيبَته لتصرّفاته.

«ماذا؟».
ردّ بصوت جامِد وسحبَ يدهُ من قبضتها ليحمل كأس السائل الداكن.

«نسيبُك كان يسألُك إن كنتَ مُتفرّغا الليلة من أجل جولة مع اللايكان الأبيض؟».
كرر لِيو كلام اللورد الذي لم يسمعه الملِك سابقا.

«لا، لديّ انشغالاتٌ أخرى...».
ونظر نحو سِيلا دون أن يلتفت لها.

«ما هي انشغالاتك؟ التسلل لجناح خطيبتكَ وقضاء الليلة معها؟».
تحدّثت ڤالِيرا بالشائعات التي سمعتها تتداول بين الخادمات فعضّت فيولين خدّها في خجل.

«إنها خطيبتي... ليست خادمة عشوائية».
أجابها الملِك مُهدّدا بكشف سِرّها أمام زوجها الذي استشاط غضبه من مجرد التلميح لخيانتها له.

كان هدفه هو استفزاز شقيقته فقط لكنه أدركَ مُتأخّرا أنه قد قام بتأكيد الشائعات عن غير قصد وأمام من كان يقضي لياليه معها في الحقيقة.

«وقتُ التحلِية!!».
صفّق الطبيب ليجذِب انتباههم فتحرّكت الخادمات لتقديم التحلية، ما عدا سِيلا التي لم تتخطى صدمتها بعد وشرَدَت في الأرضية الرخاميّة.

«سِيلا...».
همس سِيزار باسمِها ورمقها ببعض الندم.

«قادِمة».
أجابتْه بصوت ضعيف وحملَت الصحن الذي يحتوي قطعة كعك مزيّنة بشرائح فواكه بريّة ثم سارت إليه بخطوات غير متّزنة.

مرّت بقية الوجبة في سُكون بفضل الجُهد المضاعف الذي بذله لِيو في المحافظة على السلام. بعد أن انتهوا أخيرا واتفقوا على إجتماع مصيريّ صباح الغد، خرج اللورد درايتن ويده تُحيط بخصر زوجته وخرجتْ الأميرة فيولين ممسِكة بذراعِ خطيبِها.

«اللعنة!».
تنهّد الطبيب ووضع رأسه على الطاولة في تعب.

«عملُكَ صعبٌ للغاية، لم لا يتم ربطهم بطوق معدنيّ إلى الجدار خلال اجتماعاتهم العائلية بدل استنزافِ طاقتِك؟».
علّق سِيزار بنبرة شبه جادّة.

«اقترحتُ ذلك سابقا، نُدوب العضّة لا تزال على مؤخرتي...».
رد لِيو ممازحا ثم تمددَ ليُريح عضلاته المتشنجة.

تذكّر المشاعر السلبيّة التي صدرت من سِيلا فالتفتَ يبحثُ عنها ليجدها جاثيةً على ركبتيها بمفردها بعد انصراف بقية الخادمات.

تقدم الإريميا والثعلب منها في قلق عليها لكنها نهضت سريعا وغادرتْ هي الأخرى، هاربة من الاكتشافات التي توصلت إليها.

----
🎴

Продовжити читання

Вам також сподобається

14.6K 1K 18
هل ستعزفين على البيانو المظلم ؟ Cover by the enchanting : @aseel-l ♡. ( ملاحظة : تم تأليف الرواية سنة 2012 م ، و تم نشرها سنة 2015 م ، و تم الانتهاء...
180K 12.8K 46
التضحية و مشاركة الحب جزء من هذه الحياة و ما يدور حولنا جزء منها و الأقدار شئ محتوم علينا جميعا و أحيانا نضطر إلى ترك كل شيء من أجل أنفسنا أو من أجل...
Wolf's Melody Від Rehab

Перевертні

247K 12.3K 22
إنها أهم لحظة في حياة أي مستذئب - حفل إيجاد الرفيق - وهو أيضًا الوقت الذي تنتقل فيه من ذئب صغير إلى مستذئب بالغ وتحصل أخيرًا على علامتك. يتطلع الجميع...
98.9K 6.4K 23
هي الة صنعت للقتل فقط جمعت بين كل المخلوقات لتسفك الدماء بكل وحشية و بدون رحمة لكنها إختارت طريقها بنفسها هاربة من كوابيسها لتبحث عن حياة لنفسها و لك...