|11|

20K 1.6K 266
                                    

تمالكت سيلا فضولها لرؤية الضيف، الذي ستراه لاحقا بأي حال، حتى تتجنب التواجد بالقرب من الملك وعادت لاسترجاع عربة الطعام من جناح الأميرة فيولين.

كما توقعت، لم تكن الأميرة موجودة فهي دون شك تجلس على عرش الملكة متحمسة ليوم تتويجها.

بعد أن أمضت بعض الوقت شاردة وسط فوضى بهو الخدم، ناداها أحد الطباخين لأخذ عشاء الضيف الملكيّ إلى غرفته.

لم يتوقف عقلها ولو لثانية عن تخيّل ما سيحدث عندما تلتقي به، لدرجة أنها فقدَت الإحساس بالاتجاهات وصارت تسير بعشوائية ضائعة في أفكارها إلى أن وجدها راف.

«هل شرِبتِ شيئا اليوم؟ أأنتِ ثملة؟».
هزّها من كتفيها وتمعّن في نظرتها ثم استنشق حولها باحثا عن رائحة كحولية.

«لا... أنا فقط متعبة».
لم تكن تلك كذبة تماما، كل الأدرينالين الذي تدفق في جسدها اليوم في كل مرة تمّ ذِكر اللايكان الأبيض قد تركها مستنزفة القِوى.

«زوجتي المسكينة، هل تريدين أن أقوم بهذه المهمة بدلا عنكِ؟».
تكلّم راف بدراميّة وضمّها إلى صدره بينما ربّت على ظهرها بخفة.

«أنتَ تعلم أن داني تنزعج كثيرا عندما تفعل هذا، صح؟».
أطلقت سِيلا قهقهة لاإرادية وأرجعت رأسها للخلف حتى تنظر إليه.

«جيّد! دعيها تنزعج. على هذه الوتيرة، قد تعترِف بمشاعرها نحوي قبل أن يشيب شعري!».
راقص حاجبيه بابتسامة شقيّة ثم استدار ليدفع العربة.

«هيّا، سأُوصِل هذه من أجلِك».

ثم سارا معا يُثرثران في كل المواضيع إلى أن وصلا إلى الجناح المُراد. كان خاليا تقريبا، ما عدا الحارسين الذين وقفا في استعداد عند الباب.

«شكرا لك... لا أدري ماذا كنتُ سأفعل من دونك».
لكلامها معنى أعمق فـ راف هو الجانب الإيجابي من وجودها هنا إضافة إلى أنه أوّل صديق تحظى به في حياتها.

«لا شكر على واجب، زوجتي الجميلة».
وبذلك أرسل لها قبلة في الهواء وتركها لعملها.

تورّدت وجنتاها قليلا لأن الحارسين شاهدا ذلك فأسرعت في طرق الباب والدخول قبل أن يُؤذَن لها.

لم يختلِف الديكور عن بقية أجنحة الطابق الملكيّ، غرفة جلوس تحتوي على بابين واحد يؤدي إلى المكتب والآخر إلى غرفة النوم التي بدورها تؤدي إلى الحمام وإلى الخزانة التي بحجم كوخ جدتها تقريبا.

بدأت سِيلا في وضع الأطباق على الطاولة التي توسطت الصالة وقد خمّنت أن الضيف لا يزال برفقة الملك لسبب ما لكنها تفاجأت عندما انفتح باب غرفة النوم وخرج منه رجل في ثوب الاستحمام.

بشرته لم تكن بعيدة في لونها عن لون الثوب الأبيض الذي عانق جسده، وبين خصلاته الحليبية التي تبعثرت فوق رأسه، برزت عيناه الدمويتان لتلتقطا كل حركة في حذر.

سِيلا ✓Where stories live. Discover now