|16|

18.3K 1.6K 256
                                    

ما إن انغلق باب المصعد حتى سقطت ابتسامتها وإنهار جسدها ليُعانِق الأرضيّة المعدنية بقوّة.

تأثير الطبيب لم يدُم مطوّلا فقد عاد الألم ليُمزّق أوصالها، مصدُره ليس عضويا لذا قوة الإريميا غير مُجدية معه.

«ألا يمكنكِ أن تتكلمي فقط؟ أيجبُ أن تجعليني أعاني هكذا دون إخباري بالسبب حتى؟».
نطقت سِيلا بضعف بينما تدلّى رأسُها.

بمرور اللحظات، كان الألم يتضاءل شيئا فشيئا حتى انعدم. تنفّست الصعداء ونهضت قبل أن تصل لطابق الخدم.

همست شكرا لكنها شعرت أن ذئبتها لم تسمعه، كما لو أنها قطعت الرابطة بينهما حتى لا يمرّ جانبها البشريّ بتلك المعاناة.

دفعت سِيلا العربة إلى المطبخ وبدأت مهامها الأخرى حريصة على ألا تُجهِد نفسها كثيرا كي لا تتأذى ذئبتها أكثر. وأقنعت داني بأن توكّل مهمة خدمة سِيزار خلال غدائه مع الملك إلى خادمة أخرى لتتجنب اللقاء به مرة أخرى.

تجنّبته كذلك عند العشاء وأمضت الوقت مع داني في تجهيز عشاء الخدم.

«تشعرين بتحسّن الآن؟ لا تبدين متعبة كثيرا».
علّقت الشابة القصيرة بعد أن استقرّت الخادمتان على طاولتهما.

«قليلا، ما زلتُ أريد الدخول في غيبوبة لبضعة أيام».
ردّت سِيلا ممازحة ولوّحت لـ راف حتى ينضم إليهما مشيرة بنظرة جانبية إلى الكرسيّ الفارغ بجانب صديقتها ليشغره قبل غيره.

«كلنا نريد...».
بقيت جملة داني مُعلّقة بسبب تشتت انتباهها إلى الأسمر الذي جلس بجانبها.

«نُريد الخبز الذي تعدّه مارثا، مُستعِد لبيع أحد أعضائي من أجله».
وأنهى كلامه بقضمة كبيرة من الخبز فيما ناظرته داني باشمئزاز.

«وهل ستبيع أحد أعضائك من أجل دانييلا أيضا؟».
تعمّدت سِيلا إحراجَهما غير مُتوقّعة أن تستبدل تعابير مُنكسرة تعابيره اللعوبة المعتادة.

«سأبيعها من أجل خبز مارثا».
تحدث راف ببرود ناظرا إلى الشابة بجانبه بحِدة ما جعلها تُخفِض رأسها وتُمسِك الملعقة بقبضة شديدة.

«أين شهامتُك؟!».
رمتهُ سِيلا بحبة عنب مُحاوِلة تخفيف التوتر الذي طغى حولهم.

«اسألي والِدها».
ثم حمَل بقية عشائه وغادر إلى طاولة أخرى.

نهضت داني بعد أن مسحت عينيها وغادرت القاعة تحت أنظار بعض الخدم الذين انتبهوا للمشهد الذي حدث بينهم.

«هل حدث شيء بينهما؟».
سألت سِيلا من بجوارها.

«سمعتُ أنه قد تقدّم لخطبتها مجددا لكن والِدها رفضه بطريقة قاسية، أخبرهُ أنه لن يمنح ابنته أبدا لرجل داكن البشرة».
أجابتها إحدى الخادمات مُغطّية فمها كي لا يسمعها شخص آخر.

سِيلا ✓Where stories live. Discover now