||09||

4.4K 347 20
                                    

«إذًا هذا جدّك الأكبر؟».
تساءلت سِيلا بنبرة غير مصدّقة تماما.

الشاب الوسيم، حاد الملامِح والابتسامة، الذي لم تستطع منع نفسها من التحديق فيه ؛ هو جدّ راف ووالد الجدة مارليت...

«كان لي نفس ردّ فعلك حين التقيته لأول مرة».
أجابها راف ضاحِكا.

«لهذا تملِك أنياب مصاصي دماء».
أضافت وقد أُخمِد فضولها بعض الشيء، فلطالما تعجّبت من أسنانه المميزة وآثار مصاصي الدماء التي اختلطت مع رائحته.

«نعم، والِدتي كانت بشريّة وزوجي كذلك ثم أبنائي وأحفادي. لم يبقى من جينات أبي غير الأنياب».
كان تفسير الجدة مارليت ببعض الخجل بينما وقف والِدها خلفها يُراقِبهم بحذر، لقد كان على عِلم بموقف حفيد ابنته لذا خاف عليهم من الغرباء.

«لهذا تُحرّم الفصائل الأخرى التزاوج مع البشر...».
علّق سيزار شارِدا فنكزته سِيلا بقوة عندما ناظره مصاص الدماء بحدّة.

«بأي حال، لا داعي للقلق. لن نُخبِر أحدا بمكان تواجدكما، لسنا هنا من أجلكما».
تدخل الإريميا صانع السلام ليُطمئن راف وداني مجددا.

«لِم أنتم هنا إذا؟».
سأل الجد الأكبر -والذي بدا في سنّهم أو أقل-.

تأخرهم في الرد عليه زاد من حذره تجاههم.

«مهمّة ملكيّة سريّة... هل لنا برؤية البونڤاز الذي أعدّ طعام اليوم؟».
بنبرة شبه آمرة رد لِيونار.

لم يُرِد تضييع الوقت ولا كشف خططهم، الوضع أفضل لو علِم أشخاص أقلّ بما يقومون به حتى لا يلفتوا انتباه الأشخاص الخطأ.

«ماذا تريدون بها؟».
استفسرت الجدة مارليت بعبوس لانكشاف سرّها.

«هي مُهمّتنا».
دعم سيزار وانتبه لاهتزاز المزهريّة الفارغة التي على طاولة المطبخ.

لم يرفع نظره عنها إلى أن اهتزّت بعنف أكثر واتخذت هيئة طفلة نحيلة سارعت بالتعثر هاربة منه، لكنه شدّها من ثوبِها البالي كي لا تُفلِت.

الضجيج الذي أصدرته الأواني التي أوقعتها البونڤاز بينما تخبّطت في محاولتها الفاشلة للهرب، قد يجلب انتباه الأطرش لها. لذا شلّ لِيونار حركتها بقُدرته وأمسكها سيزار من خلف عُنقها يتفحصها ليتبيّن لهم أنها في الحقيقة عجوز بجسد صغير، ذات ذيل وخصلات بيضاء ونظرة دمويّة.

«توأم ملك البونڤاز؟».
تفاجأت سِيلا.

هي لم يسبِق لها مقابلة هذا الكائن من قبل -كما لم تُقابل العديد من الكائنات غير اللايكان والسحرة- لذا كانت متفاجئة من شكلها. ما قرأته عن هذه الفصيلة في كتبها ذكر أنها تُحبّ كثيرا أعمال البيت، منها من يتخصص في التنظيف ومن يُفضل الطبخ وحتى من يقوم بأعمال الحديقة.

سِيلا ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن