|19|

17.1K 1.5K 185
                                    


مضى يومان على احتجاز اللايكان والثعلب الأبيض.

وجودهما في زنزانة عازلة للصوت تحت القصر الملكيّ حال دون سماعهما الفوضى التي تحدث فيه، فالملك لا يزال في غيبوبة والملكة التي يفترض أن تنوب مكانه لم يتم تتويجها بعد.

لذا فالسلطة الآن تعود للجنرال الأول، إريكسون ناتال، والِد الأميرة والرجل الذي يرتجف الكل عندما يُنطق اسمه بسبب سمعتِه المظلمِة في القتل بكل وحشيّة ولدوافع بسيطة.

سيصل هذا المساء ليتولّى زمام الأمور.

ذلك كان الخبر الذي زفّته الأميرة فيولين للطبيب لِيونار الذي لم يترك جانب صديقه الغائب عن الواقع، مفعول الترياق يأخذ وقتا طويلا لأنّ السُمّ هو الأقوى عبر التاريخ. لولا ثاميا لرقَد في سبات لا نهاية له.

«ماذا أخبرتِه بالتحديد؟».
سأل لِيو بتوتر، فيجب عليه تجهيز خطط مضادة لما سيقوم به الجنرال إلى أن يستيقظ الملِك.

«أنّ جلالته قد تمّ تسميمه من قِبل خادمة والثعلب الأبيض الذي عمل جاهدا لإيجاده، وأننا وجدنا كذلك اللايكان الأبيض».
ردّت الأميرة بينما لامَستْ أنامِلها ظهر يد خطيبها التي كانت في حجرها.

عضّ الطبيب على لسانه ليمنع نفسه من الكلام، أيّ شيء قد يقوله للدفاع عن سِيلا أو سِيزار سيُظهر أنه خائن للملك ومتآمر معهما ضده. لذا أطبق شفتيه واستغرق في التفكير في طريقة تمنع الجنرال من إعدام السجينين.

أنين وهمهمات مبهمة صدرت من الشاب المُستلقي ثم انكمشت تعابير وجهه في ألم وارتفعت ذراعه كأنما يُطالب شخصا بالرجوع.

«بما يحلُم يا ترى؟».
تساءلت الأميرة بعبوس ومسحتْ العرق الذي تجمّع على جبينه باستعمال كمادة باردة.

ما كان يحلُم به، أو بالأحرى يُهلوس به، ميكايليس كان كابوسا بالنسبة له ولذئبه. والحقيقة أنه سيكون واقِعه يوما ما.

حضَرت الأميرة ڤاليرا بعد أن أرسل لِيو في طلبها. ما إن فتحت باب الجناح حتى بدأت تلعَن كما لو أنها تتحدث لغة أجنبيّة لكنها أخرست نفسها حين لاحظت فيولين في الغرفة.

«لِيونار...».
نطقت راصّة على أسنانها وناظرت الأميرة بحدّة.

«نعم نعم، إنه دوركِ في الإعتناء بجلالته. لا تُغادري جانبه حتى أعود، يجب أن أمشي قليلا فالدم تخثّر في شراييني».
بادلها نظرة لتُجاريه في كلامه ثم تركها لتحرس شقيقها، فلا يمكنه الوثوق في غيرها.

سار بخطوات سريعة نحو المِصعد ونزل إلى الطابق الأرضيّ ثم أخذ السلالم إلى القبو. أومأ للحرّاس ثم دخل السّجن المُظلِم.

الهدوء طغى على المكان لكنه لم يكن مريحا بل كان كهدوء المقابر، ربما لا تسمع صوتا إلا أنك تنتظر صدوره من أي مكان مصحوبا بخطر مميت.

سِيلا ✓Where stories live. Discover now