||23||

10.8K 701 306
                                    


«جلالتكَ، إلى أين أنتَ ذاهب؟!».
قطعتْ طريقه بنبرة هلِعة رغم محاولتها رسم تعابير بريئة على وجهها.

«يجب أن أعود للقلعة الآن. احزمي أمتِعتك، سيُرافقكِ أحد الحرّاس».
ربّت على رأسها يُطمْئنها كعادته ودفعها برفق إلى الجانب كي تُفسح له المجال لباب النزل الذي توقفوا فيه.

لم يكونا يتشاركان نفس الغرفة لكن ذلك لم يمنع فيولين من التنصّت عليه وسماع حديثه مع الحارس عندما أخبره برجوع اللايكان الأبيض إلى القلعة.

«لا، لا يمكنك ذلك! ألم تقل أنك تبحث عن شيء ما؟ أنتَ لم تجِده بعد، جلالتك».
جاهَدت لمنعه وخلق أعذار تافهة.

«ما أبحث عنه موجود بالقلعة، يجب أن أعود».
بكفّيه على كتفيها، نظر إليها بحزم حتى تعرِف أنه لا مجال لدلالِها أن يُقنِعه هذه المرة. توأمه في قلعته، بحقّ السماء! لو استطاع الطيران إليها لفعل لحظة علِم برجوعها.

لوهلة، أُحبِطت الأميرة وتنحّت عن طريقه بينما ارتجفت شفتاها لتُعلِنا اِنهيارها الذي بدأ بعد أن ابتعد عنها ميكا بخطوتين فقط.

«أنتَ ستعود من أجلِها، أليس كذلك؟! ستخلِف كل وعودِنا من أجل تلك الملعونة؟!».
صاحت به وتركت دموعها تنهمِر مع تبرّجها المثاليّ.

«ما- ماذا؟».
تلعثم ميكا والتفت إليها متفاجئا.

لم يكن يدري أنها تعلم بشأن إيجاده لتوأم روحه، سيلين لم تُخبِره بذلك! فقط حكت له ما كان يعرفه بالفعل -أنه دخل غيبوبة بسبب نبتة «إنڤينيو ستيلاّ» التي تنمو في الحديقة الملكية- وأضافت أنها أخذت الحكم مكانه عندما تبيّن أن الجنرال ناتال سيخونه وقد أرسلت سِيلا في مهمّة سريّة إلى المدينة التي هو فيها حاليا. حتى أُخته لم تُبدِ معرفة بشأن توأمه رغم أنها كانت كثيرة التسكّع حولها، أخبرته أنها سعيدة بعودته وستحرِص على شؤون المملكة مع زوجها بينما يُسافر هو ليتعالج -الكذبة المفبركة لتبرير مغادرته للقلعة-.

من بين كل ما قالته الاثنتان، لم يشكّ أبدًا أن خطيبته تعلم عن توأم روحه. ولم يكن ينوي إخبارها بعد...

«لا تُفكّر بإنكار الأمر، جلالتك. تذكّر أنني كنتُ بجوارك طيلة الأشهر التي كنتَ غائبا فيها عن الوعي، وأعرف أكثر منك عما حدث. بينما هي لم تتردد ثانية في تركِك والهرب مع لِيونار!».
نطقت بصوت منكسر دون أن تُحاول إخفاء بكائها.

«أشكركِ على كونكِ بجواري خلال تلك الفترة، أنا ممتن لك فعلا... لكنني من أوصاها بالبقاء إلى جانب لِيو حتى يعتني بها».
لم يكن ينوي الإنكار، كان يعلم أن هذا الحوار قادم لا محالة لذا الأفضل أن يقوم به الآن ويُنهي الأمر بطريقة نظيفة.

قبل أن تردّ عليه وتجد أسبابا أخرى لتجعله يعدل عن العودة، سار إليها ثم أخذ بذراعها ودخلا إلى غرفته كي لا يسمع أحد ما يدور بينهما أو يرى انهيار سموّها.

سِيلا ✓Where stories live. Discover now