|05|

25.7K 1.8K 317
                                    

تجوّلت سِيلا بين الأجمات متمعّنة في كل غصن وحشرة صغيرة رفرفت بجانبها.

الحديقة الملكية ساحرة بحق!

كانت لتكون أجمل لو وصلتها أشعة الشمس مباشرة إلا أن أسوار وأبراج القلعة الشاهقة جعلتها منطقة ظليلة أغلب اليوم.

لكنها رغم ذلك تبقى أجمل ما رأته سِيلا في حياتها. من الواضح أن البستانيّ القائم عليها يعلم جيّدا ما عليه فعله حتى يجعل كل فصيلة من الأزهار تبرز على حدا وتتناسق مع جارتها.

ملامح الإعجاب لم تُغادر وجهها، حماسها للاستكشاف بدا طفوليّا لحد كبير تجاه صورة الربيع المثاليّة التي تراها.

نسيت سِيلا تماما أنها تنتظر لِيو، طبيبها، ووصلت إلى أعماق الحديقة لتجد بركة صغيرة تبدو خالية من الحياة.

جلست القرفصاء على الحافة وغمرت أناملها في المياه الباردة مُراقِبة التموجات التي أصدرتها إلى أن شعرت بشيء يجذبها ثم يعضّ على خنصرها. سحبت نفسها للخلف بصرخة متفاجئة ونظرت للثقوب التي على إصبعها، كانت أشبه بوخزات الشوك.

«لم يكن يجدر بك تعكير سكون بركتهم».
صوت أنثويّ صدر إلى يمينها ثم خرجت من بين الشجيرات عجوز تستند على عكاز زمرديّ داكن اللون.

«بِركتهم؟».
تساءلت سِيلا ونهضت تنفض أسفل ظهرها.

اقتربت مجددا من البركة وحاولت إيجاد حركة غريبة تحت سطح الماء فلمحت أشكالا سهمية تنساب بسرعة فائقة بين الصخور التي في القاع.

«النيريد».
ردت العجوز بتعبير جامد ثم مدّت يدها لغصن مكسور فالتأم بعد أن ضربت عصاها على الأرض بخفة.

شاهدتها سِيلا في دهشة لكن لِيو ظهر بجانبها قبل أن تستفسر عن كيفية فعلها لذلك.

«أعتذر لتركك تنتظرين، الملِك احتاجني لمسألة شخصية. كيف تجدين الحديقة؟ خلابة، أليس كذلك؟».
حرّك نظره حولهما بابتسامة.

«الملِك؟ أتعرفه؟!».
لم تلتقط سوى ذلك المقطع من حديثه.

«أجل، بطريقة ما هو صديقي».
حكّ عنقه ثم استشعر الخوف الذي صدر من سِيلا فسارع لوضع يده على ذراعها.

«أعرِف أن الإشاعات ترسمه كـوحش متعطش للدماء لكنه في الحقيقة مُجرّد جرو يرتدي تاجا».
تحدّث بنبرة مهدئة فضحكتْ لاإراديا على الصورة التي تخيلتها للملك.

«هل آذتكِ النيريد؟».
أحس لِيو بالجرح قبل أن يلاحظه فلامسه برقة ليختفي بلمح البصر.

«من هي النيريد؟».
سألته ليغمس يده في الماء للحظة ثم يُخرجها وكائن صغير يستلقي على كفّه.

كان يشبه الحورية بزعنفته البنفسجية الطويلة وجزئه العلوي العاري، بدا عليه الاسترخاء التام.

سِيلا ✓Where stories live. Discover now