الثانية ظهراً
جامعة سيؤل
"لم أكن أتوقع بأنني سأرسب في مادة الآدب"
مين جيمين كان يتذمر لصاحبيه بينما يضرب رآسه بخفه على طرف الطاولة.
"جيمين لما كل هذه الدراما جميعنا رسبنا فيها أنت تعلم بأن ذلك الدكتور الوغد لم ينجح في هذه المادة الا عاهراته الاتي وافقن أن يضاجعهن في مكتبه القذر"
تاي اجابه بحنق بينما حبيبه يومئ موافقاً لما يقوله .
"وهل تعتقد بأن يونغي سيتفهم رسوبي فقط بأن زير النساء لم يعطي الدرجات الا لمن اعطته ممارسة لعينة !!".
بنبرة محبطة تذمر جيمين.
"احمد الآله بأن حبيبي طالب جامعي يشاركني كل محاضراتي ويعرف جيداً لعانة هؤلاء الأوغاد"
انهى تاي جملته بطبع قبلة سريعة على شفتي حبيبيه العاشق.
"وأنا أحمد الآله بأنك عشيقي و"
قبل أن يكمل جونغكوك جملته شعر بالقلم الموجه لجبينه.
"ارجوكما دعى غزلكما المبتذل وفكرا ما اللذي يجب عليّ فعله لتجنب غضب يونغي ما أن يعلم برسوبي
أفكر أن أهرب لمنزل والدّي هذه الفترة لتجنبه اليست فكرة جيدة؟!".
"لا تفعل شيء آيها الجبان
هو لن يعلم أن لم تخبره أنت ، لذا كن طبيعياً فقط"
زم جيمين شفتيه مفكراً كإن الفكرة نالت قبلوله ، فمن أين سيدري يونغي ما لم يخبر بنفسه ... إتسعت منه إبتسامةٌ راضية .
" حسناً .. فعلاً لن أخبره لذا لن يعلم ! "
تمتم مبتسماً ثم إستقام جامعاً أغراضه المبعثرة لداخل حقيبة ظهره السوداء يستعد للمغادرة برفقة العاشقين .
تبعه الشابين بخطاهما حيث اتجهوا نحو بوابة الجامعة يتبادلون أحاديثهم منعدمة الأهمية و التي لا تخلوا من غزل الحبيبين المبتذل و تذمرات جيمين الضجرة منهما .
***
فتح الباب مبتهج الملامح ، فرحاً بكونه تنصل من قصة رسوبه بفضل فكرة تايهيونغ
عقد حاجبيه قاطعاً الصالة وصولاً لغرفة نومهما ، دور مقبض الباب على مهلٍ مشتتاً تجمع الأفكار في رأسه ، بعض الحيرة كانت تواجهه كونه لم يتوقع خروج زوجه في وقتٍ كهذا .
فور أن خلق مجالاً للرؤية بانت له هيئة زوجه مستقراً خلف مكتبه الصغير ، ينظر لحاسبه المحمول بتمعن . حين تطمأن قلبه برؤيته سالماً أعاد إبتسامته لموقعه رافعةً خديه حتى اغلقا عينيه تقريباً و ركض ناحية زوجه بلهفةٍ و شوق .
بهتت إبتسامته عندما لم يلاقي أي تفاعلاً من جانب زوجه تجاه حضنه الخلفي ، بالعادة أنه أما يبادله او يتعدى ذلك أكثر بقبلةٍ أو ما شابه .
" ما به حبيبي اليوم ؟! "
تمتم مستغرباً يحاول أن يعثر على سبب جمود يونغي هكذا ، محاولاً السيطرة على أفكاره المتفاقمة حتى فتح يونغي رسالةً إلكترونيةً ما أدت لتقلب لون الزوج الأصغر خوفاً.
ما أخفاه تجنباً لغضب زوجه وصل قبل أن يعرفه هو بنفسه ..
" ماذا ! اراك صمت !! فسر لي ما ترى !! "
أرخى الاصغر ذراعيه فاكاً عقدتها حول كتفي زوجه و زاح جسده عنه ليغدو واقفاً يطالع
إبتلع ريقه بعد نظرةٍ إسترقها لوجه زوجه حاد النظرات و عاد ليحط أنظاره بين قدميه مقراً بذنبه مستعداً لأي كلامٍ و إن كان جارحاً سيقوله زوجه.
" اصبحت كسولاً في الآونة الأخيرة ، و تهمل دروسك كثيراً .. اعلم أنك متزوج و أن الحياة الزوجية ليست كحياة العازبين ، ستنشغل خلالها جسداً و فكراً لكن ، تذكر أنك وعدتني و وعدت والديك أن تكون أهلاً لتحمل المسؤولية .. "
لم يلحظ يونغي تلك المياه التي إنحدرت تجاه الارض راسمةً خطاً من عيني الفتى حتى اسفل ذقنه و راح مكملاً عتابه الحاد الذي مزق قلب الواقف أمامه
" فكر فقط في الأمر إذا أهملت مستقبلك .. أنت الآن تعتمد علي في كل شيء لكن ما ادراك أني باقٍ لك طول حياتك .. ربما أشل بطرفة عين ربما اموت .. أنت بالتأكيد لن تعود لتصبح عالةً على والد... "
" كفى !! اتوسلك كفىى .. إلا هذا لا تجلب سيرة أشياء سيئةٍ كهذا أرجوك .. "
إنهار أمام عيني زوجه التي إتسعت نتيجة ذهوله و راح ينحب متسبباً بشعور زوجه بالذنب . نية يونغي لم تكن هكذا ، أراد تأنيبه و إشعاره بذنبه و عظمة حجمه .
لكن لم ينوي بالتأكيد رؤية دموعه بهذه الغزارة تهطل هكذا دون توقف ، الحرقة في صوت بكائه قطعت قلب يونغي الذي إقترب نحوه متردداً.
قلبه يصرخ به أن يحضنه و يخبره أن لا بأس كل شيءٍ يمكن إصلاحه ، و عقله يأمره بالوقوف حيث هو تاركاً الصغير تحت تأنيب ضميره لبعض الوقت بقصد التعلم وعدم التهاون في أمورٍ كهذه .
لم يأخذ منه الأمر سوى ثوانٍ حتى إنصاع لنداء قلبه و راح ملتقفاً جسد زوجه بين ذراعيه يقبل فروة رأسه بحنانٍ هامسا ً في أذنه بنبرةٍ مرتعشة
" كفى حبيبي لا تبكي ... صغيري بكائك يقطع حشاشة قلبي .. إنما اردت سرد توالي الأمور لم بهذا الشكل. أعذرني حبيبي اعذرني ".
تدريجياً بدأ اهتزاز كتفي جيمين يهدأ في احضان زوجه من بعد بكاءٍ طال حتى ارهقه و استنزف ما تبقى من طاقته بعد يومٍ متعبٍ بالجامعة .
ولولا يونغي الذي أجبره على النهوض لنام في حجره على الارض ، رمى جسده المتعب على السرير جاراً يونغي ليجاوره في تمدده و يدفن وجهه في صدره مكملاً ساحباً اخر شهقاته قبل أن يغفو ...
***
Jimin
رف جفني مراتٍ متوالية بداية يقظتي ، قبل أن يفتح تماماً و يتيح لي أن أرى ما حولي ، قابلني ظلام الغرفة و دفئها .
كفي تكفلت بفرك عيني بغية إبعاد النعاس عنهما و هنا إنتبهت لذلك القماش الناعم الذي يختك بوجهي ، يونغي غير لي ملابسي ! استنتجت ذلك عندما وجدت اني ارتدي بجامة نومٍ بدلاً من ثياب الخروج .
" ممتنٌ كونه لا يتغير ! "
همست لنفسي ماسحاً على سطح القماش القطني الذي أحاط جسدي ، هذه كانت بجامته و ليست خاصتي .. ابتسمت و نصبت ظهري قائماً لأتفقد ما يفعله .
فور إقترابي من باب الغرفة ، غزت أنفي رائحة الطعام معللةً غياب زوجي عن مد بصري ، هو كان يعد العشاء كما يبدوا !!!!
فتحت الباب و خطوت خطوتين للأمام ثم توقفت في مكاني ، شعرت فجأةً بالخجل ، رؤيته و هو يعد الطعام لنا بينما انا نائم بعد خذلانه ضخت الحمرة لوجنتي .
صوته المحبب لي ورد اذني متحدثاً بهدوءٍ يحثني على الاقتراب .
" تعال هنا جيميناه ! "
ترددت بدايةً قبل أن أسوق قدمي تجاهه ، لم أستطع منع نفسي حين أصبحت خلفه من أن أجذب خصره ناحيتي بعناقٍ خلفيٍ ناطقاً بصوتي المبحوح
" حبيبي أنا آسف ! أعدك لن يتكرر هذا .. أنا لن ارسب مجدداً .. سأصبح مجداً كما كنت في السابق و افضل اعدك بذلك .... لكن أرجوك لا تقول اشياء كتلك مجدداً .. انت ستبقى معي و لن تذهب لأي مكان لأنك لو فعلت سألحق بك ..... "
لم اكمل إلا و بشفتيه تحتضن خاصتي ، و سريعاً أغمضت عيني إستجابةً له و لما يبث في من شعورٍ بالارتياح ، رغم فترة حبنا التي نسبياً تعد طويلة فما زالت ملامساته تهيج معدتي و ترخي اطرافي .
فصل القبلة دون التعمق كثيراً فيها و طبع أخرى سريعة على خدي ثم عاد ليستدير ناحية ما يعده على النار خشية أن يحترق .
أنهينا العشاء سريعاً و نضفنا الفوضى التي عج بها المكان قبل أن نخلد للنوم ، و في طريقنا لغرفتنا تحدث مقبلاً فروة رأسي يحيط خصري بيده
" لنتفق ! أنا اوفر لك الجو اللازم لتدرس كما يجب .. بينما أنت عليك أن تنجح ! و أيضاً إذا أحرزت علامةً عالية سوف آخذك بموعدٍ جميل . "
اشرق وجهي حماساً فأجبته مباشرةً ببشاشةٍ و إندفاع
" أعدك إذن .. إني سأحرز علامةً جيدة تنال إستحسانك !!
وانتظر بعدها موعدك الجميل".