(متوقفة) vanilla scent

By TheHazan

260K 17.7K 13.1K

تعلق نظره في عمق عينيها ، وبدا كالمأسور المعرّض لخطر الغرق في مستنقعٍ أخضر، فاضطر لاغلاق عينيه لبضعةِ لحيظات... More

١
٢
"الشخصيات"
٣
٤
٥
٦
٧
٨
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١
٣٢
٣٣
٣٤
٣٥

٩

6.2K 519 192
By TheHazan

سبحان الله وبحمدهِ عدد خلقه ، ورضى نفسه و زينة عرشه و مداد كلماته.

*تصويت وتعليق بين الفقرات يا رفقة.*

_

في صمتٍ مطبق راقب ديريك والده الذي يوليه جانب وجهه الآن ، حاجبيّ عينيه الداكنين متصلين كعادتِهما عندما يتميز من الغيض ، لكنه لحظتها لم يكن غاضبًا سوى من نفسه ونفسهِ وحدها ، غاضب وحزين واشياء اخرى لا يستطيع تمييز ما هي هيئتها لولا انها مشاعر مألوفة تعتصر قلبه كأفعى طويلة تلتف حوله وتضيق الخناق شيئًا فشيئًا بنية ايقاف نبضه ، ذلك الآلم الهادئ المألوف الذي يمس الإنسان في أعماقه لسببٍ أو لأخر على ان ذلك الشعور الآن لحظتها كان محمومًا مميتًا واكثر عاطفةً وصدقًا ، فجوليا العطوفة و-الخائنة لحدٍ اذبل قلبه وصلّبه ، ميتة الآن ، هذه حقيقة وليست كذبة اخبرها لنفسه ولإبنه في فورات غضبه ، ميتة كما لم يستطع ان يخبر نفسه ، اي بشكلٍ حقيقي ، اي انها لم تعد تتنفس هواء هذا العالم الذي يتنفسه حتى وإن كانت السموات اللتي يسيران تحتها مختلفة ، هي الآن في مكانٍ ما ، ليست تحت سماءٍ اخرى انما تحت الارض مدفونة في فوق لحدِ شخصٍ أخر ورفاته ، او لعلها بدورها اصبحت لحدًا

رنّ صوت هاتفٍ من مكانٍ ما أخرس الصمت نفسه ، ليقطب ديريك حاجبيه بدوره تقطيبةً تجابه لتلك التي تعتلي وجه أبيه الآن حانقًا من مصدر الصوت الذي اوقف صمت اللحظة ، ليكتشف فقط ان مصدر الرنين يخرج مباشرةً من جيب سترته الداخلي ، صوت الرنين ايقظ ابيه من غفلته الحزينة التي من الاساس لم يعي انه قد وقع فيها وامام ديريك ايضًا ، ليعتدل في جلسته ويمسح على وجهه وكأنه ينفض افكارًا اعتلته ، واخرج ديريك هاتفه من جيبه ليشاهد اسم زوجته يعتلي الشاشة ، كان الوقت مبكرًا عن موعدهم لكنها تتصل على ايِّ حالٍ ، تردد في الرد لكن ابيه قال وهو يلملم الاوراق التي ازاحها في وقتٍ لاحق "أجبها." ثم شرب قهوته الباردة و تجعد انفه من مرارتها و خرج تاركًا ديريك هناك يراقب ظهره العريض يبتلعه الممر ، بقي جالسًا  في صمتٍ وشرود يهضم ما سمعه للتو واللحظة ، وتفكيره لسببٍ ما يأخذ مسارًا شائكًا الى ان توقف صوت الرنين ، ولحظتئذ وعى على نفسه و اعاد الاتصال بزوجته ، خرج صوتها ناعمًا وشبه نعسٍ من سماعةِ الهاتف

"ديريك ، هل انت مشغول؟."

نظر خلفه الى الرواق و رد بخفوتٍ "لا."

"سيكون جيدًا أن تأتي إذن ، الساعة تقارب الحادية عشر او انها على وشك ان تصبح كذلك على ايِّ حال، صوتك لا يبدو جيدًا هل أنت بخير؟"

"بخير بخير ، لا تقلقي ، أنا قادمٌ حالًا." اجابها واغلق الخط ثم نهض واقفًا يخرج من المنزل دون أي حرفٍ لأي شخص ، يفكر بحزنِ أبيه العميق ، و بأخته التي لا يعرف اي شيءٍ عنها سوى ان اسمها ايلا والاهم يفكر بلماذا من الأساس قيلت كذبة أن زوجة أبوه ميتةٌ وبالأصل هي متخفية تحت الستار طوال هذه السنوات دون أن يسمع عنها أي شيءٍ او ان ترى هي نفسها أيًّا من إبنيها الآخرين

تساءل في داخله عن ما هيئة الشخص الذي هي عليه إن كانت أمًا تترك ابناءها خلفها دون أي كلمة، اشياء من الماضي لن يتوقف عن النبش خلفها حتى تظهر كل خيوط الحقيقة المتسترة ، اشياء عديدةٌ تومض في رأسه لم ينتبه لها قبلًا ، إشاراتٌ صغيرة قد لا يكون لها اي معنىً على الاطلاق ، لكن عندما يتفكر ويمعن النظر يجد ان بداخلها الكثير

أراد أن يهاتف جون و يرى كيف حاله ، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة ، فماذا عساه يقول له بالضبط؟ فقاد سيارته الى منزلِ حمُّوه مشغول البال

***

راقب جايمس حفيده البالغ غمره ثلاث سنواتٍ يسير بخطواتٍ متعجرةٍ يتبع الكلب في الحديقة ، وارتشف شيئًا من القهوةِ وهو يرجع رأسه الى الخلف يضيق عينيه يتتبع بنظره الطفل يجري بين العشب المقلّم بعناية في اثر الكلب

راقبت زوجته الطفل بدورها بقلقٍ بادٍ وهو يقع على الارض ، وكادت تنهض بهلعٍ ناحيته لولا انه نهض من نفسه مبتسمًا ويقهقه احدى قهقهاته الطفولية معجبًا بالتجربة ، مما جعلها تعاود الاسترخاء مجددًا على مقعدها الوثير وهي تتنهد بإرهاقٍ من نشاطه المفرط ، ثم ولت اخيرًا زوجها انتبهًا وقالت "ما كان الموضوع الذي رغبت بالحديث بشأنه."

"لا اعرف كيف اصيغ ذلك. لكن، هل تتذكرين جوليا؟"

لم يكن يحتاج لأن يوضح اي جوليا هو يقصد ، فمن الجلي من محياه انه يتحدث عن تلك المرأة التي لم تسنح لها الفرصة لمعرفتِها حق المعرفة ، الصهباء الجميلة صاحبة الإبتسامةِ الخجلة ، والتي بطريقةٍ ما ، ما تزال الى اليوم مغشيةً تحت الضباب كانت سببًا في احداث شرخٍ عميقٍ في العائلة

بحذرٍ تلفتت حولها خوفًا من ان يظهر ايٌ من أبناءهم في ايةِ لحظةٍ ، رغم انهما ما يزالان يتحدثان اساسًا بطريقةٍ مبهمةٍ لحدٍ ما ، وقالت تثبت نظرها عليه "جايمس ، ما الخطب؟."

"هل تتذكرينها جيدًا يا ايزابيلا؟."

"اجل ، بالطبع اتذكرها، ما هذا الكلام؟."

"في الليلة التي انفصل فيها بلايك عنّها ، تلك الليلة بالذات حملت معها شيئًا مهمًا لم تخبر اي احدٍ بشأنه ولا حتى بلايك نفسه ، تبين انها لم تمنح الفرصة لأن تفعل من الأساس."

قطبت حاجبيها بغير فهمٍ من ايٍّ مما يتفوّه به زوجها الذي اعتاد دائمًا ان يتحدث بإضاحٍ تامٍ وأن يكون شفافًا ، وحاولت التكهّن عن معنى و مغزى كلامه ، لكنه حينما اطال الصمت قالت بصبرٍ "إلى ما ترمي؟."

"المرأة كانت حبلىً يا ايزابيلا ، وهي وضعت مولودها بالفعل."

حبست انفاسها تمامًا ولم تنتبه انها كانت تفعل حتى التفت اليها جايمس بكامل وجهه ، فاطلقتها ببطءٍ غير قادرةٍ على الاستيعاب او عما اذا كان ما سمعت به صحيح ، و أول شيءٍ نطقت به "ياللمصيبة."

"البنت عادة الآن ، و تبين انها حقًا إبنةُ بلايك بعد ان اجرى ويليام التحاليل اللّازمة ، و اتضح ايضًا ان والدتها متوفاةٌ منذ سنين هي الاخر ، يقال بسبب الإكتئاب حسبما سمعت من المحاميّ او على الاقل كما لمح فلم يقل هذا بشكلٍ مباشر ، وشعرت انه من المعيب ان اسأل الفتاة " وصمت وهو يراقب الطفل يقترب منهم بخطواةٍ متهادة ، الشمس تغشي عينيه و تعكس لون بشرته البيضاء ، نجح في تجاوز الشرفة دون ان يقع من شدة ركضه هربًا من الكلب الذي لم يلاحظ انه من الاساس لم يكن يلاحقه ، فندّه عليه جايمس "ليام ، تعال الى جدِك يا فتاي الطيّب."

سار ليام نحو جده بطريقةٍ تلقائية بعدما كان يقصد ان يذهب ليعبث في ارجاء مكتب جده كما يحب ، فرفعه جايمس بخفةٍ واجلسه على فخذِّه "فتىً جيد، ليتك تكف عن العبث في مكتبي فقط."

"ما الذي اتى بها ، اعني بعد كل هذه السنين ، و كاميلا .." تقطع الكلام عندما لم تعرف كيف تصيغه بشكلٍ صحيح لكنها في النهاية اردفت سريعًا و صريح "ستُّجن ، أاكد لك انها ستفعل." ثم سحبت ليام بتلقائية ليصير في حضنها هي. داعب جايمس وجنت الطفل الذي راح يتلمس بعجبٍ قلادة جدته ، و اردف "وبلايك تدمر ايضًا ، لكنها لم يظهر ذلك .. استطيع رؤية هذا جيدًا ، والله وحده يعلم ما الذي يحمله داخل رأسه الآن...ذلك المجنون."

"ماذا سيحدث الآن؟."

"لا شيء سيحدث بالطبع ، البنت عادة الى حيث تنتمي من الأساس، غالبًا ستعيش في منزل أبي مع جون ، لن يأخذها بلايك لعنده كما قلتِ بنفسك بسببِ كاميلا ، التي عليها ان تعتاد و ستعتاد على تواجد ابنته ، وعلى ايةِ حالٍ ليكن فهذا للأفضل ، بقاءها امام ناظريِّ اخيها افضل. من الأساس اردت اخبار هايلي عنها لكنني لم اعثر عليها. اين هي؟."

"خرجت لتنزُّه كما تقول ، مع كلوديا غالبًا ، لكن لماذا؟."

"لا اعلم ، اردتها ان تعرف لتسهل الأمور على الفتاة ، اخشى الا يتقبلها احدٌ او شيءٌ ما." حملت مغزى كلامه على محمل الجد ، وقالت "لا تقلق من هذه الناحية ، فالبنات جميعهن عاقلات ، لما عساهن لا يتقبلنها يا عزيزي؟ وان شئت سأخبر هايلي بنفسي فور مجيئها لتطمئن."

"افعلي ما ترينه مناسبًا ، علي ان اخرج الآن." قبل الطفل الذي الآن يحاول التملّص من ذراعي جدته وهتف "جدي خذني معك."

"لا يا بطلي ، ابقى حيث انت وإياك و الولوج الى مكتبي ، ايزابيلا اقفلي بابه حبًا في الله."

***

لسببٍ غريبٍ عندما فتحت عينها في وقتٍ لاحقٍ ، كان السرير يجرها جرًا لتعاود النوم ودفن نفسها بين الوسائد الوثيرة ؛ لتريح ذاتها من عناء اليوم كله حيث هي واقفةٌ تحت اشرافِ سيدتين متزمتتين مهووستين بالموضة ، احداهما تكون وللأسف الشديد عمتها والتي ما تزال متحمسةً للغاية لرؤية النّتيجة النهائية للفستان القابع في علبته في اقصى زاوية بالغرفة بعيدًا عن ناظرها-متعمدةً تركه هناك- والموقع تحت إسم ماركةٍ ذات سمعة جيدة ، رأت ضوء الساعة الخافت وهو يشير الى العاشرة والنصف مساءً ، لا تصدق انها نامت كل هذا القدر وفي وضعيةٍ كهذه ، لكن يبدوا ان التعب بالفعل قد استبد بها  ،و فورما لمحت ان الظلام دامسٌ يطل من النافذة ، تبينت ، بعد هنيةٍ ، الحدود الباهتة لمشهدٍ غير مألوفٍ يصوره المشهد لها ، كان هناك ضوءٌ يلمع في الأفق يتخلخل اوراق الشجر بين حينٍ وأخر ، ضوء أصفر اللون ، ينفذ الى داخل الغرفة ثم يتلاشى في العدم ثانيةً ، نهضت من على السرير وهي تحس بفقرات ظهرها تؤلمها جراء طريقةِ نومها الغير مناسبه ، حتى انها لاحظت بالكاد انها ما زالت تنتعل حذائيها ذي الكعبين العاليين واللذين يبطقان على اصابعها كمصيدة ، ارادت نزعهما بشدة ، لكن مصدر الضوء الأصفر كان هو هدفها الحالي ، و نظرت من النافذة فإذا هي سيارة تمر من امام القصر ، وشع الضوء مرةً اخرى ليغمر وجهها ويدمع عينيها ، فضيقت النظر لحين مرور السيارة واخذت وقتها حتى تميز المشهد بالأسفل ، رأت سيارةً غير مألوفة متوقفة ، و رأت رأسًا اشقرًا مألوفًا يطل منها ، كان جون ملتفًا بمعطفٍ أسود ووجه بدا شاحبًا من حيث هي ، يعكس بياضًا مريضًا .. حدقت قليلًا فيمن حوله ، احد الحرس فتح باب السيارة الخلفي وسحب حقيبةً صغيره ، و تجاوز جون الواقف يحدق بالسماء الملبدة بغيومٍ بنفسجية ، تناهت اليها الاصوات ضبابية لويليام يحادثه ، ثم بالرجلين يسيرين متجاورين غير منتبهين من الأساس لوجودها مع تلاشيٍ خافتٍ لأصواتهما ، فركضت خارج الغرفة دون ان تنظر لوجهها في المرآة ولو للحظة.

***

مستندًا على النافذة في المقعد الخلفي ويتلحف بمعطفه الشتوي فوق كتفيه ، كان غائب الذهن ، نظرته بدت خاوية شارِّدة تحدق بنقطة وهمية بكسلٍ ،  تلك العينين اللتين اعتادتا حتى في اصعب اللحظات واكثرها سوءً ان تلمع وتريان الجمال في كل الأشياء وأحلكها ظلمةً ،مضببتان بالخيبات، حزينتين غائرتين

ملامح المرض بدت جليةً على محياه ، وظل طوال الطريق صامتًا ويجيب تساؤلات عمه بإيمآتٍ خفيفة وبنعم او لا صرفة ، دون ان يضيف اي شيءٍ وبشكلٍ أتوماتيكي بحت ، كانت الادوية تكسبه خمولًا وكسلًا غير طبيعين بالمرّة وتزيدان رغبته بالاستلقاء دون فعل اي شيء او محادثةِ اي احد ، ان يغرق في الصمت و العدم و يمتزج بهما حتى يستحيل شيئًا ليس بحسيٍّ ولا ملموس و لا كأن وجود له من الأساس ، لعل هذه اسوأ مرحلة إكتئابٍ وصل لها طيلة حياته كلها ، و من الجدير بالذكر ان السبب الرئيسي حتى مع كل هذه الاحداث الشائكة و المتصاعدة بوتيرة عاليةٍ ، كان التفكير بآيلا بذاته ، ان تكون هنا في لندن يمده بإحساسٍ من البهجة ، لكنه فور ما يشعر بذلك وينتشي يتذكر انه ليس وحده من يعلم بوجودها - على الأقل ليس لوقتٍ طويل ، هو اراد المهرب قبلًا ولم يفلح ، فكيف ستفعل هي ان ادركت ما يحدث حولها او ما حدث من الأساس ، الى الآن لا يستطيع ان يصدق ايًا مما الى هذه اللحظة ، كل تلك الاكاذيب التي تلف ادق تفاصيل حياته واهمها ، كيف يشعر المرء عندما يدرك انه طوال العمر الذي عاشه بسنينه الطوال الزاخرة بلحظاتٍ ممتعةٍ و أخرى صعبة كانت كلها محض كذبةٍ مرتجلة خرجت عبثًا من فمِ أحدهم؟  وفي كل مرةٍ يتذكر انه كالأحمق صدقها كان يشتعل غضبًا ويطبق فمه بشدةٍ لا يعلم ما العمل ، وهذا أسوأ شيء ، لم يكن الشهر المنقضي كفيلًا بترميم جراحه ولا إراحت روحه المحترقة ، لا شيء كفيلٌ بذلك على الإطلاق

ثم ما رأي جديه نفسهما؟ أليسَ غاضبين قانطين ، الن يكون كذلك من الأساس؟ ها هي ذي أمه تعود بشكلٍ او بأخر رغم ما فعلوه بها، بطريقة او بأخرى كانت روحها تشع من آيلا ، سيضل وجودها امامهم تذكيرًا لما اقترفته ايديهم بها ، بل بهم ثلاثتهم ، وهو سيحرص بطريقته على الا ينسو ذلك على الإطلاق. مع ذلك ، هنالك صوتٌ مستيأسٌ في داخله ، يهمس له الا يلعب في النار لأجل خاطر آيلا لا غير ، علَّها على الأقل -لأجل أمه أولًا ولأجل جايك ثانيًا- أن يمنحها حياةً طيّبة سعيدة حتى وإن عنى ذلك ان يخلقها فوق ركام الكذب ، فهو أكثر من غيره يعرف ان الكذب والحقيقة ضدان موجعان ، ومن اعتاد الأولى ستصرعه الثّانية، هنا يكمن الآلم نفسه

راح ويليام يراقبه مِن مرآة السيارة الامامية يدرس التغيرات التي لحقته بغير رضىً تمامًا.
وتريث وهو يخرج زفيرًا حادًا و يحكم بقبضته على المقود الذي بحركةٍ مفرطة العصبيه راح يضرب سطحك برؤوس اصابعه ، وفي خاطرِه يفكر بطريقة اكثر اريحية في مساعدة الجالس بالخلف كسجينٍ حكم عليه بالإعدام ولا يبالي في أن يعود نفسه من جديد ، ان يعود ذلك الوجه المبتسم المريح وان تختفي هذه الهالات وهذا الشحوب وهذا التعب كله عن محياه ، عداد السرعة اخذ يتباطئ بوتيرةٍ تنازلية حينما لاحت بوابة القصر الإلكترونية بعد بضعةِ فللٍ صغار منتصبة ، وخطرت له نجوى لحظتها ، سيرسل الفتى الى ادنبرة ليبقى في الفيلا الصيفية ، هناك في المزرعة حيث لا شيء سوى حقول الكرم و الاحصنة و الأشجار المضللة ، ان اسبوعًا او حتى شهرًا ، ليكن ،  في الريف الأسكوتلندي بمزرعة العائلة خصوصًا بين الأشجار والطبيعة و الراحة المطلقة دون فعل اي شيءٍ كفيلٌ بأن يعيد ولو قليلًا من اللون الى وجنتيه ، هو يدرك ان الوقت هو الالزم لعلاج هذه الجروح التي تلمس عمق القلب، مهما طال .

و متعمدًا فتح نوافذ السيارة ليدخل الهواء بهيجًا نقيًا محملًا بعبق البحر ورائحة النباتات و الطمي المتشكل بفعل رشاشات المياه ، وزم شفتيه بغير رضىً اكثر عندما وجد جون يسدل رموشه ليغمض عينيه بإسترخاءٍ وكسل ويدفن نفسه اكثر في معطفه متجنبًا صخب الخارج ومباهجه ، فأخذ المنعطف الذي يقود الى قصر العائلة الرئيسي وهو يهتف بضيق "لا تنم الآن ، وصلنا."

اصدر جون صوت غمغمةٍ خفيضةٍ دون ان يفتح عينًا ، غمغمة تخبره بأنه ما يزال مستيقظًا وواعٍ لما حوله عكس ما يظهر

فتحت بوابة القصر أخيرًا ، و لأن مئوية الشركة ليلة غد ، كما تذكر جون الآن ، فالقصر يمر في حالةِ استنفارٍ ، ظهرت الحديقة وهي معتناةٌ بها اكثر من ذي قبل يدور فيها بضعت خدم على مدِّ البصر يقومون بعملهم فيها ، لم يكن جون منتبهًا لايٍّ من هذا حقيقةً لكنه مع ذلك رفع جسده الذي كان يميل للإستلقاء في وضعيةٍ معتدلة و امسك قمة معطفه يثبته على كتفيه لكي لا ينزلق مستعدًا لتحريك جسده للنزول في اية لحظة

أوقف ويليام السيارة واستطاع ان يلمح طيف عمه ادوارد ينظر من النافذة العلوية ، اراد ان يشير اليه بتحية ، لكنه لحظتها اختفى مثلما ظهر ، فقطب حاجبيه مستغربًا ، وفتح بابه اولًا يتبعه جون الذي تريث في البداية فيما يشبه التردد، ولمع بريقٌ مختلف في عينيه ، ليس ذلك البريق الكسول او المحبب الذي لزمه طيلة الشهر المنقضي ، بل شيئًا أكثر شراسةً وكآبة ، هذا اللمعان سرعان ما خبى و اصبح لا شيء ، وحلت مكانه نظرة باردة لا تحمل في جوفها سوى العدم

وقف في مكانه واخذ نفسًا عميقًا واطلقه ، كان الهواء خفيفًا مثل خمارٍ رقيق ، و السماء الخريفية بحرٌ داكنٌ بلون أزرق شفيف يرسم خطًا متواريًا في الأُفق قد حل محل الشمس المنزوية منذ سويعات عكسته النجوم ، شعر بتلبدٍ في عقله وتشوش في أفكاره ، توقف لبرهةٍ وأخذ نفسًا عميقًا آخرًا، مستنشقًا الهواء المليء برائحة الجهنمية والنرجس و اللحاء العطر القادم من شجيراتٍ صغار حديثة الزراعة ، ونجحت الرائحة في تنقية رأسه ، لولا ان الوضوح كان اخر شيءٍ يريده لحظتها ، اراد ان يشرب البيرة او الشراب الأسكوتلندي ليعيد طمس عقله و يعيش اللحظات في غموضٍ مطلق لا يحصده سوى بالنوم العميق أو السَكرِّ ، تحامل على نفسه و سار بجوار ويليام الذي ينظر اليه بطريقةٍ ازعجته ، بطريقته عندما يقابل مرضاه او شخصًا عليلًا ، كأنه يدرسه ويبحث عن سوءته ، وهذا لا يعجب جون على الإطلاق.
لا يحب ان ينظر اليه احدهم بإهتمامٍ او بنظرات تحمل لومًا خفيًا ورغبة جامحة في تأليب أفعاله وقلبها
"هل تحس بشيء؟."

"لا ، مطلقًا."

نظر له بشك لهينة ، وكاد يمشي ليتبع سيره ، لكنه توقف هذه المرة بثباتٍ وقد انجلى التردد من عينيه ، ونظر له جون مستغربًا

"ما الخطب؟"

"ان شئت يمكننا العودة ادراجنا، ليس الى المستشفى بالطبع الا ان انت رغبت بذلك ، الى منزلي او الى اي مكانٍ اخر ، ايّ مكانٍ انت ترغب فيه ، هاه ، ما قولك؟."

نظر له جون بإمتنانٍ بالغ ، على الاقل كان هنالك من يحس بما يشعر به من بين الجميع ، و ويليام دائمًا ما يفعل ، هذا الشخص الرؤوف الراغب في مواسات الجميع دائمًا كائنًا من كانوا ، هنا لأجله ، مدركًا لصحة ما يقوله ولهذا العزم المتقد دائمًا في كلماته ابتسم جون بروية وعادت ملامح التريث تعلو محياه ، وقال بصوتٍ رتيب لا يخلو من الإمتنان "لا، لا حاجة لذلك" ونظر الى القصر نظرةً تعيسة لم يستطع كبحها واردف "استطيع تولي هذا."

سارا الاثنين متجاورين الى درجات المدخل الرخاميِّ ، وفي اللحظة التي سبقت لمس ويليام لجرس الباب، فتح لتظهر آيلا تبتسم بوسع شفتيها "مرحبًا بعودتكما."

ظهر الاستغراب جليًّا على ملامح الإثنين ، ظنّ ويليام ان ايلا ستكون إما برفقةِ بلايك او ستبقى في فندقها لحين انتهى حفلةِ غدٍ حيث تسنح الفرصة بعد ان يتفرغ الجدول لإخبار الجميع عن موضوعٍ مهمٍ كحقيقة وجودها ، وهذه كانت الكفةُ الراجحة كما خمن.  الا انه كان مخطئًا فها هي ذي تفتح باب المنزل وكأنه أكثر شيءٍ طبيعيٍّ في العالم وعلى الاغلب انها انتظرت مجيئهما طويلاً ، عقد جون حاجبيه وتلاشى العبوس المتعب عن محياه "ايلا، ماذا تفعلين هنا؟."

ابتسمت ببطءٍ أكثر تشبع من النظر لوجهه المألوف و السمح وفتحت فمها لتخبره ، لكن صوتًا رزينًا من خلفها سبقها القول "و أين عساها تكون غير هنا؟."

نظرت الى الخلف فإذا به ادوارد يقف على اول درجةٍ في السلّم "بالطبع ستكون هنا فهذا منزلها ، اوليس كذلك يا بنية؟."

انقلبت ملامح جون في وجومٍ شديد ، و اردفت ايلا وهي تفسح المجال للرجلين للعبور "بلى."

"اهلًا بعودتكَ يا بني ، بالسلامة ، كيف هي حالته بالضبط؟."
قادهم الى غرفة الصالون حيث كان في وقتٍ لاحقٍ يراقب السنة النيران تتصارع مع بعضها البعض وهو يحتسي القهوة ويفكر ، ما يزال فنجان القهوة المفروغ توًا في مكانه على المنضدة المنخفضة أمام المدفئة ، واجاب ويليام الذي جلس على الأريكة ووضع قدمًا فوق اخرى في وضعيةٍ مسترخية
"يلزمه فترة نقاهةٍ يا عمي ، ليته بقي قليلًا بعد لكنه سئم كما يقول ، على كلٍ سيتحسن بعدها بشكلٍ أكيد إن مرت على خيّر ، هي فترة حساسة كما تعلم ، عليه ان يستريح جيدًا والا يتعرض لأي ضغوط."

هبت خادمة حملت الفنجان في صينية وسألت "هل تشربون شيئًا؟."

"القهوة." ادوارد رد عليها بتلقائية ، وبراحةِ بالٍ اخبر ويليام مردفًا "اوه لا تقلق بهذا الشأن ، فجدته لن تدع ايًّا من ذلك يحدث.ولا أنا ايضًا"

ملامح جون البارِّدة اظهر تعبير سخريةٍ قاسي على محياه ، وفتح فمه ليقول شيئًا ، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة وتجلت التعابير لتعود طبيعية ، لكن بريق الاستخفاف ما يزال يعتلي وجهه ، يظهر فقط انه لم يعد يهتم حتى في قول اي شيء ، عِوضًا عن ذلك التفت لينظر الى اخته يتأمل وجهها الساكن بطبيعية ، النيران عكست لونًا برتقاليًّا خفيفًا على بشرتها واكسبت وجنتيها حمرةً محببة ، عينيها مفتوحتين تماماً بتيقظ وتقف بجانبه تحتضن جسدها بذراعيها وتتكئ على الأريكة المنفردة تولي انتباهًا للحديث الجاري بينهم

ظهرت جدته من الممر ، مشغولة الباب ، لكنها فورما رأته هتفت
"اه عزيزي ، فتاي الطيّب .. مرحبًا بعودتك."

شقت الطريق بينهما لتحتضنه ، كان حضنًا غير متبادل ، هذا اول شيءٍ لاحظته ايلا وتحفزت بسببه وهي تضيق عينيها ، ابتعدت ميرديث بشكلٍ كافٍ وما تزال تحتفظ بجسده الضامر بشكلٍ فاضح من أسفل المعطف بين ذراعيها ، وراقبت الملامح الذابلة بقلبٍ يتقطع "ويليام ، الا تطعمونه هناك؟ صار الشاب جلدًا على عظم."

"ارأيت يا فتى ؟ هذه مشكلته ، فهو من يرفض الأكل."

"انت احيانًا احمق بعض الشيء بقدر ابن خالتك و اكثر قليلًا ، اهٍ يا طفلي انظر لنفسك ، لماذا تفعل بها هذا؟."

"جدتك محقّة فيما تقول."!

"برأيي الا نتحدث عما هو صحيحٌ او خاطئ يا جداي ، لأننا لن نستطيع الخروج من هذا."

تصلّبت ميرديث وهي ترى وجه جون يلفظ اتهاماتٍ باطنيّة تلفحها و زوجها ، توقعت هذا في المقام الأول ، لكن الاصطدام به واقعيًّا أمرٌ مختلفٌ تمامًا ، قالت ميرديث وهي تتراجع الى الخلف بضع خطواتٍ بنبرةٍ رقيقة "ما هذا اللذي تتفوه به يا صغيري؟.."

تنهد جون وقد سئم من هذه اللعبة التي يلعبونها معه ، بعلمه او بدون علمه ، فتمتم بصوتٍ خفيضٍ
"لا شيء يا جدتي ، لا شيء." ونظر الى الرباعي حوله ، ايلا التي لسببٍ ما لم تبدوا مدهوشةً مما يحصل على الإطلاق ، بل اتقدت في وجهها ملامح الذكاء و محاولة مرتجلة لفهم الأمور ، و كانت هذه احد اسباب تراجعه عن الخوض في نزاعٍ معهم ، ذكر نفسه بوعده الذي تفوه به في وقتٍ سابق ، لن يجعلها تحس بأي مما يحدث حولها ، إن اضطره الأمر فليكذب هو الأخر

"في الواقع اشعر بنفسي في حالةٍ كارثية ، وجل ما ارغب به الآن هو ان أنام ، عذرًا اسمحوا لي."

اطلقت ميرديث زفيرًا "هل اكلت شيئًا على الأقل؟."
فهتف ويليام وهو يدس يده في جيبه الداخلي ليخرج ورقة مطوية بعناية "اخبرتك بأنه لا يأكل." ثم مدّها لعمته التي تلفقتها بإستغرابٍ فور ان القت بنظرةٍ قانطةٍ على جون الغير مبالي وقالت "ما هذا؟."

"اشياء عليه الا يأكلها على الأطلاق، كتبها إخصائي التغذية."

جالت اعينها مجددًا في الورقة تقرأ محتوياتها وقالت مستنكرةً
"هل تبقى ما يؤكل ؟ كل شيءٍ موجودٌ هنا."

قهقه ويليام وأردف "فليأكل خضارًا يا عمتي ، الحبوب و الحليب واشياء اكثر صحية ويسهل هضمها ، و لا لحم لهذه الفترة على الاقل ، اعطي الورقة لإليزابيث هي ادرى."

"هو نحيلٌ بالفعل ، جلد على عظم . وانا التي تتساءل هل يطعمونه ام لا ، سأخبر الطباخ ان يعد شيئًا علّه يجد شيئًا لم يكتب اسمه في قائمتك حالًا ، مع العلم انني اشك في ذلك ، في هذه الاثناء يا سيد لا تنم." وجهت كلامها لجون الذي زفر هو الاخر وهز رأسه بإستسلام

"سابقى في غرفتي اذًا ، ارسلي الطعام الي هناك."

"اعذرني اذن يا عمي سأخذه الى الأعلى ، احتاج لأن اتأكد من أن يأخذ بعض الأشياء."

اراد جون محادثتها ولو قليلًا لكنه تراجع في اللحظة الاخيرة لسببٍ ما ، اذ ان اعصابه اشتدّت قبل لحظات ولأنه يعرف نفسه جيدًا لم يرد ان يتفوه بشيءٍ خاطئ يعلق في عقلها ، لهذا اكتفى بأن يومئ لها معتذرًا ، ولم تقابله برد

كانت النوافذ المشرعة والمفتوحة على مصاريعها تصور مشهد القمر في السماء المسائية بدرًا ، تحجبه الغيوم الداكنة بين حينٍ وحين ، لكن ضوءه الشفيف المختلط بأضواء الشارع الصفراء ما يزال جليًا ، وكانت استدارته مرئيةً من خلال اغصان القيقب ، هبت النسمة العذبة وحركة خصلات شعرها لتحط على وجهها ، فاعادتها بطريقةٍ تلقائيةٍ لخلف اذنِها ، ووقعت عينها مصادفةٍ على لوحةٍ تغطي حيّزًا كبيرًا من الحائط ، مأطورةً بإطارٍ ذهبي ذي نقوش بارزة و تصور مشهدًا لمنزلٍ فكتوري الطراز و مترامي الأطراف وكئيب المظهر يحط على كتلةٍ عديمةِ المظهر تحوفها الاشجار من كل صوب ، لكنه مع ذلك يحمل سحرًا خاصًا ، سحر الاشياء العتيقة التي رنى اليها الزمن وحن

"ساحرة اوليست؟ ان هذه اللوحة كانت لمالك المنزل الأول قبل قرنٍ وربع القرن ان صدقت الشك .. رجلٌ عجوزٌ أرمل ووحيد لم يكن لديه اي عائلةٍ حقيقية ولا ورثة ، اعتاد اقساوسة الكنيسة زيارته معظم الأوقات علهم يظفرون بشيئٍ من تركته ، و يلفحون عليه بقصص الجنة والنار ومعظم ما قيل له معظم سنينه الاخيرة كانت اناشيد الكوميديا الالهية ، هل قرأتِها يومًا؟."

‏"بمثل هذه العيوب أصبحنا من الهالكين ، لا بخطيئة أخرى ، وعذابنا الوحيد أن نعيش في شوقٍ لا يحدوه أمل ."

ارتسمت ملامح الاهتمام على محيّاه "الأنشودة الرابعة؟."

"بالفعل هي كذلك، افهم ان هذا البيت ليس في صورته الاصلية؟."

"اه لا لا ، هذا تعديلاتٌ جديدة .. ما ترينه الآن في اللوحة هو صورة المنزل الأصلية ، حيث لا شيء سوى الواحٍٍ رطبةٍ قذِّرة و ليالٍ يخترق فيها المطر السقف حيث يتجمد ساكنوه حتى الموت ، وهذا حدث بالفعل للخادمة و احد ابناء المنزل السابقين ، العجوز المسن رغم معرفته انهم يخدعونه بالسنتهم المعسولة ووعيدهم المقتبس من كتب الادب .. قرر لسببٍ ما ربما يكون الندامة او الزهد ان يخضع لهم ، وان يبيع كل ما يملك و يحوله الى مبلغٍ ماديٍّ كتبه بإسم الكنيسة ، الا المنزل الذي كتبه بإسم ابن شقيقته الميّتة الأكبر ، والتي تزوجت رجلًا إيطاليٍّا له أنساب تشيلية ، لهذا اسمنا سالفاتور في حال راودك تساؤل ، ليس اسمًا انجليزيًا ، لكن أرثنا ودمنا كذلك .. الإبن عمل جاهدًا على توسعة وبناء الباقي له ، اجرّ المنزل لليالٍ كثيرة ، واشترى العديد من الارضي بفضل تركة جده لأبيه ، و استكمل ابناءه وابناء ابناءه عمله ، حتى وصلنا الى هنا اليوم يا ايلا العزيزة وحصلنا بفضل كل ذلك على ثروةٍ طائلة. ونحن غدًا إن لم تكنِ تعلمين بأهمية المناسبة نحتفل بمئويةِ الشركة ، قرن كامل ونصف من العمل و الجهود المثمرة ، وانا سعيدٌ لأنك ستكونين جزءً منها هذه المرة."

"شرفٌ لي صدقني. وانا ايضًا سعيدة بذلك."

"غدًا سيكون يومًا حافلًا ، وانا عجوزٌ جدًا لأسهر حتى هذا الوقت .. طابت ليلتك."

"ليلة هانئة." غادر تاركًا اياها في مكانها تحدق في اثره ، ثم رفعت نظرها الى اللوحة الكئيبة والساحرة وتأملتها ، في ذات اللحظة عادت الخادمة باربعة فنجاين قهوة تحملها في صينية ، ونظرت بإستغرابٍ حولها ، حتى تنبهت ايلا لوجودها واخبرتها ان تتركها فقط ، و اخذت هي الاخرى فنجان قهوةٍ ترتشفه وتفكر بروية و هدوء ، تبتسم بنعومةٍ على فكرةٍ خطرت لها.

***

* حزن بلايك اثر فيكم ولا لا ؟
عن نفسي صراحة انا احب نذالته واحبه كشخصية 😺

* ديريك عاد اخيرًا من الهاني مون🌚 ترقبوا شخصيته الفذة وتحرياته وجهزوا رياكشن "تحريات كلب" لاننا بنستخدمة بشكل كثير طيلة المسيرة

*اوكيه وكلام جوني؟ ورايكم بشخصيته؟

* اكثر جزء اعجبك؟

* اسوء جزء ؟

* رأيكم بقصة عائلة السالفتور (التشيلية الايطالية الانجليزية)؟

* اكثير شخصية متحمسين لاحداثها لسى ما ظهرت/ظهرت؟

*صوتوا.

Continue Reading

You'll Also Like

748K 14.7K 76
•روايتي هي بطولة جماعيه لأكثر من شخصية ولكن الأهم "القمر وسمائها" • بطلتنا التي مُنذ أن كانت طفلة طلبت من أبن عمّها أن يكون هو سمائها وتكون هي قمره...
950K 28K 41
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...
1.8M 34.4K 69
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" الذي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
1.1M 70.7K 105
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...