وبعد معاناة في محاولتي لأقناعه بأرتداء ما أريته قبل قليل وبسبب رفضه اتفقنا اخيراً اننا سنرتدي قميصان ثنائيات ولكن ليست تلك اللتي تحمل جملة أحب زوجي.
كان الجو لطيفاً بينما نمشي مشابكين اكفنا ونعم نحن اتفقنا على أن يكون أول محطاتنا في موعدنا الغرامي هو التسوق رغم أن يونغي يكاد يقتل الناس من نظراته الناريه كونهم ينظرون الينا لسببين الأول ملابسنا و الاخر غيرته علي .
للحق احب كيف إنه يراني أثمن ما يملك و كيف يخاف علي حتى من نسيم الهواء
سيظل اهتمامه أبداً اغلى ما لدي و اكثر ما يسعدني .
" جيميني هنا صغيري .. لندخل هنا "
صوت زوجي العزيز اقترح علينا الدخول لأحد المحال فاومأت موافقاً له سعيداً برفقته الى هناك .
كنا نتجول و تنتقي بعض القطع لكنه يرفضها بحجة قصرها أو ضيقها كونها غالباً ملابس تميل للرسمية و يعلم انني انوي ارتدائها خارجاً .
في أحد المحلات وحين انشغلت بالبحث بين القمصان الكثير وحين التفت أبحث عنه لمحت أحدى العاملات في المحل تلتصق به فهي تثرثر بغنج بينما هو جالس على أحد الكراسي يعبث بهاتفه لا يعطيها أي لعنة.
"زوجي الوسيم ما رأيك بهذا؟"
تعمدت أن أناديه بلقب زوجي حتى تبتعد عنه تلك العاهرة وفعلاً هي سريعاً انسحبت من مكان جلوسنا.
انتهت جولتنا داخل المحل خالي الوفاض فيونغي لم يترك شيئاً إلا وضع به عيباً ما جعلني انزعج قليلاً و يخبت شيءٌ من حماسي .
خرجنا منه و اتجهنا لأحد مراكز التسوق الضخمة هناك كنا سنقضي نصف النهار و النصف الثاني ادخرناه لمشاهدة فيلمٍ في السينما قطعت تذاكره مسبقاً استعداداً لليوم .
" ما هذا يونغي ؟! "
سألته بينما اجر معصمه خلفي لطاولةٍ كبيرة يصطف حولها مجموعة من الأشخاص بملابس موحدة عليها ازهارٌ و اخشاب و اشياء لم اميزها لبعد المسافة ، يبيعون للناس اعمالاً يدوية كما خمنت .
حين اقتربنا استبان أن تخميني كان صحيحاً ، اخذنا ننظر للأشياء من قلائد و اساور و اكاليل ورد ، و للأصح انا من كنت ينظر و يونغي يراقبني بإبتسامته المحبة كما العادة .
" لنشتري هذه ! "
سألته آملاً أن لا يردني احمل بيدي قلادتين من الخشب المنحوت بدقة كتب عليها love ذات شكلٍ منسق بحرفية ، حيث الأولى تحمل الحرفين الاولين و الثانية بها ما تبقى من الكلمة .
اخذ احداها و علقها برقبتي لبضع ثواني ثم كاد ينزله لكن صوت احدى البائعات شجعه على غلقها
" سيدي لتغلقها .. حتى تستطيع رؤيتها بالشكل الكامل "
اغلقها و نظر إلي بثغرٍ باسم قال بعدها عدداً من الكلمات يهمس لي بها
" سأشتريها و سنرتديها معاً لكن بأوقات معينة عزيزي ! " .
هذا الرجل لا يترك ألاعيبه أبداً .. حتى هنا في وسط مكانٍ عام عندما أراد التلاعب بي فعل بإحترافية دون أن يلفت انتباه احد .
" سيدي انتما زوجين أ ليس كذلك ؟! "
سألته بإستحياء بينما تتناول النقود من كفه و بدوره نظر إلي مبتسماً ثم اومأ لها ما جعلني ابتسم أيضاً مع بعض الخجل الذي تسلل الي .
" انتما حقاً لطيفان معاً .. انا ادعم علاقتكما ! "
بعد انتهاء جملتها هي أخرجت لنا ورقةً و كتبت عليها عموماً إلكترونياً لتناولنا اياها مبتسمةً ثم تبرر
" هذا عنوان منتدى لدعم العلاقات المثلية .. امم رغم أنه محرج لطلب هذا لكن ارجوا منكما الانضمام ! "
تبادلنا النظرات بحيرة قبل أن يمد يونغي كفه و يلتقط الورقة ثم ننحني لها و نحييها راحلين ، و كفها لم يكف عن التلويح حتى اختفت عن مدى النظر .
" يونغي اعطني الورقة ! ".
" في البيت صغيري ، فقط دعنا نكمل طريقنا الآن فمازال أمامنا الكثير ! ".
اجاب فضولي بطريقته المعتادة و بالفعل اكملنا طريقنا بين المحال المنتمية لذلك المول الواسع ، جولتنا التسوقية اخذت من الوقت ما ليس بالقليل و من الجهد كمثيله .
اشترينا الكثير من الملابس و الإكسسوارات التي معظمها قد رفضت من قبل زوجي العزيز بدايةً لكني تمكنت من جره للقبول بإستراتيجياتي المتنوعة .
ختمنا الجولة بأحد المطاعم المفتوحة و كانت ألطف شيءٍ ربما في مجمل جولتنا حتى وقتها ، رغم انه استمر بإحراجي بغزله المتوالي إلا أنها كانت محببةً الي .
أخيراً إتجهنا الى السينما و كنت قد أخذت مكاناً في المنتصف حيث انها تكون بعيدة عن سطوع الضوء و يمكنك منها المشاهدة بصورة واضحة نظراً لكونها قريبة الى حدٍ ما من شاشة العرض .
فور أن جلسنا ارخيت جسدي عامداً ألقي بثقل رأسي على كتفه و اشابك كفي مع خاصته ، قادني ذلك لدوامة ذكريات ألفتها ايام الخطوبة .
" أتذكر يونغي كنا نفعل هذا عندما كنا مخطوبين ! "
" قل بالأصح انني كنت من يغازل و يشابك كفينا و انت كنت تهرب خجلاً ! "
ضحكت محرجاً حين أجابني هامساً بكلماته الحاذقة كما العادة مقتدراً على قلب الموقف ، شعرت به يقبل رأسي فرفعت بصري إليه ناظراً بهدوء .
" سأقبل شفتيك إن استمريت بالنظر الي هكذا ! ".
" لتفعل إذاً "
وسبب جرأتي التي عاقبني عليها بقبلةٍ عميقة هو قلة الحضور و الضلام الدامس الذي غطى ارجاء المكان . لقد كنت مرتبكاً أثناء القبلة رغم تخدري فقد خشيت من تطور الأمر ، لكنه و حمداً للرب سيطر على نفسه و فصلها .
" سيبدأ الفيلم صغيري .. وفر جرأتك للمنزل ! "
كان توعداً واضحاً جعلني ادير وجهي صامتاً و اكتفي بإبقاء رأسي مسنداً لصدره ناعماً بدفئه السخي بينما نشاهد بداية الفيلم .
كان الفيلم رومنسياً يحاكي قصةً قديمة عن العصور الوسطى في اوروبا بين اثنين انفصلا أثناء الحرب و عادا بعد سنين طويلة ، في الغالب فكرته لم تكن تروق الرجل الذي ترك كفي و احتضن كتفي لكنه يجاريني فقط .
لم ينفك يقبل فروة رأسي و يهمس لي بكلماته المُخدرة كلما رأى شيئاً أو موقفاً عاطفي في الفلم حتى سألته
" يونغي ماذا تفعل لو انني اختفيت فجأةً مثل بطلة الفيلم ؟! ".
" لن تفعل لأني لن اسمح بذلك ! "
كعادته لا يعطي فرصةً للتجاوب في هذه الأمور ، و فعلياً كيف سأختفي و هو يدقق في أدق تفاصيل حياتي حتى يضمن انني تحت عينه دائماً ؟.
اعدت رأسي لمحله و بقينا نشاهد الفيلم و بعدها لم اشعر بشيء إلا بجسدي يهبط على السرير فأعلم انني نمت أثناء الفيلم و انا مقرٌ بأن النوم على صدره اكثر راحةً من ألف سريرٍ وفير من غير دفئه .