أسيرة الظل

By salwa_mohamedelsayed

96.1K 6.1K 1.1K

هل هي هدية من السماء، أم ابنة للشيطان كما قالوا عنها؟ حكاية فتاة سُجنت خلف قضبان الجهل.. فتاة تهرب دوماً من ض... More

أسيرة الظل 1
أسيرة الظل 2 Salwa M
أسيرة الظل 3 Salwa M
أسيرة الظل 4 Salwa M
أسيرة الظل SalwaM 5
أسيرة الظل SalwaM 6
أسيرة الظل Salwa M 7
أسيرة الظل 8 Salwa M
أسيرة الظل9 SalwaM
اسيرة الظل 10 Salwa M
Salwa M 11 أسيرة الظل
أسيرة الظل 12 Salwa M
أسيرة الظل Salwa M 13
أسيرة الظل Salwa M 14
أسيرة الظل Salwa M 15
أسيرة الظل Salwa M 16
أسيرة الظل Salwa M 17
أسيرة الظل Salwa M 18
أسيرة الظل Salwa M 19
أسيرة الظل Salwa M 20
أسيرة الظل Salwa M 22
أسيرة الظل Salwa M 23
أسيرة الظل Salwa M 24
أسيرة الظل Salwa M 25
أسيرة الظل Salwa M 26

أسيرة الظل Salwa M 21

2.9K 215 62
By salwa_mohamedelsayed

أسيرة الظل
الفصل الحادي العشرون
"حينما تولدين و في فمك ملعقة من ذهب، يصبح كل شيء من المسلمات. منذ ولادتي، و الكل يعلم مكانتي كوليٍّ لعرش أبي. كل طلباتي مجابه.. أي أمنية ينطق بها لساني تلبى في الحال، بل وصل الأمر أحياناً أن يفهمها من يقوم على خدمتي بدون أن أعطي الآمر لذلك. كانت مجرد النظرة تكفي.

و لإن والدتي قد ماتت أثناء ولادة أخي الأصغر، قام أبي بتدليلنا لدرجة الفساد، و نفس الشيء حدث مع زوجاته اللاتي كن يحاولن كسب حبنا إرضاءاً لأبي. كنت شاباً جامحاً، أعشق النزال و ركوب الخيل و النساء، ما من امرأة إشتهتها نفسي إلا و ملكتها، مهما كانت الموانع و الصعاب. كنَّ بالنسبة لي كالدمى و الزهور التي نتسلى بها ثم نلقيها بعد أن نملَّ منها.

أما أخي الأصغر، رستم، فكان مثالأ للشاب الوديع الذي رغم التدليل، كان الأرجح عقلاً، و الأكثر نضجاً. كانت الكتب بالنسبة له عشقاً لا يضاهيه شيء سوى حبه لأوزلام..."
"ماذا؟ أتعني أن أخاك الأصغر يحب تلك الأفعى؟!"
"بل مولع بها! و كنت أنا من الخسة و الدناءة لدرجة أنني كنت أغويها كي تقع في شباكي."
"شباكك..! أرى أنك و أخاك كنتما كفأرين يرقصان أمام قط خبيث يحرككما تبعاً لأهوائه. إن جلّ ما تريده تلك الشمطاء هو أن تجلس على كرسي العرش بأي منكما أو بدونكما."
"لقد كانت شديدة البراءة.. بارعة الجمال. لم توجد امرأة على وجه البسيطة تضاهيها جمالاً."

كانت الغيرة وحشاً ينهش في قلب لُجين و هي تسمع إفتتان زوجها بامرأة غيرها. آهٍ! كم تود لو تنزع لسانه من فمه كي يتوقف، لكنه أكمل حكايته، و كأنه كان ينتظر من يعطه فرصة للكلام ليخرج ما كان حبيس في داخل روحه.

"و كنت أنا متيم بالجمال، عشقت ملامحها، و ظننت نفسي غارقاً في حبها، رغم معرفتي بأن أخي قد سبقني غرقاً في بحر بهائها. كانت ابنة عمنا الراحل و تربت معنا، عشقها رستم منذ كنا صغاراً، أما أنا، فانجذبت لها بعد أن بلغت و أستدار جسدها، و لإن رستم كان دوماً خجولاً، فلم يتمكن من جذب إنتباهها لمشاعره.. هذه كانت نقطة ضعفه و مصدر قوتي. تمكنت من جعلها تقع في غرامي، بإختلاس النظرات و اللمسات و القبلات كلما حانت لي الفرصة. حتى جاء ذلك اليوم..."
"أيُ يوم؟!"
"اليوم الذي قرر أبي أن يشن حرباً على إحدى الإمارات التي حاولت الإستقلال عن السلطنة. و ذهبت معه، و بقى أخي هنا فأنا رجل الحرب، و هو صاحب الحكمة. حاولت أوزلام إثنائي عن الذهاب مع أبي، و أن يذهب رستم بدلاً مني. قالت أنها رأت حلماً مفزعاً في الليلة السابقة، و أنها تخشى أن مكروهاً سيحدث لي. ضحكت ساعتها و سخرت من تفكيرها، لكنها أرتني سواراً كنت قد أهديتها إيِّاه يوم صارحتها برغبتي في الزواج منها، و قد إنكسر لنصفين. شعرت بسخف تفكيرها، و وبختها تاركاً إياها و مغادراً القصر لألحق بركب الحرب المرتحل، و كانت هذه هي آخر مرة تقع عيناي على ملامحها الجميلة."

تنحنحت لُجين، محاولة أن تخفف حشرجة الغصة التي تسببها دموع بؤسها المحبوسة في مقلتيها، و قالت بمرارة ممزوجة بالسخرية:
"يالك من مسكين!"
تبسم سليم بفهم لعقلية الأنثى، و أكمل:
" كنت أقاتل بشراسة، فالحرب بالنسبة لي رياضة أبرع فيها. جنود العدو ما هم إلا فرائس لسيفي البتار. لم أفكر فيهم في ذلك الوقت كأب يشتاق لرؤية أبناءه.. كزوج ستنتظره زوجت كي يدفئ فراشها البارد.. كابن بار تحيط به دعوات أمه العجوز.. كعشيق تنتظره محبوبته بفارغ الصبر بعينان لا تنضبان من الدموع.. كأرواح ستظل أجسادها ملقاة في البراري تتعفن و تنهشها الجوارح و الهوام.

شعرت بالمجد و أنا أسفك كل تلك الدماء محاطاً بالتكبر و العنجهية و الغرور.. بصيحات جنودي تشجعني و أنا على صهوة جوادي الحرون.. إلى أن سقطُّ عن عرش جبروتي للهاوية. كأنني كنت أسمع صوت السهم الخارج من قوس العدو.. ذلك السهم المسدد لصدر أبي، و هو يخترق الهواء كنصل سيفي الحاد و هو يمرق بين جنبات قلوب ضحاياي، فأعترضته بجسدي و أنا فوق حصاني أحاول تحذير أبي من الخطر.

شعرت في كتفي بألم كحريق مستعر سرى في كل ذراعي حتى وصل لأطراف أناملي، صرخت بقوة فوثب حصاني عالياً، فلم أتمكن من الإمساك بلجامه، و وقعت رأساً على عقب، لتصطدم مؤخرة رأسي بصخرة كبيرة على الأرض. فقدت الوعي بالأحياء، لأسمع لحظتها صيحات من قُتلوا على يداي.. أنين كل هؤلاء الموتى.. نيران كتفي و صخب عقلي الذي لا ينتهي. هل مُت هكذا بكل بساطة، كأنني عشب جاف دهسه جواد هزيل؟ أين ذهبت سطوتي و قوتي؟ أين هو عرش أبي الذي ينتظرني؟ أين تلك النسوة المرتميات تحت قدماي رهن إشارتي؟ أين صيحات جنودي التي ترفعني لقمة النشوى بالإنتصار؟ أم تراهم مازالوا يصيحون؟ بماذا؟ بالشفقة؟ بالرثاء؟!!! تعالى أيها الموت مرحباً بك فقد إنتهيت.

لكن ماءاً بارد قد سكبه شخص ما على وجهي، و سمعت صوت أبي يناديني، و أصابع تدير رأسي يمنة و يسرى. سمعت أنآتي و أنا أحاول أن أقول لهم توقفوا إن رأسي يؤلمني.. عيناي تؤلماني.. هل جاء الليل سريعاً هكذا؟ لما أسمع الأصوات من حولي دون أن أرى شيئاً؟ ما هذا الظلام الحالك؟!!

ظللت افتح و أغلق أجفاني بلا فائدة. ظننت أنني لم أزل في غيبوبتي، لكنني أسمع صوت طبيب الجيش و أبي واضحاً. سألت أبي لما يجلس في هذا الظلام الدامس، فلم يجب، و إستفسر الطبيب إن كان بإمكاني رؤية أي شيء، فأجبته بالنفي. ساعتها أدركت أنني أصبحت كفيفاً.

منذ ذلك الحادث، تغيرت.. فطعم الإنكسار المرير لم تغيره فرحة الإنتصار على العدو. توقعت أن تواسيني أوزلام.. أن تكون الصدر الحنون الذي أنسى بين منحدراته و مرتفعاته مأسآتي، لكنها بدأت بالإبتعاد فور أن رأت حالي، و إزدادت نفوراً مني حينما أخبرتها بإبلاغي لأبي أنني قد تنازلت عن ولاية العرش من بعده لأخي رستم.

بعد ذلك، كنت أسمع حديث الخدم عن توددها لأخي. و تقربها منه. كان الخدم يتحدثون أمامي بحرية مطلقة و أنا راقد على فراشي بسبب جراحي.. للأسف فإصابتي كانت في عيناي و ليس أذناي، و لكن يبدو أنهم لم يكترثوا لهذه الحقيقة، حيث أنني لم أعد أمثل لهم أي أهمية بعد أن فقدت ولاية العرش. ضاعت الهيبة مع البصر. لكن أكثر شيء أثر عليّ، كانتصرف أخي الذي تجاهلني كلية، و لم يقم بزيارتي و لو مرة واحدة طوال رقادي في السرير. صحيح أن علاقتي به لم تكن وطيدة، و أنني حظيت بإهتمام المرأة الوحيدة التي أحبها، و لكنني كنت مريضاً فاقداً للبصر، و لم يكلف نفسه عناء زيارتي!

حينما تماثلت للشفاء تركت القصر و أصطحبت خادمي المقرب بهلول و مربيتي العجوز، فهما الوحيدان اللذان لم تتغير معاملتهما لي حتى بعد أن فقدت كل شيء، و ذهبت لمنزل الصيد القديم على أطراف المدينة.. ذلك المنزل الذي طلبتك فيه للزواج أتذكرين.. المنزل الذي رفضتي العيش به لأنه لم يكن يليق بك.. هذا المنزل كان المكان الوحيد الذي وجدت به السكينة."

"أولاً لم تفقد هيبتك و لا سطوتك، فأول شيء جذبني لك كان قوة شخصيتك. ثانياً من قال أنك فقدت كل شيء، أنت رجل ثري تعيش في كنف أب حنون و لك زوجة. ثالثاً ألا تعرف حقاً السبب في نفور أخيك منك؟! تسلب منه المرأة الوحيدة التي أحب، و لا تترك له حرية الإختيار إذا ما أراد أن يكون سلطاناً أم لا، و تتقرب منه تلك الحيزبون تلك الأفعى الرقطاء، لتبث على مسامعه سمها، و تقول لي لا تعرف سبباً لجفائه؟! أكاد أجزم أنها أقنعته أنها كانت تعشقه هو في البداية لولا أنك من أغويتها، و أنها عادت لعقلها و تود أن تكون زوجة له! حقاً الرجال مخلوقات غبيه لا تدرك المعنى الحقيقي للحب. ترون الجسد الممشوق و الملامح الجميلة و لا تدركون أن هذا الجمال قد يخفي مسخاْ لا روحاً بداخله! رابعاْ لم أترفع على المنزل القديم. لقد كانت حجة يا زوجي الغبي لحفظ ماء وجهي، فلم أرد أن أوافق على عرضك للزواج مني في لحظتها."
"آه تقصدين عملاً بمبدأ يتمنعن و هن راغبات!"
"يالك من جلف أحمق عنيد غبي بلا مشاعر!!!"

صاحت و هي تقذفه بكل ما طالته يداها، و هي تشتعل جنوناً و غضبا و غيرة من ضحكاته الجذلة التي لا تتوقف عن إثارة شوقها و حنقها في ذات الوقت. متى تحول الغضب إلى لهو صاخب ثم عشق حار؟ متى أصبحت فجأة كعصفور مرتجف بين ذراعيه الدافئتبن باحثة عن الحب و الأمان؟ لم تعرف. كل ما أدركته تلك الليلة التي كادت أن تشارف على الإنتهاء، هو صوته و هو يهمس في أذنيها بكلمات كانت كالماء العذب على شفتي تائه في الصحراء.
"كم أحبك يا لجين! يا نور القمر لقلبي التائه في الظلام."
كادت تهمس بحبها له، لكنها لم تستطع، فكلمات أوزلام، و مديحه في تلك الحرباء كانا كقطرات السم إيذاءاْ لقلبها الصغير. رغم ذلك لم تحرمه. أعطته كل ما لديها من دفئ و حنان و عذوبة على أمل أن يصير فعلاً لها.. أن يحبها حقاً، و ليس مجرد كلمات يأخذ بها مآربه و يتركها بعد ذلك للألم و الوحدة .

غرق سليم في سبات عميق و هي بين ذراعيه، بعد أن صار زواجهما حقيقة و واقع. أما هي فظلت تنظر لملامحه على نور الشمس الوليد بعد أن ولت ساعة الفجر. تحسست فمه الشهواني الذي يصبح صارماً عندما يغضب، و أنفه المستقيم المتكبر، و رموش عينيه الكثيفة الطويلة، و شعره الرائع. يا ويلها من حبه.. لقد أسر روحها و قلبها و وجدانها، بكلمة منه تحلق في السماء أو تهوى لمجاهل الجحيم. تساقطت عبرات لؤلؤية على وجنتيها، فأخفت وجهها في صدره العريض، و كأنها تخشى أن يراها باكية. إحتضنته بقوة خشية أن تستيقظ فلا تجده جوارها.

Continue Reading

You'll Also Like

58.9K 3.7K 46
بقلم noor💚 (مكتملة) كان علي العيش كفتى وذلك بناءاً على طلب والدي لكن ملامحي الأنثوية تمكنت مني ، فلم يكن لدى والدي حل غير التوجه نحو أخي الذي يكره و...
314K 13.5K 162
جمان الفريد
67.9K 7.3K 28
«هل تستطيع إبتلاع كذبتك؟» حين تكذب فابيولا بأن لديها حبيب بغرض أن يتوقف اصدقائها عن مُحاولاتهم الواهية في مساعدتها لإيجاد موعد، هل ستستطيع تحمُل تبعي...
8.9K 1K 70
ملخص الرواية مكتملة 70 فصل أنت ابنة الأم الغالية. الكلمة التي تتحدث عنها كثيرًا هي: "قالت والدتي ..." لذلك ، ضحك الكثير من الناس عليها لعدم فطامها ،...