أسيرة الظل Salwa M 26

4.7K 367 96
                                    

الفصل السادس و العشرون
لم تدر لجين بما حدث لها. حين إستردت وعيها، وجدت أنها على فراش وثير، و طبيب القصر، و رستم ينظران إليها و القلق بادٍ على أعيونهم.. كانت تشعر بألم لا يطاق أسفل معدتها.. ودت لو وضعت كفيها على مكان جنينها المسكين، لكنها كانت تشعر و كأنها مكبلة في الفراش. وجهت نظرات الرعب للطبيب خشية أن تكون قد فقدت صغيرها.

تبادل الطبيب نظرات الشفقة مع رستم، ثم تنحنح و أخبرها:
"يبدو يا ابنتي أنك قد وقعت تحت ضغط نفسي لا طاقة لك به. لقد كدت أن تفقدي حياتك نفسها و ليس فقط الجنين، و بسبب المجهود العنيف الذي بذلته، تعرضت لنزيف حاد. حالة الجنين غير مستقرة، لكن ليس أمامنا سوى التضرع لله أن يحفظك و ولدك سالمين و بخير. أنصحك بعدم الحركة إلا للضرورة القصوى، و إلا ستكون النتائج وخيمة على صحتك."

توقف عقل لجين عن الاستيعاب بعد أن علمت أن طفلها القادم قد لا يرى النور..لم تتمكن حتى من البكاء و الصراخ يبدو أن ألم جسدها الذي يمنعها من الحركة قد إستبد بمشاعرها أيضاً. ربما بسبب هذا التبلد و الجمود حمت عقلها و روحها من الجنون.. لقد وصلت للدرك الأسفل من اليأس.

إصطحب رستم الطبيب لخارج الغرفة، و عاد إليها كي يحكي لها ما حدث..
"لم تدرك أوزلام أنني جعلت حارسها الشخصي جاسوساً عليها هي نفسها. نعم أعي ما تقوله لي عيناك الآن، لكن قلوبنا لا تستمع لعقولنا..

المهم.. عرفت ما الذي كانت تخطط له مع شخص اسمه رودريغو، لكنني لم أرد أن أكشف ستر الحارس، فهو الشخص الوحيد الذي لن يخطر ببالهم مراقبته. و كان أكثر ما أخشاه أن يتم إختطافك أنت و أن يحيقا السوء بك و بجنينك، لذا تدخلت فور أن حانت الفرصة. الآن أوزلام تظن أنك بين يدي رودريغو، و هو يعتقد أنك في الطريق إليه، و من بعدك سليم..

آه! نسيت أنك لا تعرفين بمخططهم.. البداية كانت باستدراج أوزلام لسليم بنفسها إلى مكان بعيد عن القصر، كي تسهل عليها المهمة، ألا و هي تخديره بعد تناوله القهوة، ثم تجريده من ملابسه، و وضعه في الفراش كي يبدو الأمر أمام عينيك و كأن علاقة مشينة تجمع بينهما.."

رأت لجين عضلة تشتد في فك رستم، و قبضتاه تنبسط و تنقبض أمام ناظريها.. علمت أنه يسيطر بالكاد على غضبه، و كانت هذه هي المرة الأولى التي تراه في صورة بعيدة كل البعد عن الشخص الرزين الهادئ الأعصاب على الدوام.

أكمل سرد الأحداث محاولاً التحكم بشكل أكبر في أعصابه، و قال:
"بعدها كان من المفترض أن يرسل إليك رودريغو هذا رسالة يدعوك فيها للهرب بعيداً عن هذه التجربة المؤلمة، و أثناء ذلك ستقوم إحدى الوصيفات في القصر بسقايتك شراباً يتسبب في إجهاضك بعد تناوله. لقد تمكنت أوزلام من رشوة تلك الوصيفة رغم إنتقاء سليم للعاملين على خدمتك بنفسه.. يبدو أنها كانت تمر بضائقة مالية كبيرة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 23, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أسيرة الظلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن