أسيرة الظل9 SalwaM

3.2K 222 29
                                    

أسيرة الظل
الفصل التاسع
"أيقونة الحظ و الأمل" كان هذااللقب الذي أطلقته العجوز على الفتاة، أخذ فيليبو يتأمل الكلمات قليلاً، لقد قالت تلك الشمطاء أن الفتاة كانت لا تسوى حفنة من الرمال في بلادها، لكنها هنا ستكون أيقونة الحظ و الأمل.. هل تقصد أنها ستكون كذلك بالنسبة له؟ أم للغجر؟ أم لهم جميعاً؟ لقد ظلت تمسد شعر الفتاة الذهبي، و تقبل كفها. هل كانت تدرك أنها أميرة في بلادها؟ أم أن الأمر كان مجرد صدفة من تنبؤ عرافة مثلها؟ على كل حال، فقد تسببت كلماتها في إحتفال الغجر بالفتاة، و ترحيبهم بها. سيعتبرونها واحدة منهم.

أخرجته جوليا من صخب أفكاره الصامت، لتعيد عقله لمكانه الحالي.. في غرفتها محاولاً مشاركتها الفراش بعد ليلة طويلة من الرقص و الغناء، لكنها كانت تقذفه بكل وسائد الفراش كي تطرده. كان الغضب مازال يشتعل في عينيها، واجهته قائلة:
" لماذا خطفت الفتاة؟ و لما الكذب؟ ماذا سيحدث لي و للغجر إن إكتُشف أمر الفتاة؟ ألم تفكر فيّ و لو للحظة فيليبو؟ كيف تجرؤ على ذلك؟ ألا قلب لديك؟! تخطف فتاة صغيرة من ذويها؟"
"كككككيف علمتي بالأمر؟! لللقد ككككنت أنوي أن أصارحك بالأمر، حبيبتي، وووو لكن..."
" و لكن ماذا؟ متى كنت ستصارحني، يا فيليبو؟ حينما تأتي السلطات للقبض علي؟!!"
"من قال لك هذا؟!"
"رودريجو.. حينما دار عقله بسبب الخمر.. قال الكثير!"
"حسناً أول شيئ سأفعله في الصباح هو بتر لسان ذلك الغبي! إسمعي يا عزيزتي.. أولاً إنني آسف لكذبي عليك، و عدم مصارحتك بالأمر، و لكنني لم أخطف الفتاة من ذويها!! لقد ماتت أمها، و نفاها والدها من مملكته، لإن شعبه لا يتقبلها. لو رأيتي كيف يتعامل معها حراسها و وصيفاتها في أثناء سفرها، لتأكدتي أن حياتها معكي ستكون أفضل! إن هذيان ذلك الأحمق مليء بالأكاذيب، رغم أنه هو نفسه من حكى لي الحقائق التي قلتها لك! و سأعمل جاهداً من الأن فصاعداً على شفائه من هذه العادة السيئة! فقط أجعلي الفتاة تتحدث الفرنسية، و الإسبانية.. علميها كيف تكون إمرأة تعي قيمة جمالها، و تتصرف كزهرة *بتول بدلاً من قطة شرسة. هذا هو كل ما أطلبه منك حبيبتي. سأسافر في الغد و لا أعلم متى أعود ثانية لأحضانك.. هل ستطرديني الليلة؟ لقد أوشكت شمس الصباح على البزوغ.. جوليا..؟"
" أوه!!! لا أعلم لما شاء سوء حظي أن أقع في حب شقيٍّ مثلك، فيليبو!! لكني أقسم إن فعلت شيئاً مثل ذلك ثانية، سأقتلك! أتفهم!"
" أعدك حبيبتي أننا سنترك كل الماضي بخيباته و آلامه خلف ظهورنا، و يوم ما سنصير أنا و أنت عظماء!"
"هاه! هذا ما تقوله دائماً، لكنني أفضل أن تزرع السهول معي في هذا العش الصغير، و نعيش في هدوء على حياة القصور و النبلاء التي تتمناها أنت."
" المهم أن نكون معاً، و أنا الأن أود أن أكون معك، ألا يمكنني هذا، حبيبتي؟!"
" شيطان! أنت شيطاني الحبيب! تعالى يا أحمق.."

في الصباح، كان أول شيء يوقظ رودريجو هو ركلة في خاصرته، و لطمة قوية على رأسه، مما جعله يستيقظ فزعاً. حينما رأى فيليبو يقف أمامه و عينيه تقذف شرراً، قال:
"ماذا فعلت الأن، لأستحق الإستيقاظ بهذه الطريقة؟!!"
"هل أفزعتك يا صغيري العزيز؟ أنت لم ترى شيئاً! أيها الكاذب اللعين! سترى العذاب ألواناً على يدي! لماذا أخبرت جوليا بكل هذه الأكاذيب؟!"
"أي أكاذيب؟ أنا لا أتذكر شيئاً سوى أقوال العجوز، بعدها راقصت إحدى الفتيات الغجريات، و شربت كأسين من الخمر، و ..."
"و بدأت تهذي، و تخبر جوليا بكل شيء! و ياليتك ذكرت الحقيقة كما هي، و إنما أضفت بعض أكاذيبك كي تتبل الأحداث بخلطة من الدراما الخاصة بك!"

أسيرة الظلKde žijí příběhy. Začni objevovat