أسيرة الظل

By salwa_mohamedelsayed

96.1K 6.1K 1.1K

هل هي هدية من السماء، أم ابنة للشيطان كما قالوا عنها؟ حكاية فتاة سُجنت خلف قضبان الجهل.. فتاة تهرب دوماً من ض... More

أسيرة الظل 1
أسيرة الظل 2 Salwa M
أسيرة الظل 3 Salwa M
أسيرة الظل 4 Salwa M
أسيرة الظل SalwaM 5
أسيرة الظل Salwa M 7
أسيرة الظل 8 Salwa M
أسيرة الظل9 SalwaM
اسيرة الظل 10 Salwa M
Salwa M 11 أسيرة الظل
أسيرة الظل 12 Salwa M
أسيرة الظل Salwa M 13
أسيرة الظل Salwa M 14
أسيرة الظل Salwa M 15
أسيرة الظل Salwa M 16
أسيرة الظل Salwa M 17
أسيرة الظل Salwa M 18
أسيرة الظل Salwa M 19
أسيرة الظل Salwa M 20
أسيرة الظل Salwa M 21
أسيرة الظل Salwa M 22
أسيرة الظل Salwa M 23
أسيرة الظل Salwa M 24
أسيرة الظل Salwa M 25
أسيرة الظل Salwa M 26

أسيرة الظل SalwaM 6

3.6K 232 26
By salwa_mohamedelsayed

أسيرة الظل
الفصل السادس
إستيقظت لُجين فزعة في ساعات الصباح الباكر على صوت صراخ و صليل سيوف. نادت على وصيفاتها، و لكن ما من مجيب.. ما الذي يحدث؟ يبدو أن هناك أمر جلِّل. تشعر و كأن معركة تدور على سطح السفينة. "رودريجو!! لابد و أنه في خطر." جالت تلك الفكرة في خاطرها، و قررت إنقاذه. لن تخسر الصديق الوحيد الذي قابلته في دنياها، و لكن.. كيف ستساعده؟ جنودها في أوهن حال بسبب إصابتهم بدوار البحر طيلة الرحلة، كما أنها مجرد فتاة ضعيفة.. لا!! ليست ضعيفة.. بل قوية! حتى و لو كانت قوتها بمجرد الإرادة ..

لفت شعرها الطويل حول رأسها، و أخفته بعمامة وضعت آخر طرفها حول وجهها، كي لا يظهر من ملامحها سوى عينيها، و أخذت تبحث في صندوق متاعها حتى وجدت زي ركوب الخيل الذي أهداه إليها والدها. كان الزي مصمماً لفتى و ليس لفتاة، كي تركب فرسها و هي تشعر بالراحة. أشعرها تنكرها بثقة في النفس. حين خرجت من غرفتها وجدت في آخر الممر معركة بين جندها و رجال غرباء لم ترهم من قبل على متن السفينة، حاولت الهروب للجهة الأخرى من الممر لكنها تعثرت بجثة أحد الجند في الممر. كادت تصرخ، لكنها إبتلعت خوفها، فلا مجال لمشاعر الفتيات المرهفة الآن! إستلت خنجراً طعنت به جثة الجندي الغارقة بالدماء، و أسرعت بوضع بعض دمائه المهدرة على ملابسها التي مزقتها، كي تبدو و كأن أحداً قد قام بطعنها.

نهضت و أسرعت بالعدو تجاه نهاية الممر الأخرى التي تقود لغرف البحارة و منها لمطبخ السفينة، و سلم خلفي لسطحها. كان رودريجو قد شرح لها بنية السفينة، عندما سألته أنها لم تصادف لا هو و لا أي من البحارة الآخرين عند صعودها و هبوطها للسفينة. أخذت تبحث بعينيها عن صديقها. قلبها يحدثها أنه في خطر. عليها أن تساعده. لا تعرف كيف؟ و لكن عندما يحين الوقت ستتدبر أمر شيء ما. صعدت السلم المؤدي للسطح السفينة، و رأت مشهداً مريعاً. معظم الرجال مكبلون بالأصفاد* و الحبال. و صيفاتها و جواريها، و بعض النساء الأخريات اللاتي كن مسافرات على نفس السفينة يصرخن باكيات.. يطلبن الرحمة. لم تفهم لماذا؟ هل سيقتلون الجميع؟ و لكن أين رودريجو؟ أين هو؟ و من هؤلاء الأشرار الذين هاجموا السفينة؟

سمعت قبطان السفينة يصيح فيهم، " أيها الحمقى! ألا تدرون أن هذه السفينة تنقل ضيفة لملك أسبانيا! إنكم تعادون البحرية الأسبانية التي دخلنا في نطاق حدودها الآن! الويل لكم إن لم تتركوا السفينة و من عليها في الحال!"
" هههههههه!!! لهذا السبب يا قبطاني العزيز هاجمنا سفينتك، فهذه الضيفة الصغيرة غالية الثمن. سيدفع كل من ملك أسبانيا و ملك بلادها فدية ثمينة لإستردادها بأمان. و إن لم يكن، فثمنها في سوق النخاسة سيفوق الوصف. سمعت أنها فتاة سحرية من كتب الأساطير. هههههههههه!!! ابنة القمر!! هههههههه!! و لكن أين هي يا رجالي، فحتى الأن لم تقع عيناي عليها." كان هذا صوت زعيم الأشرار.
"سيدي! لم نجد الأميرة في غرفتها!"
"ماذا؟!! أيها الحمقى إبحثوا عنها في كل مكان على السفينة! لا مجال لها للهرب، فالبحر من حولها في كل مكان."

كان قلب لُجين يدق بسرعة. ماذا ستفعل الآن؟ كادت تصرخ فزعاً حين إلتفت يد حول فمها فجأة، لكنها سمعت صوت رودريجو يقول لها، " إياك و الصراخ، سيشعرون بنا. لدي خطة."
إلتفتت إليه، فوجدته مثلها ممزقاً ملابسه، واضعاً عليها دماء أحد الضحايا، كادت تضحك، لكنه نظر إليها بغضب هامساً، لا مجال للبسمات الآن يا أميرة فأنت في خطر محدق لا تعرفين شدته.. هيا لا وقت لدينا!"

تبعته الأميرة دون أن تنطق بحرف، و لكنها شعرت بالحزن لتأنيبه لها، أكثر من خوفها من الأشرار. أمسك الفتى بيدها، و عاد بها إلى مطبخ السفينة، ذاهباً إلى الموقد، في٠فأخذ القليل من رماده، ليخلطه ببعض الماء، و دهن بالخليط الذي صار لونه أسود وجه الأميرة، و رموشها، و يديها، و قدميها. من يراها الآن يظن أنها عبدة زنجية، لولا لون عينيها. أسرع رودريجو، و فعل نفس الشيء بنفسه.

" و الآن إستلقى على الأرض فاغرة فاهك، و أغلقى عينيك كأنك في سبات عميق. مهما حدث، و مهما سمعت، حذار أن تفتحي عينيك، أو أن تبكين. سيضيع كل هذا سدى إن فعلت ذلك."
" حسناً.. لكن كن قريباً مني و لا تبتعد."
" لك ذلك يا أميرة، و الآن هيا.. أسرعي لا وقت لدينا.. أسمع خطاهم تقترب."

أسرع الفتى و الفتاة بتنفيذ ما أتفقا عليه، و بعد لحظات قليلة، كان الأشرار قد وصلوا لمكانهم. " ما الذي آتى بهذين العبدين إلى هنا؟ و من قتلهم؟ ياللخسارة! كان يمكن بيعهم كخصيين بثمن لا بأس به، و لكن أين ذهبت تلك الأميرة اللعينة! لقد فتشنا كل مكان بالسفينة، يبدو أن ما يشاع عنها صحيح، و أنها ابنة الشيطان حقاً. من منكم سيخبر القائد بأننا لم نجدها؟"
"لست أنا!"
"و لا أنا!"
"و لا أنا!"
" إذاً.. فلنخبره جميعاً بصوت واحد، لن يستطيع أن يؤذينا كلنا."
" إنه غاضب بشدة، و سيزداد غضبه حين يعلم بفشلنا في إيجاد تلك اللعينة!"
" سيذيقنا الجحيم ألواناً."
"بلى.. و الآن هيا بنا، و إلا سننال العقاب مضاعفاً."
حين إبتعدت خطوات الرجال، سألت لوجين صديقها عن هويتهم بصوت خافت، فأجابها بأنهم قراصنة، و أنهم ألد أعداء بحارة السفن، فهم يقتلون و ينهبون و يأسرون، ثم يشعلون النار في السفينة حتى تصير حطاماً. إرتجفت لوجين حين تخيلت السفينة تشتعل بها، و قالت لرودريجو،
"و ما العمل؟ أنا لا أستطيع السباحة، و هؤلاء القراصنة لن يغادروا المكان بدون إن يجدوننا؟"
"لا أعرف، فلنظل كما نحن، حتى يغادروا، و بعدها سنفكر في حل بإذن الله، و الآن اصمتي! أسمع وقع أقدام قادمة."

أغلقت لُجين عيناها، و لكنها خشت أن يعرف القراصنة انها مازالت حية، فصوت دقات قلبها العالية، يكاد يصم أذنيها." آآه يا أبي العزيز لو تعرف مالذي تمر به ابنتك!" إحتبست الأنفاس في حلقها، حينما سمعت صوت زعيم القراصنة هذه المرة و هو يبحث مع رجاله عنها. كان يصيح بهم.
" أين هي؟! لا يمكن أن تكون إختفت! لابد و أن هذه الفأرة الصغيرة تختبيء في جحر ما، و سأجدها!"

حين وصل لمكان لوجين و رودريجو، صرخ برجاله. "من منكم إيها الحمقى، قتل هذين العبدين؟ إنها أموال مهدرة، أيها الأغبياء! من منكم فعلها؟"
"و لا واحد منا سيدي! لقد أتينا إلى هنا حين كنا نبحث عن الأميرة، فوجدناهما هكذا. لم نأتي لهذا المكان في نزالنا مع بحارة السفينة و لا رجال الأميرة."
"همممم.. إذاً فلنفترض أن كليهما كان مصاباً، و حاول الهرب من مكان لأخر.. إذاً.. في هذه الحالة كان يجب أن تكون هناك دماء نازفة من كل منهم في طريقهم إلى هنا. فتشوا المكان جيداً.. إبحثوا عن قطرات الدماء التى إنسابت من هذين العبدين.. ههههههههههههه!!"

لم يفهم أي من القراصنة سبب التسلية الساخرة الجذلة في صوت زعيمهم، لكن لوجين و رودريجوا كانوا يعرفون سببها. لقد إنكشف أمرهم. كيف لم تخطر تلك الملحوظة في بال أي منهم؟
" لم نجد شيئاً، يا سيدي!"
"حسناً.. فلتنهضي يا أميرتي أنت و من معك بهدوء.. أم تفضلين أن أطعنكما بخنجري في جراحكما المزيفة كي تصبح حقيقية؟ هههههههههههه!"
هنا إستبد الغضب بلُجين، فصاحت " لن تستطيع أذيتي أيها الأحمق! فأنا الثروة التي تحلم بقبض ثمارها بين يديك!!"
"ههههه أصبت أيتها الأميرة!! لكنني أستطيع قتل الفتى الذي بصحبتك الأن و أمام عينيك الجميلتين.. هههههههههههه!!!!"
" أرى أن الأمر يسليك، أيها الحقير!!"
" كيف لأميرة جميلة مثلك أن تملك مثل هذا اللسان الوقح؟ هاه؟"
" مع أمثالك، أيها الوغد."
" هيا إنهض، يا رودريجو!! لقد أضعت من وقتي الثمين ما يكفي! هل كنت تنوي بيعها لصالحك أيها الغبي؟ أستطيع أن أبيعك مثلها، فلم تعد بي حاجة لك!"
" بل تحتاجني كمرشد لك عن النفائس في السفن العابرة، يا قرصاني العزيز. إنك لا تجزل العطاء لي رغم أنني أقوم بكل العمل الشاق لك..."
"العمل الشاق!! ههههههههه! كل ما تفعله هو خداع ضحايانا و الإرشاد عنهم، أتسمي ذلك بالعمل الشاق؟!!!"
"بلى فرقبتي أنا هي المعلقة على المحك..."
" مهلاً.. مهلاً!! أأفهم من هذا أن رودريجو يعمل معكم؟ هل كنت تخدعني كل هذا الوقت؟ إذاً لماذا كنت تدعي صداقتي؟ و لما كل التنكر و الإدعاء؟"
"لكي..."
"فلتدعني أنا أشرح لها يا صغيري العزيز! كي لا تقتلي نفسك يا أميرتي بدلاً من الإستسلام للأمر الواقع، كما إن الوغد أراد أن يبيعك لصالح نفسه و يأخذ المال له وحده دون شريك.."
" لانني أرغب في تحقيق حلمي بسرعة، و لن أستطيع ذلك بالفتات التي تلقي بها لي، رغم ما أفعله لأجلك."
"هل كل ما حكيته لي سلسة من الأكاذيب؟!!"
" كلا ما أخبرتك به عن طفولتي و موت والداي و حلمي حقيقة، لكنني تغاضيت عن باقي التفاصيل المملة."
"مملة!!! تخدعني و تسلمني لمن يدفع الثمن، و تقول مملة!!!!"

شيء ما تحرك بداخل لُجين، قوة لا تفسير لها سوى الإحساس بالغضب و مذاق الخيانة المرير، صفعت رودريجو على وجهه، و ركلت زعيم القراصنة في ساقة، و أنطلقت لا تلوي على شيء، و كأن الرياح تحملها و تدفعها للأمام، إستطاعت بأعجوبة أن تفلت من بين القراصنة، و تصعد إلى سطح السفينة، لتجري نحو سورها، و تقفز إلى البحر مغمضة عيناها الحزينة، و قلبها يصرخ "وداعاً يا أبي."

Continue Reading

You'll Also Like

3.7M 305K 105
تجملت او كنت جميل يبق جمال أخلاقك ٲعـظم هذا ماسنجده في أووووول ملحمة عراقيه دينيه،سايكولجيه،روائيه في عالم القصص..فما مابين دين والتدين مابين العشق و...
63.5K 1.8K 35
الانثى... لاتستحق ان يقسى عليها 💔الا في عناقها 💗
6.4K 985 3
ضحية الجهل ، في محاولة بائسة ل تحصيني من اشباه الرجال وضعو لي حارسا من عالم اخــر في سحر قاسٍ ضناً منهم انه لن يقوم سوى بحمايتي انقلب الســحر ليس ع...
166K 10K 41
"لماذا احضرتها إلى هنا؟ بخلاف أحداث المشاكل والهرب ، ليس لديها شيء أفضل لتفعله! لقد أخبرت دومينيك بالفعل أنها لا تستحق أن تكون هنا ، ولا يمكنها أن تك...