الساعة السادسة مساءً .لم يكن بمزاج جيد ،الاحداث الاخيره التي حصلت لاتنفك تعصف في ذهنه، كل شيء فوضوي ومتشابك
سار على طول الممر والظلام يهيمن على زوايا المنزل ،بسبب الاهمال .فالجميع في حالة اضطراب بعد ان تدهورت حال سيد المنزل ,اونيل . عرف رين ذلك من قبل قائد المجلس قبل مغادرته ..
ولسبب ما لم يكن يشعر بالاستياء لأجله فهو لم يكن رحيماً معه ، منذ أن راه اول مرة
كان يتذكر آخر كلمات اليكس قبل أن يفترقوا ، أخبره :أن يهرب دون أن يقلق عليه
قالها له ببرود اعصاب وكان الأمر ممكن !،هو لا يعرف بعد انه درب منذ الصغر على أن يجعل سلامة شقيقه من اولوياته
غير ذلك كان هناك جانب جيد فقد استعادت علاقتهم مسارها الصحيح ،وصحته تستقر رغم انه اضطر أن يتقبل نتيجة كونه مصاص دماء على مضض بالنهاية لأنه لا يملك غير ذلك .وعلم أن الانكار لا يساعد .
بالذات وهو مهدد بالسجن من جديد ،كان قد استغرق ثمانية أعوام حتى استطاع أن يبني لنفسه سمعه جيده داخل المعسكر ولكنه الآن يخسر كل شيء بسبب طبيعته المختلفه وطبيعه شقيقه وعليه أن يتصرف بحكمه و أن يوقف الهجوم الذي تتعرض له المنطقة
نزل السلم وهو يفكر أن هذا آخر شيء سيقوم بفعله لاجلهم
ركب دراجته ..التي كان قد أمنها له قائد المجلس مسبقاً ، فيما كان يوجه نظره للمنزل للمره الاخيره
لم يكن يريد أن يعود له كان يشعر بأنه تائه بين واقعه وطبيعته منقسم بين حياتين لم تعد اي منهما مناسبه له
انطلق خلال ذلك الطريق المكون من الأحجار المتراصفه تحيطه الأشجار من جانبيه ، اتجه نحو البوابه الرئيسيه فتحرك الحراس ليقوموا بفتحها
كان الجنرال يراقب من خلال النافذه ، بصمت وهو يتذكر ما حصل عندما أخبره أن عليه أن يذهب لكي ينظم لفرقة النخبه كي يوقف الهجوم الذي يشنه مصاصي الدماء ..
لاحظ أنه لا يبدوا مترددا بل إنه استقبل الأمر بكل هدوء دون إبداء أي اعتراض رغم كونه يعاني خطب بصحته..
غادر رين حدود المنزل وابتعد مع المسافه .بحيث ماعاد نايل يستطيع رؤيته ،فتنهد بعدم ارتياح...فهو لا يعلم ما يفكر به ذلك الفتى فقد بدى بارد جدا .رغم أنه حرص أن يحذره بقتل اليكس أن لم ينفذ اوامره
انتبه من شروده حين شعر بصوت صرير الباب وهو يفتح .
فالتفت ليرى ليوناردو ..كان ينظر نحو الزنزانه التي يفترض ان يكون رين فيها ثم التفت مستغرب
فابتسم نايل حين وجد ليو يبادله النظرات باستغراب
فأوضح له قائلا (لقد ارسلت رين لكي يوقف الهجوم. .)
-(ماذا فعلت ...)رفع ليو صوته وقد بدى منفعل
كان اليكس ينظر له من موقعه حيث كان جالس على سريره ومستند على الجدار
لاحظ أن الجنرال يضيق صبره وقد ينتهي به الأمر بان يرمي ليو بالسجن معه
فقال بتراخي يحاول تدارك الموقف
( لا تقلق على رين يا ليو فهو سيكون بخير )
عقد نايل حاجبيه ونظر له بصمت ينذر بسوء ، بادله اليكس النظرات وابتسم بسخريه
( هل تشك بكلامي ، ام أن لديك نوايا أخرى!)
استدار ليو بسرعة غادر الغرفه و نزل السلم وهو يأمل أن رين لم يغادر بعد ...فهو لايزال بحالة غير مستقره ولن يحتمل خوض أي معركه ،اتجه للخارج ...
ليجد المكان فارغ أدرك أن وصوله متأخر .وهذا اشعره بخيبة كبيره تشتاح صدره ...ظل يتطلع بالفراغ
وهو لا يعلم ما يفعل
فكل شيء وقع على عاتقه ..جده مريض وعليه أن يحمي اليكس .
والآن رين غادر وهو بحال سيء. ..
أخذ يفكر اذا بصوره كيد التمعت بذهنه ، فهو بالتأكيد سيفعل شيء لأجل رين
حرك يده نحوه جيبه ..اخرج هاتفه واتصل بكيد ..
لحظات وأجاب
-(مرحبا ليو ...)
فعاد المعني إدراجه وهو يحاول أن يمهد الأمر قبل أن ينطق به ..لأن
كيد سيغضب أن علم بما حصل مع رين وقد يتمرد على المجلس ويوقع نفسه بمشاكل لا آخر لها
صعد السلم ..
فاستطرد كيد بنبره أكثر جدية (مالامر ليوناردوا هل تعتقد اني متفرغ لك طوال النهار ...تكلم ...)صاح به بآخر كلامه
اغمض المعني عيناه فيما كان يدخل غرفه جده ..وأغلق الباب من بعده واستند عليه بضهره ..وقال (كيد اسمعني ،أريد أن تعود ...)
فرفع الأخير أحد حاجبيه مستغربا
وقال (أعود إلى أين !؟..)
-(منزل العائله نحن نتعرض لهجوم ...)
-(انا لدي ما يشغلني انت تعلم ذلك .. كما اني لا أرغب برؤيه اونيل ..
لم يكد أن ينهي كلامه ليفاجئ بليو يقاطعه بصراخ (انت لا تفهم شيء ...رين ذهب إلى تلك المعركه ..وهو بحال سيء. ..لم أجد غيرك ليقوم بمساعدته فهو سيموت ...)
فتح اونيل عيناه حين ايقضه صراخ حفيده ...ونظر له بصمت
بينما كيد بقي صامت فهو يعلم بشأن الهجوم، ولكن كيف وصل رين لمنزل العائله ولماذا
فانتبه ليوناردوا لنفسه حين سمع جده يناديه ادرك انه نسي نفسه و فقد اعصابه ...
فعاد لرشده ...وتقدم نحو جده ...
وهو يستأنف بنبره هادئه يشوبها الحزن (رين بحاجه لك ..يا كيد ارجوك ان تعود ..)
-(ماذا يفعل رين عندكم لما هو ليس بالمعسكر ..)
-(لقد احظره روي لكي اعالجه فهو ..
فقاطعه كيد بانفعال (لما لم يخبرني أحد ..
.
اغمض ليو عيناه بثقل بسبب صوت محدثه الذي كاد أن يثقب أذنه
كان اونيل يراقب ..أدرك أن رين ارسل للمعركة ...آمال رأسه وهو يشعر بقلبه ينقبض ،كل شيء ضاع من يده .كما وان حيلته قد قلت هو ماعاد له القرار ..بعد تدخل قائد المجلس
أغلق ليو الهاتف ونظر نحو جده قال (كيد سوف يتصرف ....)
فلم يبدي اونيل أي رد كان يشعر بعجزه..لدرجه انه ماعاد قادر على حمايه أحفاده وهذا ألمه جدا
سار رين بدراجته لما يقارب عشرين دقيقه ،كان الجو بارد والهواء يلفح وجهه وهو يعيد التفكير بمصيره ومصير شقيقه
لقد عاش حياته كمعركه والضغوطات لاتزال تكبله مثل قيود
مع ذلك كان ينجو فقد تعلم أن لا يستسلم ويستمر بالكفاح حتى لو أن الأمر لا يعتمد على أحد سواه
عبر الاحياء التابعه المدينه وصولاً نحو خط الدفاع ،حدود قريه الصيادين حيث
كان يرى الشوارع خالية ،جميع السكان قد لازموا منازلهم ..
وبعضهم قد انظم لخط الدفاع كي يمنعو تقدم مصاصي الدماء
أوقف دراجته ، كان قد حل الليل وتطايرت بعض الحبات القضيه للثلج من السماء ...
كان هناك ضوء خافت رغم أن الغيوم كثيفه رأى مصاصي الدماء باشتباك مع الصيادين ..كانت إعداد المتحولين كبيره ..والصيادين بدى عليهم الارهاق ،ظل صامت إذا به استشعر وجود صوت غريب قادم مع الرياح
كان عزف على الناي ...
تسائل من أين قادم ...أخذ يتأمل محيطه بنظرات فاحصه
أثناء انشغاله ..
.توقفت سياره فارهة ليترجل منها أفراد فرقه النخبه.
فبدت علامات السعادة على وجوه الصيادين. .وهم يعتقدون أن الأمل قد وصل أخيرًا
التفت رين ببرود حين سمع صوت هاروكي وهو يهتف باسمه مناديا ((رين ))وتقدم نحوه ليقوم بضمه ...
قبل أن يصل ..استدار رين ليعطيه ظهره وتحرك لينصرف
فتلاشت ابتسامه هاروكي. .وتوقف عن السير وهو يشعر بالاستغراب بسبب تجاهل رين له فهو حقا كان متلهف لرؤيته لما كل هذا البرود ...
التفت نحو روي يستفسر .وكأنه يشتكي له ما حصل ...قال (هل ارتكبت خطأ دون أن أعرف ...)
اغمض المعني عيناه وهوو يحاول كتم غضبه بعد رؤيته لما حصل ،لأن رين يتمادى ..وهو لن يسامحه على فعلته تلك لقد الم هاروكي رغم أن لاخير له فظل عليه ،وفوق هذا هو يتصرف بعدم مبالاة وقف رين على جنب وبداء يملأ ذخيرة مسدسه
فتقدم له روي دون ان يستطيع ..اخفاء استياءه من تصرفاته من يعتقد نفسه ...
سأله حين ما أصبح قريب (ما مبرر ما قمت به )
فنظر له المعني لدقيقه ،ثم اشاح ببصره بعيدا دون إبداء رد. ..
فاثار ذلك غضب روي وقام
امسكه من ياقته وشدة إليه بعنف قال (مالذي دهاك. .تتصرف بنكران رغم أنه هو من ساعدك ..)
تطلع به رين لعده لحظات ببرود ...ثم أمسك يده..ابعدها عنه بعصبية
قال (انا لم أطلب المساعده.....ودفع روي عنه وهو يستطرد ..انتم تصرفتم وحدكم دون حتى أن تاخذوا رأيي ...)
ظل روي ينظر له بدهشه واستغراب فهو لا يفهم ..مالذي أصابه
استدار رين ليتركه ويلتحق بفرقه المهاجمين دون أن ينتظر منه أمر أو أي خطه يتصرف وكأنه وحده
وهذا جعل روي متفاجئ بالذات حين راى ذلك السوار المدرع الذي استقر حول معصم رين
كان يعرفه ...فهو واحد من تقنيات المعسكر يوضع للمجرمين الأكثر خطوره بحيث يفجرهم اذا ما حاولوا الهرب
تسائل مالذي حصل ،تقدم نحو رين يحاول أن يستفسر منه. .
ولكن رين أشار له أن يبقى بعيدا عنه ..
كان لا يبدوا بخير ...
ظل روي يحدق باثره. ...دون أن يفهم ..بينما اتجه رين ليقوم بالدفاع ..كان يطلق تلك الخيوط الرفيعة من بين أصابعه ...ليحوط بها أجساد خصومه ثم يشدها ويقوم بتمزيقهم
لحظات وانظم إليه أفراد فرقه النخبه ...
كان "سيلفير " واقف يراقب مايجري بدأت إعداد المتحولين تتناقص بسبب الاباده ..كان يثبت بصره على رين ..فهو الأكثر تفوق على الآخرين يقاتل باستماته وكان لا شيء يهمه ...
فالتفت نحو شاب كانت يعزف على الناي
جانبه ،وصوت مسيقاه يجذب المتحولين كما التنويم المغناطيسي .
طلب منه التوقف ....فتوقف على الفور ...
نظر سيلفير نحو
رجاله الذين اختارهم ..كانو من النبلاء ...ينتظرون اشاره منه لكي يبيدوا فرقه النخبه كما طلب ملكهم
.قال حان الوقت ..
فاومأوا له وتحركوا ليهاجموا وقف رين بين تلال من جثث المتحولين ..وهو يلهث فجسده لم يشفى بعد ...وضع يده على كتفه. ..واستند على الجدار. ..وهوو يحاول كتم ألمه
نظر له روي ..
لاحظ أن لا يوجد أي تحسن بحاله فهو كما تركه ...
عاد يقاتل وهو يشعر بالغضب فذلك الطبيب ليو ماذا كان يفعل ...
التفت رين ..حين لاحظ صوت العزف قد توقف وكذلك ماعاد هناك المزيد من المتحولين ..
تسائل في نفسه هل انتهت المعركه ...
ليفاجئ
بشاب يخرج من العدم يرتدي ثياب انيقه
..كانت سرعته مذهله .
تحيطه هاله سوداء مخيفه ..وقف أمام هاروكي وبحركه من يده ..انطلقت خيوط من الظلال الأسود .. كان يريد قتله ..
أسرع رين ...لكي يبطل هجومه ..فتفاجئ هاروكي حين وجد رين يدفعه بعيدا ...ليصد الهجوم عنه ...
تناثرت الدماء ..على الأرض ..فسرعه رين لم تكن كافيه بسبب ضعف جسده ...وهذا عرضه للاصابه
ظل ينظر له بعينان شاخصتين ..
وهمس بصوت مصدوم (رين...)
اذا بصوت صراخ آريس اخترق أذنه ...فالتفت ..ليفاجئ بها تتعرض لهجوم كانت اغصان من النباتات حول جسدها ..تحاول أن تسحبها نحو الأرض لتقوم بدفنها ... لم يكن يعرف من يهاجمها ..
صرخ روي (آريس .)
..وأسرع لينقذها ليفاجاء بفتاه صغيره تعترضه فنظر لها متسائلا (من أين جات )
اذا بها فاجاته حين ابتسمت بشكل شيطاني
من فورها حركت يدها لتنهال عليه شفرات من كل جانب ..
فتراجع ليقوم بتفادي الهجوم ....قفز برشاقه ليقف عند أعلى برج المراقبه ...وهو ينظر متعجبا .
اذا به يشعر بتلك الفتاه خلفه ..ضحكت بقهقه ...فالتفت ليها ...
ليفاجاء بعينيها المظلمتان كسماء اليل قالت (لا مجال للهرب ...وتحركت لتقوم بهاجمته كانت مخيفه ...
ابتعد ذلك الشاب عن رين بعدما سبب له جرح عميق بصدره .
فتاوه رين. ...حين سحب طاقته التي كانت عباره عن مجسات من الظلام
فظل ذلك الشاب ينظر له ثم قدم انحنائه كأنه يعتذر منه على ما سببه له
بدى الاستغراب يظهر على وجه رين .ورمش بعيناه عده مرات غير مصدق
إذا بذلك الشاب اختفى ...ثم ظهر مجددا ليحاول قتل هاروكي
ولكن هذه المره كان هاروكي مستعد. ...ابتعد عنه ...واخرج مسدسه ..بداء يطلق النار عليه ...
وقف رين يراقب .
كانو وحدهم في تلك الأرض الواسعه حيث هرب الصيادين خوفا من هجوم النبلاء ..وتركوهم دون أن يساندوهم. .
عاد وزع نظراته على أفراد فريقه ..كان كل منهم له خصم من النبلاء عداه هو بدى للأمر غريب
..
ولكنه لن يقف مكتوف الأيدي يشاهد أفراد فريقه يقتلون ..
..
*****)
يتبع ...
*****