23

3K 257 87
                                    


( انت خائن ...) كان الصوت يتردد مثل الصدى البعيد
ثم تكرر ولكن بنبره مختلفه أشد قسوة
-(لن اسامحك إبدأ )
تشنجت يدي سيتو وهو نائم على تلك الارضيه داخل ذلك المستودع المهمل وتلألأت على جبينه حبات من العرق وهو يفتح عيناه الزرقاوتين
ويستيقظ!
كانت لا تنفك تلك الذكريات تزوره أثناء نومه ...
اعتدل بجلسته تحت الظلام وهو يرى أنه داخل حجره متهالكة غير محكمه الإغلاق جدرانها من الخشب تمثل جزاء من المستودعات المهملة للمعسكر ...غالبا ما يختارها سيده حين يقرر معاقبته
والان وكما هو واضح يبدوا انه غاضب منه لأنه خسر ذلك النزال أمام رين ...

ابتسم بسخرية وهو يستند ظهره على الجدار ...
كانت الأمطار ترشق السطوح بصوت ممنهج وتتسرب إلى الداخل و الرياح شديده البرودة وهي تعصف
وتكاد أن تخرق الغرفه وتقتلع الجدران
هم يبالغون بالثقه بعدم هربه ..حتى المكان الذي اختاروه لاحتجازه ..يستطيع أي شخص خرقه بظربه واحده !!
فهو مستودع متعفن
ان اراد مغادرته لا يمنعه شيء .، غير أن القيود تنشأ احيانا من الداخليه ، وليس الخارج

وبالنسبه لسيتو تكونت قيوده حينما أستيقظ بذلك الصباح ليجد نفسه قد تحول لمصاص دماء !قيود من الخوف ، والقلق من أن يفقد السيطرة على نفسه ويوذي أحد ، لهذا هو لا يفكر بالهرب حتى وان اتيحت له الفرصه، بل وانه حريص على أن يبقي نفسه جانب سيده
فهو يثق من انه سينهي حياته البائسة حين يحصل ذلك

ارخى هدبيه واستغرق بالتفكير ، حياة الإنسان لا تنهار هكذا دون مقدمات ..وإنما يحصل ذلك نتيجة لمجموعه من القرارات
المتعمده أو غير المتعمده ..

وبالنسبه لسيتو فهو حتى الآن لا يشعر بالندم على القرار الذي اتخذه ،
وهناك حكمه تقول : اذا مر الزمن على الإنسان وراجع قراراته دون أن يندم عليها ..
فهي بالغالب تكون صحيحه

قبل ٢٠ عام مضت كانت الأمور مختلفة عن ما هي عليه الآن
فقد حصل سيتو على فرصه جديده للحياه
حين وقف امامه قائد المعسكر وهو ينظر إليه بفضول رغم برودتها
كان يخصه بمعامله خاصة قبل أن يقرر أن يتبناه دون جميع الأطفال الذين كانو بعيشون معه في ملجأ لأيتام..
ثم نقله للمعسكر كمتدرب حتى اتم عامه السابع عشر وحصل على مرتبه أصغر ضابط هناك

كان والده بالتبني فخور به ، وميزه بمكانة خاصه
وأعطاه ثقه كامله لدرجه اخذه ذات مره إلى السجون السرية للمعسكر
حيث جمد هناك النبلاء من مصاصي الدماء ، كانت رحله عاديه بين الجبال مروراً بالأشجار الوحشيه و الاشواك التي تكاثفت بشكل طبيعي على أطراف المنحدرات
أخبره نايل وقتها أن هذه المنطقه محرمه ..ولا يسمح لأحد بزيارتها ولكنه من المقربين لهذا هو موثوق به ..
ورغم أن سيتو قدر تلك الثقه التي اعطيت له
ولكنه لم يستطع أن يحفظها
حين راى ذلك الطفل الذي استقر ساكن داخل نعش من البلور الشفاف ،شعره أشقر مسرح بعناية وعيناه مغلقتان بسلام ..كان بالثامنه من عمره تقريباً
بدى كما الملاك
كيف لهم أن يسجنوا ملاك !!

Why I'm so different•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن