"31 "

6K 560 350
                                    

    لم يكن رادو يشعر بالقلق كما وزال توجسه مع ابتعاده عن دار الايتام حيث كان يعيش
وقد ظهر ذلك على ملامح وجهه ليبدوا أشد تماسك وبرود اتجاه ما حصل له
وقد لاح في عينيه بريق ثقه وتحدي حين رمى بنظره نحو كيد
وتكلم قائلا ( مالذي تريده )
حدق به المعني لدقيقه وقد بانت على وجهه ابتسامه لاذعة
(امير مصاصي الدماء رقيق القلب ) قالها بسخريه فيما يتكئ إلى الخلف بهيئة تنم عن السيطرة والاستفزاز
وتابع بذات النبرة التي بداء فيها ( اعتقد انك اخترت ذلك المكان لتجعل من أطفال الميتم رهائن لتحمي نفسك في حال حاصرك الخطر  

ظل رادو ينظر له باستياء ، لا ينكر انه فكر بذلك ذات مره.. ولكنه سرعان ماتراجع ، لطالما كان جانبه الإنساني يقف عقبه بطريقه 
رغم أن الجميع يعاملونه كمصاص دماء  

ارتخت تعابير وجه كيد حين راه يكتفي بالصمت
وعاد ليستطرد( أين هو توأمك )

رمقه الشاب بنظره نافذه وابتسم بسخريه( دعك من اخي ، واخبرني كيف وصلت الي ؟)

هز كيد كتفيه بللامبلاة قال ( لدي صديق اخبرني انك تزوره بين الفينة والأخرى )

لم يبدي رادو شيء واضح بعدما تأكد أن سيتو كشف أمره...ولكنه في أعماقه كان يشعر بالاحباط
بتلك اللحظه شرعت الطائره بالهبوط ، ومعها شعر رادو بالاختناق فقد اعتقد  أن هناك جيوش لا حصر لها ستكون بانتظاره ليعيدونه إلى  سجنه حيث كان  متجمد

وعندما نزل استقبلته رياح بارده وصوت الأشجار  الهالجة
كان امام  منزل بسيط
هيكله غير متين  مبني من القرميد والخشب ..قديم، ولكنه حافظ على هيكله دون انهيار

تطلع به كيد وهو يهم بالنزول لاحظ انه مندهش..
فابتسم ضاحكا وطلب منه أن يتبعه

كان المكان مهجور قبل وصولهم
لمح صوره على أحد الرفوف قرب المدفئه الحجريه
والتقطها بحركه عابثه ..وراح يتاملها كانت لرين رفقه كيد
فادرك الصله وزالت بعض مخاوفه   

*

في تلك الأثناء  داخل المختبرات التابعه لمعسكر الصيادين  تحديداً
أستيقظ سيتو ،ليجد نفسه  داخل حجره معزوله عن بقيه  أجزاء المختبر  بواسطه زجاج معتم  ..
يغمرها نور واهن...
وقد امتدت اسلاك وانابيب لتوصل لجسده..وتربطه باجهزه مراقبه

بالخارج كانت الفوضى عارمه الأطباء بحاله هياج ..
والممرضين لايكادون يسيطرون على حال المرضى...
اعتدل بجلسته فوق السرير
ومكث يراقب بعيون شبه مغلقه كان جميع المتدربين الذين تطوعوا للخضوع لنفس التجربه التي خضع لها يموتون الواحد بعد الآخر
رغم أن بعضهم مثله ،مصاصي دماء ...
غير أن اجسادهم لم تحتمل ذلك المركب الذي ضخوه في اوردتهم

ارخى جسده مستند على إحدى يده ونظر إلى الفراغ متسائل هل كان سيده يعلم عن خطوره ما يحصل ...
لقد دفع به الى خطر وشيك
انزل قدميه بعدما فصل  الاسلاك  عن جسده وحاول أن ينهض ، ولكن قوته لم تساعده
كان يشعر بعظلاته منهاره ، ومفاصله ترتعش
عاد ليوسد راسه إلى الخلف وحدق بالسقف متسائل 'عن ما فعله كيد ...فهو لا يذكر غير احر اتصال اجراه معه بخصوص رادو
هل تراه عثر عليه ؟ اخذت الهواجس تنهش أفكاره...
واستسلم لدوامه الذكريات التي اخذت تسحبه نحو الماضي ...
كان لا يذكر شيء عن والديه ...ذاكرته قبل أن يدخل الميتم مثل فراغ معتم ..
ولكنه شعر بنوع من الرابطه الغريبه حين راى سيده ...نايل اول مره
الغريب
قائد المعسكر بادله الشعور ...ولهذا تبناه دون الجميع في الميتم
كان يعتزم أن يمنحه حياة جيده
ويضمه لقادة المعسكر
بل وانه خطط أن يمنحه القياده من بعده لولا أن  سيتو خذل ثقته وحرر سجين خطر ...

Why I'm so different•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن