"24"

6K 568 477
                                    

ساعة زحف النهار نحو الليل ،  ركن اليكس سيارته قرب مدخل المقهى
وترجل منها ...يرافقه صديقه  ترواه
التي كانت نظراته غريبه تحت الضوء فاحدى عينيه كانت زرقاء والثانيه خضراء ، مشى كلاهما خلال ممر وسط حشد من الناس وكان  الجو بارد رغم أنهم ببداية الخريف .
عقد اليكس الوشاح حول عنقه وهو يقطع طريقه بثبات باتجاه المدخل   
..بعدما استقبل اتصال من السيده التي كلفها بمهمه البحث عن سبب موت والده .
..كانت صحفيه  تعمل في مجال التحقيقات ..ولها سمعه مشرفه في تقصي الحقائق

كان المقهى واسع ، يقصده الكثير من الضيوف على مدار اليوم بسبب موقعه المميز قرب السوق المركزيه

بعدما تعدى اليكس ثلاثه صفوف من الطاولات
بلغ طاولة تلك الصحفيه ..كانت امرأة بالثلاثين من عمرها
(صباح الخير )بادرها وعيناه تلمع بنفاذ صبر ، يريد أن يسمع ما توصلت له 

فابتسمت وهي تلقي بنظره خاطفه نحو ترواه.
لاحظت عيناه الملونتين بالاخضر والازرق
:علامة الشيطان حسب الكنيسة  
لكن هذا لم يمنعها من السماح لهم بالجلوس 
قائلة ( هل اطلب لكم القهوه )

ادرك اليكس  ما ترمي له ..قام اخرج رزمتين من المال من جيب معطفه  وضعها أمامها ..
قائلة (هات ما لديك ...فأنا لا أريد أن اضيع المزيد من الوقت ...)
ضحكت بتكلف  وهي تخرج خازن معلومات ..قالت (انت غير صبور  ابدا ....على العموم لا بأس )سلمته الخازن ..واستانفت بنبره أكثر جدية (لقد وثقت لك كل شيء هنا ،شكوكك كانت في محلها ..والدك تم الإيقاع به ..وقتل بعدما تمت محاكمته من قبل مجلس عشيرتكم...)

تبدى الهوان على وجه اليكس وهو  يستلم الخازن ...
تركت  السيدة مقعدها  بعدما أخذت النقود وقالت وهي تثبت بصرها عليه .. (اعتني بنفسك ...فهم لن يرحموا أحد حتى وإن كان من صلبهم )ووضعت يدها على كتفه   .
ثم انصرفت مغادره ....
تحت أنظار ترواه الذي اكتفى بالصمت طيلة اللجلسه

اسرع اليكس ليخرج حاسوبه الشخصي من حقيبته
وقد كانت يديه ترتعشان  حين ادخل الخازن ، كانت الوثائق تكشف تورط اونيل
.فهو من قام باستدراج والده ..ثم سلمه للمجلس ليحاكم كمذنب...

وبذلك أصدر حكم الموت بحقه

*****

في مكان آخر لا يبعد كثيرا ، طائره تحلق وسط السحب الركاميه متجهة نحو الجنوب باتجاه   جزيرة الصيادين
خيوط النور الاخيره انعكست على وجه رين وهو غارق في التفكير 
جالس على مقعد يلقي بنظره من خلال الزجاج على الخارج  وكان الجو شديد البرودة ، وجهه لا يكشف شيء غير انه بالواقع كان في غاية السعاده ! فهناك أمل جديد  يضيء في حياته ،بعد فراق دام حوالي ثمانيه أعوام  سيلتقي شقيقه الأكبر من جديد ..
فقد أرسلت لهم بطاقات حظور لحفل ستقيمه العائلة بمناسبه تخرج اليكس من الإعدادية 
كان يعد  الدقائق والثواني لرؤيته ، ورغم أن وجهه لا يترجم مايشعر به ولكن كيد لاحظ مدى حماسته

Why I'm so different•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن