"30"

5.7K 554 237
                                    

هبط الظلام وبدات الشمس تنسحب على استحياء خلف المدى تاركه خيوطاً حمراء وذهبيه لتزين السماء وتنعكس على تلك البحيره ، امواجها تتكسر  فوق الأحجار القديمه
بجانب ذلك الميتم ...الذي صمم على الطراز الفكتوري ليكون متحف بالبداية
قبل أن يقرر مالكه أن يمنحه
للايتام بعد وفاة ابنه  .
وفي هذا المكان تحديدا عاش رادو بعدما تم تحريره من داخل ذلك الحجر البلوري

قبل عشر سنوات
كان واعي لما يكفي ليتذكر كل التفاصيل
عندما حرره سيتو من حالة التجمد التي كان فيها  ..
ووجد نفسه بزمان مختلف عن الزمان الذي كان يعيش فيه ...
ولكي يحافظ على قدراته العقلية قرر التواري حتى يفهم طبيعه هذا العالم 
لم يكن يعرف شيء اسمه كهرباء ...واذهلته الاشياء التي تسمى الهواتف...
كما والعالم أصبح أكثر تمدن

ولكونه لا يملك منزل يذهب إليه عثر عليه أحد رجال الشرطه واحظره إلى هذا الميتم
وقد رحبت به المديره ..
كان فتى منعزل طوال العشر سنوات ..رفض كل من حاول أن يتبناه
كان شكله المميز يجذب الناس له فهو ذا انف حاد وعينان واسعتين فضية
شعره اسود
وبشرته عاجيه
له سرعه مذهله وذكاء يفوق الآخرين...
غير ذلك استطاع أن يتعلم الكثير من المهارات في فترات قصيره
تخرج من المدرسه الابتدائيه في عامين ..
وتجاوز الاعداديه والثانويه بستة أعوام
والان هو  بالمرحله الثانيه من الجامعه
الأمر الذي جعل مديرة الميتم تعتز به رغم انه تجاوز الثامنه عشر  اصبح شاب ولتبقيه عندها  اعطته  حجره خاصه
وطلبت منه أن يعمل عندها
فهي عجوز تعدت عقدها الخامس
تستفيد من مساعداته لها حتى في أيام العطل السنويه حين يغادر العمال الآخرين  

كان "رادو" يعمل امين مكتبه  في إحدى المكتبات   القريبه غير المشهورة

 ..ويعيش حياة عادي
بعيده عن الأضواء حتى لا يكتشف أمره
كونه الابن الاكبر
للملك الأول الذي حكم مصاصي الدماء
فهو مطارد من الصيادين
ومن بني جنسه أيضا..
ولا يريد أن يصطدم باي طرف في الوقت القريب ،

كانت علاقته مع الأطفال في الميتم  مبنيه على أسس متينه ،فقد كان سمح في تعاملاته
وعطوف في تصرفاته
استطاع أن يكسب صفهم مع الوقت كما واستطاع أن يجعل كل ظروف حياته  محسوبه بشكل دقيق
لا مفاجات، ولا صدف، كل شيء يجري على نسق منظم ثابت 
على الأقل حتى هذه الليله
فقد بلغته المديره أن هناك زائر جاء ليتبنى أحد الأطفال
وقد اعتمدت عليه مثل العادها  بتجميع الأطفال وتجهيزهم
كي يقابلوا والدهم المحتمل

كانت هذه الأعمال روتينيه بالنسبه له ماعاد يستصعبها بفضل سنين الخبره التي قضاها وهو يمتهن هذه المهنة

وما هي إلى دقائق 
حتى كان جميع الأطفال بحجرة الموسيقى
بينما جلس هو  عند مقعد البيانو حيث كان يعطيهم الدروس بالعادة ومكث ينتظر وهو يرى  الأطفال  يتسائلون عن فرصهم بالحصول على عائلة تحتويهم
احدهم بداء يتدرب على ابتسامه جذابه والآخر راح يرتب خصلات شعره..
وهناك من بداء يتغنج
كل منهم يحاول أن ينافس صاحبه ..
غير أن الصمت سرعان ما هبط على المكان ،عندما دخلت المديرة  برفقه رجلين
يرتديان  معاطف سوداء وملامحهم بدت  مظلمة تحت قبعاتهم الكبيره
منظرهم الغامض  أرعب الصغار وسرعان ما لاذوا ببعض ..
وتبددت سعادتهم المؤقته

Why I'm so different•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن