مثل سيل دافق تتابعت الايام وجرفت الجميع تحت تياراتها المستمره... عاد رين لعمله السابق كفرد من فرقه النخبه ، نسي مشاكله وما حصل في منزل أسرته..
كما ونسي التهديد الذي أصاب صحته في ذلك اليوم
ثلاثه أسابيع مرت أكدت له كل ليله منها أن الحزن لا يقدم شيء والمشاكل لن توقف الحياه
كل شيء يستمر بالجريان
وعليه أن يجاري التيار ... كان قد قطع وعد لمعلمه" كيد " على أن يتصرف بحكمه حتى
يغادر المعسكر برفقته بعد ستة أشهر
..
وان كان بالواقع لا يتأمل شيء من هذا الانتظار
ولكنه يحترم وعوده على أي حال ، وقد أخذ بضع قرارات لتساعده باستغلال هذه الفتره كي يتجاوز ملل الانتظار ،وفعلا بداء بتدريب هاروكي كلما وجد نفسه متفرغ بعدما ينجز مهامه الخاصه
من الجانب الآخر كان روي يلاحظ التغير الذي حصل على شخصيته ...وانتبه أنه لا يمنح نفسه اي قسط من الراحة
كما وأصبح قليل الكلام ، ميال للانعزال حتى مع أريس ماعاد يكلمها الا نادراً
كان واضح أن هناك شيء تبدل بعدما زار منزل أسرته
فهو ماعاد الشخص نفسه الذي ودعه بتلك الليله
وهذا سبب له بعض القلق ، فهو لا يرغب بان يكون أحد أفراد فرقته منفصل اجتماعياً
لان ذلك يضعف الروابط
وقد يؤدي إلى خلق فجوه في بناء الفريق
مع ذلك لم يفكر بالتحدث معه
فقد علم من كيد أن تواجده معهم صار محكوم بفتره أشهر معدوده
ثم يغادرهم دون رجعه
.
.
.
هكذا كانت الايام داخل المعسكر
حتى ذاك الصباح ..عندما افاق "روي " من نومه على صوت هتافات آريس وهي تشجع هاروكي
بينما كان يتدرب كما العاده تحت مراقبه رين
فنهظ من سريره بانزعاج ..واتجه للحمام ليغتسل ويغير ثيابه ثم نزل بعدما طلب من الخدم إعداد الإفطار ...
ثم اتجه على طول الممر وصولا إلى الردهه هناك رأى شقيقته
واقفه عند الشرفه لاتزال تهتف
فوقف جانبها وأرسل نظراته الساخطه إلى الزاوية التي تنظر لها
دون أن تنتبه اريس إلى تواجده بسبب حماستها المفرطه كما العادة
فقد كان هاروكي من الجهه الأخرى يصوب على اهدافه بمهارة عالية
ويتحرك بسرعه
ليحاكي قدرات رين بالدفاع والهجوم
لم يستطع روي إخفاء دهشته من ما يرى! مذهولا وقف هناك وهو لا يكاد يصدق عيناه ، فهو لم يعلم متى وصل إلى هذا المستوى المتقدم ..
وقف هاروكي بعدما قفز برشاقه ليقف عند أعلى الشجره بشكل متوازن ...وقدم انحنائه لائقه
فصفقت له آريس بحراره وهي تهتف (رائع ، احسنتم )
فالتفت لها هاروكي بامتنان
ليقع بصره على روي الذي يقف جانبها ..وما لبث حتى ارتبك ثم اختل توازنه ووقع من أعلى الشجره بشكل اخرق
التفتت آريس نحو شقيقها حين انتبهت اخيراً لواجده
وابتسمت قائلة
قالت (انت هنا ...)
وضع هاروكي يده على راسه ..واعتدل بجلسته (تبا ...)
فمد له رين يده ليساعده
فرفع الفتى راسه له تطلع به ثم انفجر ضاحكاً على نفسه
ثم امسك يده ونهض واقفاً
ظل روي ينظر لهم بصمت ، ولسبب ما شعر بالاستياء بتلك اللحظه لان رين سيتركهم ..
فقد أدرك الآن أنهُ جعل من هاروكي إحد أولوياته حتى يضمن انه سيبقى بخير حتى بعد رحيله ...
سلوك نبيل ..
انتزعه من افكاره صوت الخادمه وهي تخبره بأن الافطار قد جهز
فاومأ لها باشاره فهمتها بانه قادم
ومثل عادتهم اجتمعوا
وكانت هذه المره من المرات النادره التي يشاركهم فيها رين الاكل
فهو بالعادة يكتفي بحبه من الدواء الذي اعطاه له كيد
دون أن يعطيهم تفسير عن اضرابه عن الطعام
وبهذه المناسبه دارت عده أحاديث مشتركه
بداها دوريات بمبادره غير مباشره وهو يخص كل أفراد الفريق بحواره (حسناً ، بقي لرين بضع أشهر وسيغادرنا .)
مرر له الفتى نظره جانبيه فيما كان يقطع البيض بالسكين
وقال (صحيح ...ربما عليكم أن تبحثوا عن بديل )
انقبض قلب اريس وشعرت أن شهيتها سدت حين سمعت ذلك
لان رين هو أول صديق لها هنا ..وغيابه لن يكون سهل
امسك روي كوب القهوه وهو يرسل نظراته النافذه نحوها
(لدينا الكثير من المهام لكي ننجزها ، وقد لا تخرج منها حي على اي حال )صرح وهو يرسل نظره ساخره نحو رين
وأضاف يستطرد( لا تستبق الأحداث وتجعل الأمر يبدوا اتراجيدياً )
بادله رين النظرات ولم يفعل شيء اكتفى بالصمت
فهو بالنهاية لم يقصد ما يعنيه
تابع روي كلامه بالرتابة ذاتها واللامبالاة
-(اليله ستغادر مع هاروكي ..و سارافقكم مع آريس بمهمه تصفية )
اجتجت اريس قائلة (ولكن أخي هاروكي لا يزال ،في فترة تدريب هو...
قاطعها رين قبل أن تكمل
( ليس لدي مشكله.. )
ثم ترك السكين والشوكه وانتكئ إلى الخلف وهو ينظر نحو روي بنظره ساخره
واضاف ( هاروكي يستطيع أن يدافع عن نفسه بشكل جيد الآن حتى لو لم أكن معه )
التفت هاروكي نحو روي والسعادة تتطاير من عيناه ..وقال (أرأيت أيها القائد ،رين يعترف بي )
فابتسم المعني بشيء من السخرية وهو يرمي بنظره نحو رين
(الدون دائما يعترفون بالنخبه يا عزيزي )
ارتسمت طيف ابتسامه ساخره على وجه رين وهو يترك كرسيه ويهم بالانصراف
دون أن يعلق بشيء
فقد صار يعرف أن روي
يحب استفزازه ..
....
مع ساعات الغروب الأولى بداء الظلام يتمدد مع انسحاب خيوط الشمس ...عندما مرقت تلك السياره على طول الطريق بسرعه الريح
حتى بلغت حدود تلك المنطقه المنشودة
ترجل رين من بعد هاروكي و كان المكان الذي قصدوه عباره عن قريه هجرها سكانها بعدما تمت مهاجمتهم من قبل مجموعه من مصاصي الدماء ...
ومثل عادته روي امسك زمام المبادرة.
وراح يطلق النار باتجاه اي متحول يراه
كانت رصاصته لا تخيب ولا تخطأ هدفها
رغم أن الإعداد كثيره بشكل يثير الذهول ولكنه بدى مسيطر ..
بل ومنحهم وقت مناسب ليستعدوا قبل أن ينضموا إليه
وبعدما يقضي على مجموعه ويعيد تذخير سلاحه يلقي بنظره نحو هاروكي كي يطمئن عليه
ويدقق أدائه
وكان الأخير لا يقل عنه مهاره بفضل تدريب رين له
ماعاد يتوتر ، أو يرتبك ..انفاسه مستقرة وهذا جعل لا يضيع هدف دون اصابه
شعر روي بالرضى وهو يعود ليستانف عمله ..
بينما أنهى رين تصفية الجزء الشمالي من القريه .ووقف يراقب هاروكي دون أن يقترب منه أو يساعده ..
حتى أنهى هاروكي واجبه ..حرر الجزء الغربي ثم التفت نحو رين وابتسم
(الأمر يجري جيدا سيدي .. )طمئنه قائلا
جارة رين بابتسامه خفيفه
انتهى روي ...والتفت نحو شقيقته التي كان يساندها كيريو ...
كانو يبلون جيدا ...
فعاد نقل نظراته نحو هاروكي وابتسم له بود قائلا (أهنئك ..لقد قمت بعمل جيد )
عادت آريس مع كيريو بعدما نظفوا الجزء الأخير من القريه ..وبدئو بتهنئه هاروكي أيضا
انتكئ رين على الشجره على بعد مسافه منهم ...
يراقب بصمت دون تدخل، فهي أجواء لطيفه جمعت أفراد المجموعه التي يشعر أنه لا ينتمي لها
بل وانه لا يريد أن ينتمي لها
بالذات بعدما عرف تلك اللحقيقه عن نفسه
فهو مصاص دماء ، كيف لشخص مثله ان يرافق مثلهم
هم الذين نذروا حياتهم لقتل جنسه
.
بدأ هاروكي يشعر بالخجل وهو يتلقى عبارات المديح من الجميع ...
ولكن مالبث حتى تبددت تلك السعاده حين سمعو صوت خطوات أحدهم قادمه من بين الظلام ...
فاستعدوا جميعا ..
ووجهو أسلحتهم نحو الهدف ... وهم ينظرون بترقب
****
يتبع