امتدت خيوط الشمس خلال الغيوم الثقيلة لتعلن بداية يوم اخر في سماء المعسكر
كان المكان الجديد حيث انتقل رين ، مكون من ثلاثه طوابق ومستقل عن باقي الابنيه، تحيط به غابه من أشجار الصنوبر
وهناك مساحات خضراء واسعة خصصوها للتدريب واقامه الاختبارات
ومثل عادته رين كان قد أستيقظ منذ دقائق الفجر الأولى، وقد اعد نفسه مرتديا قميص رمادي مع بنطال اسود من الكتان
وغادر عبر ممر ارضيته من الخشب وجدرانه مغلفه بالمرايا ، بعدما التقط معطفه
كانت المنطقه ذات شتاء دائم لهذا هم صمموا ثيابهم بحيث نكون دافئه وايضا تسهل حركه من يرتديها
سرح شعره إلى الخلف بيده وهو يمر من امام المراءه
ثم غادر ...
كان مقر النخبه ..اشبه ما يكون بمنزل فخم ،فالصاله تحوي طقم من الارائك المنجده بالجلد والنوافذ زجاجيه واسعه من خلالها ينساب ضوء الفجر لينعكس على الارضيه الرخاميه
والفضاء أنيق ...يغمره النور
نظر إلى الساعه بعدما تجاوز السلم وقد استغرب هدوء المكان
رغم أنه توقع وجود الجميع ..لأن من المفترض أن يبدوا تدريبهم بهذه الساعه !
يتذكر أن هذه هي قوانين المعسكر
ايعقل انهم نائمين ...حتى الآن
همس في نفسه وهو يفرق نظراته بالارجاء!
وما لبث حتى التفت حين شعر باحدهم يقترب بخطوات ثابته ..كان روي:
تلاقت عيناهما حين تبادلوا النظرات لبعضهم
قبل أن يتركه روي ويتجه ليجلس على الاريكه
تسمر رين مكانه لدقيقه وهو ينظر له دون أن يبدو عليه شيء محدد ولكنه بالواقع كان مستغرب
فقد كان مظهر روي لايوحي بكونه القائد؟
فقد كان يرتدي معطف من الحرير الصقيل فوق بيجامه نومه
وشعره مبعثر ،والابخره تتصاعد من كوب القهوه الذي يحمله بيده
-( انا لا أفهم...) بادر رين وهو لا يزال يحدق به ،فقد توقع أن تكون القوانين أكثر صرامة !
ولكن ما يراه هو انفلات لم يشهد مثله حتى في منزله !!
اشاح برأسه وهو يشعر بالاشمازاز
واستند روي إلى الإمام وهو يحتضن كوب قهوته بيديه ..وعيناه تترصد وجه رين ،دون أن يتمكن من تبين ما يفكر به
كان قد علم من خلال لقاءه بكيد أن رين يفضل الصمت ووجهه لا يكشف ما يفكر به
فارتشف القليل من قهوته بينما يعود ليتكئ إلى الخلف بهيئة لامبالية
(أرى أنك استيقظت مبكرا ....رين ...)
فتحرك المعني نحو النافذه قام بازاحة الستاره سامحا للنور بان يشتاح المكان
ثم عاد ليوجه نظره نحو روي
قال (كنت أعتقد أن القوانين هنا لا تختلف عن القوانين في معسكر تدريب للناشئة ...)
فضحك روي بتكلف
فيما كان ينهظ من الكرسي قائلا(هل أنت تسخر منا لتقارنا بالناشئه ! !)
فامال رين رأسه بعيداً عنه قال (انا لم أقصد ذلك .)
-(اليوم هو عطله ....لذا استرح )
سكت رين دون إبداء اجابه فهو لم يعلم أن هناك عطل
فظل الأخير صامت يحدق به ثم
قال (حدثني عن نفسك يا رين ...)
نظر له المعني لدقيقه وكأنه لم يتوقع هذا السؤاله ؟
عاد روي يرتش من قهوته وهو يبادله النظرات بانتظار اجابه ....
فامال رين طرفه نحو الأفق
قال ( لقد تلقيت تدريبي على يد السيد كيد منذ سبع سنوات ..أجيد كافه فنون الدفاع عن النفس ..ولدي خبره في المعالجة الطبيه ..وأيضا ...
-( ليس هذا ما اريد سماعه ) قاطعه روي بنبره اقرب ما تكون للصراخ
حدق به رين بنظره مرتابه ولاحظ أن عيناه تلمع بسخط
كان يشعر أنه لا يفهمه ، ثم لماذا يصرخ بوجهه
تسائل في نفسه
وضع روي كوب القهوه على سطح الطاوله
واقترب وهو يثبت نظراته بعيني رين
( هل حقا انت ابن نيكولاس .ذلك الخائن الذي ترك عائلته و أهدافه التي أقسم عليها وركض خلف أهواءه ...) حدد بنبرة مستفزه
فخفظ رين رأسه وبدت عيناه داكنتين
كيف يجرؤ أن يذكر والده أمامه بهذه الطريقه ..
كور يده على شكل قبضه وهو يشعر بأنفاسه تثقل
ابتسم روي وهو يحدق به ساخرا حين رآه يحاول ضبط اعصابه
(شكلك يوحي بأنك من مصاصي الدماء ، هل أخذت جينات والدتك ؟!)
استانف يستفسر وكأنه يحاول استفزازه أكثر
فبادله المعني بنظرات مشحونة وبدى صمته ينذر بسوء. ..
ضحك روي وهو يراه يبدي امتعاض من ما يسمع ..
ولكنه لم يرغب بالتوقف واستطرد بذات النبرة التي بداء فيها (مالذي يضمن لي انك لن تؤذي أحد ....فوجودك قد يكون نوع من التهديد الداخلي )
(انا لن ااؤذي أحد ....) اجاب رين وهو يشدد على كل حرف ينطقه
فرمقه روي بتهديد حين شعر بالأنفعال بصوته
فسكت الفتى قليلا و اشاح وجهه عنه وهو يحاول أن يضبط اعصابه
فقد أدرك من خلال الطريقه التي يعامله بها روي انه يريده أن يترك الفريق
وهذا أمر لن يمنحه له
عاد سدد نظراته إليه ، وقد كانت عيناه تلمع بغضب عارم
( لن أؤذي أحد... اعدك ، انا لست وحشاً )خرجت آخر كلاماته بصوت خافت وكأنه يحاور نفسه
ظل روي صامت يتطلع به لدقيقه ثم انسحب من امامه وهم بالانصراف ، دون أن يضيف أي شيء آخر .
تركه وحده !
حدق رين باثره ثم استند على الجدار باحباط وهو يشعر بقلبه يؤلمه ..
لم تكن بدايه موفقه
شعر بذلك فقد كان حديث روي معه ثقيل
ارخى اهدابه ليريح عيناه ومرر يده بخصلات شعره ابعدها عن جبينه
كل شيء يجري بطريقه عكسية
(صباح الخير )انطلق ذلك الصوت ليكسر الصمت
ففتح عيناه بثقل ليرى فتاه تقف أمامه ذات شعر حريري أشقر عيناها واسعا زرقاء ترتدي فستان زهري قصير
فظل ينظر لها مطولا ..والتمعت بذهنه صوره شون ...
(ماذا يفترض بي أن اناديك ...) ارخى راسه تتسائل (شون ...إم آريس ...)
ضحكت الفتاة وكأن ذالك فاجأها
(انت تعرفني ..)
فاومأ لها موافقا وأضاف
(لقد شككت بك فقط ...لم أكن واثق )
فوضعت يدها على خصرها ونظرت له بعبوسة (لا تمازحني )
فامال رأسه وبانت على وجهه طيف ابتسامه فهي مضحكه بهذه التعابير ..
وتحرك ليتخطاها بسيره
(لقد كنت جيده و هذا يثبت جدارة )
فلحقت به بخطوات سريعه وهو تهتف (انا اثق بارائك )
وبدت السعاده على وجهها بينما تزيد سرعة خطواتها لتسبقه
كانت قادره بطريقه ما على تبديل مزاجه هو الذي يحاول أن يقنع نفسه بالحياة على امل يأتي ذلك اليوم الذي سيعود به ويلتقي شقيقه ...
هكذا بدء رين عمله هناك ... يختار له روي أشد المهام خطورة ،فهو لا يريد له أن يبقى طويلا معهم ..
وذات يوم ..كان بغرفه التدريب يتابع تمارينه عندما ارسل بطلبة .....
فاتجه إلى الردهه ليجد روي بانتظاره برفقة كل من هاروكي وأريس
فنظر لهم ثم قال ثم وجه كلامه لروي (بماذا طلبتني .)
=( هناك مهمه أريد منك تنفيذها ...)
-(حسنا ....)والتفت نحو آريس وهاروكي بتسائل واردف (وما التفاصيل ...)
وضع روي يديه بجيبي معطفه الداكن وهو يرسل نظراته الحاده نحو شقيقته
مستاء من حماستها الفائضه
فهي كانت سعيده بحيث لا تستطيع إخفاء ابتسامتها
اخذ نفس عميق ليملأ صدره بالهواء واستطرد
(سوف تذهب مع هاروكي وأريس إلى منطقه النجم الأحمر ..لسرقة بعض الوثائق )
*النجم الأحمر هي مستوطنة لمصاصي الدماء الذين يمتازون بالدماء التقية يعيشون فيها *
فنظر له رين وبدى عليه امتعاض فهو غير معتاد على العمل الجماعي
(سوف انفذ المهمه من دون هاروكي وأريس ..فذلك المكان خطر ...) قال محتجاً
فقاطعه روي بتهديد (وهل تجراء على مجادلتي )
فعقد رين حاجبيه وأجاب بنبره يعلوها الغضب (انت تعلم ان تلك المنطقه خطره ...فهم يعيشون هناك ...كيف تأمن أن لا تصاب شقيقتك
فرمقه روي بنظره قاسيه وبدى أن صبره قد استنفذ ..كان سيتكلم ليشعر بيد هاروكي تلامس كتفه .أومأ له بأن يهدء قليلا ...
فسكت روي وآمال رأسه بانزعاج .
فنقل هاروكي نظره نحو رين وقال..(انت تحتاجني معك يارين ..فأنا أجيد التعامل مع الحواسيب لغرض سحب الوثائق )
فظل رين صامت وهو ينظر له. ...
ثم خفظ رأسه وهو يشعر بالضيق ...فهنا ماعاد له خيار ...
تحرك لينصرف . .ليوقفه صوت
روي بنبره تهديد (سوف تهتم بهما ...وإن أصيب أحدهم فأنا ساجعلك تدفع الثمن ....)
فالتفت إليه رين بشكل جانبي وادرك انه سيدفعه للجنوب ...بشروطه الغير منطقيه..
اغمض عيناه وهو يحاول كتم غضبه ثم تابع خطواته بعدما طلب من هاروكي وأريس أن يجهزوا أنفسهم ..
اتجه لغرفته كانت الشمس تغيب خلف الافق ....
والليل يجعل مصاصي الدماء أكثر قوه ..وهم سيذهبون إليهم في منطقتهم ..مؤكد هذا جنون
ارتدى معطف
وحمل سيفه بيده ونزل إلى الأسفل بصمت . ..ليجد هاروكي وأريس بانتظاره .كانو يرتدون ثياب سوداء جلدية مكونه من بنطال مع معطف طويله ..وهناك وشاح حول أعناقهم ..
هاروكي سرح شعره الأحمر إلى الخلف ...أما آريس فكانت ترفع شعرها إلى الأعلى بمشبك
كانت لاتزال لا تستطيع إخفاء سعادتها
فهذه هي اول مهمه لها
بلع رين ريقه بصعوبه وهو ينظر لها كان يعرف مخاطر الاندفاع
ومع ذلك هو مرغم على الاستجابه لأوامر روي حتى وإن كانت ستاخذه للجحيم
تحرك ليسبقهم بخطواته ،ركبوا سيارتهم التي كان يقودها دوريان نائب روي ومساعده الاول
وذهبوا إلى هناك .....
يتبع ....