عُمارة آل نجم.

By MariamMahmoud457

209K 13.3K 21.9K

عادةً ما تأتي العائِلة أولاً، بضجيجها، وحِسها، وحروبِها الدائِمة رغماً عن أمانِها المُستقر، جيشك المُتصدي، مح... More

الفصل الأول ( بر الوالدين )
الفصل الثاني ( تلقاه العين قبل الرحِم )
الفصل الثالث
الفصل الرابع ( من يملُك الحق )
الفصل الخامس ( إرضاء الأقرب للقلب؟ )
الفصل السادس ( طريق التهلكة )
الفصل السابع ( ماذا فعلوا بحقها؟ )
الفصل الثامن ( بداية جديدة خالية من الفساد )
الفصل التاسع ( تِكرار الخطأ عواقبه كبيرة )
الفصل العاشر ( خيبة الأهل )
الفصل الحادي عشر ( حق مؤجل )
الفصل الثاني عشر ( عُطلة عائلية )
الفصل الثالث عشر ( موافقة بالإجبار )
الفصل الرابع عشر ( بيعة مُشتراه )
الفصل الخامس عشر ( عودة العلاقات )
الفصل السادس عشر ( إصلاح ما قامت الحياة بإفساده )
الفصل السابع عشر ( صدمة غير متوقعة )
الفصل الثامن عشر ( داءه، ودواءه )
الفصل التاسع عشر ( جاء بنبأ بُعاده )
الفصل العشرين ( أمل يُضيء القليل من النور )
الفصل الواحد والعشرين ( قد تتغير الموازين )
الفصل الثاني والعشرين ( لا بأس من المحاولة مرة أخرى )
الفصل الثالث والعشرين ( بنهاية الدرب راحة )
الفصل الرابع والعشرين ( عودة حميدة )
الفصل الخامس والعشرين ( زواج بنكهة جنازة )
الفصل السادس والعشرين ( حُب غير مرغوب )
الفصل السابع والعشرين ( فرصة أخرى أخيرة )
الفصل الثامن والعشرين ( ضائِعة من نفسها تائِهة بين البشر )
الفصل التاسع والعشرين ( زواج لرد الشُكر )
الفصل الثلاثين ( ليلة يتكللها الفرح والسرور )
الفصل الواحد والثلاثين ( عاد مُهاجر الدار إلى داره )
الفصل الثاني والثلاثين ( جاء من يحمل الحُب في قلبه وقوله وفعله )
الفصل الثالث والثلاثين ( لم نعُد نلوم الغرباء، فالمقربون فعلوا الأسوء )
الفصل الرابع والثلاثين ( عواقب انتماءِها لهذا الحُب )
الفصل الخامس والثلاثين ( من لا ذنب له؟ )
الفصل السادس والثلاثين ( مُناضل في حرب السعادة )
الفصل السابع والثلاثين ( لا نُحاسب على سذاجة القلب )
الفصل الثامن والثلاثين ( نهاية قصة محسومة لن يُفيدها الأسف )
الفصل الأربعين ( خيبات تليها صدمات مُتتالية )
الفصل الواحد والأربعين ( لن نعود مرة أخرى، انتهت الرسائِل )
فصل إضافي ثاني وأربعين ( بورِكتّ معك فاتِحة العُمر )
فصل إضافي ثالث وأربعين ( بورِك مسعى سِرناه سوياً )
فصل إضافي رابع وأربعين ( يزداد نصيب العُمر به حياة )
الأخير، مِسك الخِتام ( خير حصاد التربية الصالحة )

الفصل التاسع والثلاثين ( المرءُ لا تُشقيه إلا نفسُهُ )

5.5K 318 759
By MariamMahmoud457

"والمرءُ لا تُشقيه إلا  نفسُهُ
حاشى الحياةَ بأنّها تُشقيهِ

ما أجهلَ الإنسانَ يُضني بعضُهُ
بعضًا ويشكو كلَّ ما يضنيهِ

ويظنُّ أنّ عدوَّه في غيرِهِ
وعدوُّهُ يُمسي ويُضحي فيه".

____________________

بالطابق الأول من عُمارة آل نجم، والتي كان يصدر منها الأغاني بأصواتٍ مُرتفعة ومُبالغ بها، إستمعت شادية بالصُدفة إلى صوت دق باب المنزل، لتذهب تقوم بفتحه، حتى وجدت أمامها تلك الفتاة الصغيرة التي تحدثت قائلة بنبرة سريعة وكأنها تقوم بسرد الكلمات التي حفظتها عن ظهر قلب:

-" طنط ماما بتقولك وطوا صوت الأغاني شوية علشان بابا نايم، وبتقولك إن الحج إسماعيل لسة متوفي".

صكت شادية على أسنانها بقوة، ولكنها إبتسمت لها بمُجاملة أثناء قولها بنبرة سريعة:

-" طيب يا حبيبتي هنقفلها".

لتذهب الفتاة من أمامها وهي تركض، حتى أغلقت شادية باب المنزل، لتذهب نحو غرفة مالك تقوم بفتحها بقوة، حتى تحدثت قائلة بصوتٍ مرتفع ونبرة غاضبة:

-" أنت يا عديم الدم والإحساس أقفل الزفت دة الجيران اشتكوا، أبوك وأخواتك لو جُم ولقوا الهيصة دي هيخربوا الدنيا، وطي الزفت دة ولا اقفله يأما هكسره على دماغك".

زفر مالك بقوة ليقوم بإغلاق السماعة، حتى عاد بنظره إليها ليتحدث قائلاً بنبرة حانقة:

-" يعني حتى يوم خطوبتي مش راحمني! أروح منكم فين علشان ترتاحوا".

ليستمع إلى ذلك الصوت القادم من الأسفل، حتى أقترب من نافذته، لينظر إلى تلك الشباب من الأسفل، حتى أشار لهم بيده أن ينتظروا وسوف يهبط إليهم، ليلتفت حتى كاد أن يخرج من أمام شادية، لتتحدث قائلة بنبرة مُتعجبة:

-" أنت رايح فين دلوقتي".

أشار مالك نحو الأسفل وهو يقول بنبرة سريعة أظهرت عجالته:

-" الرجالة مستنييني تحت، وسعي يا شوش".

أزاحت له شادية الطريق وهي تطالعه ببلاهة، لتتحدث قائلة بنبرة غاضبة بعدما أدركت ما سوف يفعله:

-" يابني إحنا ناقصين حد يرشقك عين، خد متنزلش".

ارتدى مالك حذاءه المنزلي، ليتحدث قائلاً بدرامية:

-" والله عيب يا شوش، يعني الرجالة يكونوا جايين يوجبوا معايا علشان مش هيعرفوا ييجوا الخطوبة، تقومي عاملة كدة؟ اومال مين يفرح لأبنك بس".

لوحت شادية برأسها بعدم تصديق منه، ليتحدث مالك قائلاً بنبرة سريعة مرحة:

-" اتفرجي على أخر إنتاج الفرع الصبياني من البلكونة".

ليخرج من باب الشقة وهو يغلقه من خلفه، حتى ذهبت شادية نحو غرفة الفتيات، لتفتح بابها، حتى وجدت كلاً من رزان وأحلام يتحدثون، كذلك أفنان التي كانت تتحدث بالهاتف، لتنظر شادية إليهم وهي تقول بنبرة سريعة:

-" تعالوا شوفوا ابن الهبلة دة هيعمل إيه".

خرجت الفتيات جميعهم من الغرفة، كذلك شادية، ليولجون جميعهم إلى الشرفة الرئيسية، حتى بدأوا بالنظر للأسفل، ليجدون عدد من الشباب يقف حول مالك وهم يقومون بتشغيل الاغاني بأصوات مرتفعة وسط مرحهم ورقصهم جميعهم، ووسط تصفيقهم بأصوات مرتفعة فرحاً بمالك الذي كان يشاركهم فرحتهم، لتذهب شادية إلى الداخل وسط نظرات الفتيات وهم يضحكون حتى قاموا بإخراج هواتفهم ليبدأوا بتصويره، حتى أتت شادية مرة أخرى وهي تمسك بيدها صحن به ملح تقوم بنثره عليهم من الأعلى، لتضحك الفتيات وسط جو مليء بالمرح والسعادة من أجل أصغر شباب نجم.


بعد وقت ليس بقليل، كانت عمارة آل نجم بأكملها مليئة بسُكانها لكي يبدأوا بتجهيز أنفسهم من أجل تلك المناسبة، ليقوم هاشم بتعديل ياقة قميصه وهو يقف أمام المرآة، حتى أتت إليه كريمة التي تحدثت قائلة بنبرة حانقة:

-" ومعملوش ليه الخطوبة يعني في مكان أكبر".

تنهد هاشم وهو يقوم بنثر عطره دون أن يُجيب، لتتحدث كريمة بعدما عادت بنظرها إليه وهي تتحدث قائلة بجدية بعدما تذكرت:

-" بقولك إيه صحيح، شوف إبنك".

أنتبه لها هاشم في تلك اللحظة، ليعقد حاجبيه وهو يتساءل بنبرة مُتعجبة:

-" ماله يحيى؟".

لوت كريمة شفتيها وهي تقوم بكي بلوزتها، لتتحدث قائلة بنبرة ساخرة:

-" لاوي بوزه عليا بقاله فترة، ومبيسمعش كلامي، اديني سيبته زي ما قولت قال إيه علشان كبر.. وبدأ يتعوج أهو".

لوح هاشم برأسه ليتساءل بجدية قائلاً:

-" عملتيله حاجة يعني؟".

التفتت كريمة تنظر له وهي تتحدث قائلة بنبرة حانقة:

-" هكون عملتله إيه يعني؟ بقولك هو إللي معووج عليا بقاله فترة".

تنهد هاشم بهدوء، ليتحدث قائلاً بنبرة رزينة:

-" متتكلميش معاه الفترة دي ولو اتكلمتي يبقى تتكلمي معاه كويس، السنة دي مش سهلة عليه وأنتِ عارفة إني مش عايز أعرضه لأي ضغط حتى لو من البيت".

أومأت كريمة برأسها بعدم إهتمام وهي تنظر لما بين يديها، ليذهب هاشم من أمامها قائلاً بنبرة هادئة:

-" خلصي بسرعة يلا وهاتي جنة معاكي، وأنا هنزل استناكم تحت".

أومأت له كريمة برأسها مرة أخرى، ليذهب هاشم من أمامها، حتى نظرت كريمة في أثره قليلاً، لتتجه نحو هاتفها تمسك به.


بعدما تجهز الجميع وهبطوا إلى الأسفل، توقفوا جميعهم أمام العُمارة، ليتحدث عابد قائلاً بنبرة هادئة:

-" اركبي أنتِ يا شادية مع هاشم، وأنا هستنى رشاد ييجي".

نفت شادية بيدها لتتحدث قائلة بنبرة سريعة:

-" لا ياخويا أنا رجلي على رجلك".

لوح عابد برأسه، ليتحدث هاشم قائلاً بنبرة مرحة:

-" وهو أنا هخطفك يا شوش".

اقتربت شادية لتمسك بذراع عابد بكلتا يديها وهي تقول بنبرة مُدللة:

-" أنا مسيبش جوزي أبداً".

إبتسم عابد في تلك اللحظة رغماً عنه، ليضحك هاشم هو الآخر، حتى تحدثت كريمة قائلة بنبرة حانقة:

-" طيب إيه هنفضل واقفين".

رمقتها شادية بسخط، ليتحدث عابد قائلاً بنبرة هادئة بعدما تنهد:

-" خد مراتك وعيالك واتحركوا يا هاشم".

نظر هاشم إلى هاتفه، ليرفع رأسه مرة أخرى ينظر إلى تلك السيارة التي أتت من أمامهم، ليوجه عابد نظره نحو هاشم بغضب، حتى هبط بلال من السيارة ليقترب منهم حتى توقف أمامهم قائلاً بنبرة هادئة:

-" تعالوا اركبوا معايا".

لوح لهم هاشم بيده أن يذهبوا معه، لتنظر شادية إلى عابد الذي كان يطالعهم بوجهٍ مُتهكم، لتسحب يده وهي تجعله يتحرك معها نحو سيارة بلال، لينظر بلال إلى هاشم الذي نظر له قليلاً، ليتركه يذهب إلى سيارته، حتى صعدوا جميعهم بالسيارات، ثم صعدت  كريمة هي الأخرى لتتحدث قائلة بنبرة ساخرة:

-" قال يعني باللي عملته دة هتخليهم يرجعوا يعاملوه عادي".

قام هاشم بتشغيل سيارته بصمت، لينظر إلى يحيى الذي كان ينظر للنافذة من جانبه، حتى عاد هاشم بنظره مرة أخرى للطريق وهو يتأهب للذهاب بسيارته.


كان زيد يقود سيارة عُمران وهو ينتبه للطريق من أمامه، ومن جانبه عُمران، وكذلك سامية وأفنان بالخلف، لتتحدث سامية قائلة بنبرة ودودة وهي تنظر إلى أفنان:

-" عاملة إيه في دراستك يا أفنان".

نظرت لها أفنان لتبتسم وهي تومىء برأسها قائلة بنبرة هادئة:

-" كويسة الحمدلله يا أبلة سامية، ادعيلي".

ربتت سامية على كتفها وسط نظرات زيد إلى كلاً منهم من المرآة، لتتحدث سامية مرة أخرى قائلة بنبرة حاولت جعلها طبيعية:

-" على كدة بقى ناوية تشتغلي بعد ما تخلصي كُليتك".

تعجبت أفنان من سؤالها، لتتحدث قائلة بنبرة هادئة وهي تضحك:

-" أكيد يا أبلة سامية، اومال أنا بدرس ليه.. أنا حابة إني بعد ما أخلص علطول أشتغل حتى مش هستنى، نفسي كمان يكون عندي الصيدلية بتاعتي".

رفعت سامية حاجبيها بإعجاب، لتومىء برأسها وهي تتحدث قائلة بنبرة مُتعجبة:

-" أيوة بس كدة مين إللي هياخد باله من البيت".

تلاشت إبتسامة أفنان وهي تلوح برأسها بعدم فهم، ليتحدث زيد قائلاً بجدية وهو ينظر للطريق من أمامه أثناء توجيهه لحديثه إلى والدته:

-" دة حلم أفنان من زمان يا أمي، وإحنا متفقين إنها لما تخلص إن شاء الله هنشوف مع بعض موضوع الصيدلية هيتم إزاي".

ليتحدث عُمران من جانبه قائلاً بجدية:

-" وعابد عارف الموضوع دة".

نظر له زيد في تلك اللحظة، ليعود بنظره للطريق من أمامه وهو يومىء برأسه قائلاً بنبرة طغى عليها غرابته من حديثهم:

-" أكيد عارف، وهو إللي بيشجع أفنان، وعايز يفتحلها الصيدلية بعد ما تخلص".

لينظر زيد في تلك اللحظة إلى أفنان من المرآة وهو يبتسم قائلاً بنبرة مُحبة:

-" بس بما إنها في وقتها هتبقى مراتي، ف إن شاء الله ربنا يقدرني وافتحهالها أنا".

إبتسمت له أفنان بحُب، لتتحدث سامية قائلة بجدية أمتزجت بدهشتها:

-" تفتح إيه يابني أنت بتهزر، وهو أنت هتجيب الفلوس دي كلها منين".

نظرت لها أفنان بدهشة في تلك اللحظة، ليلوح زيد برأسه وهو يحاول التحكم بأعصابه، حتى تحدث قائلاً بجدية لينهي ذلك النقاش:

-" إن شاء الله يا أمي وقتها أكون قادر افتحهالها، ربنا يكرمنا بس ونعيش لوقتها".

لوت سامية شفتيها بعدم معرفة، لينظر زيد من المرآة إلى أفنان التي أقتربت من النافذة من جانبها تنظر لها بضيق ظهر على معالم وجهها، ليتنهد زيد بعمق وهو يعود بنظره للطريق من أمامه.


بعدما وصل الجميع، هبطوا من السيارات أمام عُمارة سعيد، ليهبط بلال هو الآخر من السيارة بعدما هبط كلاً من عابد وشادية الذين ذهبوا من أمامه، ليتنهد بلال بعدما لم يُتيح له فرصة الحديث معهم.

حتى أتت أمامهم تلك السيارة التي كانت تصدح منها الأغاني بأصوات مرتفعة، ليهبط منها وهو يرتدي بذلة من اللون البيج وقميصها الأبيض، كذلك قام بتقصير شعره ليرفعه للأعلى بطولٍ مُناسب، كما كان يرتدي نظارة شمسية، وسط نظرات الجميع المُندهشة بمظهره، ليقترب مالك منهم وهو يُسير بكبرياء، حتى رمقته شادية بصدمة لتتحدث قائلة بنبرة مُندهشة:

-" علشان كدة موريتناش البدلة".

ليتحدث عابد هو الآخر قائلاً بنبرة ساخرة:

-" الدنيا شمس عندك ولا إيه".

نظر له مالك بنظراته التي لا تقل عن مظهره المُتعجرف، ليوجه نظره إلى شادية حتى غمز لها بعينه ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" بس إيه رأيكم؟ شياكة صح؟".

نظرت له شادية، لتقترب منه تقوم بمعانقته وهي تربت على ظهره بحُب أثناء قولها بنبرة أظهرت تأثرها:

-" أحلى عريس، ابني زي القمر ربنا يحفظك من العين يا حبيبي ومشوفش فيك حاجة وحشة".

ضحك هاشم ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" ورشاد اتركن على الرف ولا إيه".

ليتحدث زيد هو الآخر قائلاً بنبرة تماثله:

-" محدش يقوله لما ييجي بقى".

نظر له عابد ليتحدث قائلاً بنبرة حانقة:

-" قال يعني هيتهز، وهو دة بيفرقله حاجة".

ضحكوا جميعهم، ليأتي إليهم رشاد في تلك اللحظة بسيارته، بعدما هبط منها ومعه كلاً من سجدة ووالديها، ليقتربون منهم جميعهم يقومون بالترحيب ببعضهم البعض، حتى وصلت سجدة إلى كريمة التي كادت أن تقترب منها لتُقبلها، لتبتعد كريمة وهي تُصافحها بكبرياء، حتى بادلتها سجدة السلام بيدها بعدما شعرت بالحرج، ليقترب رشاد يتحدث قائلاً بنبرة سريعة:

-" طيب يلا نطلع، ولا مستنيين حد".

نفى عابد برأسه ليتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" كنا مستنيينك يا عريس".

أومأ رشاد برأسه وهو يضحك، ليُشير لسجدة بأن تصعد من أمامه، حتى بادلتهم كريمة النظرات بغضب وحقد، ليصعدوا جميعهم نحو الأعلى.


كان الجميع يجلسون معاً يتحدثون، لتقترب فاطمة من موضع مالك، حتى أقتربت منه قليلاً تتساءل بنبرة خافتة أثناء نظرها نحو يحيى:

-" هو دة يحيى ابن اخوك صح؟".

نظر مالك نحو ما تنظر إليه، ليتحدث مالك قائلاً بنبرة تماثلها:

-" هو أه".

لوت فاطمة شفتيها وهي تطالع يحيى الذي كان يقف بهدوء بجانب هاشم من أسفل إلى أعلى، لتعود بنظرها إلى مالك وهي تقول بنبرة حانقة:

-" بس هو في الصورة كان بيضحك، هو ماله مكشر كدة ليه".

نظر لها مالك بعدما شعر بنفاد صبره قائلاً بجدية:

-" هي كدة الناس الكاريزما مبتضحكش، روحي بقى أستعجلي أختك عايز اطفح".

أمتعضت معالم وجه فاطمة لتتحدث قائلة بنبرة حانقة:

-" وأنت مأكلتش في بيتكم ليه؟".

صك مالك أسنانه بغضب منها، ليعود بنظره إلى جابر الذي لاحظ ولوجه بعدما قام سعيد بالترحيب به ومرافقته للداخل، لينهض مالك يقترب منه حتى تحدث جابر قائلاً بنبرة مرحة:

-" مبروك يا متدلع، شوفت وشنا طلع حلو عليك ازاي".

ضحك سعيد كذلك مالك الذي أومأ برأسه وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" الظروف كانت مناسبة فعلاً، لا بس إيه الشياكة دي".

نظر جابر إلى ملابسه، ليعود بنظره إلى مالك قائلاً بنبرته المرحة المُحبة:

-" دي مخصوص نتعلمها منك".

ضحك مالك وهو يربت على كتفه، ليقترب عابد أيضاً يقوم بالترحيب به، حتى أقتربت شادية والفتيات من رضوى، لتتحدث شادية قائلة بنبرة أظهرت سعادتها وهي تقوم بمعانقتها:

-" الف مبروك يا حبيبتي، إن شاء الله يطلع حلو زيك".

التف جابر ينظر إلى شادية وهو يتحدث قائلاً بجدية مُزيفة:

-" وميطلعش شبه أبوه ليه يا خالتي، منشبهش ولا إيه؟".

ضحكت شادية لتتحدث قائلة بنبرة مرحة:

-" طب دة ياريت يطلع شبهكم انتوا الأتنين، يبقى خد الحلاوة والجمال كله لوحده".

ربتت رضوى على كتفها لتتحدث قائلة بنبرة حالِمة:

-" ادعيلي يام مالك يطلع واد، أصل جابر نفسه أوي فيه".

نظر لها جابر ليرفع حاجبيه وهو يتحدث قائلاً بجدية أمتزجت بالمرح:

-" وهو أنا كنت قولتلك حاجة يا رضروضة؟ دة أنتِ أي حاجة تيجي منك هتبقى زي العسل".

حمحم مالك ليجذب انتباههم وهو يتحدث قائلاً بجدية مُزيفة:

-" طيب نركن الأمور العائلية دي على جنب ونلتفت ونهتم بالعريس، يعني اعملولي أي قيمة في فرحتي كدة".

غمز جابر بعينه ليتحدث قائلاً بنبرة واثقة:

-" هنخربلك الدنيا".

ابتسم مالك بإتساع بعدما شعر بالحماس، لينتبهوا جميعهم إلى سعيد الذي خرج من الغرفة أولاً، حتى خرجت من بعد ذلك زينب التي كانت تضع يدها بين ذراعه، وهي ترتدي فُستان مُزين من الأعلى بلآليء بيضاء مُختلفة الأحجام بين الكبيرة والصغيرة، كذلك أكمامه المُطرزة والتي ظهر بهم تلك اللمعة، ثم هبط من بعد ذلك بنفشة أثر ذلك التُل المُماثل للون الجُزء العلوي، كما قامت بإرتداء حِجابها بطريقة عادية، ولكن ما لا جعله عادي، هو ذلك التاج الصغير المكون من بعض اللآليء البيضاء أيضاً.

نظروا لها جميعهم بإعجاب، كذلك مالك الذي طالعها بإعجاب أكثر منهم وهو يشعر بدقات قلبه التي كانت تعلو، وكذلك ابتسامته البلهاء التي كانت تظهر على وجهه بإتساع.

أقترب سعيد بهدوء ليجلس ومن جانبه كلاً من زينب وفاطمة، كذلك الشباب والرجال الذين جلسوا، ليُحمحم عابد حتى تحدث قائلاً بنبرة لينة وهو يبتسم:

-" إحنا يا حج يشرفنا نطلب إيد البنوتة الحلوة إللي جنبك دي لمالك إن شاء الله".

أومأ سعيد برأسه وهو يربت على كتف زينب قائلاً بنبرة مُحبة:

-" دة أنا إللي ليا الشرف يا حج والله، بس الأول هقول لمالك كلمتين".

أومأ عابد برأسه وهو يبتسم، ليوجه سعيد نظره نحو مالك الذي كان يجلس بين كلاً من عابد وهاشم، ليتحدث سعيد قائلاً بنبرة حنونة وهو يُشير بيده على الجميع:

-" الكلمتين إللي هقولهم بين الناس دي كلها يخليك تتأكد إنهم أهم كلمتين قولتهم على مدار حياتي كلها".

كان مالك يستمع إليه وهو يبتسم، ليسترسل سعيد حديثه بنبرته وأسلوبه اللين وهو يقول:

-" بناتي دول هما رزقي من رب العالمين، حياتي كلها وعمري فدا ليهم ولإنهم يكونوا مبسوطين، علشان كدة أنا لكل واحد هييجي ياخد واحدة منهم، هقوله الكلمتين دول.. بنتي زي ما كانت رزق ليا في الدنيا، أنت كمان تبقى رزق ليها في دُنيتها، دي مش هتعيش معاك يوم ولا يومين.. دي سايباني هنا ومفارقاني علشان تعيش معاك العمر كله، أوعى تزعلها يا مالك، أوعى تخليها تبكي منك، عايز لما أشوفها ولا اسألها جوزك عامل معاكي إيه تقولي إنها مبسوطة ومرتاحة، أنا اهم حاجة راحة بناتي".

أومأ مالك برأسه وهو يبتسم ليتحدث قائلاً ببلاهة:

-" طيب إيه يا عم سعيد هو مش الكلام دة لما نكتب الكتاب إن شاء الله، لو عايزنا نكتبه أنا معنديش مشكلة".

نظر عابد إلى مالك في تلك اللحظة بحذر، ليضحك سعيد والجميع، حتى تحدث سعيد قائلاً بنبرة مرحة:

-" وهو أنت فاكر إني كدة خلصت؟ دة أنا هوصيك النهاردة ويوم فرحكم، وهوصيك عليها طول ما أنا عايش".

أشار مالك بيده على زينب وهو يقول بنبرة مرحة:

-" طيب وهيبقى كله وصاية ليا يعني، ما توصيها بقى هي عليا".

عانق سعيد كتف زينب ليتحدث قائلاً بنبرة ضاحكة وهو ينظر له:

-" هوصيها متقلقش أنا حقاني".

ضحكت زينب وهي تنكس رأسها، ليتحدث عابد قائلاً بنبرة هادئة وهو يبتسم:

-" طيب إيه يا حج، نقرأ الفاتحة علشان يلبسوا شبكتهم بقى".

أومأ سعيد برأسه وهو يبتسم، ليبدأ الجميع بقراءة سورة الفاتحة وسط سعادتهم بذلك اليوم، لينتهوا جميعهم، حتى قامت كلاً من شادية وسامية وكذلك رضوى بإطلاق الزغاريد المُرتفعة فرحاً بهم، لينهضوا جميعهم يتجهون نحو تلك المقاعد المُخصصة لكُلاً من مالك وزينب، حتى جلس كلاً منهم، لتأتي إليهم فاطمة وهي تمسك بين يديها صينية الشبكة، حتى بدأ مالك بوضع الدبلة والخاتم بأصابع زينب وهو يضحك بشدة، حتى عقدت زينب حاجبيها لتتساءل بعدم فهم من ضحكاته:

-" بتضحك على إيه؟".

حاول مالك كتم ضحكته ولكنه لم يستطع، ليتحدث قائلاً بنبرة ضاحكة وهو ينظر لها:

-" أصل إيدك صغيرة ف كنت هقولك صوابعك شبه صوابع زينب، بس قولت ملهاش لازمة الألشة".

رمقته زينب بإشمئزاز، لتضحك ببرود على ضحكاته، حتى لوحت برأسها وهي تضحك، لتقوم بأخذ دبلته تقوم بوضعها بإصبعه، حتى اعتلت الزغاريد من حولهم، لينظر لها مالك وهو يغمز بعينه قائلاً بنبرة مرحة:

-" كنت عايز اسيبك تتفاجئي، بس قولت أقولك إن الهنا كله جاي على أيدي أنا".

ضيقت زينب جفنيها لتتحدث قائلة بنبرة ساخرة:

-" ما بلاش الثقة الزايدة دي".

تنهد مالك بعمق وهو مازال ينظر لها أثناء تلويحه برأسه قائلاً بنبرة خبيثة:

-" شكلنا هنتعب مع بعض".

أومأت له زينب برأسها بتأكيد وخُبث وهي تطالعه بنفس نظراته أثناء قولها بنبرة مماثله لخاصته:

-" بالظبط، خاف على نفسك بقى".

رفع مالك حاجبيه قليلاً ليتحدث قائلاً بنبرة ماكرة:

-" هنشوف مين إللي هيخاف على نفسه من التاني، أصل محسوبك أونطجي قديم".

رفعت زينب حاجبيها بطريقة تماثله، لتتحدث قائلة بنبرة تماثله أيضاً:

-" وأنا مش هقولك صفاتي، هسيبك تتفاجيء بيها لوحدك، بس هتعجبك متقلقش".

ضيق مالك جفنيه في تلك اللحظة ليفاجئها بقوله:

-" وأنتِ لسة هتعجبيني؟ ما أنتِ عاجباني من بدري، وعجبتيني أكتر بعد الكلمتين دول".

لم تُنكر زينب خجلها من كلماته، لتلوح برأسها وهي تضحك بسخرية على أمل أن لا يكشف خجلها منه، ولكنه لاحظ بالفعل، ليلوح برأسه وهو يقول بنبرة خبيثة:

-" على رأي أم الصبية، على وشك يبان يا نداغ اللبان".

إبتسمت له زينب ببرود، ليضحك مالك، حتى أقتربت منه الشباب، لتقوم بأخذه لكي يبدأوا جميعهم بالرقص معاً، وسط نظرات زينب له وهي تضحك على ما يفعله.


كانت الشباب جميعهم يرقصون معاً، كذلك الفتيات وسط مرحهم الذي ظهر على أصواتهم ومظاهرهم، لتنظر شادية إلى عادل الذي جاء ليجلس بجانب أحلام، لتتحدث شادية قائلة بنبرة ودودة وهي تنظر له:

-" عامل إيه يا عادل طمني عليك".

أومأ عادل برأسه ليتحدث قائلاً بنبرة لينة:

-" بخير الحمدلله يا أم هاشم، أنتِ إيه أخبارك؟".

نظرت شادية إلى كلاً منه هو وأحلام التي كانت تطالع الفتيات وهي تبتسم، لتتحدث شادية قائلة بنبرة هادئة:

-" أنا بخير طول ما أنتوا بخير يا حبيبي".

إبتسم لها عادل، ليميل قليلاً على أحلام وهو يتساءل بإهتمام:

-" عاملة إيه دلوقتي؟".

أومأت أحلام برأسها لتتحدث قائلة بنبرة سريعة:

-" كويسة متقلقش، خليني بقى اقوم ارقص معاهم".

امسكها عادل من ذراعها قبل أن تنهض وهو يرمقها بأعينه المُحذرة أثناء قوله بجدية:

-" أحلام قولتلك تقعدي متتحركيش، أنتِ دوختي النهاردة مرتين، عايزة تروحي تقفي وسطهم وتقعي من طولك ولا إيه بالظبط؟".

تأفأفت أحلام بغضب، لتتحدث شادية قائلة بنبرة هادئة وهي تنظر إلى أحلام:

-" اسمعي كلام جوزك يا أحلام هو خايف عليكي".

نظرت لها أحلام لتُشير بيدها نحو الفتيات وهي تتحدث قائلة بنبرة حانقة:

-" يا ماما ما هما كلهم مع بعض أهم اشمعنى أنا".

رفع عادل حاجبيه ليتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" هما كلهم حوامل زيك وأنا معرفش؟".

إبتسمت له أحلام ببرود، لتتحدث قائلة بنبرة مُتوعدة:

-" ماشي يا عادل، أنا هفضل قاعدة كدة مش هقوم، ومش هقوم غير لما بابا وماما يقوموا، واقولك بقى.. هروح معاهم".

نظر لها عادل قليلاً بملامح وجهه التي لم تتغير، ليعود بنظره إلى شادية قائلاً بنبرة هادئة وهو يبتسم:

-" خدي بالك منها يام هاشم علشان لو داخت تاني، ومتخليهاش تقوم من جنبك لحد ما نمشي".

أومأت شادية برأسها لتتحدث قائلة بنبرة مُتلهفة:

-" عيني يا حبيبي".

لينهض عادل بهدوء ولامُبالاة يذهب من أمامهم، وسط نظرات أحلام المصدومة من بروده وعدم إهتمامه، حتى عادت بنظرها إلى شادية لتتحدث قائلة بنبرة أظهرت غيظها:

-" شايفة مستفز إزاي؟ علطول واخدني على قد عقلي دة إذا يعني مستهيفش كلامي".

إبتسمت شادية وهي تنظر لها، لتتحدث قائلة بنبرة لينة:

-" الواد بيموت فيكي، ياكش البهيمة تحس".

رفعت أحلام حاجبيها بدهشة، لتتنهد بعمق وهي تُحاول الهدوء، حتى تحدثت قائلة بنبرة سريعة:

-" طيب بس متاخدنيش في دوكة كدة، قوليلي مالك؟ شكلك متغير من ساعة ما اتقابلنا تحت، في حاجة حصلت ولا إيه؟".

تنهدت شادية بعمق لتتحدث قائلة بنبرة أظهرت ضيقها وحُزنها:

-" محصلش من ساعة ما وئام سافرت، وحشتني أوي يا أحلام".

عقدت أحلام حاجبيها لتتساءل بعدم فهم:

-" مش انتوا بتكلموها وبتطمنوا عليها وهي مبسوطة معاهم؟".

أومأت شادية برأسها لتتحدث قائلة بنبرة حزينة:

-" مبسوطة ومش عايزة تسيبهم وتيجي، بس هي مش عايزة علشان متجيش وتشوف بلال يا أحلام، البت لسة خايفة منه، بس هنعمل إيه؟ ما هو ردها خلاص".

تنهدت أحلام وهي تُفكر، لتتحدث شادية قائلة بنبرة أظهرت أيضاً حُزنها على ولدها:

-" من ناحية وئام، ومن ناحية بلال.. أبوكي لا طايقه ولا طايق يسمع صوته، ولا حتى عايز يديه وش، وهو والله من ساعة ما وئام سافرت وهو لوحده، معرفش عنه أي حاجة.. مفيش بس غير كام مرة بعتله أكل مع مالك، وقولتله ييجي يقعد معانا في البيت مش راضي".

نفت أحلام برأسها لتتحدث قائلة بنبرة هادئة بعدما فكرت بشيئاً ما:

-" بلال مش هيسيب شقته يا ماما، ومش هيسيبها علشان هو فعلاً محتاج ياخد وقت يقعد ويفكر مع نفسه، هو حس بغلطه وبيحاول يصلحه، أنا متأكدة من دة.. مادام ساكت كدة يبقى فعلاً هو بدأ يفكر صح".

رفعت شادية أعينها للسماء لتتحدث قائلة بنبرة حالِمة:

-" يا رب، ربنا يهديك يا بلال وينور بصيرتك يابني".

نظرت لها أحلام قليلاً بحُزن، لتوجه نظرها نحو بلال الذي كان يجلس على تلك المقاعد بمفرده بعدما نهض الرجال والشباب، لتتنهد أحلام وهي تنظر له.


كان هاشم يقف بمقربةٍ من الرجال، لينظر إلى رشاد الذي كان يقف بجانب سجدة وهم يضحكون معاً، ليبتسم هاشم رغماً عنه وهو يطالع مظهر رشاد، حتى لوح برأسه قليلاً نحو يحيى الذي كان يقف من جانبه، ليتحدث هاشم قائلاً بنبرة هادئة:

-" فين جنة؟".

أنتبه له يحيى، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" مع رزان وعمتو أفنان".

أومأ هاشم برأسه بهدوء، ليتنهد حتى تساءل من بعد ذلك بنبرة هادئة:

-" أمك بتقولي إنك متغير بقالك فترة، مالك؟".

نظر له يحيى بدهشة، ليبتلع ريقه بإرتباك وهو يتحدث بنبرة أظهرت توتره أثر تلعثمه بالحديث:

-" مفيش حاجة.. أنا كويس".

عقد هاشم حاجبيه قليلاً، ليتحدث قائلاً بنبرة مُترقبة:

-" مفيش حاجة إزاي؟ أنا ملاحظ بردوا إن فيك حاجة غريبة".

نفى يحيى برأسه عدة مرات وهو يبتلع ريقه، ليتحدث قائلاً من بعد ذلك بنبرة سريعة:

-" لأ أنا كويس، هو بس علشان ضغط الدروس".

لوح هاشم برأسه قليلاً ليتساءل بنبرة مُتعجبة يقول:

-" من أولها كدة ضاغطين عليكم؟".

أومأ يحيى برأسه عدة مرات ليتحدث قائلاً بنبرة سريعة:

-" أه شوامل وكويزات دة غير الكورس، ف بس حاسس إني مضغوط شوية".

لوح هاشم برأسه ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" متضغطش على نفسك، ممكن تأجل الكورس لحد ما تخلص السنة دي وبعدين ترجع له تاني، هو مش أنت أساساً أخدت شهادته؟".

إبتلع يحيى ريقه ليتحدث قائلاً بنبرة حاول جعلها هادئة:

-" أه دة كورس لسة باديء فيه من شهر، بس تقريباً هوقفه لحد ما أخلص فعلاً علشان متضغطش".

أومأ هاشم رأسه مُتفقاً مع حديثه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" أعمل كدة علشان متضغطش أكتر".

ليبتسم وهو يتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" ولو محتاج أي مساعدة أنا موجود ياسيدي، متنساش إني خريج تجارة، ولا مش هتحتاجني؟".

نفى يحيى برأسه وهو يبتسم قائلاً بنبرة هادئة:

-" لأ أنا هحتاج حضرتك في الرياضة إن شاء الله".

ربت هاشم على كتفه ليتحدث قائلاً بنبرة لينة:

-" طيب شد حيلك بقى، أنا واثق فيك على فكرة".

أومأ له يحيى برأسه وهو يبتسم، ليبادله هاشم الابتسامة، حتى عاد بنظره إلى الرجال بعدما قام عابد بالنداء عليه، لينظر يحيى في أثره، حتى إبتلع ريقه وهو يعود بنظره للفراغ من أمامه بالتفكير بما يدور بعقله.

كانت سجدة تنظر إلى رشاد من الأسفل إلى أعلى وهي تراه يرتدي بِنطال من اللون الأسود، وتيشرت من اللون الأبيض، يعتليه قميص من اللون الزيتي، وسط عدم انتباه رشاد لنظراتها، لتتحدث سجدة قائلة بنبرة أظهرت ضيقها المُزيف:

-" أنت بتقلدني ليه؟".

أنتبه لها رشاد في تلك اللحظة، ليعقد حاجبيه بعدم فهم وهو يتساءل قائلاً:

-" قلدتك فين؟".

نظرت سجدة إلى ملابسه، ثم نظرت إلى ملابسها وهي تتحدث قائلة بنفس نبرتها:

-" لابس زيي زيتي".

نظر رشاد إلى قميصه، ليتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" أنا بحب اللون دة، عندك مانع؟".

إبتسمت سجدة لتتحدث قائلة ببلاهة:

-" لأ مش عندي، لأن أنا كمان بحبه".

نظر لها رشاد قليلاً، ليتحدث قائلاً بنبرة شاردة:

-" وأنا بحبه".

رفعت سجدة حاجبيها قليلاً لتتحدث قائلة بنبرة خبيثة:

-" هو مين؟".

كان رشاد مازال يُطالعها وهو مُبتسم، ليعقد حاجبيه قليلاً بعدما عاد إلى وعيه ليتحدث قائلاً بنبرة مُتعجبة مُزيفة:

-" اللون".

أومأت سجدة برأسها بعدما ضغطت على شفتيها لكي لا تظهر ضحكتها، لتُحمحم حتى تحدثت قائلة بنبرة لينة:

-" هو حلو فعلاً، ولايق عليك أوي على فكرة، أنا بحبه فيك".

تنهد رشاد وهو ينظر لها، ليبتلع ريقه حتى تحدث قائلاً بنبرة هادئة من بعد ذلك:

-" وأنتِ كمان شكلك حلو".

رفعت سجدة حاجبيها لتتحدث قائلة بنبرة مرحة:

-" وهو أنا لازم اقولك الأول إن شكلك حلو علشان تقولي إن أنا كمان شكلي حلو؟".

ضيق رشاد جفنيه ليُباغتها بجملته الثابتة قائلاً:

-" المشكلة إن شكلك حلو طول الوقت، ف لو قولت كدة هضطر أقول كل خمس ثواني".

كانت سجدة تطالعه بدهشة أحتلت معالم وجهها الذي أظهر بشكلٍ غريب معالمها المُحبة والخجولة، لتُحيد بنظرها عنه بعدما شعرت بالخجل والإرتباك، حتى ضحك رشاد عندما لاحظ مظهرها، ليلوح برأسه وهو يبتسم.

كان بلال يجلس على المقعد، حتى تنهد ليقوم بفتح هاتفه يرى الساعة، لتقع عينه على تلك الصورة التي وضعها خلفية هاتفه لها، ليبتسم بحُب وهو يُطالعها، حتى رفع رأسه عندما لاحظ أحلام التي أقتربت منه قائلة بنبرة مرحة:

-" ممكن أقعد معاك".

أغلق بلال هاتفه وهو يبتسم أثناء قوله بنبرة سريعة مرحة:

-" أقعدي ومتقعديش ليه".

تنهدت أحلام وهي تجلس من جانبه، ليتحدث بلال قائلاً بإهتمام:

-" بقيتي عاملة إيه؟ صحتك كويسة؟".

أومأت أحلام برأسها عدة مرات، لتوجه نظرها نحو عادل الذي كان يقف بعيداً عنهم مع هاشم ورشاد، حتى ضيقت جفنيها وهي تقول بنبرة أظهرت غيظها:

-" بس قومت أقعد معاك علشان هو هييجي يفتكرني قاعدة مع ماما زي ما أنا".

ابتسم بلال ليتساءل بنبرة مرحة:

-" عايزة تضايقيه يعني".

رفعت أحلام كتفيها بتأكيد وثقة لتتحدث قائلة بنبرة تماثله:

-" شوية من إللي عليه".

نظر لها بلال قليلاً وهو يبتسم، ليتساءل بإهتمام وترقُب قائلاً:

-" مبسوطة مع عادل يا أحلام؟".

كانت أحلام مازالت تنظر له وهي تبحث عن إجابة لذلك السؤال الذي طرحه، والذي لم تطرحه هي على عقلها من قبل، هل حقاً تشعر بالسعادة معه؟ أم أن السعادة تكمن بحُبهم لبعضهم البعض؟ أم أنها تشعر بالسعادة، ولكن لتكتمل تلك السعادة لابد من مُبادلتها له نفس الشعور، لا تعلم الإجابة، ولكنها كُلما حاولت التفكير بها، وجدت بأن الحُب رابط لابد من وجوده بقلبِها ليجعلها تشعر بالسعادة الكامِلة، لتُجيب بكلِمة واحدة، شملت بين السعادة والحُزن، والشيء واللاشيء في أنٍ واحد، وهي تقول بنبرة هادئة من وسط ابتسامتها التي رسمتها على وجهها:

-" الحمدلله ".

أومأ لها بلال برأسه وهو يبتسم أثناء معرفته لما يدور بعقلها، فهو يعلمها أكثر من أي شخصاً آخر، حتى تنهدت أحلام لتتحدث قائلة بنبرة مرحة:

-" المهم أنت يا بلال، عامل إيه؟".

رفع بلال حاجبيه قليلاً ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة للغاية وهو يبتسم لها:

-" نفس إجابتك".

لمعت أعين أحلام بالدموع رغماً عنها، لتزفر بقوة وهي تنظر للفراغ من أمامها، حتى مسحت دمعة هبطت من عينها، لتعود بنظرها إليه وهي تتحدث قائلة بنبرة محشرجة بعض الشيء:

-" طيب ولحد امتى".

لوح بلال برأسه قليلاً بعدم معرفة، ليُضيق جفنيه من بعد ذلك وهو يقول بنبرة هادئة:

-" أعتقد لحد ما نرتاح بجد".

نفت أحلام برأسها وهي تنظر له من وسط نظرات أعينها الضبابية، لتتحدث قائلة بنبرة محشرجة:

-" بس أنت بتحبها".

نظر لها بلال في تلك اللحظة بثبات، ليتحدث قائلاً بنبرة سريعة أظهرت عدم أخذه لوقت للتفكير بتلك الإجابة:

-" بس هي مرتاحة، ولو سألتيني راحتي ولا راحتها هختار راحتها، حتى لو راحتها في بُعدها عني".

ليشعر بتلك الغصة أثناء قوله بنبرة حاول جعلها ثابتة كباقي كلماته:

-" ومش مهم أنا أكون مرتاح، المهم عندي هي يا أحلام، أنا مش هقبل إنها تتوجع بسببي تاني".

إبتلعت أحلام ريقها لتتحدث قائلة بجدية أظهرت حشرجة صوتها:

-" بس أنت اتغيرت يا بلال، أنا متأكدة إنك اتغيرت".

نكس بلال رأسه قليلاً، ليرفعها مرة أخرى ينظر لها وهو يقول بنبرة هادئة حملت بالكثير مما بداخله:

-" لو أنتِ متأكدة، ف أنا لسة مش متأكد.. أنا بخاف عليها من نفسي، مش هقدر ارجعها ليا وأنا لسة مش عارف نفسي يا أحلام".

اقتربت منه أحلام قليلاً، لتمسك بكفه تربت عليه وهي تتحدث قائلة بنبرة واثقة:

-" أنا واثقة فيك، وواثقة في حُبك ليها، ويمكن محدش فيهم عارف إنك مادام بعدت واخدت جنب من الكل يبقى بدأت تفكر صح، أنا الوحيدة إللي عارفة دة يا بلال، ومتأكدة منه زي ما أنا متأكدة من اسمي".

ابتسم بلال وهو يستمع إلى حديثها، ليربت على كتفها بحُب، حتى لاحظ كلاً منهم عادل الذي جاء وهو يطالعهم بهدوء، لتنظر له أحلام، كذلك بلال الذي طالعه بنظراته التي تفهمها عادل، حتى تنهد عادل وهو يذهب يجلس بجانب أحلام أثناء قوله بجدية:

-" أنا مش قولتلك متتحركيش يا أحلام".

نظرت له أحلام لتتحدث قائلة بجدية تماثله:

-" وهو أنا روحت فين يا عادل؟ ما أنا قاعدة مع بلال".

حرك عادل أعينه نحو بلال الذي كان ومازال يُطالعه، ليتحدث عادل قائلاً بجدية وهو ينظر له:

-" وبشمهندس بلال قاعد لوحده ليه؟ عنده رهاب اجتماعي؟".

وجهت أحلام نظرها بخوف مما يحدث نحو بلال الذي نظر لها قليلاً، ليعود بلال بنظره إلى عادل قائلاً بنبرة تماثله:

-" أنا مش هرد عليك علشان بس أختي قاعدة وسطنا، علشان حياءها ميتخدشش".

رفع عادل حاجبيه ليتحدث قائلاً بجدية:

-" وهو أنت فاكرني هسيبك ترد ولا إيه؟".

نظرت أحلام إلى عادل لتتحدث قائلة بنبرة قلقة:

-" هو انتوا بتتخانقوا؟".

نظر كلاً من عادل وبلال لبعضهما البعض في تلك اللحظة، ليبتسمان، حتى لوح بلال برأسه وهو يعود بنظره للأرض، حتى تحدث عادل وهو مازال ينظر له قائلاً بنبرة مرحة:

-" لأ مش بنتخانق، أخوكي بس قماص شوية".

أومأ بلال برأسه بتأكيد، لتنظر أحلام إلى كلاً منهم بعدم فهم، حتى نهضت وهي تقول بنبرة حانقة:

-" ربنا يهديكم، أنا رايحة لماما".

أقترب عادل ليجلس بجانب بلال وهو يتحدث بصوت مرتفع يصل إلى أحلام التي نهضت وهو يقول:

-" لماما يا أحلام، مش لحد تاني".

زفرت أحلام بقوة وهي تنظر له، حتى ذهبت من أمام كلاً منهم، لينظر بلال في أثرها، حتى عاد بنظره إلى عادل قائلاً بجدية مُزيفة:

-" مش براحة عليها، دي أختي على فكرة يعني مش هسكتلك".

كان عادل يطالعه وهو يبتسم، ليتحدث قائلاً بنبرة خبيثة:

-" وأنت أكتر واحد عارف إني مش هسكتلك بردوا، شكله وحشك".

أعتدل بلال في جلسته ليرفع حاجبيه قليلاً وهو يتساءل بجدية:

-" هو أنت مبتحبش تعمل ظابط غير عليا أنا بس؟".

لوح عادل برأسه وهو يُضيق جفنيه أثناء قوله بنبرة هادئة:

-" حاجة زي كدة، معلش بحب استقوى عليك، أنا راجل مفتري".

تنهد بلال وهو يعود بنظره للفراغ بهدوء، حتى إبتلع ريقه ليتحدث قائلاً بجدية:

-" أنا روحت لدكتور على فكرة".

لوى عادل شفتيه قليلاً، لينظر له بلال في تلك اللحظة بعدما لاحظ صمته، ليتحدث بلال قائلاً بنبرة مُتعجبة:

-" هو دة ردك؟".

ضحك عادل رغماً عنه ليتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" وأنا هستفاد إيه لما تقولي روحت لدكتور ولا لا؟ هتلاقي الرد مني لما أعرف فعلاً إنك اتعالجت ولا لسة زي ما أنت".

ليُصفق بيديه وهو يقول بنبرة مازالت ساخرة:

-" ساعتها هسقفلك وهلزقلك نجمة على أيدك".

قلب بلال عينيه قليلاً أثر سخريته، فتنهد عادل ليتحدث قائلاً بجدية:

-" عملت إيه مع مراتك".

نظر له بلال قليلاً، ليبتلع ريقه وهو يتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" معرفش غير إنها في البلد، هاشم بيطمني عليها وبيقولي إنها حابة القعدة هناك".

عقد عادل حاجبيه ليتحدث قائلاً بنبرة مُتعجبة:

-" وأنت عادي كدة؟ غريبة يعني.. كنت فاكرك مش هتبقى عايزها تسافر وتبعد عن عينك حتى لو هتسيبها هنا".

أومأ بلال برأسه عدة مرات وهو يقول بنبرة هادئة:

-" كنت.. بس مش هقدر اقف في طريقها يا عادل، لو هي حابة تروح عند عمها خليها تروح، مادام أنا متأكد إنهم ناس كويسين، ومادام أنا متأكد إنها مرتاحة".

أغلق بلال جفنيه وهو يتنهد، ليرفع رأسه مرة أخرى يلوح بها وهو يقول بنبرة هادئة حملت بكُل ما بقلبه:

-" أنا مش عايز اخليها ترجعلي دلوقتي يا عادل، طول ما هي بعيد عني في الظروف دي احسن ليها.. أنا مش مستني من حد منكم يشوفني اتغيرت ولا لا قد ما أنا مستني أتأكد من جوايا إني فعلاً اتغيرت، يوم ما حصل إللي حصل في المستشفى.. أنا فعلاً أخدت عهد على نفسي اني مش هقرب منها تاني، بس دي كانت كلمة قولتها في وقت كنت فيه منهار على منظرها إللي أنا كنت السبب فيه، وكنت عارف إن لو رجعنا كان ممكن اكرر نفس الموضوع تاني".

لينظر إليه في تلك اللحظة وقد بدأت نبرة صوته تتغير إلى أخرى حاول جعلها ثابتة أثناء قوله:

-" أنا ساعتها كنت بلال إللي عمل فيها كدة ووصلها للحالة دي، لحد ما ضاعت من أيدي.. اكتشفت إني مش قادر أعيش من غيرها، حياتي ملهاش لازمة من غير وجودها فيها، بدأت أفكر هو أنا بقول كدة ليه؟ علشاني؟ ولا علشانها؟ لقيت بردوا إني عايز أرضي نفسي بأي طريقة حتى لو على حسابها".

استوقف حديثه بعدما وضع يديه على رأسه وهو يُغلق جفنيه مُحاولاً التحكُم بدموعه التي تُعلن ثورتها عليه كُلما ذكرته بمدى انانيته وعدم إنسانيته فيما فعله بتلك المسكينة، تثور روحه وقلبه من أجلها عليه، عقله الذي يشعُر بإنفجاره كلما حاول التحدُث عما فعله بها، ليبتلع ريقه بإرتجافة وهو يفتح جفنيه ينهض وهو يقول بنبرة سريعة لكي لا تظهر حشرجة صوته:

-" أنا همشي، لو حد سأل عليا قوله جالي مكالمة شغل".

كان عادل يستمع إليه بهدوء، ليومىء برأسه ايماءة بسيطة، حتى ذهب بلال من أمامه هارباً من الجميع وكأنه يخشى أن يتحدث معه أحداً، وسط نظرات عادل له وهو ينظر في أثره بملامح وجه هادئة أثناء تفكيره بكلماته.

أما عنه، فهبط من العمارة بأكملها، ليذهب إلى سيارته ليصعد بها، حتى أعلنت دموعه في تلك اللحظة الاستسلام، لتهبط بكُثرة جعلته عاجزاً عن الرؤية أثر تلك الضبابية المتكونة عليهم، ليضع يده على وجهه وهو يشعر بجسده الذي كان يهتز كُلما تذكرها، وتذكر مظهرها من أمامه بكُل مرة تسبب لها بأذيتها، حتى وإن كانت لفظية فقط، يتذكر جميع كلماته الماسخة الذي كان يتلفظ بها معها، يتذكر معاملته لها التي كانت تظهر انانيته وحبه لإرضاء نفسه لا أكثر، لا يسأل نفسه ذلك السؤال، لما كان يفعل ذلك من الأساس؟ كُلما حاول التفكير به شعر بألم رأسه يكاد يفتك به وكأنه يعذبه بتلك الطريقة التي تجعله يشعر بالندم أكثر، يشعر بالحرج من نفسه، وبالخزي من روحه المُعتمة، وكأنه يُخبرها بأن صاحبة الفضل على جعلك مُضيئة قد كُنتي السبب بجعلها تتضرر منك، يشعُر بصُداع رأسه يغزو قلبه، يشعر بإضطراب جميع اجزاء جسده وكأنه يُريد الهروب من كل ذلك خزياً من نفسه.


انتهت الليلة، وذهب كلاً منهم إلى حيث يُريد، فمنهم من عادوا إلى منازلهم سريعاً، ومنهم لم تنتهي تلك الليلة بالنسبة له، كحال كلاً من بسام ورزان، اللذان كانا يجلسان بالسيارة وهم يأكلان من تلك المقرمشات التي بيدي كلاً منهم، ويلعبان وسط ضحكاتهم، لتضحك رزان وهي تتحدث قائلة بنبرة سريعة:

-" طيب يلا السؤال إللي بعده".

ضحك بسام ليتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" ما كفاية، دة أنا مجاوب على عشر اسئلة وأنتِ مجاوبتيش غير على سؤالين بس".

أمتعضت معالم وجه رزان لتتحدث قائلة بنبرة حرجة:

-" ما بصراحة الاسئلة مُحرجة أوي، أنا مكنتش فاكرة إنها هتبقى صعبة كدة".

إبتلع بسام ما بفمه، ليتحدث قائلاً بنبرة تماثلها وهو يقوم بتقليد كلماتها:

-" عادي عادي، علشان نعرف بعض أكتر يا رزان".

رفعت رزان حاجبيها أثر سخريته، لتتنهد وهي تعود بنظرها للهاتف، لتتحدث قائلة بنبرة مُحمسة:

-" سؤال حلو أهو وسهل، حظك".

أخذ بسام من كيس المقرمشات الذي بيده ليأكل منه وهو يستمع إليها، لتتساءل رزان وهي تنظر للهاتف تقرأ السؤال قائلة:

-" إيه الحاجة إللي لو شريك حياتك عملها تسيبه".

عقد بسام حاجبيه بعدما استمع الى ذلك السؤال، ليبتلع ما بفمه وهو يعود بنظره إليها قائلاً بنبرة ساخرة:

-" دة سؤال سهل؟".

نظرت له رزان بدهشة، لتعتدل في جلستها قائلة بجدية:

-" هو محتاج كل التفكير دة؟".

حاول بسام كتم ضحكته، ليعود بنظره إليها وهو يضع المقرمشات بفمه أثناء قوله بنبرة مُغيظة:

-" لأ بس مادام واثقة في نفسك اتنفضتي كدة ليه".

نظرت له رزان قليلاً، لتتحدث قائلة بجدية أظهرت غيظها من حديثه:

-" تصدق إنك مستفز، ودة بجد على فكرة".

ضحك بسام على كلماتها، ليعود بنظره إليها وهو يتساءل بنبرة تعمد بها إثارة غيظها مرة أخرى:

-" طيب خلاص هجاوب، عايزة الحقيقة ولا بنت عمها؟".

رمقته رزان بنظراتها الباردة دون أن تُجيب وهي تنتظر إجابته، ليبتسم بسام وهو ينظر لها، حتى تحدث قائلاً بنبرة هادئة بعدما تنهد:

-" ولا حاجة ممكن تحصل تخليني أبعد عنك يا رزان".

ليتودد إليها بأعينه وهو يتحدث بنبرة صادقة أظهرت حقاً صدق مشاعره وكلماته:

-" يمكن متاخديش كلامي بمحمل الجد، بس دي حقيقة فعلاً.. أنا عمري ما أبعد عنك يا رزان، عُمري".

إبتسمت رزان وهي تستمع إلى كلماته، لتستند بيدها على وجنتها وهي تتساءل قائلة بنبرة ناعمة:

-" يعني أنت بتحبني أوي كدة؟".

نظر لها بسام قليلاً، ليتنهد وهو يعتدل في جلسته ينظر لها أثناء قوله بجدية أمتزجت بلينه وحُبه:

-" عارفة يا رزان أول مرة شوفتك فيها، كنت مركز على ردة فعلك لما تشوفيني، بس استغربت من إنك أساساً دخلتي قعدتي من غير ما تقولي ولا كلمة، من غير ما تبصيلي كأني مش موجود، بصراحة كان ساعتها عندي فضول أعرف مالك، هل أنتِ يعني شخصيتك كدة مكشرة ولا في حاجة مخلياكي كدة؟ حاولت ساعتها انكشك علشان الفت نظرك للحاجة إللي كانت مخوفاني من ردة فعلك لما تشوفيها، وفعلاً شوفت ردة فعلك، وخوفتني اكتر، خوفتني ليه معرفش! مع إني اتقدمت لقبلك كتير زي ما قولتلك، بس محستش معاهم بالإحساس إللي حسيته لما استنيت ردة فعلك، مفرقليش يبصولي إزاي، أنتِ بس إللي فرقتيلي، نظرتك ليا ساعتها وجعتني أوي، خليتني اشوف نفسي معيوب لأول مرة، مع إن بردوا غيرك بصلي بنظرات اوحش من دي بكتير، بس زي ما قولتلك.. النظرة منك ساعتها كانت بألف نظرة من واحدة غيرك".

كانت رزان تستمع إليه بدموع أعينها المُتعلقة تأثُراً بحديثه وحرجاً من نفسها، ليسترسل بسام حديثه أثناء قوله بنبرة لينة أمتزجت بمرحه:

-" افاجئك واقولك إني ساعتها قولت لأمي تكبر دماغها من الموضوع علشان كنت واثق إنكم مش هتتكلموا، وأنا مكنتش عايز.. كنت شايف إني لو رجعت قابلتك تاني وقعدت معاكي نفس القعدة دي نظرة عينك هتوجعني زي المرة إللي قبلها، ف مكنتش حابب أشوفها تاني خلاص".

إبتلعت رزان ريقها لتمسح تلك الدمعة التي هبطت من عينها، لتتحدث قائلة بنبرة مبحوحة:

-" وبعدين، إيه اللي حصل".

تنهد بسام وهو يعود بنظره للأمام، حتى عاد بنظره إليها مرة أخرى ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" الحقيقة إني مقدرتش أتحكم بقى في فضولي اللي كان هيموت ويعرفك أكتر دة، توكلت على الله وقولت اللي فيه الخير يقدمه ربنا".

إبتسمت رزان على حديثه، لتتودد إليه بأعينها وهي تقول بنبرة ناعمة:

-" يعني لو رجع بيك الزمن تاني، كنت هتعمل نفس الحاجة؟".

أقترب منها بسام قليلاً ليتحدث قائلاً بنبرة صادقة أظهرت عدم أخذه لوقت للتفكير:

-" طبعاً، ولو مكنتش هعملها.. كنت هدور عليكي في كل مكان، أنا عمري ما كنت هرضى غير بيكي".

إبتسمت رزان بإتساع وهي تنظر له، لتتحدث قائلة بنبرة مرحة بعض الشيء من وسط خجلها:

-" دة أنا اتغر بقى".

ضيق بسام جفنيه قليلاً ليتحدث بنبرة صارمة أكثر من كونها عادية:

-" طول ما أنتِ معايا تتغري وترفعي رأسك وتعملي كل اللي أنتِ عايزاه، طول ما أنتِ معايا اعتبري نفسك أميرة من الأميرات".

كانت رزان تستمع إلى حديثه وهي تبتسم بحُب، حتى تحدثت قائلة بنبرة مُحبة لينة:

-" أنا بحبك أوي يا بسام، ومبسوطة إن ربنا عوضني بيك، مش عايزاك تزعل مني لو في يوم بصيتلك بصة زعلتك مني، صدقني أنت بالنسبالي أحسن راجل في الدنيا، أنا إللي كنت هدور عليك في أي مكان، وعمري ما كنت هقبل غير بيك، أنا حياتي كاملة بيك أنت وبوجودك فيها معايا، من غيرك عمري ما كنت هبقى رزان دي، شكراً ليك، وشكراً علشان أنت دايماً معايا".

أمسك بسام بكفها، ليرفعه إليه يُقبله، حتى تحدث قائلاً بنبرة مُحبة من بعد ذلك وهو ينظر إلى أعينها:

-" وهو أنا لو مش معاكي هروح فين، حد يسيب روحه بردوا؟".

نفت رزان برأسها وهي تضحك، ليتحدث بسام قائلاً بنبرة خافتة:

-" أنا بقول السؤال دة يكون مسك الختام".

إبتسمت رزان على كلماته، لتتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" أنا بقول كدة بردوا".

بادلها بسام الإبتسامة بأخرى مُحبة مُمتنة أظهرت سعادته وراحته من داخله، ليعتدل في جلسته يقوم بتشغيل السيارة، وسط نظرات كلاً منهم إلى بعضهم البعض بحُب.


كان كلاً من هاشم ورشاد يجلسون بذلك المقهى، ليرتشف رشاد من كوب القهوة الذي بيده وهو يمسك بيده الأخرى سيجارته، ليقوم بوضع الكوب على الطاولة التي أمامه، حتى عاد بنظره إلى هاشم ليتحدث قائلاً بجدية:

-" عملتوا إيه".

أومأ هاشم برأسه وهو ينظر إلى هاتفه، ليقوم بإغلاقه حتى عاد بنظره إلى رشاد وهو يبتسم إبتسامة بسيطة أثناء قوله بنبرة هادئة:

-" روحنا".

عقد رشاد حاجبيه وهو ينتظر منه إستكمال حديثه، ليعتدل هاشم في جلسته يستند بكلتا ذراعيه على الطاولة وهو يقول بجدية:

-" بلال معندهوش مرض نفسي يا رشاد، كل الحكاية إن بلال شخصية عصبية زيادة عن اللزوم، الدكتور قال إنه ممكن يكون اتربى على دة، بس لما عرفته إن أبوه مكنش كدة معاه ومفيش حد من البيت طالع بنفس الشخصية دي، من الآخر قالها بطريقة غير مباشرة.. بلال عنده نقص تربية".

رفع رشاد حاجبيه بإعجاب وسخرية في أنٍ واحد، ليتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" ودة إزاي بقى، وعلاجه إيه.. نرجعه الحضانة تاني؟ ما أكيد مش هيربي نفسه".

لوح هاشم بيده وهو يقوم بشرح الوضع قائلاً بنبرة هادئة:

-" في ناس بتكون كويسة قدام العامة، بس مش كويسين قدام أهل بيتهم، هو دة نفس إللي بلال بيعمله، هو قدامنا حاجة، وقدام وئام وحياتهم الخاصة ببعض حاجة تانية، هو مبيتعاملش معاها زي ما إحنا بنتعامل، ودة طبيعي، ولكن لو اتكلمنا في نقطة إنه طبيعي علشان هو جوزها، ف المفروض إنه يعاملها معاملة أحس من اللي إحنا بنتعامل معاها بيها، وبلال مش بيعمل كدة، بلال مستغل مرضها لصالحه".

ليلوح برأسه وهو يثبت نظره على رشاد قائلاً بجدية:

-" وليه مينفعش يربي نفسه؟ لأ يتربى، وهو دلوقتي بيتربى وهو شايفها بعيد عنه ومش قادر يطولها".

تنهد رشاد وهو يعتدل في جلسته، ليقوم بإطفاء سيجارته بالطفاية التي أمامه، حتى عاد بنظره إلى هاشم بعدما شبك كفيه قائلاً بنبرة أهدأ:

-" طيب.. ودة هيبقى إزاي بقى؟".

تنهد هاشم هو الآخر وهو يعود بنظره للفراغ، ليعود بنظره إلى رشاد مرة أخرى وهو يُملي عليه ما قاله الطبيب قائلاً:

-" الدكتور قال إنه محتاج يقعد مع نفسه وقت أطول، وهو متأكد إن الوقت دة هيكون في صالحه، يحاول يقلل من عصبيته، ويحاول يتحكم في نفسه أكتر من كدة، وقاله يلعب رياضة، ومرضيش يديله أدوية علشان متعودش عليه بالسلب أو تسببله إدمان، لكن قال إنه هيتابع معاه حالته ومش هيسيبه كدة".

ليُحاول هاشم التذكر وهو يقول بنبرة سريعة:

-" وحاجات بقى من اللي هي يبص لساعة أيده ويعد الثواني علشان يهدى يعني لو اتعصب، وازاي يفرغ غضبه والكلام دة".

أومأ رشاد برأسه وهو يستمع إليه، ليلوي شفتيه قليلاً، حتى إبتسم رغماً عنه ليعود بنظره إلى هاشم قائلاً بنبرة ساخرة:

-" مش عايز أقول كدة علشان ميتحسدش، بس هو بدأ يتغير، ودة إللي أنا شايفه، يعني مش شرط أنت كمان تشوفه".

نظر له هاشم قليلاً، ليستند بظهره على المقعد وهو يتحدث قائلاً بنبرة يشوبها التمني:

-" ياريت يكون بدأ يتغير فعلاً".

بعدما عاد كلاً من عادل وأحلام إلى المنزل، زفرت أحلام بقوة وهي تذهب تجلس على الفراش أثناء غلقها لجفنيها، ليتحدث عادل الذي قام بوضع ساعة يده وهاتفه على التسريحة أثناء نظره إليها قائلاً بإهتمام:

-" لسة حاسة بتعب؟".

رفعت أحلام حاجبيها لتتحدث قائلة بنبرة ساخرة:

-" في الوقت الحالي لا".

ابتسم عادل، ليقترب يجلس من أمامها على الفراش، حتى أعتدلت أحلام في جلستها لتتحدث قائلة بنبرة حالِمة بعدما ضيقت جفنيها:

-" أنت عارف أنا نفسي أكل إيه؟".

عقد عادل حاجبيه وهو يتساءل بإهتمام:

-" نفسك تأكلي إيه دلوقتي يا أحلامي؟".

دارت أحلام بعينيها في الفراغ وهي مازالت على نفس وضعها، لتعود بنظرها إليه وهي تقول بنبرة مُتلذذة:

-" كان في تريند مش فاكرة اسمه، بس هو كان بتاع كدة عامل زي الشيتوس، ومشطشط، وحاسة بجد إنه حلو أوي".

أغلق عادل جفنيه ليتحدث قائلاً بجدية:

-" شطة تاني يا أحلام؟".

أعتدلت أحلام في جلستها لتتحدث قائلة بنبرة مُندفعة:

-" ماما قالت الشطة مش بتعمل حاجة، ما لو هي مضرة كان زماني دلوقتي بايتة في المستشفى، وبعدين أنت أصلاً مش بتخليني أكلها".

نظر لها عادل قليلاً، ليتنهد حتى تحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" طيب عايزاني أعمل إيه دلوقتي؟".

توددت إليه أحلام بأعينها لتتحدث قائلة ببراءة:

-" ممكن تنزل تجيبلي شيتوس بالشطة من السوبر ماركت إللي تحت البيت؟".

كان عادل يُطالعها وهي تتحدث، ليُضيق جفنيه وهو يقول بنبرة هائِمة:

-" ما بلاش البصة إللي أنتِ متعرفيش هي بتعمل فيا إيه دي".

قلبت أحلام عينيها لتتحدث قائلة بنبرة سريعة:

-" يلا بقى يا عادل، يلا علشان دة وحم يرضيك إبنك يطلعله وحمة؟".

رفع عادل حاجبيه ليتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" وحمة على شكل شيتوس؟".

تحدثت أحلام قائلة بجدية وثقة:

-" صدقني لما تجيبه هيعجبك أوي صدقني أنت هتدوقه معايا".

نظر لها عادل قليلاً، ليُضيق جفنيه بعدما خطر على باله شيئاً ما، ليتحدث قائلاً بنبرة خبيثة:

-" بس شيتوس مقاطعة".

ضيقت أحلام جفنيها بطريقة تماثله أثناء قولها بنبرة لا تقل عن نبرته شيء:

-" ما هو السوبر ماركت إللي تحت جايب بدايل مصرية، وهتلاقي بديل للشيتوس أنا كنت جايبة منه قبل كدة لما أخدت مني الكيس ورميته، فاكر؟".

نظر لها عادل بخُبث كما طالعته هي بنفس النظرات المُنتصرة، ليُغلق عادل جفنيه بتعب، حتى قام بفتحهم مرة أخرى وهو يقول بنبرة هادئة:

-" ماشي يا ست أحلام، لما نشوف".

إبتسمت أحلام بسعادة، لتنهض وهي تتحدث قائلة بنبرة مُحمسة:

-" يلا هغير هدومي وأدخل المطبخ عقبال ما تطلع".

ابتسم عادل على مظهرها، لينهض يذهب نحو الخارج في طريقه إلى الأسفل.

مرت دقائق كانت أحلام بها تقف بالمطبخ ومن جانبها عادل الذي كان يطالع ما تفعله بتعجُب وبلاهة، ليعقد حاجبيه وهو يتساءل بنبرة مُتعجبة:

-" إيه علاقة الفلفل بالبتاع دة؟".

كانت أحلام تقوم بتقطيع حبة الفلفل، لتتحدث قائلة بعدم إنتباه أثر تركيزها لما بين يديها:

-" هتعرف دلوقتي".

لتتنهد وهي تبتسم بسعادة وحماس، حتى رفعت رأسها تنظر إلى عادل الذي كان يطالع ما تفعله بعدم فهم، لتتحدث قائلة بنبرة مُحمسة تشرح بها ما سوف تقوم بفعله معه أثناء وضعها لتلك المكونات:

-" بص.. إحنا هنجيب نص الفلفلاية دي، وهنحط جواها الجبنة البيضة دي، وبعدين هنحط عليهم الشيتوس، هنحط كام واحدة بس، وبعدين هنحط شوية شطة من عندنا، وبعدين هنعصر عصرة ليمونة".

كان عادل يطالع ما تفعله بأعين متوسعة، ليعود بنظره إليها قائلاً ببلاهة وسط نظراته التي لم تتغير:

-" وبعدين أكيد مش هنرمي الكلام دة علشان حرام، بس يعني إللي بتعمليه دة مش هيدخل بطننا صح؟".

نفت أحلام برأسها بحماس، لتقوم بترك ما فعلته بيدها، حتى بدأت بعمل أخرى وهي تقول بنبرة مُحمسة:

-" استنى اعملك بتاعتك".

وضع عادل يده على صدره بشُكر وهو يقول بنبرة هادئة:

-" لا أنا مش مستغني عن روحي"

نظرت له أحلام بإنزعاج، لتعود إلى ما تفعله، حتى انتهت بعد دقيقة، لتمسك بخاصتها بين يدها، حتى قامت بإعطاء الأخرى إلى عادل وهي تقول بنبرة أظهرت حماسها القوي:

-" هنجرب مع بعض ماشي".

كان عادل يشعر بالإشمئزاز مما تفعله، ليتحدث قائلاً بنبرة مُترجية:

-" الله يخليكي اعفيني".

نفت أحلام برأسها عدة مرات بمعالم وجه مُنزعجة منه، ليزفر عادل وهو ينظر لما بين يده، حتى عادت ابتسامتها إلى وجهها مرة أخرى وهي تُسمي الله، حتى قامت بتناول ما بيدها، كذلك قام عادل بفعل ما قامت بفعله بمعالم وجه مُمتعضة، لتُغلق أحلام جفنيها بتلذُذ وهي تستطعم ما بفمها، حتى فتحت أعينها تنظر إلى عادل الذي كان يُطالعها بمعالم وجه مُمتعضة بعض الشيء، لتتحدث أحلام وهي تأكل قائلة بنبرة بجدية:

-" لأ متكدبش بجد حلوة".

ضيق عادل جفنيه وهو يستطعم ما بفمه، لترمقه أحلام بنظراتها الحادة، حتى إبتسم عادل ليتحدث قائلاً بنبرة حاول عدم مزجها بإشمئزازه:

-" جميلة تسلم أيدك، أحلى تجربة علمية دخلت بوقي".

إبتسمت أحلام بسعادة، لتلتفت تقوم بعمل أخرى، حتى استوقفها عادل الذي أمسك بيدها قائلاً بجدية:

-" لأ بقولك إيه، كفاية واحدة".

رمقته أحلام بصدمة، لتتحدث قائلة بجدية:

-" واحدة إيه يا عادل، هو أنا لحقت!".

أمسك عادل بكيس المقرمشات تلك، ليقوم بإغلاقه جيداً وهو ينظر لها قائلاً بنبرة مُحذرة:

-" أقعدي يا أحلام ومتمديش إيدك عليه تاني".

اقتربت أحلام وهي تنوي أخذه منه أثناء قولها بصوت مرتفع:

-" هو إيه دة، دة بتاعي، هو أنت كل شوية هتعمل كدة".

قام عادل بإبعاد يده ليتحدث قائلاً بنبرة أثارت غيظها:

-" لأ أنا اللي اشتريته، يبقى بتاعي، بتاعك لما تنزلي أنتِ تجيبيه".

صكت أحلام على أسنانها بغيظ، لتتحدث قائلة بنبرة غاضبة:

-" أنت رخم".

باغتها عادل بإقترابه منها حتى استندت أحلام بظهرها على الرخامة من خلفها، ليتحدث قائلاً بنبرة مُحبة وهو يُطالع أعينها:

-" وأنتِ زي القمر، هو في حد بيبقى حلو كدة وهو متعصب؟".

نظرت له أحلام بتوتر، لتتحدث قائلة بقوة مُزيفة:

-" اه أنا".

ابتسم عادل على مظهرها وحديثها ليتحدث قائلاً بنبرة مُحبة وهو يضع يده على شعرها:

-" طيب ما أنا عارف".

نظرت له أحلام في تلك اللحظة قليلاً، لترخي معالم وجهها وهي تتحدث قائلة بنبرة هادئة للغاية:

-" أنت عارف إن كان عندك حق في موضوع إننا نبقى صحاب".

كان عادل يستمع إليها بهدوء، لتقترب منه أحلام وهي تنظر له بأعينه قائلة بنبرة مازالت هادئة:

-" أنت طلع فعلاً عندك حق، لوحدي مكنتش هعرف أفتحلك قلبي، لكن وأنت جنبي، الوضع أتغير، وبقيت قادرة أعتبرك مش بس جوزي، زي ما أنت شايف دلوقتي كدة، شوف حياتنا بقت عاملة إزاي، وبقت حلوة إزاي".

تفاجىء عادل من حديثها، وقُربها منه لتلك الدرجة وهي من تتودد إليه لأول مرة، لتبتسم أحلام وهي مازالت تتحدث بنفس النبرة الهادئة أثناء قولها:

-" عارف يا عادل إنك أحسن راجل عيوني شافته، أنا محظوظة إن راجل زيك بيحبني".

دق قلبه وهو يُطالعها ويستمع إلى حديثها ببلاهة وعدم تصديق، لتبتسم له أحلام وهي مازالت تطالعه بنفس نظراتها التي جعلته تائِهاً بها، حتى أقتربت منه أحلام أكثر، ليبتسم عادل وهو يشعر بصِدق حديثها التي تلفظت به وهو يقترب منها، ولكنها فاجئته عندما قامت بسحب الكيس منه، لتذهب من أمامه مُسرعة، توقف عادل بموضعه قليلاً وهو يُحاول إدراك ما حدث، وما استمع إليه منها، لتقوده قدميه إلى خارج المطبخ، حتى ولج إلى غرفة الجلوس، ليجدها تقف فوق الأريكة وهي ترفع الكيس بيدها أثناء قولها بعجرفة:

-" إللي بييجي عليا مبيكسبش".

كان عادل مازال يُطالعها وهو يُفكر بحديثها، ليُشير لها بيده أن تهبط أثناء قوله بنبرة مضطربة:

-" أنزلي يا أحلام علشان ميحصلكيش حاجة، أنزلي".

رفعت أحلام حاجبها بخُبث لتتحدث قائلة بنبرة لا تقل عن مظهرها:

-" أنزل علشان تاخده مني؟ دة بعينك.. أنا مش هديهولك ولا هسيبك تاخده مني".

أغلق عادل جفنيه ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة وهو مازال يُشير لها بيده أن تهبط خوفاً عليها:

-" مش هاخده يا أحلام خلاص بس أنزلي الله يباركلك علشان متقعيش، الحركة دي غلط عليكي أنتِ تعبانة وممكن تدوخي".

نظرت له أحلام قليلاً، لتتنهد بعمق وهي تنظر له بترقُب أثناء هبوطها على الأرض، لتتحدث قائلة بنبرة مُحذرة وهي تذهب من أمامه:

-" متجيش ورايا المطبخ، أنا هاكل كام واحدة بس مش هكتر متقلقش".

لم يستمع عادل إلى حديثها، فقد كان مشغول بحديثها مُنذ دقائق، يُحاول فهم أكانت كلماتها تلك حقيقية، أم أنها فقط تلفظت بها تلاعباً بأعصابه، ولكنه لاحظ الصِدق الذي ظهر بأعينها، لاحظ لمعة مُحبة بينهما، تلك اللمعة التي جعلته يهيم بها، ويتمنى قُربها منه أكثر في تلك اللحظة، ليُغلق جفنيه وهو يشعر في ذلك الوقت بالتشوش، حتى تنهد بضيق ظهر عليه وهو يولج إلى غرفة النوم يقوم بتبديل ملابسه.


بذلك المطعم، كان يجلس كلاً من مالك وزينب وفاطمة، وكذلك زيد وأفنان ويحيى، ليُغلق مالك جفنيه بتلذُذ وهو يمضغ ما بفمه من تلك المشويات الذي يمسكها بيده، ليفتح جفنيه وهو يُحرك كتفيه دلالة على سعادته وتلذذه بما يأكل أثناء قوله بفمٍ مُمتليء:

-" الظروف خلت الصحاب قلت حال...".

كاد مالك أن يستكمل غِناءه ليستوقفه زيد الذي إبتلع ما بفمه حتى تحدث قائلاً بنبرة حانقة:

-" يابني ما تاكل وأنت ساكت بقى، بقالك خمس ساعات معلق على نفس الأغنية".

نظرت له أفنان بدهشة، لتبتلع ما بفمها حتى تحدثت قائلة بجدية:

-" ياسلام هي مشكلتك دلوقتي مع إنه معلق على الأغنية مش مشكلتك إنه بيغني أصلاً؟".

لوح لها زيد بيده وهو يعود بنظره للطعام، لتتحدث زينب وهي تنظر إلى أفنان قائلة بنبرة ساخرة:

-" هو علطول كدة بقى؟".

نظرت أفنان في تلك اللحظة إلى مالك الذي مازال يُدندن وهو يأكل، لتتحدث أفنان وهي تبتسم أثناء قولها بنبرة مرحة:

-" والله مش علطول.. أوقات، علشان مبقاش كدابة".

لتتحدث فاطمة التي كانت تجلس من أمامه من الناحية الأخرى أثناء قولها بنبرة حانقة:

-" يأخي أفصل، دي التلاجة بتفصل حرام عليك".

رفع مالك حاجبيه وهو يأكل، ليتحدث قائلاً بجدية بعدما إبتلع ما بفمه:

-" يعني خلاص بقيتوا كلكم عليا، ومين يفرفشلكم الجو دلوقتي".

نظرت له زينب لتتحدث قائلة بنبرة ساخرة:

-" ما إحنا فرفشنا بما فيه الكفاية، كفاية بقى".

نفى مالك بإصبع سبابته وهو يمسك بباقي أصابعه الملعقة أثناء تضييقه لجفنيه قائلاً بدرامية:

-" مش هننفع مع بعض أنا قولتلك".

لوحت زينب بيدها بعدم إهتمام وهي ترتشف من كوب المياة، ليرفع مالك حاجبيه بدهشة، حتى نظر لهم ليتحدث قائلاً بجدية:

-" شايفين من البداية أهو.. علشان محدش يلومني".

تجاهل الجميع حديثه وهم يأكلون بعدم إهتمام مماثل له، ليرمق مالك جميعهم بسخط، حتى وجه نظره إلى زينب التي كانت تقوم بمسح يديها بالمنديل، ليعود مالك بنظره إلى الجميع مرة أخرى أثناء قوله بنبرة خبيثة:

-" هي مش المفروض الخروجة دي تبقى من حق العريس والعروسة بس ولا إيه؟".

نظرت له زينب بدهشة، ليستند زيد براحة على المقعد أثناء قوله بنبرة خبيثة تماثله:

-" لأ ما أصل عمي وعم سعيد قالوا مينفعش تخرجوا لوحدكم، ف جينا معاكم".

رمقه مالك بسخط وهو يمضغ الطعام، لينظر إلى فاطمة أثناء قوله بنبرة حانقة:

-" لقينا حد أرزل منك".

نظرت له فاطمة بتحذير، لتتأهب زينب للنهوض وهي تتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" طيب أنا هروح الحمام، تيجي معايا يا أفنان؟".

أومأت أفنان برأسها حتى كادت أن تنهض، ليستوقفها مالك الذي نهض يُشير لها بذراعه أن تجلس أثناء قوله بنبرة مُحذرة:

-" تروحي فين؟ أنتِ خلصتي أكلك؟ أنتِ لسة مخلصتيهوش!".

نظرت له أفنان بغرابة حتى كادت أن تتحدث ليستوقفها مرة أخرى مالك الذي نظر إلى زينب قائلاً بنبرة هادئة:

-" أنا بردوا خلصت بس معرفش مكان الحمام فين، تعالي ندور عليه".

غمز زيد بعينه ليتحدث قائلاً بنبرة خبيثة:

-" ديت لحد الحمام، مشوار دقيقتين رايح ودقيقتين جاي، يعني محصلوش عشر دقايق.. دة أنا محظوظ بقى".

ضيق مالك جفنيه بشر بعدما تفهم مقصده، كذلك أفنان التي ضحكت على كلاً منهم، ليذهب كلاً من مالك وزينب من أمامهم، حتى ضحكت أفنان وهي تنظر إلى زيد الذي تحدث قائلاً بنبرة أظهرت راحته:

-" شوفتي بتتردله إزاي، دلوقتي مفيش حد مبسوط اكتر مني".

ضحكت أفنان لتتحدث قائلة بنبرة مرحة:

-" متفرحش أوي كدة علشان أنتوا الاتنين حالكم من حال بعض بردوا".

نفى زيد بكفه وهو يتحدث قائلاً بعجرفة:

-" لأ بس أنا هتجوز قبله".

ليُضيق جفنيه وهو يتحدث قائلاً بنبرة مُحبة:

-" يبقى من حقي اتبسط ولا لا؟".

لوحت أفنان برأسها وهي تبتسم بخجل، ليتنهد زيد وهو ينظر لها، حتى تحدث قائلاً بنبرة مُتأسفة:

-" أنا عارف إنك متضايقة من الكلام إللي أمي قالته، حقك عليا أنا يا أفنان.. مش عايزك تسمعي لكلام أي حد، حياتنا دي خاصة بينا إحنا بس، ميتدخلش فيها أي حد حتى لو كان مين".

نظرت له أفنان في تلك اللحظة، لتلوح برأسها وهي تتحدث قائلة بجدية:

-" بتقول كدة ليه؟ أنا مش متضايقة".

تنهد زيد وهو مازال ينظر لها بضيق، ليتحدث قائلاً بنبرة امتزجت بخوفه:

-" أنا مش عايز كلامهم يأثر عليكي وتفتكري إني مش هقدر أجيبلك إللي أنت عايزاه، والله أنا بمجرد ما ربنا يكرمني هجيبلك كل إللي نفسك فيه، وبمجرد ما نتجوز بإذن الله مش هخليكي ناقصك حاجة".

أعتدلت أفنان في جلستها تنظر له وهي تتحدث بنبرة صادقة خافتة بعض الشيء كخاصته:

-" زيد أنا عارفة كل الكلام دة بجد عارفاه، صدقني أنا متضايقتش، حياتنا خاصة بينا زي ما أنت قولت وأنا مبسمحش لحد يتدخل فيها حتى لو هيقول إيه، متفكرش كدة والله أنا عارفاك، كفاية إني معتمدة عليك في كل حاجة تخصني أهو من قبل الجواز، دة يخليك تتأكد إن مهما حصل عُمر صورتك قدامي ما هتتهز".

إبتسم زيد وهو ينظر لها بحُب، ليتحدث قائلاً بنبرة مُحبة:

-" ربنا يخليكي ليا يا فُلة، وأقدر بقى أتلم عليكي في بيت واحد، علشان خلاص زهقت".

ضحكت أفنان وهي تلوح برأسها، حتى وجهت نظرها نحو فاطمة التي كانت تأكل بعدم انتباه لأياً منهم، ثم وجهت نظرها نحو يحيى الذي كان يجلس بهدوء كالمُعتاد، لتتحدث أفنان قائلة بجدية أظهرت اهتمامها بما يحدث معه:

-" مالك يا يحيى، هو في حاجة حصلت معاك؟".

أنتبه لها يحيى، لينفي برأسه وهو يبتسم قائلاً بنبرة هادئة:

-" لأ مفيش حاجة يا عمتو أنا كويس".

ضحكت فاطمة رغماً عنها وهي تضحك، لتسعل بقوة، حتى قامت أفنان بإعطاءها كوب الماء، لترتشف منه فاطمة حتى تحدثت قائلة بنبرة سريعة وهي تأخذ أنفاسها:

-" أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله".

لترفع رأسها وهي تبتلع ريقها تنظر إلى ثلاثتهم وهم ينظرون إليها، حتى ضحكت مرة أخرى لتقول ببلاهة:

-" أصله بيقولك يا عمتو".

عقدت أفنان حاجبيها بعدم فهم، لتُلاحظ فاطمة نظرات ثلاثتهم الهادئة، حتى لوحت برأسها وهي تحاول شرح مقصدها أثناء قولها:

-" أصل يعني هو مش صغير قصدي علشان يقول يا عمتو".

ضحكت أفنان لتتحدث قائلة بنبرة مرحة:

-" ما هو مش طول الوقت بيقول يا عمتو، يعني شوية كدة وشوية كدة، بس علشان أبيه هاشم معوده على كدة".

أومأت فاطمة برأسها عدة مرات ببلاهة وتفهُم، ليعود زيد بنظره إلى يحيى الذي كان ينظر للفراغ من أمامه غير مُهتماً بحديثهم، ليتحدث زيد قائلاً بجدية:

-" طيب ومأكلتش ليه".

نفى يحيى برأسه ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" مش جعان".

رفعت أفنان حاجبيها، لتتحدث قائلة بنبرة مرحة:

-" مش جعان ولا مش عايز تأكل معانا علشان تروح تأكل مع جنة".

ابتسم لها يحيى ليتحدث قائلاً بنبرة حاول جعلها مرحة ليكُف الجميع عن توجيه الاسئلة إليه:

-" ممكن أروح الاقيها نامت، بس لو صاحية بصراحة هاكل".

ضحك كلاً من زيد وأفنان، وسط نظرات فاطمة وهي تأكل وتستمع إلى حديثهم بهدوء، ليتحدث زيد قائلاً بنبرة مرحة:

-" خلاص بص في الدرا كدة نلم الأكل دة في كيسة سمرة من غير ما حد ياخد باله".

شهقت أفنان لتتحدث قائلة بنبرة خافتة:

-" أنت إيه إللي بتقوله دة أنت معفن".

نظر لها زيد بدهشة ليتحدث قائلاً بصوتٍ مُرتفع نسبياً:

-" اومال الأكل دة كله يترمي".

ضحك يحيى كذلك فاطمة، ليتحدث يحيى قائلاً بنبرة ضاحكة:

-" أنت ممكن تاخده Take away بدل التعب دة كله".

أومأ زيد برأسه بتفكير بحديثه بمُنتهى الجدية، ليتحدث قائلاً ببلاهة:

-" عندك حق كنت بفكر أعمل كدة فعلاً".

لوح يحيى برأسه وهو يضحك، كذلك كلاً من أفنان وفاطمة وسط نظراتهم لزيد ومرحهم معاً.

على الناحية الأخرى، خرجت زينب من مرحاض السيدات المُقابل لمرحاض الرجال، لتجد مالك يقف بإنتظارها، حتى إبتسمت له زينب لتتحدث قائلة بنبرة مرحة:

-" دة إيه الصدفة الغريبة جداً دي".

أومأ مالك برأسه ليتحدث قائلاً ببلاهة:

-" عندك حق الناس بتتقابل قدام بقالة، مقلة، لكن حمام دي جديدة عليا بصراحة".

ضحكت زينب على كلماته العشوائية والتي لاحظت أنها تخرج منه دون أي ترتيب لها، لتعقد ذراعيها وهي تتحدث قائلة بنبرة مُتعجبة من وسط إبتسامتها:

-" أنا عايزة اسألك سؤال بقى، أنت ليه خرجتنا برة مع إني كنت عاملة أكل كتير في البيت على أساس بردوا نتعشى في البيت، يعني ليه كل التكاليف دي؟".

قلب مالك جفنيه ليتحدث قائلاً بنبرة أظهرت ملله:

-" وهو أنا اسيب أكل أمي في البيت أجي لأكلك؟ الواحد عايز يدوق أكل برة بحبشتكناته كدة، أصل مهما عملوا عمرهم ما هيوصلوا طعم برة لجوة".

لوحت زينب برأسها وهي تضحك أثناء نظرها له، لتتحدث قائلة بنبرة أظهرت إصرارها على رأيها:

-" ماشي بس بردوا كان ممكن النهاردة تتعشى معانا وأي يوم تاني تبقى تأكل الأكل بحبشتكناته دة".

ضيق مالك جفنيه ليشرح الوضع بيديه وهو يقول ببلاهة:

-" عارفة مشكلتك إيه، إن أنا ماشي كدة، وأنتِ ماشية كدة، إحنا خطين متوازيين، مش هنتلاقى مع بعض أبداً".

إبتسمت زينب وهي تستمع إلى حديثه، لتتحدث قائلة بنبرة رزينة:

-" أعتقد دي حاجة كويسة، مكنش ينفع نبقى عكس، ومكنش ينفع نبقى مع".

نفى مالك بحركة من فمه وعينه، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" هو إحنا لو كنا مع كان ممكن نتعب أه، لكن عكس مظنش، متوازيين دي بقى بصراحة أول مرة أشوفها".

رفعت زينب كتفيها لتتحدث قائلة بنبرة هادئة بعدما تنهدت وهي تبتسم:

-" في الآخر إذا كنا مع أو عكس أو أياً كان المُسمى إيه، ربنا كاتبلنا رزقنا ونصيبنا في العلاقة دي، لينا نصيب فيها، هتكمل، ملناش نصيب فيها، هتفشل.. حتى لو كانت متوازية".

ضيق مالك جفنيه وهو يستمع إلى حديثها، لتعقد زينب حاجبيها تتساءل قائلة:

-" بتبصلي كدة ليه؟".

نفى مالك برأسه ليتحدث قائلا ببلاهته المعتادة:

-" لأ أصل أول مرة أدخل في حياتي ناس عاقلة كدة، كل إللي فيها ناس هطلة لامؤخذة".

ضحكت زينب على كلماته، لتتحدث قائلة بنبرة ضاحكة:

-" مُتشكرين ياسيدي، ربنا يستر بقى علشان أنا لسة كل دة معرفش دخلت ف حياتي إيه".

ضيق مالك جفنيه ليتحدث قائلاً بثقة وعجرفة:

-" بعون الله دخلتي أحسن إنتاج عيلة نجم، ودة بشهادة الكل على فكرة، اسألي عليا كدة أي حد".

عقدت زينب حاجبيها لتتحدث قائلة بنبرة ساخرة:

-" لأ من غير ما اسأل باين عليك أهو".

أومأ مالك برأسه بتأكيد، لتتحدث زينب قائلة بنبرة هادئة من وسط إبتسامتها:

-" المهم إن الإنتاج دة ميخلينيش أندم إني وافقت عليه في يوم".

ابتسم مالك أثر كلماتها، حتى كاد أن يتحدث، ولكنه توقف عن الحديث وكأنه تناسى ما كان سيتلفظ به، لتعقد زينب حاجبيها وهي تنظر له، ليبتلع مالك ريقه وهو يتحدث قائلاً ببلاهة:

-" أستني بس أديني خمسة أجمع".

لوحت زينب برأسها بعدم تصديق منه لتتأهب للذهاب من أمامه وهي تقول بصوتٍ مرتفع قليلاً:

-" لأ دة أنت ربنا معاك بقى".

لتذهب من أمامه تعود إليهم مرة أخرى، حتى توقف مالك بمكانه وهو يُحاول تذكر ما كان سوف يقوله، ولكنه كلما حاول جاءت كلمات تلك الأغنية على باله تمنعه عن التذكر، ليزفر مالك وهو يعود إليهم مرة أخرى.

_____________________

بعد مرور عدة أيام، كان كلاً من عابد وهاشم ورشاد يجلسون أمام ذلك الرجل، لتأتي إليهم شادية التي قامت بوضع الصينية المكونة من أكواب الشاي بالطاولة الذي حولهم، وسط نظراتها إلى عابد وهي تشعر بالقلق، ليقوم عابد بوضع الكوب أمام ذلك الرجل أثناء قوله بنبرة مُرحبة:

-" أتفضل يا حج سامح، نورتنا والله".

أخذ سامح الكوب من يده، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" البيت منور بيكم يا حج عابد تسلم".

ليبتسم عابد وهو يتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" طيب هتتغدى معانا بقى، أنتوا اكلكم لا يُعلى عليه أه بس معلش بقى أكلنا بردوا غير".

ضحك سامح ليتحدث قائلاً بنبرة رزينة:

-" ربنا يكرمك يا حج ويكرم أصلك، لكن أنا جاي أكلمك في موضوع وراجع المنصورة تاني علطول".

تحدث هاشم في تلك اللحظة قائلاً بنبرة هادئة:

-" ودي تيجي يا حج، هتتغدى معانا وإن شاء الله هتلحق تتحرك في النور".

وضع سامح يده على صدره بإمتنان وشكر أثناء قوله بنبرة مُمتنة:

-" الله يباركلك يا هاشم، مرة تانية إن شاء الله".

نظر له عابد في تلك اللحظة، ليرتشف سامح القليل من كوب الشاي، حتى عاد بنظره إلى عابد وهو يتحدث قائلاً بنبرة هادئة بعدما تنهد بهدوء:

-" طبعاً يا حج أنت عارف أنا بعزك من قد إيه، وكمان عارف ياسر كان بيحبك إزاي، أنتوا كنتوا حُسن جيرة، وياما وقفتوا جنب أخويا".

ابتسم عابد ليتحدث قائلاً بنبرة ودودة:

-" ملهوش لازمة الكلام دة يا حج، ياسر مكنش جاري بس والشارع كله عارف كدة، ياسر كان أخويا وصاحبي وحبيبي إللي زعلت على فراقه وإللي متجوزش عليه غير الرحمة دلوقتي".

ترحم الجميع عليه، من بينهم سامح الذي نكس رأسه، ليرفعها مرة أخرى ينظر إلى عابد أثناء قوله بنبرة هادئة:

-" عندك حق يا حج، هي دي الأصول".

أومأ عابد برأسه قليلاً وهو ينتظر منه إستكمال حديثه، ليتحدث سامح في تلك اللحظة قائلاً بنبرة أظهرت عِتابه وجدية حديثه:

-" بس بردوا الأصول متقولش إن إبنك يعمل كدة في بنتنا، صح ولا إيه".

تفاجىء الجميع من حديثه، ليعتدل عابد في جلسته وهو يُحمحم، حتى تحدث قائلاً بنبرة حاول جعلها هادئة:

-" ما هو يا حج....".

أوقفه سامح الذي تحدث قائلاً بجدية:

-" شوف يا حج عابد، أنت عارف إني بحبك وبحترمك، بس كله إلا بنت أخويا، وميرضيش ربنا كل اللي حصلها دة، وبعدين جوزها يردها تاني وكل دة وإحنا نايمين على وداننا، لو دة يرضيك أنا معنديش مشكلة".

نفى عابد برأسه ليتحدث قائلاً بنبرة رزينة:

-" لأ يا حج ميرضنيش، وإحنا هنا كلنا مش موافقين على إنهم يرجعوا لبعض، يعني بلال ردها أه بس دة ميسمحلوش يرجعها معاه تاني، هما دلوقتي في حكم المنفصلين، لحد ما ربنا يإذن ونشوف إيه إللي هيسير".

أومأ سامح برأسه، ليعتدل وهو ينظر له أثناء قوله بجدية:

-" إللي هيسير أنا جايلك فيه النهاردة يا حج".

عقد عابد حاجبيه بعدم فهم، وسط نظرات الجميع إلى سامح، حتى تحدث سامح قائلاً بجدية أثناء نظره إلى عابد:

-" إبنك يطلق وئام، وابن عمها أولى بيها من الغريب".

_________________________

#يُتبع.
#الفصل_التاسع_والثلاثين.
#ميرونزا.

Continue Reading

You'll Also Like

12.1K 984 32
ليسَت كل عائلةٍ متواجدة في الحياة تكونُ مثلما نعتقِد، فـ هُناك عائلاتٍ لا نتخيّل أنها بهذا الشكل. إن كان الشرّ هو من يجري في الدِماء.. الخُبثُ هو م...
33.5K 1K 23
What if... David Nolan had another daughter without Snow? During the first twelve years of the first curse, Valerie and David Nolan were happily marr...
209K 1.5K 54
Sa muling pagkakataon subaybayan natin si Jude sa Malibog nyang kwento.At ang nga masasaya,malulungkot at nakakaiyak nyang karanasan. This story c...
173K 3.9K 63
imagines as taylor swift as your mom and travis kelce as your dad