عُمارة آل نجم.

By MariamMahmoud457

218K 13.8K 21.9K

عادةً ما تأتي العائِلة أولاً، بضجيجها، وحِسها، وحروبِها الدائِمة رغماً عن أمانِها المُستقر، جيشك المُتصدي، مح... More

الفصل الأول ( بر الوالدين )
الفصل الثاني ( تلقاه العين قبل الرحِم )
الفصل الثالث
الفصل الرابع ( من يملُك الحق )
الفصل الخامس ( إرضاء الأقرب للقلب؟ )
الفصل السادس ( طريق التهلكة )
الفصل السابع ( ماذا فعلوا بحقها؟ )
الفصل الثامن ( بداية جديدة خالية من الفساد )
الفصل التاسع ( تِكرار الخطأ عواقبه كبيرة )
الفصل العاشر ( خيبة الأهل )
الفصل الحادي عشر ( حق مؤجل )
الفصل الثاني عشر ( عُطلة عائلية )
الفصل الثالث عشر ( موافقة بالإجبار )
الفصل الرابع عشر ( بيعة مُشتراه )
الفصل الخامس عشر ( عودة العلاقات )
الفصل السادس عشر ( إصلاح ما قامت الحياة بإفساده )
الفصل السابع عشر ( صدمة غير متوقعة )
الفصل الثامن عشر ( داءه، ودواءه )
الفصل التاسع عشر ( جاء بنبأ بُعاده )
الفصل العشرين ( أمل يُضيء القليل من النور )
الفصل الواحد والعشرين ( قد تتغير الموازين )
الفصل الثاني والعشرين ( لا بأس من المحاولة مرة أخرى )
الفصل الثالث والعشرين ( بنهاية الدرب راحة )
الفصل الرابع والعشرين ( عودة حميدة )
الفصل الخامس والعشرين ( زواج بنكهة جنازة )
الفصل السادس والعشرين ( حُب غير مرغوب )
الفصل السابع والعشرين ( فرصة أخرى أخيرة )
الفصل الثامن والعشرين ( ضائِعة من نفسها تائِهة بين البشر )
الفصل التاسع والعشرين ( زواج لرد الشُكر )
الفصل الثلاثين ( ليلة يتكللها الفرح والسرور )
الفصل الواحد والثلاثين ( عاد مُهاجر الدار إلى داره )
الفصل الثاني والثلاثين ( جاء من يحمل الحُب في قلبه وقوله وفعله )
الفصل الثالث والثلاثين ( لم نعُد نلوم الغرباء، فالمقربون فعلوا الأسوء )
الفصل الرابع والثلاثين ( عواقب انتماءِها لهذا الحُب )
الفصل الخامس والثلاثين ( من لا ذنب له؟ )
الفصل السادس والثلاثين ( مُناضل في حرب السعادة )
الفصل الثامن والثلاثين ( نهاية قصة محسومة لن يُفيدها الأسف )
الفصل التاسع والثلاثين ( المرءُ لا تُشقيه إلا نفسُهُ )
الفصل الأربعين ( خيبات تليها صدمات مُتتالية )
الفصل الواحد والأربعين ( لن نعود مرة أخرى، انتهت الرسائِل )
فصل إضافي ثاني وأربعين ( بورِكتّ معك فاتِحة العُمر )
فصل إضافي ثالث وأربعين ( بورِك مسعى سِرناه سوياً )
فصل إضافي رابع وأربعين ( يزداد نصيب العُمر به حياة )
الأخير، مِسك الخِتام ( خير حصاد التربية الصالحة )

الفصل السابع والثلاثين ( لا نُحاسب على سذاجة القلب )

4.4K 313 423
By MariamMahmoud457

بالصباح، قام هاشم بتبديل ملابسه إلى أخرى، ليخرج يجلس على الطاولة مع كلاً من جنة وكريمة التي جاءت لتضع أخر صحن وهي تجلس بهدوء، لينظر لها هاشم حتى تحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" بقيتي عاملة إيه دلوقتي، لسة تعبانة؟".

نظرت له كريمة، لتنفي بحركة من فمها، حتى أومأ هاشم برأسه ليستكمل تناوله للطعام، حتى أصدرت جنة صوتٍ من فمها، لينظر لها هاشم، حتى تساءلت جنة بلغة الإشارة عن ميعاد عودة يحيى، ليبتلع هاشم ما بفمه حتى حادثها بلغة الإشارة قائلاً بنبرة هادئة:

-" هييجي الساعة أربعة".

رفعت جنة كتفيها بتلقائية وهي تنظر له، لتحادثه بلغة الإشارة مرة أخرى تتساءل عن ميعاد ذهابهم لإحضار أدواتها المدرسية، لوى هاشم شفتيه بتفكير، ليُحادثها بلغة الإشارة قائلاً بنبرة مرحة:

-" بليل أخلص شغل وأجي تكوني لبستي ونروح نجيبهم سوا، ومناخدش يحيى معانا".

ضحكت جنة لتنفي برأسها وهي تأكل أن يأتي معهم، ليضحك هاشم حتى حادثها قائلاً بنبرة هادئة:

-" خلاص نجيبه".

أومأت جنة برأسها بحماس وهي تبتسم، لتأكل من الطعام الذي أمامها وهي تنظر إلى كريمة، حتى وجه هاشم نظره إلى كريمة، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" مالك".

انتبهت له كريمة، لترفع كتفيها وهي تتساءل بجدية:

-" مالي".

لم تتبدل ملامح هاشم، ليتحدث قائلاً بنفس نبرته الهادئة:

-" أنا إللي بسأل".

نفت كريمة برأسها لتتحدث بنبرة أظهرت مللها:

-" مفيش حاجة يا هاشم متشغلش بالك".

لتنهض وهي تقول بنبرة هادئة:

-" أنا هدخل أنام شوية".

نظر لها هاشم قليلاً، ليتنهد وهو يقول بنبرة هادئة:

-" طيب.. جنة هتيجي معايا المعرض عقبال ما يحيى ييجي علشان متقعدش لوحدها".

ليُشير لها بأن تولج إلى الغرفة أثناء قوله بنبرة هادئة أمتزجت بالسخرية:

-" وأنتِ أدخلي نامي مش عايزين نزعجك".

نظرت له كريمة، لتذهب من أمامهم بهدوء وعدم إهتمام لكلماته وسخريته، بل لم تشغل بالها بطريقة حديثه معها على غير العادة، ليعود هاشم بنظره إلى جنة وهو يُحادثها بلغة الإشارة قائلاً بنبرة مرحة:

-" حظك تيجي معايا، قومي يلا ألبسي".

نهضت جنة على الفور وهي تبتسم بحماس، لتركض من أمامه إلى غرفتها، حتى ضحك هاشم على مظهرها، ليمسك بكوب الشاي يرتشف منه وهو ينظر للفراغ من أمامه بتفكير.

كانت شادية تجلس مع وئام بالغرفة، أثناء تمشيطها لشعرها وهي تجلس من أمامها، لتتحدث شادية وهي تبتسم قائلة بنبرة حنونة:

-" بقيتي عاملة إيه يا وئام، طمنيني عليكي".

إبتسمت وئام قليلاً وهي تنظر للفراغ من أمامها، حتى تحدثت قائلة بنبرة هادئة:

-" كويسة شوية".

تنهدت شادية بحُزن وهي تقوم بتمشيط شعر وئام، لتتحدث وئام قائلة بنبرة سعيدة:

-" بس لما أروح البلد هبقى كويسة أكتر، هناك عمو سامح بيحبني وكلهم هناك بيحبوني، وبننزل نقعد سوا في الأرض بتاعتنا، بيزرعوا فيها فاكهة كتير، وكمان في العيد بندبح فيها أنا فاكرة كل دة".

إبتسمت شادية على حديثها، لتنتهي بعدما فعلت لها جديلة لشعرها الطويل، لتلتفت وئام تنظر لها وهي تقول بنبرة هادئة من وسط إبتسامتها:

-" شكراً".

نظرت لها شادية قليلاً وهي تُحاول التحكم بدموعها، لتبتلع ريقها حتى تحدثت قائلة بنبرة حاولت جعلها ثابتة:

-" أوعي تقطعي بيا يا وئام، كلميني علطول طول ما أنتِ هناك، وطمنيني عليكي، ولو عوزتي أي حاجة تكلميني".

إبتسمت وئام لتتحدث قائلة بنبرة مرحة:

-" أنا هقعد معاهم هناك حبة صغيرين علشان بابا قال إنهم عايزين يشوفوني، وأنا كمان عايزة أشوفهم، وبعدين هاجي تاني علشان أقعد معاكي، وهتصل بيكي من تليفون عمو سامح".

أومأت لها شادية برأسها وهي تبتسم بأعينها التي أغرورقت بالدموع، لتتحدث وئام مرة أخرى قائلة بنبرة أظهرت إشتياقها ولهفتها:

-" وكمان هشوف ماما وولاء بابا قالي إنهم هناك، هما وحشوني أوي، ممكن مش عارفين يكلموني علشان مش معايا تليفون".

ربتت شادية على كتفها لتتحدث قائلة بنبرة محشرجة:

-" قبل ما تمشي هقول لعابد يجيبلك موبايل وكل إللي ناقصك".

إبتسمت لها وئام، لتبتلع شادية ريقها حتى تحدثت من بعد ذلك قائلة بنبرة حاولت جعلها ثابتة:

-" بس مامتك وولاء ممكن ميكونوش هناك".

عقدت وئام حاجبيها بعدم فهم، لتتحدث قائلة بنبرة مضطربة:

-" بس بابا قال إنهم هناك، يعني هما فين".

مسحت شادية دمعة هبطت منها رغماً عنها، لتعود بنظرها إليها وهي تتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" بصي يا وئام، أنا هقولك علشان عارفة إنك كبيرة وهتفهميني، بس تسمعي كلامي مش عايزاكي تقولي أنا عايزة أروح لماما وولاء".

اقتربت منها وئام قليلاً لتتساءل قائلة بنبرة خائفة:

-" هو في حاجة وحشة حصلت؟".

نظرت لها شادية قليلاً، لتنفي برأسها بإضطراب، حتى تحدثت قائلة بنبرة حاولت بها تجميع كلماتها:

-" محصلش حاجة وحشة، هي بس كل الحكاية.. إن في شوية مشاكل دلوقتي بين مامتك وولاء، بس مشاكل بسيطة يعني هتتحل وكل حاجة هتبقى كويسة، بس الفترة دي مينفعش تتكلمي معاهم أو مثلاً تشوفيهم".

لمعت أعين وئام بالدموع، لتتحدث قائلة بنبرة محشرجة:

-" هما زعلانين مني؟ هو أنا عملت حاجة تزعلهم؟".

نفت شادية برأسها على الفور لتقترب منها تمسك بيدها وهي تقول بنبرة سريعة:

-" لأ يا وئام معملتيش حاجة هما مش زعلانين منك، بس يعني أنتِ متتكلميش معاهم، هما إللي هييجوا يقولوا إنهم عايزين يكلموكي لما المشاكل دي تخلص".

كانت وئام تستمع إليها بدموعها المُتعلقة بأعينها، ولكنها بدأت بالهطول حتى بدأت شهقاتها بالإعتلاء، لتقترب منها شادية بقلق وهي تتحدث قائلة بنبرة خائفة عليها:

-" يا وئام بتعيطي ليه بس أنا بقولك أهو مفيش حاجة وحشة حصلت، متندمنيش إني قولتلك يا بنتي".

نفت وئام برأسها وهي تبكي بقوة، لتضع يدها بمنتصف صدرها وهي تشعر بألمها الذي يزداد من داخلها أثناء تحدثها بنبرتها المحشرجة التي أظهرت حُرقتها تقول:

-" أنا مش عارفة أنا عملت إيه علشان لما أحب حد يبعد عني، بابا سابني ومشي، وبلال سابني، وماما وولاء سابوني لوحدي، أنا مش بعمل معاهم حاجة وحشة أنا بحبهم أوي بحبهم أكتر ناس وهما مش بيحبوني".

لتنظر إلى شادية وهي تتحدث قائلة بنبرة محشرجة باكية لا تظهر كلماتها بوضوح أثر شهقاتها التي كانت تخرج رغماً عنها:

-" حتى البيبي أنا كنت بحبه أوي كنت بحبه زيهم وكنت بتكلم معاه ومستنياه ييجي، بس هو سابني ومش عايزني أكون مامته، وهما مش عايزني زيه، يعني كدة كل إللي بحبه بيسيبني وبيمشي".

قامت شادية بسحبها بأحضانها، لتحاول تهدأتها وهي تشعر بجسدها الذي كان يهتز بقوة أثر بكاءها وشهقاتها، لتبكي شادية وهي تشعر نحوها بالحُزن وعدم المقدرة على فعل شيء من أجلها، لا تعلم بأي كلمات سوف تواسيها، فلا ذنب لها بما يحدث معها، عدا إنه فقط قدرها الذي كتبه الله لها، والذي سوف تعيشه بكُل الأحوال، ولكن حاولت شادية التخفيف عنها ولو قليلاً، لتبدأ بالتحدث قائلة بنبرة محشرجة قليلاً:

-" الكلام دة مش صح يا وئام، كل إللي بيحبوكي معاكي زي ما هما، وزي ما أنتِ بتحبيهم هما كمان بيحبوكي، بس يا حبيبتي متعيطيش، المفروض إنك تكوني عارفة إن كل دة ربنا كاتبه لينا يا وئام، يمكن عايزك تتعبي دلوقتي علشان يريحك بعدين، وبعدين مش يمكن بُعد بلال عنك دلوقتي دة لمصلحتك، مش يمكن هو يفهم ويعرف إنه غلط في حقك بجد ولما يعوز يرجع هيرجع وهو مقرر إنه ميزعلكيش منه تاني، ومامتك وولاء كمان بيحبوكي وبيحبوا يشوفوكي، بس والله حصل شوية مشاكل مكناش عايزين نقولك عليها علشان متتضايقيش أكتر، بس أنتِ ملكيش ذنب فيها يا حبيبتي".

كانت وئام مازالت تبكي بأحضانها، ولكن هدأت شهقاتها رويداً، لتبتسم شادية وهي تتحدث قائلة بنبرة مُحبة أثناء ربتها على ظهرها كالصِغار بحنان:

-" وبعدين دة أنتِ لو تبصي في قلوبنا كلنا مش هتلاقي حد مبيحبكيش، معقولة القلب دة ميتحبش، دة أنتِ أحلى واحدة وأطيب واحدة، البنات بيحبوكي أوي وأفنان مش عايزاكي تمشي، وعارفة كمان جنة بتقولي إنها بتحبك وبتحب تنزل تقعد معاكي، والواد يحيى مبسوط بوجودك علشان مجمعانا وعلشان بيخرج على حِسك".

أغلقت وئام جفنيها وهي تبكي، لتردف شادية قائلة بنبرة حاولت جعلها مرحة:

-" طب دة أنا ساعات بغير لما بلاقي عابد كل يوم داخل علينا بحاجات حلوة كدة، أصله مكنش بيعمل كدة قبل ما أنتِ تيجي، ودلوقتي بيعمل كدة علشانك، وأنا بقى مش مهم".

كانت وئام تستمع إلى حديثها وهي تتذكر ما كان يفعله بلال معها من أشياء مُماثلة لتلك، تتذكر طريقته الحنونة معها، كذلك عودته كل يوم مُحملاً بالأكياس التي تحتوي على ما يسعد قلبها، لتبتسم بتلقائية وهي تتذكر جلوسهم سوياً بالشُرفة والسطح ومرحهم معاً، تتذكر جميع تفاصيلها وذكرياتها الجميلة معه التي حفظها عقلها، ولكن تلاشت إبتسامتها مرة أخرى بعدما جاءت أمامها صور ذكرياتها السيئة معه، ووعوده الكاذبة لها، لعقلها مكانٍ آخر تُحفظ به جميع تلك الذكريات أيضاً.

نفت وئام برأسها، لتنكس شادية رأسها تنظر لها، حتى أعتدلت وئام تخرج من عناق شادية وهي تتحدث قائلة بنبرة محشرجة:

-" أنا مش عايزاه، مش مستنياه متقوليش عنه حاجة".

نظرت لها شادية بعدم فهم، لتبتلع وئام ريقها وهي تتحدث قائلة بنبرة سريعة أثناء سحبها لدُميتها من جانبها تقول:

-" هو وحش معايا، وأنا مش عايزاه تاني، بس مش هديله لولي، هي بتاعتي".

لوحت لها شادية برأسها لتبتسم وهي تقول بنبرة مضطربة:

-" وهو ميقدرش ياخدها منك".

لتبتلع ريقها وهي مازالت تنظر لها أثناء تساؤلها بنبرة مُترقبة:

-" بس.. يعني مثلاً لو أنتِ وبلال خلاص سيبتوا بعض خالص زي ما أنتِ بتقولي، وجه واحد تاني عايز يتجوزك، هتوافقي؟".

كانت وئام تستمع إلى حديثها بهدوء، لتعتدل في جلستها وهي مازالت تعانق دُميتها تنظر إلى شادية أثناء قولها بنبرة صارمة:

-" لأ أنا مش همشي، أنا هفضل قاعدة معاكي ومع بابا".

لوحت شادية برأسها وهي تتساءل قائلة بجدية:

-" ليه بس؟ مش يمكن يكون حد كويس معاكي ويتقي ربنا فيكي ويحبك بجد".

نظرت لها وئام وهي تُفكر في حديثها، لترفع كتفيها وهي تقول بنبرة مضطربة:

-" مش عارفة".

لتعود بنظرها إلى شادية مرة أخرى وهي تقول بنبرة أظهرت حُزنها وضيقها:

-" بس هو كله بيكون حلو في الأول ويقول إنه مش هيضرب ومش هيزعق وإنها أخر مرة، بس هما بيكونوا كدابين، هما كلهم بيكدبوا، حتى لو هما شوية حلوين وشوية لا.. هما بيقولوا كدة في الأول بس بعد كدة بيزعلونا".

نفت شادية برأسها لتتحدث قائلة بنبرة هادئة تُصحح لها طريقة تفكيرها:

-" مش كله يا وئام زي ما أنتِ بتقولي كدة، في رجالة كويسة وبيتقوا ربنا في مراتاتهم وكويسين معاهم، وفي رجالة عايزة الحرق".

كانت وئام تستمع إليها بهدوء، لتبتلع ريقها حتى تحدثت قائلة بنبرة خافتة:

-" هو أنا ممكن أقولك حاجة، بس سر".

أومأت شادية برأسها على الفور لتتحدث قائلة بنبرة سريعة:

-" قولي يا حبيبتي إللي نفسك فيه".

كانت وئام تنظر إليها بتردُد، لتتحدث قائلة من بعد ذلك بنبرة مضطربة:

-" أنا بحب بلال أوي، بحبه أكتر حد، بس أنا مش عايزة أعيش معاه، علشان هو بيكدب عليا كتير".

رفعت شادية حاجبيها لتتحدث قائلة بنبرة ساخرة:

-" وهو دة ياختي السر؟".

أومأت وئام برأسها عدة مرات لتعتدل في جلستها تتحدث قائلة بنبرة مُتلهفة خائفة:

-" أيوة.. أنا مش عايزة حد يعرف إن أنا بحب بلال، لأن لو حد عرف، هو ممكن يقوله، وساعتها بلال ممكن ييجي، وأنا مش عايزة بلال ييجي أنا بخاف منه".

كانت شادية تنظر إليها بضيق على حالها ذلك، لتتنهد حتى تحدثت قائلة بنبرة أظهرت قهرتها على ولدها:

-" حقك يا وئام، أنا ذات نفسي مصدقتش إنه كان بيعمل كدة، أنا معرفش الواد دة طلع كدة ليه، حاسة إن تربيتي ليه راحت على الفاضي".

نفت وئام برأسها على الفور لتتحدث قائلة بنبرة مُتلهفة:

-" بس بلال مش وحش.. هو كان بيعمل حاجات كتير حلوة، هو كان بيساعدني، وكان بيجيبلي حاجات حلوة، وكان بيجيبلي الدوا، وكان بيدلعني وبيفضل يقولي إن شكلي حلو وشعري حلو".

لتتوقف وئام عن الحديث بعدما دنت برأسها لكفيها التي ضمتهم إلى بعضهم البعض، لترفع رأسها مرة أخرى تقول بنبرة محشرجة:

-" بس هو فيه حاجات حلوة هو مش وحش علطول، بس هو لما بيبقى وحش أنا بخاف منه، ومش عايزة أرجع معاه تاني".

اقتربت منها شادية لتربت على كتفها وهي تقول بنبرة لينة:

-" مش هترجعي معاه، محدش هيوافق إنك ترجعي معاه كمان أتطمني أنتِ هنا معانا، وخلاص كلها كام يوم وتروحي لعمك".

نظرت لها وئام بخوف، لتومىء برأسها بإضطراب، لتتحدث شادية قائلة بنبرة حاولت جعلها مرحة:

-" إيه رأيك بقى تيجي تساعديني في الأكل ونعمل حاجات حلوة سوا".

إبتسمت وئام بإتساع لتتحدث قائلة بنبرة مُحمسة:

-" ماشي، بس هنعمل إيه".

أمسكتها شادية من يدها لتجعلها تنهض معها وهي تقول بنبرة مرحة:

-" ياختي يلا نبقى نفكر في المطبخ واحنا بنشربلنا كوبايتين شاي".

ضحكت وئام لتنهض تذهب معها، حتى توجهت كلاً منهم إلى المطبخ.

كان رشاد يجلس بحديقة الجامعة يقوم بإرتشاف سيجارته وهو ينظر إلى هاتفه، حتى أمسك بكوب القهوة ليرتشف منه القليل، لتأتي إليه سجدة وهي تلهث، حتى أنتبه لها رشاد، ليتحدث قائلاً بنبرة ساخرة وهو يقوم بإلقاء سيجارته:

-" كنتي بتجري ولا إيه".

نفت سجدة برأسها بعدما جلست بجانبه، لتتحدث قائلة بنبرة سريعة:

-" لأ كنت بمد علشان ألحقك".

رفع رشاد حاجبيه ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" وهو أنا قولتلك إني همشي؟ ما أنا قاعد مستنيكي".

إبتسمت سجدة وهي تومىء له برأسها، ليعتدل رشاد في جلسته يستند بظهره على الأريكة أثناء نظره لها قائلاً بإهتمام:

-" أكلتي؟".

إبتسمت سجدة بإتساع، لتقوم بإخراج علبة من حقيبتها، حتى قامت بفتحها، لتمد يدها بها نحو رشاد أثناء قولها بنبرة سعيدة:

-" مرضيتش أفطر من غيرك، عملت حسابك معايا، يلا كُل".

نظر رشاد إلى العلبة، ليبتسم قليلاً وهو يتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" مش عايز يا سجدة، مكنتيش تتعبي نفسك".

تبدلت معالم سجدة إلى أخرى حزينة وهي مازالت تمد يديها بالعلبة قائلة بجدية:

-" لأ بجد هزعل لازم تأكل أنا والله عملتلك سندوتشات هتعجبك بجد".

نظر لها رشاد قليلاً، ليقوم بمد يده ليأخذ أحد الشطائر، حتى تحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" طيب يلا كُلي أنتِ كمان".

إبتسمت سجدة بإتساع، لتقوم بإخراج عبوات من العصير تضعها أمام كلاً منهم، لتعود بنظرها مرة أخرى إلى رشاد وهو ينظر للفراغ من أمامه بتفكير، لتعقد سجدة حاجبيها وهي تتساءل بنبرة قلقة:

-" مالك؟ في حاجة مضايقاك؟".

نظر لها رشاد قليلاً، لينفي برأسها وهو يتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" مفيش حاجة".

ليتنهد وهو يقوم بتغيير مجرى الحديث قائلاً بنبرة مرحة:

-" السندوتشات حلوة فعلاً تسلم إيدك".

ضحكت سجدة لتتحدث قائلة بنبرة سعيدة:

-" أنا بجيب أكلي معايا علطول، وبعد كدة هجيب أكلي وأكلك، يعني أعمل حسابك إنك هتفطر معايا كل يوم".

إبتسم رشاد ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" كان عندك حق فعلاً إنك هتتغيري بعد الخطوبة".

إبتسمت سجدة بخجل وهي تنظر إلى ما بيديها مُحاولة إشغال نفسها عن النظر إليه، ولكنها رفعت رأسها تنظر له بعدما تلاشت إبتسامتها قليلاً، لتتحدث قائلة بنبرة مضطربة:

-" ممكن اسألك سؤال بس متزعلش مني".

أومأ رشاد برأسه بهدوء، لتبتلع سجدة ريقها، حتى تحدثت قائلة بنبرة حرجة:

-" مش أنت بتصلي؟".

إبتسم رشاد على سؤالها، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" وحافظ ١٧ جزء كمان".

توسعت أعين سجدة بدهشة، لتتحدث قائلة بنبرة أظهرت دهشتها:

-" بسم الله ماشاء الله، حلو أوي بجد مكنتش متوقعة".

رفع رشاد حاجبيه بإستنكار، لتُعدل سجدة حديثها سريعاً وهي تقول بنبرة سريعة:

-" أنا قصدي إنك فاجئتني لأن دي حاجة جميلة".

أومأ لها رشاد برأسه وهو يبتسم، لتبتلع ريقها حتى تحدثت قائلة بنبرة حرجة:

-" بس أنا يعني.. أنا قصدي إنك أكيد عارف ربنا ودة إللي بيعجبني فيك، وبيعجبني إنك مش بتحب تعمل حاجة حرام".

أغلق رشاد جفنيه ليعتدل في جلسته وهو يتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" عايزة تقولي إيه يا سجدة".

إبتسمت سجدة وهي تستمع إلى إسمها من فمه، لتتلاشى إبتسامتها مرة أخرى ببلاهة بعدما تذكرت ما تنوي الحديث به، لتعود بنظرها إليه أثناء قولها بنبرة سريعة مُندفعة:

-" بصراحة بقى أنا متضايقة من موضوع السجاير دة، ومش بقول كدة علشاني أنا بقول كدة علشانك أنت، السجاير حرام علشان بتدمر الجسم على المدى البعيد، وأنت كنت بتشربها كتير أوي، أنت بصراحة حريقة سجاير".

ضحك رشاد على كلماتها، لتسترسل سجدة حديثها وهي تقول بجدية:

-" وبجد أنا مش بتكلم علشاني لأنك مش بتشرب لو أنا موجودة، وعارفة إنك بتعمل كدة علشان أنا بتعب منها، بس أنا عايزاك تبطلها علشان نفسك مش علشاني".

كان رشاد يستمع إليها وهو يبتسم، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة على غير العادة:

-" بصراحة أنا ببطلها علشانك مش علشان نفسي".

رفعت سجدة حاجبيها قليلاً بدهشة وسعادة، تشعر بأن كلماته تلك تختلف عن كلماتها التي قالت هي مثلها، وقوعها على قلبها يختلف تماماً، فلكُل كلمة تخرج من فمه لها تُشكل فرقاً كبيراً على معالم وجهها بالإيجاب، لتفيق وهي تنفي برأسها قائلة بجدية مُزيفة:

-" لأ، لأ مينفعش لازم تبطلها علشانك أنت".

ضحك رشاد وهو ينظر للفراغ من أمامه بعدم تصديق منها، ليعود بنظره إليها مرة أخرى قائلاً بنبرة ساخرة:

-" يا بنت الناس هو أنتِ مش المهم عندك إني أبطلها؟ وهي يعني السجاير هتيجي تشتكيلي بخيانتي ليها لو بطلتها علشانك".

إبتلعت سجدة ريقها وهي تشعر بالحرج، ليتحدث رشاد قائلاً بنبرة هادئة بعدما تنهد:

-" أنا بقول إني ببطلها علشانك لأنك فعلاً أنتِ السبب في إني ابدأ أقلل منها، مكنش حد هيقدر يقنعني أبطلها حتى لو عمل إيه، ولا أنا من نفسي كنت هقدر أبطلها حتى وانا عارف إنها بتدمر صحتي، يعني مكنش فيه دافع لكدة غير لما أنتِ ظهرتي".

شعرت سجدة بالخجل أثر حديثه، ليسترسل رشاد حديثه قائلاً بجدية:

-" بس أنا بحاول علشانك فعلاً، مش هينفع أكون عارف إنك بتتعبي منها وأشربها بردوا، حتى لو مكان أنتِ مش موجودة فيه، لازم أعود نفسي على إني أقطعها خالص بس واحدة واحدة".

ليتحدث تلك المرة وهو ينظر لها قائلاً بنبرة مرحة:

-" وبعدين أنتِ مش عارفة يعني عُبد وشوش بيحبوكي أوي كدة ليه؟ علشان أنتِ السبب في الحاجة إللي بقالهم ١٣ سنة بيحاولوا معايا فيها".

ضحكت سجدة وهي تستمع إلى كلماته، لتبتلع ريقها وهي تبتسم بخجل، حتى تحدثت قائلة بنبرة ناعمة أثر خجلها:

-" شكراً ليك إنك بتعمل كدة علشاني، دي حاجة كبيرة أوي بالنسبالي".

كان رشاد مازال يُطالعها وهو يبتسم، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة للغاية:

-" لو معملتش كدة علشانك هعمل لمين".

أومأت سجدة برأسها ببلاهة وعشوائية وهي تبتسم بخجل، ليضحك رشاد، حتى عاد لتناوله للطعام وهو يتحدث معها.

كان بسام يجلس بمكتبه ينهي بعض أعماله، لينهض يُصافح ذلك الرجل حتى خرج من أمامه بعدما قام بتوديعه، حتى كاد أن يجلس مرة أخرى، ولكنه لاحظ تلك الزهرة التي من نصيبها ذلك الإسم الذي يتفق تماماً معها، تولج إليه المكتب بمظهرها التي آثر وسرق قلبه، ترتدي فستانها وخِمارها الذي زين وجهها دون أن تُدرك ذلك، يُطالعها بصدمة وتصنُم جعلها تضحك على مظهره، لتتحدث قائلة بنبرة مرحة وهي تمسك بأصابعها فُستانها:

-" إيه، مش هتقول رأيك".

كان بسام مازال يُطالعها بدهشته، ليبتلع ريقه وهو ينظر لها، حتى أقترب منها ليتساءل قائلاً بنبرة مُتقطعة أظهرت عدم تصديقه:

-" أنتِ لبستيه بجد؟".

أومأت رزان برأسها بتأكيد لترفع حاجبيها وهي تقول بنبرة مرحة:

-" كنت فاكرني بهزر؟ وعلى فكرة أنت أول واحد يشوفني بيه".

نظر لها بسام بأعينه اللامعة، ليضحك رغماً عنه حتى أقترب منها ليقوم بمُعانقتها بقوة حتى حملها عن الأرض، لتشهق رزان وهي تقول بنبرة سريعة:

-" نزلني يا بسام ممكن حد يدخل".

تركها بسام وهو يخرجها من عناقه قائلاً بنبرة مازالت مصدومة:

-" أنزلك إيه بس يا رزان، دة أنا مش قادرة أقاوم جمالك يا شيخة".

إبتسمت رزان بإتساع وهي تتساءل بنبرة سعيدة:

-" يعني بجد شكلي حلو؟".

أقترب منها بسام ليضع وجهها بين كفيه وهو ينظر لها بنظراته المُحبة أثناء قوله بنبرة هائِمة:

-" حلو دة كلمة قليلة والله، أنتِ مش شايفة نفسك بعيني".

ضحكت رزان على كلماته، لتقترب منه وهي تقول بنبرة ناعمة أظهرت خجلها:

-" بصراحة أنا كنت بفكر بقالي فترة كبيرة، وكنت في نفس الوقت بدور على حاجة تبسطك وتفرحك، ملقيتش حاجة أحسن من دي أعملها دلوقتي علشان أفرحك بيها وتفرحني كمان بعد ما أشوفك مبسوط".

كان بسام يستمع إليها بدهشة، لتتحدث رزان قائلة بنبرة مرحة بعدما ضيقت جفنيها:

-" هو أنا قولتلك قبل كدة إني بحبك؟".

كان بسام مازال يُطالعها بنفس حالته وزادت عليهم تلك الصدمة التي تلبسته أثر ما تتلفظ به، لتبتسم رزان على مظهره بإتساع، ليتساءل بسام قائلاً ببلاهة:

-" هو أنا بحلم؟".

ضحكت رزان على كلماته، لتنفي برأسها عدة مرات، حتى أقترب منها بسام مرة أخرى يقوم بمُعانقتها بحُب وهو يُغلق جفنيه بعدما شعر بالراحة والسعادة أثر كلمتها تلك، ليلوح برأسه نحو وجهها يقوم بتقبيلها من وجنتها بحُب، ليستند برأسه مرة أخرى على كتفها وهو يتحدث قائلاً بنبرة أظهرت هلاكه وهيامه بها:

-" دة أنا إللي بحبك وبموت فيكي يا أحلى رزق بعته ربنا ليا، أنا بحبك أوي يا رزان".

كانت رزان تعانقه وهي تشعر بالخجل، كذلك بالسعادة أثر كلماته وسعادته تلك، لتتحدث قائلة بنبرة مرحة:

-" وأنا كمان بحبك يا بيسو".

أخرجها بسام من عناقه بعدما أمتعضت معالم وجهه، ليتساءل قائلاً بجدية:

-" قولتي إيه؟".

رفعت رزان حاجبيها قليلاً ببراءة لتتحدث قائلة بنبرة ناعمة:

-" بيسو، بدلعك".

رفع بسام حاجبيه قليلاً مثلها وهو يتساءل بنبرة هادئة:

-" وملقيتيش غير الإسم دة تدلعيني بيه؟".

رفعت رزان كتفيها لتتحدث قائلة بنبرة مرحة:

-" ما هي طنط بتقولك سمسم، قولت أنا أشوف اسم مختلف وكل واحد يندهلك بإسم".

ضيق بسام جفنيه وهو يقول بنبرة هادئة يشوبها القليل من الرجاء:

-" الله يباركلك متقوليش الكلمة دي قدام حد، خليها بيني وبينك كدة".

ضحكت رزان على كلماته، لتتحدث قائلة بنبرة مرحة:

-" أنت تؤمر يا بيسو".

أقترب منها بسام ليتحدث قائلاً بنبرة هائِمة:

-" أنا بصراحة بشجع كلام أبوكي وبقول يلا نتجوز دلوقتي".

رفعت رزان حاجبيها بتحذير لتتحدث قائلة بنبرة لا تقل عن مظهرها:

-" بسام".

أغلق بسام جفنيه بدرامية ليتحدث قائلاً بضيق مُزيف:

-" ما إحنا كنا لسة ماشيين حلو".

إبتسمت رزان وهي تنظر له، لتبتعد عنه أثناء قولها بنبرة هادئة:

-" خلاص أنا همشي، أنا جيت علشان تكون أول حد شاف".

أمسك بسام بيدها ليتحدث قائلاً بجدية:

-" تمشي تروحي فين، أنتِ النهاردة معايا".

نظرت له رزان لتتحدث قائلة بجدية تماثله:

-" إزاي، هما ميعرفوش في البيت إني جيالك أصلاً".

عقد بسام حاجبيه ليتساءل بجدية:

-" أومال قولتيلهم رايحة فين؟".

رفعت رزان كتفيها لتتحدث قائلة بنبرة غير مُبالية:

-" محدش منهم سألني نازلة ليه أو رايحة فين، أنا بقولك أنت أول واحد يشوفني كدة علشان هما مهتموش يرفعوا رأسهم ويبصولي أساساً".

نظر لها بسام قليلاً، ليتنهد وهو يقترب منها يضع يديه على ذراعيها أثناء قوله بنبرة لينة:

-" طيب بردوا يا رزان مكنش ينفع تنزلي من غير ما تقوليلهم أنتِ رايحة فين حتى لو أنا عارف، وأنا على العموم هتصل دلوقتي بالحج عمران أعرفه إننا انهاردة مع بعض، ومتعمليش الحركة دي تاني".

نظرت له رزان قليلاً بمعالم وجه مُتهكمة، ليمسكها بسام من يدها حتى سار بها خلف مكتبه ليجعلها تجلس على مقعده وهو يقول بنبرة مرحة:

-" أنتِ النهاردة صاحبة المعرض لحد ما نمشي من هنا".

إبتسمت رزان وهي تنظر له، لتُحمحم وهي تقول بنبرة مرحة:

-" طيب وأنت، هتروح فين".

عاد بسام مرة أخرى ليجلس من أمامها وهو يقول بنبرة هادئة من وسط ابتسامته:

-" أعتبريني المساعد بتاعك".

لوحت رزان برأسها وهي تبتسم بخجل، لترفع رأسها مرة أخرى تنظر له بعدما أقتربت من المكتب لتستند بذراعيها عليه أثناء وضعها ليدها على وجنتها وهي تقول بنبرة مرحة:

-" طيب وبعد ما تخلص شغل، هنروح فين".

استند بسام على المقعد براحة وهو مازال ينظر لها مُبتسماً أثناء قوله بنبرة هادئة:

-" هنروح نجيب هدوم جديدة ليكي مع بعض".

تلاشت إبتسامة رزان، لتضم كفيها إلى بعضهم البعض وهي تقول بنبرة أظهرت حرجها:

-" أنا مش عايزة، الفلوس إللي كنت مديهاني لسة باقي منها وكمان زيد بيديني، يعني أنا جبت دول وهنزل لسة أجيب تاني".

أعتدل بسام في جلسته ليتحدث قائلاً بجدية أظهرت ضيقه:

-" رزان أنا قولتلك مليون مرة ملكيش دعوة بأي حاجة تخص الفلوس، متحسسنيش إني غريب عنك كل ما أعمل حاجة تقولي لا.. أنا جوزك على فكرة يعني أنتِ مسؤولة مني مش من حد تاني، حتى لو قاعدة في بيت أهلك".

إبتلعت رزان ريقها لتتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" أنا مش قصدي والله متزعلش، بس أنا بجد معايا، صدقني لما الفلوس تخلص هقولك".

رفع بسام حاجبيه قليلاً ليتحدث قائلاً بجدية لا تقبل نقاش:

-" قفلي الموضوع دة مش هنتكلم فيه، ومتناقشنيش في الموضوع دة بالذات، هننزل مع بعض وهنجيب كام فستان وخمار بس مش أكتر، إيه المشكلة معاكي في كل دة".

رمقته رزان قليلاً بنظراتها الهادئة التي أمتزجت بحرجها منه، ليبتسم بسام تلقائياً بعدما لاحظ مظهرها الجديد من أمامه، حتى تحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" سيبيني بقى اتأمل في اللوحة دي شوية".

ضحكت رزان وهي تستمع إليه، لتنظر من بعد ذلك إلى الأجواء من حولها بأعين تدور بعشوائية أثر نظراته الثابتة والمُحبة لها.


كان مالك يجلس بجانب كلاً من عابد وشادية، لتأتي إليهم فاطمة تقوم بوضع صينية المشروبات أمامهم وهي تقول ببلاهة:

-" أنتوا منورينا والله".

أشار مالك بيده عليها وكأنه يُعرفها إلى كلاً من عابد وشادية أثناء قوله بجدية:

-" حماتي".

أومأت فاطمة برأسها بتأكيد، لتضحك شادية وهي تقول بنبرة مرحة:

-" طيب والله زي العسل، لو كان عندي إبن خامس كنت جوزتهولك".

رفعت فاطمة كتفيها بأسف، لينظر إليها سعيد وهو يقول بنبرة هادئة:

-" روحي أستعجلي زينب شوية يا فاطمة".

نظر له عابد ليتحدث قائلاً بجدية:

-" براحتها يا حج، خلينا نتكلم إحنا".

أومأ سعيد برأسه ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" أتفضل يا حج أنا معاك أهو".

نظر عابد إلى مالك الذي كان يشعر بضربات قلبه المُرتفعة أثر الحديث المُقبل الذي يرهبه، ليعود عابد بنظره إلى سعيد وهو يقول بجدية:

-" أنت أكيد يا حج عارف إن يعني مالك لسة بيشد حيله في موضوع الشغل، هو الحمدلله متعين دلوقتي لكن لسة مش بعقد ثابت، بس إن شاء الله يكتبه، وهو عنده شقته، وإللي حضرتك هتطلبه كله هييجي".

إبتسم سعيد ليتحدث قائلاً من بعد ذلك بنبرة لينة:

-" شوف يا حج، أنا لو كان جالي حد غير مالك وعنده أكتر من إللي عند مالك مكنتش هوافق، ربنا يعلم إن من أول لحظة شوفته فيها وأنا اعتبرته ابني وعيل من عيالي، ولو مكنتش عارف نيته بردوا كنت استحالة اوافق، بس علشان أنا عارفه كويس وعارف هو قد إيه شاب كويس وراجل بديله بنتي وأنا متطمن إنه هيشيلها في عينه، ومالك مفيش حاجة تعيبه هو بسم الله ماشاء الله ذكي وإن شاء الله هيقدر ينجح ويركز في حياته الجاية".

إبتسم مالك إبتسامة لم تُعادل سعادته ودهشته بحديثه من داخله، كذلك تأثره به، وراحته بعدما كان يحمل هم نفسه، ولكن دوماً ما كان سعيد هو الذي يأخذ بيده إلى خارج دوامات عقله تلك، ليذكره بأن لديه الكثير من الفرص بعد.

إبتسم له عابد بعدما كان يحمل هو الآخر هم حديثه، ليتحدث قائلاً بنبرة أظهرت راحته:

-" والله أنت متعرفش كلامك دة طمنني ازاي يا حج، ربنا يباركلك في بناتك يا رب وتعيش وتفرح بأحفادهم".

تمم سعيد على دعائه وهو يبتسم، ليوجه نظره نحو مالك الذي كان ينظر له مُبتسماً، ليومىء له برأسه بإطمئنان، حتى قطع عليهم الحديث زينب التي ولجت لتتحدث قائلة بنبرة هادئة أظهرت خجلها:

-" السلام عليكم".

رد الجميع السلام من بينهم مالك الذي نهض عندما رآها، لتنهض شادية هي الأخرى تقول بنبرة ودودة وهي تُعانقها:

-" عاملة إيه يا زينب وحشتينا والله".

إبتسمت لها زينب لتتحدث قائلة بنبرة ناعمة:

-" ربنا يخليكي يا طنط حضرتك أكتر".

ربتت شادية على كتفها، لتقترب زينب تجلس بجانب سعيد، حتى أقتربت فاطمة هي الأخرى لتجلس من جانبهم وهي تبتسم بإتساع فرحاً بشقيقتها، ليتحدث سعيد كاسراً ذلك الصمت وهو يقول بنبرة هادئة:

-" طيب قوموا أقفوا في البلكونة وأتكلموا هتفضلوا قاعدين كدة".

نظرت له زينب بخجل، لينهض مالك حتى نهضت فاطمة هي الأخرى لتتحدث قائلة ببلاهة:

-" تعالوا أوريكم مكان البلكونة".

نهضت زينب وهي تنظر لها بعدم فائدة، ليذهب ثلاثتهم من أمامهم، حتى ولجوا إلى الشرفة، لتقف فاطمة معهم وهي تنظر إلى كلاً منهم، حتى تنهد مالك وهو ينظر لها، ليتحدث قائلاً بجدية:

-" أنتِ في سنة كام؟".

لوحت فاطمة بكتفيها وهي تنظر له قائلة بنبرة مرحة:

-" أولى ثانوي".

أومأ مالك برأسه ليتحدث قائلاً ببلاهة:

-" حلو هبقى أجوزك للواد يحيى".

شهقت فاطمة لتتحدث قائلة بنبرة سعيدة:

-" مين يحيى دة؟ اسمه حلو أوي".

ابتسم مالك ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" إبن أخويا، هو أكبر منك بسنتين".

أقتربت فاطمة قليلاً لتتحدث قائلة ببلاهة:

-" وريني صورته".

رمقتها زينب بحِدة لتتحدث قائلة بنبرة مُحذرة:

-" فاطمة".

نظرت لها فاطمة، ليتحدث مالك قائلاً بنبرة ساخرة:

-" أستني خليني أوريها صورته يمكن تحِل عن دماغنا".

قام مالك بإخراج صورة يحيى من هاتفه، لتمسك فاطمة بالهاتف وهي تنظر له بإبتسامة مُتسعة، لتنظر إلى زينب حتى أقتربت منها لتجعلها تراه وهي تقول بنبرة سعيدة أظهرت إعجابها به:

-" بصي قمور إزاي".

كادت زينب أن تتحدث وهي تنظر لها بغضب، لتتحدث فاطمة قائلة بنبرة سريعة وهي تنظر إلى مالك:

-" أومال أنت مش شبهه ليه".

تلاشت إبتسامة مالك وهو ينظر لها، لتتحدث زينب قائلة بنبرة مُحذرة:

-" أطلعي يا فاطمة كلمي بابا، بينادي عليكي".

زفرت فاطمة بقوة وهي تنظر لها، حتى قامت بإعطاء الهاتف لمالك وهي ترمقه بسخط، حتى خرجت من أمامهم، لتنظر زينب في أثرها، حتى تحدثت قائلة بنبرة مُتأسفة:

-" معلش أنا آسفة، بس هي فاطمة كدة مبتقدرش تمسك لسانها".

ابتسم مالك وهو ينظر لها حتى تحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" عادي أنا بعرف أتعامل".

أومأت زينب برأسها وهي تنظر للشارع من أمامها، لينظر لها مالك قليلاً، حتى حمحم ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" طيب إيه، مش عايزة تعرفي حاجة".

نظرت له زينب، لترفع كتفيها بتلقائية وهي تقول بنبرة هادئة:

-" بابا قالي عنك شوية حاجات بس".

رفع مالك حاجبيه ليتساءل قائلاً بنبرة مرحة:

-" يعني إللي عم سعيد قالهولك يغنيكي عن إنك تسأليني عن أي حاجة عايزة تعرفيها؟".

إبتسمت زينب وهي تُحيد بنظرها عنه، فهي بالفعل لم تنظر له إلا نظرات لم تتعدى الثواني، حتى تحدثت قائلة بنبرة هادئة:

-" شوية".

لوح مالك برأسه وهو ينظر للأجواء من حوله، حتى عاد بنظره إليها ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" طيب أنا بقى معرفش حاجة عنك بصراحة، عرفيني أنتِ".

إبتلعت زينب ريقها وهي تنظر إلى أصابعها، لتتحدث قائلة بنبرة هادئة حاولت عدم مزجها بخجلها:

-" عندي ٢٢ سنة، وآخر سنة ليا في الكلية، وبشتغل في معمل تحاليل ودار تحفيظ قرآن".

كان مالك ينظر لها وهو يبتسم أثر حديثها، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة للغاية وكأنه تذكر للتو:

-" عارفة أول مرة شوفتك فيها لما جيتي تزوري عم سعيد، حسيت إني شوفت أفنان أختي قدامي، وكمان إنكم ولاد عم سعيد دي كانت حاجة كفيلة تخليني أفكر اتقدملك، حسيت بقى ساعتها إن كل الأسئلة اللي في دماغي بتجاوب عليهم النقطة دي".

رفعت زينب رأسها تنظر له بعدم فهم، ليتحدث مالك وهو يلوح بيده يفهمها مقصده أثناء قوله بنبرة هادئة:

-" عم سعيد من طريقة كلامه معايا اول ما شوفته اثبتتلي إنه راجل محترم فعلاً لدرجة إني مكنتش مصدق وجوده في المكان دة، ولما عرفت هو دخل ليه دة خلاه يعلى في نظري أكتر كمان، طريقة كلامه كانت بتثبتلي إنه سايب برة بنات محترمة يقدر يعتمد عليهم في غيابه، ولما شوفتكم اتأكدت من دة".

كانت زينب تستمع إلى حديثه وهي تبتسم أثناء نظرها لأصابعها مُحاولة عدم النظر إليه، لترفع رأسها قليلاً حتى تحدثت قائلة بنبرة مُمتنة:

-" شكراً لكلامك".

إبتسم مالك وهو ينظر لها، ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" طيب مش عايزة تعرفي حاجة تاني بردوا؟".

ضحكت زينب رغماً عنها لتتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" طيب عرف عن نفسك زي ما أنا عملت".

تنهد مالك ليستند بكفيه على سور الشرفة أثناء نظره لها وهو يقول بنبرة مرحة:

-" عندي ٢٥ سنة، وشغال في مصنع سيراميك في الحسابات".

ليدنو برأسه قليلاً وهو يقول بنبرة مازالت مرحة:

-" يعني لو حصل ما بيننا نصيب، هتلاقيني راجعلك البيت ريحتي فلوس".

رفعت زينب رأسها تلك المرة لتنظر له بعدم فهم بعدما عقدت حاجبيها، لتتلاشى إبتسامة مالك تدريجياً وهو يقول ببلاهة:

-" إيه؟ مش الدكاترة بتبقى ريحتهم بنج وعمليات، والمهندسين ريحتهم تحسيها متربة، والمحاسبين بقى ريحتهم فلوس معروفة".

ضحكت زينب بقوة على حديثه بعدما لم تستطع كتم ضحكتها، ليرفع مالك حاجبيه أثر ضحكها، حتى نفت زينب بيدها وهي تقول بنبرة ضاحكة:

-" أنا آسفة والله".

لتبتسم بعدما أوقفت ضحكاتها وهي تقول بنبرة ساخرة:

-" أنت دمك خفيف فعلاً زي ما بابا قال".

نظر لها مالك وهو يبتسم، ليستند بذراعه على السور وهو يتحدث قائلاً ببلاهة:

-" وبابا مقالكيش حاجة عني كمان؟".

نظرت له زينب وهي تبتسم، لتتنهد وهي تتحدث بنبرة سريعة تُداري بها خجلها:

-" طيب يلا ندخل".

أعتدل مالك في وقفته ليُشير لها بيده قائلاً بنبرة أظهرت ضيقه:

-" ليه ما إحنا لسة بنتكلم".

أشارت زينب بيدها نحو الداخل بعشوائية، لتتأهب للذهاب من أمامه وهي تقول بنبرة هادئة:

-" أنا هدخل علشان بابا عايزني".

إبتسم مالك وهي تذهب من أمامه، لينظر في أثرها حتى وضع يده على شعره ليتحدث قائلاً ببلاهة:

-" عسلية".


بعدما عاد الجميع إلى المنزل مرة أخرى، كان كلاً من عابد وشادية، يجلسان مع كلاً من مالك ورشاد اللذان كانا يأكلان معاً، ليتحدث عابد قائلاً بجدية وهو ينظر إلى مالك:

-" أوعى بقى تسيب الشغل وتتلكك، وأعمل حسابك إنك هتدفع نص حق الشبكة".

توقف مالك عن تناول الطعام بعدما علق بفمه، لينظر إلى شادية التي نظرت إلى عابد بدهشة وهي تتحدث قائلة بجدية:

-" إزاي يعني يا عابد، الواد لسة بيشد حيله في الشغل ومبقالوش شهر، هيجيب منين هو الفلوس دي كلها".

رفع عابد حاجبيه وهو ينظر لها قائلاً بجدية:

-" مش هو إللي عايز يخطب دلوقتي؟ مادام قرر يبقى لازم يكون مقتدر يا شادية".

إبتلع مالك ما بفمه ليتحدث قائلاً بجدية وهو ينظر إلى عابد:

-" طيب ما أنا مش هلحق أدخل جمعية ولا أعمل أي حاجة، هجيب منين أنا عشرين ألف".

نظر له عابد ليتحدث قائلاً بنبرة مُندهشة:

-" عشرين ليه؟ قول تلاتين".

توسعت أعين مالك بصدمة، ليلوح رشاد برأسه وهو يأكل حتى إبتلع ما بفمه ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" مش للدرجة دي يا حج".

أعتدل عابد في جلسته ينظر له وهو يتحدث قائلاً بجدية:

-" لأ للدرجة دي ونص، وهو دة إللي عندي، ويحمد ربنا كمان إني هشيل معاه".

وضع مالك يده على رأسه وهو يُفكر بحل لتلك المشكلة، ليعود بنظره إلى عابد أثناء قوله بنبرة هادئة:

-" طيب استناني أدخل جمعية وهسددهملك".

نظر له عابد قليلاً، ليتحدث قائلاً بتلاعُب:

-" ماشي، معاك لحد شهر تسعة الجاي".

تحدثت شادية في تلك اللحظة قائلة بجدية أثر ما يفعله عابد:

-" في إيه يا عابد، وهي بنتك ولا هو إللي إبنك، أنت بتعامله كدة ليه".

لم يبدي عابد أي ردة فعل، لينظر له مالك قليلاً وهو يُفكر بما يفعله معه، حتى وجه نظره إلى رشاد الذي غمز له بعينه أن لا يهتم لحديثه، ليتنهد مالك بضيق، حتى تحدث رشاد قائلاً بنبرة هادئة بعدما ابتلع ما بفمه:

-" هي فين أفنان".

لوحت شادية بيدها نحو الغرفة لتتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" جوة بتتفرج على فيلم هي ووئام".

أومأ رشاد برأسه وهو يأكل أثناء رسمه لإبتسامة على وجهه، ليبتلع ما بفمه حتى وجه نظره إلى كلاً من عابد وشادية وهو يقول بنبرة هادئة:

-" مش وئام جالها عريس".

صُدم الجميع من حديثه، ليتحدث عابد قائلاً بجدية:

-" عريس! عريس مين؟".

نفض رشاد يديه، ليستند على المقعد براحة وهو يتحدث قائلاً بنبرة هادئة من وسط إبتسامته:

-" إبن عم سجدة كلمني النهاردة وقالي إنه عايز يتقدملها".

كان كلاً من عابد وشادية ينظرون إليه بصدمة، عدا مالك الذي أعتدل ليتحدث قائلاً ببلاهة:

-" يعني أخيراً هرجع لأوضتي تاني! أنا كنت عارف إنها مش مطولة فيها".

نظرت له شادية وهو يتحدث، حتى كاد أن تتحدث، ولكنها عادت بنظرها إلى رشاد مرة أخرى لتتحدث قائلة بجدية:

-" وأنت عملت إيه؟".

كان رشاد يُطالع ردود أفعالهم وهو يبتسم، ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" قولتله هاخد رأيها".

انتفض عابد ليتحدث قائلاً بنبرة غاضبة:

-" أنت مجنون يابني".

وضعت شادية يدها على صدرها لتتحدث قائلة بنبرة خائفة وهي تنظر إلى رشاد:

-" يا مصيبتي، إيه اللي أنت عملته دة، بلال لو شم خبر هي...".

وجه عابد نظره إليها ليتحدث قائلاً بنبرة مازالت غاضبة:

-" وهو دة كل إللي همك، إن الشملول إبنك يعرف".

عقد مالك حاجبيه ليتحدث قائلاً ببلاهة وهو ينظر إلى عابد:

-" أومال أنت متعصب ليه".

نظر له عابد بدهشة من بروده، ليلوح بيديه وهو يتحدث قائلاً بنبرة أظهرت عدم تصديقه لما يفعلونه:

-" يابني أنت مجنون زيه، أنتوا عايزين تجننوني".

لم يستطع رشاد تمالك ضحكته، لينهض وهو يتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" وهو أنت يعني متوقع أكون قولتله كدة بجد؟ عبيط أنا يعني؟".

لوح له عابد بيده ليتحدث قائلاً بنبرة مُنفعلة:

-" أه عبيط، وتطلع منك عادي".

ضحك مالك رغماً عنه، لينظر له رشاد بتحذير، حتى رفع مالك كفه بتأسف، ليعود رشاد بنظره إلى عابد مرة أخرى وهو يقول بنبرة هادئة:

-" على العموم تُشكر يا عُبد".

نظرت له شادية لتتحدث قائلة بنبرة قلقة:

-" يابني قول قولت إيه متوجعش قلبي".

وجه رشاد نظره إليها، ليتحدث في تلك اللحظة قائلاً بجدية:

-" هكون قولت إيه؟ قولتله إنها مرات أخويا، فضل مش مصدق شوية بس بعدين قفل هعمله إيه يعني!".

تنهدت شادية براحة وهي تضع يدها على قلبها، لتجلس على المقعد وهي تحمد الله، ليعقد رشاد حاجبيه ليتحدث قائلاً بجدية:

-" أنا قولتله كدة مش علشان حاجة، بس علشان أخرج نفسي من الحوارات دي، وبعدين الواد دة مكنش مظبوط".

ليوزع نظراته بين كلاً من عابد وشادية وهو يتحدث قائلاً بنبرة خبيثة:

-" بس لو نفترض إنه شاب كويس فعلاً، ف ليه لا؟".

أغلق عابد جفنيه بتعب، ليجلس على الأريكة وهو يلوح بيده ورأسه قائلاً بنبرة أظهرت تعبه وإنخفاض ضغطه:

-" عيالك هيشلوني يا شادية".

نظر له مالك ليتحدث قائلاً بنبرة أظهرت ضيقه:

-" طيب ليه لا فعلاً، أنا عايز أرجع لأوضتي".

جلس رشاد مرة أخرى لينظر إليهم وهو يتحدث قائلاً بجدية لا يشوبها المزاح:

-" أنا بصراحة مش فاهم وجهة نظركم، وهي يعني على ذمته؟ ما هما خلاص اتطلقوا، وفاضل شهر وعدتها تخلص، إيه بقى المشكلة لو تشوف حياتها!".

نظر له عابد في تلك اللحظة ليتحدث قائلاً بجدية وهو ينظر له:

-" وأنا مقولتش إنها على ذمته، ومش فارقلي يعرف ولا ميعرفش، بس حتى لو اتطلقوا، وئام هتفضل واحدة من بناتي، وإللي مرضاهوش لبناتي مرضاهوش لبنات الناس".

ضيق رشاد جفنيه ليتساءل قائلاً بجدية:

-" وهما بناتك لو لقدر الله اتطلقوا، هترفض تجوزهم تاني؟".

صك عابد على أسنانه وهو يتحدث قائلاً بنبرة حاول بها تمالك غضبه:

-" لو إللي متجوزينهم ولاد حرام ومبقيوش على العشرة، يبقى هجوزهم لأسياد أسيادهم، لكن لما أبقى عارف إن بنتي بتحب جوزها ومستنياه يرجعلها أكيد مش هروح أجوزها لواحد غيره".

رفع رشاد حاجبيه قليلاً، ليتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" طيب بلاش نتكلم أحسن في الموضوع دة".

نظرت شادية إلى مالك الذي كان يستمع إليهم بهدوء، حتى وجه نظره إليها، لتتحدث شادية مُغيرة مجرى الحديث قائلة بنبرة سريعة:

-" طيب خلاص الحمدلله الموضوع خلص ورشاد عرف يتصرف، قوم يلا أغسل إيدك عقبال ما أعمل الشاي".

كاد رشاد أن ينهض، ليستوقفه عابد الذي نهض ليقف أمامه وهو يقول بجدية:

-" أنا وافقت أحلام على إللي عملته علشان عارف إن عادل بيحبها من زمان وهيشيلها في عيونه وهيقدر يخليها تنسى أي حاجة قديمة، بس مروحتش جوزتهولها بالعافية، لأ هي كانت راضية وموافقة بكدة، وأديك شايف الحال دلوقتي، ماشاء الله كلها كام شهر وتخليني جد، وكل يوم بيعدي بتأكدلي إني عملت الصح، ولو رجع بيا الزمن تاني ساعتها، كنت بردوا هوافق على إنها تتجوز عادل".

كان رشاد يستمع إليه بهدوء وملامح وجه ثابتة، ليتركهم عابد حتى ذهب من أمامهم، حتى نظرت شادية في أثره، لتعود بنظرها إلى كلاً من رشاد ومالك وهي تقول بنبرة خافتة غاضبة:

-" مفيش مرة تقعدوا معاه وتقوموه صافي من ناحيتكم، لازم تعملوا شرارة، أقول عليكم إيه بس".

حتى تركتهم هي الأخرى لتذهب خلف عابد، حتى تنهد رشاد بهدوء وهو يتأهب للذهاب، ليستوقفه مالك الذي نهض ليقف أمامه وهو يتساءل بجدية:

-" هو إزاي أحلام وعادل أتجوزوا علطول بعد ما هي سابت محمد بشهر كدة؟".

تنهد رشاد بملل ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة يشوبها السخرية:

-" مش هي كان نفسها تعيش Experience؟ أديها جربت التهور بقى".

ليلوح برأسه بسخرية وهو يذهب من أمامه، حتى نظر مالك في أثره ببلاهه، ليتأفأف وهو يتذكر أمر غرفته المأخوذة عنه عنوة.

بعد مرور عدة أيام، بوقتٍ متأخر من الليل، عاد عادل إلى المنزل، ليستمع إلى صوت التلفاز القادم من الصالة، أقترب قليلاً ليجد أحلام تجلس على الأريكة وهي تضع غطاء عليها كذلك صحن من الفشار، وتعود برأسها للخلف قليلاً أثر نومها، ليقترب منها عادل حتى جلس بجانبها على الأريكة وهو يضع يده على كتفها يُفيقها، حتى انتفضت أحلام وهي تفتح أعينها بإنزعاج، لتتحدث قائلة بنبرة ناعسة:

-" الساعة كام".

إبتسم عادل على مظهرها ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" الساعة ١٢ ونص".

نظرت له أحلام بأعينها الناعسة وهي تقول ببلاهة:

-" أنت جيت".

تحدث عادل قائلاً بنبرة ساخرة:

-" لأ بعتلك الدوبلير بتاعي يونسك شوية".

أبعدت أحلام يدها عنه أثر سخريته التي أصبح يعتمدها مؤخراً بحديثه معها، ليضحك على مظهرها، حتى نهضت أحلام لتتحدث قائلة بنبرة ناعسة:

-" أمسك اتسلى في دة عقبال ما أحضرلك الأكل".

نهض عادل ليضع صحن الفشار على الطاولة وهو ينظر لها قائلاً بنبرة هادئة:

-" أدخلي نامي أنتِ خلاص أنا هدخل أكُل وهحصلك علشان ورايا شغل الصبح بدري".

تثائبت أحلام وهي تُغلق جفنيها، لتتحدث قائلة ببلاهة:

-" بس أنا جعانة".

رفع عادل حاجبيه بدهشة، ليتحدث قائلاً بنبرة مُتعجبة:

-" طيب أدخلي نامي والصبح كُلي".

نفت أحلام برأسها لتعقد حاجبيها بإنزعاج وهي تقول بنبرة بدأت بالإفاقة:

-" لا أنا هاكل دلوقتي، أدخل غير هدومك عقبال ما أحضرلنا الأكل".

لوح عادل برأسه بغرابة منها ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" براحتك".

ذهبت أحلام من أمامه، ليخرج عادل من الغرفة بعد مرور رُبع ساعة، بعدما قام بالإستحمام وتبديل ملابسه إلى أخرى، حتى وجدها تقوم بوضع الطعام على الطاولة من أمام التلفاز، ليقترب يجلس بجانبها على الأريكة، حتى بدأ بتناول الطعام بهدوء، وسط مشاهدة أحلام للتلفاز بتركيز وهي تأكل، لينظر لها عادل، حتى إبتلع ما بفمه ليتساءل قائلاً بنبرة هادئة:

-" عملتي إيه النهاردة".

انتبهت له أحلام، لتبتلع ما بفمها حتى تحدثت قائلة بنبرة هادئة وهي تقوم بسرد ما حدث:

-" مفيش، خلصت الشغل مكنش كتير النهاردة، وبعدين عملت الغدا، ولقيت جارتنا إللي فوق عروسة جديدة لسة نزلتلي طبق جاتوه، بس لذيذة يعني".

نظر لها عادل ليتساءل ببلاهة وعدم انتباه:

-" العروسة ولا الجاتوه".

نظرت له أحلام قليلاً، ليدرك عادل ما تلفظ به، حتى إبتلع ما بفمه، لتُضيق أحلام جفنيها وهي تقول بنبرة حانقة:

-" الجاتوه".

ضحك عادل رغماً عنه ليتحدث قائلاً بنبرة ضاحكة:

-" والله بسأل عادي، أصل لو لذيذة زي ما بتقولي صاحبيها علشان تونسوا بعض".

تنهدت أحلام وهي تعود بنظرها للطعام، ليضيق عادل جفنيه وهو يتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" بقى خلقك ضيق أنتِ اليومين دول".

نظرت له أحلام وهي تأكل، لتبتلع ما بفمها حتى تحدثت من بعد ذلك قائلة بنبرة هادئة:

-" وأنت عملت إيه".

نفى عادل برأسه وهو يأكل، ليتحدث من بعد ذلك قائلاً وهو ينظر للطعام ولكنه حافظ على جعل أسلوب شرحه لها سلس لكي تتفهم عليه بسهولة:

-" الشغل كله من الصبح في المكتب، وعلى الساعة تسعة كنت خلاص همشي بعد ما خلصت، بس جالي شغل".

أومأت أحلام برأسها وهي تستمع إليه، لتبتلع ما بفمها حتى تحدثت قائلة بنبرة هادئة:

-" طيب بكرة هتخلص امتى علشان ميعاد الدكتورة".

نظر لها عادل ليتساءل بنبرة هادئة قائلاً:

-" الساعة كام؟".

تحدثت أحلام قائلة بجدية:

-" أربعة يا عادل أنت نسيت".

أغلق عادل جفنيه أثر عدم تذكره بسبب ضغط عمله، ليعود بنظره إليها قائلاً بنبرة مُتأسفة:

-" معلش يا أحلام غصب عني، بكرة هجيلك على العصر نروح وبعدين أرجعك وأروح تاني على الشغل".

توددت أحلام إليه بأعينها لتتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" طيب ممكن ترجعني عند ماما عقبال ما تخلص شغل وتيجي تاخدني".

نظر لها عادل وهو يأكل، لتظل أحلام على وضعيتها وهي تتودد إليه بأعينه التي تعمدت توسيعهما ببراءة، ليُضيق عادل جفنيه وهو يتساءل بنبرة مُحبة:

-" هو الحمل بيحلي وأنا مش واخد بالي؟".

قلبت أحلام عينيها بملل، لتتحدث مُغيرة مجرى الحديث تقول:

-" هتوديني ولا لا يا عادل؟".

ضحك عادل ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" خلاص هوديكي، على قد ما هو بيحلي، بس بيضيق الخُلق بطريقة".

رفعت أحلام حاجبها لتتساءل قائلة بجدية:

-" مش عاجبك ولا إيه؟".

نظر لها عادل قليلاً وهو يبتسم، يشعر بالراحة أثر تغيرها معه بعدما اتفقوا على أن يصبحوا أصدقاء، يُرضيه طريقة حديثها حتى وإن كانت تُحاول بأغلب الوقت الإتكاء على روحها لتتحدث معه بتلك الطريقة، يُخبرها بأنه يعلم بفتح قلبها له، وكأنه يؤكد لها ذلك الشيء، ولكن ما لا تعلمه هو أنه يأمل في كل ليلة، وفي كل صلاة أن يُصبح ذلك الشيء حقيقياً بينهما.

أومأ لها برأسه وهو يبتسم ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" عاجبني، ولو قولت عكس كدة أبقى كداب".

إبتسمت له أحلام وهي تومىء برأسها بتأكيد، لتعود بنظرها للتلفاز مرة أخرى حتى استندت بظهرها على الأريكة وهي تتنهد بعمق بعدما تلاشت إبتسامتها رويداً، حتى وجهت نظرها إليه وهو يأكل، تُحاول فهم إصراره على مُحاولتها لفتح قلبها له، لم تُنكر شعورها بالراحة أثر صداقتها به التي أصبحت من وجهة نظرها تكبر يوماً بعد يوم، تُحاول معاملته كما تُعامل أشقائها وصديقاتها، وكأنه حقاً صديقاً لها، بدأت جعله بالإعتبار هكذا، ولكنها مازالت لا تكِن بأي مشاعر تجاهه، بل تُحاول دوماً الهروب من مواجهة كلماته المعسولة والمُحبة لها أثر عدم وجودها لأي رد يُثبت وقع تلك الكلمات عليها، وهذا ما يجعلها حزينة نحوهه، لا ذنب له بذلك، ولكنها تُحاول، بالظروف الماضية كانت تُحاول بمُفردها، ولكن تلك المرة هو معها، فربما تفلح.


بالصباح الباكِر، وأثر عِلمه بإستيقاظها في ذلك الوقت، قام بفتح باب الشقة بمفتاحه ببطء وهدوء مُحاولاً عدم إصدار أصوات لكي لا يستيقظ أحد.

وبنفس الوقت، كانت وئام جالسة على الفراش بعدما خرجت من المرحاض وعادت مرة أخرى إلى الغرفة بهدوء كالمُعتاد، تضم إليها دُميتها وهي تقوم بفك جدائِل شعرها التي فعلتها لها من قبل، حتى وجدت باب الغُرفة يُفتح بواسطة شخصاً ما، ليولج إليها بلال الذي أغلق الباب من خلفه بهدوء، حتى أنتفضت وئام وهي تعود إلى زاوية الحائط تنظر إليه بخوف بعدما بدأ جسدها بالإرتجاف، ليلتفت بلال ينظر لها وهو يبتسم بحُب وإشتياق ظهر عليه نحوها.

_______________________

إهداء اليوم إلى صديقاتي الجميلات قلباً وقالباً ( سارة بكر - آية أسامة ) ♥️

#يُتبع.
#الفصل_السابع_والثلاثين.
#ميرونزا.

Continue Reading

You'll Also Like

21.6K 143 6
Shirou Emiya, Perfect archer now servant.If Time Archer Shirou was summoned in the holy Grail.
224K 11.3K 90
Being flat broke is hard. To overcome these hardships sometimes take extreme measures, such as choosing to become a manager for the worst team in Blu...
6.6K 426 13
إنهُ يسكُن قَلبي ، هذا موطنهُ الوحِيد _چيلين وجدتها ، كما لو أنني حظيت بالعالم معها _تايهيونغ
87.8K 2.2K 33
A little AU where Lucifer and Alastor secretly loves eachother and doesn't tell anyone about it, and also Alastor has a secret identity no one else k...