عُمارة آل نجم.

By MariamMahmoud457

227K 14.4K 22K

عادةً ما تأتي العائِلة أولاً، بضجيجها، وحِسها، وحروبِها الدائِمة رغماً عن أمانِها المُستقر، جيشك المُتصدي، مح... More

الفصل الأول ( بر الوالدين )
الفصل الثاني ( تلقاه العين قبل الرحِم )
الفصل الثالث
الفصل الرابع ( من يملُك الحق )
الفصل الخامس ( إرضاء الأقرب للقلب؟ )
الفصل السادس ( طريق التهلكة )
الفصل السابع ( ماذا فعلوا بحقها؟ )
الفصل الثامن ( بداية جديدة خالية من الفساد )
الفصل التاسع ( تِكرار الخطأ عواقبه كبيرة )
الفصل العاشر ( خيبة الأهل )
الفصل الحادي عشر ( حق مؤجل )
الفصل الثاني عشر ( عُطلة عائلية )
الفصل الثالث عشر ( موافقة بالإجبار )
الفصل الرابع عشر ( بيعة مُشتراه )
الفصل الخامس عشر ( عودة العلاقات )
الفصل السادس عشر ( إصلاح ما قامت الحياة بإفساده )
الفصل السابع عشر ( صدمة غير متوقعة )
الفصل الثامن عشر ( داءه، ودواءه )
الفصل التاسع عشر ( جاء بنبأ بُعاده )
الفصل العشرين ( أمل يُضيء القليل من النور )
الفصل الواحد والعشرين ( قد تتغير الموازين )
الفصل الثاني والعشرين ( لا بأس من المحاولة مرة أخرى )
الفصل الثالث والعشرين ( بنهاية الدرب راحة )
الفصل الرابع والعشرين ( عودة حميدة )
الفصل الخامس والعشرين ( زواج بنكهة جنازة )
الفصل السادس والعشرين ( حُب غير مرغوب )
الفصل السابع والعشرين ( فرصة أخرى أخيرة )
الفصل الثامن والعشرين ( ضائِعة من نفسها تائِهة بين البشر )
الفصل التاسع والعشرين ( زواج لرد الشُكر )
الفصل الثلاثين ( ليلة يتكللها الفرح والسرور )
الفصل الواحد والثلاثين ( عاد مُهاجر الدار إلى داره )
الفصل الثاني والثلاثين ( جاء من يحمل الحُب في قلبه وقوله وفعله )
الفصل الثالث والثلاثين ( لم نعُد نلوم الغرباء، فالمقربون فعلوا الأسوء )
الفصل الرابع والثلاثين ( عواقب انتماءِها لهذا الحُب )
الفصل الخامس والثلاثين ( من لا ذنب له؟ )
الفصل السابع والثلاثين ( لا نُحاسب على سذاجة القلب )
الفصل الثامن والثلاثين ( نهاية قصة محسومة لن يُفيدها الأسف )
الفصل التاسع والثلاثين ( المرءُ لا تُشقيه إلا نفسُهُ )
الفصل الأربعين ( خيبات تليها صدمات مُتتالية )
الفصل الواحد والأربعين ( لن نعود مرة أخرى، انتهت الرسائِل )
فصل إضافي ثاني وأربعين ( بورِكتّ معك فاتِحة العُمر )
فصل إضافي ثالث وأربعين ( بورِك مسعى سِرناه سوياً )
فصل إضافي رابع وأربعين ( يزداد نصيب العُمر به حياة )
الأخير، مِسك الخِتام ( خير حصاد التربية الصالحة )

الفصل السادس والثلاثين ( مُناضل في حرب السعادة )

5K 332 451
By MariamMahmoud457

كانت تجلس على الفراش بغُرفة مالك كعادتها، لم تُحبذ الإختلاط معهم بالخارج كما الجميع، مازالت تشعُر وكأنها غريبة بمفردها وسطهم، تظل هكذا بتلك الغُرفة لمُفردها، تضع دُميتها من أمامها أو تأخذها بين أحضانها، فتلك هي الوحيدة التي تُذكرها بما تود تذكره، تصنع لها جديلة بشعرِها الطويل الذي يُشبه شعر تلك الماكثة بشكلٍ كبير، يُفرق بينهم فقط لونه الذي يكون للدُمية أصفر، ولوئام أسود يحتوي على بعض الخُصل البُنية التي لا تظهر إلا بأشعة الشمس،  حتى إنتهت من صُنع تلك الجديلة بعض مرور دقائق، لتبتسم بإتساع وهي تنظر للدمية، ولكنها أنتفضت عندما فتحت أفنان باب الغرفة على حين غرة، لتتحدث أفنان قائلة بنبرة خبيثة:

-" ما أنا كان لازم أعمل كدة، لو خبطت هتعملي نفسك نايمة".

نظرت لها وئام قليلاً، لتعود بنظرها لدميتها مرة أخرى وهي تشعر بالتوتر، حتى أقتربت منها أفنان، كذلك رزان التي ولجت إليهم الغرفة هي الأخرى، لتعتدل وئام في جلستها عندما وجدت كلاً منهم يجلسون على فراشها، حتى تحدثت رزان قائلة بنبرة مرحة:

-" يلا، مش هنلبس؟".

وجهت أفنان نظرها نحو وئام لتتحدث قائلة بنبرة سعيدة:

-" يلا يا وئام، دي خطوبة رشاد، يعني حدث مش هيتكرر تاني".

ضحكت رزان بسخرية، لتبتعد وئام قليلاً وهي تضع دميتها بجانبها، حتى عادت بنظرها إليهم لتتحدث قائلة بنبرة مضطربة:

-" بس أنا مش عايزة أروح".

دُهشت كلاً من رزان وأفنان، لتتحدث رزان قائلة بجدية:

-" إيه إللي بتقوليه دة؟ عايزانا نجيبلك شوش ولا إيه".

لوحت وئام برأسها بإضطراب، لتتحدث قائلة بنبرة خافتة:

-" أنا مش عايزة.. أنتوا روحوا أنا هقعد هنا".

عقدت أفنان حاجبيها لتتحدث قائلة بجدية:

-" إزاي يعني يا وئام؟ البيت كله رايح مفيش حد مش رايح، وبعدين ما أنتِ جيتي معانا يوم قراية الفاتحة".

إبتلعت وئام ريقها لتبدأ بالضغط على يديها وهي تنظر إلى كلاً منهم بتوتر، حتى نهضت رزان على حين غرة لتتحدث قائلة بجدية:

-" بقولك إيه مش عايزة دلع، قومي يلا علشان كلنا هنلبس ونروح، ولسة كمان هنشغل أغاني ونهيص لما أحلام تيجي".

كادت وئام أن تتحدث، لتسحبها رزان من يدها معها نحو الخارج، حتى توقفت وئام لتنظر لها بأعينها المُتوسعة، لتتحدث أفنان قائلة بنبرة هادئة:

-" مفيش حد برة غير ماما، ما هي رزان قدامك أهي".

قامت رزان بتلويح يدها على شعرها التي كانت تربطه، لتتحرك معهم وئام إلى الخارج رغماً عنها، وكأن ليس لديها فرصة للرفض، لتولج ثلاثتهم إلى غرفة أفنان، حتى جلست وئام على الفراش وهي تضم كفيها إليها أثناء نظرها للأرض بتوتر، حتى أقتربت رزان من أفنان لتتحدث قائلة بنبرة خافتة:

-" هي هتلبس إيه؟ محدش جابلها فستان لما نزلتوا تشتروا؟".

نظرت لها أفنان قليلاً، لتنفي برأسها بإضطراب وحرج، حتى ألتفتت رزان لتقترب تجلس من أمامها وهي تقول بنبرة مُحمسة:

-" تحبي تلبسي دريس ولا جيب وبلوزة؟".

لوحت وئام برأسها لتتحدث قائلة بنبرة خافتة:

-" أي حاجة".

ضيقت رزان جفنيها وهي تهمهم أثناء تفكيرها، لتتحدث أفنان قائلة بنبرة سريعة:

-" في دريس عندي حلو أوي، الزيتي يا رزان أنتِ عارفاه".

صفرت رزان بفمها بإعجاب، لتنهض وهي تقول بنبرة سريعة:

-" دة هيكون حلو أوي عليها، والطرحة البيج الفاتحة بتاعتي، وروچ بينك وميكاب خفيف كدة هتبقى قمر، احتمال تغطي على العروسة كمان".

نهضت وئام على حين غرة، لتتحدث قائلة بصوت مرتفع نسبياً:

-" أنا مش عايزة أروح.. أنا عايزة أقعد هنا".

نظرت كلاً من أفنان ورزان إلى بعضهم البعض، ليستمعوا جميعهم إلى صوت فتح باب الشقة، حتى أرتدوا حجابهم، لتقترب أفنان من وئام تقوم بإعطاءها حجاب لتضعه على رأسها وهي تقول بنبرة لينة:

-" طيب ممكن نطلع دلوقتي وبعدين هنعملك إللي أنتِ عايزاه".

نظرت لها وئام قليلاً، لتأخذ منها الحجاب حتى قامت بإحكامه على رأسها جيداً، ليخرجوا ثلاثتهم من بعد ذلك تزامناً مع إطلاق شادية زغرودتها، ووقوف عابد الذي كان يعانق كتف أحلام من جانبها، كذلك عادل الذي كان يقف على باب الشقة.

أقتربت كلاً من أفنان ورزان، حتى تحدثت شادية قائلة بنبرة أظهرت سعادتها:

-" ربنا يكتر أفراحنا والأخبار الحلوة متتقطعش أبداً عن البيت دة".

نظرت لها أحلام وهي تبتسم، ليتحدث عادل قائلاً بنبرة هادئة:

-" طيب بعد إذنكم أنا هروح لهاشم ورشاد المعرض".

حتى عاد بنظره إلى أحلام ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" لو أحتاجتي حاجة كلميني".

أومأت له أحلام برأسها بهدوء، ليذهب عادل من أمامهم بعدما قام بتوديعهم، حتى تحدث عابد وهو مازال يعانق كتف أحلام قائلاً بنبرة مرحة:

-" عاملة إيه يا أحلام، وحفيدي إيه أخباره".

إبتسمت أحلام لتتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" كويسة الحمدلله يا بابا".

لتتحدث شادية هي الأخرى قائلة بنبرة مُتلهفة:

-" روحتوا للدكتورة ولا لسة".

نظرت لها أحلام، لتومىء برأسها وهي تقول بنبرة هادئة:

-" روحنا أول إمبارح".

أومأت شادية برأسها وهي تبتسم، لتتحدث قائلة بنبرة مُتلهفة:

-" طيب تعالي يلا معايا المطبخ علشان تحكيلي قالتلكم إيه".

كادت شادية أن تمسك بيد أحلام، لتستوقفها أفنان قائلة بنبرة سريعة:

-" لأ بقولكم إيه مش وقته بقى الكلام دة، يلا يا أحلام إحنا مستنيينك".

ضحكت أحلام لتقوم بإعطاءهم حقيبتها، حتى وجهت نظرها نحو وئام التي كانت تقف بعيداً عنهم قليلاً، لتتحدث أحلام قائلة بنبرة هادئة وهي تبتسم أثناء نظرها إليها:

-" عاملة إيه يا وئام؟".

نظرت لها وئام، لتوجه نظرها نحو بطن أحلام، حتى أومأت برأسها بصمت، لتتنهد أفنان حتى تحدثت قائلة بنبرة هادئة:

-" طيب هندخل وهنستناكي".

أومأت أحلام برأسها، لتتحرك كلاً من أفنان ورزان، لتتجه أفنان إلى وئام التي كانت ومازالت تنظر إلى أحلام، حتى تحركت معهم إلى داخل الغرفة، سُرعان ما عادت أحلام بنظرها نحو عابد لتتساءل قائلة بجدية:

-" هي مالها؟".

تنهدت شادية لتتحدث قائلة بنبرة مُتعبة:

-" مش راضية تقعد عندنا هنا، مش واخدة راحتها".

رفعت أحلام حاجبيها لتتساءل بنبرة مُتعجبة:

-" هي إللي قالتلك؟".

نفت شادية برأسها لتتحدث قائلة بجدية:

-" هتقولي كدة إزاي، من غير ما تقول أنا عارفة هي بتفكر ف إيه، هي عايزة يإما ترجع لأمها يإما...".

كادت شادية أن تستكمل حديثها ليتحدث عابد قائلاً بجدية وهو يطالعها بأعينه التي تفهمت شادية نظراتها على الفور:

-" يإما إيه يا شادية؟".

تنهدت شادية وهي تلتزم الصمت، لتعتدل أحلام في وقفتها تنظر إلى عابد وهي تقول بنبرة رزينة:

-" بس وئام عندها حق يا بابا، هي مينفعش تقعد معاكم هنا في البيت بعد ما بلال طلقها، ولا قبل كدة كمان لأن مالك موجود وأبيه رشاد وأبيه هاشم، وطبيعي إنها مش هتاخد راحتها وهتفضل حابسة نفسها في الأوضة".

تحدثت شادية في تلك اللحظة قائلة بجدية:

-" والله يا بنتي أربعة وعشرين ساعة قاعدة جوة الأوضة مبتخرجش، مبتطلعش غير علشان تأكل وبطلوع الروح كمان".

ليتحدث عابد قائلاً بجدية وهو يوزع نظراته بينهم:

-" والمفروض نعمل إيه؟ عندكم حل تاني غير دة؟ هتروح فين؟".

نظرت له أحلام لتتحدث قائلة بجدية:

-" وديها البلد، لعمامها".

صمت عابد قليلاً وهو يفكر بحديثها، ليوجه نظره نحو شادية الصامتة أيضاً، حتى تحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" إيه يا ست شادية، مش مكنتيش عايزاني في الأول أخليها تروحلهم، ساكتة دلوقتي ليه".

لمعت أعين شادية بالدموع، لتتحدث قائلة بنبرة محشرجة أظهرت إضطرابها وترددها:

-" أنا مش عارفة.. من ناحية بنتك معاها حق ومن ناحية تانية بردوا لأ، إبنك خلاص طلقها والصح إنها متقعدش هنا، بس أنا هخاف عليها هناك يا عابد، إحنا منعرفش الناس دي".

تنهد عابد ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة مُطمئنة:

-" أنتِ عارفة أخو ياسر كان كويس معاهم إزاي ولحد دلوقتي، وكمان وئام بتحبهم".

ضحكت أحلام بسخرية لتتحدث بنبرة لا تقل عن مظهرها:

-" مادام وئام بتحبهم يبقى هيعاملوها معاملة الخدامين".

رمقها عابد بنظراته المُحذرة، لتلوح أحلام برأسها وهي تبتسم بعدما فشلت بمحو إبتسامتها الساخرة، حتى تنهد عابد ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة وهو ينظر إلى شادية:

-" خلاص لو كدة نقولها وناخد رأيها، لو وافقت.. يبقى نروح نوديها ونتطمن عليها كمان هناك".

بكت شادية رغماً عنها وهي تستمع إلى حديثه بعدما شعرت بألم قلبها أثر تفكيرها بتلك الفكرة التي قد تجعل وئام تبتعد عنها، حتى ذهبت من أمامهم إلى المطبخ، لينظر كلاً من عابد وأحلام في أثرها، حتى تحدث عابد قائلاً بنبرة هادئة وهو ينظر إلى أحلام:

-" أدخلي للبنات يلا".

نظرت له أحلام بحُزن قليلاً، لتتحرك تذهب من أمامه بهدوء.

كانت كريمة تجلس بغرفة نومها وهي تأخذ وضعية النوم أثناء تفكيرها بما حدث معها من قبل مع رشاد، ليدق باب الغرفة، حتى ولج إليها يحيى الذي أستند بيده على الباب وهو يقول بنبرة هادئة:

-" ماما إحنا هنبدأ نلبس، هتيجي تطلعي لجنة هدوم ولا أطلعلها أنا؟".

أغلقت كريمة جفنيها، لتتحدث قائلة بنبرة هادئة للغاية:

-" طلعلها أنت".

أومأ يحيى برأسه، حتى كاد أن يخرج من الغرفة، ولكن دق هاتف كريمة برقم هاشم، أخذ يحيى الهاتف ليخرج من الغرفة أثناء رفعه للهاتف على أذنه قائلاً بنبرة هادئة:

-" السلام عليكم يا بابا".

كان هاشم يجلس مع كلاً من عابد ورشاد وعادل ومالك، ليتحدث هاشم قائلاً بنبرة هادئة:

-" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ابدأوا أجهزوا يا يحيى أنا جاي كمان عشر دقايق".

تحدث يحيى قائلاً بنبرة سريعة وهو ينظر إلى ملابس جنة داخل خزانتها:

-" حاضر، هطلع بس لجنة هدومها وبعدين هدخل ألبس، بس ماما نايمة".

فرك هاشم جفنيه بتعب، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" طيب سيبها، أنا لما أجي هصحيها".

أومأ يحيى برأسه بعدم تركيز، ليقوم بإغلاق الهاتف معه بعدما قام هاشم بتوديعه، ليمسك يحيى الهاتف بيده وهو يقوم بإخراج إحدى الملابس أثناء إلتفاته لينظر إلى جنة التي كانت تجلس على فراشها تنظر له، ليلوح يحيى برأسه مُتسائلاً وهو يوزع نظراته بينها وبين ما يحمل على يده، لتضع جنة إصبعها على فمها بتفكير، حتى نفت برأسها عدة مرات، ليتنهد يحيى بعمق وهو ينظر لها بتحذير مُزيف، حتى ألتفت مرة أخرى يقوم بوضعه، حتى كاد أن يحمل فستاناً آخر، ولكنه شعر بهاتف كريمة الذي إهتز من بين يده، ليُلاحظ يحيى شيئاً ما، حتى حاول فتح الهاتف، ولكنه لم يستطع، سُرعان ما تبدلت معالم وجهه وهو ينظر للهاتف من بين يده بصدمة.


أغلق هاشم الهاتف ليعود بنظره مرة أخرى إلى مالك الذي تحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" متخليش فرحتك برشاد تنسيك إن عندك مهمة تانية كمان كام يوم يا عُبد".

نظر له عابد بسخط ليتحدث قائلاً ببرود:

-" فاكر ياخويا، يا رب بس تهدى على نفسك كدة بدل ما أنت واجع دماغي".

نظر له رشاد ليتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" وبعدين إيه الحماس دة كله، أومال لو مكنتش تعرف غير أبوها يعني".

وضع مالك يده على كتف رشاد ليتحدث قائلاً بنبرة خبيثة:

-" سيبنالك أنت الحب يا دكتور".

لوح رشاد برأسه بعدم فائدة، ليتحدث هاشم قائلاً بنبرة هادئة وهو ينظر لهم:

-" أكدتوا عليه".

وجه كلاً من رشاد ومالك نظرهم نحو عابد الذي تهكمت معالم وجهه، ليتحدث عادل قائلاً بنبرة هادئة:

-" متقلقش، أنا أكدت عليه ورشاد كلمه كمان من شوية".

رفع عابد سبابته ليتحدث قائلاً بنبرة صارمة:

-" خليه واقف معاكم طول الوقت، ميهوبش ناحية أمه ولا أخواته البنات".

عقد هاشم حاجبيه ليتحدث قائلاً بنبرة مُتعجبة:

-" وأنت هتحرمه منهم يا حج؟ ما خلاص الموضوع خلص، مش كفاية إنهم مش بيكلموه".

وجه عابد نظره إليه ليتحدث قائلاً بجدية:

-" أحسن.. يا رب دايماً كدة لحد ما يتعلم الأدب ويعرف إن الله حق".

تنهد هاشم وهو يوجه نظره نحو كلاً من رشاد وعادل، ليتنهد عادل وهو يؤيد عابد من داخله، ولكنه لم يتحدث أو يبدي برأيه عن أي شيء.


كانت الفتيات تتجهز بالغرفة معاً، وسط جلوس رزان أمام أحلام وهي تقوم بوضع مساحيق الجمال لها، حتى أنتهت أحلام، لتتنهد وهي تنظر إلى وئام التي ولجت إليهم الغرفة مرة أخرى بعدما إرتدت ملابسها، لترفع أحلام حاجبيها بإعجاب وهي تتحدث قائلة بنبرة مرحة:

-" إيه الجمال دة كله، يلا تعالي علشان أحطلك ميكاب".

نفت وئام برأسها لتتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" لأ.. مش عايزة".

تنهدت أحلام بتعب لتتحدث قائلة بنبرة حانقة مُزيفة:

-" بقولك إيه أنا على أخري ولسة ملبستش، خلصوني بقى عايزة أقوم أشوف حالي أنا كمان أشمعنى انتوا".

ألتفتت رزان تنظر إلى وئام بعدما أنتهت من وضع ملمع شفاهها وهي تقول بنبرة هادئة:

-" يلا يا وئام متقلقيش هتحطي حاجات بسيطة خالص، أصلاً بيكون شكلك حلو في الميكاب".

لوحت أفنان برأسها بيأسٍ منهم وهي تقوم بلف خمارها، لتتحدث أحلام قائلة بنبرة مُتوددة:

-" يلا بقى".

أقتربت منها وئام بتردد، لتجلس أمامها، حتى إبتسمت أحلام لتبدأ بوضع مساحيق الجمال لها، لتلتفت أفنان تنظر لهم وهي تقول بنبرة مُغيظة:

-" عيني عليكم وأنا شايفاكم واصلين للخطوبة كل إللي على وشكم دة ممسوح".

نظرت لها رزان بشر، لتتحدث قائلة بنبرة مضطربة بعدما أدركت إحتمالية حدوث ما تقول:

-" على فكرة مش تقيل ومش باين".

أومأت أحلام برأسها بسخرية لتتحدث قائلة بنبرة لا تقل عن مظهرها وهي تنظر إلى وئام أثناء وضعها لمساحيق الجمال على وجهها:

-" مفرقتش تقيل من خفيف، دول بياخدوا بالهم من ال Lip gloss".

تذكرت وئام في ذلك الحين، لتبعد يد أحلام عنها على حين غرة، لتنهض تقوم بمسح ما قامت بوضعه على وجهها، حتى تركتهم لتخرج من الغرفة، نظرت الفتيات في أثرها بدهشة، لتتحدث أفنان قائلة بنبرة أظهرت غضبها:

-" مش هو أخويا؟ بس منه لله".

رمقتها أحلام بأعينها المُحذرة، لتعود أفنان إلى ما تفعله بوجهٍ مُتهكم.

عاد هاشم إلى المنزل، ليولج إلى غرفة جنة، حتى وجدها تقف أمام المرآة تقوم بفك جديلة شعرها، ليبتسم هاشم وهو يراها بذلك الفستان، حتى أقترب منها ليجلس على فراشها وهو يسحبها من يدها إليه، حتى أوقفها أمامه ليُحادثها بلغة الإشارة قائلاً بنبرة أظهرت حبه:

-" عارفة إني بحب الفستان دة عليكي".

أومأت جنة برأسها عدة مرات وهي تبتسم بسعادة، لتحادثه بلغة الإشارة وهي تخبره بعلمها لما يحبه من ملابسها، حتى إبتسم هاشم ليُحادثها قائلاً بنبرته المُحبة المرحة:

-" طيب وبالنسبة للهدوم الجديدة؟".

لوحت جنة بكتفيها بعدم إهتمام، لتحادثه قائلة بأنها تُحب ذلك الفستان لأنه يحبه، حتى أقتربت لتمسك بيده، ضحك لها هاشم، لينهض وهو يميل بجزعه العلوي على تسريحتها يقوم بأخذ فرشاة شعرها، ليجلس مرة أخرى وهو يجعلها تعتدل أثناء إشارته لها وهو يتحدث قائلاً:

-" أفردهولك ولا ألمه؟".

جلست جنة أمامه وهي توليه ظهرها، حتى رفعت يدها لتضعها على شعرها وهي تخبره بما تود أن يفعله به، حتى إمتثل هاشم لأوامرها، ليبدأ بتمشيط شعرها وسط مرح كلاً منهم مع الآخر.

انتهى هاشم مما يفعله، حتى خرج من الغرفة، ليتجه نحو غرفة يحيى، حتى وجده يجلس على الفراش بعدما قام بإرتداء ملابسه المكونة من بِنطال من اللون البيج، وبلوفر من اللون البُني أسفله قميص من اللون الأبيض لا تظهر سوا أطرافه، حتى نهض يحيى عندما لاحظ ولوج هاشم إليه، ليتحدث هاشم قائلاً بنبرة هادئة:

-" لو خلصت أنزل لجدك هو خلاص خلص".

نظر له يحيى قليلاً، ليومىء برأسه بهدوء وصمت، حتى عقد هاشم حاجبيه، ليلوح برأسه وهو يتساءل قائلاً بنبرة مُتعجبة من تغير ملامح وجه يحيى:

-" مالك؟".

إبتلع يحيى ريقه، ليلوح برأسه بإضطراب وهو يقول بنبرة حاول جعلها طبيعية:

-" مفيش".

نظر له هاشم قليلاً بعدم إقتناع من كلماته، ليومىء برأسه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" طيب روح خد جنة وأنزل لو عايز".

أومأ يحيى برأسه، ليذهب هاشم من أمامه، حتى نظر يحيى في أثره قليلاً، ليجلس على الفراش مرة أخرى وهو يضع يديه على رأسه مُحاولاً إيجاد حل.


ليولج هاشم من بعد ذلك إلى غرفة النوم، حتى وجد كريمة نائمة على الفراش، قام هاشم بفتح نور الغرفة، ليقوم بوضع مفاتيحه على التسريحة بصوتٍ مرتفع لكي تستيقظ، حتى نهضت كريمة بالفعل وهي تشعر بالإنزعاج والنعاس، لينظر لها هاشم قائلاً بنبرة مُتعجبة:

-" مش جاية ولا إيه؟".

نظرت له كريمة، لتستند برأسها مرة أخرى على الوسادة وهي تقول بنبرة ناعسة:

-" تعبانة".

عقد هاشم حاجبيه، ليقترب منها يتساءل بنبرة هادئة:

-" تعبانة مالك؟".

كانت كريمة مازالت تُغلق جفنيها، ولكن يظهر عليها التعب بالفعل، لتتحدث قائلة بنبرة خافتة:

-" جسمي واجعني، روحوا أنتوا".

نظر لها هاشم بعدما لاحظ معالم وجهها الصفراء أثر تعبها، ليتحدث قائلاً بنبرة لينة:

-" طيب خلاص، مش هنتأخر.. لو حسيتي بحاجة أبقي أتصلي بيا".

أومأت كريمة برأسها بصمت، لينهض هاشم يتجه نحو الخزانة بهدوء.

كان رشاد يقف أمام المرآة بعدما تجهز وإرتدى ملابسه التي كانت عبارة عن بِنطال من اللون الأسود، وقميص من اللون الأبيض، يعتليه بليزر من اللون الرمادي، ثم قام بإرتداء ساعة يده، كذلك قام بنثر عِطره، ليتنهد بهدوء، حتى وجد باب الشقة يدق، خرج رشاد من غرفته ليتجه نحو الباب يقوم بفتحه، حتى وجد أمامه عابد، أزاح له رشاد الطريق، ليولج عابد وهو يطالعه بإعجاب أثر مظهره، حتى تحدث عابد قائلاً بنبرة مرحة أمتزجت بسعادته به:

-" أومال في البدلة بقى هتبقى عامل إزاي".

ضحك رشاد وهو يقوم بإغلاق باب الشقة، حتى ولج كلاً منهم إلى الصالة، ليجلس عابد حتى جلس رشاد من أمامه، وسط نظرات عابد له، ليضيق رشاد جفنيه وهو يتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" إيه يا حج، أول مرة تشوفني كدة يعني".

أومأ عابد برأسه على الفور ليتحدث قائلاً بجدية يشوبها اللين:

-" أول مرة طبعاً، والمرة دي هتبقى غير كل مرة كمان".

إبتسم رشاد وهو ينظر له، ليتنهد عابد بهدوء، حتى تحدث قائلاً بنبرة لينة:

-" أنت عارف أنا بقسى عليك ليه".

أعتدل رشاد في جلسته ليجلس براحة وهو يضع يده على وجنته قائلاً بنبرة ساخرة:

-" دي خطوبتي مش فرحي يا حج لو مش واخد بالك".

لوح عابد برأسه ليتحدث قائلاً بنبرة حانقة:

-" وترجع تزعل لما أقول إن لسانك مبرد وعامل زي المدب".

ضحك رشاد وهو ينظر له، ليتنهد عابد، حتى عاد بنظره إليه ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة أمتزجت بحنانه ولينه:

-" يابني أنا مبعملش معاك كدة من فراغ، أنت عنيد يا رشاد، وإللي عايزه بتعمله، ومبتعملش لحد حساب، أنا بقى لو اتعاملت معاك زي ما بتعامل مع اخواتك، هنتعب مع بعض.. كان لازم من الأول اعاملك كدة علشان تاخد بالك كويس من إللي بتعمله، وقبل ما تعمله تفكر في أهلك".

عقد رشاد حاجبيه ليتساءل بنبرة مُتعجبة:

-" وهو أنا بعمل إيه وحش أوي كدة؟".

تنهد عابد وهو ينظر للأرض، ليرفع رأسه تزامناً مع إنبات إبتسامة على ثغره وهو يتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" أنا مقولتش لحد الكلام دة قبل كدة، ولا حتى شادية تعرف، بس هيكون من حظك أنت تعرف يا دكتور".

أعتدل رشاد في جلسته وهو مازال ينظر له بهدوء، ليتنهد عابد مرة أخرى وهو يتحدث بنبرة هادئة لينة أمتزجت بمشاعره التي تظهر لأول مرة وكأنه يفصح عن سراً ما:

-" جدك زمان كان بيعاملنا أنا وعمران معاملة مختلفة عن بعض شوية، مكنش بيفرق ما بيننا يعني، بس كان بيسير عليا حاجة وعلى عمران حاجة تانية، مكنتش فاهم طيب هو علشان أنا الكبير يعني بيعمل كدة؟ حتى في الفلوس.. كان عمران يشوفه وهو بيزودني عنه، يقوله هات قرش زيادة ميرضاش أبداً".

إبتسم رشاد وهو يستمع له، ليسترسل عابد حديثه وهو يبتسم قائلاً بنفس نبرته الهادئة:

-" مكنتش شايف إن معاملته لينا دي صح، وكنت قلقان.. بس كنت بقول إننا لما نكبر أكيد هنفهم وهنتعلم من الدنيا، وكبرنا، وكل واحد مننا طلع عكس التاني في كل حاجة.. عمران واخد من أبويا الطبع الصعب، وأنا واخد منه اللين، كان صعب وعصبي أه، بس مش علينا، كان قادر دايماً يفرق ما بين معاملته لينا ومعاملته مع الناس، رغم إن والله الناس كانت بتحبه، وكانوا شايفينه حكيمهم إللي يرجعوله في أي حاجة".

عقد رشاد حاجبيه ليتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" غريبة والله.. إللي يشوف عمي ميفتكرش إنه أخوك من الكلام دة".

تحدث عابد في تلك اللحظة بجدية قائلاً:

-" علشان كدة بقولك إن المعاملة سمحتله يتهاون يابني، أنا مكنتش هعرف أعمل زي ما أبويا بيعمل، ولا كنت هقدر أخليكم كلكم سواسية، أنا قبل ما أتجوز كنت بفكر طيب لو ربنا رزقني بعيال هتعامل معاهم إزاي؟ خايف معرفش أربيهم رجالة يشيلوا المسؤولية، كنت قلقان زي ما كنت قلقان زمان، وإللي كان قالقني أكتر إنكم تتفرقوا في المعاملة زيي أنا وعمران".

ليتنهد وهو يبتسم وكأنه شعر في تلك اللحظة بالإنتصار وهو يتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" بس ياسيدي قولت أنا هتوكل على الله، وهعامل كل واحد فيكم بمعاملته، وشادية كانت معايا أه، بس أول ما كبرتوا أنا قولتلها بس وقفي لحد هنا إللي جاي كله بتاعي، كان قلقي بيزيد، وكنت بحاول أتحكم في نفسي وأنا بعمل إللي في دماغي، هاشم كنت بعامله باللين علشان عارف إنه لين وعاقل، أسلوبي معاه مش هيخليه يتغير بل بالعكس هيخليه عايز يحسن من نفسه لما يكبر ويتجوز، وبلال بعامله بالملاوعة والعصبية، زي ما هو بيعمل بالظبط، علشان كدة كان بيعاملنى على إني صاحبه، غلبني في شبابه، وكان أصعب من مالك كمان، بس بمجرد ما أتعوج عليه لما يعمل حاجة، يرجع هو يتظبط تاني ويحترم نفسه، ومالك بقى.. دة إللي خلاني أحتار في تربيته".

ضحك رشاد وهو يستمع إلى حديثه، ليسترسل عابد حديثه قائلاً بنبرة مرحة:

-" أجيله كدة يجيلي كدة، بس دة بقى مكنش بيتظبط بسهولة، وعلى يدك، دوقنا المُر.. علشان كدة بعامله دلوقتي زي ما بعاملك بالظبط".

تنهد عابد ليتحدث قائلاً بنبرة لينة مُحبة وهو يبتسم:

-" البنات دول بقى، معاملتي ليهم زي معاملتي لشادية كدة، شادية دي كنت بعاملها على إنها بنتي، بيفكروني بيها وهي صغيرة، أحلام طبعها صعب، وعنيدة، طالعها لعمها وجدها، بس بردوا زيهم، قلبها أبيض وغلبانة، وأفنان دي بقى مش محتاجة، دي إللي جاتلي علشان تثبتلي إني عرفت أربي بجد".

إبتسم رشاد وهو يستمع إلى حديثه الذي لا يُنكر حقيقة أنه تأثر به، ليرفع عابد حاجبيه وهو يقول بنبرة مرحة:

-" أما أنت بقى يا دكتور، معاملتي ليك كان لازم تبقى كدة.. أنت الوحيد إللي تربيتي ليك شملت تربية أخواتك كلهم".

تنهد رشاد ليتحدث وهو يلوح بيده أثناء شرحه لمقصده قائلاً بنبرة هادئة:

-" بس يا عُبد مش شايف إن طريقتك كانت ممكن تبقى غلط بردوا، المعاملة بالمثل زي ما بتقول أحياناً كتير مبتنفعش، يعني.. كان ممكن يتحولوا للأسوء لما يلاقوك معاهم كدة".

ضيق عابد جفنيه ليتساءل بنبرة مُترقبة:

-" أنت أتغيرت للأسوء لما عاملتك كدة؟".

نظر له رشاد قليلاً دون أن يتحدث، ليعتدل عابد في جلسته ليتحدث قائلاً بجدية:

-" يابني أنا فاهم دماغ كل واحد فيكم، فاهم طباعكم ودماغكم، وبعدين مين قالك إني بعامل بالمثل؟ أنا مبعاملش بالمثل طول الوقت زي ما أنت متخيل، لو حسيت بس إن الدنيا بدأت توسع مني، ساعتها بتعامل بمعاملتي أنا".

أومأ رشاد برأسه بثقة إعجاباً بحديثه، ليلوح عابد برأسه وهو يقول بجدية:

-" مع إن مقلبي فيك أنت والزفت التاني كان غير".

عقد رشاد حاجبيه ليتساءل بنبرة مُتعجبة:

-" وأنا عملت إيه دلوقتي".

رمقه عابد بسخط ليتحدث قائلاً بنبرة حانقة:

-" السجاير والزفت إللي بتشربه، والبيه التاني يا عالم كمان دخل بوقه إيه".

ضحك رشاد على حديثه، ليعتدل في جلسته ينظر له وهو يبتسم قائلاً بنبرة هادئة:

-" متقلقش مالك مبيشربش حاجة حتى السجاير مبيشربهاش أنا متأكد".

لوح عابد برأسه ومازالت معالم السخط على وجهه، ليرفع رشاد حاجبيه وهو يتنهد قائلاً بنبرة هادئة:

-" وبالنسبة ليا ف أنا بدأت أقلل منها شوية".

نظر له عابد بدهشة، ليتحدث قائلاً بعدم تصديق:

-" وحياة أبوك؟".

ضحك رشاد ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة ضاحكة:

-" دة أنت مفرحتش كدة لما قولتلك إني هخطب".

أعتدل عابد في جلسته ليتحدث قائلاً بجدية لا تقبل المزاح:

-" يابني أنا بقالي ١٣ سنة بعاني معاك منها، يعني هتبطلها؟".

أعتدل رشاد ليستند بظهره على الأريكة وهو يتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" بحاول بقالي فترة.. أصل في ناس عندها حساسية وبتتخنق منها".

رمقه عابد بخُبث، ليُضيق رشاد جفنيه وهو يتحدث بنبرة خبيثة:

-" هو إحنا مينفعش نفشكل الخطوبة؟".

نهض عابد وهو مازال يرمقه بسخط، ليضحك رشاد على مظهره بعدما رأى ما كان يريد رؤيته، ليعتدل رشاد ينهض هو الآخر بعدما تحدث عابد قائلاً بجدية:

-" قوم، قوم دة أنا هقولها تعيد تربيتك من أول وجديد، هي دي بقى إللي هتخليك تتعظ".

تنهد رشاد وهو يرفع حاجبيه بغرابة من نفسه عندما تحدث قائلاً ببلاهة:

-" والله يا حج حوارات الجواز دي طلعت بتقلق وتغير الواحد فعلاً".

تحدث عابد قائلاً بنبرة حانقة:

-" لا وأنت مش وش تغيير ياخويا فعلاً، يلا".

ضحك رشاد ليذهب عابد من أمامه أولاً، حتى تحرك رشاد خلفه.

بعد مرور ساعة، قد وصل الجميع إلى منزل عائلة سجدة، الذي كان يزينه الأنوار والزينة والديكورات التي تُثبت  وجود مناسبة بذلك المنزل، ليهبط الجميع من السيارات، حتى فزع الجميع عندما إستمعوا إلى صوت تلك الصواريخ الصادحة من جانبهم، لينظرون جميعهم نحو مالك الذي كان يقف أعلى سيارة رشاد وهو يمسك بيده إحدى أنواع الصواريخ الطويلة وهو يرفع ذراعه للأعلى وسط أنوارها وألوانها المُختلفة التي كانت تُطلق بالسماء.

أقترب عابد منه ليرفع رأسه ينظر له وهو يتحدث قائلاً بنبرة حادة:

-" أنزل يا زفت، فاكر نفسك قرد، أنزل يالا".

نظر له مالك من أعلى السيارة، ليهبط من الناحية الأخرى بعيداً عنه وهو يقول بنبرة حانقة:

-" في إيه يا جدعان أومال هنطلعه على الناشف كدة ما تفكوا الجو دة إبننا بردوا ولازم نوجب معاه".

أقترب منه رشاد ليتحدث قائلاً بجدية:

-" وهو أنا أشتكيتلك، ما تطلع وأنت ساكت".

رفع مالك حاجبيه بإستنكار، ليتحدث رشاد قائلاً ببلاهة:

-" أنا قولتلك بعد الخطوبة مش قبلها".

لوحت شادية برأسها لتتحدث قائلة بجدية وهي تنظر إلى رشاد:

-" الله أكبر عليك يا كبير يا عاقل، ولما حد يحصله حاجة دلوقتي".

تحدث زيد في تلك اللحظة قائلاً بنبرة مرحة:

-" في إيه يا مرات عمي دي صواريخ مش حوار، أومال يعني محدش كان بيتكلم ليه وإحنا بنلعب بسلك المواعين في الشارع".

شهقت شادية بدهشة، لينظر له مالك قائلاً بجدية أثر غباء زيد:

-" يمكن علشان محدش منهم كان بيعرف؟".

نظر له زيد ببلاهة، ليضحك هاشم وهو يقترب منهم قائلاً بنبرة ساخرة:

-" ما إحنا في البيت علطول مبتفتكروش الخناق غير لما نخرج، يلا مش هنفضل واقفين في الشارع".

نظرت شادية إلى كلاً من زيد ومالك وهي تقول بنبرة مُتوعدة:

-" وحياة أمك أنت وهو لما نروح".

ضحك زيد وهو ينظر لها، ليوجه نظره نحو أفنان التي كانت تطالعه وهي تبتسم، حتى غمز لها زيد بعينه، لتلوح برأسها وهي تذهب معهم.

بعدما صعد الجميع، استقبلهم كلاً من نبيل وزوجته، وكذلك نورهان وزوجها، لينتهوا من المُباركات حتى تحدث نبيل قائلاً بنبرة ودودة:

-" اتفضلوا يا حج، الناس بدأت تيجي على حسكم أهي".

ربت عابد على ظهره، لتذهب الفتيات وكذلك شادية وسامية يجلسون على أحد الطاولات، حتى توقف الشباب جميعهم ومعهم عابد وعمران مع الرجال، لتنظر شادية إلى يحيى بعدما جلست، حتى حاولت أن تشير له بيدها، ولكنه كان يقف وسط الرجال والشباب بصمتٍ تام وشرود، حتى تنهدت شادية لتوجه نظرها نحو جنة، حتى أشارت لها بالقدوم، لتنهض جنة من جانب أحلام، حتى أقتربت منها، لتُحادثها شادية بلغة الإشارة قائلة:

-" أمك مجتش ليه، تعبانة مالها؟".

رفعت جنة كتفيها بعدم معرفة، لتُحادثها بلغة الإشارة بأن هاشم أخبرهم بأنها مريضة، لتتنهد شادية وهي تنظر لها، حتى أومأت لها برأسها لتجعلها تذهب تجلس مرة أخرى، لتوجه شادية نظرها نحو أحلام، حتى تحدثت قائلة بنبرة مرحة وبلاهة:

-" عقبال ما نفرح بعيالك يا أحلام".

ضحكت أحلام رغماً عنها على كلماتها كذلك الجميع، لتتحدث أحلام قائلة بنبرة ساخرة:

-" وهما لسة جم علشان نفرح بيهم".

لوحت لها سامية بيدها لتتحدث قائلة بنبرة مرحة:

-" ياختي بكرة ييجوا على خير، خدي بالك أنتِ بس من نفسك ومن صحتك".

نظرت لها شادية قليلاً، لتوجه نظرها نحو وئام التي كانت تنظر للأجواء من حولها بعدم إنتباه، حتى تنهدت براحة بعدما لاحظت عدم إنتباهها وتأثرها بالحديث.

لتنهض رزان من مقعدها، حتى تحدثت سامية قائلة بجدية:

-" رايحة فين".

نظرت لها رزان، لتذهب من أمامها دون أن تُجيب، حتى قامت بالأقتراب قليلاً ليُلاحظها زيد الذي أقترب منها حتى كاد أن يتساءل، ولكنه لاحظ بسام الذي صعد إليهم ليولج بتعب، حتى أقتربت منه رزان بلهفة لتتحدث قائلة بجدية:

-" اتأخرت كدة ليه".

ضحك بسام بسخرية ليتحدث بنبرة لا تقل عن مظهره وهو يأخذ أنفاسه:

-" معلش الاسانسير مكنش فاضي".

نظرت له رزان بحرج قليلاً، لتقترب منه وهي تتحدث قائلة بنبرة سريعة:

-" طيب تعالى أقعد شوية".

أمسك بسام بيدها ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" خلاص يا رزان، أنا كويس".

أقترب منهم زيد ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة وهو ينظر إلى رزان:

-" روحي أقعدي يلا، متخافيش ياختي هاخدلك بالي منه".

ضيقت رزان جفنيها لتتحدث قائلة بنبرة مُغيظة وهي تنظر إلى زيد:

-" أه ياريت، خلي بالك منه كويس".

كان بسام ينظر لها وهو يبتسم ببلاهة، ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" أنا حاسس إني عايز أريح فعلاً".

نظر له زيد في تلك اللحظة، ليتحدث قائلاً بجدية أظهرت غيرته:

-" جرا إيه يا عم بسام".

ضحك بسام ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" يا عم بهزر خلاص".

ليعود بنظره إلى رزان وهو يلوح لها برأسه قائلاً بنبرة هادئة:

-" روحي أقعدي يلا".

إبتسمت رزان له، لتذهب من أمامهم، حتى وجه بسام نظره نحو زيد الذي كان يطالعه بغيظ، ليضحك بسام حتى أنضم كلاً منهم إلى الرجال.

بعد دقائق، إستمع الجميع إلى صوت الزغاريد الصادحة من الدرج، حتى بدأوا جميعهم بالتجهز وهم يقفون معاً، ليتنهد رشاد وهو يمسك بباقة الورود الحمراء بين يده، حتى لاحظ تلك الحورية التي صعدت الدرج بحياء لم تتعمده، بل جعلها تزداد جمالاً ورِقة بنظره، أقبلت عليهم بفُستانِها الفيروزي، وكأنها ترتدي البحر بأمواجه الهادئة، والمُقبلة على الجميع بالسعادة أثر مظهرها الباهي.

كان رشاد يطالعها وهي تقترب منه، إبتلع ريقه بتوتر رغماً عنه وهو يرى مظهرها الذي لم يكن يتوقعه، كذلك تلك الإبتسامة التي كلما رآها وكأنه يراها لأول مرة، تفعل بقلبه تلك الجلبة والرجة التي تظهر ملياً على مظهره كما هو واضح عليه في تلك اللحظة.

أقتربت سجدة منه وهي تبتسم له، ليمد رشاد لها يده بباقة الورود بهدوء، وسط زغاريد شادية ووالدة سجدة المُرتفعة، ووسط سعادة الجميع بهم، لتتحدث سجدة قائلة بنبرة هادئة بعدما أخذتها منه:

-" شكراً".

نظر لها رشاد قليلاً، ليعتدل حتى كاد أن يضع يده بجيب جاكيته من الداخل، ولكنه أدرك وضعه، ليُحمحم وهو يعتدل في وقفته مرة أخرى.

كانت أفنان تقوم بتصويرهم وتصوير الجميع، ليقترب منها زيد من الخلف وهو يتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" عقبالنا يا لوزة".

ألتفتت أفنان تنظر له، لتضحك وهي تقول بنبرة ساخرة:

-" ما إحنا اتخطبنا خلاص".

ضيق زيد جفنيه ليتحدث قائلاً بنبرة مُحبة:

-" عقبال فرحنا يا هبلة، دة أنا مستني اليوم دة بفارغ صبري".

إبتسمت له أفنان، لتلتفت مرة أخرى تقوم بتصوير الجميع بتوتر وخجل ظهر عليها، ليضحك زيد وهو يقف بجانبها، حتى قامت رزان بإخراج هاتفها، لتلتفت تنظر إلى بسام الذي كان يقف بجانب هاشم وعادل، حتى عادت بنظرها إلى زيد لتتحدث قائلة بنبرة سريعة:

-" زيد نادي على بسام خليه ييجي علشان أتصور معاه".

تنهد زيد بنفاد صبر وهو ينظر لها، حتى ألتفت ليذهب إليهم، ليعود إليها مرة أخرى بعد مرور ثواني ومعه بسام، حتى إبتسمت رزان، لتوجه نظرها نحو زيد الذي كان يظهر عليه معالم الضيق قليلاً، لتعود بنظرها إلى بسام وهي تُعطيه هاتفها قائلة بنبرة مرحة:

-" بسام ممكن تصورني أنا وزيد".

أخذ منها بسام الهاتف وهو يبتسم، لتقترب رزان من زيد وهي تبتسم ببلاهة، حتى نظر لها قليلاً، ليلوح برأسه بعدم فائدة منها، حتى أقترب منها ليقوم بمعانقة كتفها حتى بادلته رزان العناق وسط سعادتها، لتؤخذ لهم الصورة بواسطة بسام الذي كان يبتسم، حتى تحدث زيد قائلاً بنبرة هادئة:

-" تعالوا يلا أصوركم علشان بعد كدة أتصور أنا واللوزة".

ضحك بسام، لتقترب منه رزان بخجل وهي لا تعلم بماذا يجب عليها أن تفعل، حتى باغتها بسام بفعلته عندما وضع يده على خصرها ليقربها منه تقف بجانبه وهو يقول بنبرة مرحة:

-" وهو زيد أحسن مني يعني".

رمقه زيد بغيظ ليتحدث قائلاً بنبرة حانقة مُزيفة:

-" متعيشش الدور بس، وخلصوني".

إبتسمت رزان وهي تشعر بالخجل أثناء محاولتها لكتم ضحكتها، حتى أخذ لهم زيد الصورة، ليتحدث بسام قائلاً بنبرة سريعة قبل أن تذهب رزان من جانبه:

-" واحدة كمان متبقاش بخيل".

تنهد زيد بعمق وهو ينظر لهم، لينظر بسام إلى رزان قائلاً بنبرة مرحة:

-" وأنتِ أعمليلك أي حركة كدة، هتفضلي واقفة زي الصنم".

هبط زيد بالهاتف عن وجهه ليتحدث قائلاً بنبرة أظهرت نفاد صبره منهم:

-" أه خليها زي الصنم، كدة أحلى".

رفع بسام حاجبيه بإستنكار، لتُحمحم رزان وهي تبتسم أثناء تشبيكها لكفيها برسمية، ليُزيح بسام يده وهو يضحك على مظهرها، حتى ألتقط لهم زيد الصورة، ليتحدث قائلاً بنبرة حانقة:

-" بقولكم إيه متزهقونيش، خلصنا خلاص.. يلا صورونا".

أخذت منه رزان الهاتف وسط ضحكات بسام، لتنظر إلى الصورة وهي ترى عشوائيتهم بها، لترفع رأسها تنظر له وهي تقول بنبرة ضاحكة:

-" حقك تضحك بصراحة".

أومأ لها بسام برأسه ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" ما أنتِ لو كنتي عملتيلك أي حركة مكنش دة بقى حالنا".

ضحكت رزان بسخرية، لتنضم إليهم أفنان، لتبدأ رزان بإلتقاط الصور لهم معاً وسط مرحهم.


كان مالك يقف أسفل العمارة ينتظر قدومهم، ليبتسم بعدما رآهم يقبلون عليه، ليقترب من سعيد يقوم بمعانقته وهو يقول بنبرة مرحة:

-" شوف بنتقابل في المناسبات بس إزاي".

ضحك سعيد وهو يعانقه، ليخرجه من عناقه قائلاً بنبرة مرحة:

-" ياسيدي ربنا يكتر من أفراحكم أنت متضايق ليه".

ضحك مالك، ليوجه نظره نحو زينب التي كانت تحيد بنظرها عنه، حتى وجه نظره نحو فاطمة التي كانت تبتسم له ببلاهة، ليبتسم لها مالك في المقابل ببرود، حتى كاد أن يتحدث مالك وهو ينظر إلى سعيد، ليستوقفهم ذلك الصوت الذي جاء من خلفهم قائلاً:

-" عم سعيد البركة والمتدلع، دة الواحد شكله رجع لأيام الشقاوة تاني".

ضحك سعيد ليقوم بمعانقته بإشتياق وهو يقول بنبرة سعيدة:

-" عامل إيه يا جابر، واحشنا والله فينك يابني كل دة".

أقتربت رضوى لتقوم بمعانقة الفتيات، ليخرج جابر من عناقه ليقترب من مالك يقوم بمعانقته وهو يقول بنبرة مرحة:

-" ما أنا جيت أهو يا عم سعيد، إيه مش عريس جديد وفي شهور عسل".

رفع مالك حاجبيه ليتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" شهور عسل مرة واحدة، هما مدوا شهر العسل وبقوا شهور".

غمز له جابر بعينه ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" لأ أصل شهر واحد كليشيه أوي، ف أنا قولت شهور وتبقى فكرة جديدة بردوا".

أومأ مالك برأسه بتأكيد وسخرية، لتتحدث رضوى قائلة بنبرة ودودة وهي تنظر إلى كلاً من زينب وفاطمة:

-" والله سي جابر فرحني لما قال إنه هيشوف الحج سعيد، قولت يا رب يجيب معاه البنات الحلوين دول".

ضحكت كلاً من زينب وفاطمة، لتتحدث زينب قائلة بنبرة مُحبة:

-" إحنا إللي مبسوطين إننا اتعرفنا عليكي".

ربتت رضوى على كتفها بحُب، ليتحدث مالك قائلاً بنبرة سريعة:

-" طيب يلا بس نطلع علشان اللحظة إللي رشاد هيلبس فيها الشبكة دي لازم أشوفها".

ضحكوا جميعهم، ليبدأوا بالولوج والصعود، حتى قام جابر بسحب مالك من ذراعه ليجعله يصعد بجانبه وهو يقول بنبرة خافتة:

-" من ورايا يا متدلع، طيب مش كنت ترسيني".

نظر له مالك، ليتحدث قائلاً بجدية وصوتٍ خافت:

-" وهو أنت بترد على حد، أنا قبل ما أعمل أي حاجة كنت بحاول أوصلك، بس مكنتش فاضيلنا".

لوح له جابر برأسه، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة مُحذرة:

-" طيب أطلع، لينا قعدة".

ضحك مالك، ليلوح برأسه وهو ينظر إليهم من أمامه.


كانت سجدة تقف تتحدث مع صديقاتها وشقيقتها، لتقترب منها نورهان وهي تقول بنبرة خافتة بأذنها:

-" هو مقالكيش حاجة ليه".

عقدت سجدة حاجبيها بعدم فهم، لتعود بنظرها إليها وهي تتساءل بنبرة مُتعجبة:

-" حاجة زي إيه؟".

لوت نورهان شفتيها بتلقائية، لتنظر إلى رشاد وهو يتحدث مع الشباب أثناء قولها بنبرة مُتعجبة:

-" مقالش يعني الفستان حلو ولا وحش، شكلك حلو ولا وحش، خليه يتكلم الناس هتفكره أخرس".

ضربتها سجدة بكتفها بخفة لتتحدث قائلة بجدية:

-" بس ملكيش دعوة هو عاجبني كدة".

لتلتفت تنظر له بطرف عينها، حتى عادت بنظرها مرة أخرى إلى نورهان لتُضيق جفنيها وهي تتحدث قائلة بنبرة مرحة:

-" بس بذمتك مش قمر؟ طلع أحلى من الصور صح؟".

إبتسمت نورهان لتتحدث قائلة بنبرة مُحبة:

-" أنتوا الأتنين لايقين على بعض، الحمدلله إن ربنا كتبلك إللي نفسك فيه يا سجدة، أنتِ تستاهلي كل خير".

تنهدت سجدة براحة وهي تبتسم، لتتحدث قائلة بنبرة أظهرت رضاها:

-" الحمدلله، عارفة أنا كنت حاسة إني حتى لو أتخرجت ممكن مشوفهوش تاني بس بردوا كان عندي أمل، وسبحان الله اتنقلنا لنفس الجامعة".

ضحكت نورهان لتتحدث قائلة بنبرة مرحة:

-" مين قدك أنتِ، ربنا يستجيب لكل دعواتك إن شاء الله".

إبتسمت لها سجدة بسعادة، لتلتفت تنظر له تطالعه بحُب، حتى لاحظ نظراتها تلك مالك، ليعود بنظره إلى رشاد قائلاً بجدية:

-" ما تخلص يا عم الكاريزما، روح أقعد معاها".

تنهد رشاد ليتحدث قائلاً بنبرة أظهرت ملله:

-" ما تخلصونا أنتوا وتجيبوا الشبكة، هنفضل كدة كتير".

لوح هاشم برأسه ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" هيجيبوها وهي هتطير، روح بس أقعد معاها لحد ما يشوفوا بيعملوا إيه".

تنهد رشاد بهدوء، ليلتفت ينظر لها، حتى أقترب منها قليلاً ليُحمحم، حتى ألتفتت سجدة لتنظر له، سُرعان ما إبتسمت لتتحدث قائلة ببلاهة:

-" شكلك حلو أوي".

تعجب رشاد من كلمتها تلك، ليبتسم تلقائياً وهو يقول بطريقة هادئة:

-" وأنتِ كمان، شكلك حلو وفستانك لونه حلو".

إبتسمت له سجدة بإتساع بعد كلماته تلك، لتأتي إليهم والدة سجدة وهي تقول بنبرة سريعة:

-" يلا علشان تلبسوا الشبكة".

أقترب كلاً منهم ليجلسون على مقاعدهم، حتى تولت رزان مُهمة تصوير تلك اللحظة، عندما أمسكت أفنان بصينية الشبكة وهي تقف بجانب رشاد، حتى بدأ بأخذ تلك الدبلة من الصينية، ليبدأ بتلبيسها لسجدة، لترتخي معالم وجه سجدة وهي تتطلع إلى يده التي كانت تمسك بأطراف أصابعها وكأنه يخشى مُلامستها، لتضحك رغماً عنها عندما لاحظت توتره الذي ظهر على حركات يده، ودت لو تمسك بها الآن، ولكنها تنهدت وهي تشعر بقُرب ذلك الموعد الذي سيُتيح لها التعبير عن حُبها كيفما تشاء، لترفع رأسها تنظر إلى رشاد الذي كان يُلقي بتركيزه على ما يفعله، حتى رفع أعينه لتتلاقى العيون معاً وتتشابك، ابتسم رشاد وهو ينظر لها، حتى رفعت سجدة رأسها بعدما شعرت بالخجل، لتأخذ دبلته من الصينية وسط نظرات أفنان السعيدة بهم، ووسط تأثر شادية وهي تضع يدها على قلبها أثناء شعورها بدموعها فرحاً به، حتى قامت سجدة بوضعها بأصبعه، لتعتلي أصوات الزغاريد من حولهم كذلك أصوات الضوضاء فرحاً بتلك اللحظة التي كانت ينتظرها الجميع.

كان يقف بزاويةً ما بعيداً عن الأنظار قليلاً، يُتابع ما يحدث وعلى وجهه تلك الإبتسامة التي تُعبر عن سعادته بشقيقه، حتى لوح برقبته قليلاً يعود لمُطالعتها كما كان يفعل، بل لم تتزحزح أعينه من عليها، يفتقد مظهرها ذلك من أمامه، ويشتاق لمُلامسة يديها التي تفرك بهم الآن، لم يرغب بجعلها تراه، يشعر هكذا بالسعادة وهو بعيد عنها، يتسنى له الفرصة بمطالعتها براحة، وحُب، يسأل نفسه لما أصبحت هكذا؟ وكأنها زادت جمالاً، ورقة، وبراءة، يشعُر وكأنه فارقها لسنواتٍ عديدة، يود لو يذهب ويأخذها من يدها رغماً عنها معه، يشتاق لحبيبته، ويشتاق لرائِحتها التي تتخلل كل إنشاً بذلك المنزل الذي دمره بيده، يحصل عليها فقط بأحلامه، وكأنها تكون ملكاً له فقط في تلك الحالة، ولكن غير ذلك، لا يستطيع حتى النظر إلى أعينها بشكلٍ مباشر.

كانت وئام تجلس بجانب شادية وأحلام ورزان وأفنان، لتنظر لها شادية وهي تبتسم، حتى بادلتها وئام الإبتسامة، لتنهض الفتيات جميعهم، حتى تحدثت أفنان قائلة بنبرة سريعة وهي تسحب وئام من يدها:

-" يلا قومي معانا".

نهضت وئام رغماً عنها، لتنضم إلى الفتيات، حتى بدأت بالتصفيق وهي تطالع مرحهم وغناءهم معاً، لتشعر بإزدحام المكان من حولها، حتى خرجت من وسطهم تذهب إلى شادية مرة أخرى، لتجد كلاً من هاشم وزيد يجلسون معها وهم يضحكون، حتى شعرت بالتوتر لتبتعد قليلاً حتى توقفت بأحد الأماكن الهادئة تطالع الفتيات من أمامها، لتشعر بالراحة هكذا، ولكن لم تكمل راحتها على خير عندما وجدت ذلك الشاب يقترب منها قائلاً بنبرة هادئة وهو يبتسم لها:

-" إزيك؟ عاملة إيه؟".

نظرت له وئام قليلاً، لتبتلع ريقها وهي تقول بنبرة خافتة:

-" كويسة".

نظر لها شهاب قليلاً، ليقترب منها حتى توقف بجانبها أثر الضوضاء التي لم تكن عالية بشكلٍ كافي لتجعله يقترب منها، ولكنه تحدث قائلاً بنبرة مُتأسفة:

-" أنا آسف على إللي حصل آخر مرة، مش عارف بصراحة أنا عملت حاجة تضايقك ولا لا، بس على العموم آسف".

شعرت وئام بقربه منها لتبتعد قليلاً وهي تنفي برأسها أثناء رسمها لإبتسامة بسيطة على وجهها، ليقترب منها مرة أخرى أثناء قوله بنبرة مرحة:

-" طيب إيه رأيك نبقى صحاب؟".

نظرت له وئام قليلاً، ليبادلها شهاب النظرات وهو يطالع معالم وجهها، حتى كادت أن تتحدث وئام، ليستوقفهم هاشم الذي جاء إليهم، لينظر إلى شهاب قائلاً بجدية:

-" هو في حاجة؟".

نظر له شهاب، لينفي برأسه بإضطراب، حتى ابتسم ليتحدث قائلاً بنبرة حاول جعلها طبيعية:

-" لأ مفيش، حضرتك تقربلها؟".

إبتسم له هاشم ليتحدث قائلاً بجديته:

-" أه، أقربلها".

أومأ شهاب برأسه بتفهم، ليتنهد وهو يوجه نظره نحو وئام، حتى عاد بنظره إلى هاشم ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة وهو يبتسم:

-" طيب.. عن إذنكم".

ليذهب شهاب من أمامهم قبل أن يترك لهاشم فرصة الحديث، حتى عاد هاشم بنظره إلى وئام ليتساءل قائلاً بجدية:

-" كان عايز إيه؟".

لم تنظر له وئام، حتى نكست رأسها وهي تشعر بالتوتر والخوف، لتبتعد قليلاً أثناء قولها بنبرة مضطربة:

-" هو كان بيقولي نبقى أصحاب، بس أنا كنت هرد عليه بس حضرتك جيت".

نظر لها هاشم قليلاً، لينظر مرة أخرى في أثر شهاب الذي إبتعد عنهم ليختلط بالشباب، حتى عاد هاشم بنظره إليها مرة أخرى قائلاً بنبرة هادئة:

-" روحي أقعدي مع أمي، ومتتحركيش من جنبها غير مع البنات أو معاها بس".

أومأت وئام برأسها عدة مرات لتتحدث قائلة بنبرة سريعة:

-" أنا كنت رايحة بس...".

أستوقفها هاشم الذي تفهم عليها قائلاً بنبرة هادئة:

-" خلاص يا وئام محصلش حاجة بس علشان محدش يضايقك، يلا روحي".

ذهبت وئام من أمامه لتجد عابد الذي إبتسم لها، لتقترب وئام منه، حتى توقفت بجانبه وهي تقول بنبرة أظهرت خجلها:

-" ممكن أقف معاك".

رفع عابد حاجبيه ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" ياسلام، دة أنا ليا الشرف والله".

إبتسمت وئام وهي تفرك بكفيها بتوتر أثناء نظرها للأجواء من حولها، لينظر لها عابد قليلاً، حتى قرر التحدث معها في تلك اللحظة قائلاً بنبرة حاول جعلها مرحة:

-" عارفة مين كلمني وعايز يشوفك؟".

إنتبهت له وئام، لتتوسع أعينها قليلاً وهي تتساءل بنبرة مُترقبة أظهرت حماسها وسعادتها:

-" ماما؟".

تنهد عابد وهو ينظر لها مُبتسماً، ليغمز بعينه وهو ينفي برأسه قائلاً بنبرة مازالت مرحة:

-" لأ دول ناس كتير، عمك كلمني وقالي إنه عايز يشوفك، وبنات عمك كمان".

توسعت أعين وئام بدهشة، لتبتسم بتلقائية بعدما شعرت بالسعادة وهي تقول بنبرة سعيدة:

-" عمو سامح كلمك؟ وهما كلهم عايزين يشوفوني؟".

أومأ عابد برأسه بتأكيد ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة وهو يبتسم:

-" وقولتلهم أنا هشوف وئام، لو عايزة تروح تقضي كام يوم في البلد ماشي، لو مش عايزة ف بصراحة مش هقدر اخليها تسيبنا".

نفت وئام برأسها عدة مرات وهي تبتسم قائلة بنبرة مُحمسة أظهرت رجاءها:

-" لأ لأ أنا عايزة أروح أقعد معاهم وأشوفهم هما وحشوني أوي، خليني أروح يا بابا هقعد معاهم شوية أنا فرحت أوي لما قولتلي".

كان عابد مازال ينظر لها وهو يُفكر، يشعر بالحُزن واللوم على نفسه أثر ما يفعله بحقها، ليتنهد مُحاولاً إخفاء ما يشعر به، حتى عاد بنظره إليها ليرسم إبتسامة على وجهه أثناء قوله بنبرة هادئة:

-" حاضر، يوم الخميس إن شاء الله نروح".

أومأت وئام برأسها عدة مرات لتصفق بيديها بسعادة، حتى تحدثت قائلة بنبرة سعيدة سريعة:

-" ماشي أنا هحضر هدومي، بس هقعد كام يوم؟ هي ماما هتكون هناك؟".

نظر لها عابد قليلاً، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" إن شاء الله تكون موجودة".

أومأت له وئام برأسها وهي تبتسم، لتتنهد وهي تشعر بالسعادة تزورها منذ أيام.


أقترب منه هاشم بعدما رآه يعود مرة أخرى، ليطالعه هاشم قليلاً، حتى تحدث بلال قائلاً بنبرة ساخرة:

-" إيه النظرة دي، وحشتك ولا إيه".

عقد هاشم حاجبيه ليتساءل بنبرة مُتعجبة:

-" أنت جيت امتى؟".

تنهد بلال ليقوم بعقد ذراعيه وهو يستند على الحائط بكتفه من جانبه أثناء قوله بنبرة هادئة:

-" من شوية".

أومأ هاشم برأسه بهدوء، ليتحدث قائلاً بجدية:

-" مش هتدخل تسلم على أخوك وتباركله".

إبتسم له بلال ليتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" قوله مبروك، لو مهتم يسمعها يعني".

صك هاشم على أسنانه قليلاً وهو يطالعه، ليعتدل بلال في وقفته وهو يقول بجدية:

-" لو عايزني ادخل أنا معنديش مشكلة".

لم تتغير نظرات هاشم وهو يقول بجدية لا تقبل مزاح:

-" أدخل سلم على أبوك وأمك، وأنا هروح أقول لأفنان تاخد وئام معاها الحمام علشان متشوفكش، مضمنش لو شافتك ممكن إيه إللي يحصل".

نظر له بلال بملامح وجه هادئة لا تضاهي شعوره من داخله، حتى تركه هاشم ليذهب من أمامه.

بعد دقائق، أقتربت أفنان من وئام التي كانت تقف بجانب عابد، لتتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" وئام تيجي تنزلي معايا الحمام؟ مش عايزة أنزل لوحدي".

أومأت لها وئام برأسها عدة مرات، لتلوح برأسها نحو عابد وهي تقول بنبرة هادئة من وسط ابتسامتها:

-" بعد اذنك يا بابا".

أومأ لها عابد برأسه وهو يبتسم، لتذهب كلاً منهم حتى هبطوا الدرج إلى الأسفل، ليقترب عابد يذهب إلى شادية، حتى وجده يقف من أمامه، نظرت له شادية قليلاً، ليبتسم بلال وهو ينظر لهم قائلاً بنبرة مضطربة:

-" عاملين إيه".

تنهد عابد ليتحدث قائلاً بجمود:

-" بخير".

وجه بلال نظره نحو هاشم، ليتحدث هاشم قائلاً بنبرة هادئة وهو ينظر إلى عابد:

-" بلال جاي يسلم عليكم".

نظر له عابد بطرف عينه ليتحدث قائلاً بنفس نبرته الجامدة:

-" لو سلم خليه يبارك لأخوه ويمشي".

نظرت له شادية بأعينها اللامعة، ليبتلع بلال ريقه حتى تحدث قائلاً بنبرة حاول جعلها طبيعية:

-" أنا جيت اشوفكم وهسلم عليكم وماشي، مبروك".

وجهت شادية نظرها إليه، لتتحدث قائلة بنبرة مُرتعشة أثر رغبتها بالبكاء:

-" خليك قاعد معانا شوية لو عايز".

نظر لها عابد بحِدة، ليبتسم لها بلال وهو يقول بنبرة هادئة:

-" لا أنا كنت عايز أتطمن عليكم بس".

لوح عابد برأسه بعيداً عنه وهو ينظر للفراغ من أمامه، ليقترب هاشم من بلال يقف بجانبه وكأنه يتأهب للذهاب معه قائلاً بنبرة هادئة:

-" طيب هيروح يسلم على رشاد".

لم يُبدي عابد أي ردة فعل، لتومىء شادية برأسها، حتى ذهب هاشم من أمامهم وهو ينظر إلى بلال يحثه على الذهاب، حتى نظر لهم بلال قليلاً، ليذهب مع هاشم نحو الشباب، حتى أقترب بلال من رشاد الذي لم يتفاجىء من مجيئه، ليقترب منه بلال يقوم بمعانقته وهو يقول بنبرة مُحبة مرحة:

-" مبروك يا رشاد".

ابتسم رشاد له ليومىء برأسه وهو يتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" الله يبارك فيك".

ليلتفت رشاد ينظر إلى سجدة التي كانت تأخذ بعض الصور مع صديقاتها، لتنتبه له وهو ينظر لها، حتى أقتربت منه، ليوجه رشاد نظره نحو بلال مرة أخرى وهو يقوم بتعريفها عليه قائلاً بنبرة هادئة:

-" دة بلال أخويا، هو مجاش في قراية الفاتحة".

نظرت سجدة إلى بلال لتبتسم له حتى تحدث بلال قائلاً بنبرة هادئة وهو يبتسم:

-" ألف مبروك ربنا يتمم لكم على خير".

أومأت سجدة برأسها لتتحدث بنبرة أظهرت خجلها:

-" شكراً لحضرتك".

نظر لها بلال قليلاً رغماً عنه، ليراها بها، وكأن هي من تقف تتحدث من أمامه، ظهرت صورتها من أمامه وهي تبتسم وتتحدث بنفس تلك الكلمات والطريقة، التي جعلته يبتسم وهو يومىء لها برأسه بإضطراب، حتى وجه رشاد نظره نحو هاشم الذي بادله النظرات، ليتحدث رشاد قائلاً بجدية:

-" قاعد ولا هتمشي".

انتبه له بلال، لينفي برأسه بعدما عاد لوعيه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" لأ أنا.. همشي، جيت بس علشان أقولك مبروك".

أقترب منه رشاد، ليربت على كتفه وهو ينظر له قائلاً بنبرة هادئة:

-" لما أتصل بيك أبقى رد عليا، عايزين نقعد مع بعض إحنا التلاتة".

وجه بلال نظره لهاشم الذي أومأ برأسه وكأنه يؤكد على حديث رشاد، ليومىء بلال برأسه عدة مرات متتالية وهو ينكس رأسه قليلاً، حتى قام بتوديعهم، ليذهب من أمامهم في هدوءٍ وصمت، لتلتفت سجدة تنظر للفتيات، حتى عادت بنظرها إلى رشاد وهاشم وهي تقول بنبرة هادئة من وسط إبتسامتها:

-" عن إذنكم".

أومأ لها رشاد برأسه، لتذهب من أمامهم، حتى كاد أن يتحدث رشاد، ولكن استوقفه هاشم الذي تحدث قائلاً بنبرة هادئة وكأنه يعلم ما سوف يتفوه به:

-" بعتها مع أفنان الحمام، ومحدش اداله وش من أبوك وأمك".

لوح رشاد برأسه قليلاً، ليتحدث قائلاً بجدية:

-" ولا حتى قالوله يقعد شوية؟".

نفى هاشم بحركة من عينه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" حتى لو، مكنش هيقعد، المهم إنك قولتله نتقابل".

أومأ رشاد برأسه بتأكيد ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" أكيد، لازم نشوف هنعمل معاه إيه".

وضع هاشم يده على ذراع رشاد وهو يقول بنبرة سريعة:

-" إن شاء الله، روح يلا لخطيبتك".

لوح رشاد برأسه وهو يضحك، ليبتسم هاشم وهو يذهب من أمامه.


صعدت كلاً من وئام وأفنان مرة أخرى بعدما هاتف هاشم أفنان، لتتوقف وئام على الدرج فجأةً وهي تنظر للفراغ من أمامها بمعالم وجه غير مفهومة، لتلتفت أفنان تنظر لها، حتى عقدت حاجبيها لتتساءل بنبرة هادئة:

-" وقفتي ليه".

نظرت لها وئام، لتتحدث قائلة بنبرة مُترقبة:

-" هو بلال هنا؟".

تفاجئت أفنان من حديثها، لتهبط إليها بإضطراب حتى تحدثت قائلة بنبرة لا تقل عن مظهرها:

-" لأ مش هنا، ليه".

أمسكت وئام بيدها لتتحدث قائلة بنبرة سريعة:

-" الريحة دي إللي بلال بيحطها علطول، هو لو في فرح بيحط الريحة دي هو بيحبها".

نفت أفنان برأسها لتبتسم وهي تقول بنبرة حاولت جعلها مرحة:

-" وهو يعني مفيش غير بلال إللي بيحط الريحة دي؟ ما أكيد كل الشباب جوة حاطة وأكيد في ناس حاطة نفس الريحة".

نفت وئام برأسها عدة مرات، لتبتلع ريقها وهي تنظر لها قائلة بنبرة خائفة:

-" لأ هو، هو بيحط الريحة دي أنا عارفة".

نظرت لها أفنان بغرابة من طريقة تفكيرها وحديثها، لتتحدث قائلة بجدية:

-" يا حبيبتي هو مش موجود وحتى لو مش شرط يكون هو إللي حاطط الريحة دي يا وئام".

لمعت أعين وئام بالدموع وهي تنظر لها، لتتحدث قائلة بنبرة مُرتعشة:

-" أنا عايزة أمشي، عايزة أروح".

أقتربت منها أفنان لتمسكها من ذراعيها بلين وهي تقول بجدية ظهرت على معالم وجهها:

-" وئام، قولتلك مش هو إللي حاططها وبلال ممكن فعلاً يكون جه علشان طبيعي هيبارك لرشاد، بس هو مش جوة صدقيني، الله يخليكي ما تعملي حاجة علشان اليوم ميبوظش، أكيد مش هينفع نمشي دلوقتي الخطوبة لسة مخلصتش وكدة ماما ورشاد هيزعلوا".

كانت وئام تنظر لها بملامح وجهها التي أظهرت توترها وخوفها، تشعر من داخلها بضربات قلبها المُرتفعة وكأنها تُجبرها على الهروب الآن، لتشعر بيد أفنان التي أمسكت بيدها وهي تقول بنبرة مُطمئنة لينة:

-" بصي أنا معاكي أهو والله لو لقيته جوة هخليكي تمشي، بس خليكي واثقة فيا وخليكي معايا".

أجبرت وئام نفسها على الموافقة وهي تشعر بالخوف مازال يُحاصرها كرائحته التي أصبحت تُحاوطها من كل اتجاه، ولكنها حاولت إقناع نفسها من داخلها بتلك الكلمات التي خرجت منها رغماً عنها وهي تصعد بجانب أفنان:

-" مش هو إللي حاططها".

نظرت لها أفنان قليلاً، لتبتسم لها بإضطراب، حتى عادت بنظرها لما أمامها وهي تشعر بالحُزن على حالة تلك المسكينة.

كانت الرجال جميعهم يجلسون معاً وكذلك الشباب، ليربت عابد على قدم سعيد من جانبه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" على ميعادنا يا حج إن شاء الله".

نظر له سعيد ليتحدث قائلاً بنبرة مُرحبة:

-" تنورونا يا حج أي وقت البيت بيتكم".

ابتسم له عابد بوِد، وسط نظرات مالك إلى كلاً منهم، ليوجه نظره من بعد ذلك إلى جابر الذي كان يجلس بجانبه ينظر إلى هاتفه، حتى تحدث مالك قائلاً بنبرة هادئة وهو ينظر له:

-" مقولتش رأيك يعني".

نظر له جابر ليغلق الهاتف وهو يقول بجدية:

-" إيه يا عم هو أنا إللي هتجوز، وبعدين عيال عم سعيد كويسين ومحترمين يعني، المهم أنت يا متدلع نشلت كدة من أمتى".

إبتسم مالك وهو ينظر لها، ليُضيق جفنيه وهو يقول بنبرة خافتة:

-" بصراحة من أول زيارة، وقعدت أفكر بقى طول الأربع شهور، كان خوفي من إني أطلع وملاقيش شغل، بس الحمدلله المشكلة دي اتحلت، وابويا كلم عم سعيد واتفق معاه وهنروحلهم كمان أسبوع كدة".

رفع جابر حاجبيه بإعجاب، ليغمز بعينه من بعد ذلك وهو يقول بنبرة مرحة:

-" خربانة معاك يا عم مالك، لو محتاج أي مساعدة أخوك رقبته سدادة".

لوح له مالك برأسه وهو يتحدث قائلاً بجدية:

-" أيوة يا عم أومال إيه، فين قانون العشق بتاعك".

رفع جابر حاجبيه بدهشة ليتحدث قائلاً بنبرة ضاحكة:

-" بسرعة كدة؟ دة أنت لسة متدلقتش يعني".

تنهد مالك ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" ما أنت عارف مكنش ليا أي علاقة قبل كدة ومبحبش الحوارات دي، بس الخطوة دي جد يعني وأنا ميح بصراحة".

أعتدل جابر في جلسته وهو يضع يداه في جيب جاكيته بعدما جلس براحة قائلاً بعجرفة:

-" مش دلوقتي بردوا، مش هتحتاجها دلوقتي".

رفع مالك حاجبيه ليتحدث قائلاً بجدية:

-" في إيه يا عم جابر أنت هتذلني، أومال لو مكنتش مختصرها يعني".

لم ينظر له جابر وهو مازال يتحدث بعجرفة قائلاً:

-" روح للي يقولك الأربعين قاعدة".

لينظر له وهو يغمز بعينه قائلاً بثقة:

-" وبردوا هتلف تلف وترجعلي".

تنهد مالك بعمق وهو ينظر له، ليبتسم جابر بعدما رأى تهكم وجهه.


عادت الفتيات جميعهم ليجلسون معهم، ومن ضمنهم رضوى وزينب وفاطمة، لتتحدث شادية قائلة بنبرة ودودة وهي تنظر إلى رضوى:

-" وأنتِ عروسة بقالك قد إيه يا رضوى".

نظرت لها رضوى، لتتحدث قائلة بنبرة تماثلها من وسط إبتسامتها البشوشة:

-" بقالي شهر ونص يا خالتي، ما مالك والبنات حضروا فرحي أنا وسي جابر".

أومأت لها شادية برأسها وهي تبتسم، لتتحدث رزان قائلة بنبرة مرحة:

-" الفرح كان حلو أوي يا أبلة شادية، أول مرة أروح فرح حلو كدة".

ربتت رضوى على كتفها لتتحدث قائلة بنبرة سعيدة:

-" ربنا يجعل لياليكم أحلى وأحلى، وساعتها بقى هروق عليكم في الحنة، بتعرفوا ترقصوا؟".

نظروا لها جميعهم، لتبتلع فاطمة ما بفمها حتى تحدثت قائلة ببلاهة:

-" زينب بتعرف ترقص حلو أوي، بس مبترضاش تعلمني".

ضربتها زينب على فخذها من أسفل الطاولة، لتتألم فاطمة وهي تنظر لها، حتى ضحكت الفتيات، لتتحدث رضوى قائلة بنبرة مرحة:

-" خلاص نبقى نتجمع كلنا في يوم ونعملنا قعدة حلوة بنات بس، والرجالة نطردهم ف أي حتة".

أومأت رزان برأسها لتتحدث قائلة بنبرة أظهرت حماسها:

-" ياريت بجد".

رفعت أفنان حاجبيها بإستنكار، لتنظر شادية إلى زينب، حتى تحدثت قائلة بنبرة هادئة وهي تبتسم:

-" وأنتِ يا زينب فاضلك قد إيه وتخلصي".

نظرت لها زينب لتبتسم وهي تقول بنبرة هادئة:

-" دي اخر سنة ليا إن شاء الله".

أومأت شادية برأسها لتتحدث قائلة بنبرة مُحبة:

-" على خير يا حبيبتي إن شاء الله ربنا يكتب لك إللي فيه الخير".

نكست زينب رأسها وهي تشعر بالخجل أثر مكوثها معهم، لتلوح برأسها قليلاً نحو فاطمة التي كانت تأكل بعدم إنتباه لها.


أنتهت الليلة بوقتٍ مُتأخر أثر مرور الوقت على الشباب والفتيات وسط مرحهم دون أن يلاحظوا، ليهبط الجميع إلى الأسفل حتى قام مالك بإخراج صواريخه مرة أخرى يقوم بإطلاقها وسط تصوير الفتيات والشباب له، ليأتي إليهم فرقة المُزمار أيضاً لتجعل لفرحتهم وليلتهم مُتعة أخرى، حتى أقترب مالك من عابد ليقوم بسحبه لكي يرقص معه، حتى رمقه عابد بحِدة، ليترك مالك يده وهو يرمقه بسخط مُزيف، سُرعان ما أقترب من شادية التي لم تُكذب خبر كما يقولون، وبدأت بالرقص معه بسعادة وسط ضحكات وسعادة الجميع، ليقترب عابد يقوم بسحبها بغيظ وغيرة ظهرت عليه، حتى أقترب رشاد من مالك يحاول سحبه من وسط تلك الضوضاء قائلاً بصوتٍ مرتفع بأذنه أثر الضوضاء:

-" خلاص كفاية، أبوك على آخره".

وجه مالك نظره نحو عابد الذي كان ومازال ينظر له بغضب، ليرفع مالك حاجبيه بخوف مُصتنع، حتى توقفت الموسيقى وكُل شيء، ليقترب عابد من نبيل يقوم بتوديعه كذلك الفتيات والسيدات الذين قاموا بتوديع بعضهم البعض، حتى كاد أن يذهب رشاد معهم، ولكن استوقفه نبيل الذي تحدث قائلاً بجدية:

-" أنت رايح فين".

نظر له رشاد بغرابة قليلاً، لترفع والدة سجدة حاجبيها لتتحدث قائلة بنبرة مُندهشة:

-" أنت رايح فين تعالى يلا هتتعشى معانا".

تفاجىء رشاد بعدما لم يعلم بذلك الأمر، حتى كاد أن يتحدث لتستوقفه شادية التي أقتربت منه لتقول بنبرة مُتلهفة:

-" أقعد يا حبيبي اتعشى مع خطيبتك واتكلموا شوية".

نظر لها رشاد قليلاً، ليوجه نظره نحو سجدة التي كانت تقف بعيداً قليلاً وهي تنظر له بنظراتها الهادئة، ليتحدث نبيل قائلاً بجدية:

-" يلا تعالى ".

إبتسم رشاد قليلاً بمجاملة، ليلتفت ينظر إلى عابد وهو يتحدث قائلاً بنبرة هادئة وهو يخرج مفاتيح سيارته:

-" خلي مالك يوصلكم".

وضع عابد كفه على يد رشاد وهو يقول بجدية:

-" خلي عربيتك معاك أهي العربيات مفيش أكتر منها، يلا روح علشان ميزعلوش".

تنهد رشاد وهو ينظر له، حتى قام بتوديعهم، ليعود مرة أخرى إلى نبيل وزوجته، حتى ألتفتت سجدة لتصعد وهي تُحاول إخفاء سعادتها.

بعد مرور بعض الوقت، توقف عادل بسيارته بأحد الأماكن المُطلة على النيل، ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة بعدما وجه نظره نحو أحلام الجالسة من جانبه:

-" قلبك جامد ولا هتبردي أول ما نقعد؟".

نظرت له أحلام لتتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" مش وراك شغل الصبح".

لوح عادل برأسه ليتحدث قائلاً بنبرة غير مُبالية:

-" ساعة مش هتأثر، يلا أنزلي".

تنهدت أحلام بهدوء لتهبط من السيارة، حتى هبط عادل هو الآخر بعدما قام بإغلاقها، ليقترب كلاً منهم يجلس على تلك المقاعد من أمام ذلك السور المُطل على النيل، ليتحدث عادل قائلاً بنبرة سريعة بعدما نهض مرة أخرى:

-" هروح أجيب حاجة وجاي".

سُرعان ما ذهب من أمامها، لتنظر أحلام في أثره قليلاً، حتى تنهدت لتنظر للنيل من جانبها بشرود، قطعه عليها عادل الذي عاد بعد مرور دقائق وهو يُعطيها ما بيده قائلاً بنبرة هادئة:

-" بتحبي الدُرة أنا عارف".

أخذته أحلام منه بهدوء، لتنظر له وهي تتساءل بنبرة هادئة:

-" عرفت منين".

قضم عادل القليل منه، ليبتلع ما بفمه حتى تحدث من بعد ذلك قائلاً بنبرة مرحة:

-" كنت مع بلال مرة وأنتِ أتصلتي بيه علشان تخليه يجيبلك وهو راجع البيت".

إبتسمت أحلام بعدما نكست رأسها، لتبدأ بتناوله بهدوء، وسط نظرات عادل لها، حتى تحدث يكسر ذلك الهدوء قائلاً بنبرة هادئة:

-" بردانة؟".

نفت أحلام برأسها على الفور لتتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" لأ بالعكس، الجو النهاردة حلو.. إمبارح كان برد".

أومأ عادل برأسه بهدوء، ليتنهد بعمق، حتى عاد بنظره إليها ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" بقولك إيه.. إيه رأيك لو نتعرف على بعض من أول وجديد".

عقدت أحلام حاجبيها بعدم فهم، ليعتدل عادل في جلسته بلهفة ليتحدث قائلاً بنبرة سريعة أظهرت حماسه:

-" يعني إحنا أتجوزنا بسرعة وملحقناش نعرف عن بعض أي حاجة، رغم إني عارف عنك كل حاجة.. بس مش هنختلف".

لوحت أحلام برأسها بعدم فهم لتتحدث قائلة بنبرة ساخرة:

-" يعني أنت عايزنا نتعرف على بعض من أول وجديد بعد خمس شهور جواز؟".

رفع عادل كتفيه بعدم إهتمام ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" وفيها إيه؟".

تنهد عادل وهو ينظر لها، ليتحدث قائلاً بنبرة لينة حاول بها تفهيمها مقصده:

-" أنتِ مش عارفة تفتحيلي قلبك علشان مش شايفة مني يعتبر حاجة يا أحلام، يعني حياتنا روتينية، مبنتكلمش مع بعض، أنا في شغلي وأنتِ في شغلك بنتقابل بليل بس، ولو حتى قعدنا بنفضل ساكتين زي دلوقتي".

كانت أحلام تستمع إلى حديثه بمعالم وجهها الهادئة، والتي أظهرت أيضاً إقتناعها بحديثه، ليتحدث عادل قائلاً بجدية:

-" أنتِ متعرفيش عني أي حاجة وأنا عارف دة كويس، وكان نفسي يكون في ما بيننا فرصة زي الخطوبة حتى لو كانت هتبقى مدة صغيرة، بس إحنا أتجوزنا علطول".

ضحكت أحلام بعد تصديق لتتساءل قائلة بجدية:

-" ولما أنت متضايق من قراراتي أتجوزتني ليه؟ ما أنت كان ممكن ترفض بسهولة، إيه إللي خلاك تيجي على نفسك وتوافق بشروط أنت مش قابل بيها".

كان عادل مازال ينظر لها بنفس نظراته، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة للغاية:

-" يمكن علشان بحبك؟".

أرتخت معالم وجهها وهي تستمع إلى حديثه رغماً عنها، ليسترسل عادل حديثه قائلاً بنفس نبرته التي يشوبها اللين:

-" وبحبك من زمان وأنتِ مكنتيش عارفة دة، أنا على فكرة معتبرتهاش شروط، أنا أعتبرتها طلبات.. وأنا قبلت بيها مادام شايف إن الطلب دة هيريحني، أنا كانت أهم حاجة بالنسبالي إنك تكوني معايا في بيت واحد يا أحلام، دي كانت أقصى حاجة نفسي أوصلها".

لينكس رأسه وهو يتنهد بعمق، حتى عاد بنظره إليها ليتحدث قائلاً بجدية أمتزجت بسخريته بباديء حديثه:

-" بس بصراحة أكتشفت إني طماع، أكتشفت إني عايزك تفتحيلي قلبك وتجربي تحبيني، أنا عايزك بس تجربي من جواكي فعلاً يا أحلام، جربي ومش هتخسري".

كانت أحلام تستمع إليه بتردد وتشتت، تُحاول من داخلها بفعل ذلك الشيء، ولكن رغماً عنها كُلما حاولت فشلت، تشعر حقاً بالراحة أثر تقبلها له أخيراً ولو قليلاً وليس بشكل كامل، ولكن هل يتطلب الأمر بعض المساعدة لكي يتحقق؟

أعتدل عادل في جلسته ليتحدث قائلاً بنبرة مُتوددة أظهرت حماسه لذلك الموضوع:

-" علشان كدة تعالي نبقى صحاب".

ضحكت أحلام رغماً عنها، ليلوح لها عادل برأسه ببلاهة، لتتحدث أحلام قائلة بنبرة ساخرة:

-" وإن شاء الله كمان تسع شهور أقول للي جاي في الطريق دة إنك صاحبي ولا جوزي؟".

إبتسم عادل ليتحدث قائلاً بنبرة مُحبة:

-" مش يمكن قبل ما التسع شهور دول يتموا ابقى التلاتة؟".

عقدت أحلام حاجبيها بعدم فهم، ليسترسل عادل حديثه قائلاً بنفس نبرته وهو ينظر لها بحُب:

-" حبيبك، وصاحبك، وجوزك".

لوحت أحلام برأسها نحو النيل من جانبها بهدوء، ليتحدث عادل قائلاً بنبرة هادئة:

-" إحنا هنجرب يا أحلام، مش هتخسري حاجة.. يمكن فعلاً أنتِ محتاجة مساعدتي بس بشكل تاني".

أغلقت أحلام جفنيها وهي تُفكر بحديثه، لتعود بنظرها إليه أثناء قولها بنبرة هادئة:

-" ودة هيبقى إزاي، هرجع تاني لبيت أهلي؟".

تهكمت ملامح وجه عادل قليلاً، ليتحدث قائلاً بجدية:

-" كان بودي أقولك بيت أهلك دة مش هترجعيله غير بموتي، بس حتى بعد ما أموت بيتنا دلوقتي هو بيتك إللي هتعيشي فيه مع عيالنا إن شاء الله".

شعرت أحلام بالحرج والتعجُب من حديثه، لتتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" بعد الشر يا عادل، بس أنا مش فاهمة قصدك".

استند عادل بظهره على المقعد ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة ليسهل عليها الفهم:

-" إحنا مع بعض عادي يا أحلام، متجوزين وفي بيت واحد وعلاقتنا ببعض هي هي، الفرق الوحيد إنك بدل ما بتعامليني كزوج بس، هتعامليني كصاحب كمان، يعني.. نحكي لبعض، أحكيلي إللي بيحصل معاكي في شغلك وأنا أحكيلك، نعرف بعض إهتمامتنا، ولو حد عنده مشكلة ندور على حلول مع بعض، تحكيلي عن حياتك عامةً، كل ما تحسي إنك عايزة تفضفضي تعاليلي أنا وهسمعك، أنا نفسي أسمعك أساساً يا أحلام".

معالم وجهها التي أظهرت تفكيرها وبدى رضاها بذلك الحديث وتنفيذه، حسناً.. لتفعل ذلك، ولما لا؟ لن تخسر شيء بالتأكيد، ولكنها تحدثت قائلة بنبرة هادئة:

-" مش عايزة أفترض حاجة، بس.. لو معرفناش".

كان عادل يُطالعها بمعالم وجهه الهادئة، ينتظر منها ذلك السؤال الذي يجعل بقلبه تلك النغزة دون أن تدرك ما تفعله به تلك الكلمة البسيطة، ولكنه إبتسم إبتسامة صادقة تُعبر حقاً عن كلماته الخارجة من فمه بلين وحُب يقول:

-" أنا هكون راضي في كل الحالات يا أحلام، أنا بساعدك.. بس مشاعري أنا هتفضل طول عمرها زي ما هي مش هتتغير، ولو أتغيرت.. يبقى هتزيد أكتر وحُبي ليكي هيزيد، زي ما هو كل يوم بيزيد عن اليوم إللي قبله".

إبتلعت أحلام ريقها وهي تستمع له، ليعتدل عادل في جلسته، ليقوم بمد يده لها يُصافحها أثناء قوله بنبرة مرحة وإبتسامة بشوشة:

-" عادل عبد العزيز، ٣١ سنة".

وجهت أحلام نظرها نحو يده، لتعود بنظرها إليه مرة أخرى، حتى ضحكت بسخرية لتلوح برأسها، لتقوم بمد يدها تصافحه أثناء قولها بنبرة ساخرة:

-" أحلام عابد، ٢٦ سنة، ومتخرجة من كلية ألسن".

رفع عادل حاجبيه بإعجاب، ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" من ألسن مرة واحدة؟ شكلها كان حلمك، أصلك بتتكلمي بفخر جامد".

ضحكت أحلام على كلماته، لتتنهد وهي تقوم بسرد قصة دراستها لتلك الكلية، وسط إبتسامته وإستماعه لها بتركيز، ووسط إنشغالهم بتبادل الأحاديث المُختلفة.

كان رشاد يجلس بالمنزل مع نبيل يتحدثون، حتى خرجت إليهم والدة سجدة وهي تقوم بوضع الطعام من أمامهم، ليتحدث رشاد قائلاً بنبرة أظهرت حرجه:

-" مكنش ليه لزوم فعلاً والله".

رفعت والدة سجدة حاجبيها لتتحدث قائلة بنبرة مرحة:

-" إزاي بقى دة أنا وسجدة عاملينلك شوية أكل تأكل صوابعك وراه، كان نفسي اقولك أكيد جعان من الرقص بس ماشاء الله كنت عاقل وراسي كدة لحد اخر الخطوبة، بس بردوا هتاكل والله ما هتروح مني في حتة".

ضحك رشاد وهو ينظر لها، لينهض نبيل قائلاً بنبرة هادئة وهو يبتسم:

-" هسيبك أنا بقى وسجدة جاية دلوقتي".

نهض رشاد هو الآخر ليتحدث قائلاً بجدية:

-" رايح فين يا حج أقعد هتاكل معانا، مش هاكل غير في وجودك".

لوح نبيل برأسه ليتحدث قائلاً بنبرة مُتعبة:

-" يابني بطل عِند واقعد كُل وأنا أهو هقعد قدامك اشرب كوباية قهوة، أقعد بقى".

جلس رشاد مرة أخرى وهو يشعر بالحرج والضيق مما يحدث، لتولج إليهم في تلك اللحظة سجدة التي قامت بتبديل ملابسها إلى أخرى مكونة من بنطال واسع وبلوفر طويل، كما كانت ترتدي جوارب طويلة من الرسومات الكارتونية، وكذلك ترتدي عليهم ذلك النعال البيتي، لينظر لها رشاد من أسفل إلى أعلى حتى جاءت عينه بأعينها التي كانت تطالعه ببلاهة وهي تبتسم، ليلوح رشاد برأسه وهو يبتسم على مظهرها، حتى ذهب نبيل من أمامهم، لتقترب سجدة تجلس على المقعد المجاور له وهي تقول ببلاهة:

-" أنت لسة مأكلتش ليه، هو الأكل مش عاجبك؟".

نظر لها رشاد قليلاً بغرابة، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة حاول عدم مزجها بسخريته:

-" لأ جميل تسلم إيديكم".

أومأت سجدة برأسها وهي تبتسم له، لتقترب من الطاولة الموضوعة من أمامهم تقوم بتقريب الصحن من موضعه وهي تقول بنبرة مُتلهفة:

-" طيب يلا كُل، أنا إللي عملت الجلاش والورق عنب أنا اللي لفيته".

أومأ رشاد برأسه وهو يحاول كتم ضحكته، لتقوم سجدة بتنظيم الطعام وهي تقوم بتقريبه منه، ليتحدث رشاد قائلاً بنبرة هادئة:

-" خلاص كُلي أنتِ يلا".

لوحت سجدة بيدها نحو الطعام وهي تقول بنبرة مُحمسة:

-" دوق أنت الأول عايزة أعرف رأيك".

رفع رشاد حاجبيه وهو يبتسم، ليقوم بأخذ قطعة من المحشي، حتى تحدث قائلاً بتلقائية:

-" معلش بقى المحشي دة يتتاكل بالأيد مش بالشوكة".

كانت سجدة تنظر له وهي تبتسم ببلاهة وحُب، لتلوح له برأسها وهي تقول بنبرة مُحبة:

-" براحتك".

قام رشاد بتذوقه بعدما سمى الله، ليرفع حاجبيه بإعجاب وهو يومىء برأسه، حتى إبتلع ما بفمه ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" جميل فعلاً تسلم إيدك".

شعرت سجدة بالسعادة، لتقوم بوضع قطعة من ذلك الصحن من أمامه وهي تقول بنبرة مُحمسة سعيدة:

-" طيب دوق الجلاش دة بقى أنا اللي عملته كله من أوله لأخره".

ضحك رشاد رغماً عنه وهو يطالع ما تفعله، حتى تحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" ما أنا باكل يا سجدة، كُلي أنتِ يلا هتفضلي بس تقوليلي كُل ومش هتاكلي؟".

شعرت سجدة بالخجل والحرج، لتقوم بمد يدها لتبدأ بتناول الطعام هي الأخرى، وسط نظراتها الهاربة له وهي تطالعه أثناء تناوله للطعام بهدوء، لتبتسم وهي تشعر بالسعادة أثر وجودها بجانبه الآن، تشعر بحُبها له الذي يكبر أكثر أثر ما يحدث، وكأنها قامت بتحقيق أكبر وأهم أحلامها، عندما وصلت إلى حُبها الأعز.

إبتلع رشاد ما بفمه، لينظر لها حتى تساءل قائلاً بنبرة هادئة ليقطع ذلك الصمت الذي دام لدقائق:

-" اليوم عجبك، اتبسطتي".

أومأت سجدة برأسها عدة مرات وهي تبتسم، لتتحدث قائلة بنبرة سعيدة:

-" كان جميل أوي وزي ما أنا عايزاه، الحمدلله إنه عدى على خير وكلنا انبسطنا".

أومأ لها رشاد برأسه، لتتحدث سجدة قائلة بنبرة مُتلهفة:

-" هو أنا ممكن اسألك سؤال، هو محيرني شوية بصراحة".

عقد رشاد حاجبيه ليومىء لها برأسه، حتى إبتلعت سجدة ريقها لتتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" هي وئام تقربلكم إيه؟".

تنهد رشاد بهدوء ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" شوفتي أخويا إللي جه باركلي وبعدين مشي؟".

أومأت له سجدة وهي تنتظر منه استرسال حديثه، ليردف رشاد قائلاً بنبرة هادئة:

-" وئام مراته، بس هو في ما بينهم شوية مشاكل يعني وهي قاعدة معانا في البيت".

شعرت سجدة بالغرابة أثر ذلك الوضع، كما شعرت بالغيرة أثر وجودها معه بمكانٍ واحد، ليتحدث رشاد قائلاً بجدية بعدما علم بما تفكر به:

-" بس يعني لو الأمور فضلت مستمرة ما بينهم على كدة أبويا ممكن يسفرها لأهلها".

أومأت سجدة بعدما شعرت ببعض الراحة، لتتحدث قائلة بنبرة أظهرت تذكرها وهي تبتسم:

-" وطنط كريمة مجتش ليه؟ أنا كنت مستنياها اتفاجئت إنها مجتش".

نظر لها رشاد قليلاً بملامح وجهه التي حاول الحفاظ عليها هادئة، ليعتدل في جلسته قليلاً ينظر لها وهو يقول بنبرة هادئة:

-" مش عارف".

أومأت له سجدة برأسها وهي تشعر بالغرابة منه، ليتحدث رشاد قائلاً بنبرة حاول جعلها مرحة:

-" بس شايفك ماشاء الله قضيتيها رقص".

شعرت سجدة بالخجل منه، لتضم كفيها وهي تقول بنبرة أظهرت حرجها:

-" أنا مرقصتش والله هما البنات وكدة يعني ومحدش يعتبر كان شايفنا أوي، أنا ممكن أكون أتصورت أكتر، لأني بحب التصوير أوي".

إبتسم رشاد وهو يستمع إليها، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" عارف.. بهزر معاكي".

إبتسمت سجدة وهي تنظر له بخجل، لتعود بنظرها للطعام قائلة بنبرة ناعمة:

-" الأكل عجبك؟".

لوح رشاد برأسه يعود بنظره للطعام وهو يقول بنبرة مرحة:

-" تسلم إيدك، الجلاش بالذات طعمه حلو، بس لفة ورق العنب معجبتنيش".

تفاجئت سجدة من حديثه، لتعتدل تنظر له حتى أمسك إحداهما بيده وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" إيه دة يا سجدة؟ هو لسة مولود؟ ما تكبريه شوية".

أمتعضت معالم وجه سجدة لتتحدث قائلة بنبرة أظهرت ضيقها:

-" ما هو بصراحة لفه صعب، أنت عارف قعدت وقت قد إيه أعمله؟ مش هتصدق، تلات ساعات بحالهم".

رفع رشاد حاجبيه بدهشة تماثلها وهي تتحدث، ليبتسم وهو يتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" متقلقيش أمي هتعلمك من أول مرة، ولو متعلمتيش هتفضل وراكي وراكي لحد ما تتعلمي تلفيه".

إبتسمت سجدة وهي تنظر له، لتتساءل قائلة ببلاهة:

-" بس الأكل عجبك صح؟".

ضحك رشاد رغماً عنه ليتحدث قائلاً بنبرة ضاحكة:

-" والله حلو، تسلم إيدك".

أومأت سجدة برأسها وهي تشعر بالخجل منه، لتتحدث قائلة بنبرة ناعمة:

-" بالهنا والشفا".

إبتسم لها رشاد، لتتنهد سجدة وهي تنظر له بإبتسامة مُحبة زينت وجهها.

__________________________

#يُتبع.
#الفصل_السادس_والثلاثين.
#ميرونزا.

Continue Reading

You'll Also Like

255K 5.8K 57
❝ i loved you so hard for a time, i've tried to ration it out all my life. ❞ kate martin x fem! oc
22.2K 1.9K 39
Story of a family - strict father, loving mother and naughty kids.
201K 4.5K 67
imagines as taylor swift as your mom and travis kelce as your dad
3.5K 169 11
كثير من البحور يَجتاحها لكنها ليست اللؤلؤة المنشودة، وحينما يجدها يعتقد أنه فاز بالجائزة، لكنه سيواجه عقبات كثيرة في سبيله للوصول إليها، ومع ذلك سيظل...