عُمارة آل نجم.

Por MariamMahmoud457

204K 13K 21.8K

عادةً ما تأتي العائِلة أولاً، بضجيجها، وحِسها، وحروبِها الدائِمة رغماً عن أمانِها المُستقر، جيشك المُتصدي، مح... Más

الفصل الأول ( بر الوالدين )
الفصل الثاني ( تلقاه العين قبل الرحِم )
الفصل الثالث
الفصل الرابع ( من يملُك الحق )
الفصل الخامس ( إرضاء الأقرب للقلب؟ )
الفصل السادس ( طريق التهلكة )
الفصل السابع ( ماذا فعلوا بحقها؟ )
الفصل الثامن ( بداية جديدة خالية من الفساد )
الفصل التاسع ( تِكرار الخطأ عواقبه كبيرة )
الفصل العاشر ( خيبة الأهل )
الفصل الحادي عشر ( حق مؤجل )
الفصل الثاني عشر ( عُطلة عائلية )
الفصل الثالث عشر ( موافقة بالإجبار )
الفصل الرابع عشر ( بيعة مُشتراه )
الفصل الخامس عشر ( عودة العلاقات )
الفصل السادس عشر ( إصلاح ما قامت الحياة بإفساده )
الفصل السابع عشر ( صدمة غير متوقعة )
الفصل الثامن عشر ( داءه، ودواءه )
الفصل التاسع عشر ( جاء بنبأ بُعاده )
الفصل العشرين ( أمل يُضيء القليل من النور )
الفصل الواحد والعشرين ( قد تتغير الموازين )
الفصل الثاني والعشرين ( لا بأس من المحاولة مرة أخرى )
الفصل الثالث والعشرين ( بنهاية الدرب راحة )
الفصل الرابع والعشرين ( عودة حميدة )
الفصل الخامس والعشرين ( زواج بنكهة جنازة )
الفصل السادس والعشرين ( حُب غير مرغوب )
الفصل السابع والعشرين ( فرصة أخرى أخيرة )
الفصل الثامن والعشرين ( ضائِعة من نفسها تائِهة بين البشر )
الفصل التاسع والعشرين ( زواج لرد الشُكر )
الفصل الواحد والثلاثين ( عاد مُهاجر الدار إلى داره )
الفصل الثاني والثلاثين ( جاء من يحمل الحُب في قلبه وقوله وفعله )
الفصل الثالث والثلاثين ( لم نعُد نلوم الغرباء، فالمقربون فعلوا الأسوء )
الفصل الرابع والثلاثين ( عواقب انتماءِها لهذا الحُب )
الفصل الخامس والثلاثين ( من لا ذنب له؟ )
الفصل السادس والثلاثين ( مُناضل في حرب السعادة )
الفصل السابع والثلاثين ( لا نُحاسب على سذاجة القلب )
الفصل الثامن والثلاثين ( نهاية قصة محسومة لن يُفيدها الأسف )
الفصل التاسع والثلاثين ( المرءُ لا تُشقيه إلا نفسُهُ )
الفصل الأربعين ( خيبات تليها صدمات مُتتالية )
الفصل الواحد والأربعين ( لن نعود مرة أخرى، انتهت الرسائِل )
فصل إضافي ثاني وأربعين ( بورِكتّ معك فاتِحة العُمر )
فصل إضافي ثالث وأربعين ( بورِك مسعى سِرناه سوياً )
فصل إضافي رابع وأربعين ( يزداد نصيب العُمر به حياة )
الأخير، مِسك الخِتام ( خير حصاد التربية الصالحة )

الفصل الثلاثين ( ليلة يتكللها الفرح والسرور )

4.4K 312 863
Por MariamMahmoud457

يوم جديد، تتغير به الموازين قليلاً، وربما كثيراً، فمن كان عاذباً اليوم، سيُصبح زوجاً، وما أحسنه زوجاً صالحاً، بالرغم من عدم تلائم الوضع معهم، وكأن زيجتهم بأكملها صيدة صعبة، لكنها تُصبح بسيطة، وغير مُعقدة، عندما يربط بينهم الحُب، والصُلح، والحماية، والأمان.

بشقة عُمران، التي كان يملئها الأغاني برغبة من الفتيات، والضوضاء من النساء بالمطبخ، وزغاريد شادية والفتيات من غُرفة رزان، تلك الشقة التي يهجرها الفرح لأيام، وربما لأشهر، كانت رزان تجلس بالغرفة، تحديداً على فراشها، وهي تنظر إلى أحلام التي كانت تجلس من أمامها وهي تضع على الفراش الكثير من علب المكياج، والأكسسوارات، تقوم بإخراج ما سوف تضعه على وجوههم، وبالأخص وجه العروس، الذي سيكون مظهرها متألق عن الجميع بالطبع.

كانت رزان تنظر لها ببلاهة، لتتحدث قائلة بجدية:

-" مفكرتيش قبل كدة تبيعيهم؟ هتكسبي دهب على فكرة".

ضحكت أحلام وهي تقوم بترتيبهم لتقول بنبرة ساخرة:

-" يعني عايزاني بعد ما خلصت كل فلوسي على الميكاب أرجع أبيعه؟ دة هو إللي مصبرني على حياتي".

وضعت رزان يدها على وجنتها لتقول بنبرة هادئة وهي تبتسم:

-" لأ بس بحب فيكي إنك مش بتحطي وأنتِ خارجة في العادي، وبتحطي في المناسبات بس، وكمان في البيت بتحطي حلو أوي".

أومأت أحلام برأسها وهي تبتسم أثناء نظرها لمعدات المكياج من بين يديها، لتقول بنبرة مرحة:

-" كل واحد مننا بيبقى مهووس بحاجة، في ناس مهووسة بالهدوم، وناس مهووسة بالشوزات، وناس مهووسة بالميكاب، أنا بقى الناس دي".

ضحكت رزان وهي تنظر لها، لتولج إليهم أفنان وهي تمسك بيدها حقيبة كبيرة أثناء لهثها، لتبتسم بإتساع وهي تقول بنبرة سعيدة من بين إتخاذها لأنفاسها:

-" بسام.. بعت الفستان".

عقدت رزان حاجبيها بتعجُب، لتمسك بهاتفها، حتى رفعت رأسها تنظر إلى أفنان وهي تقول بنبرة مُتعجبة:

-" أومال متصلش بيا ليه".

إبتلعت أفنان ريقها وهي تضع الحقيبة على الفراش، لتقول بنبرة سريعة مُحمسة:

-" معرفش، المهم يلا.. يلا وريهولنا".

تحدثت أحلام قائلة بنبرة تماثل خاصة أفنان:

-" أيوة عايزين نشوف ذوق بسام هيبقى عامل إزاي".

نظرت لهم رزان قليلاً، لتنظر إلى الحقيبة وهي تبتسم، حتى عادت بنظرها إليهم لتنهض وهي تقول بنبرة صارمة:

-" لأ يلا أنتِ وهي برة، وأنا هلبس وهقولكم تدخلوا".

تهكمت معالم وجه أفنان وهي تقول بنبرة حانقة:

-" يعني أنا أطلع بيه كل دة وتقولي مش هتوريهولنا غير لما تلبسيه؟".

أومأت رزان برأسها وهي ترفع حاجبيها بعجرفة أثناء قولها بنبرة لا تقل عن مظهرها:

-" أنا العروسة، يعني أنا إللي أقرر.. ويلا بقى علشان متحرقوش المفاجئة".

تأفأفت أحلام بغضب، كذلك أفنان التي طالعتها بسخط، لتخرج كلاً منهم من الغرفة رغماً عنها، حتى تنهدت رزان بعمق وهي تبتسم، لتقترب من تلك الحقيبة، تقوم بإخراج ما بها، حتى وجدت بها عُلبة كبيرة من اللون السُكري، قامت بسحب الشريط الذي يُغلفها، لتقوم بإزاحة الغطاء، حتى وجدت بأسفله كارت، قامت بإمساكه لتقرأ المُدون بداخله بخط يده:

-"نعتذر للعالم غياب الربيع عنه
فلحُسن حظي، ولسوء حظكم
أصبح الربيع، وأزهاره، ووروده
بجواري الآن".

ضحكت رزان وهي تنظر إلى ذلك الكارت، لتقوم بوضع يدها على فمها وهي مازالت تطالعه، حتى تنهدت وهي تشعر بفشل مُخططاتها، لتُقرر إعطاء الفرصة لقلبها تلك المرة، بالتعبير عما يريده، حتى وإن كان عشوائي، حتماً سيتفهمها.

بعد مرور رُبع ساعة، ولجت كلاً من أفنان وأحلام ووئام بعدما قامت رزان بالنداء عليهم، ليتوقفوا ينظرون إليها من أسفل إلى أعلى بإنبهار، فُستانها الذي كان من لون يليق كثيراً عليها، وعلى إسمها، أكمامه الواسِعة، وضيق صدره قليلاً، ثم نفشته البسيطة التي هبطت من منطقة الخصر إلى قدميها، والذي وبشكل غريب، لائِم جسدها، وجعلها تُشبه الأميرات، بل أجمل منهم.

كانت رزان تُطالع نظراتهم لها وهي تشعُر بالتوتر يتملك منها، حتى تحدثت قائلة بنبرة سريعة أظهرت توترها وقلقها:

-" ها قولوا رأيكم هو أنا دخلتكم علشان تسكتوا".

تحدثت أفنان فور إنتهاءها من إلقاء كلماتها قائلة بنبرة مُنبهرة ظهرت على صوتِها وملامح وجهها:

-" أنا بجد مش لايقة كلمة توصف جمال الفستان".

تلاشت إبتسامة رزان، لتتحدث قائلة بنبرة حانقة:

-" وبالنسبة لصاحبة الفستان؟".

ضحكت أحلام وهي تنظر لها تتفحص مظهرها أثناء قولها بنبرة سعيدة:

-" لأ فعلاً شكلك خطير يا رزان، الفُستان تحفة".

إبتسمت رزان وهي تشعر بالسعادة، لتتحدث وئام قائلة بنبرة سعيدة وهي تنظر إلى رزان:

-" الفستان حلو أوي يا رزان، وأنتِ شكلك حلو.. يعني أنتِ إللي محلياه".

نظرت لها رزان بتأثر، لتقترب تُعانقها وهي تقول بنبرة مُحبة:

-" أنتِ إللي فيهم والله يا وئام، يارب تجيبي بيبي حلو شبهك".

بادلتها وئام العناق بسعادة، لتتحدث أحلام وهي تغمز بعينها قائلة بنبرة خبيثة:

-" لأ ولونه روز، شكله بيلمح".

تحدثت أفنان قائلة بجدية:

-" هيلمح أكتر من كدة إيه، دة كتب كتابهم كمان شوية".

توترت رزان عندما إستمعت إلى تلك الكلمة، لتبتلع ريقها وهي تقول بنبرة مضطربة:

-" يعني شكلي حلو بجد؟".

رفعت أحلام حاجبيها لتبتسم وهي تقول بنبرة هادئة:

-" أنتِ عاجبك ولا لا".

ألتفت رزان تنظر إلى المرآة، لتُطالع الفُستان وتفاصيله بسعادة وهي تبتسم، حتى ألتفت لتنظر لهم مرة أخرى وهي تقول بنبرة سعيدة:

-" عاجبني أوي، أنا أول مرة ألبس فستان ويكون حلو عليا كدة".

رفعت أفنان كتفيها لتقول بنبرة مرحة:

-" خلاص يبقى رأينا مش مهم، يلا بقى علشان أحلام تحطلك ميكاب وأصورك كام صورة قبل ما ننزل".

أومأت رزان برأسها وهي تبتسم، لتأتي إليهم شادية حتى تقوم بالنداء على وئام، ولكنها لاحظت رزان، لتبتسم بتلقائية وهي تقول بنبرة أظهرت إعجابها بمظهرها:

-" إيه الحلاوة دي كلها يا رزان؟".

تحدثت رزان قائلة بنبرة مُتلهفة وهي تنظر لها:

-" بجد شكلي حلو يا أبلة شادية؟".

ضحكت شادية لتقول بنبرة سعيدة:

-" زي العسل، والله الواد بسام دة محظوظ بيكي".

ضحكت رزان وهي تنظر لها، لتقوم شادية بإطلاق زغرودة مُرتفعة دوت بأرجاء المنزل، سُرعان ما جاءت إليهم كريمة التي إستمعت إلى أصواتهم، لتنظر إليهم بفضول، حتى وقع نظرها على رزان، لتبتسم وهي تقول بنبرة مرحة:

-" إيه يا بت يا رزان الحلاوة دي، أول مرة أشوفك كدة".

لوحت رزان برأسها وهي تضحك، لتتحدث أفنان قائلة بنبرة ساخرة:

-" مادام أبلة كريمة قالت رأيها وحلو يبقى تتأكدي إن فعلاً شكلك حلو".

تحدثت كريمة تقول بعجرفة:

-" أه يا حبيبتي أنا مش بنافق وبقول رأيي بجد".

أومأوا لها برؤوسهم جميعهم بوقتاً واحد، لتتحدث شادية قائلة بنبرة سريعة:

-" طيب يلا بس خلصوا بسرعة فاضل ساعة باين وعابد يرن علينا".

أومأت الفتيات برؤوسهم، لتنظر شادية إلى وئام وهي تقول بنبرة هادئة:

-" وأنتِ يا وئام تعالي يلا شوفي الحلويات خلصت ولا لا وأنا هنزل أشوف الأكل تحت علشان لو كدة بلال يلحق يروحك تلبسي".

أومأت وئام برأسها حتى كادت أن تتحرك بعدما خرجت شادية، لتتحدث كريمة قائلة بجدية:

-" وهي هتفضل رايحة جاية، مجبتش هدومها معاها ليه تلبس مع البنات هنا".

تحدثت وئام قائلة بنبرة مُتلهفة:

-" علشان كمان بلال كان مستني المكوة تيجي، ف مش عايز إنه يلبس من بدري وهدومه تبوظ".

رفعت كريمة حاجبيها لتقول بنبرة ساخرة:

-" وهو أنتِ يا عروسة مبتعرفيش تكوي؟".

نفت وئام برأسها سريعاً وهي تقول بنبرتها المُتلهفة:

-" لأ أنا بعرف.. بعرف أكوي بس بلال قالي بلاش علشان متعبش".

لوحت كريمة بيدها لتقول بنبرة غير مُبالية:

-" ياختي وهو أنتِ هتجري في ماراثون، وبعدين لما يفضل يقولك على كل حاجة لا بلاش وتسمعي كلامه هتكسلي وهتبقى خطوتك تقيلة، لازم إيدك تبقى في شقتك علطول سيبك من كلامه".

أومأت وئام برأسها وهي تستمع لها، لتتحدث أحلام قائلة بجدية وهي تقوم بوضع المكياج لرزان:

-" بس هي حامل يا مرات أخويا، والحركة الكتير غلط عليها، وكمان هما بيمشوا على كلام دكتورة".

تحدثت كريمة قائلة بنبرة ساخرة:

-" قولتيلي.. شكلك يا أحلام هتبقي من النوع اللي بيحب قعدة السرير طول التسع شهور، ويجيب إللي يخدم عليه".

ألتفتت أحلام لتنظر لها وهي تقول بنبرة ذات مغزى:

-" أحب قعدة السرير طول التسع شهور أحسن ما أحبها من غير حمل ولا حاجة خالص، ومتقلقيش أنا مش هحتاج من حد يخدم عليا، أنا بكفي نفسي بنفسي، أصل ماما معلمانا كدة".

رمقتها كريمة بسخط، لتعود أحلام إلى ما كانت تفعله وسط نظرات رزان لها وهي تبتسم، حتى بادلتها أحلام الإبتسامة بأخرى مُنتصرة.

كان رشاد يتجهز بغرفته وهو يقوم بإرتداء ذلك الجاكيت الأسود فوق قميصه الزيتي، ليتنهد بعمق وهو ينظر للمرآة، حتى ذهب ليجلس على الفراش وهو يمسك بهاتفه، يطالعه قليلاً وهو يُفكر بعدم مُحادثتها له حتى الآن، لا يعلم بما يجب عليه فعله لكي يتأكد من ردها، هل يجب عليه مُحادثتها هو؟ أم ينتظر حتى تحادثه هي؟ رفع رأسه وهو يُفكر قليلاً، ليحسم أمره، فهو الرجل، وهو من سيأخذ أولى الخطوات دائماً، سُرعان ما قام بإخراج رقم هاتفها، ليُحمحم حتى رفع الهاتف على أذنه، ينتظر ردها.

كانت سجدة تقف أمام الموقد تقوم بصنع الشاي وهي تنظر للأمام من أمامها بتفكير، تُريد محادثته وإخباره برأي والدها، ولكنها على إقتناع تام بمُحادثته بالجامعة عند رؤيتهم لبعضهم البعض، لكن ذلك لا يمنع رغبتها الشديدة بالإتصال به وإخباره، تنهدت بعمق وهي تقوم بإخراج مُلمع الشفاه من جيب بيجامتها، لتقوم بوضع القليل منه على شفتيها وهي تُفكر ببلاهة، ليدق هاتفها في ذلك الحين، حتى أنتفضت بفزع تضع يدها على قلبها وهي تدعي الله بأن يكون هو المُتصل، قامت بإخراج هاتفها ببطء من جيب بيجامتها الآخر، لتجده هو، سُرعان ما توسعت إبتسامتها، لتقوم بوضع الهاتف على أذنها سريعاً.

شعر رشاد بدقات قلبه التي بدأت تزداد أثر ردها، ليُحمحم وهو يقول بنبرة هادئة:

-" إزيك يا سجدة".

أغلقت سجدة جفنيها بهيام، لتقول بعدم وعي:

-" أنا كويسة أوي".

لتعتدل سريعاً تُحمحم وهي تقول بجدية مُزيفة:

-" وحضرتك.. إيه أخبارك".

أومأ رشاد برأسه وهو يتنهد قائلاً بنبرة هادئة يشوبها الترقُب وهو ينتظر ردها الذي جعله بذلك التوتر:

-" كويس.. أنا كلمتك علشان يعني فات يومين، قولت أكيد فكرتي فيهم مش كدة؟".

ماذا وإن علم بموافقتها مُنذ اللحظة الأولى التي تحدث بها؟ هذا ما كانت سجدة تحدث نفسها به، لتبتسم بخجل وهي تقول بنبرة هادئة ناعمة:

-" أيوة ".

زادت دقات قلبه أثر ذلك الموقف الذي يتعرض له للمرة الأولى، لتُجيب سجدة بعد عدة ثواني قائلة بنبرة أظهرت خجلها:

-" هبعت لحضرتك رقم بابا علشان تكلمه".

أغلق رشاد جفنيه بعدما شعر بالراحة، لتنبت إبتسامة تلقائية على ثغره أثناء قوله بنبرة هادئة:

-" تمام.. أبعتيهولي وأنا هكلمه".

إبتسمت سجدة بإتساع وهي تشعر بالسعادة، ليقوم رشاد بإغلاق الهاتف معها بعدما قام بتوديعها بكلمات قليلة، حتى نهض بخفة ليقوم بتعديل جاكيته وهو يبتسم، ليتجه يقوم بنثر عطره، حتى خرج من الغرفة.

كانت أحلام تقف أمام المرآة تقوم بوضع مُلمع الشفاه، ليدق باب الغرفة، حتى قامت بإغلاق قلم الروج خاصتها وهي تقول بصوت مرتفع أظهر حنقها:

-" خلصت خلاص يا أفنان جاية".

فُتح الباب بواسطته، ليولج إلى الغرفة حتى أغلق الباب من خلفه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" مينفعش عادل يعني".

فزعت أحلام عندما إنتبهت لصوته، لترفع رأسها تنظر له بدهشة، حتى تساءلت بنبرة لا تقل عن مظهرها:

-" أنت جيت أمتى".

أجاب عادل وهو يبتسم قائلاً بنبرة هادئة:

-" لسة جاي دلوقتي سلمت عليهم تحت وطلعت".

أومأت أحلام برأسها بإضطراب، ليقترب منها عادل حتى حاوط خصرها لينظر لها وهو يقول بنبرة مُحبة أظهرت إشتياقه لها:

-" وحشتيني".

شعرت أحلام بالإرتباك، وبتلك الرجفة التي تسري بجسدها كلما أقترب منها، لتبتسم بإضطراب وهي تقول بنبرة أظهرت توترها:

-" وأنت كمان".

إبتسم عادل وهو ينظر لها حتى تحدث قائلاً بنبرة لينة:

-" هنروح مع بعض النهاردة صح؟".

نظرت له أحلام قليلاً، لتضع يديها على يده وهي تُحاول إبعاده عنها برفق أثناء قولها بنبرة مُهتزة:

-" إن شاء الله، ممكن تبعد علشان لو حد دخل".

نظر لها عادل بحُب ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة للغاية:

-" مفيش حد هنا، كلهم نزلوا".

إبتلعت أحلام ريقها، لتبتسم بإضطراب وهي تقول بنبرة مُرتبكة:

-" طيب يلا إحنا كمان".

نظر عادل حوله وكأنه يبحث عن شيئاً ما، ولكنه لم يجد، ليعود بنظره إليها مرة أخرى، حتى قام بوضع إبهامه على شفتها السُفلية يمرره عليه وسط نظراتها الخائفة من أعينها له، ليرفع عادل أعينه ينظر لها وهو يقول بنبرة مُحذرة يشوبها اللين الذي لا يظهر إلا معها فقط:

-" تقيل أوي الروج دة".

قامت أحلام بوضع يدها على فمها تُزيل بقاياه وهي تقول بنبرة مبحوحة أثر رغبتها بالبكاء:

-" دة Lip gloss".

ضيق عادل جفنيه ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" وهو كدة مش حرام يعني".

نظرت له أحلام قليلاً، ليزيح يديه عنها وهو مازال يُطالعها بنفس نظراته، لتبتعد أحلام عنه وهي تقول بنبرة سريعة:

-" يلا علشان منتأخرش".

لوح لها عادل بيده نحو باب الغرفة، لتخرج هي أولاً بعدما قامت بفتح باب الغرفة أثناء مُحاولتها للتحكم بدموع أعينها.


أمام عُمارة آل نجم، توقفت الشباب معاً يتحدثون، بإنتظار قدوم بسام لكي يأخذ رزان معه بسيارته، لتمُر عدة دقائق، حتى أقبل بسام إليهم، ليقوم بمصافحتهم ومعانقتهم وهم يباركون له مُقدماً، حتى هبطت من خلفهم الفتيات وكذلك النساء وشادية التي كانت تقوم بإطلاق الزغاريد بدون كلل أو ملل.

كان بسام ينتظر ظهورها، حتى ظهرت من وسطهم، توقع كثيراً شكلها بذلك الفُستان، ولكن بالطبع تصوير عقله له سيكون مختلف عن الحقيقة، وتلك المرة قد فازت الحقيقة، ليشعُر وكأنه رأى زهرة فريدة من نوعها وسط خُضرة كثيرة، شعور يجعلك تتمنى لو بإمكانك قطف تلك الزهرة أثر مظهرها المُميز والمُختلف، ليبتسم بسام بإتساع، بعدما تنهد براحة أثر حصوله على تلك الزهرة.

كانت رزان تنظر له وهي تبتسم بسمة هادئة، ليقترب منهم عابد قائلاً بنبرة هادئة:

-" يلا يا بسام خد رزان وإحنا وراكم".

ألتف بسام ينظر إلى والدته التي كانت تقوم بمُعانقة سامية وإلقاء السلام على عُمران، ليبتسم لهم بسام حتى بادلوه الإبتسامة بإخرى باردة ظهرت على ملامح وجوههم المُتهكمة من البداية، ليتنهد بسام حتى إنتبه إلى زيد الذي تحدث قائلاً بنبرة سريعة:

-" طيب يلا يا عم بسام مش هنفضل واقفين كدة، يلا وإحنا وراك".

أومأ بسام برأسه، حتى نظر إلى رزان لتذهب من أمامه إلى السيارة، وسط زغاريد شادية التي كانت تشعر بالسعادة من أجلها كذلك الفتيات، ليركبوا جميعهم السيارات، حتى توجهوا إلى وجهتهم.


وصل الجميع إلى مكتب المأذون، ليدخلوا إليه في هدوء وبدون ضوضاء، حتى تنهد عابد لينظر إلى عُمران الذي كان يجلس من جانبه قائلاً بنبرة خافتة بعدما مال على أذنه قليلاً:

-" أفرد وشك دي بنتك مش لقيها في الشارع".

نظر له عُمران بطرف عينه ولم يتحدث، حتى لوح عابد برأسه، ليولج إليهم المأذون، حتى أقتربت الفتيات يقفون بجانب رزان عندما شعروا بتوترها، ليذهب بسام يجلس بجانب عمه، حتى بدأ عقد قرآنهم.

بدأ المأذون بقول كلماته الحكيمة والرزينة أولاً، والتي تحث على المُعاملة الطيبة واللينة، وسط نظرات بسام له بهدوء وهو يبتسم، بسمة لم تُعادل سعادته من الداخل، كذلك رزان، التي لم تكُن تنظر له، بل كانت توزع نظراتها بين والدها ووالدتها، التي شعرت وكأنهم يقومون بإلقائها وكأنها مُخطئة بحق نفسها وبحقهم، تنتظر تأثر والدتها، تنتظر رؤية دمعة من أعينها تجعلها تأمل ولو قليلاً بحُبهم لها، تنظر إلى والدها تُحاول البحث عن معالم مُتأثرة بوجهه، وبعد نظرات طالت منها، لم تجد ما يجعلها تسعد ولو قليلاً، لم تجد سوى نظرات ستظل بذاكرتها بصورتها تلك إلى الأبد.

فاقت رزان من شرودها عندما وجدت بسام يضع يده بيد عُمران أسفل ذلك المنديل، حتى رفعت عينيها تنظر إلى بسام الذي كان يتحدث بصوتٍ مُرتعش قليلاً، لاحظت نظراته أعينه اللامعة، ونبرة صوته المُتأثرة، والذي يُعاكسها تماماً نظرات عُمران الثابتة بلامبالاة، ونبرة صوته الهادئة الجامدة، تنهدت بهدوء وهي تُحاول السيطرة على أعصابها، حتى إنتبهت من بعد ذلك إلى صوت عابد، لتقترب منهم، حتى مرت دقائق لينتهي كُل شيء، ويصبح بسام ورزان بشكل رسمي، زوجاً وزوجة.

قامت شادية بإطلاق زغرودة مُرتفعة، تبعتها كلاً من كريمة وأحلام، لتبتسم رزان بهدوء، حتى لاحظت عابد الذي يقترب منها يُعانقها وهو يقول بنبرة لينة:

-" ألف مبروك يا رزان، ألف مبروك يا حبيبتي".

بادلته رزان العِناق بعدما لمعت أعينها بالدموع، وكأنها كانت تنتظر ذلك العِناق، تنتظره من شخصاً آخر، سُرعان ما إبتسمت وهي تُقنع نفسها ما دام من نفس الدم، ونفس الشعور ولو قليلاً، فلا بأس.

أقتربت منها الفتيات لتُعانقها في جو مليء بالسعادة التمسته رزان قليلاً، لتأتي إليها شادية تُعانقها بحُب وكأنها والدتها، فدوماً ما كانت بالإعتبار هكذا، ثم أتت إليها والدة بسام، الذي قامت بمُعانقتها بحُب وتأثر، حتى أخرجتها من عِناقها لتنظر لها بأعينها المُتوددة وهي تقول بنبرة حنونة:

-" ألف مبروك يا رزان، ربنا يعلم معزتك في قلبي عاملة إزاي، أنتِ بقيتي زي بسام بالظبط، وشوفي بقى.. لو بسام زعلك بس بأي كلمة تعالي قوليلي وأنا هجيبلك حقك، وأنا عمري ما هاجي عليكي يا بنتي والله، أوعي تفتكريني من بتوع كيد الحموات.. دة أنا كنت بحلم باللي إبني هيتجوزها علشان أعتبرها بنتي وحبيبتي، وأنتِ بقيتي عندي كدة من أول ما بسام خطبك".

إبتسمت لها رزان بحُب بعدما هبطت دموعها، لتُقربها والدة بسام منها مرة أخرى تربت على ظهرها بلين وهي تُعانقها، وسط بُكاء رزان، لينظر لهم بسام قليلاً، حتى وجه نظره إلى كلاً من عُمران وسامية الهادئان بشكل غريب من أمامه.

ذهب الجميع بهدوء وبدون ضوضاء تُذكر، ليمر بعض الوقت، حتى توقف بسام بالسيارة بأحد الأماكن، لينظر إلى رزان الجالسة من جانبه بمعالم وجه شاردة، ولكنها إنتبهت له، لتتحدث قائلة بنبرة مُتعجبة:

-" وقفت هنا ليه".

إبتسم بسام ليلوح لها برأسه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" أنزلي وأنتِ تعرفي، يلا ".

تنهدت رزان بهدوء، لتقوم بإرتداء جاكيتها، حتى خرجت من السيارة من بعد ذلك، لتقترب من موضع بسام، حتى أشار لها بالذهاب من جانبه وهو يقول بنبرة مرحة:

-" معلش همشيكي حبة صغيرين".

نظرت رزان إلى وجهتها التي تذهب بها من جانبه، حتى وصل كلاً منهم أمام إحدى المحلات الكبيرة، لتتوقف رزان تنظر له بدهشة، حتى لاحظ بسام وقوفها، ليعود إليها قليلاً وهو يقول بنبرة هادئة من وسط إبتسامته:

-" مش أنا قولتلك أول ما نكتب الكتاب مش هخلي نفسك ف حاجة؟".

أومأت رزان برأسها بإضطراب، لتتحدث قائلة بنبرة سريعة:

-" بس أنا مش عايزة موبايل، أنا معايا الموبايل اللي أنت جايبهولي".

تحدث بسام قائلاً بنبرة رزينة:

-" وأنا قولتلك إني جيبته بناءً على رغبة الحج عُمران، وعارف أنتِ نفسك ف إيه، علشان كدة يلا مش هنفضل واقفين هنا".

نفت رزان برأسها لتقول بنبرة مضطربة:

-" لأ يا بسام، أنا مش عايزة بجد.. تعالى يلا نمشي".

أمسك رزان بيدها يضغط عليها برفق، ليتحدث قائلاً بجدية من وسط نظرات أعينه اللينة:

-" رزان.. يلا، نشوف الأول وبعدين أبقى قولي إللي عايزة تقوليه".

ضغطت رزان على شفتيها بإحراج، ليسحبها بسام من يدها حتى جعلها أمامه، ليُسير من خلفها، حتى نظر إلى ذلك الرجل الذي ذهب ليقوم بمُصافحته، حتى نظرت رزان إلى كلاً منهم، ليتحدث بسام قائلاً بنبرة مرحة:

-" يلا بقى يا إبرام بيه، عايزك تظبطني".

أومأ ذلك الرجل برأسه وهو يبتسم، ليقوم بوضع ثلاثة أجهزة هواتف أمام أعينهم، وقد كانت ثلاثتها لنفس النوع، ليتحدث ذلك الرجل وهو ينظر إلى بسام قائلاً بنبرة هادئة:

-" دي أحدث حاجة نزلت السوق، 15 pro max، وخد بالك بقى دة مش زي أي إصدار نزل ليهم قبل كدة".

أومأ بسام برأسه وهو يستمع إلى كلماته، لينتهي الرجل من شرح إمكانيات الجهاز، لينظر بسام إلى رزان وهو يتساءل بجدية:

-" إيه رأيك".

كانت رزان تنظر له بدهشة وهي تشعر بعدم التصديق منه، لتلوح برأسها وهي تحاول إستيعاب الأمر، حتى تحدث ذلك الرجل مرة أخرى قائلاً بنبرة مرحة:

-" وخد بالك بسبعة وسبعين، وعلشان أنت صاحبي هظبطك فيه متقلقش".

مسح بسام على وجهه بقوة أثر غباءه، لتتصنم رزان بموضعها قليلاً مُحاولة إستيعاب ذلك الرقم الذي إستمعت إليه، لترمش بأعينها وهي تبتلع ريقها قائلة بنبرة مُتقطعة:

-" سبعة وسبعين.. إيه؟".

نظر لها الرجل بتعجُب، ليتحدث قائلاً ببلاهة:

-" ألف، سبعة وسبعين ألف جنية إيه المشكلة".

توسعت أعين رزان بصدمة لتتحدث بصوت مرتفع وتلقائية ظهرت من وسط صدمتها:

-" سبعة وسبعين ألف جنية في موبايل! دول يفتحوا أحسنها محل صيانة موبايلات".

لتلتفت تنظر إلى بسام وهي تقول بنبرة مُندهشة:

-" مين الناس إللي بتشتري موبايل بالرقم دة؟".

وضع بسام يده على رأسه وهو يضحك، ليتحدث ذلك الرجل قائلاً بعجرفة:

-" مفاضلش غير التلات أجهزة دول".

رفعت رزان جانب شفتيها لتقول بنبرة مُندفعة:

-" ليه إن شاء الله هشتري موبايل يسفرني على حسابه، عالم فاضية.. قال إللي معاه قرش محيره يجيب حمام ويطيره".

لتعود بنظرها إلى بسام مرة أخرى وهي تنظر له قائلة بنبرة مُحذرة:

-" أوعى تكون من الناس دي".

حاول بسام السيطرة على ضحكاته، ليمسك بيدها يسحبها معه نحو الخارج، حتى خرج كلاً منهم من المحل، ليتوقف بسام أمامها وهو يقول بنبرة مُندهشة من وسط إبتسامتها:

-" أنتِ إيه إللي عملتيه دة؟".

تحدثت رزان قائلة بنبرة مُندفعة:

-" هو إيه إللي عملت إيه؟ وبعدين ليه موبايل بالسعر دة ليه؟ هو بجد في ناس بتشتري موبايلات بالأسعار دي!".

أومأ بسام برأسه وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" تخيلي ".

نفت رزان برأسها بعدما هدأت قليلاً، لتقول بجدية وعدم إقتناع:

-" لأ يا بسام، حرام.. صدقني حرام الفلوس دي كلها على حتة جهاز، الفلوس دي الناس أولى بيها تروح تتصدق ولا تعمل أي عمل في الخير، يا سيدي يشيلوهم في البنك أهي تنفعهم بعد كدة، لكن ليه حد يدفع مبلغ يدخل في ١٠٠ ألف جنيه في موبايل!".

ضحكت رزان عندما تذكرت شيئاً ما، لتنظر إلى بسام وهي تقول ببلاهة:

-" تصدق الموقف دة فكرني بأبلة هبة إللي كان عندها سنترال على أول الشارع بنزل أقعد معاها فيه، كانت الدقيقة بنص جنية وكارت الشحن بتلاتة جنية ونص، كانت أخر اليوم بقى تديني نص جنية أروح أجيب بيه جيلي كولا، وساعات أجيب بيه مناكير، والله كنت بجيب العلبة صغيرة كدة بنص جنية".

كان بسام يستمع إليها بمعالم وجه ممتعضة قليلاً أثر عدم معرفته بعلاقة حديثها بما يقوله، لتتنهد رزان وهي تبتسم على تلك الذكريات، حتى عادت بنظرها إليه لتجده يطالعها وهو يبتسم هكذا، حتى نفت برأسها لتقول بنبرة صارمة:

-" لأ يا بسام، لأ مش عايزاه".

تنهد بسام وهو ينظر للفراغ من أمامه بعمق، ليعود بنظره إليها قائلاً بنبرة هادئة:

-" بصي يا رزان، في ناس فعلاً بتجيب الموبايلات دي عادي، وبتجيب حاجات كتيرة تانية يمكن ملهاش قيمة على سعرها دة، لكن مادام أنا مُقتدر يبقى هجيبلك نجمة من السما لو أطول، أنا مليش دعوة بالناس.. أنا ليا دعوة بيكي أنتِ".

نظرت له رزان قليلاً، لتبتلع ريقها وهي تقول بنبرة هادئة:

-" وأنا مقولتش حاجة، أنا بس شايفاه غالي فعلاً على الفاضي".

أومأ لها بسام برأسه وهو يبتسم، ليتحدث قائلاً بجدية يشوبها المرح:

-" خلاص ماشي.. براحتك، بس علشان تثبتيلي إنك مقولتيش حاجة فعلاً، هتدخلي قدامي دلوقتي تاني وتنقي الموبايل إللي عاجبك، وإللي عاجبك بجد مش إللي سعره على قد الايد، أنا مش عايزك تشغلي بالك بالمواضيع دي نهائي، المرة دي بس هسيبك على راحتك علشان مش عايز أزعلك".

إبتسمت له رزان، لتومىء له برأسها في هدوء، حتى ولج كلاً منهم مرة أخرى.

بعدما عاد الجميع للمنزل مرة أخرى، كانوا جميعهم معاً بشقة عابد، ليمضغ زيد الطعام بفمه وهو ينظر إلى أفنان التي كانت تجلس تأكل من أمامه، حتى تحدث رشاد قائلاً بنبرة هادئة وهو ينظر إلى زيد بتحذير:

-" بُص في أكلك".

توقف زيد عن مضغ الطعام، ليبتلع ما بفمه بعدما وجه نظره إلى عابد قائلاً بدرامية:

-" شايف يا عُبد؟ وبعدين ما أنا ببص في أكلي هو أنا ببص فين يعني".

حاولت أفنان كتم ضحكتها، ليتحدث عابد قائلاً بنبرة هادئة:

-" وأنت معندكش لسان ترد بيه؟ كل ما تتزنق تقول شايف يا عُبد، ما ترمي على أبوك شوية".

تنهد زيد بهدوء، لتتحدث شادية قائلة بجمود:

-" أبقى خدلهم نايبهم وأنت طالع، تلاقيهم مأكلوش حاجة من ساعة ما بدأنا نجهز".

نظر لها عابد، لتعود بنظرها للطعام مرة أخرى، حتى نهض زيد بعدما شعر بالحرج من مكوثه وسطهم، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" تسلم إيدك يا مرات عمي، ألف هنا وشفا عليكم".

عقدت شادية حاجبيها بتعجُب لتتساءل قائلة بجدية:

-" أنت رايح فين أقعد كمل أكلك".

لوح زيد برأسه ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة وهو يتأهب للذهاب:

-" أكلت الحمدلله".

نهضت أفنان على الفور لتتحدث قائلة بنبرة سريعة:

-" طيب يا ماما أنتِ مجهزة الأكل جوة؟".

أومأت شادية برأسها لتتحدث قائلة بنبرة هادئة وهي تشير لها بيدها:

-" أه الصينية الكبيرة هتلاقيني سايباها على البوتاجاز".

أومأت أفنان برأسها لتذهب من أمامهم، حتى ذهب زيد من أمامهم بعدما قام بتوديعهم، ليتوقف على باب الشقة، حتى أتت أفنان له مرة أخرى وهي تمسك بين يديها الصينية، ليأخذها منها زيد بهدوء، حتى توددت له أفنان بأعينها وهي تتساءل بنبرة مُترقبة:

-" هو أنت زعلان؟".

عقد زيد حاجبيه، ليتساءل بنبرة مُتعجبة:

-" أزعل ليه؟".

رفعت أفنان كتفيها بتلقائية، لتتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" حسيتك زعلان".

نفى زيد برأسه، لتتحدث أفنان قائلة بجدية بعدما عقدت ذراعيها:

-" خلاص يبقى تكمل".

ضحك زيد رغماً عنه، ليلوح برأسه نحو الداخل وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" وهو دة وقته؟ وبعدين دة أنتِ مكنتيش قاعدة جنب رشاد يعني، إيه الحكاية".

رفعت أفنان حاجبها وهي تنظر له بإنتظار حديثه، ليلوح زيد برأسه، حتى تنهد ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" وقفنا لحد فين طيب".

رمقته أفنان بأعينها المُعاتبة، تعلم بأن ذلك الحديث يوجع داخله، ولكن ماذا عنها؟ من قضت لياليها وأيامها بقلقٍ وخوف مما رأته أمام أعينها، كانت تخشى عليه الألم بعدما بحثت عما يحدث بداخل ذلك المكان، تقاسم الألم بينها وبينه، وهي تهاب فقدانه وإستسلامه لأوجاعه، لتتساءل قائلة بنبرة حزينة أمتزجت بالعِتاب الذي ظهر عليها:

-" هو أنت مفكرتش فيا وأنت بتعمل كدة؟ مسألتش نفسك أنا لو عرفت هتكون إيه ردة فعلي؟".

تنهد زيد وهو مازال ينظر لها بملامح وجهه الهادئة والتي تعكس تماماً وجع قلبه من داخله، ليتحدث قائلاً بجدية أمتزجت بالسخرية:

-" أنا قولتلك يا أفنان، أنا لو كنت بعمل حاجة.. ف كنت بعملها بسببك أنتِ، كنت شايف إن فرصتي معاكي بتقِل، وكنت غصب عني بستسلم وبقول خلاص بكرة توافق بأي عريس كويس يجيلها، هي هتفضل مستنية مني إيه؟ هتجيب المدمن لأمام المسجد؟".

مسحت أفنان تلك الدمعة التي هبطت من عينيها لتتحدث قائلة بنبرة مُنفعلة خافتة:

-" وهو أنت مش عارفني يا زيد، مش عارف إني مش هوافق بأي حد غيرك، ليه دايماً حاسبها من ناحيتك بس، أنا فين من كل دة؟ هو علشان اتقدملي حد كويس وأهلي شايفينه كويس يبقى خلاص أنا مضطرة أوافق بيه؟ وهو أنا مليش رأي.. أنت كدة إللي متعرفنيش كويس يا زيد".

أقترب زيد قليلاً ليتحدث قائلاً بنبرة تماثلها:

-" أنا علشان عارفك أكتر من نفسي عارف إنك كنتي هتوافقي يا أفنان، زن ابوكي وامك وأخواتك، وأنتِ نفسك لما تلاقيني بعدت كنتي هتفتكري إني مش عايزك، وكنتي هتوافقي".

رمقته أفنان بأعينها اللامعة، حتى خرج إليهم عابد الذي نظر إلى كلاً بتعجُب، ليتنهد زيد وهو ينظر إلى كلاً منهم، حتى ذهب من أمامهم بهدوء، لينظر عابد في أثره قليلاً، حتى أقترب من أفنان التي كانت توليه ظهرها لكي يجعلها تنظر له، ليتساءل قائلاً بجدية:

-" في إيه يا أفنان".

نفت أفنان برأسها لتتحدث قائلة بنبرة حاولت جعلها طبيعية:

-" مفيش حاجة".

سُرعان ما ذهبت من أمامه هي الأخرى، ليلوح عابد برأسه بغرابة من كلاً منهم.


بعدما أنتهى كلاً من بسام ورزان، عادوا كلاً منهم إلى السيارة، لتتحدث رزان قائلة بنبرة حانقة:

-" يا رب تكون مرتاح دلوقتي".

نظر لها بسام قليلاً، ليعود بنظره للطريق من أمامه وهو يلوح برأسه قائلاً بنبرة ضاحكة:

-" أعمل إيه طيب؟ ما أنتِ موقفانا جوة بقالك نص ساعة مش عايزة تختاري حاجة".

نظرت رزان للهاتف الذي بيدها، لم تُنكر سعادتها به، ولكنها شعرت أيضاً بالضيق والحُزن أثر سعره، لتعود بنظرها إلى بسام وهي تقول بجدية:

-" متجيبش من الراجل دة تاني يا بسام، حاجته غالية".

إبتسم بسام وهو ينظر للطريق، لتتنهد رزان وهي تبتسم، حتى تحدثت قائلة بنبرة ناعمة:

-" على العموم شكراً، ولو إن قولتلك من الأول ملهاش لازمة".

أومأ بسام برأسه ليقول بنبرة مرحة:

-" لو شُكرك هيبقى بالطريقة دي ف أنا مستغني عنه".

ضحكت رزان، لتعود بنظرها إليه وهي تتساءل بنبرة هادئة:

-" هنروح؟".

نفى بسام بحركة سريعة من فمه، لتنظر له رزان قليلاً وهي تنتظر منه إستكمال حديثه، ولكنها تلقت الرد بتلك الطريقة، لتتنهد وهي تعود بنظرها للطريق من أمامها.

بعد مرور ساعة، وصل كلاً من بسام ورزان أمام إحدى المولات، لتتوقف رزان مُتسائلة بجدية:

-" هنعمل إيه تاني؟".

رفع بسام حاجبيه ليتساءل بجدية:

-" هو أنتِ لازم تسألي؟ ما تمشي معايا وأنتِ ساكتة".

رمقته رزان بسخط مُزيف، لتُسير بجانبه، حتى وصل كلاً منهم أمام إحدى الساحات الكبيرة المُغطاة، لتنظر رزان إلى بسام وهي تبتسم بسعادة، حتى بادلها الإبتسامة، ليدخل كلاً منهم إلى ذلك المكان.

إرتدى كلاً منهم تلك الملابس التي جعلتهم مُشابهين لبعضهم البعض، وسط ضحكات رزان وهي تشعر بالسعادة، لتقوم بالإنتهاء مما تفعله، حتى نظرت إلى بسام بتحدي وكأنها ستبدأ للتو حرباً ما، ولم يكن سواها، حرب الثلج.

قامت رزان بإمساك قطع ثلج صغيرة من الأرض الثلجية التي تقف عليها، لتقوم بتكويرها بيدها، حتى قامت بإلقاءها على بسام بقوة، سُرعان ما نظر لها بسام عندما شعر بإرتطام شيء بجسده، ليُضيق جفنيه وهو ينظر لها بشر، حتى قام بفعل ما قامت بفعله، ولكن بقوة أكبر جعلتها تصرخ وهي تبتعد عنه مُسرعة، لتقع على الأرض عندما إرتطمت تلك القطعة الثلجية بظهرها، سُرعان ما ضحك بسام على مظهرها بقوة، لتنظر له رزان بغيظ، حتى أعتدلت في جلستها وهي تتوعد له، فلكل فعل رد فعل، ظل كلاً منهم يسددون الضربات إلى بعضهم البعض وسط جو مليء بالسعادة المُمتزجة بصريخ رزان وضحكاتها العالية، ليستمروا على ذلك الوضع لمدة ساعتين، وسط تنقلهم من بناء بيت ثلجي إلى التزحلق وإلقاء بعضهم البعض بقطع الثلج وإتخاذهم الصور المرحة سوياً.

ذهب كلاً منهم ليجلسوا بذلك المطعم لكي يتناولوا بعدما شعروا بالتعب والجوع أثر ما فعلوه، لتضحك رزان وهي تسترسل حديثها بنبرة ضاحكة تقول:

-" بس شكلك كان حلو بيها".

إبتلع بسام ما بفمه ليقول بنبرة ساخرة:

-" شكلي حلو إيه بس، دة أنا حسيت نفسي شبه البطريق".

ضحكت رزان على كلماته، لتأكل من الطعام الذي أمامها، حتى نظر لها بسام مرة أخرى، ليقول بنبرة لينة:

-" المهم.. أتبسطتي؟".

أومأت رزان برأسها عدة مرات بسعادة، لتبتلع ما بفمها حتى تحدثت قائلة بنبرة سعيدة:

-" أتبسطت أوي، أنا كان نفسي أدخل بيت التلج دة من زمان من أول ما كنت بروح دروس في ثانوي".

إبتسم بسام وهو ينظر لها، لتتحدث رزان قائلة بنبرة أظهرت إمتنانها له:

-" اليوم كله كان حلو يا بسام شكراً على كل حاجة حلوة عملتها النهاردة".

ترك بسام ما بيده، لينظر لها بأعينه المُتوددة ذات النظرة اللينة وهو يقول بنبرة مُحبة:

-" أنا مش مستني منك شُكر يا رزان، أنا أهم حاجة عندي أعرفها إنك أتبسطتي، حتى لو شوفت دة على وشك، ف أنا كنت حابب أسمع إجابتك علشان اتأكد".

أومأت رزان برأسها بإضطراب وهي تبتسم، وسط نظراته لها والتي لم تتفهمها، حتى تنهد بسام بعمق ليقول بنبرة مرحة مُحاولاً تغيير مجرى الحديث:

-" تحبي نروح مكان كمان ولا تعبتي؟".

أمسكت رزان بالهاتف لترى الساعة، حتى لوت شفتيها بحُزن، وهي تشعر من داخلها بإضطراب مشاعرها وبخوفها أثر عودتها إلى المنزل مرة أخرى، لتبتسم له باضطراب وهي تقول بنبرة هادئة حاولت عدم مزجها بضيقها:

-" الساعة ١١، كفاية خلينا نروح أحسن".

لوح بسام برأسه ليقول بجدية:

-" ملكيش دعوة بالوقت إحنا مع بعض للصبح لو عايزة أنا متفق مع الحج عابد إني هأخرك".

تعجبت رزان من كلماته، ليُضيق بسام جفنيه وهو يقول بنبرة حاول جعلها مرحة:

-" أصل الحج عمران اليومين دول مش طايقلي كلمة، ولو كنت قولتله أصلاً إني هخرجك بعد كتب الكتاب مكنش هيوافق، ف لقيت الحج عابد هو إللي جاي يتكلم معايا.. مسكت في الفرصة".

أومأت له رزان برأسها بهدوء، ليقول بسام بنبرة سريعة:

-" تيجي نأكل آيس كريم؟".

شهقت رزان لتقول بنبرة مُندهشة:

-" آيس كريم إيه الجو برد كدة هنتعب".

رفع بسام حاجبيه بإستنكار ليقول بنبرة ساخرة:

-" دة على أساس إننا مكناش في القطب الشمالي من شوية، قومي يلا".

نهضت رزان وهي تضحك، لتتحدث قائلة بنبرة مرحة:

-" على فكرة لو تعبت مامتك هتقول إنك تعبت بسببي وأنا مليش دعوة".

توقف بسام أمامها فجأة، ليتحدث قائلاً بنبرة مُحبة:

-" طيب ما أنتِ كدة كدة تاعباني، تاعباني بيكي وتاعباني معاكي، عايزاني إزاي كل ما أشوف ضحكتك دي متعبش؟ دة أنا قلبي بيبقى شوية شوية هيخرج من مكانه علشان يعرف يتأمل في جمال ضحكتك دي كويس".

كانت رزان تنظر له بدهشة وهي ترفع رأسها تُطالع نظرات أعينه، لتبتلع ريقها وهي تُحيد بنظرها عنه قائلة ببلاهة أثر إرتباكها:

-" أنا كان قصدي تعب جسدي يجيلك برد، مش دة قصدي".

ضحك بسام وهو يُطالع مظهرها من أمامه، ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" طيب أمشي يا رزان".


خرج زيد من الغرفة حتى كاد أن يخرج من باب الشقة، ولكن أستوقفته سامية التي جاءت لتتساءل بنبرة هادئة:

-" رايح فين يا زيد".

نظر لها زيد ليتحدث قائلاً بجمود:

-" رايح في داهية".

حتى كاد أن يتحرك، ليستوقفه عمران الذي جاء ليتحدث قائلاً بنبرة غاضبة:

-" في إيه يالا، أنت بتتكلم مع أمك كدة ليه".

عقد زيد حاجبيه ليتساءل قائلاً بجدية:

-" المفروض أتكلم إزاي؟ قولي أنت بما إنك عارف".

توسعت أعين سامية بدهشة من طريقة حديثه، ليبادله عمران النظرات بأخرى غاضبة، حتى كاد أن يتحدث، ليستوقفه زيد الذي تحدث قائلاً بنبرة غاضبة تملكت منه وهو ينظر إلى كلاً منهم:

-" أنا قولتها من يومين، ومتفتكروش علشان خلاص كتبوا الكتاب يبقى هنسى إللي عملتوه، لما تتعلموا أنتوا تخافوا عليها وتفهموا إنها بنتكم مش واحدة جاية من الشارع ساعتها هبقى أتكلم عدل، غير كدة متستنوش مني حاجة".

ليتركهم حتى ذهب من أمامهم بعدما قام بإغلاق باب الشقة بقوة، لتنظر سامية إلى عمران بدموع أعينها، حتى تنهد عمران ليذهب إلى غرفته في صمت.

توقف زيد قليلاً بوضعه، لا يعلم إلى أين يذهب، يشعر بالضيق والخنقة تتملك منه، حتى قادته قدميه إلى الأعلى، صعد حتى وصل إلى وجهته، ليقوم بإخراج مفتاح الشقة من أعلى عقب الباب، حتى قام بالولوج إليها بعدما فتحها، نظر إلى فوضوياتها، وكأنها ترممت بالأتربة أكثر مما كانت عليه، حتى وقعت أعينه على شيئاً ما، توجه نحو تلك الطاولة، يُطالع الحُقن والأوراق وكذلك عدة أشياء أخرى، نظر لهم زيد قليلاً، يُحاول إدراك ما كان يفعله بروحه، عقله المُغيب في تلك اللحظة، ووسوسة الشياطين التي كانت تلازمه دائماً، وحقيقة الأمر الذي يُدركها هو أكثر من أي شخص، أن تلك الأشياء لم تكن تريحه على الإطلاق، لم يكُن يشعر بالراحة عندما يدخل جسده أشياء مجهولة مثل تلك، بل هي التي اوصلته إلى تلك الحالة، وهي من قامت بتدمير حياته، لا يعلم ما من المُمكن كان أن يحدث إن استمر عليها، لا يُريد حتى التخيل.

أقترب ليقوم بالبحث عن أحد الأكياس، ليجد أحدهم بأحد الزوايا، قام بتنفضيه من تلك الأتربة، ثم أقترب ليقوم بالإمساك بتلك الأشياء بحِرص يقوم بوضعها بالكيس، حتى قام بوضعهم بجانب باب الشقة، ليولج إلى المرحاض يقوم بغسل يديه جيداً، حتى خرج وهو يتنهد براحة، وكأنه تلك اللحظة شعر حقاً بالراحة التي كان يبحث عنها، ليقوم بالذهاب يجلس على تلك الأريكة، حتى قام بإخراج هاتفه، ليقوم بالدق عليها، حتى تنهد بعمق بعدما قامت بفتح المُكالمة، ليتحدث زيد بنبرة أظهرت ضيق صدره قائلاً:

-" مش معنى إني كنت عارف رد فعلك على بُعدي، كنت هسيبك يا أفنان، أنتِ حتى لو كنتي وافقتي، أنا عمري ما هسيبك، لا دلوقتي، ولا قبل كدة، ولا بعدين".

إبتسمت أفنان رغماً عنها وهي تجلس على فراشها، ليعود زيد برأسه للخلف يستند على الأريكة أثناء قوله بنبرة هادئة للغاية حملت بمشاعره المضطربة في تلك اللحظة:

-" بس أنتِ كمان متسيبيش يا أفنان، أمسكي فيا وشديني ليكي.. دي أكتر فترة أنا محتاجلك جنبي فيها".

تحدثت أفنان قائلة بنبرة مُطمئنة لينة:

-" وأنا معاك يا زيد، أنا مش هسيبك.. لا دلوقتي، ولا بعدين".

إبتسم زيد على كلماتها تلك وهي تقوم بتقليده، ليرفع حاحبيه قليلاً قائلاً بمشاكسة:

-" يعني كدة خلاص، مفيش إخراج زيد سامي تاني".

قلبت أفنان عينيها وهي تقول بنبرة أظهرت راحتها:

-" الحمدلله والله، كنت مستنية المسلسل دة يخلص من زمان".

ضحك زيد، لينظر للشقة من حوله، حتى تحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" بقولك إيه، هو إحنا هنبدأ توضيب في الشقة امتى".

رفعت أفنان حاجبيها بدهشة لتتحدث قائلة بنبرة ساخرة:

-" إيه يا زيد دة، لسة بدري.. لسة فاضل سنة ونص".

أعتدل زيد في جلسته ليتحدث قائلاً بجدية:

-" عادي، على الأقل تتنضف وتطلعي جهازك فيها بدل ما عمي شايله في المعرض".

فكرت أفنان بحديثه، لتتحدث قائلة بنبرة مُتعجبة:

-" أنا بقالي كتير أوي مطلعتش الشقة أصلاً، أكيد مكركبة".

صمت زيد قليلاً، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة من بعد ذلك:

-" علشان كدة بقولك نبدأ تنضيف فيها".

أومأت أفنان برأسها، لتتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" خلاص هقول لماما وبابا، ولو كدة نبقى نطلع ننضفها".

إبتسم زيد، ليعتدل يضع قدم على الأخرى وهو يقول ببلاهة:

-" عقبال ما ننضف فيها أنا وأنتِ يا لوزة، والواد الرُبع قاعد بيلعب حوالينا".

تلاشت إبتسامة أفنان تدريجياً وهي تحاول إستيعاب ما إستمعت إليه، لتتساءل وهي ترمش بأعينها قائلة بجدية:

-" الرُبع؟".

تعجب زيد من دهشتها، ليتحدث قائلاً بجدية تماثلها:

-" اه الرُبع، أنا مقرر ومحدد إني لما أخلف واد هسميه الرُبع".

أعتدلت أفنان في جلستها لتتحدث قائلة بجدية:

-" في بني آدم عاقل طبيعي يسمي طفل صغير الرُبع؟".

رفع زيد حاجبيه ليتحدث قائلاً بثقة:

-" أه.. بيكلمك دلوقتي أهو".

لوحت أفنان برأسها بعدم تصديق منه، لتتحدث قائلة بنبرة ساخرة:

-" ولو طلعت بنت، هتسميها إيه يا كابتن زيد".

تنهد زيد وهو يبتسم بإتساع قائلاً ببلاهة:

-" بديعة، تحسيه إسم فيه إبداع كدة".

لم تنكر أفنان صدمتها بحديثه، لتتحدث قائلة بجدية:

-" لأ بجد أنت بتقول إيه".

لتستمع إلى صوت شادية التي قامت بالنداء عليها، حتى تحدثت أفنان قائلة بنبرة مُحذرة:

-" أنا هقفل علشان ماما بتناديني، بس يا زيد لو طلعت بتتكلم بجد، أنا هقول لبابا وهو يتصرف معاك، قال بديعة قال، فاكرنا في مسلسل ريا وسكينة".

ضحك زيد على كلماتها، ليتحدث قائلاً بنبرة تعمد غيظها بها:

-" سلام يا أم الرُبع".

صكت أفنان على أسنانها بغضب، لتقوم بإغلاق الهاتف بوجهه، حتى ضحك زيد وهو ينظر للهاتف، ليتنهد وهو يبتسم أثناء نظره للشقة من حوله.


كان كلاً منهم يسير بذلك المول معاً، ليتوقف بسام أمام إحدى محلات الهدايا، لينظر إلى بعض الأشياء به، حتى وجه نظره إلى رزان التي كانت تأكل من المثلجات بيدها غير منتبهة له، ليتحدث بسام قائلاً بنبرة سريعة:

-" أختاري بسرعة، أبيض ولا أزرق؟".

نظرت له رزان ببلاهة، لتلوح برأسها بعدم فهم، ليتحدث بسام قائلاً بنبرة مُتعجلة:

-" بسرعة قرري، أختاري لون".

رمشت رزان بأعينها عدة مرات وهي تُفكر بجدية، لتتحدث قائلة بنبرة سريعة:

-" أزرق".

قام بسام بإعطاءها كوب المثلجات خاصته وهو يقول بنبرة هادئة:

-" طيب أمسكي، وأستنيني هنا".

أخذت منه رزان، ليذهب من أمامها على الفور، حتى نظرت رزان في أثره ببلاهة، لتتنهد وهي تذهب تجلس على تلك المقاعد المُخصصة للجلوس بإنتظاره أن يأتي.

مرت ربع ساعة، ليعود بسام من بعد ذلك، بحث عنها بأعينه، ليقترب منها وهو يمسك بيده علبة كبيرة، تحدثت رزان فور رؤيته يقترب منها قائلة بجدية:

-" أنت بتعمل إيه جوة كل دة يا بسام".

أشار لها بسام برأسه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" طيب يلا نمشي الأول".

أومأت رزان برأسها، لتنهض وهي تمسك بحقيبتها، حتى لاحظت تلك العلبة التي بيديه، لتتحدث قائلة بنبرة مُتعجبة:

-" إيه دي فيها إيه".

نظر بسام للعلبة، ليرفع رأسه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" هتعرفي لما نركب العربية".

تنهدت رزان وهي تنظر له، ليبتسم لها بسام حتى رفع ذراعه قليلاً وهو يقول بنبرة مرحة:

-" يلا أتشنكلي فيا".

أمتعضت معالم وجه رزان بعدم فهم لتتساءل بجدية:

-" إيه أتشنكل فيك دي؟".

توقف بسام لينظر لها، حتى تحدث قائلاً بجدية:

-" مش عارفة بجد؟".

ضحكت رزان لتنفي برأسها وهي تقول بنبرة مُتعجبة:

-" مش عارفة لأ يعني إيه بجد".

تنهد بسام وهو ينظر لها مُحاولاً كتم ضحكاته، ليُحمحم وهو يقول بجدية مُزيفة:

-" حطي دراعك بين دراعي وأنا ماسك العلبة".

نظرت رزان إلى ذراعه المرفوع وكأنه يشرح لها ما سوف تقوم بفعله، لتعود رزان برأسها للخلف قليلاً بعدما تفهمت، سُرعان ما عقدت ذراعيها لتقول بنبرة خبيثة:

-" بس دي حركة الناس المتجوزين".

رفع بسام حاجبيه وهو يقول بجدية:

-" وهو إحنا كنا بنعمل إيه من كام ساعة بنمضي كمبيالات؟ أتشنكلي يا رزان".

إبتعدت رزان لتقول بنبرة صارمة:

-" مش هتشنكل يا بسام".

رفع بسام حاجبيه بتحدي وهو يقول بجدية:

-" بقى كدة؟".

أومأت رزان برأسها وهي تطالعه بنفس الأعين المُتحدية، ليقترب بسام من تلك المقاعد، حتى وضع العلبة عليها، ليقترب من رزان يسحب ذراعها إليه، حتى قام بلف ذراعه حوله، ليقوم بإمساك العلبة مرة أخرى، ثم ألتف برأسه قليلاً ينظر لها وهو يقول بنبرة خبيثة:

-" لو فكرتي تشيلي إيدك يا رزان أنا معنديش أي مشكلة إنك تكوني مكان العلبة دي".

نظرت رزان إلى العلبة التي كان يحملها بين يديه، لتعود بنظرها إليه وهو يبتسم إبتسامته التي أظهرت تحديه لها بالرفض، لتصك رزان على أسنانها بغيظ وهي تنظر له، حتى سارت بجانبه رغماً عنها.


توقف بلال بسيارته بأحد الأماكن، لينظر إلى وئام التي كانت تنظر للمكان من جانبها بهدوء، ليتحدث بلال قائلاً بجدية وهو يقوم بإغلاق السيارة:

-" هتفضلي قالبة وشك كدة كتير".

نظرت له وئام، لترفع كتفيها بتوتر وهي تتحدث قائلة بنبرة مضطربة:

-" أنا مش قالبة وشي، أنا مش عارفة أنت ليه خليتنا نمشي.. طنط شادية كانت عايزة نقعد معاهم".

هبط بلال من السيارة، لتنظر له وئام وهو يلتف إليها، حتى قام بفتح بابها، لينظر لها وهو يقول بنبرة هادئة:

-" يعني مش عايزة تقعدي معايا؟".

إبتسمت له وئام في تلك اللحظة، لتهبط من السيارة وهي تنظر له قائلة بنبرة مُحبة:

-" لأ عايزة، أنا بس مكنتش عارفة إحنا ليه هنمشي أنا آسفة".

أغلق بلال جفنيه بملل ليتحدث قائلاً بجدية:

-" لا هنبتديها آسفة وشكراً اوديكي لطنطك شادية أحسن".

ضحكت وئام وهي تنظر له، ليمسك بلال بيدها، حتى سار كلاً منهم إلى تلك الحديقة، لتمسك وئام كفيه بيديها الإثنين وهي تقول بنبرة سعيدة:

-" بلال إحنا بقالنا كتير أوي مش بنيجي هنا".

أومأ بلال برأسه وهو يبتسم ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" من خمس شهور يوم شبكة رزان".

أومأت وئام برأسها وهي تبتسم، لتترك يده تقترب من تلك الأريكة وهي تقول بنبرة مُحمسة:

-" هنقعد هنا؟ دة المكان بتاعنا".

ضيق بلال جفنيه، ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة وهو يشير برأسه نحو أريكة أخرى:

-" كان نفسي نقعد على دي، كانت وش الخير علينا.. بس ماشي يا بسكوتة علشان خاطرك".

ضمت وئام كفيها بسعادة، ليقترب بلال حتى جلس كلاً منهم بجانب الآخر، لتتحدث وئام بنبرة سعيدة تقول:

-" إحنا كنا بنقعد هنا علطول دة كان المكان بتاعنا من وقت ما كنا مخطوبين فاكر كنا بنجيب ساعتها لب وعصير".

أومأ لها بلال برأسه بهدوء، ليتنهد وهو يعود بنظره إليها قائلاً بنبرة هادئة:

-" وجع بطنك خف".

أومأت وئام برأسها بعدما وضعت يدها على بطنها لتتحدث قائلة ببلاهة:

-" أه من الصبح، ممكن يكون البيبي بيخبط جوة".

ضحك بلال ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" لا لسة شوية على التخبيط دة، مش الدكتور قالتلك في الشهر الخامس".

أومأت له وئام برأسها بتفهُم عدة مرات، ليتنهد بلال وهو ينظر لها حتى تحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" إيه الحاجة إللي مش بتحبيها فيا يا وئام".

دارت وئام بأعينها بتفكير، لتعود بنظرها إليه وهي تبتسم قائلة بنبرة مرحة:

-" مفيش حاجة".

نظر لها بلال قليلاً، ليتحدث قائلاً بجدية:

-" إزاي؟ فكري، أكيد في حاجة بتضايقك مني".

نفت وئام برأسها عدة مرات لتتحدث قائلة بنبرة مُحبة:

-" مفيش حاجة بتزعلني منك خالص، أنت مبقتش بتتعصب عليا ولا بقيت تمسكني من دراعي جامد، وبقيت بتعاملني حلو وبتقولي أكل وأخد الدوا".

عاد بلال بنظره للفراغ من أمامه وهو يشعر بعدم الفائدة، ليعتدل في جلسته وكأنه يقوم بإعطاءها بعض الفرص للتفكير أثناء قوله بنبرة هادئة تسهل عليها الفهم:

-" طيب لو مثلاً حد بيعمل حاجة، والحاجة دي غلط.. بس هو مفهمك إنها صح، وأنتِ في يوم عرفتي إنها غلط، هتعملي إيه؟".

كانت وئام تستمع إليه بتركيز، لترفع كتفيها وهي تتساءل بنبرة هادئة:

-" طيب هو ليه قالي إنها صح".

نظر لها بلال قليلاً، ليرفع كتفيه بتلقائية وهو يتحدث قائلاً بنبرة حاول جعلها طبيعية:

-" عادي.. ممكن مثلاً هو مبسوط كدة، أو شايف إن دي حاجة بتبسطه".

لوت وئام شفتيها بعدم معرفة وهي تنظر للفراغ بتفكير، لتعود بنظرها إليه مرة أخرى وهي تقول بنبرة هادئة:

-" هو كدة كذب عليا، وكمان كدة ممكن يكون الحاجة الغلط دي حرام، بس أنا مبحبش الكدب".

كان بلال يستمع إليها، ليتحدث قائلاً بجدية:

-" بس اللي بيكدب مرة بيكدب كذا مرة".

أمتعضت معالم وجه وئام وهي تدور بأعينها في الفراغ قائلة بنبرة أظهرت ضيقها:

-" يبقى كدة هو حد وحش، وبيكدب على الناس إللي بيحبها، وربنا مش هيسامحه".

نظر لها بلال قليلاً، ليعود بنظره للفراغ من أمامه وهو يُفكر بحديثها.


بعدما صعد كلاً منهم إلى السيارة، نظرت رزان إلى بسام بغيظ مازال قائم على معالم وجهها، ليضحك بسام وهو يقوم بإعطاءها تلك العلبة قائلاً بنبرة ساخرة:

-" طيب أفتحيها الأول وبعدين بصيلي براحتك".

نظرت رزان إلى العلبة من بين يديه، لترفع رأسها تنظر له وهي تتساءل بجدية:

-" هي دي ليا؟".

نظر لها بسام قليلاً ببلاهة، ليتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" يعني أنا مرجعك العربية علشان تعرفي تفتحيها براحتك وتقوليلي في الآخر كدة؟".

كانت رزان مازالت تنظر له بمعالم وجه لم يفهمها، لتتحدث قائلة بجدية:

-" أنت بتعمل معايا كدة ليه".

تنهد بسام بهدوء، ليلوح برأسه وهو يقول بنبرة مُحبة:

-" يمكن لأني بحبك؟".

أغرورقت أعين رزان بالدموع، لتبتلع تلك الغصة التي علقت بحلقها، لتقول بنبرة محشرجة أمتزجت بإرتجافة صوتها:

-" أنت مش بتعمل كدة علشان بتحبني، أنت بتعمل كدة علشان أنا صعبانة عليك".

إرتسمت معالم عدم الفهم على وجه بسام فور إنهاءها كلماتها وهو يشعر جدياً بعدم فهمه لمقصدها، لتتحدث رزان قائلة بنبرة باكية وسط حشرجة صوتها بعدما تكاثرت دموع أعينها:

-" أنت من بدري عمال تعملي حاجات كتير يا بسام وأنا ساكتة ومش بتكلم، بس أنا عارفة إنك بتعمل كدة علشان أنا صعبانة عليك، أنا فاهمة نظراتك من أول كتب الكتاب".

رمش بسام بأعينه عدة مرات ليقول بجدية وبصدق ظهر على نبرته ونظرات أعينه:

-" رزان أنا فعلاً مبعملش كدة علشان أنتِ صعبانة عليا والكلام دة، أنتِ ليه متأكدة اوي كدة؟ أنا بعمل دة علشان بحبك، وعلشان عايز أشوفك مبسوطة".

نفت رزان برأسها وهي تبكي بعدما نكست رأسها، ليقوم بسام بإمساك كلتا يديها بين كفوفه الباردة، ولكن بشكلٍ ما شعرت بدفئهما على قلبها، ليتحدث بسام قائلاً بنبرة لينة حنونة تتلقاها منه بتلك الطريقة لأول مرة:

-" أنا لو بعمل أي حاجة ف هكون بعملها علشانك وعلشان تكوني مبسوطة، أنا فعلاً مش فارق معايا أي حاجة دلوقتي غير إني أشوف ضحكتك على وشك، عايز أحس بفرحتك من جواكي يا رزان، أنا عارف إن دة صعب.. وعارف أنتِ بتحسي بإيه، لكن والله أنا لو فعلاً بحاول ف علشان بحاول أخليكي تخرجيلي اللي في قلبك يمكن ترتاحي شوية".

رفعت رزان رأسها تطالعه من وسط أعينها الضبابية، ليبتسم لها بسام بحُب ولين وهو يقول بنبرة مُتوددة أظهرت صدق مشاعره التي أظهرت سعادته بتلك الكلمات التي يتلفظ بها:

-" أنا عايزك تحسي معايا بكُل المشاعر إللي ناقصاكي، أي حاجة تحسي إنك نفسك فيها أطلبيها مني، أنا عارف إن دة مش بسهولة يحصل وهناخد وقت علشان نتعامل بالطريقة دي، بس زي ما أنا هعتبرك صاحبتي ومراتي وكل حاجة ليا، عايزك بردوا تعتبريني كل حاجة ليكي، ومقصدش من كلامي تلغي أهلك، دول مهما حصل هيفضلوا أهلك، بس أنا عايزك تتعاملي معايا على إني باباكي كمان، إللي نفسك فيه منه أطلبيه مني، وأنا والله هعملك كل إللي نفسك فيه".

إبتلعت رزان ريقها، لتنظر للفراغ من جانبها وهي تأخذ أنفاسها بهدوء من وسط دموعها، لتعود بنظرها إلى بسام ومازالت دموعها تأخذ مجراها أثناء قولها بنبرة محشرجة أظهرت قهرتها وشعورها بالخُذلان والضعف واليُتم:

-" أنت عارف لما سيبت البيت ومشيت، أنا قولت مش عايزة أرجعلهم تاني، ومش عايزة أعيش معاهم تاني، وكنت متأكدة إني مش فارقالهم ومش هيدوروا عليا، لدرجة إني فكرت أسافر لأهل ماما، بس كنت عارفة إن هما هيفضلوا يسألوا وهيقولوا عليا كلام أنا مش هقدر أستحمله، وفضلت ماشية في طريق لا أعرفه ولا أعرف أخره إيه، بس أنا كنت عايزة أبعد، ولما أنت لقيتني ورجعت ليهم تاني يوم، أنا ملقيتش في عيونهم لهفة عليا، ملقيتش حضن واحد يطمني إنهم باقيين عليا، أنا كنت مستنية أكدب إحساسي وأرجع علشان أقول لنفسي شوفتي هما فعلاً همهم عليكي، بس أنا ملقيتش يا بسام.. ورغم دة أنا كنت مستنية حضن واحد من أي حد فيهم النهاردة بعد كتب الكتاب، بردوا ملقيتش، يعني كتب كتاب بنتهم وكل الناس مبسوطة، وهما واقفين ولا كأنهم بيعزوا فيا، أنا مشوفتش دمعة نزلت من عين أمي على إني أتجوزت، ولا حسيت بأن أبويا فرحان علشاني، أنا النهاردة اتأكدت إني يتيمة يا بسام، أنا مبقيتش مستنية منهم أي حاجة".

مسحت دموعها بكف يدها وهي تومىء برأسها وكأنها تؤكد على حديثها قائلة بنبرة محشرجة:

-" أنا كنت وحشة قبل ما أنت تخطبني، وكنت بعمل حاجات كتير تغضب ربنا، واستاهل إللي عملوه فيا وزيادة، بس أنت مكنش ليك ذنب في كل دة، أنت لحد دلوقتي ملكش ذنب تستحمل واحدة زيي".

تنهد بسام بصوت مسموع قليلاً، لترفع رزان رأسها تنظر له، ليُبادلها بسام النظرات بأخرى مازالت مُطمئنة مُبتسمة، حتى تحدث قائلاً بنبرة لينة:

-" مبدأياً أنا مليش أي علاقة باللي كنتي بتعمليه قبل ما نتخطب ولا حتى هسألك فيه، لأن إللي شايفه قدامي دلوقتي بيثبتلي فعلاً إنك كويسة من جواكي، ف مش فارق معايا ماضي.. ربنا بيستر عباده، وعلشان كدة مش عايزك تتكلمي في نقطة أنا كنت قبل ما نتخطب دي علشان مزعلش منك، حياتنا مع بعض بدأت من أول ما رجلي خطت بيتكم".

ليسترسل حديثه وهو يتنهد قائلاً بنبرة حاول جعلها مرحة:

-" ثانياً بقى، أنا موجود أهو لو مستنية حُضن".

نظرت له رزان بدهشة، ليرفع بسام حاجبيه وهو يقول بنفس نبرته:

-" إيه؟ مش أنا قولتلك عامليني زي والدك وأنتِ كنتي مستنية منه حضن؟".

ضحكت رزان رغماً عنها وهي تقوم بمسح دموعها، لينظر لها بسام قليلاً بهدوء، حتى تحدث قائلاً بنبرة حنونة:

-" أهلك بيحبوكي يا رزان، هما فعلاً بيحبوكي رغم أي حاجة بيعملوها في نظرك وحشة، يمكن مشكلتهم إنهم مش عارفين يظهرولك الحب دة، هو مدفون جواهم، لكنه موجود وعمره ما هيقل ولا ينقص.. مفيش في الدنيا أب وأم مبيحبوش عيالهم، حتى لو كانوا قاسيين عليهم، الفكرة كلها إنهم معرفوش من الأول يحتووهم، أنا بحبك أه بس مقدرش أقدملك الحضن إللي أنتِ عايزاه علشان من وجهة نظري دة شيء غريب عليا، أنا بحبك يبقى هغصبك على حاجة من وجهة نظرك غلط لكن أنا علشان ولي أمرك عارف إنها صح ليكي، هي دي طريقة تفكير أهلك يا رزان، متحسبيهاش بأنهم مش عايزينك أو كارهينك، والدك لو مش بيحبك مكنش كلمني أدور عليكي، ولو انا حاسس حتى إنه مش بيحبك مكنتش بردوا حسيت في نبرة صوته بقلقه وخوفه عليكي".

ليبتسم قليلاً وهو يقول بنبرة مُحبة:

-" وبعدين دة أنا لو أطول أروح أشكرهم هعمل كدة".

نظرت له رزان وهي تنتظر منه إستكمال حديثه أثر عدم فهمها، ليضع إصبعه على أنفها بخفة وهو يقول بنبرة مرحة مُحبة:

-" علشان دخلوني بيتهم وخلوني أعرف واحدة تاعباني زيك".

إبتلعت رزان ريقها وهي تنظر له، لتتساءل بنبرة هادئة أظهرت إهتمامها لإجابته:

-" يعني أنت مش زعلان؟ ولا زعلان مني؟".

نفى بسام برأسه عدة مرات، ليقول من بعد ذلك بنبرة لينة:

-" بالعكس أنا مبسوط بيكي، ومبسوط بإنك دايماً بتحاولي تطوري من نفسك وحياتك وشغلك رغم أي حاجة بتحصل، مبسوط إن مهما كان الحِمل تقيل عليكي ف أنتِ عارفة تعملي حدود بينه وبين حياتك الخاصة، كأن كل إللي بيحصل دة جوة قلبك، وحياتك لوحدها ممشياها بدماغك".

تنهد بسام وهو مازال ينظر لها أثناء قوله بنبرة حالِمة:

-" وأنا نفسي أكون جزء من الأتنين".

نظرت له رزان قليلاً، لتُحيد بنظرها عنه، ليعتدل بسام في جلسته أثناء قوله بنبرة مرحة:

-" يلا بقى أفتحي العلبة إللي خللت جنبنا دي".

قامت رزان بإمساك العلبة، لتضعها على قدمها وهي تضحك، حتى قامت بإزاحة الغطاء من فوقها، لتشهق بسعادة ظهرت على معالم وجهها بعدما توسعت أعينها، ليضحك بسام وهو ينظر لها، حتى أعتدلت سريعاً في جلستها بلهفة، لتقوم أولاً بإمساك تلك الدمية الصغيرة وهي تقول بنبرة سعيدة:

-" دة ستيتش".

لوح بسام برأسه ببلاهة وهو لا يفهم مقصدها، لتتحدث رزان قائلة بجدية:

-" أنت بجد متعرفش ستيتش؟ دة كارتون مشهور أوي، وظهر تريند من قريب بتاع ستيتش مشي".

توقفت رزان عن الحديث، لتُضيق جفنيها وهي تتحدث بجدية لا تقبل مزاح قائلة:

-" أنت قصدك إيه بالهدية دي؟ أنت بتخلع بالطريقة ولا إيه؟".

تفاجىء بسام من حديثها ليتحدث قائلاً بنبرة صادقة:

-" لأ والله دة أنتِ لما أختارتي اللون الأزرق أنا دخلت المحل وقولت للبنت اللي واقفة جوة إني عايز بوكس هدايا تكون كل حاجة جواه باللون الأزرق، ف حطت الدبدوب دة من ضمن الحاجات".

كانت رزان تستمع إليه بأعين ضيقة، لتتحدث قائلة بنبرة مُفكرة أظهرت إنفعالها:

-" يبقى البنت دي كانت حاطة عينيها عليك، وأستغلت إنك مش فاهم حاجة وحطيتلك ستيتش علشان تخليني أفتكر إنك كدة هتمشي وهتسيبني زي ستيتش، لكن دة بعينها، متروحش المحل دة تاني".

كان بسام يستمع إليها ببلاهة وعدم فهم، لتتنهد رزان وهي تُهدأ نفسها، حتى وضعت الدمية بجانبها، ثم قامت بإخراج ما يليها، مج من اللون الأزرق بزخارف مُعينة وسط نجوم من اللون الروز، لتبتسم رزان وهي تقول بنبرة أظهرت إعجابها به:

-" دة حلو أوي يا بسام، جميل أوي بجد".

أشار بسام على اللون الروز بإصبعه وهو يقول بنبرة مُحبة:

-" حسيت دي أنتِ وسط السما الزرقة".

إبتسمت رزان بعدما تفهمت مقصده، فقد كانت تلك الألوان على شكل نجوم صغيرة، حتى تركته من يدها وهي تشعر بالخجل، ثم كادت أن تضع يدها لتقوم بإستكمال ما تفعله، ولكنها نظرت إلى بسام، لتتحدث قائلة بنبرة ناعمة:

-" شكراً يا بسام، شكراً علشان كل حاجة عملتها معايا النهاردة، أنت بجد تعبت نفسك معايا وعملتلي كل الحاجات اللي بحبها، واليوم دة أنا عمري ما هنساه أبداً".

إبتسم بسام وهو ينظر لها، ليتحدث قائلاً بنبرة مُحبة:

-" أنا مبتعبش غير لأجل الضحكة دي".

إبتسمت رزان بخجل وهي تنظر له، لتبتلع ريقها قائلة بنبرة مضطربة:

-" طيب يلا نروح".

أومأ بسام برأسه، ليعتدل في جلسته يقوم بتشغيل السيارة قائلاً بنبرة خبيثة:

-" أنتِ غيرتي عليا يعني من البنت دي؟".

تهكمت ملامح وجه رزان لتتحدث قائلة بجدية لا تماثل مظهرها منذ قليل:

-" وأنت شاغل بالك بالموضوع دة ليه يا بسام؟".

تصنع بسام الخوف أظهر مظهرها، ليلوح برأسه من بعد ذلك وهو يقول بنبرة مُحبة:

-" والله عيب تظلميني، أنا مش شاغل بالي غير بيكي".

إبتسمت رزان ببرود وهي تنظر له بعدما شعرت بالغيرة والغيظ، لتنظر للشارع من أمامها بعدما تحرك بالسيارة، لينظر لها بسام بطرف عينه، حتى تحدث قائلاً بمشاكسة:

-" يعني مش عايزة الحضن؟".

لوحت رزان برأسها وهي تتنهد بصوت مسموع على أمل أن يصمت، ليضحك بسام حتى إنتبه إلى الطريق من بعد ذلك، وسط نظرات رزان الخاطفة له وهي تبتسم بالخفاء أثناء شعورها بالراحة والسعادة.

_____________________________

إهداء اليوم إلى الجميلات قلباً وقالباً ( زينب علي العجمي - سارة بكر - شهد - كنزي محمود - ملك مجدي ) ♥️

#يُتبع.
#الفصل_الثلاثين.
#ميرونزا.

حابة أوضح حاجة بسيطة، الأصح لغوياً لما نبارك لحد نقول مُبارك وليس مبروك*

Seguir leyendo

También te gustarán

209K 10.6K 90
Being flat broke is hard. To overcome these hardships sometimes take extreme measures, such as choosing to become a manager for the worst team in Blu...
31.2K 414 7
A fanfiction book of the Chiefs Tight End, Travis Kelce.
105K 1.4K 51
𝐈𝐭𝐬 𝐭𝐡𝐞 𝐟𝐢𝐫𝐬𝐭 𝐝𝐚𝐲 𝐛𝐚𝐜𝐤 𝐭𝐨 𝐬𝐜𝐡𝐨𝐨𝐥 , 𝐀𝐚𝐥𝐢𝐲𝐚𝐡 𝐢𝐬 𝐧𝐨𝐰 𝐢𝐧 𝟏𝟎𝐭𝐡 𝐠𝐫𝐚𝐝𝐞, 𝐰𝐡𝐢𝐥𝐞 𝐬𝐡𝐞𝐬 𝐭𝐡𝐞𝐫𝐞 𝐬𝐡...