عُمارة آل نجم.

By MariamMahmoud457

219K 13.9K 21.9K

عادةً ما تأتي العائِلة أولاً، بضجيجها، وحِسها، وحروبِها الدائِمة رغماً عن أمانِها المُستقر، جيشك المُتصدي، مح... More

الفصل الأول ( بر الوالدين )
الفصل الثاني ( تلقاه العين قبل الرحِم )
الفصل الثالث
الفصل الرابع ( من يملُك الحق )
الفصل الخامس ( إرضاء الأقرب للقلب؟ )
الفصل السادس ( طريق التهلكة )
الفصل السابع ( ماذا فعلوا بحقها؟ )
الفصل الثامن ( بداية جديدة خالية من الفساد )
الفصل التاسع ( تِكرار الخطأ عواقبه كبيرة )
الفصل العاشر ( خيبة الأهل )
الفصل الحادي عشر ( حق مؤجل )
الفصل الثاني عشر ( عُطلة عائلية )
الفصل الثالث عشر ( موافقة بالإجبار )
الفصل الرابع عشر ( بيعة مُشتراه )
الفصل الخامس عشر ( عودة العلاقات )
الفصل السادس عشر ( إصلاح ما قامت الحياة بإفساده )
الفصل السابع عشر ( صدمة غير متوقعة )
الفصل الثامن عشر ( داءه، ودواءه )
الفصل التاسع عشر ( جاء بنبأ بُعاده )
الفصل العشرين ( أمل يُضيء القليل من النور )
الفصل الواحد والعشرين ( قد تتغير الموازين )
الفصل الثاني والعشرين ( لا بأس من المحاولة مرة أخرى )
الفصل الثالث والعشرين ( بنهاية الدرب راحة )
الفصل الرابع والعشرين ( عودة حميدة )
الفصل الخامس والعشرين ( زواج بنكهة جنازة )
الفصل السادس والعشرين ( حُب غير مرغوب )
الفصل السابع والعشرين ( فرصة أخرى أخيرة )
الفصل الثامن والعشرين ( ضائِعة من نفسها تائِهة بين البشر )
الفصل الثلاثين ( ليلة يتكللها الفرح والسرور )
الفصل الواحد والثلاثين ( عاد مُهاجر الدار إلى داره )
الفصل الثاني والثلاثين ( جاء من يحمل الحُب في قلبه وقوله وفعله )
الفصل الثالث والثلاثين ( لم نعُد نلوم الغرباء، فالمقربون فعلوا الأسوء )
الفصل الرابع والثلاثين ( عواقب انتماءِها لهذا الحُب )
الفصل الخامس والثلاثين ( من لا ذنب له؟ )
الفصل السادس والثلاثين ( مُناضل في حرب السعادة )
الفصل السابع والثلاثين ( لا نُحاسب على سذاجة القلب )
الفصل الثامن والثلاثين ( نهاية قصة محسومة لن يُفيدها الأسف )
الفصل التاسع والثلاثين ( المرءُ لا تُشقيه إلا نفسُهُ )
الفصل الأربعين ( خيبات تليها صدمات مُتتالية )
الفصل الواحد والأربعين ( لن نعود مرة أخرى، انتهت الرسائِل )
فصل إضافي ثاني وأربعين ( بورِكتّ معك فاتِحة العُمر )
فصل إضافي ثالث وأربعين ( بورِك مسعى سِرناه سوياً )
فصل إضافي رابع وأربعين ( يزداد نصيب العُمر به حياة )
الأخير، مِسك الخِتام ( خير حصاد التربية الصالحة )

الفصل التاسع والعشرين ( زواج لرد الشُكر )

4.1K 315 1K
By MariamMahmoud457

أثر ذلك الموقع المُميز، يمكنهم الإستماع إلى أصوات زقزقة العصافير الآخذة لتلك الشجرة الكبيرة التي تُحاوط شُرفتهم ملجأ، كذلك يستمعون إلى صوت القرآن النابع من ذلك الراديو الصغير، ورائِحة البخور الثابتة بكُل ركن من المنزل، وآخراً.. تلك الضوضاء والجلبة التي تحدث بالمطبخ، والتي تكشف دائماً، عن عمل من يدي فتاة مُبدعة.

كانت وئام تقوم بإعداد طعام الفطور بدِقة وكأنها ترسم لوحةٍ ما أثر تركيزها بإخراج شكل الصحون لطيفة ومُرتبة غير فوضوية، أقترب منها هو برِفق، ليهمس بجانب أذنها قائلاً بنبرة مُحبة:

-" تابلوه بيرسم تابلوه".

ألتفت وئام بفزع، ليمسك بلال ذراعيها وكأنه على علمٍ بفزعها ذلك، لتبتلع وئام ريقها وهي تقول بنبرة أظهرت ضيقها منه:

-" يا بلال قولتلك متخضنيش كدة، أنا بطني بتوجعني".

ضحك بلال ليقول بنبرة لينة:

-" خلاص بهزر معاكي".

إبتسمت وئام له، لتتحدث قائلة بنبرة ناعمة:

-" أنت كنت.. بتقول إيه".

أقترب منها بلال قليلاً وهو يبتسم قائلاً بنبرة مُحبة:

-" كنت بقول معقولة تابلوه يرسم تابلوه".

ضحكت وئام ببلاهة وهي تنكس رأسها بخجل، ليضحك بلال على مظهرها، لتعود وئام بنظرها إليه وهي تطالعه بأعين متوسعة، لتتلاشى إبتسامة بلال وهو يقول ببلاهة:

-" أنتِ عندك إنفصام ولا إيه".

إبتعدت وئام عنه مُسرعة، لتتوقف بعيداً عنه قليلاً وهي تنظر للخارج، حتى عادت بنظرها إليه لتُزيح غرتها التي سقطت على وجهها وهي تقول بنبرة مضطربة:

-" متقربش مني كدة".

عقد بلال حاجبيه ليتحدث قائلاً بجدية:

-" دي هرمونات حمل جديدة يعني ولا إيه".

أقتربت وئام برفق منه لتمسك بالإطباق وهي تقول بنبرة مُوترة:

-" لأ بس عيب، أنت مينفعش تكلمني كدة أو تقولي كلام حلو أو تقرب مني علشان أفنان ورزان".

رفع بلال حاجبه بإستنكار ليقول بصوت مرتفع:

-" نـعم ياختي؟".

ألتفت وئام تنظر له بدهشة، ليتحدث بلال قائلاً بجدية:

-" بقى مش هينفع أكلمك كدة ولا أقرب منك كدة علشان أفنان ورزان موجودين؟ أعملهم إيه يعني؟".

تحدثت وئام قائلة بنبرة خافتة:

-" بلال هما نايمين كدة صوتك هيصحيهم، أصلاً عيب تعمل كدة".

لوح بلال برأسه وهو يشعر بنفاد صبره منها أثناء قوله بجدية:

-" عيب إيه هما فاكرينا متصاحبين؟ أنتِ مراتي مش شاقطك".

تركت وئام الأطباق من يدها لتلتفت تنظر له وهي تقول بنبرة حزينة:

-" بلال متقولش الكلمة دي قولتلك وحشة".

أستغفر بلال بسره وهو ينظر للفراغ مُحاولاً التحكم بأعصابه، ليعود بنظره إليها قائلاً بنبرة حزينة مُزيفة:

-" ماشي يا وئام، براحتك.. أنا مش هكلمك خالص قدامهم علشان يمكن دي كمان عيب، روحي بقى صحيهم علشان يفطروا".

نظرت له وئام بدهشة عندما لاحظت حزنه منها، لتقترب منه وهي تنظر له بأعينها المُتوددة والتي أختلطت بلمعة حزينة أثر مظهره أثناء قولها بنبرة مُتلهفة:

-" أنا مش قصدي كدة أنا بجد مش قصدي تزعل مني".

لوح بلال برأسه وهو يغلق جفنيه أثناء قوله بدرامية:

-" أومال قصدك إيه بس يا وئام".

إبتلعت وئام ريقها وهي تطالعه بضيق، لتُشبك كفيها بتوتر وهي تنظر للخارج، حتى تحدثت قائلة ببراءة:

-" طيب علشان متزعلش أنت ممكن تتكلم معايا، بس بلاش يعني.. تخليك جنبي علطول غير لو أنا قولتلك علشان ميتضايقوش، أنا أصلاً عايزة أخليهم يلعبوا معايا ونتفرج سوا على أفلام ونعمل أكل حلو سوا".

رسم بلال معالم حزينة على وجهه وهو يقول بضيق:

-" طيب وأنا، فين من كل دة".

أمسكت وئام بيده بين كفيها وكأنها تطمئنه وهي تقول بنبرة مُتلهفة:

-" أنت هتبقى قاعد أنا هكون معاك متخافش، بس علشان رزان زعلانة وأنا مش عايزة أشوفها زعلانة، ف هعملها حاجات تضحكها وتخليها مبسوطة".

إبتسم بلال وهو ينظر لها أثر طيبة قلبها، ليميل بوجهه نحو وجنتها يقبلها، حتى إبتعدت وئام عنه بخجل، ليوجه بلال نظره نحو يدها التي تمسك بيده أثناء قوله بنبرة خبيثة:

-" ما أنتِ إللي مقربة مني ولمستيني الأول".

رفعت وئام كفيها سريعاً لتضمهم إلى بعضهم البعض، حتى إبتلعت ريقها بتوتر، لتذهب من أمامه تقوم بإيقاظهم، حتى ضحك بلال على مظهرها.


كانت أحلام تقوم بكَيّ ذلك القميص على تلك الطاولة المُخصصة لكي الملابس، ليولج إليها عادل الذي كان يرتدي بِنطال من اللون الأسود، عاري الصدر وهو ينتظر منها الإنتهاء، ليتجه نحو المرآة يقوم بتمشيط شعره لكي يستغل بعض الوقت، حتى إنتهت أحلام، لتقوم بأخذ القميص تتجه به نحوه، حتى أخذه عادل منها ليقول بنبرة هادئة:

-" تسلم إيدك".

شبكت أحلام كفيها بهدوء وهي تنظر له أثناء إرتداءه للقميص، لتتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" أنا عايزة أروح أقعد عند ماما يومين".

ألتفت عادل لينظر لها وهو يقوم بإغلاق أزرار قميصه، ليلوح برأسه وهو يتساءل بجدية:

-" ليه؟ في حاجة؟".

تنهدت أحلام وهي مازالت تنظر له قائلة بنبرة هادئة:

-" عايزة أتطمن على رزان وأشوف وصلوا لإيه، وكمان أقضي مع ماما يوم علشان وحشتني".

أنتهى عادل مما يفعله بعدما قام بتعديل ياقة قميصه، ليستند بظهره على التسريحة وهو يعقد ذراعيه مُتسائلاً بإهتمام:

-" هو عمك ومرات عمك معاملتهم عاملة إزاي مع رزان؟ يعني فعلاً معاملتهم ليها تدعي إنها تسيب البيت وتمشي؟".

تذكرت أحلام في ذلك الحين ما حدث من قبل، لتلوح برأسها قليلاً وهي تقول بنبرة هادئة أشبه بالجمود:

-" هما قاسيين عليها شوية ومش متفاهمين، يعني هو عامةً عمو عكس بابا في كل حاجة، بابا متفهم وبيعرف يتصرف بهدوء، لكن عمو عمران متهور، وزيد طالعله".

أومأ عادل برأسه وهو يستمع لها، ليتحدث قائلاً بجدية أثناء عقده لحاجبيه:

-" طيب وهي بتحب خطيبها ولا لا؟".

تحدثت أحلام قائلة بنبرة هادئة:

-" هي بتقول لأ، لكن هي بتقول كدة ومن جواها عكس كدة.. دة أحساسي يعني، أو دة إللي إحنا كلنا شايفينه".

أومأ لها عادل برأسه بتفهُم، لتتحدث أحلام قائلة بجدية:

-" أروح أحضر هدومي وهتوصلني عند ماما؟".

نظر لها عادل قليلاً وهو يشعر بعدم فائدة لذهابها، يخشى إبتعادها عنه وتركه وحيداً بعدما إعتاد على وجودها بجانبه كل يوم، يشتاق إليها إذا مر عليه وقت أطول بالعمل، فماذا إذا تركته لمدة يومان؟

إبتسم عادل ليومىء لها برأسه وهو يقول بنبرة لينة:

-" روحي".

أومأت أحلام برأسها بهدوء، حتى كادت أن تذهب من أمامه، ليستوقفها عندما أمسك بيدها، لتلتفت تنظر له، حتى أعتدل في وقفته ليقترب منها وهو يمسك بكلتا يديها قائلاً بنبرة لينة:

-" إحنا ممكن نتفق على أيام معينة تروحي فيها عند مامتك، ولو حصل حاجة مهمة تباتي عندها، لكن غير كدة أنا مش هقدر أخليكي تبعدي عني يا أحلام، أنا ما صدقت إنك بقيتي جنبي، لحد دلوقتي لما بصحى من النوم وبلاقيكي جنبي بتبسط، بس ماشي.. هسيبك اليومين دول وهحاول أستحمل، بس هما يومين، ماشي؟".

كانت أحلام تستمع إليه وهي تنظر له، لتومىء له برأسها في هدوء دون أن تتحدث، ليترك عادل يدها حتى ذهبت من أمامه مُسرعة مُحاولة عدم الإحتكاك به كحالتها دوماً.

بذلك المكان الذي يجمعهم لبعض المرات بالشهر ليحظوا فقط بالقليل من الوقت لرؤية بعضهم البعض، كانت شادية وهاشم يجلسون من أمام مالك الذي كان يُطالعهم بأعين مُتوسعة من دهشته، ليلوح برأسه وهو يقول بعدم تصديق:

-" إيه دة يا جدعان، دة الأحداث نار.. مكنش بيحصل ليه دة لما كنت موجود؟".

تحدثت شادية قائلة بجدية يشوبها الحِدة:

-" تف من بوقك يابني هي ناقصاك.. دة الحمدلله إنها جت على قد كدة".

تنهد مالك ليقول بنبرة حانقة أظهرت بجاحته:

-" أنا مش فاهم بصراحة عمي ومراته عايزين إيه، ما يتهدوا شوية بقى ويعملوا لأخرتهم".

شهقت شادية بدهشة من حديثه، ليتحدث هاشم قائلاً بجدية:

-" لم لسانك وفوق أنت لنفسك وقول كلمتين عدلين علشان تخرج من هنا على خير".

لوح مالك برأسه، ليتحدث قائلاً بنبرة فضولية:

-" طيب مكملتوش، هيحصل إيه بعد كدة؟".

تنهد هاشم ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" بسام عايز يكتب الكتاب".

ضيق مالك جفنيه ليوزع نظراته بينهم وهو يقول بعجرفة:

-" مش واخدين بالكم إني من ساعة ما دخلت هنا وأنتوا مقضيينها أفراح ومناسبات وأخبار من إللي بتفرح دي؟".

إبتسم هاشم ليقول بنبرة ساخرة:

-" ودة ملفتش نظرك لحاجة؟".

لوح مالك بيده وهو يُفكر ببلاهة، لتتحدث شادية قائلة بنبرة حانقة:

-" وهو أنت دخلت جنينة الفسطاط ياخي، أتنيل على خيبتك وخيبة أمك".

نظر لها مالك قليلاً بسخط مُزيف، ليضحك هاشم وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" أنا مش متخيل والله إنكم كل مرة بتضيعوا ربع ساعة على الهبل دة، أنتوا مش بتتكلموا في حاجة مهمة خالص؟".

نفى مالك برأسه ليقول بجدية بلهاء:

-" لأ بنتكلم، بقولها تجيبلي أكل معاها إيه وهي جاية المرة إللي بعدها، بقولها تعملي أكل إيه لما أخرج من هنا، بقولها تحكيلي عن أخبار البيت إللي فايتاني وأقعد أديها حلول للمشاكل دي".

كان هاشم يستمع إليه وهو يومىء برأسه وسط نظراته الجادة والتي أمتزجت بالسخرية، لتتنهد شادية براحة وهي تبتسم قائلة بنبرة هادئة:

-" أهي أخر مقابلة خلاص، كلها شوية ويخرج ويرجع وسطنا تاني".

إبتسم مالك وهو ينظر لها، ليعود هاشم بنظره إليه وهو يقول بنبرة مُحذرة:

-" على الله بس يكون إتعظ، وأتعلم من غلطته، وقرر يفوق لنفسه ويشوف حياته الجاية هيبتديها إزاي بدل ما هو شاغل باله يعرف حصل إيه في البيت".

زفر مالك بقوة وهو يُحيد بنظره عنه بملل، لتتحدث شادية قائلة بنبرة واثقة:

-" هو وعدني يا هاشم وقال إنه خلاص بعد عن الطريق دة وأنا واثقة في إبني، مادام قال كلمة يبقى صادق فيها".

لوح مالك برأسه ليقول بحُزن مزيف وهو ينظر لها:

-" طيب ما تقولي لإبنك بقى يا شوش الكلمتين دول، بردوا بيسوء الظن فيا".

رفع هاشم حاجبيه بإستنكار، لتوجه شادية نظرها إلى هاشم وهي تقول بجدية:

-" لأ صدقه يا هاشم والله خلاص هو حلفلي، هو عارف أساساً إنه لو عمل حاجة تاني أنا هقاطعه".

إبتسم مالك ليتحدث قائلاً بنبرة لينة:

-" متقلقيش يا شوش، أنا أخرج بس من هنا، وليكي عندي مش هتسمعي غير الأخبار الحلوة".

رفعت شادية رأسها لتدعي الله، لينظر هاشم إلى مالك وهو يبتسم له إبتسامة مُبهمة، لم يفهم مالك أهي ثقة به، أم عدم تصديق لكلماته.

كانت رزان تجلس بالغرفة ومن جانبها أفنان التي كانت تتحدث معها مُحاولة إخراجها من حالتها تلك، ليدق باب الغرفة، حتى قامت كلاً منهم بإرتداء حجابها، ليولج إليهم بلال الغرفة وهو يقول بنبرة هادئة:

-" رزان، بسام وزيد برة عايزين يدخلوا يتطمنوا عليكي".

أعتدلت أفنان لتنهض، وسط صمت رزان وهي تومىء له برأسها في هدوء، حتى خرجت أفنان وكذلك بلال، لتمر دقيقة، حتى ولج إليها الغرفة كلاً من زيد وبسام، ليقترب زيد يجلس بجانبها وهو يُعانق كتفها قائلاً بنبرة مرحة:

-" عاملة إيه دلوقتي نمتي كويس ولا لا، عارفك مش متعودة تنامي غير على سريرك أو سرير أفنان".

أومأت رزان برأسها وهي تقول بنبرة مبحوحة:

-" كويسة ".

أومأ لها زيد برأسه، ليرفع رأسه ينظر إلى بسام الذي كان يجلس على الفراش الآخر من أمامهم وهو ينظر إلى رزان، ليميل برأسه للأمام قليلاً وهو يتودد لها قائلاً بنبرة لينة:

-" رزان، بقيتي كويسة ولا لسة تعبانة؟".

نفت رزان برأسها لترفع رأسها تنظر له وهي تقول بنبرة هادئة:

-" أنا كويسة".

وجه بسام نظره نحو زيد، لينظر لها زيد وهو مازال يُعانق كتفها قائلاً بنبرة هادئة:

-" طيب إيه رأيك نخرج النهاردة أنا وأنتِ وأفنان وبسام، وبعد كدة نروح البيت نكمل سهرتنا سوا؟".

بكت رزان رغماً عنها عندما أنهى كلماته، ليعتدل بسام في جلسته بلهفة وهو ينظر إلى زيد الذي طالعها بقلق، ليتحدث بسام قائلاً بنبرة قلقة:

-" طيب أنتِ بتعيطي ليه دلوقتي، أحكيلنا.. ولو عايزة تتكلمي مع زيد أنا ممكن أخرج".

نكست رزان رأسها وهي تبكي، لتقول بنبرة محشرجة:

-" هما مش عايزني، وأنا مش عايزة أروحلهم".

نظر لها زيد ليقول بجدية:

-" إزاي مش عايزينك يا رزان؟ هو أنتِ ضيفة، دة أنتِ بنتهم، وبعدين أنا عايزك ومش هقعد في البيت دة من غيرك.. وكمان أنتِ بتقولي كدة علشان متضايقة منهم، لكن أنتِ مشوفتيش شكلهم وهما قلقانين عليكي إمبارح".

نفت رزان برأسها بعدم إقتناع من حديثه، ليتنهد زيد حتى تحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" طيب بسام عايز يتكلم معاكي في موضوع".

رفعت رزان رأسها تنظر له من وسط أعينها اللامعة، ليبتلع بسام ريقه وهو ينظر لها بنفس نظراته التي أظهرت قلقه منذ الأمس، حتى تحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" رزان، أنا أخدت رأي ولاد عمك وأخدت رأي زيد في الموضوع دة، بس رأيك أنتِ هيكون الأول والأخير، أنا عايز أكتب كتابي عليكي".

نظرت له رزان بدهشة، لتوجه نظرها إلى زيد وهي تطالعه بنفس معالم وجهها، لتعود بنظرها إلى بسام وهي تقول بنبرة يشوبها القليل من الحشرجة:

-" بس بابا مش هيوافق".

نظر كلاً من زيد وبسام إلى بعضهم البعض أثر ردة فعلها الغير متوقعة بالنسبة لهم، ليبتسم بسام بتلقائية حتى تحدث قائلاً بنبرة سريعة مُتلهفة:

-" متقلقيش من ناحية والدك خالص، الموضوع دة محلول، بس المهم أنتِ موافقة صح؟".

إبتلعت رزان ريقها، لتومىء برأسها بإضطراب، حتى إبتسم كلاً من زيد وبسام بإتساع، ليقترب بسام للأمام قليلاً بلهفة وهو يقول بنبرة هادئة أمتزجت بسعادته:

-" طيب في موضوع تاني حابب أخد رأيك فيه".

نظرت له رزان وهي تنتظر منه إستكمال حديثه، ليبلل بسام شفتيه وهو يُرتب حديثه، حتى عاد بنظره لها ليقول بنبرة هادئة:

-" إيه رأيك لو نعمل كتب كتاب كبير وإشهار ونتجوز، وبعد ما تخلصي إمتحانات أعملك فرح أو نسافر في أي مكان".

توسعت أعين رزان بصدمة، لتنظر إلى زيد وهي تتساءل بجدية:

-" يعني نتجوز بعد كتب الكتاب؟".

أومأ زيد برأسه ليقول بنبرة لينة:

-" أيوة يا رزان، مش كدة أحسن.. هتبقي أنتِ وبسام مع بعض وهتبقي بعدتي عن البيت، هيبقى ليكي بيت مستقل مع جوزك، وهتقدري تركزي في مذاكرتك بردوا وهتشوفي حياتك بشكل أحسن، وبسام هيكون معاكي وهيساعدك".

أومأ بسام برأسه مؤيداً حديثه ليقول بنبرة مُتلهفة:

-" أنا مش هخليكي تتعبي في حاجة يا رزان لحد ما تخلصي دراستك، وشغلك لو حابة تنزليه عادي أنزلي وتعالي ذاكري وروحي جامعتك ومفيش أي حاجة هتشغلك، يعني مش عايزك تشيلي هم مسؤولية ولا أي حاجة، أنا هكون معاكي وهساعدك".

نظرت له رزان قليلاً تفكر في حديثه، لتبتلع ريقها وهي تنفي برأسها عدة مرات قائلة بنبرة مبحوحة:

-" لأ، أنا مش عايزة أتجوز غير لما أخلص.. أنت متفق مع بابا على كدة".

أومأ لها بسام برأسه ليقول بنبرة هادئة مُحاولاً إقناعها بها:

-" أيوة يا رزان بس مش أنتِ مش عايزة تقعدي في البيت؟ يعني لو شايفة إن قعادك في بيت أهلك مش مريحك إحنا ممكن نتجوز دلوقتي وهتكوني في بيت لوحدك أهو تقدري تعملي كل إللي أنتِ عايزاه من غير ما حد يقولك حاجة، وتقدري تشوفيهم زيارات مثلاً هما يجولك أو أنتِ تروحيلهم، وزيد هيقدر يجيلك علطول وكمان بنات عمك، يعني الوضع مش هيختلف كتير أنتِ هتنتقلي من بيت لبيت".

نفت رزان برأسها عدة مرات رافضة حديثه وهي تقول بصوت مرتفع:

-" لأ.. أنا مش عايزة أتجوز دلوقتي أنت قولت كمان سنة يبقى كمان سنة أنا مش عايزة دلوقتي".

أغلق بسام جفنيه وهو يمسح على وجهه بهدوء، لينظر زيد إلى رزان وهو يقول بنبرة مُطمئنة:

-" خلاص يا رزان، خلاص.. المهم إنك موافقة على كتب الكتاب، دة المهم".

كان بسام ينظر لزيد وهو يتحدث، ليلوح زيد برأسه بعدم فائدة، حتى تنهد بسام ليومىء برأسه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" خلاص يا رزان، إللي تشوفيه.. أنا مش هضغط عليكي أكتر من كدة".

لم تنظر له رزان ولم تُجيب، ليتحدث زيد قائلاً بنبرة هادئة:

-" هتكتب الكتاب أمتى؟".

نظر بسام إلى رزان قليلاً، ليعود بنظره إلى زيد وهو يقول بنبرة هادئة:

-" في أسرع وقت طبعاً".

حاول زيد تلطيف الأجواء وهو يقول بنبرة مرحة:

-" يعني كدة هيكون في حدث قبل خطوبتي، ماشي ياعم.. مع إني كنت عايز أخد اللقطة".

إبتسم بسام ليقول بنبرة هادئة:

-" هتاخدها متقلقش، كدة كدة كتب الكتاب هيكون يأما عند المأذون يأما في البيت".

ليعود بنظره إلى رزان وهو يقول بنبرة حاول جعلها مرحة:

-" ولا عايزانا نعمله في مكان كبير زي البلوجرز إللي بتتابعيهم؟".

نظرت له رزان قليلاً، لتنفي برأسها وهي تقول بنبرة هادئة:

-" لأ، أنا هعمل الفرح كبير".

ضحك كلاً من زيد وبسام ليتحدث زيد قائلاً بنبرة ضاحكة:

-" محددة أهدافها من دلوقتي".

نظرت له رزان لتقول بجدية:

-" مش فرحي، أنا هعمله بقى زي ما أنا عايزة".

أومأ لها بسام برأسه وهو يقول بنبرة مرحة:

-" دة أنتِ تؤمري، لو عايزانا منجيبش زيد كمان هيحصل".

رفع زيد حاجبيه ليقول بجدية مُزيفة:

-" إيه يا عم بسام ما تهدي النفوس وتمشي الدنيا كدة".

ضحك بسام وهو ينظر له، ليوجه نظره من بعد ذلك إلى رزان التي أقتربت من زيد تتمسك به وهي تقول بنبرة مُغيظة:

-" لأ زيد هييجي وهيلبس بدلة شبه بتاعتك".

رفع بسام حاجبيه ليقول بنبرة ساخرة:

-" لا بجد والله؟ طيب أمشي أنا بقى مليش لازمة كدة".

نظر له زيد ليرفع حاجبيه وهو يقول بدرامية:

-" يا جدع عيب عليك يعني تصرف وتكلف وفي الآخر تمشي طيب حلل القرشين".

ضحك بسام كذلك زيد ورزان وهم يتحدثون بمرح، ليدق باب الغرفة، حتى ولج بلال الغرفة ليقول بنبرة مرحة:

-" الغدا جاهز، يا رب تكون الخدمة عندنا عجبتكم".

لوح له زيد برأسه ليقول بجدية مُزيفة:

-" لا مش قد كدة، المراتب دي مش مريحة".

نظر له بلال بشر، ليضحك زيد، حتى نهض بسام ليقول بنبرة هادئة:

-" طيب هستأذن أنا علشان ورايا شغل".

أنتبه له بلال ليقول بجدية:

-" تمشي فين يا عم أنت أقعد هتتغدى معانا، دي وئام لو عرفت إن في فرد ناقص هتوديله أكله لحد باب البيت".

ضحك بسام ليقول بنبرة حرجة:

-" كان نفسي بس فعلاً ورايا شغل وسايب المعرض لوحده".

ألتف ينظر إلى رزان التي تحدثت قائلة بنبرة هادئة يشوبها القليل من الخجل:

-" أقعد أتغدى معانا وبعدين روح المعرض، مش هنأخرك".

رسم زيد معالم مُتأثرة على وجهه وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" يا حنينة".

تحدث بلال قائلاً بنبرة مرحة وهو ينظر إلى بسام:

-" أهي رزان إللي بتقولك، مش هتكسر بخاطرها بقى".

إبتسم بسام وهو ينظر لها، ليومىء برأسه قليلاً، حتى نهض كلاً من زيد ورزان ليذهب الجميع للخارج، ليتحدث زيد قائلاً بجدية وهو ينظر لرزان:

-" حاسبي بس وإحنا قاعدين تاكلي دراعي بالغلط".

ضربته رزان بكتفه، ليضحك بسام على مظهرهم، حتى تنهد وهو يشعر بالرضا على ذلك الحل الذي وصل إليه معها.

أنهى رشاد محاضرته للتو، ليخرج من القاعة مُتوجهاً نحو مكتبه، حتى وجدها تقف أمام باب المكتب بإنتظاره، نظر لها رشاد وهو يقترب منها أثناء تفكيره بحديثه مع هاشم، لتبتسم سجدة وهي تنظر له قائلة بنبرة هادئة:

-" كويس إن حضرتك طلبتني، كنت عايزة أكلم حضرتك في حاجة مهمة".

توقف رشاد أمام باب المكتب ليقوم بفتحه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" أدخلي".

ولجت سجدة بهدوء، ليدخل من خلفها يتجه خلف مكتبه يقوم بوضع بعض الأشياء، حتى أنتهى ليلتفت مرة أخرى يجلس على المقعد من أمامها وهو يومىء برأسه قائلاً بنبرة هادئة:

-" حاجة إيه اللي عايزاني فيها".

أعتدلت سجدة في جلستها لتشبك كفيها وهي تُحمحم، حتى إبتسمت بإتساع لتقول بنبرة سعيدة:

-" العميد النهاردة كلمني وخلاني أشتغلت معاه في المكتب على كذا حاجة خارج التخصص بتاعي".

عقد رشاد حاجبيه ليقول بتعجُب وعدم فهم:

-" مش فاهم يعني إيه، إيه إللي مفرحك أوي كدة".

أشارت له سجدة بكلتا يديها عليه وعليها وهي تقوم بشرح الوضع بمرح أثناء قولها بنبرة أظهرت سعادتها:

-" يعني حضرتك قولتلي محسش بالفشل وأحاول إني أحسن من نفسي وأذاكر كويس ويبقى عندي ثقة في نفسي أكتر، وأنا عملت كدة.. وكان في مشكلة في السيستم ولأني واخدة كورس برمجة أونلاين حبيت يعني أسلي نفسي بيه، أحتاجوني النهاردة لما بشمهندس جمال مكنش موجود، ومن بعدها العميد قالي إني شاطرة جداً وعجبه إني متمكنة من كذا حاجة لأني أديته رأيي في كذا حاجة عامةً، وبجد أنا مبسوطة أوي".

كان رشاد يستمع إليها ببلاهة وهو يحاول إستيعاب سعادتها تلك على ذلك الشيء التافه من وجهة نظره، ولكنه تذكر طفوليتها وعشوائيتها بالحديث، ليبتسم وهو يرمش بأعينه مُتسائلاً بنبرة ساخرة حاول بها مضايقتها كما يفعل دائماً:

-" طيب وأنا مالي بكُل دة؟".

تلاشت إبتسامتها قليلاً بالبداية وهي تقول بجدية:

-" إزاي حضرتك مالك؟ أومال مين إللي نصحني كتير علشان أحسن من نفسي وقالي كلام يشجعني ويحفزني".

رفع رشاد حاجبيه وهو يقول بنبرة خبيثة من وسط إبتسامته:

-" وأنتِ كنتي بتسمعي كلامي يعني".

شعرت سجدة بالحرج من حديثه، لتشبك كفيها وهي تقول بنبرة مضطربة أظهرت خجلها:

-" أيوة طبعاً.. قصدي يعني إن حضرتك مثلي الأعلى وأنا بسمع كلام حضرتك من ساعة ما كنت بحضر لحضرتك محاضرات، يعني فعلاً كلامك بيفيدني من زمان".

إبتسم رشاد وهو ينظر لها بهدوء، لتتحدث سجدة قائلة بنبرة سعيدة تحولت على الفور:

-" أنا جاية أقول لحضرتك شكراً جداً لأن من غير كلام حضرتك مكنش دة هيحصل أو يعني العميد هيآمنلي ويعتبرني جزء مهم من الكلية مش مجرد معيدة وبس، لأن أنا فعلاً بحب دراستي أوي ونفسي أنجح فيها وفي حياتي، بجد شكراً جداً أنا ممنونة ليك جداً ومهما أتكلمت مش هوفي حضرتك حقك".

كان رشاد مازال يطالعها وهو يبتسم، ليعود بظهره للخلف يستند على المقعد بهدوء وهو يقول بنبرة تعمد جعلها هادئة طبيعية:

-" العفو، ولو تتجوزيني نبقى خالصين".

إبتسمت سجدة وهي تومىء رأسها بإمتنان، لتتلاشى إبتسامتها بعدما إستوعبت حديثه، لتنهض تبتعد عنه بصدمة، حتى نظر لها رشاد بتعجُب أثر مظهرها، لتتحدث سجدة قائلة بنبرة مُتقطعة غير مفهومة:

-" مين هما.. دول مين إللي.. أنا وحضرتك؟".

أومأ لها رشاد برأسه عدة مرات بتأكيد وثبات، لتضحك سجدة وهي تضع يدها على جبهتها، لتتحدث قائلة ببلاهة:

-" لا يا مستر مش قصدك أكيد".

ضحك رشاد رغماً عنه ليتحدث قائلاً بجدية:

-" مستر مين يا سجدة؟ وإيه اللي مش قصدي هو أنا بشتمك".

نظرت له سجدة قليلاً بشرود وهي تُحاول إدراك سماعها لإسمها منه بتلك الطريقة، لتلمع أعينها بالدموع رغماً عنها حتى بدأت بالبكاء، سُرعان ما نهض رشاد عندما لاحظ دموعها، ليتساءل قائلاً بنبرة قلقة:

-" في إيه يا سجدة".

وضعت سجدة يدها على وجهها وهي تبكي عندما إستمعت لها مرة أخرى، لترفع رأسها تنظر له بوجهٍ تملئه الدماء أثر بكاءها وأعصابها التي تلفت وهي تقول بنبرة محشرجة:

-" حضرتك أول مرة تقولي سجدة".

أمتعضت معالم رشاد قليلاً بعدم فهم من حديثها، لتبتلع سجدة ريقها وهي تقول ببلاهة وعدم وعي من وسط بكاءها:

-" يا أستاذ الله يباركلك متهزرش أنا والله ما بستحمل الحاجات دي، روح شوف أنت كان قصدك تقول لمين كدة".

رفع رشاد حاجبيه وهو يراها تلوح له بيدها أن يبتعد ويذهب، لتنبت إبتسامة تلقائية على وجهه وهو يقول بجدية:

-" أنا لا مستر ولا أستاذ أنا رشاد فوقي وركزي، والكلام دة بقوله ليكي مش لحد غيرك".

نظرت له سجدة قليلاً ببلاهة، لتلوح برأسها بعدم إستيعاب وهي تقول بنبرة محشرجة:

-" يعني إزاي".

مسح رشاد على وجهه بنفاد صبر، ليعود بنظره إليها وهو يقول بجدية وكأنه يُفكر بصوت مرتفع:

-" أنا قولتله مليش في الحوارات دي وهتعب وأنا أساساً خلقي ضيق".

نظرت له سجدة بعدم فهم وخوف وهي تبتعد قليلاً أثر مظهره الغاضب من وجهة نظرها، ليُشير لها رشاد على المقعد وهو يقول بنبرة هادئة للغاية:

-" أقعدي علشان نعرف نتكلم".

حتى عاد بنظره إليها ليتحدث قائلاً بنبرة مُحذرة:

-" بالعقل".

إبتعدت سجدة مرة أخرى ببلاهة أثر نبرته، لتومىء له برأسها عدة مرات، حتى أقتربت لتجلس على المقعد وهو يجلس من أمامها، ليتنهد رشاد بعمق، حتى رفع رأسه لينظر لها وهو يقول بنبرة رزينة:

-" بصي يا سجدة علشان نكون على نور مع بعض، أنا عندي ٣٣ سنة، يعني طبيعي أكون شوفت على مدار السنين دي كلها نوعيات مختلفة من البنات وتفكيرها، لكن بردوا محستش إني.. زي ما بيقولوا يعني مشدود لحد أو مُعجب بتفكير حد، يمكن لأن مكنش في بالي المواضيع دي، ويمكن لأني فعلاً مكنتش لاقي واحدة مناسبة ليا".

أومأت له سجدة برأسها ببلاهة وهي تنتظر إستكمال حديثه، ليسترسل رشاد حديثه قائلاً بنبرة هادئة، ولكنها أظهرت مشاعره المدفونة:

-" بس يعني لما بدأت أتعامل معاكي لقيت فيكي حاجات.. يعني شدتني ليكي، تفكيرك مثلاً، وطموحك زي ما حكيتيلي من شوية، كذا حاجة خليتني أعجبت بشخصيتك، غير كل دة.. أنا معرفش إيه اللي خلاني أسأل نفسي وأقول لو الحاجات دي مش موجودة فيها، كنت بردوا هتحس إنك عايزها؟ والغريبة إن الإجابة كانت أه.. فكرت فيها شوية وفكرت ف إنك متكونيش بالشكل اللي أنتِ عليه دلوقتي، بس لقيت إني بردوا ميال ليكي بأي شكل كنتي عليه".

كانت سجدة تستمع إلى حديثه بفاهٍ مفتوح قليلاً أثر صدمتها وعدم تصديقها لما يقوله، ليسترسل رشاد حديثه غير مُلاحظاً لنظراتها له وهو يقول بجدية:

-" وعلشان نكون واضحين متتوقعيش مني أقولك كلام.. كلام حلو يعني والحاجات دي، أنا إللي في قلبي على لساني هحس إني عايز أقولك حاجة هقولها من غير تذويق، متقلقيش هبقى واخد بالي إني مكونش دبش أو غشيم.. أعتقد أنتِ فاهماني صح؟".

أومأت له سجدة برأسها بتيه وبلاهة وهي تُحاول إدراك تلك الكلمات الخارجة من فمه لها خصيصاً، تسأل نفسها في تلك اللحظة، هل تلك الكلمات حقيقية وتخرج من فمه لها هي؟ أم أنها الكاميرا الخفية كما تقول، لتلوح برأسها في أرجاء الغرفة تبحث عنها، حتى أستوعب رشاد كلماته التي ألقاها دون أخذه لرأيها بباديء الأمر، ليُخرجها مما هي به وهو يُحمحم حتى تحدث قائلاً بجدية:

-" أنا مأخدتش رأيك صح.. ها، شايفة إيه".

لوحت سجدة برأسها وهي تتساءل بنبرة تائهة:

-" أنا مش شايفة حاجة خالص".

لوح لها رشاد برأسه بعدم فهم، لتعتدل سجدة في جلستها، حتى حمحمت لتقول بجدية مُزيفة:

-" أيوة يعني.. حضرتك دلوقتي إيه اللي خلاك تفكر فيا".

أمتعضت معالم وجه رشاد وهو يتساءل بعدم فهم:

-" أنتِ بتقولي إيه؟".

شعرت سجدة بالإضطراب والحرج وهي تحاول ترتيب كلماتها، لتتحدث قائلة بنبرة مُرتبكة:

-" قصدي يعني.. إشمعنى أنا".

لوح رشاد برأسه بعدم فهم منها، ليعود بنظره إليها مرة أخرى وهو يقول بجدية:

-" اومال أنا كنت برغي ف إيه من شوية؟".

نظرت سجدة إلى أصابعها، لترفع رأسها تنظر له وهي تقول بنبرة مضطربة:

-" يعني.. حضرتك دلوقتي عايز تتقدملي مش كدة".

أستند رشاد على مقعده براحة وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" على حسب لو لقيتك بتلسعي كدة كتير ممكن أغير رأيي".

نهضت سجدة على الفور وسط نظراته وهو ينتظر ما سوف تفعله بعدما توقع منها أي شيء، لتتحدث سجدة قائلة بجدية مُزيفة:

-" أديني فرصتي أفكر".

لوح لها رشاد بيده ورأسه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" حقك، وأكون أنا كمان عيدت تفكير".

أومأت له برأسها في ثبات مُزيف أثر عدم مقدرتها على الوقوف أمامه أكثر من ذلك وهي تشعر برغبتها بالصراخ بصوت مرتفع أثر سعادتها مما إستمعت إليه، لينهض رشاد يقترب ليقف أمامها وهو يقول بجدية لا تقبل مزاح:

-" وعلشان تعرفي تفكري صح وتاخدي وقتك، ف أنا عايز أقول إني مش بحبك يا سجدة.. أنا معجب بيكي ومش عايز أعمل حاجة حرام، عايز الحب دة لو حصل نصيب ييجي ما بيني وما بينك، بس في نفس الوقت قدام كل الناس وإحنا مبنعملش حاجة غلط، وإحنا لو هنتكلم بعقلانية ف إحنا مش بندور على الحب، إحنا بنتكلم عن بيت هيكونوه زوج وزوجة كويسين لبعضهم ولعيالهم، والحب دة أعتقد هييجي بالعشرة، المهم إنك تكوني قابلاني ونفس الإحساس كذلك من ناحيتي".

كانت سجدة تستمع إلى حديثه وهي تشعر بعدم الفهم قليلاً، لتومىء له برأسها رغم أي شيء، حتى تحدثت قائلة بنبرة خافتة:

-" عن إذنك، وإن شاء الله لو في نصيب هخلي حضرتك تكلم بابا".

أومأ لها رشاد برأسه، لتبتسم له سجدة حتى ذهبت من أمامه، سُرعان ما خرجت لتُسير في طريقها إلى خارج المكان بأكمله وسط إبتسامتها البلهاء وهي تشعر بالسعادة تفوق الحدود، وكأنها لا تساع ذلك المكان بأكمله، لتُفكر بحديثه الأخير لها، ولكنها لم تأخذ وقت طويل بالتفكير بالتأكيد، بالنسبة لها جميع كلماته ما هي إلا وقع كلمات حُب على قلبها المُحب له مُنذ أعوام، لتتنهد بعمق وهي تبتسم أثناء وعدها لنفسها بداخلها بأنها ستجعله يحبُها مثلما تحبه هي وأن لا تجعل مشاعره نحوها مجرد قبول فقط، بل ستُحارب لجعلها شيء أقوى من ذلك بكثير.

بالمساء، صعد هاشم إلى شقته حتى يقوم بتبديل ملابسه، حتى ولج إلى غرفة نومه، ليجد كريمة تقف أمام المرآة بعدما إرتدت ملابسها، وتركت لشعرها البرونزي حريته، كما قامت بوضع أحمر شفاه، ليليق كثيراً على مظهرها وبشرتها البيضاء، نظر لها هاشم قليلاً بدهشة، لتقترب منه كريمة وهي تبتسم قائلة بنبرة ناعمة:

-" إيه رأيك".

كان هاشم مازال ينظر لها، ليرمش بأعينه وهو يتساءل بنبرة هادئة:

-" ودة بمناسبة إيه".

أقتربت منه كريمة لتُصبح أمامه وهي تقول بدلال:

-" حساك زعلان مني بقالك كام يوم ومش بتقولي ليه".

إبتسم هاشم ليتحدث قائلاً بنبرة ساخرة بعدما تعمد النظر بأعينها:

-" وبالطريقة دي هقولك ليه؟".

حاولت كريمة التحكم بأعصابها أثر كلماته اللاذعة التي أصبحت تلازمه دوماً بطريقته معها، لتقترب بجراءة تحاوط رقبته بيديها وهي تقول بنبرة ناعمة:

-" مش لازم تقولي يا هشومي، المهم إنك متكونش زعلان مني".

نفى هاشم برأسه وهو يقول بنبرة هادئة من وسط إبتسامته بعدما حاول الثبات أمام مظهرها:

-" مش زعلان".

إبتسمت كريمة بإتساع وهي تطالعه، ليرفع هاشم ذراعيه يمسك بكفيها وهو يقوم بفك حصار رقبته من بينهم، لينظر لها وهو مازال يبتسم قائلاً بنبرة هادئة:

-" هدخل أغير هدومي علشان نازل تاني".

نظرت له كريمة بصدمة، لتتحدث قائلة بجدية:

-" هتنزل تاني!".

أومأ هاشم برأسه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" عايزني تحت علشان هنتكلم مع عمي".

صكت كريمة على أسنانها بغضب، لتحاول التحكم بأعصابها وهي تغلق جفنيها، لتبتسم بإضطراب وهي تقول بنبرة حاولت جعلها ناعمة:

-" ماشي يا هشومي، بس متتأخرش".

كان هاشم يقوم بإخراج ملابس له من الخزانة، ليقوم بأخذهم حتى وجه نظره لها وهو يبتسم، ليخرج من أمامها من بعد ذلك، حتى نظرت كريمة في أثره بغضب وهي تجز على أسنانها.

بالأسفل، كان الجميع يجلس بمنزل عابد، وبالرغم من كِبر عددهم، إلا أنه قد حل الصمت على الجميع وهم يوجهون نظرهم إلى بعضهم البعض بإنتظار الرد، ليتحدث عابد قائلاً بجدية وهو ينظر إلى عُمران:

-" ها يا عُمران، إحنا كلنا موافقين وبنتك كمان موافقة".

لترفع رزان رأسها بإرتباك تطالع كلاً من سامية وعمران الذان كانا يجلسان بجانب بعضهم البعض بصمت، ليوجه بسام نظره نحو رزان، حتى عاد بنظره إلى عمران، سُرعان ما تحدث هاشم قائلاً بنبرة هادئة يشوبها الجمود بعدما رأى صمت كلاهم:

-" أظن دة أنسب حل، ومش محتاج كل التفكير دة".

نظر له عابد بحذر، ليتنهد هاشم بعمق، حتى كسر ذلك الصمت عمران الذي تحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" توكلوا على الله".

أومأ بسام برأسه بعدما أعتدل في جلسته، كذلك الجميع الذين شعروا بالراحة والسعادة، ليتحدث بسام قائلاً بجدية:

-" إن شاء الله بكرة نروح للمأذون ونكتب الكتاب".

نظرت له شادية بدهشة لتقول بنبرة مُتعجبة:

-" إزاي يابني، مش المفروض يكون في وقت شوية رزان تلحق تشوف هتعمل إيه وهتلبس إيه، والبنات كمان يلحقوا يجهزوا نفسهم".

حمحم زيد ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة وهو ينظر لها:

-" لا ما أنتِ فاهمة غلط يا مرات عمي، إحنا مش هنعمل حاجة على الواسع يعني هما هيكتبوا الكتاب عند المأذون في المكتب عادي من غير أي دوشة".

توسعت أعين شادية بدهشة لتوجه نظرها إلى عابد وهي تلوح برأسها له، ليتحدث رشاد قائلاً بنبرة ساخرة وهو ينظر إلى شادية:

-" خلاص يا أمي دة أبوها وأمها مش شايلين هم الموضوع كدة، بلاش أنتِ تشغلي بالك".

نظرت له شادية بتهكُم لتنظر إلى سامية بنفس النظرات، لتبتلع رزان ريقها وهي تستجمع قوتها لكي تتحدث، حتى خانتها دموعها لتخرج نبرتها محشرجة مُرتعشة أثناء قولها:

-" أنا مش عايزة حاجة كبيرة أصلاً يعني كدة كويس أنا موافقة، حتى بسام قالي إنه ممكن يعمل كتب كتاب كبير بس أنا مش عايزة يا أبلة شادية".

كانت رزان تتحدث وهي تبكي، وكأنها تحاول إطالة حديثها لتحظى بالقليل من كلمات والدتها الحنونة التي تخبرها بها برغبتها لرؤية إبنتها كباقي الفتيات بتلك الليلة، ولكنها لم تحصل سوى على الصمت الذي تلقته من إثنانتهم وهم ينظرون إليها بنظرات مُتهكمة، ليقترب زيد يجلس على يد المقعد من جانبها وهو يقول بنبرة مرحة:

-" وحتى لو، بكرة يكون عندك أجمل فستان تحضري بيه".

تحدث بسام في ذلك الحين قائلاً بجدية وهو ينظر إلى زيد من وسط إبتسامته:

-" أكيد لأ.. دة واجبي، سيبلي أنا الطلعة دي، أنا بقيت عارف ذوق رزان وعارف هي بتحب إيه".

ضيق زيد جفنيه بغيظ، لتتحدث أفنان قائلة بنبرة مرحة:

-" وأنا بقى إللي هصوركم، أنا بصور حلو أوي على فكرة، أعتبروني الفوتوغرافر بتاعتكم".

ضحك بسام وزيد، لتتحدث أحلام قائلة بنبرة هادئة وهي تبتسم أثناء جلوسها بجانب شادية:

-" وأنا هحطلها ميكاب وأطلعها قمر أكتر ما هي قمر أصلاً".

كانت رزان تستمع إليهم بشرود، لينكس بسام رأسه وهو يغلق جفنيه أثر شعوره بالضيق والحُزن، لينهض عُمران يذهب من أمامهم، حتى تنهد عابد لينظر إلى كلاً من هاشم ورشاد ليلوح لهم برأسه، ليذهبوا معه من بعد ذلك، أقتربت أفنان لتجلس بجانب وئام وهي تقول بنبرة مرحة:

-" وطبعاً وئام صاحبتنا وحبيبتنا ومرات أخويا الغالي هتعملنا أحلى كيكة وبسبوسة من إيديها الحلوين دول".

شعرت وئام بالسعادة لتتحدث قائلة بنبرة سعيدة:

-" زي إللي أكلناهم قبل ما نيجي؟".

أومأت لها أفنان برأسها عدة مرات، حتى تحدثت قائلة بنبرة مرحة:

-" وأحلى كمان، عايزين نروق على روزة ونعملها الحاجات إللي بتحبها".

إبتسمت وئام بسعادة لتومىء برأسها وهي تقول بنبرة مُتلهفة:

-" خلاص أنا هعمل النهاردة، هعمل الحاجات اللي رزان بتحبها".

تحدث بسام قائلاً بنبرة مُحبة وهو ينظر إلى رزان:

-" بس أتوصوا بالكريمة".

وجهت رزان نظرها إليه، ليبادلها النظرات بأخرى حاول طمئنتها بها، ليتحدث بلال قائلاً بنبرة ساخرة وهو ينظر إلى أفنان:

-" مش عايزة شوكوبن لأمك بالمرة؟".

شهقت أفنان بتصنع، لتوجه نظرها نحو شادية لتقول بدهشة مُزيفة:

-" إيه دة إيه الألفاظ إللي إبنك بيقولها دي يا شوش؟".

كانت شادية تضع يدها على رأسها لتتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" معلش يا قلب أمك معرفتش أربي".

أومأت أفنان برأسها، ليُحمحم زيد وهو يقول بنبرة مرحة:

-" طيب إحنا مش هنفضل قاعدين في وش بعض كدة كتير، يعني بلال ياخد مراته ويروح، وأنا أخد أفنان ون...".

تحدث بلال في تلك اللحظة قائلاً بنبرة خبيثة:

-" أنت أول مرة تكون جدع وتقول حاجة صح، أنا هقوم أمشي فعلاً، بس هبعتلك رشاد وأنا خارج".

تلاشت إبتسامة زيد وهو ينظر له، ليتحدث بسام قائلاً بنبرة مرحة:

-" خلاص خلي قلبك أبيض، متقلقش إحنا هنخلي بالنا منهم".

وجه بلال نظره نحو زيد الذي رمقه بغيظ هو وبسام، لينظر إلى شادية وهو يقول بنبرة حانقة مُزيفة:

-" هما عيالك كلهم هيفضلوا واقفنلي زي اللقمة في الزور كدة؟".

كانت شادية تنظر إلى سامية الصامتة من أمامهم بغيظ وغضب، ليُلاحظ زيد نظراتها، حتى تنهد بعمق وهو يشعر بعدم الفائدة من تلطيف الأجواء، لينهض بسام قائلاً بنبرة هادئة:

-" طيب أنا هستأذن".

نظر الجميع له من بينهم رزان التي طالعته بهدوء، لتتحدث شادية قائلة بجدية:

-" ما تخليك يابني قاعد معانا شوية".

تحدث بسام قائلاً بنبرة هادئة وهو يبتسم:

-" بكرة إن شاء الله نقضي مع بعض وقت أطول".

لينظر بسام إلى رزان قائلاً بنبرة هادئة:

-" تعالي يا رزان عايزك، دة بعد إذن أستاذ زيد طبعاً".

ضيق زيد جفنيه ليقول بجدية مُزيفة:

-" رغم إنك كنت لسة هتبيعني من شوية، بس ماشي، المهم خليك قدام عينيا علشان أقدر أشوفك وأمتع نظري بيك كويس".

ضحك بسام ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" أهي كلها كام ساعة وأقدر أخدها وقت ما أحب".

إبتسم له زيد ببرود، لتنهض رزان حتى قام بسام بتوديع الجميع من أمامه، ليبتعد عنهم قليلاً وهي من جانبه، حتى توقف أمامها ليتنهد وهو يقول بنبرة هادئة:

-" بكرة الصبح هبعتلك الفستان".

إبتلعت رزان ريقها لتقول بنبرة مبحوحة:

-" ملهاش لازمة يا بسام فعلاً، أنا كنت هلبس أي حاجة من عندي".

إسترسل بسام حديثه غير مُبالياً بكلماتها وهو يقول بنبرة مُحبة:

-" أنا متحمس من دلوقتي أشوف شكلك بيه، ومتحمس كمان أعرف رأيك فيه، أتمنى يعني إنه يعجبك".

تعجبت رزان من حديثه، لتومىء له برأسها في هدوء، حتى تحدث قائلاً مرة أخرى بنبرة مُحذرة:

-" وأوعي تقفلي تليفونك، خليه مفتوح وصوته عالي علشان لما أتصل بيكي تردي علطول".

إبتسمت رزان قليلاً لتومىء له برأسها، ليبتسم بسام وهو يقول بنبرة لينة:

-" كدة أمشي وأنا متطمن، بالذات إنك هتقعدي هنا صح؟".

أومأت رزان برأسها على الفور لتقول بنبرة صارمة:

-" أيوة عمو عابد متفق معايا وابلة شادية"

أومأ لها بسام برأسه بتفهم، ليتنهد حتى تحدث قائلاً بنبرة أظهرت ضيقه:

-" كان نفسي أتكلم معاكي أكتر من كدة يا رزان، كان في كلام كتير أوي محضره نفسي أقوله، بس إن شاء الله بعد كتب الكتاب يكون لينا فرصة نتكلم أكتر من كدة، المهم دلوقتي تخلي بالك من نفسك".

نظرت له رزان بنظراتها الهادئة ولمعة أعينها، لتومىء برأسها حتى تحدثت بنبرة مبحوحة:

-" وأنت كمان".

إبتسم لها بسام، ليذهب من أمامها بعدما قام بتوديعها، حتى نظرت في أثره بهدوء، لتعود إليهم مرة أخرى.

كانت سجدة تجلس أمام كلاً من والدها ووالدتها الذان كانا ينظران إليها بتعجُب، لتضع سجدة يديها على فمها وهي تنظر إلى كلاً منهم بإبتسامة بلهاء، حتى تحدثت والدتها قائلة بنبرة أظهرت نفاد صبرها:

-" ما تخلصي يا سجدة قولي في إيه أنتِ جايبانا تتفرجي علينا يا بنتي".

تحدثت سجدة قائلة بنبرة سريعة بعدما أعتدلت:

-" خلاص يا ماما هقول أهو".

لتبتلع ريقها وهي تنظر لهم مُبتسمة، حتى تحدثت قائلة بنبرة سعيدة رغماً عنها:

-" أنا الدكتور بتاعي متقدملي".

نظر والد سجدة إلى والدتها، ليرمش بأعينه عدة مرات وهو يتساءل بنبرة هادئة:

-" دكتور مين يا سجدة".

أعتدلت سجدة في جلستها لتنظر له وهي تقول بنبرة هادئة مُحاولة به أن تذكره:

-" الدكتور بتاعي في الكلية يا بابا، دكتور رشاد إللي أنا وريتلك صورته في حفلة التخرج".

أومأ لها والدها برأسه عدة مرات، لتتحدث والدتها وهي تبتسم قائلة بنبرة مُحمسة:

-" يعني هو عايز يتقدملك؟".

أومأت سجدة برأسها عدة مرات بسعادة، لتوزع نظراتها بين كلاً منهم وهي تقول بنبرة سعيدة:

-" هو قالي أكلم بابا وأفكر، ولو بابا موافق هديله رقمك علشان يكلمك".

نظر لها والدها ليتساءل بجدية:

-" وأنتِ لحقتي تفكري يا سجدة؟".

تلاشت إبتسامة سجدة ببطء وهي تنظر له، لتنظر إلى والدتها التي طمئنتها بأعينها، حتى عادت سجدة بنظرها إلى والدها وهي تقول بنبرة هادئة:

-" أيوة يا بابا.. هو بجد كويس جداً ومحترم ومن عيلة محترمة، وحالته المادية كويسة ومستواه الإجتماعي كمان، وهو أساساً يعني كويس معايا من ناحية الشغل والمعاملة".

لوح والدها برأسه، ليتحدث قائلاً بنبرة مُفكرة:

-" طيب وأنا إيه إللي يضمنلي نيته يا بنتي، يعني لو هو بيفكر في حاجة زي دي من بدري مش المفروض كان يتكلم علطول؟".

نظرت له زوجته لتقول بجدية:

-" وهو إحنا هنعرف منين يا نبيل مش يمكن يكون الراجل حس إنه عايز يتقدملها قال يتقدم، الله أعلم بنيته".

نظر لها زوجها مُفكراً بحديثها، ليعود بنظره إلى سجدة التي تحدثت قائلة بنبرة حاولت جعلها مُقنعة أثر رزانتها بالحديث بعدما لاحظت توتر الأجواء:

-" على فكرة يا بابا هو محاولش إنه يتعدى حدوده معايا قبل كدة بالعكس هو محترم جداً وعمره ما أتكلم معايا في أي حاجة غير الشغل ومجال الكلية بس، وهو لو مش كويس أنا مكنتش تناقشت مع حضرتك كدة، وأنا مش بدافع عنه أنا فعلاً بقول إللي بشوفه بعيني".

تحدث والدها قائلاً بجدية يشوبها اللين:

-" وأنا مقولتش إنك بتدافعي عنه يا سجدة أنا فاهم قصدك".

إبتسمت له سجدة وهي تومىء برأسها، ليتنهد والدها، حتى عاد بنظره إليها ليتساءل بنبرة هادئة:

-" طيب بما إنك عارفاه بقى، أحكي عنه شوية قبل ما أسأل عليه".

إبتسمت سجدة بإتساع، لتعتدل في جلستها بلهفة تقول بنبرة مُتلهفة:

-" هو إسمه رشاد وساكن في وسط البلد ومن عيلة معروفة هناك عندهم يعني إسمها عيلة نجم، ووالده عابد نجم دة عنده معرض أجهزة كهربائية".

تحدثت والدتها قائلة بنبرة حزينة:

-" طيب مش تقولي من بدري يا بنتي مكناش روحنا جيبنا أجهزتك من برة".

تنهدت سجدة بعمق لتقول بنبرة أظهرت نفاد صبرها:

-" وهو دة اللي لفت نظرك يا ماما".

لوحت لها والدتها بيدها بضيق، لتعود سجدة بنظرها إلى والدها بعدما إبتسمت ببلاهة مرة أخرى وهي تقول بنفس نبرتها التي أظهرت حماسها وسعادتها:

-" وهو دكتور في الكلية حضرتك عارفها دي، وكمان هو أصلاً مشهور أوي يا بابا في المجال يعني وفي كمان دكاترة كتير أوي صحاب صيدليات معروفة بيحتاجوه معاهم في شغل، وأه عنده ٣٣سنة".

سعلت والدتها بقوة بعدما أخرجت رشفة الشاي مرة أخرى من فمها، لتنظر لها سجدة بتعجُب، حتى بادلتها والدتها النظرات بأخرى مُحذرة وهي توزع نظراتها بينها وبين والدها، لتعود سجدة بنظرها إلى والدها الذي تحدث قائلاً بنبرة أظهرت دهشته:

-" ٣٣ سنة وماشاء الله شاب كويس كدة ومتجوزش لحد دلوقتي!".

شعرت سجدة بالتوتر، لتوجه نظرها نحو والدتها التي كانت تطالعها بنظرات غاضبة أثر غباءها، لتبتلع سجدة ريقها وهي تقول بنبرة مضطربة:

-" هو نصيب يا بابا".

أومأ لها والدها برأسه بعدما أعتدل في جلسته ليقول بنبرة مُتعجبة:

-" يا بنتي هو نصيب فعلاً، بس مش شايفة إنه كبير عليكي شوية؟".

حاولت سجدة التحكم بدموعها، لتنظر له وهي تقول بنبرة حاولت جعلها هادئة:

-" بس الفرق مش كبير يا بابا، هو أكبر مني بعشر سنين بس".

ضحك والدها بسخرية منها، لتنظر له والدتها وهي تقول بنبرة حانقة:

-" في إيه يا نبيل ما أنت أكبر مني ب ١٢ سنة والدنيا بتمشي والمركب بتسير، وبعدين باين عليه شاب كويس ومن عيلة كويسة وهيشيل بنتك في عيونه يبقى إيه المشكلة بقى".

أومأت سجدة برأسها عدة مرات مؤيدة حديث والدتها، عاد والد سجدة بنظره إليها مرة أخرى، ليُضيق جفنيه وهو يقول بنبرة خبيثة:

-" شايفك ساكتة يعني ومش معترضة على أي حاجة ومتحمسة".

نظرت له سجدة بتوتر، لتبتلع ريقها وهي تقول بنبرة مضطربة:

-" علشان.. علشان هو كويس فعلاً يا بابا، وكمان أنت لما تقعد معاه هتحبه".

رفع والدها حاجبيه أثر كلمتها تلك، لتُحيد سجدة بنظرها عنه، ليتنهد حتى تحدث بنبرة لينة:

-" ماشي يا ست سجدة، أديله رقمي وأنا هسأل عليه".

توسعت أعين سجدة بسعادة، حتى كادت أن تقوم بإطلاق زغرودة، ولكنها أستوعبت الوضع لتضع يدها على فمها تكممه، حتى أزالت يدها لتنظر لهم، سُرعان ما ذهبت من أمامهم ببلاهة، لينظر والدها في أثرها وهو يضحك، حتى عاد بنظره إلى زوجته ليقول بنبرة ساخرة:

-" البت سألتها عليه جابتلي تاريخ عيلته كلها".

لوحت له زوجته بيدها وهي تقول بنبرة مرحة:

-" وفيها إيه أهي وفرت عليك كترة الأسئلة".

ضحك والدها وهو يلوح برأسه بيأس، ليتنهد وهو يقول بنبرة لينة:

-" ربنا يكتبلها اللي فيه الخير".


______________________________

إهداء اليوم لمحبوبة أحب الأشخاص لقلبي "أمنية أحمد" ♥️

#يُتبع.
#الفصل_التاسع_والعشرين.
#ميرونزا.

Continue Reading

You'll Also Like

192K 4.4K 67
imagines as taylor swift as your mom and travis kelce as your dad
13.3K 919 27
Uni+zgi ငါက တခြားသူတွေအတွက်ဆို နတ်ဆိုးတစ်ကောင်ဖြစ်ချင်ဖြစ်မယ် မင်းအတွက် ဆို ငါကဖြူစင်ရိုးသာချင်ယုံလေးပါ ငါတကယ်ချစ်ခဲ့တာ မင်းသိစရာမှမလိုခဲ့တာ ...
1.2M 56.8K 83
"The only person that can change Mr. Oberois is their wives Mrs. Oberois". Oberois are very rich and famous, their business is well known, The Oberoi...