في المساء
وقفت ليلي علي الطاولة تقفز منها للسرير ومنهم للارض عدة مرات في محاولة لقتل طفلها داخل احشائها ولكن دون جدوي ...اخذت تتنفس بسرعة من المجهود ووضعت يدها علي بطنها وقالت :- ايه غاوي تعذبني انت كمان زيهم ...مش عاوزاك هتيجي تزيد عذابي وتفكرني ياللي اني فيه ...موت موت بقي وريحني ...
دخل زوجها للغرفة فقال:- ايه اتجننتي بتكلمي حالك
نظرت له باشمئزاز ثم قالت :- لا لسه ...تركته وغادرت الغرفة فلم تعد تطيق رائحته .....ولا تطيق حياتها تلك
في غرفة عهد
جلسو سويا في الشرفة ينظران للحقول الشاسعة التي يكسوها الظلام وصوت عواء بعيد مع الهواء البارد يتناولون الشاي فقالت عهد :- هي الارض دي كلها بتاعتكم
ابتسم علي :- بقيتي تهتمي بالارض
عهد :- لا فضول مش أكتر
علي :- أيوة .... وباقي الاراضي اللي حوالينا وفي اراضي نواحي البلد الشرقية وناحية الجنوب
اومأت ونظرت بعيدا فقال:- الارض دي كلها ليكي فيها ميراث ابوكي وأنا
التفتت له ثم قالت :- مش عاوزة حاجة .... انا عاوزة .....قطمت حديثها قبل ان تنطقه
نظر لها وقال بسخرية :- عاوزة تمشي وترجعي لخالك ولا إيه ؟؟
نظرت له فقال :- مش ده اللي كنتي بتقوليه اول ما جيتي هنا ....بس خلاص كل حاجة اتغيرت ...القصر هنا بقي بيتك والارض دي ارضك والناس أهلك وبقيتي منهم خلاص لحد ما تموتي وسطيهم بعد عمر طويل ....
اومأت رغما عنها ولم يشعر بغصة قلبها فقال وهو يمرر يده علي وجهها :- لما قولتلك اني حبيتك امبارح كنت قاصدها ..ده اللي بقيت حاسه ناحيتك انتي مراتي اللي لا يمكن أسيبها ابدا ....عارف ان كل اللي حصلك كان صعب غدر خالك والعيشة هنا في مكان متعودتيش عليه بس الوقت بيطيب كل الجراح المهم تستعدي انك تنسي وتعيشي حياتك الجديدة
اومأت مرة أخري رغما عنها فقال :- شاطرة ...من اول ما شوفتك وانا عارف انك ذكية ....
جذبها لحضنه فاستندت عليه وهي تشعر بذراعه يحاوطها كانه اغلي شئ امتلكه وفي داخل٨ا مشاعر مبعثرة اكثر ما فيها انها تريد الهروب .....
في غرفة منال
ظلت في غرفتها تمشط شعرها بعد ان انهت استحمامها ووضعت زينتها مرة اخري وهي تتوعد لهم ...في اول ليلة يبيتها هنا يقضيها في غرفة تلك الحية ، لن تعطيهم الفرصة ليقهروها ولن تصبح مجرد امرأة في حياة علي يلقيها وقتماوشاء ..هي سيدة هذا القصر رغما عنهم وستحافظ علي مكانتها وتلقنهم درسا لن ينسوه
في الصباح
جلست نجوي وجليلة فقالت نجوي :- هما العرسان بيعيدو صباحيتهم ولا ايه محدش شافهم
جليلة :- سيبيهم في حالهم ومتخافيش علي نزل من بدري
نجوي :- والسنيورة مستنية اللي يخدمها
جليلة :- مجتش من لقمتها اللي هتعملك مشكلة
نظرت لها نجوي بامتعاض فنزلت منال وقالت :- صباح الخير
جليلة صباح الفل
منال :- انا هودي الشاي ده لجدي وشوفو عاوزين نطبخ ايه يا أمى
ذهبت للمندرة واعطت الشاي لسلمان الذي قال :- عفارم عليكي يا بنتي جه في وقته الواحد دماغه واجعه
منال :- سلامتك يا جدي يا تاج راسنا شالله اللي يكرهك ....شرب من الكوب فقالت :- جدي عاوزة اطلب منك طلب محدش غيرك هيساعدني
سلمان :- قولي يا بنتي
منال :- انت عارف يا جدي محدش غيرك يقدر يكلم علي ....علي يا جدي يعتبر هاجرني من ساعة ما اتجوز بنت عمي كمال وهو لابد في اوضتها حتي قي سفره خدها معاه وامبارح رجع وبات معها وانا يا جدي ....انا ولا كأني هنا ولا كأني مرته ام عياله ..ده حتي بناته مبقاش بيشوفهم
تنهد سلمان فتابعت ؛- وبعدين يا جدي مش هي مراته زيها زيي ليه اني اللي أخدم في الدار وهي تقعد في اوضتها هانم وأكلها وشربها يوصلها لحد عندها وانا يعني خدامتها ....انا ساكتة بس عشان مكبراك يا جدي بس خلاص من حقي انا كمان اقعد في اوضتي وأربي عيالي انا غلطانه في كلامي يا جدي
سلمان :- لا ...لا يابنتي عندك حق ....انا هتكلم معاه متقلقيش
منال :- ربنا يديمك علي راسنا يا جدي ...قامت وهي تتشفي في علي والحية الصفراء علي ما ينتظرهم
في الديوان
جلس علي مع عمه جابر يناقشون امور العمل في غيابه فرن هاتفه فقال :- ايوة يا راضي ....تمام جايلك بالليل
اغلق الهاتف فقال جابر :- انت لسه بتعرف راضي ده
علي "- ايوة
جابر :- الواد ده ديله نجس
علي :- راضي !!! .....لا يا عمي في انجس منه متخافش ....
تنهد جابر بضيق من ابن اخيه ولكنه غير الموضوع وعاد يتحدث عن العمل
في القصر
عاد هلي وصعد لغرفته فوجد عهد في الشرفة فقال :- ايه رايك نخرج
عهد :- فين ...
علي :- نروح لعاليا
اومات عهد فقالت :- طب يلا البسي .....
في منزل عاليا
فتحت الباب فصدمت حين راتهم ثم قالت بفرحة يا ألف اهلا وسهلا شرفتونا ....احتضمت عهد بقوة وقالت اتفضلو الف حمد الله علي السلامة
عهد :- الله يسلمك
جلست معها وخرج عمر وقال :- اهلا ...كيفك يا خالي ....كيفك يا مرات خالي
نظرت له عهد فقال علي :- احترم نفسك يالا
عمر :- الله مي مرتك دي تبقي مرت خالي
عهد :- لا اسمي عهد بس
علي :- لا ...قولعا يا مرات خالي احسن
ضحك عمر :- عيب ...ده انا خالي وحافظه
علي :- تعالي نصلي العشا تعالي ....
عاليا :- روح مع خالك علي ما اللاكل يجهز
اخذه علي وغادرو ..ركبو للسيارة فقال علي :- هنروح المسجد نصلي ونطلع مشوار صغير كده
عمر :- فين
علي :- فاكر راضي ..
عمر :- ايوة ايوة
هلي :- هنروح له ...ونرجع علي طول
جلست عاليا مع عهد في غرفتها واغلقت الباب ثم قالت :- شكلك متغير ....احكيلي عملتي ايه
هزت راسها ولم تستطع ان تتحدث وهربت دموعها فابتسمت عاليا وقالت :- ألف مبروك يا حبيبتي ...اهو كده تبقي شاطرة وواعية
عهد :- شاطرة .....قامت من مكانها انتي ليه مش عايزة تفهميني انا خايفة ....انا مش عارفة لحد دلوقتي احس بحاجة ناحية علي ...مش عارفة أحبه ازاي أو اعمل إيه لأن دماغي لسه مشغولة بخالو وعيلته وحياتي القدينة مش قادرة انسي وازاي هنسي ازاي الواحد ينسي نفسه وحياته ويكمل عادي ....
وفي نفس الوقت علي ....تنهدت بدموع اكثر :- علي خلاص بقي شايف أني مراته فعلا ومستني مني أتعامل علي الاساس ده ....انا مبقولش انه وحش بالعكس بيعاملني حلو وبيخاف عليا وبيحبني بس انا ....انا غصب عني متلخبطة مش قادرة اسيب الماضي ولا قادرة اعيش الحاضر
هزت عاليا رأسها :- كل اللي بتحكيه ده انا عيشته ....وهقولك لازم تنسي الماضي يا بت مبقاش فيه ماضي من اساسه ...فين خالك دلوقت ؟؟؟ فين ابنه ده زمانه حب غيرك واتجوز ....ربنا رزقك ب علي راجل عارف ربه وهيحميكي ارضي بعيشتك بدل النعمة ما تزول من يدك
عهد :- مبحبوش يا عاليا مش قادرة احبه
عاليا :- ومين قالك حبيه ....ربنا جعل بين الزوجين مودة ورحمة الحب ده هييجي بعدين ولا ان شالله ما جه تنهدت بضيق :- اسمعي يا بت خالك رماكي وسافر ...وابنه سابك ومبصش وراه .....انتي احمدي ربك ان نصيبك جه في راجل لسه صغير وعارف ربه ومحترم تقدري تقوليلي لو كنتي اتجوزتي واحد زي جوز ليلي كنتي عملتي ايه !!!!
نظرت باشمئزاز فقالت :- يبقي تفوقي كده ومتتبطريش ل علي يروح من يدك ....عاوزاكي تبقي هاقلة وتاخدي بالك منه ومن طلباته زي ما بياخد باله منك كده عشان ميزهقش ويزعل والحية منال تفرق بينكم
تعالي...تعالي انا هجيبلك حاجة تجنن دلوقتي ....
اخرجت حقيبة من خزانتها فوجدت بها ملابس نوم جديدة فقالت :- ايه ده
عاليا :- دول اللي اشتريناهم في جهازك يا عبيطة فاكرة ؟ ....فضلو هنا ومأخدتهومش ولما مسألتيش عليهم عرفت انك عبيطة اخرجت ملابس النوم من الحرير الاسود والاحمر ناعمة ورقيقة ولكنها قاسية حقا حين تتذكر انها ترتديها غصبا فقالت :- لأ خليهم ....مش عاوزة مش هقدر
هاليا :- وبعدين معاكي
عهد بضيق :- مش هما دول يعني اللي هيخلو علي يقرب مني ...متقلقيش هو مش محتاج اعمله حاجة عشان يقرب مني
ابتسمت عاليا :- ومالك حزينة كده ليه يا خايبة ....وبعدين خلاص من هنا ورايح اللي بينك وبينه متحكيهوش لحد فاهمة ...يا عبيطة ده جنبك بأوضتين منال بتتمني علي ييجي جنبها ويحبها كده وانتي بتتبطري ...علي العموم خليهم عندك هتحتاجيهم ....دلوقتي تعالي نشوف البنات خلصو ولا لأ العشا
في القصر
كان القصر مظلما حين عادو ، الجميع نائم فصعدو لغرفتهم خلعت حذائها بهدوء وتنهدت بتعب لتبدل ملابسها اما المرأة وقالت :- ليه عاليا مبتجيش تزورنا هنا
علي :- مبتحبش القصر والناس هنا
عهد :- بتفهم
ابتسم علي وقال :- لما بتقعدي معاها لسانك بيطول ومبتخافيش
عهد :- انا عمري ما كنت جبانه ولا بخاف وانت عارف
علي :- عارف ...انتي ست الشجعان كلهم ....اقترب منها وقبل شعرها بهدوء وقال :- متناميش هغير هدومي بسرعة وجايلك ...شعرت بمعدتها تؤلمها من الخوف وذهب هو للحمام .....جلست ف تنظر للحقيبة التي اخذتها من عاليا ثم اخفتها في الخزانة قبل ان يراها وعادت تنتظره بقلق نظرت من الشرفة المفتوحة علي الحقول المظلمة والهواء يداعب الستائر الخفيفة علي باب الشرفة .....في ابعد تخيلاتها لم تتخيل انها ستجلس في مكان كهذا ليلا في غرفة رجل لم تراه طوال حياتها تنتظره ينهي حمامه لينام معها فتنهدت بعمق من عبثية قدرها
في غرفة منال
جلست علي سريرها تنظر امامها بشرود ، شعرت به وهو يخرج معها وهو يعود ايضا ، قلبها يلتفت مع كل فتح باب لغرفة عهد وانغلاقه ، لا تصدق هذا الكابوس التي تغيش فيه انعا لم تعد تمثل شئ لعلي زوجها
في غرفة عهد
شدت الغطاء علي جسدها بينما اعتدل علي وسحب سجائره من الطاولة فقالت بصوت مهزوز :- الساعة كام ؟
علي :- اتنين وتلت
لفت نفسها جيدا وذهبت للحمام ثم عادت بعد وقد بدلت ملابسها وجسدها مرهق واغمضت عيناها لتنام ...اطفا سيجارته هو الآخر واغلق الضوء ثم اعتدل لينام واخذها علي صدره
في الصباح
نزل علي يرتدي غباءته ذاهبا للديوان ثم ذهب لجده يتناول معه الافطار هو وعمه ...حين انتخو وهم للمغادرة اوقفه جده وقال :- استني يا علي انا عاوزك
التفت له ثم قال :- خير يا جدي
اومأ له ان يجلس فقال :- مرتك التانية ....مبتنزلش ليه تشتغل مع النسوان في الدار ؟؟
ادرك علي ان احد تحدث مع جده :- في حد كلمك يا جدي في الموضوع ده ؟
سليمان :- لا يا علي ...اللي ميشوفش من الغربال يبقي اعمي ....مرتك قاعدة في اوضتها ومرتك التانية بتشتغل لوحدها !!! ...فين العدل يا ولدي ....وارجع واقولك بنات مراد ليهم سحر لو سيبت نفسك للبنت دي هتضيعك زي ما امها ضيعت عمك كمال
علي :- جدي لو نزلت مع منال المشاكل هتكتر
سلمان :- بنت عمك عاقلة ...المشاكل كلها هتيجي من البنت دي عشان كده لازم تنزل تعيش عيشتنا وتطبع بطبعنا وتسيبها وسط النسوان بدل ما هي اللي تسحبك ....
تنهد علي وقال :- يا جدي انا مش حمل المشاكل دي
قطبت ملامح وجهه :- وكأن البنت دي اثرت عليك يا علي صح ؟؟؟ ...مالك يا ولدي ؟؟؟ لا لو كده عرفني وانا اقطع دابر البنت دي من الدار ..
تنهد علي :- محدش أثر عليا يا جدي ...بس منال وعهد مهيتفقوش والمشاكل هتزيد مهما كانو ضراير
سليمان :- لا ...اللي متسكتش تاخد علي دماغها من امتي واحنا بناخد علي كلام النسوان ...اسمع يا علي مرتك لازم تنزل عشان اطمن انها مهتاخدكش في صفها كمان بنت عمك ليها عليك حقوق كل ليلة بايت عند البت دي وسايبها يرضي مين ده يا ولدي .....
اوما علي يبدو ان جده لا فائدة من الحديث معه فقال :- حاضر يا جدي ....عن اذنك ...وتركه وغادر ....
في القصر
جلست جليلة بالأسفل فأتت منال من المطبخ وقالت :- هي المحروسة منزلتش من اوضتها
جليلة :- مين ...عهد
منال :- فيه غيرها ...
جليلة :- لأ .....عاوزاها تنزل ليه
منال :- مش من نسوان الدار دي ....مش تنزل تساعدنا مكان ليلي ولا انا مكتوب عليا اغضل اخدم هنا لوحدي
جليلة :' بلاش مشاكل يا منال
منال :- ده العدل يا خالة وانتي عندك بنت بلاش تظلمي ....تزيد ايه عني عشان تفضل ست الهوانم فوق وانا متبهدلة هنا ....مفيس أكل هيطلع فوق تاني من حد مننا ليهم ....التفتت ناحية السلم وقالت بصوت مرتفع :- من هنا ورايح مفيش لقمة هتطلع فوق احنا مش في لوكاندة اللي عاوز يطفح ينزل يخدم نفسه زيه زي غيره ولا بناخد حتة من الجواز ونسيب الباقي ....
غادرت غاضبه فضربت جليلة كف بالاخر علي منال التي تتعمد اثارة المشاكل
كانت عهد في الاغلي علي سريرها تستمع لمنال وحديثها الذي من الواضح انها تتعمد ان تسمعها فزفرت بضيق من تلك المراة ....لا تريد اي جزء من هذا الزواج في الحقيقة ...
في المساء
جلس سلمان في مندرته ومعه جابر فنادي سلمان :- العشا مجهزش ليه لدلوقت
جابر :- هروح اشوفهم
دخل فوجد زوجته وصباح فقط في المطبخ فقال :- واه ...لسه ده كله مخلصتوش العشا
نجوي :- منال تعبانة .....محدش موجود اصبر بقي لما نخلصه
اومأ وخرج لسلمان يكملون حديثهم
عاد علي في وقت متأخر فوجد عهد مازالت تنتظره فقالت :- اتأخرت ليه ومجيتش علي الغدا كمان
قبل رأسها وقال :- كان عندي شغل كتير
عهد :- كنت عاوزة اتكلم معاك في حاجة
علي :- خير
عهد :- مراتك كانت واقفة علي السلم وقعدت تقول كلام كده اننا انزل اساعدها وحاجات كده
اوما علي :- ايوة ....ده اللي عاوز اكلمك فيه بردك ، سلو البلد هنا ان الست لما بتتجوز في بيت عيلة بتساعد نسوان البيت في شغل البيت زيها زيهم
عهد :- بس انت عارف ان منال ومامتها هيستغلو ده عشان يعملولي مشاكل ...
علي :- وده اللي اني عاوزه ...عشان ساعتها اقول مفيش نزول ويبقي الغلط منهم هما
عهد بصدمة :- انت متقدرش تقدر كده دلوقتي ؟ .متقدرش تحميني منهم وانت عارف ، يعني لازم اتأذي عشان تحميني؟؟؟
علي :- لا ..دلوقتي مليش حجة المفروض انتي ومنال عندي تكونو زي بعض ده العدل بتاع ربنا
عهد :- بس وانا منال عندك مش زي بعض ....
علي :- الحديت ده مفيش منه لزوم ....المهم انزلي بكرة مع جليلة ساعديها واللي يدوس لك منهم علي طرف عرفيتي وانا هتصرف
نظرت له :- بس انا مش عاوزة انزل ....انا معنديش مانع اعملك الغدا واعملك اي حاجة زي ما كنا في الشقة بس في وسط منال ومامتها وفي وسط البيت الكبير ده كله ازاي مش هقدر
علي :- ساعديني يا عهد ...ساعديني ومتمسكيش حد علينا غلطة
عهد :- حد زي منال !!! خايف منها !!!
علي :- لا حد زي جدي ....
عهد :- قولتلي ..سلمان بيه أمر واحنا لازم ننفذ
علي :- اسمعي يا عهد ....مفيش حاجة بالقوة فيه حاجة بالعقل والعقل بيقول كده
تنهدت عهد لا تعلم ماذا تفعل وشعرت ان علي لن يستطيع ان يحميها فشعرت بالقلق ...
في الصباح
نزل علي في الاسفل فوجد جليلة فقال :- صباح الخير يا ام ليلي
جليلة :- صباح النور يا ولدي
علي :- بقولك يا خالة عهد المفروض هتنزل النهاردة معاكم عاوزك تاخدي بالك عليها ولو حد جنبها تعرفيني ...
جليلة :- هقول ايه يا ولدي ...حاضر ربنا يسترها عليها
علي :- تسلمي يا خالة ....سلام عليكم
جليلة :- عليكم السلام يا ولدي ....ربنا معاك
في بيت ليلي
جلست ليلي في غرفتها تفكر في طريقة تقتل بيها هذا الطفل ولكن دون جدوي ...حاولت ابتياع دواء تقتله به ولكن الطبيب رفض ان يعطيها لا تعلم ماذا تفعل كان كل شى يربطها به رغما عنها ويسوقها لمصير قاسي فنزلت دموعها
في القصر
جلست عهد تفكر في حديث علي لا تعلم كيف تفعل ذلك تنهدت بضيق منذ متي وهي تختار ما تفعله في هذا القصر ، قامت وبدلت ملابسها ونزلت ....
تلقتها جليلة وقالت :- صباح الخير يا بنتي
عهد :- صباح النور ....
جليلة :- تعالي افطري الاول معايا
اومأت وجلست معها فتفاجئت بمنال التي نظرت لها حين رأتها فقالت :- ورانا شغل كتير يا خالة مش وقت اكل وشرب
نظرت لها عهد فقالت :- يلا ......ودخلت للمطبخ هزت عهد رأسها وتبعتها ...نظرت حولها فرات صباح فقالت :- صباح الخير يا صابحة عاملة ايه
صابحة بتوتر :- الحمد لله
نظرت لها منال ثم وضعت امامها اناء كبير به بصل وقالت :- خرطي ده ...وبسرعة عشان نلحق نخلص الاكل
نظرت لها ففهمت انها تتعمد اعطاىها مهام صعبة ولكنها اخذته وشمرت ساعديها وبدأت تقطعه بينما منال تتابع الطعام علي النار وصابحة تنظف الطيور المذبوحة ....اثناء تقطيعها تذكرت كيف كانت لا تتحمل تلك الرائحة حين كانت زوجة خالها تقطع البصل وتهرب منها فرغما عنها شعرت بالأسي علي نفسها ولكنها لم ترد ان تظهر هذا لمنال اختلطت دموع البصل بدموع حقيقية ولكن لا احد سوف يعلم ....
ظلت تقطع البصل حتي انتهت ثم وضعته لمنال ولم تتحدث فوضعت امامها طبق آخر به طماطم واخر به خضار وحين انتهت من كل شى وسط ترقب منال قالت :- علي ما اخلص الاكل ده روحي شوفي البهايم يااللي تتشكي انتي وخديها معاكي
نظرت لها صابحة وقالت :- حاضر
نظرت منال لعهد وقالت :- مسمعتيش ولا مبتسمعيش
عهد :- لا سمعت ....بس زي ما تقولي كده عاوزة اعرف الشغل هنا وبيتقسم ازاي ....اصل عمري ما شوفتك بتعملي أي شغل برا القصر ....مين قالك اني هوافق اعمله !!!
منال :- وانتي بتحطي راسك براسي ...
عهد :- اممممم ....اه .....انتي بنت الصفوانية وانا كمان انتي مرات علي وانا كمان مراته ....
منال :- انا هنا ست القصر .....واللي أقوله هو هيمشي بالذوق بدل ما يمشي بالعافية
عهد :- يمشي طالما هيمشي علينا احنا الاتنين
شعرت منال بالغيظ منها بينما استغربت عهد من قوتها امامها فقالت منال :- صابحة ....خديها وروحو للبهايم ...جففت عهد يدها وقالت :- انا برا يا صابحة لو احتاجتو حاجة في المطبخ نادوني
تركتهم وغادرت وسط غضب منال وجلست مع جليلة تتناول افطارها ...حين انتهو من الغداء اتي جابر ومصطفي وسلمان وتناولو الغداء ولم يأتي علي..... حين انتهو اتت صابحة وقالت :- الست منال بتقولك خلصي المواغين وشطبي المطبخ
تنهدت عهد وقامت فتفاجأت باطباق وأواني كبيرة وكثيرة تنتظرها لا تصدق انها ستنظفها بمفردها التفتت لصباح وقالت :- اومال ست منال فين ...
صابحة :- خلصت الاكل وطلعت ...
تنهدت عهد وقالت :- انا عايزاكي تساعديني ...
صابحة :- حاضر ....
جلستا سويا يغسلان الاطباق ....
في المساء
عاد علي لغرفته فوجدها تقف امام المرآه وشعرها مبلل و تضع علي جسدها عطر فقال :- السلام عليكم
عهد :- وعليكم السلام
علي :- بتعملي ايه
عهد :- بحاول اتخلص من ريحة البصل ....خدت شاور تلت مرات ...
ابتسم علي وقال :- شكلك تعبتي النهاردة
عهد بضيق :- الموضوع متعب فعلا .....ومتعب لما يكون حد حاطك في دماغه كمان
علي :- منال كلمتك
اومات عهد :- كانت عايزاني اروح عند الحيوانات اللي برا مع صابحة ولما مرضتش سابتلي اطباق كتييير اوي وطلعت
اوما علي :- سيبك منها لو ده هيهديها
عهد :- طب وانا ....انا كل يوم هفضل اغسل اطباق عشروميت شخص ....مش هقدر
علي باستغراب :- النسوان كلها بتعمل كده
قطبت حاجبيها :- الست بتتجوز راجل وفي بداية حياتهم بيبقو اتنين وشغل البيت بتاع اتنين بس .زي ما كنا في الشقة ده كده كتيير جدا
قام علي وخلع عباءته وقال :- بكرة تتعودي عشان لسه في الاول بس ، لسه عودم طري بكرة تنشفي
نظرت له وقالت :- مش عايزة انشف يا علي ، مش عاوزة أبقي زي ما أنا
علي :- الحياة بتنشف الكل ....مش هتفضلي صغيرة علي طول
عهد : بس دلوقتي انا صغيرة ....متكبرنيش قبل آواني ....
التفت لها وقال :- ايه الكلام الكبير ده !!! .....جذب يديها واوقفها امامه وتابع :- شيلي الكلام ده من راسك
لم ترد فقبل رأسها وقال :- محدش هيقدر يكبرك قبل آوانك ابدا .....ايه رأيك اخك افسحك فسحة صغيرة دلوقتي
عهد :- ازاي
علي :- غيري هدومك وحصليني علي تحت
بدلت ملابسها وارتدت حجابها ونزلت خلفه ، وجدته في الحديقة يركن سيارته فقالت :- انت بتدخل العربية مش هنروح بيها ؟
علي :- لأ
اخذ يدها في يده في الليل ودخلو لأسطبل الخيل ..استغربت تواجدهم لهذا المكان ثم ذهبت معه فأخرج علي احد الخيول واخرجه للخارج ثم صعد فوقه مد يده لها وجذبها فصعدت امامه ...
شهقت بخوف وقالت :- هقع !
علي :- متخافيش ...امسكها جيدا بيد ويده الاخري تمسك اللجام وانطلق بالحصان بهدوء في البدايه ...استندت علي صدره قليلا ثم اخذ الحصان وانطلق خارج بوابه القصر
ابتسمت حين خرجوا وانطلق بسرعة أكبر قليلا ...كانت مستمتعة بالطريق المظلم حولهم سوي من اعمدة انارة والهواء البارد يداعب وجهها وهي مستندة علي صدره ثم رفعت يدها قليلا في خلسه ثم فكت حجابها فانسدل شعرها حول وجهها نظر لها علي أسفله فقالت :- محدش هيشوفنا ....
اسرع الحصان قليلا فداعب شعرها وجهه هو الاخر ..زاد من قبضته حولها فتمسكت به واغمضت عيناها تاركة ياخذها الي حيث يريد في هذا الليل الساكن .....
لم يمر وقت طويل حتي حتي بدأت تشعر بألام ...تجاهلتها في البداية ثم اوقفته وقالت وهي تلهث :- علي ....علي استني ...
نظر لها فوجد وجهها شاحب فقال :- مالك ؟
عهد :- معرفش ....بطني ...بطني وجعتني فجاة
علي :- ليه ....تعالي ...هنرجع القصر ....
عاد بالحصان القصر ولكن زاد الامها حتي اذا ما وصل للبوابة اخذت تبكي بحدة من شده الالم ....نزل من الحصان واتي الحارس ناحيته رفع يديه ليساعدها علي النزول ولكن حين وقعت عيناه علي قدميها راي دماء تسيل عليها فنظر لها بصدمة لم تفهمها ثم صرخ بالحارس ان يحضر له السيارة ....