الفصل الاول

2.5K 33 5
                                    

في فجر أحد ايام الشتاء من عام ٢٠٠٠

في احدي القري الريفيه في قصر الصفوانية تحديدا ، مشي رجب صفوان ومعه علي ابن اخيه في السادسة عشر من عمره في ظلام الفجر يقطعون المسافة من قصر صفوان لحظيرة المواشي ، كان البرد قارص  والسكون يسود المكان وقطرات المطر الخافتة تنزل علي وجه علي الدافئ من اثر النوم وهو يمشي خلف عمه ولا يعلم اين يذهبون في هذا الوقت وماهو الموضوع الهام الذي أيقظه من اجله 

توقف عمه امام الحظيرة ثم دخل فتبعه علي وفجأة توقف مصدوما !! 

رأي أمه وخالته التي تكون زوجة عمه كمال ايضا  مقيدتين الي الارض ومعهم رجل لا يعرفه  وجده يقف امامهم وأبيه معه ومعهم رجلين من حرس جده ، نظر لهم مصدوما ثم عاد ونظر لجده وابيه لا يفهم ماذا يحدث ، الم يخبروه ان أمه عند جده

 ... الم يخبروه انها ستعود قريبا ، 

اذن ماذا يحدث !!! 

التفت له جده الذي كان غاضبا وقال :- تعالي يا علي ، تعالي يا ولدي ، تعالي شوف أمك وأختها الفاجرة اللي هربوا مع راجل وكانو عاوزين يجيبولنا العار 

هربوا ...

.ترددت حروف تلك الكلمة علي شفتي علي بصدمة فقال جده بغضب محدش هيغسل عاركم يا بنات عاصم غيري ، نسوان فاجرة تربية شوارع عاوزينا نمشي نحط راسنا في الطين والخلق تدوس علينا بس ده بعدكم انا اللي هحطكم في الطين بيدي دي ... واحرق قلب عاصم ابوكم عليكم .....رجب ! 

انتبه عمه فاشار له ان يعطيه سلاح ....

صرخت خالته بهيستريا وهي تنظر لجده بغضب قاتل لا ينساه  

ولن ينساه علي طوال حياته  ، فمها مكمم ولكن عيناها تحمل الكثير والكثير من الحديث والغضب والصراخ وهي تنظر لجده بغل وقهر وغضب عاصف 

بينما أمه عيناها كانت معلقة به هو ، كأنها لا تخاف من ألم الرصاص بقدر ما تخاف عليه من حضوره هذا المشهد الذي سيدمره طوال حياته ...لا تهتم بقسوة سليمان عليها بقدر ما تهتم بقسوته علي ولدها !! 

لم يلبث ان يقرا المزيد من عيني امه لعله يفهم شيئا حتي شخصت عيناها فجاة و دوي صوت الرصاص وتبعها خالته ثم الرجل !! 

انتفض علي وهو ينظر لهم وارتجف جسده ثم التفت لجده والسلاح مازال في يده وقال بصدمة شديدة بعين دامعه وانفاس لاهثة :- ليه !!! 

اخذه عمه من يده وقال :- تعالي ...تعالي يا علي واخذه من يده واخرجه رغما عنه من الحظيرة للقصر ....

اخذه لغرفته وتركه فجلس في غرفته يرتجف وسرعان ما اتي الصباح ودبت الحركة في القصر وعلا صوت نحيب النساء والصراخ ، نظر من الشرفة وراي رجال ينصبون صوان عزاء في حديقة القصر وسيارات اتت وفجأة اتي منادي القرية يعلن وفاة امه واختها في انحاء القرية كلها 

عهد ( ميراث الدم )Where stories live. Discover now