الفصل العاشر

512 26 6
                                    

في الصباح 

استيقظت ليلي علي صوت امها وهي تيقظها بفرحة وقالت :- قومي يا ليلي قومي يا بنتي ....هنتاخر 

ليلي :- هنتأخر علي ايه 

جليلة :- عاوزين ننزل نشتريلك هدوم ....جدك بلغني ان العريس مستعجل وعاوز الفرح اخر الاسبوع الجاي  ..ظلت تنظر لها وقالت :- حاضر 

قامت ليلي تجر نفسها وبدلت ملابسها ببطء وانتظرتها جليلة حتي انتهت وخرجو ، راتهم منال التي كانت تنتظرهم وقالت :- يلا يا خالة السواق مستني 

جليلة :- دلع عرايس بقي هنقول ايه 

اخذتها وخرجو ورمبو السيارة ، فتح لهم الحارس فلمحت ليلي عثمان يدخل بجوار السيارة ناحية الاسطبل فشعرت بقلبها ينقسم لنصفين ودمه يسيل في صدرها كحمم ملتهبة تحرقه ولا تستطيع حتي ان تصرخ ....كان ينظر ارضا وتعمد الا ينظر داخل السيارة ودخل للاسطبل مباشرة 

اراد ان يجلس بين الخيل للمرة الاخيرة قبل ان يطلب من علي ان يترك العمل اليوم للابد فلن يستطيع ان يبقي بعد ما حدث 

في الداخل 

استيقظت عهد بهدوء ونزلت فلم تجد احد ، لا نجوي ولا جليلة لم تجد سوي صابحة فقالت :- هما الناس راحت فين 

صابحة :- خرجو يشترو جهاز الست ليلي للفرح 

اومات عهد بحزن فقالت صابخة :- اجهز لحضرتك الفطار 

عهد :- حضرتي ! ...لا شكرا تسلمي ...

تركتها وغادرت للخارج وجلست في الحديقة ، لا تستطيع ان تساعد ليلي باي شئ كيف تساعد شخص لا يساعد نفسه فتنهدت بحزن وجلست تتأمل المكان بصمت 

ظلت ليلي تتنقل معهم من محل لمحل وهم يخرجون الاقمشة والملابس ويختارون الثياب لها ، فرحين ومتهللين اما هي فتهز راسها بالموافقة كلما تحدث احد لها ، لا تسمع شيئا من الحديث ولا تراهم فقط تهز راسها كانها انسان من خشب اجوف ليس به مشاعر ،كان الجميع فرحين بشكل جعلها تشكك بنفسها كعادتها انها مخطئة ، الاحساس والادمية والحب والمشاعر هم الخطأ ، والظلم والتحكم والتجاهل هم الطبيعي والذي يجب ان تقبله دون شكوي ..

انتهو وعادو للقصر راتها عهد فقامت ولكنها كانت في حالة جعلتها تتراجع ، ظلت تنظر لها وهي معهم وهم يضحكون وشعرت حينها ان هذا قدر ليلي الولادة في مكان كهذا والانتهاء لمصير يشبهه ولا تستطيع ان تعترض انها حتي وافقت بلسانها وخانت قلبها ونفسها ، تركت عهد المكان وحين غفلة من الحرس خرجت لم تعد تتحمل هذا القصر ، بينما هم اخذو يحملون الحقائب لغرفة جليلة وجلسوا طوال اليوم يعبىوها ويرصوها ليحملوها لبيت العريس ...

ظلت تمشي في الحقول حول القصر وتنظر للناس ، الوجوه يكسوها التعب والفقر والنساء متشحات بملابس سوداء تغطيهم وتدفنهم داخلها والاطفال ملابسهم متسخة وعيونهم لامعة ، ربما هم الشئ الوحيد الذي مازال يحوي السعادة ولم تطفئه عادات هذه القرية ،

عهد ( ميراث الدم )Where stories live. Discover now