اقتباس

729 33 14
                                    

وقف النساء  الاسفل ينتظرون بعدما صعد العريس بعروسه 

مالت عهد علي الكرسي من شدة التعب تريد النعاس وقالت بصوت ناعس :- مش هنروح بقي ...احنا مستنيين ايه 

التفتت لها منال بحنق ثم عادت ونظرت امامها بينما بقت عهد مكانها تنظر بضيق ، تود لو يمر الوقت سريعا وينتهي هذا العرس ، الجميع سعيد ويرقص كأنهم زفو ليلي لفارس احلامها وهم غي الحقيقة زوجوها لعجوز تكرهه ولا تتقبله وحرموها من حب حياتها فقط لاجل انه فقير ولا يناسبهم ! 

فرح لعروس الكل يرقص ويفرح فيه ما عدا العروس نفسها 

عهد الوحيدة التي تشعر بها ، هي الوحيدة التي تعلم ان ليلي انسان تشعر وتحس  ولكن عائلة صفوان لا تعتبر النساء بشر في الاساس لذلك يرقصون علي حزنها وعذابها  ولم ينتبه احد لتلك الدموع الحبيسة في عيون ليلي طوال الفرح ولا ذلك الرعب الذي لازمها وهي تجلس بجواز ذلك الرجل  السمين المقزز الذي يكبرها بعشرون عاما 

كانت جليله تقف في الاعلي امام غرفة العريس والعروس  تنتظر بلهفة وهي تتمتم وعهد لا تفهم ماذا تنتظر فزفرت بضيق 

ونظرت ارضا علي حذائها ...اشتراه علي ...لم تعرف ان له ذوق راىع في ملابس النساء ، ذلك اكتشاف جديد من ضمن الاكتشافات التي لاحظتها في شخصيته مؤخرا والتي جعلتها تنزر له نظرة مختلفة ...

وفجأه 

صدحت صوت الزغاريد وجليلة والدة ليلي ترقص في الاعلي بفرحة شديدة وتزغرد وتبعها النساء في الاسفل جميعا ثم فجأة علت اصوات ضرب النار في الخارج 

نظرت عهد لهم بعدم فهم حتي نزلت جليلة ومازالت ترقص فلاحظت عهد في يدها قماشة بيضاء بها بقع دماء ، شعرت بالتقزز ونظرت لها ولكن علي العكس كان الجميع سعداء !!!! 

ظلت تنظر لهم بخوف ثم نظرت لغرفة ليلي في الأعلي هل هي بخير ؟ .....لماذا هناك دماء ....

لم تتحمل  هذا المشهد العبثي الذي بدا كأنه من فيلم رعب وتركتهم وخرجت ....كانت تمشي مسرعة وغاضبه فتعثرت في فستانها وكادت تسقط ولكن يد قوية امسكتها :- علي مهلك علي مهلك ....ايه حد بيجري وراكي 

نظرت فوجدته علي فقالت :- احنا مستنيين ايه ؟ 

علي :- للدرجة دي مستعجلة ...هنمشي اهو ...نادي علي خالتك جليلة وباقي الحريم عشان نمشي 

اومات ودخلت للداخل واخبرتها وسط الاحتفال الذي كانو يصنعوه   ولكنهم واصلو الاحتفال ....

اخيرا انتهو ...وركبو في السيارات واتت منال لتركب بجوار علي زوجها  فأشار علي لمصطفي وقال :- خد اختك وامك معاك 

نظرت له بصدمة فقال  :- اما جليلة يلا ....وهاتي عهد معاك 

تركته منال غاضبه وركبت مع اخيها بينما ركبت جليلة بجواره وعهد في الخلف مع بعض الحقائب ....

طوال الطريق كانت جليلة مبتسمه كأن لها جناحين يرفرفان علي الطريق من السعادة بينما عهد تنظر لها بسخرية كيف تكون الأم لا تشعر بإبنتها ؟ 

نظر لها علي في المرآه ثم قال :- مالك يا ست عهد 

نظرت له وقالت :- مفيش 

علي :- لا فيه ...قولي مفيش ح. غريب ..قولي احسن دماغك اللي مسوحاكي  تسوحك اكتر 

ترددت وقالت :- هو ايه  القماش اللي عليه دم ده وفرحتو بيه ليه ؟ 

صدمت جليلة :- عيب يا بنتي اتحشمي 

نظر علي امامه ولم يرد ولكن ابتسامة جانبية علت وجهه ونظر بعيدا فقالت :- عيب ....ولما هو عيب الناس كلها شافته وعارفاه ازاي 

جليلة :- والله انتي ما هترتاحي الا لما نجوزك ....بقولك يا علي ما تيجي نجوزها ونخلص منها احسن دي هتجيبلنا مصيبه 

عهد :- محدش يقدر يغصبني علي حاجة 

جليلة :- مين قال ....رد يا علي عليها 

علي :- متاخديش علي كلام العيال يا خالة جليلة 

عهد :- بجد ....طب لما انا عيلة هتجوزوني ليه ؟ 

جليلة :- يا مري منك لسان وطلعت له بنت .....ابتسمت عهد ونظرت من النافذه حتي وصلو للقصر اخيرا فنزلت جليلة متعبة وقالت :- شكلهم لسه موصلوش ...تصبحو علي خير يا ولاد .....

اوما علي ونزلت عهد فقال :- تصبحي علي خير يا ست عهد ....

نظرت له وقالت مش عاوز برضه تقولي القماش ده كان ايه 

نظر لها مطولا ثم قال :- هقولك ...في يوم من الايام هقولك يا عهد ...بس ياريت انتي ساعتها تكوني عاوزة تعرفي ....

عهد باستغراب :- مش فاهمة حاجة 

علي بهدوء :- بكرة تفهمي كل حاجة يا عهد .... لما يحين آوانها تصبحي علي خير ...




عهد ( ميراث الدم )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن