عُمارة آل نجم.

MariamMahmoud457 द्वारा

210K 13.3K 21.9K

عادةً ما تأتي العائِلة أولاً، بضجيجها، وحِسها، وحروبِها الدائِمة رغماً عن أمانِها المُستقر، جيشك المُتصدي، مح... अधिक

الفصل الأول ( بر الوالدين )
الفصل الثاني ( تلقاه العين قبل الرحِم )
الفصل الثالث
الفصل الرابع ( من يملُك الحق )
الفصل الخامس ( إرضاء الأقرب للقلب؟ )
الفصل السادس ( طريق التهلكة )
الفصل السابع ( ماذا فعلوا بحقها؟ )
الفصل الثامن ( بداية جديدة خالية من الفساد )
الفصل التاسع ( تِكرار الخطأ عواقبه كبيرة )
الفصل العاشر ( خيبة الأهل )
الفصل الحادي عشر ( حق مؤجل )
الفصل الثاني عشر ( عُطلة عائلية )
الفصل الثالث عشر ( موافقة بالإجبار )
الفصل الرابع عشر ( بيعة مُشتراه )
الفصل الخامس عشر ( عودة العلاقات )
الفصل السادس عشر ( إصلاح ما قامت الحياة بإفساده )
الفصل السابع عشر ( صدمة غير متوقعة )
الفصل التاسع عشر ( جاء بنبأ بُعاده )
الفصل العشرين ( أمل يُضيء القليل من النور )
الفصل الواحد والعشرين ( قد تتغير الموازين )
الفصل الثاني والعشرين ( لا بأس من المحاولة مرة أخرى )
الفصل الثالث والعشرين ( بنهاية الدرب راحة )
الفصل الرابع والعشرين ( عودة حميدة )
الفصل الخامس والعشرين ( زواج بنكهة جنازة )
الفصل السادس والعشرين ( حُب غير مرغوب )
الفصل السابع والعشرين ( فرصة أخرى أخيرة )
الفصل الثامن والعشرين ( ضائِعة من نفسها تائِهة بين البشر )
الفصل التاسع والعشرين ( زواج لرد الشُكر )
الفصل الثلاثين ( ليلة يتكللها الفرح والسرور )
الفصل الواحد والثلاثين ( عاد مُهاجر الدار إلى داره )
الفصل الثاني والثلاثين ( جاء من يحمل الحُب في قلبه وقوله وفعله )
الفصل الثالث والثلاثين ( لم نعُد نلوم الغرباء، فالمقربون فعلوا الأسوء )
الفصل الرابع والثلاثين ( عواقب انتماءِها لهذا الحُب )
الفصل الخامس والثلاثين ( من لا ذنب له؟ )
الفصل السادس والثلاثين ( مُناضل في حرب السعادة )
الفصل السابع والثلاثين ( لا نُحاسب على سذاجة القلب )
الفصل الثامن والثلاثين ( نهاية قصة محسومة لن يُفيدها الأسف )
الفصل التاسع والثلاثين ( المرءُ لا تُشقيه إلا نفسُهُ )
الفصل الأربعين ( خيبات تليها صدمات مُتتالية )
الفصل الواحد والأربعين ( لن نعود مرة أخرى، انتهت الرسائِل )
فصل إضافي ثاني وأربعين ( بورِكتّ معك فاتِحة العُمر )
فصل إضافي ثالث وأربعين ( بورِك مسعى سِرناه سوياً )
فصل إضافي رابع وأربعين ( يزداد نصيب العُمر به حياة )
الأخير، مِسك الخِتام ( خير حصاد التربية الصالحة )

الفصل الثامن عشر ( داءه، ودواءه )

3.8K 279 156
MariamMahmoud457 द्वारा

كان شباب عابد نجم، وكذلك كلاً من عابد وشادية، بغرفة عادل معاً، ينظرون إلى ذلك المحامي الذي كان يتحدث وسط تركيزهم بكلماته، ليتنهد المحامي من بعد ذلك وهو ينهي حديثه قائلاً بنبرة هادئة:

-" وبس كدة، المخدرات راحت للمعمل الجنائي علشان يشوفوا مدى تأثيرها، والنتيجة هي إللي هتحكم".

نظر لهم محمد ليوزع نظراته بينهم وهو يقول بنبرة مُطمئنة:

-" بس الأنواع إللي مالك قال عليها ضعيفة التخدير، يعني كدة في أمل إن الموضوع يتحل من غير عقوبة كبيرة".

أومأ عادل برأسه مؤيداً حديثه وهو يقول بجدية أثناء نظره لهم:

-" محمد باشا عنده حق، الحمدلله إنه مكنش بيتاجر في العالي، يعني هنستنى نتيجة المعمل الجنائي بس كدة كدة النتيجة معروفة".

نظروا جميعهم إلى بعضهم البعض براحة قليلاً، لتتحدث شادية وهي تبكي قائلة بنبرة محشرجة:

-" يعني هو كدة في أمل إنه ميطولش هنا صح؟".

تحدث المحامي قائلاً بنبرة هادئة وهو ينظر لها:

-" إن شاء الله صح يا حاجة، الموضوع كدة ممكن يخلص على كفالة".

تحدث محمد في ذلك الحين قائلاً بنبرة مُتلهفة:

-" لو الحكاية خلصت على كفالة فعلاً ف مش عايزكم تقلقوا من ناحية النقطة دي".

أومأ عابد برأسه وهو يتنهد بهدوء، لتتحدث شادية وهي تنظر إلى كلاً من هاشم ورشاد وبلال قائلة بنبرة مُتعجبة من بين بكاءها:

-" هو مش أنتوا قولتولي إنه نام في مكتب عادل".

نظروا ثلاثتهم إلى عادل، حتى عادت بنظرها إليه ليبتسم وهو يومىء برأسه قائلاً بنبرة مُطمئنة:

-" هو كان نايم في المكتب فعلاً بس باقي اليوم بينزل تحت، متقلقيش عليه".

أومأت برأسها بوهن، ليعود عادل بنظره إليهم وهو يلوح رأسه بقلة حيلة، ليتحدث عابد قائلاً بجدية:

-" خليه ينام تحت، وخليه قاعد تحت بلاش يطلع، بس لو تعرفوا متخلوش حد يتعرضله يكون أحسن".

نظر كلاً من محمد وعادل إلى بعضهم البعض، ليومىء عادل برأسه قائلاً بنبرة هادئة:

-" حاضر يا حج، ومتقلقش محدش بيتعرضله، إللي معاه في الزنزانة أحوالهم ميتخافش منها".

أومأ عابد برأسه وهو يعود للفراغ من أمامه بتهكُم، لتنظر له شادية قليلاً بدهشة، ولكنها إبتلعت ريقها لتقول بنبرة مبحوحة:

-" طيب هو أنا مينفعش أشوفه".

لوح المحامي برأسه ليقول بنبرة هادئة:

-" هحاول أجيبلك إذن".

أومأت له شادية برأسها، لتنظر إلى عابد الذي تنهد ليُحيد بنظره بعيداً عنها، حتى وجهت نظرها إلى كلاً من هاشم ورشاد وبلال الذين بادلوها النظرات بأخرى مُطمئنة.


كانت رزان تؤدي فرض العصر، لتُنهي صلاتِها حتى ظلت جالسة على مصليتها تدعي الله بكل ما يجول بخاطِرها، حتى أنتهت لتنهض وهي تحمل مصليتها، ولكنها توقفت عندما دق باب المنزل، لتذهب تقوم بفتحه، حتى وجدت أمامها بسام.

نظر لها بسام وهي ترتدي عباءة الصلاة خاصتها، ليُطالعها قليلاً بشرود وهو يُهيم بمظهرها الذي آثر بقلبه، سُرعان ما أحاد بنظره عنها بعد ثواني وهو يبتلع ريقه قائلاً بنبرة مضطربة:

-" أنا آسف إني جيت من غير معاد، بس كنت جاي أشوف الحج عُمران".

تعجبت رزان من مجيئه، ولكنها لم تظهر ذلك لتلوح برأسها وهي تبتعد قليلاً عن الباب قائلة بنبرة هادئة:

-" بابا مش موجود".

لتُزيح له الطريق من جانبها وهي تُشير بيدها للدخول قائلة بنبرة هادئة:

-" أتفضل هو زمانه جاي".

نفى باسم بيده حتى كاد أن يتحدث، لتستوقف حديثه والدة رزان التي أنضمت إليهم عاقدة حاجبيها بتعجُب اثر وقوف رزان لكل ذلك الوقت، لتبتسم تلقائياً بسعادة عندما رأته وهي تقول بنبرة مُرحبة:

-" إزيك يا بسام، إيه المفاجئة الحلوة دي تعالى أتفضل".

إبتسم بسام وهو يشعر بالحرج الشديد أثناء قوله بنبرة حرجة:

-" الله يخليكي، أنا آسف والله مكنتش أعرف إن الحج مش موجود، أنا بس جيت لأني بتصل بيه ومش بيرد، وكمان بتصل بآنسة رزان ومش بترد، ف قلقت يكون في حاجة".

عادت سامية بنظرها إلى رزان لتتساءل بجدية:

-" مكنتيش بتردي على خطيبك ليه؟".

نظرت لها رزان بتعجُب أثر تلك الكلمة، لتتنهد بعمق حتى تحدث بسام قائلاً بنبرة هادئة:

-" حصل خير أنا أتطمنت عليكم، هستأذن أنا ولما الحج ييجي هبقى أحاول أوصله إن شاء الله".

أستوقفته سامية لتقول بنبرة مُتلهفة:

-" والله ما يحصل لازم تخش، ريح رجلك من السلم شوية".

تعجب بسام من كلماتها، ولكنه لم يُعلق عليها ليبتسم بمُجاملة وهو يقول بنبرة رزينة:

-" المرة الجاية إن شاء الله، وآسف إني أزعجتكم".

ليبتسم لهم مرة أخرى وهو يودعهم، حتى كاد أن يلتف ولكنه إستمع إلى صوت خطوات صاعدة، لتبتسم سامية وهي تقول بنبرة سعيدة:

-" أهو عُمران جه، أدخل بقى يلا".

نظر لها بسام قليلاً، ليعود بنظره إلى عُمران الذي تعجب من مجيئه، ولكنه إبتسم ليقول بنبرة مُرحبة:

-" إزيك يابني عامل إيه".

إبتسم بسام وهو يشعر بالحرج أكثر يتملك منه أثناء قوله بنبرة هادئة:

-" بخير يا حج الحمدلله، أنا آسف إني جيت من غير معاد بس حضرتك كنت قايلي قبل كدة إن حضرتك بتخلص شغل الضهر، علشان كدة جيت لحضرتك دلوقتي، بعتذر مرة تانية".

ضحك عُمران ليربت على كتفه وهو يقول بنبرة مرحة:

-" إيه يا سيدي كل الإعتذارات دي أنت جاي لحد غريب؟ وبعدين أه أنا بخلص شغل الضهر بس النهاردة طولت شوية في الإدارة وبعدين روحت لعابد، المهم تعالى يلا أدخل".

أستوقفه بسام ليقول بنبرة حرجة:

-" مش لازم يا حج كفاية إني أتطمنت على حضرتك ودة إللي جابني".

رفع عُمران حاجبيه ليقول بجدية:

-" يا جدع كفاية إيه أدخل يلا، يلا علشان نتكلم وتتكلم كمان مع رزان شوية من يوم الشبكة وأنتوا متكلمتوش، يلا مش هنقف على الباب".

إبتعدت كلاً من رزان وسامية، ليتنهد بسام بعمق وهو يحاول كبح توتره، ليولج من أمام عمران، حتى أشارت لهم سامية نحو الصالة وهي تقول بنبرة مُتلهفة:

-" أقعدوا يلا عقبال ما أحضرلكم الغدا".

أشار لها بسام بيده ليقول بجدية:

-" صدقيني والله مش هقدر، أنا هتكلم مع الحج كلمتين وهتحرك علشان سايب المعرض لوحده، مرة تانية إن شاء الله".

لوحت سامية برأسها لتقول بنبرة هادئة:

-" خلاص ماشي المرة دي بس علشان أكل عيشك لكن المرة الجاية مفيش أعذار، أدخل بقى وهحضرلكم كوبايتين شاي".

إبتسم لها بسام، لينظر إلى رزان التي كانت غير مُنتبهة له، ليذهب مع عُمران إلى الداخل.




ذهبت كلاً من سامية ورزان إلى المطبخ، لتمسك سامية برزان من معصمها وهي تُحدثها بنبرة حادة خافتة تقول:

-" أنتِ مكنتيش بتردي عليه ليه؟".

تنهدت رزان بملل لتقول ببرود:

-" موبايل زيد السماعة بتاعته بايظة، مسمعتهوش".

تركت سامية يدها بعنف لتقول بنبرة مُحذرة:

-" عارفة يا رزان.. والله لو الراجل أشتكى منك ولا عرفنا إنك بتحاولي تطفشيه، أبوكي مش هيغلب يدورلك على أي كلب في الشارع ويجوزهولك علطول من غير ما تلحقي تشوفي وشه حتى، ف أتعدلي وأظبطي اسلوبك معاه علشان معرفش أبوكي".

كانت رزان تستمع لها بملامح وجه مُتهكمة، لتقترب منها سامية وهي تقول بنبرة ساخرة:

-" وأوعي تفتكري إننا ناسيين عمايلك السودة، أحسن تكوني فاكرة القلب حن ولا حاجة".

إبتسمت رزان إبتسامة ساخرة تماثلها بعدما أغروقت عينيها بالدموع لتقول بجدية:

-" أنا مش محتاجة أفكر، هو واضح من غير حاجة".

أومأت لها سامية برأسها تؤكد على حديثها، لتُشير لها قائلة بنبرة صارمة:

-" أعمليلهم كوبايتين شاي وطلعيهم وأقعدي معاه شوية".

أغلقت رزان جفنيها وهي تُحاول التحكم بأعصابها، لتذهب من أمامها في هدوء مُتفادية الشجار والحديث معها.





بعد مرور بعض الوقت، كانوا جميعهم مازالوا بالغُرفة ينتظرون مجيئه، ليدق باب الغُرفة، سُرعان ما نهضت شادية بلهفة وسط نظرات عابد الجامدة، ليولج إليهم العسكري ومن جانبه مالك الذي تفاجيء بوجودها، نظرت له شادية لتقترب منه بلهفة حتى قامت بمُعانقته بشوقٍ جارف وهي تبكي بشدة، حتى بادلها مالك العِناق وهو يربت على ظهرها بكفيه المُرتعشين، لتظل شادية تُعانقه وتُقبل وجهه وهي تبكي بحُرقة، حتى أخرجته من أحضانها بعد مرور بعض الوقت لتمسك بكتفيه وهي تقول بنبرة مُتلهفة محشرجة من بين بكاءِها:

-" طمني عليك يابني، عامل إيه يا حبيبي أنت كويس، فيك حاجة وجعاك".

نفى مالك برأسه وهو يُحاول التحكُم بدموعه أثر كم الحنان الذي ألتقطه منها والغير متوقع وكأنها فاجئته بكُل تلك المشاعر التي أثرت به وجعلت قلبه يدق بشِدة وكأنه لأول مرة يعيش بها، لتسحبه معها نحو عابد وهي تمسك بيده، حتى نظر له مالك قليلاً، ولكن عابد لم ينظر له بل ظل ينظر للفراغ من أمامه بتهكُم، ليلتفت مالك ينظر إلى كلاً من هاشم ورشاد وبلال ومحمد، ليبتلع ريقه وهو يشعُر بالحرج وكأنه يُريد الهروب من بينهم الآن لكي لا يصطدم بنظراتهم، حتى تحدثت شادية مرة أخرى تقول بنبرة محشرجة مُطمئنة له:

-" المحامي قال إن الموضوع هيخلص علطول ومش هتطول هنا ولا هيحصل حاجة، متقلقش أستحمل بس شوية لحد ما تخرج من هنا".

أومأ لها مالك برأسه وهو يُشيح بنظره عنها، لتمسك شادية بوجهه بين كفيها وهي تنظر له بأعينها التي تسبح بالدموع لتبتسم وهي تقول بنبرة لينة مُحبة طغت على حشرجة صوتها:

-" أرفع وشك يا حبيبي وبُصلي، أنا مش زعلانة منك يا مالك، أنا أه كنت فاكرة إني لما أشوفك مش هكون طايقة أبص في وشك بس مقدرتش، شوفتّك دلوقتي قدام عيني نسيتني أي حاجة والله".

هبطت الدموع على وجنتيه وهو مازال يُحيد بنظره عنها، لتضع كفيها على صدره وهي تقول بنبرة باكية يشوبها الرجاء:

-" بس الله يخليك يا مالك ما تعمل فينا كدة تاني، علشان نفسك حتى مش مهم إحنا، متخوفناش عليك كدة تاني ولا تخليني أعتل همك كدة، خليني دايماً أشوفك كويس وماشي صح، متخليش الدنيا تضحك عليك كدة تاني، أوعدني إنك مترجعش للسكة دي تاني علشان خاطري".

أومأ لها مالك برأسه وهو يبكي مُحاولاً التحكُم بدموعه، ليبتلع ريقه حتى تحدث قائلاً بنبرة مبحوحة:

-" حاضر ".

عانقته شادية مرة أخرى بقوة وهي تبكي، ليُشاركها مالك البُكاء وهو يدفن وجهه بكتِفها الذي كان بمثابة وسادة مُريحة أطلق بها شهقاته دون خوف أو تردد، وكأنها إستطاعت إخراج مشاعره المُخبأة من داخله، حتى ربتت هي على ظهره بلين وهي تبكي، وسط نظرات الجميع لها، والذي تأثر بها أكثرهم عادل ومحمد المفتقدان لتلك المشاعر.

ليخرج صوت من وسطهم، ولم يكن سوى للمحامي الذي تنهد بملل ليقول بنبرة هادئة:

-" طيب مش كفاية ولا إيه، كلها كام يوم وراجعلك يا حاجة أبقي أحضني وبوسي فيه براحتك".

أخرجته شادية من عِناقها لتنظر إلى ذلك المحامي بسخط وغضب، ليعود هاشم بنظره إلى عادل وهو يتساءل بجدية:

-" المفروض نتيجة المعمل الجنائي هتظهر امتى".

نظر عادل إلى محمد، ليتحدث محمد قائلاً بنبرة هادئة:

-" كمان يومين بالكتير".

ليتحدث عادل هو الآخر قائلاً بنبرة هادئة:

-" المفروض كانت كمان أسبوع، بس محمد باشا عرف يتصرف".

تنهد عابد لينظر إلى كلاً من عادل ومحمد قائلاً بنبرة هادئة أظهرت إمتنانه لهم:

-" كتر خيرك يا محمد أنت وعادل، تعبناكم معانا اليومين دول، مش عارف هوفيلكم حقكم إزاي".

إبتسم كلاً منهم ليتحدث محمد قائلاً بنبرة هادئة:

-" مالك أخويا الصغير يا عم عابد متقولش كدة، إن شاء الله يخرجلكم بالسلامة".

أومأ لهم عابد برأسه وهو يبتسم بمُجاملة، ليعود المحامي بنظره إلى مالك قائلاً بنبرة مُحذرة:

-" لو حد أتعرضلك تحت قول علشان ننقلك زنزانة تانية غير إللي أنت فيها".

لوح عادل برأسه وهو يضحك بسخرية، لينفي مالك برأسه بعدما إبتلع ريقه ليقول بنبرة هادئة:

-" مفيش حاجة حصلت".

أمسكت شادية به لتجعله ينظر لها وهي تقول بنبرة مُحذرة:

-" أوعى تحتك بأي حد تحت، خليك في حالك وخليهم لحالهم وملكش دعوة بحد ياما، ماشي؟".

أومأ لها مالك برأسه، ليتنهد عابد وهو ينظر إلى عادل قائلاً بجدية:

-" مش كفاية كدة ولا إيه".

نظر مالك إلى عابد بحرج وحُزن، ليومىء عادل برأسه بتعجُب حاول عدم إظهاره، ليعود بنظره إلى العسكري قائلاً برسمية:

-" رجعه تاني يا أشرف".

أومأ له العسكري برأسه، ليقترب يمسك بذراع مالك، حتى أستوقفته شادية لتقول بنبرة باكية بعدما تجددت دموع أعينها مرة أخرى:

-" خد بالك من نفسك يا مالك، خد بالك من نفسك وصلي وأدعي ربنا يخرجك منها على خير وإحنا هنا كلنا بندعيلك والله، وبليل أتغطى كويس علشان أنت بتبرد بسرعة".

قالت شادية اخر كلماتها بصوت مرتفع بعدما ذهب مالك مع العسكري بعدما أومأ لها برأسه، ليذهب كلاً منهم من أمامهم، حتى عادت شادية لتجلس على مقعدها مرة أخرى وهي تبكي بحُرقة على فلذة كبدها، ليقترب بلال يربت على كتفها وسط نظرات الجميع وصمتهم وهم يفكرون بالقادم.





كانت رزان تجلس عاقدة ذراعيها غير مُهتمة بالسماع لأحاديث والديها مع بسام، لتضحك سامية وهي تنظر إلى رزان قائلة بنبرة مرحة:

-" بس هي والله مش بتتقل عليك ولا حاجة، هي بس موبايلها سماعته فيه مشكلة".

ليلوح عُمران بيده وهو يقول بنبرة هادئة:

-" أبقى كلمها كتابة على الواتس دة".

صكت رزان على أسنانها بقوة وهي تحاول التحكم بأعصابها، ليبتسم لهم بسام وهو يقول بنبرة هادئة:

-" مفيش مشكلة أنا بس كنت بتطمن زي ما قولت لحضراتكم".

أومأوا برؤوسهم بهدوء، لتنظر سامية إلى عُمران، لينهض عُمران وهو يقول بنبرة هادئة من وسط إبتسامته:

-" هنخرج إحنا وأنتوا أتكلموا مع بعض شوية".

نهضت سامية هي الأخرى، ليذهبان من أمامهم، حتى تنهد بسام ليعود بنظره إلى رزان وهو يراها قامت بتبديل ملابسها إلى أخرى، ليقول بنبرة هادئة:

-" شكلك بالإسدال كان حلو، مكنش لازم تغيريه".

نظرت له رزان بتعجُب، لينهض بسام يقترب من الأريكة التي بجانبها، وسط نظراتها له وهي ترى قدمه، لتُحيد بنظرها عنه وهي تحاول التحكم بدموعها، حتى أقترب ليجلس على الأريكة التي بجانبها وهو ينظر لها بأعينه البُنية الغامقة أثناء قوله بنبرة أظهرت ضيقه:

-" رزان أنا حابب أسمع صوتك، حابب أشوفك بتتكلمي معايا، حتى لو أنتِ مش قابلاني دة حقك، بس أنا على الأقل عايز أحس إننا مخطوبين".

نظرت له رزان، لتبتلع ريقها وهي تقول بإيجاز:

-" بس هي دي طريقة كلامي".

تنهد بسام بعمق وهو ينظر لها، ليقوم بتغيير مجرى الحديث وهو يتساءل بنبرة هادئة:

-" تليفونك ماله؟".

لوحت رزان رأسها لتقول بعدم إهتمام:

-" السماعة بتاعته ساعات بتعلق مش أكتر".

أومأ لها بسام برأسه، ليعود بنظره للفراغ من أمامه وهو يلتزم الصمت، حتى وجهت نظرها إليه، لتبتلع ريقها وهي تقول بنبرة هادئة حاولت عدم مزجها بحرجها منه:

-" شكراً إنك ساعدتني في موضوع الصلاة، مكنش في حد بيشجعني عليه، يعني مكنش في غير أفنان بس أنا مكنتش بسمع كلامها".

إبتسم بسام عندما وجد القليل من الأمل، ليعقد حاجبيه وهو يتساءل بنبرة هادئة:

-" مكنتيش بتسمعي كلامها ليه؟".

رفعت رزان كتفيها بتلقائية لتقول بنبرة أظهرت ضيقها وخزيها من نفسها:

-" مش عارفة.. بس كنت بكسل، كنت أسمع الأذان ومقدرش أقوم أصلي، حتى القرآن.. كنت بستصعب حفظه، ولحد دلوقتي بحاول أحفظ فيه، من ساعة ما بدأت أصلي لما قولتلي وأنا بحاول أحفظ سور علشان أصلي بيها".

شعر بسام بالسعادة أثر حديثها ومحاولتها لإصلاح ذاتِها، ليُحمحم وهو يبتسم مُتسائلاً بنبرة هادئة:

-" بتحبي تسمعي عربي ولا أجنبي؟".

نظرت له رزان بتعجُب، لتُجيب بنبرة هادئة طغى عليها التعجُب:

-" الأتنين، بس ممكن أجنبي أكتر".

أومأ لها بسام برأسه، ليتساءل مرة أخرى بنفس نبرته:

-" مين مثلاً، Adele أو Halsey؟".

لوحت رزان برأسها لتُجيب بنبرة هادئة تقول:

-" بحب الأتنين، وكمان Rihanna.. بحبها أوي".

ضم بسام شفتيه إلى بعضهم البعض بإعجاب ليقول بنبرة مرحة:

-" ملكة المشاعر دي".

إبتسمت رزان بإضطراب، ليبتسم هو الآخر، حتى تنهد ليعتدل في جلسته ينظر لها وهو يقول بنبرة لينة من وسط إبتسامته البشوشة التي زادته جاذبية:

-" لما بتسمعي أغاني لمغنيين أصواتهم حلوة، بيقدروا يوصلولك الإحساس إللي بيكون في بحة صوتهم أو الصوت إللي طالع من قلوبهم فطبيعي بتتأثري، وطبيعي جداً تلاقي نفسك زعلتي تلقائياً لو الأغنية حزينة، أو فرحتي وحسيتي بالبهجة لو الأغنية سعيدة، وهو دة إللي مخليكي مش عارفة تحسي بالصلاة ولا بالقرآن".

عقدت رزان حاجبيها بعدم فهم، ليستند بسام بذراعيه على ركبتيه وهو ينظر لها قائلاً بطريقة مُبسطة ليستسهل عليها الفهم:

-" الأغاني سبب من الأسباب إللي بتخليكي مش مقبلة على الصلاة أو قراءة القرآن، أصلك هتصلي ليه أو تقرأي قرآن ليه وأنتِ مش بتحسي بحاجة لأن مشاعرك كلها بتطلع على الأغاني بس".

دار بسام بأعينه في الفراغ ليقول بنبرة هادئة:

-" مش هكدب عليكي أنا كنت بسمع أغاني بهدف إني أطور اللغة، بس مكنتش واخد بالي إني مش بس بنميها، لأ أنا بتعمق في الكلام والمعاني بشكل أكبر، يعني كنت لو أسمع أغنية حزينة لواحد ساب واحدة أزعل واتأثر وأنا أساساً مدخلتش في علاقة قبل كدة، بس اللي كان بيحصل إن الكلام وعمقه وواقعيته وصوت المطرب وتأثره علشان يطلع الأغنية بشكل Perfect وتنجح.. كان بيخليني غصب عني أندمج معاه وأخلص كل مشاعر الحُزن دي عليه، ولما أخلصها أقول أنا محتاج أفرفش شوية ف أقوم مشغل أغنية تفرحني وتسحب مني كل الطاقة السلبية وغصب عني بردوا أحس إني مبسوط بالكلام الحلو ونبرة الصوت والبهجة إللي خارجة من المطرب".

ليُضيق جفنيه وهو يقول بنبرة مُفكرة أمتزجت بطريقة المرحة واللينة:

-" واحدة واحدة بقى بدأت ألاحظ إني مش برتاح في قراءة القرآن، أو الصلاة بقضيها علشان هي فرض عليا هتحاسب عليه، قولت أنا إيه إللي وصلني لكدة؟ ذنوب كتير أوي بعملها بتخليني غصب عني محسش بالراحة في أكتر حاجة بتقربني من ربنا، برضي ضميري بالحرام بدل الحلال، وبقول بكرة ربنا يسامحني، طيب هو أنا ضامن أعيش لبكرة؟ ضامن لو قومت دلوقتي وماشي بعربيتي معملش حادثة وأطب ساكت فيها؟".

توسعت أعين رزان بدهشة، ليضحك بسام وهو يقول بنبرة مرحة:

-" مجازاً يعني.. الأعمار بيد الله".

إبتسمت رزان وهي تلوح برأسها، ليسترسل بسام حديثه قائلاً بنبرة هادئة وهو ينظر لها:

-" قولت لنفسي هبدأ شوية شوية أبطل الشيء الحرام إللي بيفرحني دة بشيء حلال حتى لو مش هحس بنفس الراحة، وفعلاً لما بطلت أسمع أغاني وأستبدلتها بقراءة القرآن وحفظه، حسيت إن عمري في حياتي ما عملت حاجة صح قد إللي عملته وقتها، واحدة واحدة بدأت أحس بالراحة وأنا بقرأ كلام ربنا، واحدة واحدة بدأت أحس بالفرحة وأنا بحفظ الكلام دة وتفسيره، بقيت بحس بالفخر أكتر لو حد سألني في حاجة وعرفت أرد عليه بمنتهى الثقة".

ليتنهد وهو يعود بنظره إليها، ليجدها تطالعه بتركيز وهي تستمع إلى حديثه، حتى بادلها النظرات بأخرى شاردة بها بعدما توقف عن الحديث، ليقول بنبرة تائهة:

-" زي ما أنا بردوا بدأت أحس إني باخد تاني أكتر قرار صح في حياتي".

لوحت رزان رأسها بعدم فهم، ليغلق جفنيه وهو يعتدل في جلسته، ليُحمحم وهو يعود بنظره إليها قائلاً بنبرة هادئة:

-" أبدأي أعملي إللي قولتلك عليه وشوفي الفرق، ساعتها هتحسي بالراحة أكتر، لأن القرآن ليه سطوة نورية على قلب قارئه، يعني في كل الحالات لازم هتحسي بالراحة وأنتِ بتقرأيه".

تنهدت رزان بعمق بعدما شعرت بالراحة أثر حديثه، لتعود بنظرها إليه وهي تبتسم قائلة بنبرة هادئة:

-" شكراً مرة تانية، كلامك دلوقتي فرق معايا، وهنفذه إن شاء الله".

إبتسم بسام وهو ينظر لها ليقول بنبرة لينة:

-" والله لو الشُكر هيبقى بالإبتسامة الحلوة دي، ف العفو".

إبتسمت رزان وهي تنظر له، ليُبادلها الإبتسامة بشرود قليلاً، حتى إبتلع ريقه لينهض مُسرعاً وهو يقول بنبرة سريعة:

-" لو أحتاجتي تسأليني على حاجة أبقي كلميني على الواتساب".

أومأت له رزان برأسها وهي تبتسم، لتقوم بمُناداة عُمران لكي يأتي إليه.






عادت الشباب ومعهم كلاً من عابد وشادية إلى المنزل مرة أخرى، لتقترب منهم كلاً من أحلام وأفنان ووئام، حتى تحدثت أحلام قائلة بنبرة قلقة على شادية:

-" أدخلي يا ماما أستريحي شوية، أنتِ من إمبارح منمتيش".

نفت شادية برأسها وهي تذهب تجلس على الطاولة بخطواتها المتثاقلة، لتلتفت تنظر إلى كلاً من أفنان وأحلام قائلة بنبرة مُتعبة:

-" روحوا هاتولي السويت شيرت الأسود بتاع مالك والشال بتاعه، والجاكيت البامب".

نظرت كلاً منهم إلى بعضهم البعض، لتذهب الفتيات من أمامها وسط نظرات الشباب وعابد لها وهي تنظر للفراغ من أمامها بشرود، لتأتي إليها كلاً من أفنان وأحلام مرة أخرى بعد مرور دقائق، حتى نهضت شادية لتلتفت تنظر إلى هاشم ورشاد وبلال وهي تقول بنبرة هادئة:

-" حاولوا تودوله الحاجات دي بليل علشان الجو برد عليه هناك، وهو كان لابس خفيف".

لتتجدد دموعها مرة أخرى وهي تقول بنبرة محشرجة:

-" وفي جوة علب أكل كان جايبها معاه للشغل، خدوها ليه خليه ياكل ويأكل إللي معاه".

أغلق عابد جفنيه، ليذهب من أمامهم إلى الصالة ليجلس بها بمفرده، حتى أقترب رشاد من شادية ليقول بجدية وهو ينظر لها:

-" عادل موصي عليه هناك، بياكل أحسن أكل ومحدش يقدر يتعرضله ولا يقوله نص كلمة، ريحي نفسك شوية بقى علشان متتعبيش".

أمسكت شادية بملابس مالك لتوجهها نحو رشاد وهي تقول بنبرة باكية أظهرت رجاءها له:

-" علشان خاطري طيب وديله الهدوم دي خليني أتطمن إنه متدفي، أنا مش هقدر أتخيل بس أنه بردان، ريحوني وودوله الهدوم".

تنهد رشاد بعمق، ليقترب هاشم قائلاً بنبرة هادئة بعدما أخذ الملابس من بين يديها:

-" حاضر هنوديهاله، أدخلي أنتِ إرتاحي شوية بقى".

ليقترب بلال هو الآخر قائلاً بنبرة هادئة:

-" أدخلي ولما يحضروا الأكل هنصحيكي، نكون وديناله الهدوم ورجعنا تاني، بس بشرط تدخلي ترتاحي شوية".

أومأت لهم شادية برأسها وهي تمسح دموعها، لتذهب من أمامهم بخطواتها البطيئة أثر تعبها منذ أمس، لتُغلق باب الغُرفة من خلفها، حتى عاد رشاد بنظره إلى الفتيات قائلاً بجدية:

-" أدخلوا أعملولها حاجة تأكلها، من إمبارح وهما مأكلوش حاجة".

تحدثت أفنان تقول بنبرة محشرجة:

-" وئام عملت علشان أحلام كانت في الشغل".

نظروا إلى وئام التي ضمت كفيها إلى بعضهم البعض بتوتر بعدما لاحظت نظراتهم، لتقول بنبرة مضطربة:

-" أنا عملت.. وجهزته جوة هي طنط شادية لما تنام شوية وتصحى هغرفلها".

كان بلال يستمع إليها وهو يبتسم، لتلتفت وئام حتى عادت بنظرها إليهم مرة أخرى لتقول بنبرة سريعة وهي تذهب من أمامهم:

-" هروح أغرف لبابا".

سُرعان ما ذهبت من أمامهم، لتنظر أفنان إلى بلال وهي تبتسم رغماً عنها قائلة بنبرة هادئة:

-" تعبت معانا أوي النهاردة وإمبارح يا بلال، بجد طيبة أوي".

إبتسم لها بلال بحُب، ليذهب من أمامهم خلفها، حتى عاد هاشم بنظره إليهم ليعقد حاجبيه وهو يتساءل بنبرة هادئة:

-" هي كريمة منزلتش؟".

نفت كلاً منهم برأسها، ليومىء برأسه حتى قال بنبرة هادئة:

-" هطلع أغير هدومي وهنزل علشان أوديله الهدوم دي".

تحدث رشاد قائلاً بنبرة حانقة:

-" كبر دماغك، هو يستاهل إللي بيحصل فيه وزيادة، خليه يتعلم الأدب".

لوح هاشم برأسه ليقول بجدية:

-" حتى لو، خلينا نعمل كدة علشان أمك وخلاص.. أديك شوفت شكلها لما شافته".

عاد رشاد بنظره للفراغ وهو يتنهد بتهكُم ظهر على ملامح وجهه، ليذهب هاشم من أمامهم، حتى ذهبوا جميعهم ليجلسون بالصالة مع عابد الذي كان صامتاً طوال فترة جلوسهم معه.






كانت وئام تقوم بتحضير الطعام، لتشهق عندما شعرت بأنفاس أحد، حتى ألتفتت لتجده بلال، إبتلعت ريقها بذعر وهي تنظر له، ليُحاصرها بلال وهو يستند بيديه على الطاولة من جانبها قائلاً بنبرة خافتة:

-" خضيتك ولا إيه".

نظرت له وئام لتلوح رأسها بتوتر، ليعقد بلال حاجبيه وهو يتساءل بنفس نبرته:

-" متوترة كدة ليه، في حاجة؟".

نفت وئام برأسها عدة مرات وهي تنظر له بذلك القرب بخوف، ليبتسم بلال وهو يقول بنبرة خبيثة:

-" دة أنا حتى كنت جاي أشكرك على الأكل إللي عملتيه".

رفعت وئام كتفيها لتقول بنبرة مُهتزة وهي ترى نظراته لها:

-" أنا.. معملتش حاجة كبيرة، وأفنان ساعدتني".

أومأ لها بلال برأسه ليقول بجدية يشوبها المرح:

-" بس المجهود الأكبر كان لمين؟ مش ليكي؟".

لوحت رأسها بتوتر لتُجيب بنبرة مضطربة تقول:

-" مش عارفة ".

رفع بلال حاجبيه ليقول بنبرة واثقة:

-" ليكي والله صدقيني، أفنان أخر مرة عملت رز شاط منها، يبقى المجهود الأكبر كان ليكي، وإحنا عيلة لازم تقدر المجهود".

كانت وئام تستمع إليه بعدم فهم ولكنها كانت تشعُر بالتوتر، حتى إبتسم لها بلال ثم كاد أن يُقرب وجهه من وجنتها ليقوم بتقبيلها، ولكنه إستمع إلى صوت حمحمة، حتى لوح برأسه نحو باب المطبخ وهو مازال على نفس وضعيته، ليجدها أحلام تقف تنظر له وهي تعقد ذراعيها، ليعود بلال بنظره إلى وئام التي كانت على وشك البُكاء أثر توترها بقربه منها هكذا، ليقوم بلال بتقبيل وجنتها، حتى أعتدل لينظر إلى أحلام وهو يغمز لها بعينه قائلاً بعجرفة:

-" مفيش حاجة هتمنعني أقدر المجهود بردوا".

ليذهب من أمامهم، حتى نظرت أحلام في أثره بدهشة أثر جراءته، لتعود بنظرها إلى وئام التي ظلت على وضعيتها وهي تفتح فمها ببلاهة، لتنظر إلى أحلام، سُرعان ما أولتها ظهرها وهي تشعر بالخجل يتمكن منها.






كان مالك يجلس بجانب جابر ومن حولهم الكثير من الشباب، ليقوم أحدهم بالدق على إحدى الصواني، ليبدأ جابر الغِناء وهو يقول بشجن أثناء نظره لهم:

-" أسلوبي عارفينه كلكوا شايفينه على وضعي مابتغيرشي.. شخصيتي عاجباني وعاجبني كياني مش عاجبك تقدر تمشي.. شارب الجدعنة أنا بالملعقة وغير الرجالة مبشوفشي.. هتقل بأصلك جبته لنفسك بفعل أنا مبقولشي".

ليبدأ الشاب بالدق بشكل أعلى وهم يرددون من خلف جابر الذي تغنى بصوته المُرتفع وبحته المُميزة وهو يُشير لهم بيده:

-" أهلاً أصحابي الواطيين.. أخباركم إيه مش باينين.. لما شافوني معايا جنيهين.. قالوا يخرب عقلك فينك".

ضحك مالك على مظهره وهو يقوم بتقليد الحركات بيده، ليسترسل غِناءه وهو يقول:

-" عاملين جدعان ولاد الحرام مش قادر ضحكتوني.. وتبيعوا بعضكوا لأجل النسوان يخربيتكوا فصلتوني.. تبقوا مجانين لو يوم فاكرين جتلكوا أصل وحشتوني".

لينهض وهو يُشير لهم بيديه قائلاً بشجن وصوت مرتفع وكأنه يوجه رسالة إلى أحداً ما:

-"وغلاوة أمي أنا راجع لأجل أرازيكوا زي ما رزيتوني".

ضحك مالك بشدة على مظهره وسط ضحك سعيد عليهم وهو يلوح رأسه بيأس، ليجلس جابر مرة أخرى وهو يُشير للشباب قائلاً بجدية:

-" معادنا بكرة يا رجالة، هنغني قالي الوداع.. أبدأوا أعملوا براكتيس عليها".

ذهب الشباب من أمامهم، ليتبقى فقط كلاً من جابر ومالك وسعيد الذي نظر إلى جابر وهو يقول بنبرة هادئة:

-" يابني أنت صوتك حلو، أستغله في قراءة القرآن، أو أبقى إذن بما إننا مبنسمعش صوت الأذان من هنا".

ضيق جابر جفنيه ليقول بنبرة مُحبة وهو ينظر له:

-" يا عم سعيد دة أنت تؤمرني، والله ما هخلي نفسك في حاجة يا راجل يا بركة".

إبتسم سعيد ليومىء له برأسه كشُكر له، ليتحدث مالك قائلاً بنبرة مُتعجبة:

-" لأ بس صوتك جامد أوي فعلاً ".

لوح جابر بيده ليقول بعجرفة:

-" يا جدع عيب عليك دول عرضوا عليا أغني مع رضا البحراوي، بس أنا رفضت".

عقد مالك حاجبيه ليتساءل بجدية:

-" ليه؟".

أمتعضت معالم وجه جابر ليلوح يده بعجرفة وكأنه يشرح الوضع قائلاً بدرامية:

-" ستايله مش بيعجبني".

ضحك مالك على كلماته، ليتحدث سعيد قائلاً بنبرة هادئة:

-" أنت في حاجة حصلت معاك يابني الصبح، كنت داخل علينا وأنت مكشر ومتضايق".

ضحك مالك بسخرية ليقول بنبرة لا تقل عن مظهره:

-" وهو حد يدخل هنا ويبقى مبسوط ياعم سعيد".

رفع جابر حاجبيه ليقول بجدية:

-" وحد الله في قلبك يا صاحبي، دة أنت هنا تتعرف على أحلاها شباب ورجالة تسد عين الشمس، مالك كدة".

إبتسم مالك رغماً عنه، ليتحدث سعيد قائلاً بنبرة حرجة:

-" متأخذنيش يابني، بس أنت شكلك كويس.. إيه إللي رماك الرامية دي".

لوح جابر برأسه وهو ينظر إلى سعيد قائلاً بجدية:

-" لأ كدة أزعل منك يا عم سعيد، أومال أنا إيه؟ دة كل إللي يشوفني يقول عليا ببيع سبح".

ضحك سعيد ومالك عليه ليتحدث سعيد قائلاً بنبرة ساخرة:

-" حصل يا سيدي، دة أنا مستني نخرج من هنا علشان أجيلك واتأكد من كرم ضيافتك".

إبتسم جابر ليقول بنبرة مرحة:

-" النبي وصى على سابع جار يا عم سعيد، وأنت مش جاري.. أنت أبويا، ومكاني هو مكانك ولو طال أشيلك فوق رأسي هعمل كدة".

ربت سعيد على كتفه بقوة وهو يبتسم له بإمتنان، ليبتسم مالك وهو ينظر لهم قائلاً بنبرة مُحبة:

-" عندهم حق والله لها قالوا ياما في الحبس مظاليم".

تنهد جابر بعمق ليقول بنبرة درامية:

-" أه والله".

نظر له كلاً من سعيد ومالك بتعجُب، ليرفع له حاجبهم وهو ينتظر إعتراض أياً منهم، ليضحك كلاً منهم بعدم تصديق من ثقته الزائدة بنفسه.






صعد هاشم إلى شقته، ليولج إليها حتى وجد كلاً من يحيى وجنة يجلسون يتابعون إحدى أفلام الكارتون على التلفاز، وكريمة بالمطبخ تقوم بقلي حبات البطاطس لهم، ليقترب منهم يجلس بجانبهم وهو يقول بنبرة مرحة بعض الشيء:

-" دة إيه الروقان دة كله، أومال لو مكنتوش متفرجين عليه تمانين مرة قبل كدة".

ضحك يحيى ليقول بنبرة مرحة:

-" دة الفيلم الوحيد اللي بحب أقعد أتفرج عليه، غير كدة ف بصراحة بقعد علشان أراضي زن جنة مش أكتر".

إبتسم له هاشم، لينظر إلى جنة من جانبه التي كانت تنظر إلى التلفاز بتركيز، ليتنهد بعمق وهو ينظر لها، حتى وكزها بكتفها، لتنظر له وهي تبتسم، حتى تحدث بلغة الإشارة قائلاً بجدية مُزيفة:

-" مش كفاية فرجة على الفار الطباخ ولا إيه".

نفت جنة برأسها وهي تعود بنظرها للتلفاز مرة أخرى، ليوجه هاشم نظره إلى يحيى ليغمز له بعينه، ليعتدل يحيى في جلسته وهو يُحمحم، حتى قام بوكزها بكتفها، لتلتفت جنة تنظر له بتهكُم، حتى حادثها يحيى قائلاً بنفس نبرة هاشم الذي ألتقطها منه:

-" عايزين نتفرج على شركة المرعبين المحدودة، على القناة إللي بعد دي".

نفت جنة برأسها بقوة وبصرامة، لتعود بنظرها للتلفاز بنفس ملامح وجهها، ليضحك كلاً من هاشم ويحيى على مظهرها، حتى قام هاشم بوكزها بكتفها، لتلتفت جنة تنظر له بإنزعاج شديد، حتى إبتعد هاشم بخوف مُزيف وهو يُشير لها بيديه أن تهدأ، ولكنها نهضت لتجلس على الأرض وهي تستند بظهرها على الأريكة، ولكنها ألتفت لهم مرة أخرى لتقوم بأخذ جهاز التحكم وهي تعرضه أمام أعينهم بإنتصار بعدما نسوا أخذه، ليضرب يحيى بكفه على جبهته، حتى ضحكت هي له، لتلتفت تنظر للتلفاز بإستمتاع.

كان هاشم يتابعهم وهو يضحك على مظهرهم، لتخرج كريمة من المطبخ وهي تحمل بيديها صينية بها صحن من البطاطس وصحن أخر من الجُبن، وبعض أرغفة العيش، لتجلس بها على الطاولة من أمامهم وهي تقول بنبرة صارمة وصوت مرتفع:

-" تعالوا كلوا علشان مش هحضر أكل تاني".

تنهد يحيى بهدوء لينهض من موضعه، حتى نظر لها هاشم قليلاً، ليعتدل في جلسته وهو يوكز جنة بكتفها مرة أخرى، حتى ألتفتت تنظر له بغضب، ليلوح لها برأسه وهو يُحادثها بلغة الإشارة قائلاً بنبرة هادئة:

-" قومي علشان تأكلي يلا".

لوحت جنة برأسها نحو والدتها ويحيى، لتنهض تنضم إليهم، حتى نهض هاشم هو الآخر، لينضم إليهم وهو يستند بيده على مقعد يحيى أثناء نظره إلى كريمة مُتسائلاً بنبرة مُتعجبة:

-" معملتيش أكل ليه النهاردة يا كريمة؟".

نظرت له كريمة وهي تأكل، لتُشير بيدها نحو الطعام وهي تقول ببرود:

-" ما الأكل أهو".

عقد هاشم حاجبيه ليتساءل بنفس نبرته:

-" معملتيش ليه فراخ أو لحمة، ما أنا مديكي مصروف البيت".

تنهدت كريمة بملل، لتستند بيدها على وجهها وهي تنظر له قائلة بنبرة هادئة يشوبها الحنق:

-" ما هو مش كل يوم يا هاشم، بس لو نفسك فيهم أوي كدة أعملك وماله".

تنهد هاشم بعمق ليتحدث قائلاً بجدية:

-" أنا مبتكلمش علشاني أنتِ عارفة إني بأكل إللي بلاقيه قدامي وبحمد ربنا، بتكلم على يحيى وجنة محتاجين يأكلوا علشان وراهم مدارس ومذاكرة".

مضغت كريمة الطعام بملل، لتومىء له برأسها وهي تحاول إنهاء ذلك الحديث سريعاً أثناء قولها:

-" حاضر .. بكرة هطبخ".

أومأ لها هاشم برأسه، حتى كاد أن يذهب، ولكنه عاد إليها مرة أخرى ليعقد حاجبيه وهو يتساءل بجدية:

-" مش قولتلك لما تيجي من عند صاحبتك دي تبقي تساعديهم تحت؟ منزلتيش ليه".

أرتبكت كريمة قليلاً، ولكنها لم تظهر أي شيء، لترفع رأسها تنظر له وهي تقول بنبرة هادئة:

-" ما هي كانت تعبانة أوي وأنا فضلت معاها عملتلها أكلة ترم عضمها كدة، وأخواتك ومرات أخوك هنا هما يساعدوا".

نظر لها هاشم قليلاً، ليتحدث يحيى قائلاً بإهتمام:

-" هو مالك يا بابا هيرجع أمتى".

وجه هاشم نظره إليه، ليربت على كتفه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" لسة شوية".

حتى تحدث مرة أخرى قائلاً بنبرة مُحذرة:

-" متتكلمش مع حد في الموضوع دة يا يحيى، لو حد كلمك في أي حاجة قول إنك متعرفش".

أومأ له يحيى برأسه، ليذهب من أمامهم، حتى أستوقفته كريمة وهي تقول بنبرة حانقة:

-" أنا مش هعمل أكل تاني يا هاشم، تعالى كُل قبل ما تنام".

تنهد هاشم ليُحادثها بصوت مرتفع وهو يذهب إلى المرحاض قائلاً:

-" شبعان يا كريمة .. شبعان ".









باليوم التالي، كان رشاد يجلس من أمامه بعدما حل عليهم الصمت أثر صدمة زيد بما حدث لمالك، ليبتلع ريقه وهو يتساءل بنبرة خائفة:

-" طيب وهو كويس متأكد؟".

أومأ رشاد برأسه بملل وهو يقول بجدية:

-" كويس، كدة كدة محدش يقدر يكلمه".

أومأ زيد رأسه بخوف عليه، ليعود بنظره إليه وهو يتساءل مرة أخرى بتذكر:

-" طيب وفرح أحلام؟ المفروض إنه كمان يومين".

رفع رشاد حاجبيه ليُجيب بنبرة أظهرت ملله من تلك الأحداث:

-" محمد أجل الفرح، رغم إن عمك ومرات عمك مكانوش عايزين".

عقد زيد حاجبيه بتعجُب وعدم فهم من قرارهم، ليتحدث رشاد قائلاً بجدية:

-" عمك عايز يخليه في معاده علشان ميأخرش محمد وأحلام أكتر من كدة، وأمي عايزاه في معاده علشان فاكرة إنهم بالشكل دة ممكن يرأفوا بحالة مالك ويخرجوه يحضر فرح أخته مثلاً".

ليتنهد وهو يعود بظهره يعقد ذراعيه أثناء قوله بنبرة هادئة:

-" بس محمد وأحلام أتفقوا إنهم يأجلوه شوية لحد ما نوصل لحل ويخرج".

لوح زيد برأسه ليضع كلتا يديه عليها وهو ينظر للفراغ من أمامه بخوف، ليُضيق رشاد جفنيه وهو يتساءل بترقُب:

-" أنت تعرف إنه شغال في الحوار دة بقالك قد إيه؟".

نظر له زيد بدهشة، ليرفع رشاد حاجبيه قليلاً ينتظر جوابه، حتى أدرك زيد أن لا مفر من الإجابة على ذلك السؤال الذي علم رشاد بأنه يعلم إجابته بالفعل، ليتنهد بعمق حتى إبتلع ريقه ليقول بنبرة هادئة:

-" من حوالي خمس شهور، قبل ما أبدأ أنا بشهر".

أومأ رشاد برأسه ليتساءل مرة أخرى بجدية:

-" وكان بيبيعلك؟".

نظر له زيد قليلاً، ليبتسم رغماً عنه وهو يعود بنظره إليه قائلاً بنبرة أظهرت حبه وإشتياقه لشقيقه وصديق جميع أيامه:

-" لو هنتكلم في الموضوع دة بعشوائية شوية، ف هو مكنش بيبيعلي، والمفاجئة بقى إنه مكنش بيبيعلي أساساً مخدرات، يعني .. كانت أنواع مخدرة تأثيرها مش صعب، بس أنا إللي كنت واهم نفسي بتأثيرها على دماغي، مأدركتش دة غير لما بدأت أسحب من غريب .. ساعتها عرفت إن مالك كان بيديني ** نوع مخدر بس ملهوش علاقة بالمخدرات في نفس الوقت".

لوى رشاد شفتيه بإعجاب ساخر وهو يقول بنبرة لا تقل عن مظهره:

-" عاجبني فيك فرحتك بنفسك وبشهامة صاحبك وأنت بتتكلم ولا كأنكوا كنتوا بتشجعوا بعض على الصح".

تلاشت إبتسامة زيد تدريجياً، ليُحيد بنظره عنه وهو يتنهد بعمق بعدما شعر بالحرج والضيق، ليتساءل رشاد بإهتمام ظهر عليه أثناء قوله:

-" عامل إيه في المكان هنا، حاسس إنك بدأت تتحسن".

ضحك زيد رغماً عنه ليقول بنبرة هادئة:

-" بيتهيألك، محدش بيقدر يحس باللي بيحصل هنا غير إللي موجود هنا وجرب بجد".

ليعتدل في جلسته سريعاً وهو يبتلع ريقه مُحاولاً تغيير مجرى الحديث وهو يتساءل بنبرة مضطربة:

-" المهم .. إللي في البيت عاملين إيه".

إبتسم رشاد بعدما تفهم عليه، ليومىء برأسه وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" إللي في البيت كويسين، بيسألوا عليك وبيدعولك".

إبتسم زيد عندما تذكرها، أو عندما عادت إلى باله في تلك اللحظة، فهو لم ينساها أبداً، ليفيق عندما شعر برشاد الذي يتأهب للقيام قائلاً بجدية:

-" همشي دلوقتي علشان ألحقهم هناك".

أومأ زيد برأسه بعدما نهض، ليتحدث زيد قائلاً بنبرة حزينة:

-" أبقى سلملي على أبويا وأمي يا رشاد، ورزان .. قولهم إنك عرفت تكلمني وإن موبايلي باظ الفترة دي ومش هعرف أكلمهم، وخليهم يدعولي، قول لأمي تدعيلي بالدعوة اللي بحبها وهي هتفهمك، وأبقى تعالى تاني علشان تطمني على مالك".

إبتسم رشاد بهدوء، ليومىء له برأسه، حتى بادله زيد الإبتسامة، ليذهب من أمامه بعدما قاموا بتوديع بعضهم البعض.






عاد زيد إلى تلك الغرفة التي يمكُث بها، ليجلس بجانب الفراش على الأرض وهو يضم ركبتيه إليه أثناء إغلاقه لجفنيه، ليشعُر بدموعه التي هبطت رغماً عنه وهو يرتجف، حتى إبتسم من وسط بُكاءه عندما تذكرها، ليأتي أمامه المشهد الآتي.

كانت تقف بإحدى المناطق الفارغة وهي ترتدي فستان من اللون الأبيض، ولكنها لم تكُن ترتدي حِجابها، بل كانت بمظهر شعرها الذي يتذكره هو في صغرها، شعرها ذو اللون البُني الذي وصل إلى مؤخرة ظهرها بتمويجاته الثابتة، لتلتفت تنظر له وهي تبتسم بإتساع، حتى أقتربت منه لتمسك بكفيه وهي تقول بنبرة ناعمة من وسط إبتسامتها التي تطمئنه وتجعله يشعر بأن هناك دائماً أمل:

-" هانت أوي .. وهنكون مع بعض".

لينظر لها وإلى كفه المُعلق بين كفيها، حتى عاد بنظره إليها ليجدها ترفع باطِن كفه تضعه على وجنتها وهي تنظر له بحُب قائلة بنبرة لينة:

-" أنا معاك، وهنعدي منها سوا".

ليفتح جفنيه وهو يشعُر بجسده الذي بدأ بالتراخى بعدما تصبب بالعرق، لينهض بتثاقل على الفراش وهو يأخذ وضعية النوم، مُغلقاً جفنيه وهو يستعد لحلم جديد معها، بدايته دوماً تكون تلك المُقدمة التي تجعله يبتسم أولاً وآخراً، وكأن هي من تُعطيه الأمل من جديد، لتُصبح بتلك الطريقة حلمه الذي يهرب به من كل ألم ينهش بجسده ويؤلم عِظامه ويوجع قلبه، كما أصبحت إدمانه.. وأمانه الدائِم.




_____________________________

#يُتبع.
#الفصل_الثامن_عشر.
#ميرونزا.

पढ़ना जारी रखें

आपको ये भी पसंदे आएँगी

101K 3.9K 8
2 tom dylogii ,,Agony"
3.4K 165 11
كثير من البحور يَجتاحها لكنها ليست اللؤلؤة المنشودة، وحينما يجدها يعتقد أنه فاز بالجائزة، لكنه سيواجه عقبات كثيرة في سبيله للوصول إليها، ومع ذلك سيظل...
12.2K 989 32
ليسَت كل عائلةٍ متواجدة في الحياة تكونُ مثلما نعتقِد، فـ هُناك عائلاتٍ لا نتخيّل أنها بهذا الشكل. إن كان الشرّ هو من يجري في الدِماء.. الخُبثُ هو م...
109K 1.4K 51
𝐈𝐭𝐬 𝐭𝐡𝐞 𝐟𝐢𝐫𝐬𝐭 𝐝𝐚𝐲 𝐛𝐚𝐜𝐤 𝐭𝐨 𝐬𝐜𝐡𝐨𝐨𝐥 , 𝐀𝐚𝐥𝐢𝐲𝐚𝐡 𝐢𝐬 𝐧𝐨𝐰 𝐢𝐧 𝟏𝟎𝐭𝐡 𝐠𝐫𝐚𝐝𝐞, 𝐰𝐡𝐢𝐥𝐞 𝐬𝐡𝐞𝐬 𝐭𝐡𝐞𝐫𝐞 𝐬𝐡...