عُمارة آل نجم.

By MariamMahmoud457

226K 14.4K 22K

عادةً ما تأتي العائِلة أولاً، بضجيجها، وحِسها، وحروبِها الدائِمة رغماً عن أمانِها المُستقر، جيشك المُتصدي، مح... More

الفصل الأول ( بر الوالدين )
الفصل الثاني ( تلقاه العين قبل الرحِم )
الفصل الثالث
الفصل الرابع ( من يملُك الحق )
الفصل الخامس ( إرضاء الأقرب للقلب؟ )
الفصل السادس ( طريق التهلكة )
الفصل السابع ( ماذا فعلوا بحقها؟ )
الفصل الثامن ( بداية جديدة خالية من الفساد )
الفصل التاسع ( تِكرار الخطأ عواقبه كبيرة )
الفصل العاشر ( خيبة الأهل )
الفصل الحادي عشر ( حق مؤجل )
الفصل الثاني عشر ( عُطلة عائلية )
الفصل الثالث عشر ( موافقة بالإجبار )
الفصل الرابع عشر ( بيعة مُشتراه )
الفصل الخامس عشر ( عودة العلاقات )
الفصل السادس عشر ( إصلاح ما قامت الحياة بإفساده )
الفصل الثامن عشر ( داءه، ودواءه )
الفصل التاسع عشر ( جاء بنبأ بُعاده )
الفصل العشرين ( أمل يُضيء القليل من النور )
الفصل الواحد والعشرين ( قد تتغير الموازين )
الفصل الثاني والعشرين ( لا بأس من المحاولة مرة أخرى )
الفصل الثالث والعشرين ( بنهاية الدرب راحة )
الفصل الرابع والعشرين ( عودة حميدة )
الفصل الخامس والعشرين ( زواج بنكهة جنازة )
الفصل السادس والعشرين ( حُب غير مرغوب )
الفصل السابع والعشرين ( فرصة أخرى أخيرة )
الفصل الثامن والعشرين ( ضائِعة من نفسها تائِهة بين البشر )
الفصل التاسع والعشرين ( زواج لرد الشُكر )
الفصل الثلاثين ( ليلة يتكللها الفرح والسرور )
الفصل الواحد والثلاثين ( عاد مُهاجر الدار إلى داره )
الفصل الثاني والثلاثين ( جاء من يحمل الحُب في قلبه وقوله وفعله )
الفصل الثالث والثلاثين ( لم نعُد نلوم الغرباء، فالمقربون فعلوا الأسوء )
الفصل الرابع والثلاثين ( عواقب انتماءِها لهذا الحُب )
الفصل الخامس والثلاثين ( من لا ذنب له؟ )
الفصل السادس والثلاثين ( مُناضل في حرب السعادة )
الفصل السابع والثلاثين ( لا نُحاسب على سذاجة القلب )
الفصل الثامن والثلاثين ( نهاية قصة محسومة لن يُفيدها الأسف )
الفصل التاسع والثلاثين ( المرءُ لا تُشقيه إلا نفسُهُ )
الفصل الأربعين ( خيبات تليها صدمات مُتتالية )
الفصل الواحد والأربعين ( لن نعود مرة أخرى، انتهت الرسائِل )
فصل إضافي ثاني وأربعين ( بورِكتّ معك فاتِحة العُمر )
فصل إضافي ثالث وأربعين ( بورِك مسعى سِرناه سوياً )
فصل إضافي رابع وأربعين ( يزداد نصيب العُمر به حياة )
الأخير، مِسك الخِتام ( خير حصاد التربية الصالحة )

الفصل السابع عشر ( صدمة غير متوقعة )

4.1K 296 274
By MariamMahmoud457

وصل هاشم إلى مركز الشرطة، لتستوقفه شادية التي ركضت إليه تتمسك به وهي تبكي بقوة قائلة بنبرة محشرجة باكية:

-" ألحق أخوك يا هاشم".

أمسك هاشم بها ليأتي عابد قائلاً بنبرة حادة:

-" ما تهدي يا شادية لحد ما نشوف في إيه".

ليعود عابد بنظره إلى هاشم وهو يقول بنبرة صارمة:

-" خدها روحها علشان أفنان في البيت لوحدها".

توقفت شادية بينهم لتقول بنبرة غاضبة من بين بكاءها:

-" أنا مش ماشية من هنا، مش همشي من غير إبني".

تحدث هاشم من وسط تلك الضوضاء يقول بنبرة قلقة:

-" هو في إيه، إيه إللي حصل".

تنهد هاشم بتعب، لتبتلع شادية ريقها وهي تلتفت بلهفة قائلة بنبرة باكية:

-" أخدوه من وسط شغله يا هاشم، بيقولوا مخدرات، مخدرات إيه هو عمره ما شرب الحاجات دي أنا عارفة إبني".

تشكلت معالم الصدمة والتعجُب على وجه هاشم وهو يُحاول إستيعاب كلماتها، ليتحدث عابد قائلاً بنبرة هادئة:

-" روحها يا هاشم وأرجع تاني نشوف الموضوع دة هيخلص على إيه".

نظرت له شادية لتصرخ به قائلة بنبرة غاضبة:

-" قولتلك مش ماشية".

نظر لها عابد قليلاً، ليأتي إليهم في ذلك الحين كلاً من بلال ورشاد وعادل، ليتحدث هاشم قائلاً بنبرة قلقة وهو ينظر إلى عادل:

-" في إيه يا عادل، أنت تعرف حاجة عن الموضوع دة؟".

أشار لهم عادل بيده قائلاً بنبرة هادئة:

-"طيب أتفضلوا في المكتب الأول علشان نعرف نتكلم".

تحركت شادية أولاً، ليتبعها الشباب، حتى ولج بهم عادل إلى مكتبه، ليجلس كلاً من عابد وشادية من أمامه، والشباب يقفون من أمامهم، حتى تحدث رشاد قائلاً بجدية:

-" مخدرات إيه، في إيه بالظبط".

تنهد عادل وهو يستند بيديه على مكتبه أثناء وقوفه أمامهم، ليتحدث عابد قائلاً بنبرة هادئة أثر خوفه الذي حاول التحكم به:

-" مالك مبيشربش يا عادل وأنت عارف كدة كويس".

أومأت شادية برأسها عدة مرات وهي تبكي قائلة بنبرة محشرجة:

-" أيوة أنا عارفة إبني أكتر من نفسي عيالي عمرهم ما دخلوا بوقهم الحاجات دي أكيد في حاجة غلط مالك عاقل وعمره ما يعمل في نفسه كدة أنا متأكدة".

حرر بلال يده من خصلات شعره ليقول بنبرة هادئة:

-" أستني يا أمي الله يباركلك علشان نعرف الموضوع إيه بالظبط".

ليعودوا جميعهم بنظرهم إلى عادل الذي كان ينظر إليهم بقلق من ردة فعلهم، ولكنه إبتلع ريقه ليقول بنبرة حاول جعلها ثابتة هادئة من أمامهم:

-" مالك مكنش بيشرب مخدرات، كان بيبيعها".

صُدموا جميعهم من حديثه، ليشعُر عابد بألم قلبه وهو ينظر للفراغ من أمامه بصدمة، لتنفي شادية برأسها عدة مرات بعدم تصديق بعدما تجمعت الدموع بأعينها أكثر، لتقول بنبرة مُتقطعة أثر عدم مقدرتها على أخذ أنفاسها:

-" لأ، إبني ميعملش كدة .. أنا متأكدة، هو يمكن أه طايش بس دة حال .. كل الشباب في سنه، أنا واثقة في إبني، هو عمره ما يعمل كدة .. هو عمره ...".

لتتوقف عن الحديث وهي تأخذ أنفاسها، كذلك الشباب الذين كانوا ينظرون إليهم بصدمة، ليتحدث هاشم قبلهما قائلاً بنبرة أظهرت خوفه وعدم تصديقه وهو يُطالع عادل بترقُب:

-" عادل، أنت متأكد؟".

أغلق عادل جفنيه ليتنهد بعمق وهو يعود بنظره إليه قائلاً بنبرة هادئة:

-" هو مأنكرش دة".

وضعت شادية يديها على رأسها وهي تنظر للفراغ من أمامها بتيه وعدم وعي، لتلطم على وجهها من بعد ذلك وهي تبكي، حتى أقترب منها رشاد ليسحب يديها عن وجهها بعدما جثى على رُكبتيه من أمامها مُحاولاً تهدأتها، ليبتلع عادل ريقه حتى تحدث قائلاً بنبرة مُطمئنة:

-" هنقومله محامي والموضوع هيخلص علطول إن شاء الله".

أغلق عابد جفنيه ليتحكم بدموعه، حتى رفع رأسه ليبتلع ريقه وهو ينظر إلى عادل قائلاً بنبرة ثابتة رغم أي شيء:

-" هينفع نشوفه ولا لا".

لوح عادل برأسه ليقول بنبرة هادئة:

-" هو صعب بس هحاول".

أومأ له عابد برأسه في هدوء، ليولج إليهم الغرفة بعدما دق الباب بعد قليل، كلاً من محمد وأحلام، ليقترب محمد من عادل يصافحه وهو يقول برسمية:

-" عادل باشا، أنا النقيب محمد عاصم".

بادله عادل المُصافحة ليقول بنبرة هادئة:

-" أهلاً يا باشا، أتفضل".

أومأ محمد رأسه بشكُر، ليتحدث رشاد قائلاً بجدية:

-" عرفت حاجة يا محمد؟".

نظر لهم محمد قليلاً، ليتحدث قائلاً بنبرة قلقة:

-" مالك قال إنه بطل من شهرين وشوية، يعني إن شاء الله في أمل إن الموضوع يخلص علطول".

تحدثت أحلام قائلة بنبرة باكية وهي تنظر لهم:

-" محمد قالي إنه هيقومله محامي كويس والموضوع هيخلص بسرعة".

تحدث عابد قائلاً بنبرة هادئة وهو ينظر للفراغ من أمامه:

-" ملهوش لزوم يا محمد كتر خيرك، عادل كلم محامي كويس وهييجي إن شاء الله علشان الموضوع يتحل".

أومأ محمد برأسه في هدوء بعدما نظر إلى عادل الذي أومأ له برأسه بإطمئنان، ليتحدث بلال قائلاً بجدية:

-" يلا يا أحلام علشان تروحوا".

نظرت أحلام نحو شادية التي كانت تنظر للفراغ من أمامها بتصنُم ودموع على وجنتيها لا تجف، ليقترب منها هاشم يقول بنبرة هادئة مُطمئنة وهو ينظر لها:

-" يلا يا أمي علشان تروحي، والمحامي هييجي كمان شوية هنشوف هيحصل إيه وهنرجعلك تاني ومالك معانا إن شاء الله".

نهضت شادية بتثاقل، لتقترب أحلام لكي تُسندها، حتى تحدث بلال وهو ينظر لهم قائلاً بنبرة هادئة:

-" هروح أوصلهم وهرجعلكم تاني".

أومأوا برؤوسهم، لتنظر أحلام إلى محمد الذي إبتسم لها ليُطمئنها، حتى أومأت له برأسها وهي تبكي، ليذهب ثلاثتهم من أمامهم.




كانت الشباب تجلس بغُرفة عادل ومعهم محمد الذي كان يُحاول التواصل مع والده لحل تلك المُشكلة، ليولج إليهم عادل وهو يقول بنبرة سريعة:

-" خمس دقايق بس يا حج".

نهض عابد بتلهُف، لينظر إلى الشباب وهو يقول بنبرة صارمة:

-" محدش يتكلم معاه في حاجة".

صمتوا جميعهم، ليبدأوا بالخروج واحداً تلو الآخر، حتى قادهم عادل إلى إحدى الغُرف، ليولج عادل ومحمد الذين قاموا بمُصافحة ذلك الشرطي، حتى أشاروا إلى عابد بالجلوس، لتمُر بضعة دقائق، حتى فُتح الباب بواسطة ذلك العسكري الذي كان يُسير من جانبه مالك.

نظر له الشباب بمعالم وجه مُبهمة، وسط نظرات مالك الهادئة عكسهم جميعاً بشكل غريب، ليُشير له ذلك الشرطي قائلاً برسمية:

-" تعالى أقعد".

أقترب مالك بهدوء، ليجلس على المقعد المُقابل لوالده، وسط نظرات عابد الغريبة له والتي تفهمها مالك على الفور ولكنه لم يتحدث، حتى حل الصمت عليهم جميعاً، ليُحمحم مالك قائلاً بنبرة هادئة:

-" متجمعين عند النبي إن شاء الله".

لوح هاشم برأسه وهو يحاول التحكم بأعصابه، ليظل رشاد على نفس وضعيته وهو ينظر له بهدوء، حتى تحدث عادل قائلاً بنبرة مُحذرة:

-" مالك ".

نظر له مالك قليلاً، ليلوح برأسه، حتى تحدث عابد قائلاً بجدية وكأنه يقوم بإستجوابه:

-" ماشي في الموضوع دة بقالك قد إيه".

نظر له مالك، ليعود بنظره للفراغ وهو يقول بنبرة هادئة:

-" سنة ونص".

نظر كلاً من هاشم ورشاد إلى بعضهم البعض، ليتساءل عابد بنفس نبرته:

-" وبطلت ولا لسة مكمل فيه".

نظر مالك إليه قليلاً، حتى نكس رأسه ليقول بنبرة هادئة:

-" بطلت من شهرين ونص".

أومأ عابد برأسه في هدوء، لينهض من مقعده حتى أعتدل كلاً من هاشم ورشاد في وقفتهم، لينهض مالك هو الآخر، ولكنه تفاجىء عندما وجد ذلك الكف يهبط على وجهه من قبل عابد، ليصمت الجميع أثر تلك الصفعة التي دوى صوتها بالغُرفة، حتى رفع مالك رأسه مرة أخرى ينظر إلى عابد بتهكُم يستمع إليه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" أنا عمري ما مديت إيدي على واحد فيكم، علشان كنت فاكركم كلكم رجالة، بس العيب مني أنا".

لم ينظر له مالك ولم يتحدث وهو يوجه نظره للفراغ من أمامه بعدما أحمر وجهه أثر تلك الصفعة، ليسترسل عابد حديثه وهو يقول بنبرة هادئة أظهرت قهرته:

-" الغلط كله من عندي لما معرفتش أربيك من الأول تطلع راجل".

لينظر له قليلاً بخزي وخُذلان، حتى ألتفت ينظر إلى كلاً من عادل ومحمد وهو يقول بجمود:

-" شوفوله المحامي دة هيعمل إيه، ولما توصلوا لحاجة أبقوا كلموني".

أومأ كلاً منهم برأسه، ليعود بنظره إلى رشاد وهو يلوح له برأسه قائلاً بنفس نبرته:

-" تعالى وصلني البيت، وأنت يا هاشم خليك هنا".

ليذهب من أمامهم من بعد ذلك، حتى نظر رشاد إلى هاشم ليقول بنبرة هادئة:

-" هوصله وراجعلك تاني".

أومأ له هاشم برأسه، ليلتفت رشاد ينظر إلى مالك، حتى ذهب من أمامهم بهدوء.




بعدما أوصلهم بلال، توجه من بعد ذلك إلى بناية منزله، ليتوقف قليلاً أمامها حتى هبطت إليه وئام، لينظر لها بلال حتى أقتربت منه وهي تتساءل بنبرة حزينة:

-" ليه مقولتليش يا بلال إننا هنروح النهاردة عندكم، كنت عملت حلويات".

أمسك بلال بيدها ليسحبها معه نحو السيارة، حتى ألتف ليصعد بجانبها، ثم تحدث قائلاً بجدية وهو ينظر لها:

-" ملحقتش أقولك، أنا هسيبك عندنا في البيت شوية".

أومأت له وئام رأسها لتتساءل بنبرة هادئة:

-" وأنت ".

إبتلع بلال ريقه وهو ينظر أمامه، حتى عاد بنظره إليها ليقول بنبرة هادئة بعدما أمسك بيدها:

-" في مشكلة حصلت عندنا في البيت وإحنا بنحلها، هتلاقي عندنا أحلام وأفنان وأمي، خليكي معاهم بس متسأليش عن حاجة تمام".

لوحت وئام برأسها لتتساءل بنبرة قلقة:

-" هو في حاجة وحشة طيب".

لوح بلال برأسه قليلاً وهو يقول بنبرة حاول جعلها مرحة:

-" يعني، مش أوي .. المهم هاجي بليل أخدك ونرجع بيتنا تاني نعمل كل إللي إتفقنا عليه مع بعض إمبارح، أنا مش ناسي".

أومأت له وئام برأسها عدة مرات بسعادة، لتقول بنبرة مُحمسة:

-" أنا كمان خلصت الكيكة والعصير، مش فاضل بس غير إننا نروق البلكونة زي ما قولتلي".

أومأ لها بلال برأسه وهو يبتسم قائلاً بنبرة لينة:

-" بليل هنظبط كل دة مع بعض، المهم خلي بالك من نفسك ولو في حاجة إبقي أتصلي بيا".

إبتسمت له وئام لتومىء برأسها في خجل، ليرفع بلال كفها يُقبله وهو يُغلق جفنيه محاولاً عدم إظهار توتره وخوفه أمامها.




بالمساء، كانت سامية تجلس بجانب شادية التي كانت ومازالت تبكي وهي تضع يدها على رأسها بتعب، كذلك أفنان التي كانت تجلس عاقدة ذراعيها وهي تبكي، ومن أمامهم تقف رزان التي كانت تُحاول الوصول إلى أياً منهم بعدما مرت عدة ساعات عليهم، وكذلك وئام التي خرجت من المطبخ بعدما أعدت بعض المشروبات الساخنة، لتمسك بالكوب تُعطيه إلى شادية وهي تقول بنبرة خائفة أثر مظاهرهم:

-" أتفضلي يا طنط أشربيها وهي سخنة".

أشارت لها شادية بيدها لتضعها مكانها وهي تنفي برأسها، لتنظر وئام إلى أفنان التي كانت تبكي هي الأخرى وهي تنظر أمامها بشرود، حتى جلست وئام على مقربة منهم وهي تضم كفيها إلى بعضهم البعض بتوتر أثر ذلك الوضع.




دق هاتف رزان، لتنظر إلى ذلك الرقم حتى تركتهم لتولج إلى الشُرفة، لتعقد حاجبيها وهي تُجيب بنبرة هادئة:

-" ألو؟".

كان بسام يجلس بمكتبه وهو يلعب بالقلم الذي بيده ينتظر جوابها، حتى أتاه صوتها ليترك القلم على الفور وهو يقول بنبرة سريعة:

-" رزان، أنا بسام".

أغلقت رزان جفنيها، لتضع يدها على جبهتها وهي تقول بنبرة مضطربة:

-" أه .. أيوة".

عقد بسام حاجبيه ليتساءل بنبرة مُتعجبة:

-" أنا بعتلك ماسدج على الواتساب بس أنتِ مفتحتيش، وكلمت الحج عُمران علشان أأكد على ميعادنا بكرة بس هو مردش، هو في حاجة؟".

نظرت رزان نحو الخارج، لتعود بجسدها مرة أخرى وهي تضع يدها في خصرها بتعب أثناء قولها بنبرة هادئة:

-" لأ .. مفيش حاجة هو بس شوية مشاكل في البيت هنا".

عقد بسام حاجبيه بتعجُب أكبر، ليلوي شفتيه، حتى وضع يده على رقبته بتفكير وهو يقول بنبرة هادئة:

-" طيب هعرف أكلم الحج عُمران ولا لا؟".

أجابت رزان تقول بإيجاز:

-" لما ييجي هقوله إنك أتصلت".

أومأ بسام برأسه وهو ينوي عدم الحديث أكثر من ذلك، ليتساءل للمرة الأخيرة قائلاً بجدية:

-" صليتي؟".

نظرت رزان للفراغ من أمامها بهدوء، لتقول بنبرة تُماثل مظهرها الهاديء:

-" أيوة ".

إبتسم بسام قليلاً، ليقول بنبرة لينة:

-" تمام .. هستنى الحج عُمران يكلمني".

أغلقت رزان جفنيها، لتقوم بتوديعه من بعد ذلك بكلمات قليلة، حتى نظرت إلى رقمه، لتتنهد وهي تقوم بتسجيله، ثم نظرت إلى تلك الدبلة التي ترتديها بيدها، لتعود إليهم مرة أخرى بملامح وجه مُتهكمة.




عاد كلاً من عابد ورشاد إلى المنزل، لتفتح أفنان باب المنزل حتى نهضت شادية ومن خلفها الجميع لتذهب إليهم مُسرعة وهي تتساءل بنبرة مُتلهفة:

-" هو فين، مجاش معاكم ليه".

ذهب عابد إلى غرفته دون أن يتحدث أو يُجيب على أياً منهم، ليتنهد رشاد وهو يعود بنظره إلى شادية قائلاً بنبرة هادئة:

-" مستنيين المحامي وهاشم معاه هناك".

تحدثت شادية بطريقة مُنفعلة تقول:

-" يعني إيه بردوا مجاش معاكم ليه!".

مسح رشاد على وجهه بهدوء، ليتحدث قائلاً بنبرة مُتعبة:

-" هروح أشوف الموضوع دة هيخلص على إيه وإن شاء الله يرجع معانا، المهم محدش يتكلم مع الحج في حاجة دلوقتي، سيبوه لوحده".

نظرت شادية نحو الغرفة، لتعود بنظرها إلى رشاد، حتى كاد أن يذهب من أمامهم، ولكن أقتربت وئام بتوتر لتتساءل بنبرة مضطربة:

-" هو فين بلال".

نظر لها رشاد، ليُجيب قائلاً بنبرة هادئة:

-" معاهم هناك، في حاجة؟".

لوحت وئام برأسها، لتقول بنبرة أظهرت حرجها وتوترها:

-" ممكن حضرتك تقوله يكلمني، أنا أتصلت بيه وهو مش بيرد عليا".

أومأ لها رشاد برأسه بهدوء، ليذهب من أمامهم من بعد ذلك، حتى وجهت شادية نظرها نحو سامية التي ربتت على كتفها وهي تقول بنبرة مُطمئنة:

-" خير إن شاء الله متقلقيش وهيرجع والله، المهم خشي ريحي شوية جنب الحج أحسن يجرالك حاجة أنتِ من الصبح على كدة".

تركتهم شادية، لتذهب تجلس على الطاولة وهي تضع يديها على رأسها بصدمة مازالت موجودة وآثارها واضحة على ملامح وجهها قبل داخلها، لتُغلق جفنيها وهي تبكي بقلة حيلة.




كانت أحلام تقف بجانب هاشم، ليقترب منهم محمد الذي نظر إلى أحلام قائلاً بنبرة هادئة:

-" يلا علشان أروحك بلاش وقفتك دي هنا".

نفت أحلام برأسها وهي تقول بنبرة خائفة:

-" خليني هنا لحد ما نشوف هيحصل إيه، أنا خايفة عليه أوي يا محمد".

نظر محمد نحو هاشم الذي كان ينظر للفراغ من أمامه بشرود، ليعود بنظره إليها وهو يتودد إليها بأعينه ذات نظرته اللينة أثناء قوله بنبرة مُطمئنة:

-" متقلقيش المحامي إللي جاي دة كبير ومعروف وهيخلص الموضوع علطول إن شاء الله، مش عايزك تقلقي وعايزك تروحي تطمني والدتك كمان علشان هي أكيد قلقانة ومحدش منهم في البيت عارف حاجة، ف تعالي أروحك أحسن".

نظرت له أحلام بخوف، ليبتسم وهو يطمئنها بأعينه، حتى وجهت نظرها إلى هاشم الذي تنهد وهو يلوح لها برأسه يحثها على الذهاب، لتومىء له برأسها، حتى ذهبت بجانب محمد.




بعد مرور بعض الوقت، كان كلاً من عادل وهاشم ورشاد وبلال يجلسون أمام ذلك المحامي، ليعقد عادل حاجبيه وهو يلوح برأسه قائلاً بجدية:

-" طيب ما كدة مفيش أي إثبات بما أنه مبطل من شهرين ونص".

لوح المحامي برأسه ليقول بجدية تماثله:

-" بس متنساش إنه إعترف على نفسه ومأنكرش إنه فعلاً كان بيتاجر فيهم، دة غير الحملة دي مجابتهوش لوحده، دول جابوا كذا حد من نفس المنطقة وكلهم شهدوا على إنه كان بيبيع ليهم وبيبيع معاهم".

نظر عادل إلى الشباب بهدوء، ليتحدث هاشم قائلاً بنبرة قلقة:

-" طيب وإيه العمل دلوقتي، أكيد في حل".

أومأ المحامي برأسه ليقول بنبرة هادئة:

-" أكيد.. بس الموضوع مش هيخلص بسهولة زي ما حضراتكم متخيلين، لازم نثبت إنه بطل فعلاً، وفكرة إنه أعترف على نفسه دي على قد ما هي مضرة بس بردوا هترجعله بالنفع وممكن الحكم يخف من عليه شوية".

أمتعضت معالم وجه بلال ليتساءل بنبرة أظهرت صدمته:

-" حُكم؟".

نظر له المحامي قليلاً، ليتنهد عادل وهو يقول بنبرة هادئة أمتزجت بضيقه:

-" في العادي قضية المخدرات بيبقى أقل حكم ليها تلات سنين".

نظروا جميعهم إلى بعضهم البعض بصدمة، ليتحدث رشاد قائلاً بنبرة مُنفعلة:

-" بس هو بطل خلاص، هيتحكم عليه بأي أساس؟ هيحكموا على واحد ماسك الهوا في إيده!".

أعتدل المحامي في جلسته ليُشير إلى رشاد بالهدوء قائلاً بنبرة هادئة يشوبها القليل من الحنق:

-" يا أستاذ اهدى شوية بعد إذنك، وبعدين مين قال إنها هتوصل لتلات سنين! الموضوع بإذن الله هيخلص علطول، لكن بقول محدش يتوقع إني أخرجهلكم النهاردة!".

أغلق رشاد جفنيه وهو يتحكم بأعصابه، ليُشير له هاشم بيده وهو يقول بنبرة مُتلهفة:

-" مش مهم النهاردة، مش مهم.. المهم إن الموضوع يخلص من غير ما الوضع يكبر أكتر من كدة".

أومأ المحامي برأسه، ليعود عادل بنظره إليهم قائلاً بجدية:

-" أنا حاولت أطلب إنه يبات عندي هنا في المكتب لحد ما نشوف بكرة هيحصل إيه، بس موافقوش".

نظر له رشاد ليقول بنبرة حانقة:

-" خليه يقعد وسطهم تحت، ويشوف كان هيوصل نفسه لحد فين".

نظروا جميعهم إلى بعضهم البعض، ليتنهدوا جميعهم بضيق وخوف وتوتر ظهر عليهم.




بأحد الزنازين، كان يجلس على الأرض وهو يستند بظهره على الحائط من خلفه، ويستند بيديه على ركبتيه وهو يمسك بتلك الورقة يلعب بها من بين أصابعه بشرود، ليقترب منه ذلك الشاب الذي جلس بجانبه وهو يستند بيده على ركبته أثناء قوله بصوتٍ أجش:

-" المتدلع جاي ف إيه".

نظر له مالك قليلاً، ليعود بنظره للورقة من بين يديه وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" مكنتش متوقع إني ممكن في يوم أألش الألش الرخيص دة، بس للأسف جاي في البوكس".

وضع ذلك الشاب يده على وجنته ليحك بها وهو يُطالع مالك من أسفل إلى أعلى مُتفحصاً إياه أثناء قوله بتفكير:

-" لأ بس شكلك ميوحيش بتحرش".

نظر له مالك بدهشة لم يستطع إخفاءها، ليُضيق ذلك الشاب جفنيه وهو يتساءل بنفس نبرته:

-" شكلك مخدرات ".

لوى مالك شفتيه بإعجاب وهو يومىء برأسه ليقول بنبرة ساخرة:

-" باين عليك لماح".

ضربه ذلك الشاب بكتفه وهو يقول بنبرة أظهرت فخره وكبرياءه:

-" يا صاحبي عيب عليك دة أنا جابر الفهيم، والكريم إسمه إيه؟".

تنهد مالك بعمق، ليعود بنظره إليه قائلاً بنبرة هادئة:

-" مالك ".

أنتفض الشاب ليمسك مالك من تلابيب قميصه بيد واحدة وهو يقول بنبرة غاضبة:

-" ما تظبط ياض شايفني بضفيرتين قدامك إيه مالِك دي؟ ومالك بتقولها بمشاعير وأحاسيس أوي كدة ليه".

أزاح مالك يده عنه وهو يقول بنبرة تماثله:

-" ياعم وسع هو أنا ناقص، أنا إسمي مالك".

عاد الشاب برأسه للخلف بتفهُم، ليضع إصبعه أسفل أنفه يمرره عدة مرات وهو يقول بنبرة مُشمئزة:

-" بس إيه الإسم النايتي دي؟ مالك ومخدرات؟ متأكد إنها مخدرات؟ دة أنت باين عليك من بتوع السجاير مضرة للصحة".

قلب مالك عينيه بملل، ليقول بنبرة حانقة:

-" أنا تخيلت أي حاجة تحصل معايا، إلا اللحظة دي".

غمز له الشاب بعينه ليقول بنبرة أظهرت فخره:

-" حسيت بالفرحة صح؟ حقك، حد يتكلم مع جابر الفهيم وميتبسطش، حقك تتبودر".

أمتعضت معالم وجه مالك ليتساءل بجدية:

-" أتبودر إزاي؟".

لوح له الشاب بيديه ليقول بجدية:

-" أومال إيه مخدرات ومالك والزمالك وشكلك عيل نايتي ومتدلع، تتبودر يا صاحبي تبقى براود يعني فخور".

عاد مالك برأسه للخلف بعدما تفهم عليه وهو يطالعه ببلاهة، ليبتسم مالك وهو يقول بنبرة مرحة:

-" لأ بس أنا حبيتك يا عم جابر والله، أنت بقى جاي ف إيه؟".

إبتسم جابر ليضم قبضة يده يُقربها من فمه ليقوم بتقبيلها حتى عاد بها إلى مالك ليصافحه وهو يقول بنبرة سعيدة:

-" محسوبك جاي في خناقة".

صافحه مالك ليبتسم وهو يقول بنبرة مُتعجبة:

-" لا بس شكلك يدل على إنك أخطر من كدة، أنا للوهلة الأولى أفتكرتك قتال قتلة مثلاً".

ضحك جابر بسخرية ليقول بنبرة تماثل مظهره:

-" قتال قتلة؟ ليه ياعم فاكرني سفاح الجيزة".

تنهد جابر وهو يقول بنبرة هادئة من وسط إبتسامته:

-" أنا على الله يا صاحبي، عندي مصنع خردة صغير بتسترزق منه، جه المعلم حنفي قالي هاخد منك شوية خردة بخمستلاف جنيه، وهما بالميت يعملولهم أقل واجب سبعتلاف، كلمة من هنا على كلمة هنا مسك فيا وقالي هديك خمسة ونص، أداني أربعة وقالي يتبقالك ألف ونص، قولت خلاص ماشي علشان الشغلانة متطيرش، أتفاجيء يا صاحبي إنه راح باعهم للمعلم إبراهيم بتمانية وفوقيهم بوسة!".

أمتعضت معالم وجه مالك ليتساءل بنبرة مُشمئزة:

-" فوقيهم بوسة إزاي؟".

قلب جابر عينيه بملل ليعود بنظره إليه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" شوية فكة يعني يا صاحبي بيكرمه وبيقدره في سوق العمل".

أومأ له مالك بتفهُم ليحثه على إستكمال حديثه، إبتلع جابر ريقه ليقول بنبرة هادئة:

-" بس يا صاحبي، جيت أقوله يزودلي أنا كمان شوية فكة ويخليهم ألفين، مرضيش، أسكت؟".

نفى مالك برأسه ليقول بجدية:

-" بصراحة لأ، أنت سكتت كتير ودة حقك".

أشار له جابر بيديه ليقول بصوت مرتفع:

-" الله ينور عليك، روحت مطيرله حاجبه، إبنه جه عايز ياخد حق أبوه، أسكت؟".

كان مالك يستمع إليه ببلاهة، لينفي برأسه بتيه، حتى تحدث جابر قائلاً بجدية:

-" قومت فاتحله قرنه، المعلم إبراهيم جاي يصفي الحساب معايا أنا بقى، أسكت؟".

حك مالك شعره وهو ينظر إليه بصدمة، ليبتلع ريقه وهو ينفي برأسه، ليقول جابر بنبرة مُنفعلة:

-" قومت مولعله في مصنع الخردة بتاعه".

ليتنهد وهو يستعيد هدوءه مرة أخرى، حتى عاد بنظره إلى مالك وهو يقول ببراءة لاقت به:

-" أنا عايزك تشهد شهادة حق يا عم مالك، أنا كدة غلطان يا صاحبي؟".

كان مالك ينظر إليه بعدم تصديق، ليبتلع ريقه وهو يتساءل بنبرة مضطربة:

-" هو مش حضرتك قولت جاي في خناقة؟".

أومأ له جابر برأسه ليقول بجدية:

-" ما دي عواقب الخناقة".

أومأ له مالك برأسه عدة مرات، ليعود بنظره إليه وهو يقول بجدية:

-" لأ بس حقك، محدش يقدر يغلطك".

رفع جابر حاجبيه بفخر ليقول بنبرة حادة:

-" وأنا دمي حامي يا صاحبي وأحب الشغل زي عينيا، بس إللي ييجي على سكتي...".

صمت جابر قليلاً، ليقوم بإخراج أداة صغيرة على حين غفلة من جيب بنطاله ليقول بنفس نبرته:

-" هفتحله مطوتي ".

إبتعد مالك بفزع، ليقترب منهم ذلك الرجل قائلاً بنبرة هادئة وهو ينظر إلى جابر:

-" يابني شيل المطوة إللي في إيدك دي، لو شافوها معاك مش هيرحموك".

نظر له جابر ليقول بقلب لا يخشى أحد:

-" طب يبقى حد يستجرأ يفتح بوقه معايا وهخلي وش كل واحد فيهم قارة لوحده".

ليُضيق جابر جفنيه وهو ينظر إلى ذلك الرجل قائلاً بنبرة هادئة:

-" بس لسة بردوا مصمم يا عم سعيد إن أنا إللي غلطان".

جلس سعيد بجانب مالك على الأرض لينظر إلى جابر وهو يقول بنبرة رزينة:

-" أنت بتحب الحق يا جابر، وأنا قولتلك شهادة الحق بتاعتي، وهي إنك غلطان، وغلطك أكبر من حنفي وإبراهيم، مش هي دي أصولك، أنت شاب كويس".

لوح جابر برأسه ليقول بجدية:

-" يا عم الحج الأصول بتقول إن إللي معاه يدي للي معهوش، وهو كان معاه وعمل نفسه عبيط وفاكرني هستعبط زيه وهسيب حقي، وباللي عملته دة أنا حقاني وأصيل".

إبتسم سعيد ليقول بنبرة هادئة:

-" حقاني يا سيدي ومتفقين عليها ومطلبتش أكتر من حقك، لكن الأصول بقى إنك تبوظ وش الراجل وإبنه وتولع في أكل عيش الراجل التاني؟ بقى هي دي الأصول يا جابر".

ضيق سعيد جفنيه ليقول بجدية وهو ينظر له مُتأهباً للنهوض:

-" الأصول محدش بيتعلمها على كبر يا جابر، يا تتربى عليها من صغرك.. يا تعيش عمرك كله تسمع عنها".

ليذهب من أمامهم من بعد ذلك، حتى نظر مالك في أثره بتعجُب، ليعود بنظره إلى جابر وهو يتساءل بنبرة أثارت فضوله:

-" مين الراجل دة؟ شكله مش وش سجون يعني".

نظر له جابر ليقول بنبرة حانقة:

-" لأ وأنت إللي وشها أوي يا متدلع".

أغلق مالك جفنيه وهو يضحك بسخرية، ليتحدث جابر قائلاً بنبرة هادئة:

-" دة عم سعيد البركة بتاعتنا، بس عندك حق هو مش وش سجون".

ليعتدل في جلسته وهو يأخذ وضعية النوم قائلاً بنبرة مُتعبة:

-" دة جاي يا صاحبي في كمبيالات كان ماضي عليها وهو بيجيب جهاز بناته، مقدرش يسدد قاموا ساحبينه".

عقد مالك حاجبيه بتعجُب، ليتساءل بجدية:

-" هو ينفع؟".

تنهد جابر بعدما وضع وسادة صغيرة أسفل رأسه وهو يُغلق جفنيه قائلاً بجدية:

-" مفيش حاجة متنفعش على الحكومة".

نظر مالك للفراغ من أمامه بشرود، ليدفعه جابر وهو يقول بنبرة حانقة:

-" يا جدع ما تفسح شوية إيه كرشة النفس دي".

رمقه مالك بإشمئزاز، لينظر له قليلاً، حتى وجه نظره نحو سعيد الذي جلس يُسبح على أصابعه، ليعود بنظره للفراغ وهو يتنهد بعمق مُغلقاً جفنيه.




عادوا جميعهم إلى المنزل مرة أخرى، ليجلس الجميع بتعب، حتى نظرت لهم شادية من وسط دموع أعينها الزابلة وهي توزع نظراتها الواهنة بينهم، لتلتزم الصمت بعدما توصلت إلى الإجابة، ولكن تحدثت كريمة قائلة بنبرة فضولية:

-" طيب وعلى كدة هيخرج امتى؟".

فرك هاشم جفنيه ليقول بنبرة مُتعبة من بعد ذلك:

-" أكيد لو نعرف مكنش دة حالنا".

لوحت كريمة رأسها، لتتحدث أفنان قائلة بنبرة باكية:

-" طيب يا أبيه هو كويس أنتوا شوفتوه".

لوح رشاد برأسه ليقول بنبرة ساخرة:

-" زي القرد ".

نهض هاشم ليقول بجدية وهو ينظر لهم بعدما شعر بالتعب أثر ما حدث اليوم:

-" بكرة هنروح تاني وهنشوف إيه إللي هيحصل، المهم يلا دلوقتي".

نهضوا جميعهم، عدا شادية التي ظلت جالسة كما هي على الطاولة تستند بكلتا يديها على رأسها وهي تنظر للفراغ من أمامها بشرود، ليقتربوا جميعهم منها حول الطاولة، حتى جلس هاشم من أمامها ليقول بنبرة لينة:

-" يا أمي الموضوع هيتحل والله، المحامي طمننا وقال إن شاء الله هيخلص علطول".

ليتحدث بلال قائلاً بنبرة مُطمئنة:

-" وعادل كمان مش هيسيبه لوحده هناك متقلقيش".

نظرت لهم شادية، لتتحدث بنبرة مبحوحة تتساءل:

-" قاعد فين، وشوفتوه ولا لا".

نظروا ثلاثتهم إلى بعضهم البعض، ليتنهد رشاد وهو يقول بجمود:

-" قاعد في مكتب عادل متقلقيش".

بكت شادية وهي تضع يدها على وجهها تُداريه، ليسحب هاشم يدها ليُقبلها حتى نظر لها من بعد ذلك ليقول بنبرة مُحبة:

-" الله يخليكي ما تعملي في نفسك كدة، والله هيرجعلك بسرعة، وساعتها أعملي فيه إللي أنتِ عايزاه، وأديه غلط وبيتعلم من غلطه، نعتبرها قرصة ودن ليه".

نظرت له شادية وهي تبكي بحُرقة لتقول بنبرة محشرجة لا تقل عن مظهرها:

-" وهو يعمل كدة ليه من الأول، إيه إللي يمشيه في الطريق دة من الأول.. طول عمري بمشي بتباهى بيكم قدام الناس وقدام نفسي، طول عمري بكبر فيكم ومعتبراكم رجالتي، ليه تعملوا فيا كدة.. ليه يعمل فيا وفي أبوه كدة، إحنا قصرنا معاه ف إيه، في إيه طلبوا مننا وقولناله لأ عليه".

وضع هاشم يده على رأسه، ليجثو بلال على ركبتيه من أمامها وهو يستند بيديه على قدميها قائلاً بنبرة لينة:

-" أنتِ عارفة تفكير الشباب في الفترة دي بيكون عامل إزاي، ما على يدك أنا كذا مرة كنت هتورط في حاجات من دي، وكلنا كنا كدة، بس كنا بنفوق لنفسنا وبنفتكر أنتوا عملتوا إيه علشاننا قبل حتى ما رجلينا تخطي خطوة حرام، الفرق إن مالك خطاها، بس بردوا فاق بدري أهو وهو لسة في عز شبابه، فاق وعرف إن إللي بيعمله غلط، يعني هو معترف وعارف غلطه".

كانت شادية تستمع إليه وهي تنظر للفراغ من أمامها والدموع تُسيل على وجنتيها بضعف، ليتحدث رشاد قائلاً بنبرة حاول جعلها هادئة مُطمئنة قدر الإمكان:

-" أعتبريه بيتعلم من غلطه الكام يوم دول، ومتقلقيش زي ما قولنالك هو مش مطول في الموضوع دة كتير، كام يوم وهتلاقيه قدامك".

نظرت له شادية بهدوء، كذلك كريمة التي كانت تتابع حديثه وهي تبتسم له، حتى نهض هاشم ليقول بنبرة هادئة:

-" هنطلع إحنا دلوقتي علشان نصحى بدري نروح نشوف الوضع هناك وصل لإيه".

لينظر من بعد ذلك إلى كلاً من أحلام وأفنان قائلاً بنبرة هادئة:

-" خدوا بالكم منهم، ولو أحتاجوا حاجة أبقوا أتصلوا بينا متتصرفوش من نفسكم".

أومأت له كلاً منهم برأسها، ليعود هاشم بنظره إلى شادية، حتى أقترب ليُقبل رأسها، ثم ربت على كتفها بلين، ليذهب من أمامهم بعدما قام بتوديعهم، ومن خلفه رشاد، وآخرهم بلال الذي قام بتوديع الجميع هو الآخر.




كان بلال يقود السيارة وهي من جانبه تنظر إليه بتوتر، لتبتلع ريقها حتى تساءلت بنبرة مضطربة وهي تضم كفيها إلى بعضهم البعض:

-" بلال هو مالك ماله، وليه طنط شادية وكلهم كانوا بيعيطوا كدة، هو حصل معاه حاجة وحشة".

نظر لها بلال قليلاً، ليعود بنظره إلى الطريق وهو يتنهد بعمق قائلاً بضيق ظهر عليه:

-" مفيش حاجة، متشغليش بالك".

لاحظت وئام ضيقه وهو ينظر للطريق من أمامه، لتمسك بيده الموضوعة بجانبه بكلتا كفيها لتربت عليها وهي تقول بنبرة لينة أثناء نظرها إليه:

-" متضايقش هو إن شاء الله هيبقى كويس، متقلقش عليه".

نظر بلال إلى يدها، ليبتسم رغماً عنه، حتى عاد بنظره إليها ليقول بنبرة مُحبة:

-" مش قلقان يا بسكوتة، بعد مسكة الإيد دي أنا بقيت مية مية".

ضحكت وئام بخفة، ليتنهد بلال وهو يُحاول عدم إظهار ضيقه أمامها، ليعود بنظره إليها وهو يقول بنبرة حاول جعلها مرحة:

-" جاهزة نعمل إللي متفقين عليه".

نظرت له وئام، لتعتدل في جلستها وهي تنظر له بضيق قائلة بنبرة هادئة:

-" أيوة بس الوقت اتأخر خلاص، خليها بكرة..  الجو بردوا ساقعة، ف ممكن علشان منبردش تبقى بكرة".

إبتسم بلال ليومىء برأسه وهو يقول بنبرة لينة:

-" خلاص إللي أنتِ شايفاه صح نعمله، يبقى نروح نتفرج على الفيلم عادي وبكرة نبقى نظبط قعدة البلكونة على ذوقك".

أومأت له وئام برأسها عدة مرات وهي تبتسم بسعادة وحماس، لتنظر له قليلاً وهي تبتسم له بحُب، حتى غمز لها بلال بعينه ليقول بمشاكسة:

-" مز ولا إيه؟ أنا عارف بس قولي هحب أسمعها منك".

تلاشت إبتسامتها لتلوح رأسها بإضطراب وتوتر، ليضحك بلال وهو يقول من بين ضحكاته:

-" ياستي بهزر معاكي وشك جاب ألوان مرة واحدة كدة ليه".

إبتسمت وئام بتوتر، لتفرك بكفيها وهي تنظر له قائلة بنبرة أظهرت خجلها:

-" علشان.. علشان أنت أتغيرت معايا أوي من إمبارح والنهاردة، وبقيت بتعاملني حلو أوي يعني..".

إبتسم بلال وهو ينظر للطريق من أمامه أثناء إستماعه لحديثها، لتسترسل حديثها بأخر وهي تقول بنبرة مُحبة:

-" أنا بحبك لما بتكون كدة معايا، أنا بحبك بردوا في كله.. بس أنا كدة بحس انك بتحبني زي ما أنا بحبك".

أمسك بلال بيدها ليضغط على كفها بلين وتملُك وهو يقول بنبرة مُحبة:

-" مش هقدر أثبتلك بالكلام إن هي دي هتبقى معاملتي ليكي بعد كدة، بس هقدر أثبتلك بالفعل.. والله يا وئام أنا بحاول أعوض كل لحظة وحشة كنت أنا السبب فيها من يوم ما أتجوزنا، ووعد عليا إننا نعوض كل الأيام دي سوا، وهعملك كل إللي أنتِ عايزاه، بس المهم إن حبك ليا دة يفضل ثابت كدة ميقلش ولا تحسي يوم إنك كارهاني".

إبتسمت وئام لتقول بنبرة مُتلهفة:

-" أنا عمري أبداً محسيتش إني بكرهك يا بلال، أنا ممكن أتضايق منك او أخاف شوية.. بس أنا بحبك أوي، بحبك أكتر من أي حاجة".

إبتسم لها بلال، ليرفع كفها يقبله حتى نظر له من بعد ذلك ليقول بنبرة مرحة:

-" وأنا بحبك أكتر من أي حاجة في الدنيا".

ضحكت وئام لتقول بنبرة أظهرت خجلها:

-" دي كلمتي".

ضحك بلال عليها، ليتنهد وهو ينظر للطريق من أمامه، حتى عاد بنظره إليها ليقول بنبرة خبيثة:

-" طيب بقولك إيه، هو الروچ اللي كنتي حاطاه إمبارح دة متحطش في البيت ليه".

عقدت وئام حاجبيها ليستكمل هو حديثه قائلاً بنفس نبرته:

-" مش أنا قولتلك بلاش منه في الشارع وحطي في البيت".

أومأت وئام برأسها، لتبتسم ببلاهة وهي تقول بنبرة سعيدة:

-" يعني أحط منه ومش هتضايق؟".

لوح بلال برأسه ليقول بنبرة مرحة:

-" والله مادام ليا أنا بس يبقى ليه لأ".

أومأت له وئام برأسها عدة مرات بتفهُم، لتبتسم وهي تنظر للطريق من أمامها بسعادة، حتى وجه هو نظره إليها ليبتسم وهو يُطالعها بحُب، حتى عاد بنظره للطريق من أمامه وهو يتنهد بعمق مُحاولاً التحكم بأعصابه التي فلتت أكثر من مرة اليوم أمامها.




كانت كريمة تجلس على الأريكة وهي تتصفح بهاتفها صفحته، وسط إبتسامتها وهي تقرأ المنشورات القليلة التي يُشاركها، وتتصفح بصوره التي يعرض بعضاً منها على مرور السنوات بشكل ليس بكبير، حتى تنهدت بعمق وهي تبتسم بإعجاب أثر مظهره بتلك الصورة الأخيرة التي قام بتحديثها، لتجد إعجاب جديد تمت إضافته إلى صورته، حتى ولجت لترى من قام بإضافة ذلك الإعجاب، لتجدها فتاةٍ ما، أعتدلت كريمة في جلستها لتحدث نفسها قائلة بنبرة حانقة:

-" ودي مين دي إن شاء الله".

كادت كريمة أن تدخل إلى صفحتها، ولكن أستوقفتها تلك المُكالمة الهاتفية، لتقوم بكتم الصوت سريعاً، حتى نهضت لتتجه نحو الشُرفة وهي تُجيب عليها قائلة بنبرة حادة خافتة:

-" الله يخربيتك، أنا مش قولتلك متتصليش بيا لما أروح".

تحدثت تلك المرأة من الناحية الأخرى ببعض الكلمات، لتتنهد كريمة بعمق وهي تقول بنبرة حانقة:

-" أخوه متاخد ومنعرفش الموضوع دة هيخلص على إيه، الأوضاع تهدى كدة وهكلمك".

نفت كريمة بيدها سريعاً بعدما تحدثت المرأة لتقول بنبرة خافتة:

-" لأ بكرة إيه بقولك مش هعرف الفترة دي تقوليلي بكرة!".

إبتسمت كريمة بتفكير، لتتساءل بنبرة خبيثة:

-" كلهم جايين؟".

تنهدت بتردد وهي تبتسم، لتقول بنبرة سريعة:

-" طيب أقفلي هشوف وهقولك، بس متتصليش بيا أنا هتصل بيكي".

أومأت برأسها بعدما جاءها الرد، لتُغلق الهاتف بعدما قامت بتوديع تلك المرأة، لتخرج من الشرفة وهي تغلقها من خلفها ببطء.

_______________________

#يتبع.
#الفصل_السابع_عشر.
#ميرونزا.

Continue Reading

You'll Also Like

53.9K 1K 94
Continuation of Modesto story who happens to intercourse with friends,mature,classmates,strangers and even family...
21.7K 1.8K 39
Story of a family - strict father, loving mother and naughty kids.
13.5K 919 27
Uni+zgi ငါက တခြားသူတွေအတွက်ဆို နတ်ဆိုးတစ်ကောင်ဖြစ်ချင်ဖြစ်မယ် မင်းအတွက် ဆို ငါကဖြူစင်ရိုးသာချင်ယုံလေးပါ ငါတကယ်ချစ်ခဲ့တာ မင်းသိစရာမှမလိုခဲ့တာ ...
236K 11.8K 91
Being flat broke is hard. To overcome these hardships sometimes take extreme measures, such as choosing to become a manager for the worst team in Blu...